جنوب افريقيا ومواجهة قضايا القارة

سامية بيبرس


مجلة السياسة الدولية - العدد رقم 147 - يناير 2002


مع انهيار النظام العنصرى فى عام 1994 ، بدأت جنوب أفريقيا فى انتهاج سياسة خارجية جديدة تجاه دول القارة الافريقية ، ترتكز بالأساس على التعاون والأمن ، وانتهاج مبدأ السياسة فى خدمة التجارة الخارجية ، بهدف زيادة الانتاج والتصدير وفتح الأسواق واجتذاب مزيد من الاستثمارات والتدفقات المالية الى البلاد.وقد أكدت السياسة الخارجية الجديدة على أهمية اللجوء الى الأساليب السياسية والدبلوماسية لحل كافة المشكلات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التى تواجه بلدان القارة ، وتنطلق هذه السياسة من ضرورة وجود دور ايجابى ونشط لجنوب افريقيا فى محيطها الاقليمى ، وهذا الدور لايقتصر على القضايا السياسية والعسكرية فحسب ، وانما يمتد ليشمل القضايا الاقتصادية والاجتماعية التى تهم مختلف بلدان القارة الافريقية ، ولعل هذا يظهر واضحاً فيما طرحته جنوب افريقيا من مبادرة هامة بعنوان 'برنامج الألفية لانعاش أفريقيا' ، بالاضافة الى جهودها الدؤوبة لمكافحة أخطر مرض يهددى القارة الافريقية وهو مرض الايدز.

وتؤكد جنوب افريقيا على ضرورة أن يتم التصدى لقضايا القارة من خلال العمل التعاونى على أساس اقليمى ، فالنهضة الافريقية لن تتحقق بدون دعم التجمعات الاقليمية ، وتركز جنوب افريقيا بالأساس على دورها المحورى فى منطقة الجنوب الافريقى ، حيث يوجد تجمع -سادك- ، والعمل على دفع التنمية والحفاظ على الأمن والاستقرار فى هذه المنطقة ، ولاشك أن هذا الاهتمام بمنطقة الجنوب يعكس بالأساس الحدود الجغرافية للمجال الحيوى لجنوب افريقيا ، الا أن هذا لايعنى عدم اهتمامها بما يجرى من أحداث وراء تلك المنطقة ، بل أن مجرد وجود احتمالات لتهديد مصالحها الحيوية فى أى بقعة من القارة الافريقية يدفعها للتحرك الفورى للدفاع عن مصالحها ، وانطلاقاً من هذه الرؤية سعت جنوب افريقيا خلال الفترة الأخيرة الى بذل جهودها الحثيثة من أجل التصدى للعديد من قضايا القارة ومشاكلها على مختلف الأصعدة السياسية والأمنية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية ، بهدف العمل على معالجتها ومحاولة التوصل الى حلول جذرية لها

منقووول للفائدة .
AlexaLaw