تحليل ودراسة العلاقات بين الصين ودول الشرق الأوسط

لى وى جيان

-مجلة-السياسة-الدولية-يوليو-2001-العدد-رقم-145

تحتل منطقة الشرق الأوسط مكانة هامة فى السياسة الخارجية الصينية ، فقد ساهمت معظم دول المنطقة فى مجال إعادة الصين الى مكانتها الشرعية فى الأمم المتحدة ، وأيد الطرفان بعضهما فى الكثير من المشكلات الدولية الهامة.وبعد الحرب الباردة استمرت دول الشرق الأوسط فى تأييد الصين ايجابياً فى قضايا حقوق الانسان وتايوان والتحاق الصين بمنظمة التجارة العالمية.ويشترك الطرفان فى الكفاح من أجل إقامة نظام سياسى دولى جديد ولكن حتى الآن لم تتطور العلاقات بين الصين والشرق الأوسط بالدرجة الكافية، حيث تركز الصين بالدرجة الأولى على تعديل علاقاتها مع الدول الكبرى والمجاورة فى المجال الدبلوماسى ، وفى المقابل فإن دول الشرق الأوسط وبصفة خاصة الدول العربية مازالت تعتمد فى معظمها على الولايات المتحدة والدول الغربية سياسياً واقتصادياً ولاتبدى اهتماماً حقيقياً بالعلاقات مع الصين.

ولكن يبدو أن انحياز الولايات المتحدة لاسرائيل فى الصراع العربى الاسرائيلى دفع العرب لكى يعولون أكثر على الدول الكبرى الصاعدة ومنها الصين ، فى أن تلعب دوراً أكثر فعالية وتوازناً فى الشرق الأوسط.وعلى مستوى العلاقات التجارية بين الصين والشرق الأوسط ، فقد تطورت بصورة كبيرة منذ الثمانينات وبلغ التبادل التجارى بين الطرفين عام 1996 نحو ستة مليارات وخمسمائة مليون دولار ، ولكن هذا لايمثل سوى نسبة صغيرة فى القيمة الاجمالية لتجارة الطرفين.ويحتل التبادل التجارى بين الصين والشرق الأوسط حوالى 5% من قيمة الواردات والصادرات الخارجية العربية الاجمالية ، بينما يحتل حوالى 2% من قيمة الواردات والصادرات الصينية لدول الشرق الأوسط.

وهناك جهود ومساعى متبادلة لتطوير وتنمية العلاقات السياسية والاقتصادية بين الصين ودول الشرق الأوسط وتوطيد الروابط الثقافية والعلمية على المستويين الرسمى والشعبى،ولكن المعضلة تتمثل فى أن الشرق الأوسط به عدة دول لها مصالح مختلفة ، وهناك تناقض وصراع بين هذه الدول ، وهناك أيضاً عوامل عدم استقرار كثيرة وأوضاع معقدة ومتغيرة داخل هذه المنطقة ، ينبغى على الصين أن تعرف سبل التعامل معها.

منقوووول للفائدة .
AlexaLaw