الشيشان والحركة الاسلامية بعد 11 سبتمبر

مراد بطل الشيشانى

مجلة السياسة الدولية يوليو 2002 - العدد رقم 149

أدت أحداث 11 سبتمبر الى تزايد أهمية منطقة أوراسيا وبصفة خاصة منطقة الشيشان فى إطار الاستراتيجية الأمريكية ، ومن هنا تبدو أهمية الحديث عن الحركة الاسلامية فى الشيشان حيث أن جزءاً من هذه الحركة له علاقة بشكل التدين المتهم بالارهاب من جانب الولايات المتحدة الامريكية ، وهو التيار السلفى الجهادى.فالحركة الاسلامة فى الشيشان تنقسم الى تيارين أولهما هو التيار الصوفى ، وهو التيار التقليدى للحركة الاسلامية الذى لعب دوراً بارزاً فى تفاعلات السياسة الشيشانية الداخلية ، وفى مقاومة روسيا.أما التيار السلفى الجهادى فهو يتميز بالجمع بين الفكرة السلفية الداعية لتنقية المجتمع الاسلامى من الشوائب ، وبين الفكرة الجهادية الداعية لاسلوب العنف لتحقيق الدولة الاسلامية.

ولاشك أن أحداث 11 سبتمبر جاءت كفرصة لروسيا لكسب تأييد الغرب فى حملتها ضد الشيشان ، حيث أيدت روسيا الحملة الأمريكية على 'الارهاب' وسعت الى مقايضة هذا التأييد باعتراف أمريكى بنفوذ روسيا فى آسيا الوسطى ومساندة حملتها فى الشيشان باعتبار الشيشانيين جزءاً من 'الارهاب الدولى' الذى تحاربه الولايات المتحدة.إلا أن الرهان الروسى كان خاطئاً ، حيث ظهر توجه استراتيجى لدى الادارة الأمريكية الجديدة مناوىء لروسيا وميال للشيشان ، وقررت الولايات المتحدة تشكيل لجنة سلام أمريكية لانهاء الصراع فى الشيشان وتحقيق الاستقرار بالمنطقة.

لقد أدركت الولايات المتحدة الأهمية الجيوبوليتيكية للشيشان ، فسعت لتعميق وجودها وتمركزها فى هذه المنطقة ، ولهذا فقد أيدت فكرة السوق القوقازية المشتركة من خلال ربط شمال القوقاز بجنوبه.ومع تصاعد الصراع فى منطقة جورجيا والشيشان ، أرسلت الولايات المتحدة خبراء عسكريين فى مكافحة الارهاب لمساندة جورجيا ، كما سعت للحد من الدور الروسى فى هذه المنطقة.وعملت على إضعاف التيار السلفى الجهادى فى الشيشان ، والذى تعد أفكاره أقرب الى أفكار تنظيم القاعدة وأسامة بن لادن ، حتى أن بعض التقارير أشارت أن طالبان وبعد الحملة الأمريكية على أفغانستان ، طلبت المساعدة من حلفائها فى الشيشان.ولهذا عملت الولايات المتحدة على دعم العناصر المعتدلة فى الشيشان ، واتباع سياسة 'تجفيف المنابع' لتطويق ومحاصرة التيار السلفى الجهادى

منقووول للفائدة .
AlexaLaw