إيران فى مواجهة الضغوط الخارجية

سامح راشد

مجلة السياسة الدولة يناير 2004 - العدد رقم 155

حرصت طهران في مرحلة ما بعد الحادي عشر من سبتمبر على تجنب الدخول في مواجهة صريحة مع الولايات المتحدة الأمريكية، ورغم إدراكها المخاطر والتحديات التي تستتبع الاحتلال الأمريكي للعراق إلا أن وقوع الاحتلال بالفعل بلور مزيداً من الاقتناع لدى الساسة الإيرانيين بأهمية تلافي التحرشات والاندفاعات الأمريكية في المدى المتوسط، ووضح مردود هذا التوجه مع وضوح اتجاه تلك التحرشات إلى طهران ذاتها، حيث تعاملت طهران معها بدرجة عالية من العقلانية والبراجماتية

وقد انعكس هذا الوضع العام في إدراك وسلوك إيران للضغوط الخارجية التي تعرضت لها في الشهر الماضية، خاصة أزمة الملف النووي التي حرصت الإدارة الأمريكية على تصعيدها وتركيز الجهود الدولية عليها، ورغم أنها لم تكن المظهر الوحيد للضغوط الخارجية التي واجهتها طهران مؤخراً، إلا أنها كانت الأزمة الأصعب والأكثر تعقيداً وخطورة، ما استتبع بالتالي تداخل أطرافها وتشابك حساباتها، حتى يمكن اعتبارها نموذجاً صالحاً لاستقراء بعضاً من ملامح منظومة السياسة الخارجية الإيرانية في الآونة الأخيرة خاصة الأبعاد المتعلقة منها بالولايات المتحدة الأمريكية وتقاطعاتها مع أطراف وقضايا أخرى

ويرصد هذا التقرير تعامل طهران مع مجموعة الضغوط الخارجية التي تعرضت لها مؤخراً، فيبدأ بتحديد مصادر تلك الضغوط أي الدول والأطراف التي تمارسها أو تتدخل فيها، وتشمل هذه المصادر أو الأطراف كلاً من الولايات المتحدة الأمريكية كطرف رئيس ومصدر أساسي للضغط على إيران. إضافة إلى أطراف أخرى مثل الدول الأوروبية وبعض المنظمات الدولية مثل الوكالة الدولية للطاقة الذرية

وينتقل التقرير بعد ذلك إلى التعرف على القضايا والموضوعات المحورية التي تستخدم للضغط على طهران أو تتسبب فيه، وهي على وجه الحصر كما يلي

القدرة العسكرية الإيرانية
موقف طهران من الصراع العربي الإسرائيلي
موقف طهران من الحملة الأمريكية لمكافحة الإرهاب
الموقف من احتلال العراق
قضايا أخرى من أهمها حالة حقوق الإنسان في إيران

وبعد أن يتناول التقرير بشيء من التفصيل كلاً من هذه المحاور ويشرح أبعادها وخلفيتها، يقوم بتحليل المعالجة الإيرانية لكل منها من خلال مستويين للتحليل، الأول هو إدراك طهران لها في إطار العوامل المؤثرة على قراراتها وسياساتها، وهي عوامل داخلية وخارجية لكل منها دوره في تحديد رؤية ورد فعل طهران على القضايا التي تتعرض لضغوط بشأنها. وأخيراً يرصد التقرير سلوك إيران تجاه تلك القضايا والمحاور على ضوء العوامل والاعتبارات المؤثرة. ويتضح من التقرير أن السياسة الخارجية الإيرانية بوجه عام، وخاصة فيما يتصل بالعلاقة مع الولايات المتحدة الأمريكية في المرحلة الراهن تتسم بدرجة عالية من البراجماتية وإعمال مقتضيات المصلحة لا الأيديولوجية، وهو ما انعكس في مواقف وسياسات طهران تجاه الملفات والقضايا التي تعرضت لضغوط أمريكية بشأنها

منقووول للفائدة .
AlexaLaw