محافظ الإسكندرية وشبابها .22/6/2006
د. الشافعي بشير

قد يكون القصد من العنوان شباب محافظة الاسكندرية حيث كان للواء المحجوب لمسات جميلة لتجديد شبابها وإظهارها بالرونق الذي يضعها في مصاف المدن الجميلة علي طول امتداد سواحل البحر الأبيض المتوسط.. وتلك شهادة الذين طافوا بالموانئ والمدن السياحية من اقصي غرب اوروبا الي شرقها عند تركيا والشام. وقد يكون القصد رسالة المحافظ في رعاية شباب المحافظة المقدم علي الزواج وما يتطلبه من تسهيل إقامة مسكن الزوجية.. وهو دور مهم للدولة والمحافظة، خاصة مع ارتفاع..
بل اشتعال اسعار شقق التمليك بما يفوق طاقة الشباب الباحث عن شقة لاستكمال نصف دينه وفك ازمة العنوسة التي اصبحت سمة ظاهرة وخطيرة من سمات العصر، وتمثل مشكلة اجتماعية تستوجب تدخل كل اجهزة الدولة لمواجهتها وسلوك كافة السبل لحلها.. وهذا ما نقصده من العنوان.. فقد سبق ان اشدنا بإنجازات اللواء المحجوب في تجديد شباب المدينة وتجميلها وترقيتها وتنظيفها حتي نال حب اهل الاسكندرية ووضعوا المحجوب حرف الباء مكان الجيم في اسمه ليصبح لهم المحبوب.. وهذا حق عندما يراد اعطاء كل ذي حق حقه في التقدير والتكريم ليكون قدوة للآخرين.
اذن.. فشباب مدينة الاسكندرية هو القضية التي نريد من السيد المحافظ اعطاءها المزيد من الاهتمام.. ونقدم له نموذج شباب الاطباء الذين اقبلوا علي التعاقد لشراء شقق سكنية اعلنت نقابة الاطباء عن اقامتها تحت عنوان »مشروع ابراج الامل لاسكان شباب الاطباء« بشارع حجر النواية علي مساحة 4300 متر مربع، ويحتوي كل برج علي ستة ادوار بخلاف الدور الارضي، وتولت شركة الحرم للمقاولات مهمة التنفيذ منذ سيف 1998 ولكنها تعثرت ولم تستطع إكمال المشروع حتي الآن.. اي بعد مرور ثماني سنوات مع ان العقود المبرمة مع صاحبها المهندس محمد ابو الناس، كانت تنص علي التسليم خلال سنتين فقط.. وترتب علي ذلك حدوث مشكلات اجتماعية انسانية خطيرة تمثلت في فسخ عقود زواج او فسخ الخطوبة لعدد من الشباب بعد اليأس من تسلم شقة الزوجية.
وقد حاولت نقابة الاطباء انقاذ المشروع وإقالة عثرة المقاول بشتى السبل.. ولكنها لم تفلح في ذلك الي ان اقترح مهندسون استشاريون ان تتقدم النقابة للسيد محافظ الاسكندرية بطلب الموافقة علي اضافة دورين اخرين لعمارات المشروع.. وعندئذ يمكن اعطاء دفعة مالية قوية لاستكمال ما نقص في بناء تلك العمارات التي ستطرح شققها الجديدة للتمليك بإشراف ورقابة التنفيذ من جانب نقابة الاطباء بالاسكندرية.
وقد ذهب وفد من النقابة وشباب الاطباء لمقابلة السيد اللواء المحجوب لعرض الامر عليه وطلب موافته علي التعلية للعمارات بواقع دورين فقط فوافق مشكورا علي ذلك الطلب.. ولكن للاسف.. لم تجد الموافقة للتنفيذ عند المختصين بالحي.. رغم ان العمارات ستكون بعد التعلية المطلوبة في مستوي او اقل من ارتفاع العمارات المجاورة.
فهل يعطي اللواء المحجوب محافظ الاسكندرية بعض وقته واهتمامه لحل تلك المشكلة بإعطاء اوامره الصريحة لتنفيذ تأشيرته السابقة.. وهل يفتح بابه لمقابلة وفد نقابة الاطباء بالاسكندرية للاستماع اليهم كما طلب ذلك اصحاب المشكلة والمسئولون بالنقابة برئاسة الدكتور محمد البنا.. وهل يطلب من المسئولين بمكتبه الاتصال بالنقابة لاعلامها بموعد المقابلة المرجوة.. ارجو ذلك لحل مشكلة اكثر من مائة وخمسين شابا دفعوا تحويشة العمر في المشروع الذي يحتاج الي دفعة قوية من السيد المحافظ لاستكماله.. وجزاه الله خيراً

العبث بالسلطة القضائية!! 13/3/2006
د. الشافعي بشير

انزعجت بشدة مما قرأته في الصفحة السابعة بجريدة »الوفد« يوم الخميس الماضي تحت عنوان: »التوريث في مجلس الدولة«. وبدا لي لأول وهلة أن هذا العنوان سيكون أكثر دقة لو استبدلنا كلمة التوريث بكلمة التلويث في مجلس الدولة والسلطة القضائية عموماً، فطالما استمعنا إلي شكاوي من خريجي كلية الحقوق الحاصلين علي درجات عالية لأنهم لم يعينوا في مجلس الدولة أو النيابة العام، بينما تم تعيين ببعض زملائهم الحاصلين علي درجة مقبول لأنهم من أبناء بعض المستشارين،
وكان لذلك أثره السيئ علي كيان السلطة القضائية ومستواها من حيث سمعة البعض منهمممن دلفوا إلي أروقة القضاء وهم غير جديرين بذلك لضعف تكوينهم العلمي، بل وتدني مستواهم الخلقي، حتي أصبحت صفحات الحوادث في الصحف تشمل من وقت لآخر أخبار المرتشين والمنحرفين من وكلاء نيابة وقضاة.. ولم نستبعد نسبة تعاطي المخدرات والاتجار فيها من جانب المندوب بمجلس الدولة الذي زلف اليد في دفعة تكميلية دون وجه حق، كما ورد في التحقيق الصحفي المنشور بجريدة »الوفد« يوم الخميس الماضي.. ولم أكن أعجب أيضاً عندما اقرأ لبعض أعضاء في النيابة العامة أو القضاة مذكرات أو أحكام تتسم بالركاكة في التعبير والوقوع في الأخطاء اللغوية والنحوية بشكل مخجل.
ولابد أن الذين يعينون في أولي درجات السلم القضائي من خريجي كليات الحقوق وهم من الهابطين في المستوي العلمي وليست لهم شفاعة في التعيين إلا بنوتهم لأحد المستشارين، هؤلاء قد اساءوا لسمعة السلطة القضائية إساءة بالغة لمسها الرأي العام وهو يطالع أحكاماً يحار العقل فيها لتناقضها مع المنطق والمبادئ الأولية للفهم القانوني، مما يوحي بأن القاضي الذي أصدرها لم يكن متحلياً بالعلم والاستقلال المنشود في القضاء، أو ما يتابعه الناس من أخبار الانتخابات، وما ينسب للكثيرين من المشاركة أو التستر علي تزوير إرادة الشعب كما ظهر في انتخابات مجلس الشعب الأخيرة وما ظهر من قبلها وتحدثنا عنه في مقالاتنا المنشورة بجريدتي »الشعب« و»الوفد« في المدة من 1983 حتي ،2002 كما ورد في الفصل الثاني عشر من كتابنا عن أحوال مصر في ربع قرن.
ونعود إلي التحقيق الصحفي المنشور بجريدة »الوفد« يوم الخميس الماضي عن التعيين في مجلس الدول والواقعة المنسوبة إلي رئيس المجلس بالذات.. ولابد أن رئيس المجلس سوف يرد علي ما نسب إليه من حيث تعيين الأبناء في المجلس رغم نجاحهم في كلية الحقوق والشرطة بدرجة مقبول فقط مع وجود من هم أحق منهم من الحاصلين علي درجات جيد جداً أو جيد، بالمخالفة لمبدأ المساواة بين المواطنين كحق دستوري وحق من حقوق الإنسان.
ولابد أن أشير في هذا الصدد إلي إعلان الجمعية العامة للأمم المتحدة في 29 نوفمبر و13 ديسمر 1985 بشأن استقلال السلطة القضائية، حيث اشترط في البند العاشر أن يكون التعيين في المناصب القضائية لأرفع العناصر من حيث الكفاءة العلمية والنزاهة بعيداً عن المعايير غير السليمة في الاختيار كالنسب والثروة والنفوذ.
وإذا كان نادي القضاة في مصر يطالب بصدور القانون الجديد لاستقلال السلطة القضائية.. فإننا نطالب معه بأن يكون هذا الاستقلال قولاً وفعلاً ويقينا وضميراً حياً يحول دون وقوع المخالفات.. بل الخطايا التي ورد ذكر بعضها في التحقيق الصحفي المنشور بجريدة »الوفد« السابق الإشارة إليه.

تعديل.. بلا تعديل! 18/5/2006
د. الشافعي بشير

من مأثوراتنا الشعبية عندما تتأزم الأمور ويشتد الكرب ولا نجد له حلاً فإننا نسلم أمرنا لله ونقول في النهاية: »ربك يعدلها«.. بإزالة الغمة وحل الأزمة ورفع الكرب الشديد.. أي أن تعديل الحال سيكون للأفضل وليس للأسوأ.
وكان ذلك حال شعب مصر عندما اشتد به الكرب وتأزمت أموره وساءت أحواله السياسية والاقتصادية والمعيشية اليومية بصفة خاصة.. وقال المنصفون إن ذلك كله يرجع إلي خلل في منظومة الحكم التي أفرزت جماعة ضغط أو جماعة مصالح لم تتغير كثيراً منذ تنظيم الاتحاد القومي ثم الاتحاد الاشتراكي إلي حزب مصر، ثم ما يسمى ظلماً بالحزب الوطني الديمقراطى..
فحلقات السبحة الحكيمة في جعل الحاكم لم تتغير كثيراً منذ عبدالناصر والرئيس السادات والرئيس مبارك.. سواء بالأشخاص أو الفكر والمنهج والمصلحة الشخصية التي تصل إلي حد القتال للدفاع عنها ولو وصلت البلاد إلي حد الخراب.
وهذا ما شاهدناه في الأيام الأخيرة منذ أن أعلن الرئيس مبارك ضرورة تعديل المادة »76« من الدستور ليصبح اختيار رئيس الجمهورية بالانتخاب وليس بالاستفتاء.. فاستبشرنا خيراً بعد طول معاناة بسبب رفض أقطاب الحكم لأي تعديل في الدستور أو إصلاح للنظام السياسى.. ونشر أقطاب المعارضة المقالات التي ترحب بمبادرة الرئيس، حيث استقبلت أىضاً بكثير من الارتياح عند دعاة الديمقراطية وحقوق الإنسان علي المستوي الوطني والدولى.. وانتظرنا الحوار حول شروط الترشيح لمنصب رئيس الجمهورية، بحيث لا تكون شروطاً تعجيزية لا تؤدي إلي إصلاح دستوري وسياسى حقيقى.. واستبشرنا أكثر عندما وجهت الدعوة لرؤساء الأحزاب القائمة لإجراء الحوار مع أقطاب الحزب الوطني الحاكم حول شروط الترشيح لرئاسة الجمهورية.. وزاد الأمر بسطة وانشراحاً بدعوة أساتذة القانون الدستوري في الجامعات المصرية للإدلاء بآرائهم حول تعديل المادة »76« من الدستور، وما يرتبط بها من شروط للترشيح لمنصب رئيس الجمهورية.. وكان المتشائمون ينظرون لذلك العرض السياسى ويقولون: إنها مسرحية هزلية لأنها ستنتهي بإسدال الستار عند النهاية المحزنة.. وكنا نحن مع المتفائلين ولسان حالنا يردد دائماً الجملة المأثورة المذكورة في صدر هذا المقال »ربك يعدلها«.
ولكن أقطاب الحزب الحاكم.. وهم ورثة الاتحاد القومي والاتحاد الاشتراكي وحزب مصر الذين قادوا البلاد للخراب الذى يعيشه شعب مصر.. فلا حرية في ظل قانون الأحكام العسكرية المسمي »قانون الطوارئ« المطبق منذ ربع قرن بكل البطش والبغى والقهر بشهادة مئات الآلاف من المعتقلين الداخلين والخارجين والباقين مع العذاب المهين.. ولا ديمقراطية في ظل تزوير الاستفتاءات والانتخابات التي أبقت علي رموز بغيضة كريهة في مقاعدها.. فشاع السلب والنهب وكانت المحصلة عجزاً رهيباً في موازنة البلاد وتدني الاستثمارات لفقدان الثقة في أهل الحكم فزادت البطالة وزاد الشقاء والغلاء والبلاء بأهل البلاد.
ولعلنا نذكر آخر انتخابات لمجلس الشعب عندما سقط رموز الحزب الوطني في الجولة الأولي من الانتخابات.. فزلزلت الأرض زلزالها تحت أقدام أقطاب الحزب الوطنى.. وبدا لهم بل تحقق لديهم أن طوفان الانتخابات النزيهة بإشراف القضاء سوف يجرفهم خارج الحكم.. فركبوا ظهر قانون الطوارئ وحولوا دوائر الانتخابات إلي ثكنات عسكرية بحشود الأمن المركزي لمنع من يريدوا منهم الوصول إلي قاضى الانتخابات مستعينين بجيش آخر من البلطجية لإرهاب الناخبين المعروف عنهم مشايعتهم لمرشحي المعارضة.. ومع ذلك لم يحصل الحزب الحاكم علي الأغلبية التي ىصمم عليها فاستجلب الذين نجحوا في الانتخابات كمستقلين وضمهم إلي قائمة نواب الحزب ليصبح مجلس الشعب.. ليس مجلسنا نحن شعب مصر.. وإنما مجلس الحزب الوطني الحاكم، بالإضافة إلي الأغلبية الكاسحة لنوابه أيضاً في المجالس المحلية بالمحافظات.. وبالتزوير أيضاً.
فكيف لمرشح مستقل لانتخابات رئيس الجمهورية أن يحصل علي موافقة ثلاثمائة نائب من مجلسي الشعب والشوري والمجالس المحالية؟.. أليس هذا مصادرة علي المطلوب كما يقول أهل الشرع والقانون؟
ماذا يريد أقطاب الحزب الحاكم لمصر وشعبها؟ المزيد من اليأس والغيظ والانسحاب من الحياة السياسية الوطنية إلي ساحة العنف الذى تلوح به الأيام السوداء؟
لقد أفرغوا التعديل الدستوري من مضمونه ومأموله.. وأصبح تعديلاً بلا تعديل.. ومع ذلك سنظل مع القائلين: »ربك يعدلها«.

ملحوظة:
يوجد خطأ مطبعى في مقالنا بجريدة الوفد المنشور بعدد الثلاثاء إذ ورد به أن القسط الشهري للكمبيوتر هو مائتان وأربعون جنيهاً، صحتها 142 جنيهاً أرجو إعلان ذلك.

حتي لايكون التعديل الدستوري صوريا .2/3/2005
د. الشافعي بشير


في البند الثالث من خطاب الرئيس مبارك الي مجلسي الشعب والشوري.. ورد ما يلي: (كفالة الوسائل اللازمة لضمان جدية الترشيح للرئاسة، ومن ذلك ان يحصل من يرغب في الترشيح علي تأييد من ممثلي الشعب المنتخبين في المؤسسات الدستورية وفي المجالس الشعبية المحلية). ـ ومعني هذا ان من يرد ترشيح نفسه في انتخابات الرئاسة ان يتوجه الي اعضاء مجلس الشعب يطلب تأييدهم لطلب الترشيح فضلاً عن توجه الي مجالس المحافظات والمدن والقري للحصول علي تأييدهم..
فاذا لم يكن من قيادات الحزب الوطني الحاكم فلن يحصل علي تأييد اعضاء تلك المجالس بينما يضمن الرئيس مبارك وقيادات الحزب الوطني حشد التأييد اللازم لطلبات ترشيحهم.. خاصة اذا ما تقدم السيد جمال مبارك بطلب ترشيحه وتلقي التأييد الكاسح من نواب مجلس الشعب واعضاء المجالس المحلية.. وعجز المرشحون الآخرون من الحصول علي مثل ذلك التأييد.. وسأضرب مثلاً ببعض الاسماء التي نشرتها بعض صحف المعارضة كمنافسين في الانتخابات الرئاسية القادمة مثل عمرو موسي ومحمد حسنين هيكل والمستشار طارق البشري.. فهل سيتمكن هؤلاء من الحصول علي تأييد اعضاء مجلس الشعب والمجالس المحلية في مواجهة الرئيس مبارك او جمال مبارك؟
ـ ان البند الثالث من خطاب الرئيس لمجلسي الشعب والشوري يصادر حرية المرشحين المنافسين للحزب الوطني ويجعل طلباتهم تحت رحمته ويفرغ التعديل الدستوري من مضمونه ويصبح تعديلا صوريا.. ولايزيل هذه المخاوف ما قاله الدكتور فتحي سرور من ان للاحزاب حق التقدم بمرشحيها دون شرط موافقة اعضاء مجلسي الشعب والشوري، الا اذا تم تعميم ذلك علي كل المرشحين في انتخابات الرئاسة وترك الامر للشعب ليقرر بحرية من يختاره رئيسا للجمهورية من خلال صناديق الانتخاب.
ـ ولقد طلب الرئيس تعديل المادة 76 من الدستور، ولماذا لم يطلب تعديل المادة التالية برقم 77 التي تجيز اعادة انتخاب رئيس الجمهورية لمدد اخري، وكان النص الاصلي في الدستور قبل مايو 1980 يحدد التجديد بمدة واحدة تالية مثل الدستور الأمريكي.. فلماذا لاتعدل هذه المادة ايضا حتي تستقيم الحياة الديمقراطية في مصر؟

البروتوكول..واتفاقية الكويز.. 29/12/2004
د. الشافعي بشير

ثلاثة من قادة الحزب الوطني في مجلس الشعب اخطأوا في توصيف اتفاقية الكويز.. فقد اعلن الاستاذ الدكتور فتحي سرور ان الكويز ليست اتفاقية دولية بالمعني الصحيح وانه لن يتم اخذ رأي المجلس فيها.. وان الكويز يطلق عليها ترتيبات وليست اتفاقية.. واضاف الوزير كمال الشاذلي أن الكويز لايعد اتفاقا بل هو بروتوكول تنفيذي فقط وبذلك لايتم عرضه علي مجلس الشعب.. وزاد الدكتور عزمي علي ذلك قوله في مجلس الشعب بأن البروتوكول المذكور لا ينطبق عليه النص الدستوري الذي يطالب به النواب لان النص يقول ان رئيس الجمهورية يبرم هذه المعاهدات، وان ماحدث ان رئيس الجمهورية لم يوقع علي هذه الاتفاقية.
وإلي الثلاثة المسئولين في السلطة التشريعية نعرض نص المادة الثانية من اتفاقية فيينا لعام 1969 بشأن قانون المعاهدات حيث تعرف المعاهدة بأنها (اتفاق دولي يُعقد بين دولتين او اكثر كتابة ويخضع للقانون الدولي، سواء تم في وثيقة واحدة او اكثر وأيا كانت التسمية التي تطلق عليه«.
فقد يطلق عليها اتفاقية او عهد او ميثاق او بروتوكول فكلها اصطلاحات تدخل في مدلول المعاهدة بتفصيلات لا مجال لشرحها.. ولكن مايهمنا هو ان اتفاق الكويز المسمي بروتوكولا هو اتفاقية دولية تقرر حقوقا والتزامات لثلاث دول هي مصر واسرائىل والولايات المتحدة الامريكية.. وقد وقع ممثلو حكومات تلك الدول علي ذلك الاتفاق الدولي وصعقنا العلم الاسرائىلي المرفوع امام وزير التجارة الاسرائىلي في مقر مجلس الوزراء المصري.
ـ وهكذا تمت مراسم التوقيع علي اتفاق دولي بالمعني القانوني الدولي وليس مجرد ترتيبات كما قال رئىس مجلس الشعب.. او (بروتوكول تنفيذي فقط لايتم عرضه علي مجلس الشعب كما قال وزير شئون مجلس الشعب كمال الشاذلي، وايده في ذلك الدكتور زكريا عزمي عندما اعلن أن ذلك البروتوكول لاينطبق عليه النص الدستوري.. لأن النص يقول »بأن رئىس الجمهورية أبرم هذه المعاهدات، وان ماحدث ان رئىس الجمهورية لم يوقع علي هذه الاتفاقية«.. والدكتور يقصد بالنص الدستوري المادة 151 من الدستور الدائم.. وقد فسرها الدكتور عزمي تفسيرا خاطئا اذ ان عبارة يبرم رئىس الجمهورية المعاهدات.. لاتعني ان رئىس الدولة هو الذي يوقع علي المعاهدة اوالاتفاق الدولي كما فعل الرئىس السادات في اتفاقية كامب ديفيد والمعاهدة المسماة معاهدة السلام مع اسرائىل.. فذلك وضع لايتكرر كثيرا، اذ يتولي التوقيع عادة ممثلو الدولة من الوزراء والسفراء والمندوبين كما حدث في بروتوكول الكويز ومئات المعاهدات والاتفاقيات الدولية.. ثم يعقب ذلك التوقيع مراجعة ومناقشة واقرار الاتفاقية الدولية في مجلس الشعب طبقا لنص المادة 151 من الدستور ويعقب ذلك التصديق عليها من جانب الرئىس.. ويطلق علي عمليات التفاوض والتوقيع والاقرار والتصديق اصطلاح ابرام المعاهدة او الاتفاقية الدولية التي تبدأ مسيرتها من رئىس الدولة وممثليه في السلطة التنفيذية دون ان يشترط توقيعه عليها ثم تصل لمسيرتها النهائية عند الرئىس بالتصديق وينشرها وزير الخارجية في الجريدة الرسمية لتصبح ملزمة لكل السلطات.
ـ ولا شك ان بروتوكول الكويز يرتب التزامات قانونية وتجارية علي الدول الثلاث الموقعة عليه.. ولاشك ايضا في انه يحمل معاني سياسية في علاقات مصر باسرائىل بالذات.. ويمثل ردة في دور مصر القومي الرائد في اتفاقية الوحدة الاقتصادية العربية ومشروع السوق العربية المشتركة او منطقة التجارة الحرة العربية لوجود مقاطعة عربية واسعة ضد اسرائىل.. ثم هو ذو صدي سياسي وقومي علي مستوي شعب مصر الرافض حقيقة للتطبيع مع اسرائىل في ظل عدوانها الوحشي علي شعب فلسطين ومقدساتنا في القدس.. يضاف الي ذلك الاستنكار الشعبي واسع النطاق لما تفرضه امريكا واسرائىل في العراق وفلسطين.. فالبروتوكول اذن له صبغة سياسية واخري تجارية يدخله في مفهوم المادة 151 من الدستور.. ومن ثم مناقشة مجلس الشعب له واقراره.. ولانقول استفتاء لان 99،99% من الشعب سوف ترفضه حتما.

كيف لسجين فلسطيني أن يحرر شعباً أسيراً؟! 13/12/2004

بقلم: د. الشافعي بشير

رشح مروان البرغوثي نفسه في انتخابات الرئاسة الفلسطينية ضد مرشح منظمة فتح محمود عباس.. وقال أنصار البرغوثي: إن سجنه في اسرائيل لا يحول بينه وبين قيادة شعب فلسطين نحو التحرر والاستقلال مثلما كان الحال بالنسبة للزعيم الأفريقي نيلسون مانديلا الذي ظل في السجن أكثر من عشرين سنة وكان مُلهماً لشعبه في نضاله الوطني ضد حكومة الأقلية البيضاء في اتحاد جنوب أفريقيا حتي انتزع حقه في تقرير المصير
وحكم نفسه بنفسه من خلال انتخابات ديمقراطية حرة نزيهة يتساوي فيها الأبيض مع الأسود.. وكان طبيعياً أن تفوز الأغلبية الأفريقية بالحكم بعد مئات السنين من استعمار وسيطرة الأقلية العنصرية البيضاء.. وتوج الشعب الأفريقي نصره العظيم بإخراج زعيمه نيلسون مانديلا من السجن وانتخابه رئيساً للدولة في عام 1994 ويصبح ملء عين الدنيا وسمعها كزعيم تحرير شعبي يعطي المثل في كيفية قيادة السجين لشعبه الأسير في نضاله الوطني حتي ينال حريته واستقلاله.
ولقد ألقت زوجة البرغوثي كلمة عند تقديم طلب ترشيح زوجها، بأنه يفعل مثلما فعل الزعيم نيلسون مانديلا عندما قاد شعبه من داخل السجن حتي نال حريته الشخصية وحرية شعبه.. وهذا التشبيه خاطئ إذا ما وضعنا قضيتي شعب جنوب أفريقيا وشعب فلسطين في الظروف والملابسات التي تحيط بكل من القضيتين.. فقد كان المجتمع الدولي وخاصة الدول الكبري في صف الشعب الأفريقي ضد سياسة »الأبارتهيد« أي التمييزالعنصري البشع السائد في دولة اتحاد جنوب أفريقيا، ووقعت الأمم المتحدة ومعظم دول العالم عقوبات مؤلمة علي حكومة جنوب أفريقيا العنصرية حتي أذعنت للإدارة الدولية وتخلت عن سياسة »الأبار تهدد«، أي الرؤوس المنفصلة أو المنعزلة وقبلت بدأ المساواة بين البيض والسود وأن يكون لكل منهم صوت واحد لرجل واحد في الانتخابات مما سمح للأغلبية الأفريقية بأن تفوز بالحكم في انتخابات نزيهة نظيفة تحت اشراف دولي.. وهو ما نأمل حدوث مثله لشعب فلسطين.. ولكن الظروف مختلفة، وأصل القضية مختلف، والمكان مختلف، وموقف الدول الكبري مختلف، ووقوع أقوي دولة في العالم في قبضة الصهيونية العالمية في ظل صعود اليمين الأمريكي المتطرف إلي كراسي الحكم في القطب العالمي الوحيد بعد انهيار الاتحاد السوفيتي مما جعل الأمور تختلف تماماً بالنسبة لقضية شعب فلسطين في مواجهة اسرائيل ويهود العالم الذين صبغوا القضية بالصبغة الدينية التوراة التي يؤمن بها المسيحيون الأمريكيون والأوروبيون وخاصة البروتستانت المسيطرين تماماً علي الكونجرس والإدارة الأمريكية ووسائل الإعلام، ومن ثم الأمم المتحدة ذاتها ومجلس الأمن الدولي الواقع تحت جناح الأمريكيين والخاضع لهم تماماً ولو ضد اجماع العالم كله.. مع غياب أي توازن للقوي بين الدول العربية مجتمعة واسرائيل ومعها حكومة الولايات المتحدة الأمريكية التي أصبح لها في المنطقة أعتي القوات العسكرية البحرية والجوية والأرضية في خدمة القضية الصهيونية والإمبريالية الأمريكية.
وصحيح أن أعمال المقاومة المسلحة الفلسطينية والعراقية قد خلخلت موازين القوي مع الاسرائيليين والأمريكيين.. وكانت العمليات الفدائية الاستشهادية أقوي الأسلحة الشعبية ضد القوتين الطاغيتين.. وهذا أمر يوضع في كفة مروان البرغوثي قائد الانتفاضة الفلسطينية.. ويشفع له في انتخابات الرئاسة الفلسطينية في مواجهة محمود عباس مرشح منظمة فتح والمقبول دولياً كمفاوض باسم شعب فلسطين لاستثمار ما أحدثته الانتفاضة الفلسطينية وجهاد الشعب الفلسطيني الطويل من أجل تحقيق مصيره بدعم دولي.. ولكن يبقي السؤال.. هل يستطيع السجين مروان البرغوثي أن يحقق لشعبه فلسطين في الأجل القريب أو البعيد مايمكن أن يحققه محمود عباس وفريقه في السلطة الوطنية الفلسطينية في الظروف الإقليمية والدولية الحالية؟!.

الحصار في ذكري الإعلان العالمي لحقوق الإنسان 7/12/2004
بقلم : الشافعى بشير

شعب أوكرانيا يعطي العالم درساً في الثورة علي السلطة الحاكمة المستبدة الظالمة التي تدمن تزوير الانتخابات وتصعيد من تريد تصعيده وإسقاط من تنوي إسقاطه ضاربة عرض الحائط بحق الشعب في اختيار من يحكمه طبقاً لنصوص الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الصادر في 10 ديسمبر 1948. إنه يعطي بصفة خاصة درساً عملياً في كيفية رفض الظلم وإسقاط المثل الخائب الذي يقول:
»يا بخت من نام مظلوماً ولا بات ظالماً«.. فقد قضي شعب أوكرانيا ليله ونهاره في مظاهرات ثائرة هادرة نقلها لنا التليفزيون في صور حية خلال الأسبوعين الماضيين، ولم يقبل رجال ونساء وشباب وأطفال أوكرانيا أن يناموا مظلومين، مثلما قال المثل المصري المتوارث الذي صبغ شعب مصر بالسلبية والخضوع للسلطة الفرعونية التي تحاصره بظلمها واستبدادها.. دون أن يجرؤ علي فك الحصار كما يفعل شعب أوكرانيا الذي قلب حصار الحكومة للشعب إلي حصار الشعب للحكومة، حيث التف حول مقرها وطوق البرلمان بالمظاهرات حتي أصدر قراره بحسب الثقة من الحكومة التي زورت انتخابات الرئاسة، وفرض إرادته بإلغاء الانتخابات المزورة في انتصار عظيم لإرادة الشعوب التي قال عنها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في المادة 21 إن »إرادة الشعب هي مصدر سلطة الحكومة«. ويعبر عن هذه الإرادة بانتخابات نزيهة تجري دورياً علي أساس الاقتراع السري وعلي قدم المساواة بين الجميع.. تماماً مثلما قال زعيم مصر سعد زغلول منذ ثمانين سنة.. ومازالت جريدة الوفد تنشره كل يوم بالبنط العريض إلي جانب صورة الزعيم: »الحق فوق القوة، والأمة فوق الحكومة«.
لقد هب شعب أوكرانيا لدفع الظلم والطغيان والتزوير، ولم يقبل الخضوع ليكون مفعولاً به كما هو الحال في الكثير من دول العالم الثالث ومنها مصر التي يغيب فيها الشعب، عن أن يكون فاعلاً ملتحفاً بالمثل الخائب الثاني »الباب اللي ييجي منه الريح سده واستريح«.. فقد رأي حكومته تتسلح ضده حتي أسنانها بترسانة قانون الطوارئ والقوانين سيئة السمعة وعشرات الآلاف من الأمن المركزي الذي تطلقه بعنف علي أي جامعة أو أي مظاهرة أو احتجاج أو تجمع للأحزاب ولو حتي أثناء الانتخابات التي أدمنت تزويرها وتزييفها وأتحفت الشعب بنواب القروض والنقوط والتجنيد ولصوص البنوك، وفتحت الأبواب علي مصراعيها لأصحاب الحظوة والسلطان للإثراء الفاحش والمال الحرام والهروب من البلاد بالمليارات المنهوبة.. وبنفس الحماس فتحت أبواب السجون والمعتقلات لعشرات الآلاف ممن يعارضونها أو تسلط عليهم بلطجية السلطة لضربهم ضرباً مبرحاً وتجريدهم من ملابسهم كما فعلت مع رئيس تحرير جريدة العربي الأستاذ عبدالحليم قنديل.
لقد حطم شعب أوكرانيا حصار السلطة الظالم علي حقوق الإنسان والحريات كما وردت في الإعلان العالمي للأمم المتحدة عام 1948.. فمتي يتعلم شعب مصر درس تحطيم الحصار عليه في حقوقه الأساسية وحرياته وتزوير وتزييف إرادته في الانتخابات والاستفتاءات.
أيها الناس.. اكسروا الحصار.. عدلوا موقعكم من الإعراب.. كونوا فاعلين وليس مفعولاً بهم.. ولتكن الانتخابات والاستفتاءات القادمة بداية الفعل.

كلاب الإسكندرية المسعورة!! 27/11/2004
د. الشافعي بشير

الخبر الذي نشرته جريد الوفد يوم الاثنين تحت عنوان: »الكلاب المسعورة تعقر 113 مواطناً في شوارع مناطق كرموز ومحرم بك والعطارين«.. أصابنا بذعر حقيقي أكثر مما أصابتنا به أسراب الجراد التي عبرت الحدود الليبية الي مرسي مطروح والاسكندرية وأكلت مزروعات شباب الخريجين الغلابة ولكنها لم تأكل لحومهم أو تعقرهم كما فعلت الكلاب المسعورة بأهالي الاحياء الثلاثة بمدينة الاسكندرية وشهدت علي ذلك الصور التي نشرتها الجريدة بالصفحة الأولي للمواطنة شادية والطفل كريم،
إذ شوهت الكلاب المسعورة وجهيهما بعدما أحدثت بالطبع ذعراً هائلاً لهما وللناس من حولهما. وامتد الذعر الي تلاميذ المدارس إذ ظل احفادي الصغار يحكون لي حكايات تفصيلية مرعبة عما أحدثته الكلاب المسعورة بالتلاميذ وغيرهم بعدما تناقلوا اخبارهم في الفصول والاتوبيسات مع الكثير من المبالغة مما زاد من ذعر الصغار والكبار علي حد سواء.
والسؤال او الاستجواب لمحافظة الاسكندرية .. كيف وصلت تلك الكلاب المسعورة لثلاثة أحياء مشهورة في قلب المناطق العمرانية بالاسكندرية؟
- لقد كنا في الماضي نشاهد عربات المحافظة لجمع الكلاب الضالة في شوارع المدينة.. وكنا نعجب لمهارة صائد الكلاب وهو يحمل في يده عصا طويلة تنتهي بحبل علي حلقة يقربها من رأس الكلب ثم يحيطها برقبته ويجذبها في لمح البصر معتقلا الكلب وإدخاله في عربة نقل الكلاب لتقديمها طعاما لحيوانات حديقة الحيوانات بالنزهة كما كانوا يقولون.. وكنا نشعر بالرضا والامتنان لمحافظة الاسكندرية علي حرصها لتحقيق الأمن والأمان للشارع السكندري من أخطار الكلاب المسعورة والضالة عموما.. ولكن ماذا جري لك يا محافظة الاسكندرية؟! نراك حلوة جميلة علي كورنيش البحر من قصر المنتزه حتي قصر رأس التين.. وتدور أعيننا يمينا وشمالا في كل تلك المسافة فلا نقع إلا علي كل ما هو جميل وحضاري في مستوي حضارة المدن الساحلية من شواطئ فرنسا حتي شواطئ تركيا.. بل تزيد حلاوة وجمالاً وحضارة عن كثير من تلك الشواطئ .. وقد نشرنا مقالات نشيد فيها بسلطات محافظة الاسكندرية ووجهنا شكراً جزيلاً للمحافظ المحبوب المحجوب كما يسميه أهل الاسكندرية.. ولكن الأنباء التي صعقتنا يوم الاثنين الماضي عن الكلاب المسعورة التي سرحت في أحياء الاسكندرية وعقرت أهلها تجعلنا نتساءل ونسأل السيد المحافظ: »هل أصبحت الإسكندرية من الخارج هَلاَّ هاالله ومن الداخل يعلم الله؟؟!!«

بلطجة قطاع عام!! 13/11/2004
د. الشافعي بشير

ليلة الشفرات الحادة.. ليلة سوداء كالحة للحكم النازي الألماني قضي فيها هتلر بنفسه علي عدد كبير من معارضي نظام حكمه الذي انتهي بالاندحار وحرقه في حفرة نار بدار المستشارية الألمانية. وليلة إغراق القسيس البولندي المعارض بالقائه في النهر بعد توثيقه بالحبال في صخرة هوت به إلي قاع النهر وهوت معها سمعة وشرف نظام الحكم في دارسو فكانت النهاية له وزبانية المجرمين.. ليالي سوداء لنظم حكم جعلت من البلطجة قطاعاً عاماً ينشط مع خفافيش الظلام للانقضاض علي معارضي الفساد والإفساد والظلم والاستعباد فيعترض طريقهم للتصفية الجسدية
ضرباً بالرصاص في المليان أو ضرباً مبرحاً في الجسد وتكسير العظام مع رسالة تحذير له وللمعارضين بأن ذلك هو مصير كل من يعارض الأسياد الذين اقتنصوا كراسي السلطة بالقوة الغاشمة أو الاستفتاءات والانتخابات المزورة.
وسيقولون إنهم يحكمون البلاد بالمؤسسات في الدستور المفصل والمطرز علي مقاسهم ومزاجهم.. فتوجدسلطة تشريعية وسلطة تنفيذية وسلطة قضائية ويخفون السلطة الرابعة تحت الحزام الذي يفكونه للجلد عند اللزوم.. إنها سلطة الإرهاب.. الإرهاب الحكومي ق/ع.. أي قطاع عام.. مثل الذي نشط في فجر ليل رمضان وتتبع رئيس تحرير جريدة »العربي« عبدالحليم قنديل واستوقفه بالقوة في الطريق العام وانتزعه إلي عربة الإرهاب قطاع عام وجلدوه وسلخوه من ملابسه والقوا به عارياً في طريق مهجور مع تحذير له ولأمثاله من حملة الأقلام الصحفية وأصحاب الفكر والرأي بأن ذلك سيكون مصير كل من ينتقد أسياد مصر.. ورثة الذي قال لشعب مصر.. أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي، أفلا تبصرون؟!.. فالفرعون لم يغادر مصر بالرغم من الغرق الذي مُني به، ورغم مقولة السادات الشهيرة للأمريكيين بأنه وعبدالناصر آخر فراعنة مصر.
لا يا صاحب حادثة المنصة.. لم تكن أنت آخر الفراعنة ولا ختام الفرعنة في مصر التي أعلنت لنا في جريدتها الرسمية المختومة بخاتم النسر.. بأن الإرهاب.. قطاع عام سيف مسلط علي الرقاب، وسوط لجلد الأجساد، وقبضة مجرم وعصابة إجرام مثل التي اعترضت طريق رئيس التحرير ليلاً واختطفته وأشبعته ضرباً ولكماً وصفعاً وركلاً ثم جردته من ملابسه وألقت به في الطريق العام في زمن أزهي عصور الديمقراطية.
ويا طول أحزان هذا الوطن في ظل خفافيش الظلام التي انطلقت مثل دراكولا مصاص الدماء في ليلة الشفرات الحادة النازية وليلة الشيوعية البولندية وعشية الثورة الشعبية الرومانية التي قضت علي نظام تشاوشيكو والصحوة الشعبية التشيلية التي قضت علي حكم بنوشيه علي أرض أمريكا اللاتينية.. ولكن.. من يتعظ فيك يا مصر؟!.

حكاية القمح في جامعة المنصورة 23/10/2004
د. الشافعي بشير

تحية للمهندس احمد الليثي وزير الزراعة علي إعلانه في جامعة المنصورة أن تحقيق الاكتفاء الذاتي لمصر من القمح يعتبر قضية أمن قومي.. وأن هذا هو منهج وزارة الزراعة واستراتيجيتها للأعوام من 2004 حتي 2017، وقد دش وزير الزراعة هذه السياسة بخطوة عملية عند مشاركته في ندوة »طفرة القمح« بجامعة المنصورة حيث عرضت كلية الزراعة أبحاثها الجديدة التي تساعد علي زيادة إنتاجية القمح في مصر بنسبة 20%.. وقد اعتبر الوزير ذلك كشفا علميا مصريا مهما في طريق تحقيق الاكتفاء الذاتي من تلك السلطة الاستراتيجية لمصر. وقرر منح الجامعة مليوني جنيه للاستمرار في أبحاثها العلمية الجادة.
وجامعة المنصورة من أكثر الجامعات المصرية ترحيبا بمنهج وزير الزراعة، إذ إنها سبق أن رفعت نداء الاكتفاء الذاتي من القمح واعتبار ذلك قضية قومية في طريق تحرير الإرادة المصرية واستقلالية قرارها عن الضغوط التي تمارسها الإدارة الأمريكية التي تمد مصر بغالبية احتياجاتها من القمح وتستخدمه سلاحا سياسيا ضاغطا علي صانع القرار في مصر، وخاصة في المواقف الوطنية والقومية والدولية الخطيرة.
وقد برزت جهود جامعة المنصورة في ذلك المجال بقوة عندما رصدت الحكومة في عام 1976 عشرة ملايين من الجنيهات للأبحاث التي تقوم بها الشركة العامة للبترول وغيرها بحثا عن المياه الجوفية في الصحراء الغربية وخاصة أرض العوينات، ثم زاد المبلغ الي خمسة عشر مليوناً ونصف المليون جنيه.. لم تضع هباءً، بل توجت بإعلان اكتشاف مخزون هائل من المياه الجوفية التي تكفي زراعة مساحات شاسعة من الأراضي بالقمح وغيره من المحاصيل .. هنالك جرت اتصالات بين أساتذة قسم الأراضي بكلية الزراعة والشركة العامة للبترول التي عرضت أبحاثها عن المياه الجوفية بمنطقة شرق العوينات.. وذهب فريق من أساتذة الكلية إلي تلك المنطقة وأجري أبحاثا مع جامعة برلين وغيرها حيث زرعوا القمح والذرة في مزارع تجريبية كما زرعت الشركة العامة للبترول عشرة أفدنة كمزرعة نموذجية ودخلت إيطاليا بمنحة لزراعة مائتي فدان واستثمار الطاقة الشمسية.. وعندما عاد فريق جامعة المنصورة من أرض العوينات عقدت ندوات علمية شارك فيها أساتذة متخصصون من كل الجامعات المصرية حيث أعلنوا جدية الابحاث العلمية الميدانية في شرق العوينات وطالبوا باستثمارها فوراً ضمن مشروع قومي لزراعة القمح تحقيقا للاكتفاء الذاتي لشعب مصر في أهم موارد معيشته المتعلقة برغيف الخبز.
- وعندما نشر نادي أعضاء هيئة التدريس بجامعة المنصورة نتائج أبحاث كلية الزراعة وطالب الحكومة بأن تتبني فكرة المشروع القومي للقمح.. سخر منا المسئولون وقالوا ان استيراد القمح أرخص من زراعته عندنا.. وأن أمريكا تعطينا قمحا وذرة فلا داعي لزراعتهما ونرجو مراجعة مقالنا في هذا الخصوص بجريدة »الوفد« في 16 مارس 1990.
- هل ادركتم حضراتكم لماذا قدمنا التحية في صدر هذا المقال لوزير الزراعة الجديد؟
- لقد التقي مع جهود أساتذة كلية زراعة المنصورة، منذ عشرات السنين وهم يرفعون لواء »تحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح كقضية قومية مصرية.. وكانوا يلقون أذنا من طين وأخري من عجين.. ثم هاهي الأذن تتفتح أخيراً لسماع الآذان .. واعتبار الاكتفاء الذاتي من القمح قضية قومية للبلاد.. وهي فعلا قضية قومية.. بل أهم القضايا القومية لمصر..

هذا القبح الأمريكي في العراق.9/10/2004
د. الشافعي بشير

ما هذا الذي يجري أمام أعيننا في كل نشرة أخبار علي شاشات التليفزيون؟ نشاهد جرائم أمريكا في العراق وجرائم إسرائيل في فلسطين وكأن علي رؤوسنا الطير.. صامتين هامدين خامدين!
ما هذا الذي تفعله أمريكا كل يوم في العراق؟ طائرات تدك مدن العراق فتهدم البيوت علي الأطفال والنساء والرجال، وتشهد أعيننا مناظر مفزعة لأشلاء مبعثرة تحت الأحجار والأتربة وسط بركة من الدماء تعقبها عشرات الجنازات،
وتليها عشرات الغارات من الدبابات والطائرات علي أماكن ومساكن أخري يسقط فيها العشرات والمئات من البشر في مجزرة تلو مجزرة، ونحن نتفرج والعالم كله يتفرج ولا أحد يتحرك.. فالحكام صامتون خائفون وجلون من أن يحدث لهم مثلما حدث لحاكم العراق فأداروا ظهورهم لشعب العراق المسكين ولم يجرؤو علي عقد مؤتمر قمة عربي لإعلان كلمة حق. مجرد كلمة احتجاج أو استنكار للجرائم ضد الإنسانية وكل القوانين والأعراف الدولية.. وهو نفس ما يحدث في فلسطين.. مجازر تلو مجازر إسرائيلية ضد أطفال ونساء ورجال شعب فلسطين بالقصف من الطائرات الأمريكية الصنع، فنري البيوت أمام أعيننا تهدم علي رؤوس الناس.. وكم أفزعتنا مناظر جثث الأطفال التي ينتشلونها من وسط الانقاض مغبرة متربة وقد صعدت أرواحها الي ربها لاعنة زمن الضعف والهوان والخزي والعار لكل العرب.. حاكمين ومحكومين..
- أين الناس.. أين البشر من المحيط الي الخليج؟ أين الشباب.. شباب الجامعات المعبر عن نبض الشعوب المظلومة والمقهورة؟ لقد كنا نشعل الدنيا ناراً احتجاجاً علي أي عدوان استعماري امبريالي علي أي مكان في الوطن العربي أو الإسلامي.. كانت المظاهرات تتفجر تلقائياً في المدارس والجامعات وتخرج المسيرات الهادرة إلي الشوارع والميادين تعلن غضبة شعب مصر وتضامنه مع ضحايا العدوان الغاشم، كانت مظاهراتنا تزلزل الأرض حول الغارات والقنصليات وتصورها وكالات الأنباء ليعلم العالم أن في مصر شعباً حياً يغضب ويثور ويحتج علي الظلم والقهر والعدوان.
- فما الذي حدث فيك يا مصر؟ أدخل الجامعات هذه الأيام النكدة.. فأجد شبابها راكداً هامداً كما لو كانت دماؤه غير قابلة للغليان والفوران والثورة لما يحدث أمام عينيه كل يوم في الفلوجة وسامراء من جانب المجرمين الامريكيين أو ما يحدث كل يوم في غزة والضفة الغربية من جانب الإسرائيليين المجرمين.. ماذا تريد يا شباب؟ هل تريد ان تخرج سيدات البيوت والأرامل والثكالي الي الشوارع نيابة عنك لإعلان الاحتجاج علي المجازر الامريكية الإسرائيلية التي تحدث كل يوم فوق أرضنا في العراق وفلسطين وضد شعبنا وأهلنا وأطفالنا ونسائنا هناك؟
- ما الذي يشغلك يا شباب الجامعات؟ أتشغللك الكرة التي حصلت فيها علي صفر المونديال؟ أم تشغلك شاكيرا ونانسي عجرم في الفضائيات؟
- إذا لم تحركك المجازر ضد الإنسانية في العراق وفلسطين فما الذي يحركك يا شباب الأزهر وجامعات القاهرة والإسكندرية والمنصورة حتي جنوب الوادي؟ أم أنك أصبحت كغيرك في عداد الأموات؟؟

أين كوب اللبن؟ 27/9/2004
بقلم د : الشافعى بشير

حكومة السولار التي أشعلت أسعار النقل والمواصلات وزادت من هموم الناس وغلبهم وعجزهم..مثل أم التلميذة التي ذهبت إلي المدرسة في الصباح وأعطتها جنيهين.. واحداً للميكروباص ذهاباً وإياباً..والآخر لتشتري به شيئاً تأكله وقد خرجت علي لحم بطنها.. ومن سوء حظ البنت ان المدرسة قالت لها انها ليست في الفترة الصباحية وإنما في الفترة المسائية.. فعادت البنت إلي البيت بعد أن دفعت الجنيهين للميكروباص الذي رفع أجرته للضعف بأن أصبح المشوار بجنيه بدلاً من نصف الجنيه.. وكادت أمها ان تلطم خدها من هول ما سمعت..
فكيف تدبر لابنتها جنيهين اثنين في المواصلات بعدما كانت جنيهاً واحداً قبل أن تقدم الحكومة علي قرارها غير المدروس بزيادة سعر السولار.. وزاد الهم علي التلميذة عندما طلبت من أمها أن تعطيها جنيهين آخرين للذهاب إلي المدرسة في الفترة المسائية، فرفضت الأم لأنها لا تستطيع أن تدفع أربعة جنيهات للمواصلات في يوم واحد ولبنت واحدة.. وضاع أول يوم دراسة علي الفتاة المغلوبة علي أمرها، ولتزيد هموم الأم والأب مثلما زادت هموم الغالبية العظمي من الشعب.
هل كانت الحكومة تفكر في هموم هذا الشعب عندما رفعت سعر السولار وهو الوقود الذي يعتبر عصب النقل والمواصلات ومراكب الصيد والأفران؟ هل وضعت في حسابها ان رفع سعر هذه السلعة الأساسية سوف يرفع معه أسعار سلع أساسية وخدمات حيوية أخري تثقل كاهل المواطنين؟.
لقد هلل الحزب الحاكم للقرارات الاقتصادية الجديدة بما فيها تخفيض الضريبة الجمركية علي السيارات.. فهل يدلنا وزير المالية عن الذين يستفيدون من تخفيض الجمارك علي السيارات، وما هي نسبتهم إلي إجمالي عدد شعب مصر؟.
هل فكر وزير المالية في ملايين الموظفين والعمال الذين لا يملكون سيارات ويذهبون لأعمالهم..هم وأولادهم التلاميذ مستخدمين المشاريع كما يسمونها أو الميكروباصات بعدما أعلن مرفق النقل العام الإفلاس وأخلي الطرق لمشروعات النقل الخاصة التي تسير بالسولار، وفوجئت بزيادة سعر اللتر من اربعين قرشاً إلي ستين، وهذا يمثل عبئاً عليها يضطرها إلي زيادة أسعار الركوب حتي وصلت الضعف كما رأينا بالنسبة للتلميذة التي أخذ منها السائق جنيهاً كاملاً بدلاً من نصف جنيه؟
وإذا كانت الأسرة تدفع مثل ذلك المبلغ في المواصلات فمن أين تدبر النفقات الأخري للمعيشة؟ والأسعار أصبحت ناراً؟؟ هل يذكر وزير المالية ورفاقه الشعار الذي رفعه الحزب الحاكم منذ عدة سنوات. بأنه سيوفر كوب لبن وبيضة لكل طفل في الصباح؟ هل تذكرون؟.
أين هو كوب اللبن الذي يساوي اليوم جنيهاً كاملاً، وأين هي البيضة التي يتراوح سعرها بين ثلاثين وأربعين قرشاًَ!!.
قولوا لنا.. كم مليون أسرة في مصر تستطيع أن تقدم لأبنائها في الصباح كوباً من اللبن وبيضة لكل واحد منهم!!.
إنكم لا تمثلون غالبية شعب مصر.. ولا تحسون بإحساسات الناس.. ولا تشغلكم همومهم.. وإلا ما كنتم جازفتم برفع سعر السلعة الاستراتيجية في حياة الشعب وانتم تعلمون أن ذلك سيتبعه رفع أسعار الخدمات اليومية للناس كالمواصلات.. بل ورفع أسعار سلع أساسية كثيرة يتم نقلها بالسيارات التي تستخدم السولار..
يا حكومة.. منك لله..

مخاطر في منابع النيل 4/9/2004
د. الشافعي بشير

نشرت الصحف خبرا يوم الاثنين الماضي يقول: أعلي إيراد مائي في الفيضان حيث وصلت كميات هائلة من مياه الفيضان إلي بحيرة السد العالي بلغت مليارا وخمسة وستين مليون متر مكعب، وازداد ارتفاع المياه في البحيرة في يوم واحد بمقدار 17 سنتيمترا.والذين يفرحون للميدالية الذهبية التي حصل عليها المصارع المصري كرم جابر في الدورة الأوليمبية بأثينا..
تتضاعف فرحتهم بأغلي الميداليات لدورة فيضان نهر النيل هذا العام الذي يحمل لنا أكثر من مليار متر مكعب من المياه في يوم واحد.. وكان ذلك مدعاة لاقامة احتفال كبير يقيمه الأجداد المصريون ويقدمون للنهر أغلي ما عندهم.. وكان ظنهم أن الفيضان الغزير غنم لمصر وليس غرما لعزها.. ثم تبدلت هذه النظرة مع سعة الرؤية الجغرافية لحوض نهر النيل.. إذ تتضرر دول منبع النهر من شدة الأمطار التي تسقط عليها وتغرق القري والمدن وتشرد الناس فيعتبرون الأمطار كارثة لهم بينما يستبشر بها شعب مصر ويعتبرها كسبا عظيما بلا مخاطر بعد بناء السد العالي بصفة خاصة.
ولكن المخاطر بدأت تلوح في الأفق عندما طالبت كينيا وأوغندا وأثيوبيا بأن تدفع مصر مقابل ما تحصل عليه من مياه الفيضان الذي تسقط أمطاره علي أراضيها فتسبب لها كوارث بيئية وإنسانية واقتصادية مثلما شاهدنا في السودان علي سبيل المثال عندما تغرق مياه النيل الأزرق مساحات شاسعة من الأراضي بما عليها من إسكان وإنسان وحيوان بصورة أقل حدة مما يحدث في أثيوبيا التي يأتينا منها ثلاثة أرباع فيضان نهر النيل.
إذن.. فلتنظر الحكومة المصرية بيقظة وجدية كبيرة للمخاطر الجديدة التي تحلق في آفاق منابع نهر النيل.. وهي مخاطر تغذيها وتلهبها أمريكا وإسرائيل للضغط علي مصر من أجل إتمام تحويل نهر النيل لصحراء النقب كما وعد الرئيس السادات.. يضاف إلي ذلك المنهج الدولي الجديد الذي اتبعته تركيا ببيع مياه نهري دجلة والفرات أو حصة منها لإسرائيل ومطالبة سوريا والعراق بأن تعتبر النهر هبة الطبيعة لتركيا باعتبارها دولة المنبع التي لها الحق في مقايضة المياه بمكاسب بترولية وغيرها أو مكاسب مالية نقدية في حالة بيع المياه لدول الخليج العربي.
لقد استجدت علي قواعد الأنهار الدولية تطورات ومدخلات ونظرات جديدة من جانب دول المنبع نحو دول المصب.. وقد سبق أن نبهنا إلي ذلك في عدد من المقالات المنشورة بجريدة الوفد وجريدة الشعب.. وطالبنا الحكومة بأن تضع عينها علي دول مجري النهر وتقدم لها المساعدات الفنية والاقتصادية والمالية والإنسانية التي تعينها علي مواجهة مشاكل أمطار الفيضان التي يضارون بها ونستفيد نحن منها.
واليوم.. ومع ورود مليارات الأمتار المكعبة من المياه إلي بحيرة السد العالي والتي تعني في نفس الوقت زيادة معاناة كينيا وأوغندا وأثيوبيا والسودان من هطول الأمطار الغزيرة المغرقة.. نرجو من مجلس الوزراء أن يخصص جلسة لوضع خطة عملية لمساعدة دول منبع نهر النيل وأن يخصص في الميزانية اعتمادات سخية لمساعدة تلك الدول قبل أن تشجعها أمريكا وإسرائيل علي اتخاذ تدابير تضر بموارد نهر النيل لمصر.. ولا ننسي مع احتفالنا بذهبية المصارعة الدولية في أوليمبياد أثينا أننا نتعرض لمصارعة حقيقية في أوليمبياد نهر النيل.. وما لم نقدم نحن الذهب بأي شكل من الأشكال لشعوب دول المنبع فسوف نحصد الحصرم مع كل موسم فيضان والعياذ بالله.

القمح هو الأهم دائماً! 29/8/2004
بقلم د. الشافعي بشير

نشرت جريدة الأهرام بالصفحة الأولي يوم الاثنين خبرا يقول: »التعاقد علي استيراد مليون و615 الف طن قمح« بمتوسط سعر 142 دولاراً للطن.. أي ما يوازي 880 جنيها مصريا حسب سعر صرف الدولار بالبنوك المصرية. - وأكاد مع الملايين من شعب مصر أن ننفجر غيظا من نظام الحكم الذي لم يستمع للنداءات الوطنية المخلصة الصادرة من علماء مصر لتنفيذ المشروعات الزراعية الكبري المقترحة لتحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح بالأيدي المصرية وعلي الأرض المصرية..
فقد عقدت نوادي أعضاء هيئة التدريس بالجامعات المصرية عدة مؤتمرات خصصتها لمشكلة أزمة رغيف الخبز وحاجة مصر المستمرة لاستيراد القمح.. ومن أمريكا بالذات حيث تستخدم كسلاح ضاغط علي الإرادة السيادية المصرية.. ولا داعي لضرب مئات الأمثلة علي ذلك.. وقد اشترك في تلك المؤتمرات خبراء الزراعة والمياه وأجمعوا علي إمكانية تحقيق الاكتفاء الغذائي الكامل لشعب مصر بالزراعة علي أرضه الواسعة والاستغناء تماما عن الاستيراد وحاجة سلعة القمح الاستراتيجية.. وقد أرسل مؤتمر مارس 1990 نداء الي الرئيس مبارك من أجل »المشروع القومي لإنتاج القمح والذرة« .. ونشرنا عدة مقالات بجريدتي الشعب والوفد نطالب بإلحاح بأن تستجيب القيادة السياسية لنداء علماء مصر المخلصين.
- ولم نيأس.. ونشرنا مقالا بجريدة الوفد في 28 ديسمبر 1988 تحت عنوان »مليون فدان قمحا مصريا بالصناديق والبنوك العربية وقلنا فيه »لقد عاد إلينا الصندوق العربي الاقتصادي والاجتماعي وعرض استعداده للمشاركة في مشروعات اقتصادية تبلغ قيمتها حوالي ثلاثة أرباع المليار دولار مع تقديم منحة لا ترد.. إلخ.
وفي مقالنا بجريدة الشعب في 31 يوليو 1990 أوردنا تصريحا للأمير محمد الفيصل آل سعود المشرف علي بنوك فيصل الإسلامي حيث ذكر انه تقدم للحكومة المصرية بمشروع لاستصلاح مليون فدان في الصحراء وزراعتها قمحاً بتمويل من بنك فيصل الإسلامي، ولكن الحكومة المصرية رفضت هذا العرض.
- وهكذا لم تلق نداءات علماء مصر المخلصين استجابة واستمرت مصر في أزمتها تستورد ثلاثة أرباع احتياجاتها من القمح مع الخضوع لاستبداد أمريكا.. وهذا معروف جيداً.
والخلاصة.. ان مصر لم تصُب بصفر المونديال ولا بصفر أوليمبياد أثينا الحالي من فراغ.

ومشكلة اللحوم السودانية!! 23/8/2004
بقلم: د. الشافعي بشير

يبدو أن مشكة اللحوم السودانية قد أصبحت مثل مشكلات الشرق الأوسط في مدينة النجف أو الضفة الغربية وغزة أوحتي في دارفور.. فكلها مشكلات متعثرة الحل.. وقد لحقت بهامشكلة استيراد اللحوم السودانية حتي ان جريدتي »الأهرام« و»الوفد« تتعرضان لها بطرح عدد من التساؤلات يبدأها الاستاذ عباس الطرابيلي تحت عنوان (تعثر صفقة اللحوم السودانية.. هل هي لصالح اللحوم الهندية؟)
ويضيف اليها رئيس شعبة المستوردين في مصر مصطفي زكي في جريدة »الأهرام« قوله (لا نعرف سر تأخر شحنة اللحوم السودانية حتي الآن رغم الترحيب الشديد بها لأنها قريبة من مذاق اللحوم المصرية، وتعتمد التربية في السودان علي المراعي الطبيعية الخالية من وجود أية عناصر كيميائية من مبيدات أو سموم وغيرهما).. وفي نفس الصفحة بجريدة »الأهرام« يقول الدكتور حسن عيداروس رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية: (إن استيراد تلك اللحوم يتم من خلال الشركات العاملة مع وزارة التموين ـ الهيئة العامة للسلع التموينية ـ وفقاً للشروط الصحية البيطرية التي تم الاتفاق عليها مع الجانب السوداني.. وسيتم ايفاد لجنة بيطرية من قبل وزارة الزراعة للفحص الظاهري للحيوانات الحية والإشراف عليها خلال فترة الحجز.
إذن.. ما هي المشكلة في اتمام صفقة اللحوم السودانية واحضارها إلي مصر لتباع بأسعار معقولة بعدما ارتفعت اسعار اللحوم وتجاوزت الامكانيات المالية لغالبية الأسر المصرية؟.
لقد كنا نشتري كيلو اللحم السوداني الفاخر بأربعة عشر قرشاً في الخرطوم.. وكنا نتعجب.. لماذا لا تستورد مصر اللحوم السودانية من أقرب الدول إليها بدلاً من الاستيراد من نيوزيلندا والأرجنتين والهند؟؟ لماذا؟!.
لم نفهم حتي الآن سر عدم استيراد اللحوم من السودان الشقيق القريب جداً وبالأسعار المنخفضة جداً رغم توقيع البروتوكول الخاص بتلك اللحوم.. اللهم إلا إذاكانت هناك أيضاً مافياً للحوم المصرية تعرقل وتعقد اتمام وصول اللحوم السودانية للسوق المصرية.. وليس هذا مستبعداً.. فنحن في زمن الأعاجيب حتي مع الحكومة الالكترونية الجديدة!!.

مقتدى الصدر وحسن نصرالله.18/8/2004

د الشافعى بشير

الحمد لله الذى جعل فى الوطن العربي رجلين يقفان بقوة أمام عدوان أمريكا وإسرائيل.. فقد أعيانا الجهد فى البحث عن رجال أفذاذ يتقدمون الصفوف ويرفعون السيوف لا الدفوف في وجه أمريكا التي ادعت كذباً أنها تشن حملة تحرير للعراق من صدام حسين وأعوانه، وإذا بها تشن حرب إبادة لكل قيم العدل والإنسانية والحرية وسيادة الشعوب وكرامتها في أوطانها، فتنكل بالعراقيين فى سجن أبوغريب وغيره ويشاهدها العالم متلبسة بجرائم هتك العرض والعبث بالجنس والتعذيب والصعق بالكهرباء حتي الموت باعتبارها سياسة دولة لا أفراد خارجية علي القانون.. ويتعرى وجه أمريكا القبيح مثلما تعرت النازية والفاشية، ويسقط تمثال الحرية الأمريكى.
ويشاهد العالم الدولة العظمى وهى تدك مدينة الفلوجة الصغيرة قصفاً بمدفعية الطائرات والمدرعات، كما لو كانت تقصف مدينة روسية فى حرب عالمية ثالثة.. وتكرر فعلتها الشنعاء مع مدينة النجف للقضاء علي مقتدى الصدر وجيش المهدى الصغير المسلح بأسلحة خفيفة فى مواجهة الطائرات الحربية والدبابات والمصفحات.. ثم أضيف إليها الجيش العراقى الوليد الذى انجبته أمريكا لكى تحارب به العراقيين أنفسهم.. وهكذا رأينا الجندى العراقى يحارب الفدائيين العراقيين.. ورأينا حكومة عراقية تحرض الطيران الأمريكى ضد المواطنين العراقيين في المدن والقري العراقية.. ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ولكن في هذه العتمة والغمة وانهيار الهمة يبرز على الساحة مقتدى الصدر مثلما قفز على الساحة العربية من قبله حسن نصرالله زعيم حزب الله في لبنان وأجبر مع المقاتلين الفدائيين دولة إسرائيل علي الركوع مرتين.. مرة بالانسحاب الكامل من جنوب لبنان ومرة ثانية بالافراج عن مئات الأسري الفلسطينيين واللبنانيين في مقابل حفنة من الأسري الإسرائيليين في أيدى حزب الله.. ويكتسب حسن نصرالله ورجاله احترام العالم العربي مثلما يكتسبه مقتدى الصدر.. هذان رجلان لا يأكلان الخبز بالجبن.. ياكل الرجال من المحيط إلى الخليج.

أخيرا.. تذكرنا السودان 11/8/2004
د. الشافعي بشير

يوم الجمعة.. نشرت جريدتا الوفد والأهرام خبرين طيبين، فقد أعلن الوفد نجاح حملته الصحفية ضد مشروع هدم مستشفي الشاطبي بالإسكندرية بعدما أعلن الدكتور نظيف رئيس الوزراء عدم وجود أي تفكير لهدم مستشفي الشاطبي.. واعتبرنا ذلك مع الوفد تعهدا رسميا من جانب الحكومة بعدم المساس بمستشفي الشاطبي الذي شاع موضوع هدمه منذ افتتاح مكتبة الإسكندرية. وكانت جريدة الوفد سباقة لالقاء الضوء علي ذلك المشروع الخطير الذي اعترض عليه أساتذة كلية الطب في جامعة الإسكندرية وأصدر قسم طب الأطفال تقريرا مطولا في 20 أكتوبر 2003 يعرض رسميا علي هدم مستشفي الشاطبي،
ثم وقع اثنان وأربعون عضو هيئة تدريس علي نداء موجه إلي جريدة الأهرام في 15 مارس 2004 تحت عنوان »لن يهدم أكبر مستشفيات للأمومة والطفولة بالإسكندرية في عهد سوزان مبارك« وقالوا فيه صراحة: إن النية مبيتة علي إزالة مجمع المستشفيات الجامعية بالشاطبي.. في سبيل توفير مساحة خضراء وفندق بجوار مكتبة الإسكندرية دون تقدير لأهمية المستشفي الذي يخدم مرضي 12 مليون نسمة.. وقد اهتمت جريدة الوفد بتلك المشكلة الهامة حيث تعرض لها الصحفي ماجد محمد في 20 مارس 2004 وتبع ذلك شن حملة موجهة لانقاذ مستشفي الشاطبي الذي يخدم محافظات الإسكندرية والبحيرة وكفر الشيخ ومطروح. وتساوي قيمتها مليارا ونصف المليار جنيه ستضيع علي الدولة مع معاول الهدم.
وقد شاركنا في تلك الحملة من وجهة نظر الدفاع عن حقوق الإنسان والشعب، ونشرنا بالجريدة ثلاث مقالات فيها نداءات للحكومة ومنظمات حقوق الإنسان الوطنية والدولية لايقاف والغاء مشروع هدم المستشفي الذي لم يكن وهما كما قال الدكتور نظيف رئىس الوزراء في جريدة الجمهورية يوم الخميس 5 أغسطس 2004 أو كما قال بالحرف »السؤال أولا.. هل الموضوع يستحق الرد أم لا يستحق..؟ فالموضوع يستحق الرد عندما تكون هناك قضية فعلا.. ولكن أن نبحث قضايا غير قائمة ونخلق لها ردودا فهذا مرفوض تماما.. واسأل الذين يتباكون علي مستشفي الشاطبي.. هل المستشفي يعمل حاليا أم لا.. وهل تم تطوير الأداء؟«.
- وما دامت جريدة الوفد قد أعلنت انتهاء الحملة الصحفية لعدم هدم مستشفي الشاطبي والتي بدأت منذ مارس هذا العام دون أن يرد عليها احد من المسئولين وما دام رئيس الحكومة الجديدة قد رد الرد المفيد فليس للكلام بعد ذلك من مزيد.. ووفقنا الله جميعا لخدمة البلاد.
- كان ذلك عن الجزء الأول الذي نشرته جريدة الوفد يوم الجمعة الماضي.. أما الخبر الآخر الذي نشرته جريدة الأهرام فقد زين الصفحة الأولي بصورة للمستشفي المصري الميداني الذي نقلته مصر إلي اقليم دارفور بالسودان ويظهر بالصورة اثنان من الأطباء المصريين أمام طابور من السودانيين الذين وقفوا أمام المستشفي في انتظار العلاج والدواء.. وقد كان الإخوة السودانيون ينتظرون فعلا أن تبادر الشقيقة الكبري بنجدتهم في محنتهم التي استغلتها أمريكا وهيجت العالم علي حكومة السودان واستصدرت قرارا من مجلس الأمن ينذر السودان بتوقيع العقوبات الدولية عليها.. والقصد معروف منذ سنوات لتفتيت السودان وفصل جنوبه عن شماله وهو ما يعتبر تهديدا خطيرا لأمن مصر عند حدودها الجنوبية وفي نصيبها المشروع من مياه نهر النيل.
- وقد أحسنت الحكومة المصرية بسرعة التدخل لمساعدة حكومة السودان علي حل مشكلة اقليم دارفور.. فأقامت القوات المسلحة المصرية جسرا جويا ينقل إلي دارفور المساعدات الغذائية والطبية والمستشفيات الميدانية بطاقمها من الأطباء والممرضين مع الأدوية اللازمة مما وجد ترحيبا كبيرا من إخوتنا السودانيين وأحيا مشاعر التضامن بين شعبي جنوب وادي النيل وشماله.
- إذن تذكرت حكومتنا أهمية الشأن السوداني بعد أن تاهت منها في زحمة المشاكل مع إسرائيل في الشمال.. ولكننا كنا ننبه نظام الحكم دائما إلي الرابط العضوي بين المؤامرة الصهيونية العالمية علي مصر من ناحية الشمال حيث الأرض المقدسة في فلسطين ومن ناحية الجنوب حيث منابع نهر النيل للضغط علي مصر ومساومتها في الحصول علي نصيب من مياه النهر.. ولعل ذلك ما دفع الرئىس السادات لاعطاء الوعد لإسرائيل بتوصيل نهر النيل إليها بتصريحه الشهير في نوفمبر 1979.
-ومنذ ذلك التاريخ ونحن ننشر مقالات في الشأن السوداني آخرها في 17 مايو هذا العام بعنوان »ولماذا السودان بالذات«؟
- وإذا قدر للحكومة وأصحاب الفكر والرأي أن يعيدوا قراءة تلك المقالات علي مدي الأربع وعشرين سنة الماضية.. لوجدوا أننا كنا ندافع بقوة عن السودان الذي أحببناه ونحن نعيش علي أرضه عشر سنوات من 1963 حتي ،1973 وكنا ومازلنا نؤمن بأن أمن مصر والسودان ومصالحهما الحيوية ترتبط ببعضها ارتباطا عضويا استراتيجيا كما فهمته حكومتنا مؤخرا بوقوفها إلي جانب السودان في محنته باقليم دارفور.
- فشكرا للظروف التي جعلت الحكومة تلتقي مع نداءاتنا منذ عام 1979 حتي اليوم.. أي علي مدي ربع قرن من الزمان.. وأرشدها وأرشد صفوة الفكر والرأي والسياسة إلي الاطلاع علي تسجيلنا للأحداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية لمصر في الربع قرن الماضي.. وأدين بالشكر والعرفان بالجميل لأستاذنا الدكتور حلمي مراد رحمه الله.. فقد نصحني بأن أجمع مقالاتي وأصنفها حسب الموضوعات المتجانسة وأنشرها في كتاب يكون تسجيلا أمينا لأحوال مصر منذ عام 1979 الذي يحمل تحولا خطيرا في الاستراتيجية المصرية.. وقد تلقفت منشأة المعارف بالإسكندرية تلك الفكرة وأبدع الأستاذ جلال حربي في إخراجها بمجلد جميل أتمني أن أهديه لكل مواطن محب لهذا البلد.. وأول المستحقين بالإهداء.. هم رجال القوات المسلحة المصرية الذين يعيدون شريان الحياة إلي حيويته بين مصر والسودان.. وادعوا معنا أيها الأحباب، أن يجنبنا الله شر المؤامرات التي تريد أن تجعل من السودان فريسة ثانية لأمريكا مثل فريستها في العراق.

خطاب إلي المفوض السامي لحقوق الإنسان لمنع هدم مستشفي الشاطبي .32311212
د. الشافعي بشير

بالأمس.. زرت مستشفي الشاطبي بالاسكندرية، وهالني التوسع الكبير الذي صار عليه، وضاعف عدد عنابره وحجراته المطلة علي الواجهة البحرية حيث الهواء النقي المنعش الآتي من البحر مباشرة الذي تشترك فيه مكتبة الاسكندرية المجاورة للمستشفي كما لو كان الذي بني المكتبة أراد أن يكون الكتابان بجوار بعضهما.. كتاب الحياة المتنامية المتحركة بتكاثر الولادة وهي سنة الحياة الأبدية.. وكتاب الحياة المغلق بين دفتي الغلاف حتي يمسك به القارئ ويفتحه علي أخبار الدنيا.. فهذا كتاب وذلك كتاب أراد القدر أن يتجاورا علي طول ساحل البحر بالشاطبي بالاسكندرية.
وبعد زيارة المستشفي والدوران حوله تساءلت.. من الذي يجرؤ علي هدم هذا الصرح الكبير الضخم الممتد من شارع مجمع الكليات ـ الجامعة النظرية ـ حتي طريق الكورنيش وهو يساوي مليارات الجنيهات في دولة فقيرة تطلب التبرع بجنيه من كل مواطن لبناء مستشفي بالقاهرة.. وتطلب من المرضي في المستشفيات الحكومية ان يشتروا الشاش والقطن من خارج المستشفي لضيق ذات اليد!!.
ووجدت فعلاً رداً علي سؤالي.. نعم فقد وجد الذي دفعته الجرأة الغريبة علي اصدار قرار هدم مستشفي الشاطبي حتي ولو كان قراراً شفهياً من ذي سلطان في هذا البلد الذي يضيف إلي مآسيه تجاهل الرأي العام في البلاد الذي وضح بقوة في الحملة الوطنية التي قادتها جريدة »الوفد« لمنع هدم مستشفي الشاطبي الذي يقدم خدماته العظيمة للأمومة والطفولة.
وازاء هذا التجاهل الرسمي للنداءات والمقالات التي تطالب بعدم هدم المستشفي لأجل عيون مكتبة الاسكندرية فقط.. فقد رأيت ان اكتب بلاغاً للمفوضية العليا لحقوق الانسان بالأمم المتحدة في جنيف في غمرة الرضا عن المنظمة الدولية المدافعة عن حقوق الشعوب الضعيفة.. وكتبت فعلاً مشروع البلاغ، ولكني تذكرت أن من تعاليم الأمم المتحدة ألا نخاطب أجهزة حقوق الانسان إلا بعد ان نستنفد كل طرق الشكوي والبلاغات والنداءات للمسئولين الوطنيين.
لذلك فقد رأيت ان ارجئ الكتابة إلي جنيف حتي الجأ للقاهرة في آخر نداء.. لعله يفيد بإذن الله.

أين أساتذة الإسكندرية وناديهم من هدم مستشفي الشاطبي.17/7/2004
بقلم د. الشافعي بشير

هدم الله الذي هدم نوادي أعضاء هيئة التدريس.. فقد وضع خطته الجهنمية لإخراسها بعدما كانت المنبر العالي الحر للتعبير عن صفوة الرأي والفكر والعلم في البلاد.. وكانت المرأة الصادقة لنبض مصر ومشاعر شعبها في شتي القضايا التي تعني بدراستها من جانب الأساتذة المتخصصين ثم تعقد المؤتمرات لإجراء الحوار حولها واصدار توصيات للحكومة تأخذ بها أو ترفضها دون الزام عليها.. ولكنها كانت كلمة حق وصدق من صفوة المواطنين في الجامعات المصرية، وتفعيل خدمات الجامعة للمجتمع.
* ولم يعجب خفافيش نظام الحكم ان يكون هناك صوت عال في مصر غير أصواتهم، فألقوا شباكهم حول مجالس إدارات نوادي اعضاء هيئة التدريس وأصدروا القرارات بحلها وتجميد نشاطها، أو اجراء انتخابات جديدة موجهة بشدة لتشكيل مجلس إدارة علي هواهم.. يحقق لهم ما أرادوا، فأصبحت نوادي اعضاء هيئة التدريس بالجامعات من دعاة الحكمة الهندية القائلة: »لا اسمع لا أري لا أتكلم«..
وانطبق ذلك علي نادي اعضاء هيئة التدريس بجامعة الاسكندرية الذي لم يعقد جمعية عمومية لتجديد انتخاب مجلس الإدارة منذ سنوات عديدة تجميداً لأوضاع ذلك النادي الذي كان يقود نوادي اعضاء هيئة التدريس ويدافع بقوة عن قضاياهم وقضايا الجامعة والقضايا القومية والوطنية.
* وها نحن أمام قضية مهمة وحيوية وخطيرة تتعلق بهدم صرح طبي وتعليمي وبحثي وتدريبي لجامعة الاسكندرية متمثلاً في مستشفي الشاطبي الجامعي.. فهل سمعنا رأياً أو اعتراضاً من نادي أعضاء هيئة التدريس بجامعة الاسكندرية؟ هل رأيتم اجتماعاً لمجلس إدارة النادي أو حتي لعدد من الأعضاء الذين كانوا يلتقون داخل النادي كل يوم ثلاثاء لتدارس أحوال ومشاكل الجامعة وإجراء حوار حول شئونها وتقديم المشورة لرئيس الجامعة ومجلس الجامعة.. بل الحكومة؟.
أين أنتم يا أساتذة جامعة الاسكندرية؟! ألا يعنيكم أمر الجامعة وأنتم ترونها »ألعوبة« في أيدي العابثين بأقدار هذا البلد، فيقررون بليل هدم صرح جامعي كبير مثل مستشفي الشاطبي الجامعي لأسباب تافهة تتعلق بتجميل مكتبة أياً كان اسم تلك المكتبة؟!.. يقررون بضمير ميت ودم بارد هدم مجمع طبي كبير لأهالي مدينة الاسكندرية تقدم لهم من خلاله الجامعة خدمات علاجية عظيمة، ترجمة لوظيفة الجامعة في المجتمع كما تقول المادة الأولي من قانون تنظيم الجامعات رقم 49 لسنة 1972 حيث تنص علي أن »تختص الجامعات بكل ما يتعلق بالتعليم الجامعي والبحث العلمي الذي تقوم به كلياتها ومعاهدها في سبيل خدمة المجتمع والارتقاء به حضارياً«..
* وهذا ما تنهض به الجامعة فيما يتعلق بمستشفي الشاطبي للولادة وأمراض النساء وعلاج الأطفال.. فهو مركز مهم للتعليم الجامعي لطلاب كلية الطب، ومركز مهم للبحث العلمي لأعضاء هيئة التدريس بكلية الطب، وهيئة التمريض، ثم هو مع ذلك كله مركز خدمة طبية عظيمة وحيوية لشعب الاسكندرية صاحب الفضل علي الجامعة ذاتها باعتباره شريحة مهمة من شعب مصر الذي يقول عنه الدستور إنه مصدر السلطات في البلاد ومصدر تمويل كل الخدمات ومنها خدمات الجامعات.
أين هم أساتذة جامعة الاسكندرية الذين قادوا مسيرة نوادي اعضاء هيئة التدريس في عام 1984 عندما استضافوا المؤتمر العام لنوادي اثنتي عشرة جامعة، والذي اصدر القرار المهم الخطير بإيقاف العمل في الجامعات إلي أن تستجيب الحكومة لتحسين الأحوال المالية للمعيدين والمدرسين المساعدين وأعضاء هيئة التدريس.. واستجابت الحكومة عندئذ في خلال أربع وعشرين ساعة.. وهو تاريخ عظيم مسجل للنادي بكل فخر.. فأين الأساتذة أصحاب الهمم العالية الذين كانوا يجتمعون كل ثلاثاء بساحة النادي للدفاع عن الجامعة؟.
ألا تستحق مؤامرة هدم مستشفي الشاطبي الجامعي لاجتماع حاشد لأعضاء هيئة التدريس للاعتراض علي تلك المؤامرة التي يراد بها شراً للجامعة وطلابها وأساتذها وشعب الاسكندرية الذي ينتظر من صفوة الفكر الدفاع عنه؟؟.

العناد منهج الحكم.. والخراب نتائجه 11/7/2004
د. الشافعي بشير

تثير جريدة »الوفد« حملة صحفية لمنع هدم مستشفي الشاطبي للولادة وعلاج الأطفال بالإسكندرية.. وتتساءل من هو صاحب قرار الهدم؟ وغريب أن »الوفد« لا تعرف الاجابة عن السؤال مع أن كل الناس في مصر تعرفه والذي نسمع صداه كلما طالبنا قيادة البلاد بأمر من أمور الإصلاح أو دفع ضرر أو جلب منفعة أو منع كارثة مثل المطالبة بعدم هدم صرح طبي وعلاجي كبير كمستشفي الشاطبي بجوار مكتبة الإسكندرية.. عندئذ لا تسمع ردا وإنما تجد فعلا بعناد كبير هو عكس ما يطلبه المواطنون..
وقد جربنا ذلك كثيرا مع نظام الحكم وقياداته ورموز الحزب القابض علي السلطة وكأنها ميراث أبدي له منذ سقوط النظام الملكي.. فقد ودع الشعب ملكا واحدا فحل مكانه ملوك يريدون أن يأمروا فيطاعوا وأن يفعلوا ما يشاءون ولو ضد رغبة الناس وإرادتهم ومصلحتهم حتي لو خربت مصر خرابا نراه أينما وجهنا وجوهنا.
ـ رأيناه في النكسة أو النكبة في 5 يونيو 67 واحتلال إسرائيل لسيناء وكل فلسطين والقدس والجولان وما تلي ذلك من مصائب نعاني منها حتي اليوم.
ـ ورأيناه في الانفتاح سداح مداح وظهور قبيلة القطط السمان التي مازالت تنهش لحم مصر حتي اليوم.
ـ ورأيناه عندما طالبنا بإصلاح النظام السياسي وإجراء الانتخابات بنزاهة فكان الإصرار علي استمرار العفونة السياسية والمهزلة الانتخابية التي أخرجت لنا نواب القروض ونواب المخدرات ورؤساء لجان مجلس الشعب اللصوص الذين قدموا للمحاكمة الجنائية بعد أن فاحت رائحتهم العفنة.
ـ ورأيناه بعد أن ضجت البلاد والناس من رؤساء وزراء ووزراء تسمروا في كراسيهم عشرات السنين، فساد سياستهم والفشل والخراب الذي يسير في ركابهم.. ومع ذلك فهم باقون باقون رغم أنف الجميع حتي لو خربت مصر من أدناها إلي أقصاها.
ـ رأيناه في صفر المونديال وما تلي ذلك من هزل يثير الضحك والبكاء في آن واحد.. فكل الناس طالبوا بالتحقيق والاستجواب والعزل فأخرج النظام لسانه للجميع وبقي وزير الشباب كما هو.
ـ ثم تسألون عن صاحب القرار في هدم مستشفي الشاطبي للولادة وعلاج الأطفال الذي نراه كلما ذهبنا إلي مجمع الكليات النظرية بجامعة الإسكندرية وعربات الإسعاف تسرع إليه بحمل الحالات الحرجة لألوف النساء والأطفال.. وقد دخلناه وعايناه مع الزملاء الأطباء فرأينا صرحا طبيا وعلاجيا عظيما يعتبر ملاذا ورحمة للملايين من أهل الإسكندرية خاصة الناس الغلابة لأن المستشفي يؤدي رسالته العظيمة بالمجان.
ـ تسألين يا جريدة »الوفد« عمن هو المسئول عن قرار هدم مستشفي الشاطبي بالإسكندرية؟
ـ أرجو أن ترجعي إلي أعداد جريدة »الوفد« القديمة وقت أن كان رئيس تحريرها مصطفي شردي رحمه الله.. فقد التقط عبارة قلناها عندما كان فؤاد سراج الدين رحمه الله يلقي كلمته عن الإصلاح السياسي بنادي أعضاء هيئة التدريس بجامعة الإسكندرية.. فأخذ مصطفي شردي العبارة وجعلها عنوانا لمقاله وكان العنوان يقول »السياسة العنادية للحاكم ونظامه«.
هل عرفتم الآن الاجابة عن سؤالكم؟؟

ونسألكم الفاتحة 23/6/2004
د. الشافعى بشير

وكان هذا آخر طلب لأسرة المرحوم المستشار الدكتور محمد عوض المر في ذكري الأربعين لوفاته تحت صورته المنشورة بصفحة الوفيات في الأهرام.
وسبحان من له الدوام.. فقد لمحت صورة منشورة وأنا أقرأ له الفاتحة وأترحم عليه وفى ذهنى آخر صورة شخصية حية له قبل الوفاة عندما حضر للإسكندرية للمشاركة فى مؤتمر نقابة المحامين عن استقلال القاضى.. فقد كان يجلس علي المنصة فى قاعة المؤتمر بفندق بلازا يجاوره شيوخ القضاة المستشار يحيى الرفاعى أمد الله في عمره
والمستشار أحمد مكى وهما قطبا مؤتمر العدالة الأول الذى دعا إليه نادي القضاة في أبريل ،1986 وإلي جانبهما المحامى النابه الأستاذ عادل عيد والنائب النشط الذى أفلت من قبضة التزوير فى الانتخابات الأخيرة ودخل مجلس الشعب لكى يؤذن فى مالطا.
وهكذا جمعت المنصة زينة رجال القضاء والمحاماة، وانتظرنا كلمة المستشار الدكتور محمد عوض المر، وكان متعباً ظاهرة عليه آثار المرض فلازمته مرافقاً له كل وقت المؤتمر وعلى مائدة الغداء، وقد طلب وجبة خاصة سهلة البلع، وكان أكله خفيفاً وكلامه قليلاً فآثرت أن املأ وقته بالكلام وكفاه أن يكون مستمعاً حتي انتهي المؤتمر ووقفنا جميعاً لكى يأخذوا لنا صورة جماعة تذكارية.
وأخذنا الصورة.. وذهب كل منا إلى حال سبيله ومعه ذكري اللقاء التى تجددت يوم الخميس مع صورة المرحوم المستشار رئيس المحكمة الدستورية الأسبق بعد حياة حافلة بالنشاط والعظمة التي سجلتها أحكامه في قضايا الحريات وحقوق الإنسان وسيادة الدستور مما سبب ضيقاً للسلطات في كثير من الأحيان ولكنها كانت أوسمة عز وفخار في نظر الكثرة المعجبة بشجاعته وقوته في الحق وانضباط ميزان العدل دون ميل للهوي متمثلاً دائماً قول ربنا سبحانه وتعالى لداود عليه السلام »يا داود إنا جعلناك خليفة فى الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله«.
اللهم إنه قد أتاك بمثل ما أمرت داود القاضى والحاكم.. فاقبله بفضلك مع الصالحين.. يا رب العالمين.. قولوا آمين.

هكذا قالت بروتوكولات صهيون 3/5/2004
د. الشافعي بشير

ـ »أمريكا تقصف ضريح الإمام علي« كان ذلك هو العنوان الرئيسي لجريدة الوفد يوم الأربعاء، وقد سبقه عرض للواقعة في التليفزيون حيث شاهدنا العدوان الأمريكي علي الطبيعة وتعليقات العراقيين.. بل وبكاءهم أمام الضريح لماحدث له من تهدم وآثار قصف في القبة الذهبية.. ولم تعتذر القيادة العسكرية الأمريكية عن إجرامها أو خطئها ولو اعتذارا أهيف مثل اعتذار قائدهم السياسي في واشنطن عن جرائم ومخازي التعذيب والاعتداء ****** في سجن أبو غريب وغزة..
وإنما رأينا القائد العسكري يقول بكل بجاحة إن جيش مقتدي الصدر هو الذي أحدث تلك الاعتداءات بأسلحته لكي يلصقها بعد ذلك بالأمريكيين.. تماما مثلما أنكر أن قواته الجوية قصفت حفل عرس عند الحدود العراقية السورية وقتلت أربعين رجلا وامرأة وطفلا، وادعي أن المعلومات أكدت للأمريكيين أن ذلك الحشد لم يكن عرسا وإنما حشد ارهابي.
ـ المسألة ببساطة.. أن الأمريكيين يستخفون بالعرب والإسلام والمسلمين.. وقد سمعتم حضراتكم اعترافات المسجونين العراقيين عندما قالوا إن الأمريكيين كانوا يزدرون الدين الإسلامي ويأمرون السجناء المسلمين بأن يسبوا الدين ويهينوا رموزه وأن يأكلوا لحم الخنزير في أيام شهر رمضان المبارك.. بل ويجبروهم علي فعل الفحشاء في شهر الصيام والعبادة وأجبروا بعضهم علي إعلان ارتداده عن دين الإسلام تحت وطأة التعذيب الوحشي.
ـ ورأيتم حضراتكم ماذا فعلت الجيوش الأمريكية بالمدينة العراقية الصغيرة المسماة بالفلوجة، وقد حاصرتها وأشبعتها ضربا بكل أنواع الأسلحة الأرضية والجوية بأحدث الطائرات في الترسانة الأمريكية التي قصفت المسجد وبداخله المصلون حيث مات منهم علي الفور أربعون مصليا في إعلان أمريكي صهيوني بأنه لا احترام لدور العبادة عند المسلمين ولا قيمة لأرواح المصلين الواقفين أو الساجدين أمام الله سبحانه وتعالي.
ـ هذا الاستخفاف والازدراء لرموز الإسلام والمسلمين ليس إلا ترجمة للتعاليم الصهيونية كما وردت في بروتوكولات حكماء صهيون التي قالوا فيها إنهم يركبون ظهر أقوي دولة في العالم ويسيطرون علي الحكومة العالمية ويهيمنون علي عقول جنرالات جيوشهم لتكون لهم السيادة في العالم وتكون كلمتهم العليا سياسيا واقتصاديا وعسكريا كما يحدث بالفعل هذه الأيام التي سيطروا فيها تماما علي أمريكا التي غلبت فيها تيارات الصهيونية المسيحية عقائديا وسياسيا كما ورد في سياق المقال الرائع للدكتور محمد السعيد ادريس في جريدة الأهرام يوم 21 مايو الماضي وكما نشاهد علي شاشة الأحداث سواء في مجلس الأمن حيث تستخدم أمريكا الفيتو باستمرار لنصرة إسرائيل في ظلمها وإجرامها.. أو في التأييد الأعمي من جانب الرئيس بوش لرئيس وزراء إسرائيل أرييل شارون لدرجة اعطائه وعدا جديدا في زيارته الأخيرة لواشنطن يشبه وعد بلفور عام 1816.
ـ والأخطر من كل تلك الأمور هو ازدراء الإسلام والمسلمين والاعتداء علي مساجدهم وإجبار السجناء العراقيين علي سب الدين والافطار علي لحم الخنزير وممارسة ***** المحرم فيما بينهم والعياذ بالله مما يثير سؤالا عقائديا: ما هذه الكراهية للإسلام والمسلمين ومساجدهم؟ إن بروتوكولات حكماء صهيون تقدم الاجابة عن ذلك حيث يقول البروتوكول الرابع عشر:
»حينما نمكن لأنفسنا فنكون سادة الأرض، لن نبيح قيام أي دين غير ديننا.. ولهذا السبب يجب أن نحطم كل عقائد الإيمان.. واخضاع كل الأمم تحت أقدامنا.. وسيفضح فلاسفتنا كل مساوئ الديانات الأخري غير اليهودية«
ـ وقد مكن اليهود لأنفسهم باعتلاء ظهر أقوي الحكومات في العالم التي يؤمن رئيسها ومن حوله بالفكر الصهيوني ويتصرفون كما لو كانوا مؤدين رسالة دينية يوجد في الاتجاه العكسي لها دين آخر هو الإسلام الذي قال عنه بعض قادة حلف الأطلنطي بعد انهيار الاتحاد السوفيتي: بأنه لم يعد أمام الحلف من عدو غير الإسلام فاعتبروا يا أولي الألباب.

ليس صفرا واحدا فقط! 25/5/2004
بقلم: د. الشافعي بشير

خسرت مصر تنظيم نهائيات كأس العالم 2010 بفضيحة كبيرة بعد الفشل في الحصول علي أي صوت من أصوات أعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا. هكذا تحسرت جريدة »الوفد« علي نتيجة التصويت في لجنة الأربعة والعشرين الذين وزعوا أصواتهم بين جنوب أفريقيا التي حصلت علي أربعة عشر صوتا والمغرب التي حصلت علي عشرة أصوات.. وأين مصر؟؟ لقد حصلت علي صفر كبير في مجال الرياضة.
- والسؤال.. كم صفرا كبيرا آخر نستحقها في مجالات السياسة والاقتصاد والأحوال المعيشية وحقوق الإنسان؟!
لقد نالت جنوب أفريقيا أربعة عشر صوتا لأنها واجهة عظيمة لتطور هائل نحو كفالة حقوق الإنسان والشعوب، إذ اسقطت سياسة العنصرية البغيضة وأجرت انتخابات عديدة بحرية ونزاهة أدت إلي انتخاب السجين مانديلا رئيسا، وتكوين برلمان لا تلوث أعضاءه انتخابات مزورة.
- تغضبون لأن مصر حصلت علي صفر كبير في التصويت العالمي في مجال الرياضة؟ ماذا تفعلون إذن لو قرأتم التقارير الدولية عن حالة حقوق الإنسان.
- تغضبون بسبب الصفر الكبير في مجال الرياضة.. فماذا عن الصفر الكبير أمام الأفران وطوابير رغيف العيش صباحا ومساء والارتفاع المستمر في الأسعار حتي أصبحت الحياة جحيما لغالبية شعب مصر مع سرقة أرزاقه بأصحاب القروض بالمليارات من البنوك من ودائع البسطاء ومتوسطي الحال؟ فأي صفر نستحقه عن ذلك؟
- تغضبون للصفر الكبير جدا من جانب الفيفا ولا تغضبون للألف تحت الصفر عن خيبتنا الكبيرة ونحن نشاهد جرائم الأمريكيين والإسرائيليين في العراق وفلسطين.. وفي نفس الوقت يغرقنا الإعلام المصري في الفضائيات بالراقصات العاريات.
- صفر واحد فقط؟ بل أصفار وأصفار وأصفار.. وحسبنا الله ونعم الوكيل.

رحم الله عوض المر 15/5/2004
د. الشافعي بشير

رحمة واسعة سعة ما كان في روحه وقلبه من خير وبر وعدل وإنسانية.
فقد التقيت به أول مرة في مؤتمر لحقوق الإنسان واخترت ان أجلس معه علي مائدة الافطار، وإذا بسيدة امريكية تنضم الينا ويعرفني بها باعتبارها احدي نشطاء حقوق الإنسان ومن العاملين بالأمم المتحدة .. وما أن نطق اسمي لها حتي بادرتني قائلة.. إذن فأنت صاحب قضية »تيرا دقهلية«.. وشرحت للدكتور عوض المر ماذا تقصد بتلك العبارة .. وكان ملخصها أنها احدي قضايا حقوق الإنسان التي ارسلتها لمركز الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في جنيف بسويسرا..
وقد عرفت هي تفصيلات تلك القضية أثناء عملها في المركز.. وكانت تلك بداية التلاقي حول موضوع مشترك بيننا .. فقد كان رحمه الله مدافعا عن حقوق الإنسان مظهراً ذلك في كل قضاياه التي حكم فيها وهو رئيس المحكمة الدستورية العليا.
ثم التقيت به ثانية في مؤتمر دعتنا إليه ليبيا للاحتفال بافتتاح النهر الصناعي العظيم ونظمت الي جانبه مؤتمرا عربيا حول موضوعات قانون ومن بينها ندوة عن الكتاب الأخضر.. وكنت التقي معه فكريا حول عدم الاقتناع بما ورد في ذلك الكتاب.. ولكنه زاد علي ذلك بتصريح شجاع امام عدسة التليفزيون عندما سئل عن رأيه في الكتاب الأخضر.. فكان رده شديد الإيجاز يفصح عن صراحة عظيمة في قول الحق دون ان يخشي لومة لائم.
رحمه الله رحمة واسعة، كان شجاعا وجريئاً في قول كلمة الحق مثلما فعل في كل قضاياه.
وثالثة التلاقي كانت في ساحة المحكمة الدستورية العليا عندما تزعم كوكبة المحامين الكبار في قضية أساتذة الجامعات.. ووقف بتواضع امام ابنائه مفوض المحكمة الدستورية العليا ولم يقبل تفويت كلمة تفوه بها محامي الحكومة اذا اعتبرها اهانة للمحكمة فثار مدافعا عن قدسية محكمته .. فقد كان يعيشها وتعيش معه و تملك عليه كل جوارحه، فأظهرها عندما بناها في أبهي وأعظم ما تكون عليه المحاكم وكنت أشعر بعشقه لها وهو يشرح التفاصيل الدقيقة للرسم الهندسي الذي اعتمده ووضع به لمساته الجمالية التي ستظل شاهداً علي ذوقه الرفيع.
رحم الله الأستاذ المستشار الدكتور عوض المر رحمة واسعة.. وأسكنه فسيح جناته.

أمريكا تبيد شعب العراق ونحن نتفرج! 18/4/2006
د. الشافعي بشير

ـ الصامتون يشاهدون مجازر أمريكا الوحشية في العراق ولا يثورون ولا يحتجون..
ـ الصامتون الخائفون المرتعدون أمام فُجر أمريكا وجبروتها وإجرامها ووحشيتها وقد صاموا عن الكلام.. مجرد الكلام احتجاجاً واستهجاناً واستنكاراً.
ـ الصامتون يرون الشعب العراقى محاصراً في مدينة الفلوجة ويضرب بوحشية بالطائرات والصواريخ والقنابل العنقودية،
ويقصف بمدافع الدبابات من كل جانب، ويصطاده قناصة أمريكا من فوق الأسطح العالية ومآذن المساجد ليسقطوا المئات من الرجال والأطفال والنساء قتلي وجرحي ويمنعون عنهم عربات الإسعاف بل ويضربونها ويحرقونها حتي لا تسعف الجرحي الذين ينزفون حتي الموت.. انتهاكاً لكل القوانين والأعراف.. ومع ذلك يشاهد الحكام.. حكام العرب والمسلمين فيصمتون ولا ينطقون صراخاً أو احتجاجاً علي أمريكا الطاغية الباغية.
ـ الصامتون فشلوا في عقد القمة العربية لقول كلمة حق.. مجرد كلمة استنكار لا استنفار ضد جرائم شارون في فلسطين وجرائم بوش في العراق بينما هم يملأون الدنيا عويلاً وصراخاً في وجوه شعوبهم.
ـ الصامتون الصائمون عن الكلام وهم يرون شعب مدينة الفلوجة يواجه الترسانة الحربية الأمريكية الجبارة وحيداً فريداً بأسلحته الخفيفة ويتعرض للمجازر والهدم والحرق ولا ينبسون ببنت شفة احتجاجاً على أمريكا وحكامها وجزاريها.
ـ الصامتون الغائبون يدفنون رؤوسهم في الرمال كالنعامة التى تتجنب عاصفة الرمال بينما عاصفة الإجرام الوحشى الأمريكى تحدق بهم وبلادهم وهم في غفلة من أمرهم.
ـ الصامتون المستضعفون أمام أمريكا وهي تلطخ أيديها بدماء أبنائنا فى العراق وتقيم حمامات الدم في كربلاء والكوفة والفلوجة بحجة تحرير شعب العراق وما هي محررة ولا ديمقراطية ولا إنسانية دائماً مجرمة آثمة مارقة علي كل شرع وشرف.. ومع ذلك لا يتحركون أو يتجمعون أو يقررون إدانة المجازر الأمريكية المستمرة ليلاً ونهاراً، وتكاد تفقأ أعيننا علي شاشات تليفزيونات العالم.
ـ الصامتون يرون طائرات أمريكا تقصف المسجد فى مدينة الفلوجة وتهدمه علي رؤوس أربعين شهيداً احتموا بداخله ظناً منهم أن أمريكا ستحترم دور العبادة وتقيم لها وزناً.. فإذا بها تنسف المسجد نسفاً ولا تقيم للعالم الإسلامى وزناً.. فهل تكلم الصامتون وأدانوا المجرمين؟..
ـ الصامتون من حكام العرب والمسلمين اجمعين.. متي يتحركون ويتكلمون؟!