الجزائر ..ماذا بعد مرور أكثر من عقد على الأزمة

بدر حسن شافعى

مجلة السياسة الدولية ابريل 2002 - العدد رقم 148

مازالت الأزمة الجزائرية قائمة رغم مرور أكثر من عقد على ظهورها ، وهى الأزمة التى بدأت مع فوز الجبهة الإسلامية للإنقاذ فى المرحلة الأولى لانتخابات البرلمان الجزائرى عام 1991 ، مما دفع المؤسسة العسكرية للتدخل وحل الجبهة والإطاحة بالرئيس الشاذلى بن جديد ، مما أسفر عن مواجهات عنيفة بين المؤسسة العسكرية والإسلاميين ، ودخول البلاد فى دوامة من العنف وعدم الاستقرار السياسى ، ومنذ الإطاحة بالرئيس بن جديد بسبب موقفه من التعامل مع الجبهة الإسلامية للانقاذ ، توالى على رئاسة البلاد أربعة رؤساء حتى الآن هم محمد بوضياف ، وعلى كافى ، واليمين زروال ثم بوتفليقة.

وقد ساهم التدخل العسكرى فى الشئون السياسية فى إرباك النظام السياسى وشل حركته إلى حد كبير ، بحيث صار نمط العلاقة قائماً على أن المؤسسة الرئاسية تستمد شرعيتها من المؤسسة العسكرية وليس من الشعب.ولا تقل الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية أهمية عن الأوضاع السياسية فيما يتعلق بتفسير الأزمة الجزائرية واستمرارها حتى الآن.فالبعض يؤرخ لأزمة الجزائر الراهنة منذ اندلاع انتفاضة الخبز عام 1988 ، ويدلل هؤلاء على ذلك بانتفاضة البربر الأخيرة التى كانت نواة لمظاهرات اقتصادية واجتماعية تطالب بتحسين المستوى المعيشى لسكان القبائل ثم ارتدت ثوباً ثقافياً يطالب بالاعتراف باللغة الأمازيغية والمطالبة بتدريسها فى المناطق البربرية.فتردى الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية يلقى بظلال قاتمة على الأوضاع السياسية ، ومن ثم فهى تشكل بصورة مباشرة أو غير مباشرة ، رافداً من روافد العنف.

ولاشك أن الأزمة الجزائرية تتداخل فيها الأبعاد السياسية والأمنية ، والاقتصادية والاجتماعية ، بل والثقافية أيضاً ، ورغم النجاحات التى قام بها النظام الجزائرى فيما يتعلق بهذه الأبعاد ، فإنها مازالت غير كافية ، فمازالت أجواء الأزمة قائمة.ويبدو أن حل الأزمة يتطلب عدد من العناصر لم تتحقق بعد ، وأهمها ، عودة العسكر إلى ثكناتهم والكف عن التدخل فى الحياة السياسية ، والسماح للإسلاميين بالعودة إلى الحياة السياسية فى إطارها المتعارف عليه ، والقيام بعملية إصلاح اقتصادى شامل وتطهير المؤسسات الحكومية من الفساد

منقوووول للفائدة .
AlexaLaw