زيارة بوتين للهند : الأبعاد والدلالات

أحمد دياب

مجلة السياسة الدولية العدد رقم 143 - يناير 2001

شهدت الفترة من 2-5 أكتوبر 0002 زيارة مهمة قام بها الرئيس الروسى بوتين الى الهند. حيث وقعت الدولتان العديد من الاتفاقيات جاء على رأسها 'اعلان المشاركة الاستراتيجية' وهو ما أعطى أبعاد جديدة للعلاقات بين الدولتين فى ظل المتغيرات الراهنة. ومن المعروف أن الهند ارتبطت منذ منتصف الخمسينات بعلاقات وثيقة مع الاتحاد السوفيتى السابق. فالهند كانت تنظر الى تلك العلاقة باعتبارها المرتكز الاستراتيجى المطلوب لموازنة جاتيها اللدودتين باكستان والصين، فى حين كانت الاستراتيجية السوفيتية تجاه آسيا ،المحيط الهندى تعتبر نيودلى الحليف المثالى فى مواجهة الصين من جانب، والنفوذ الأمريكى التقليدى فى باكستان من جانب آخر.


وبسبب انشغال الرئيس الروسى السابق بوتين بالخلافات الداخلية فى أعقاب اتهيار الاتحاد السوفيتى عام 1991 فإنه لم يهتم كثيرا بشئون السياسة الخارجية، مما أدى الى حدوث برود فى العلاقات الهندية - الروسية، خصوصا بعد رضوخ روسيا للضغوط الأمريكية عام 1993 بضرورة إبطاء حركة انتقال التكنولوجيا الروسية الى الهند. لكن فى يوليو الماضى أفصحت روسيا عن المبادىء الرئيسية لسياستها الخارجية، جاء فى مقدمتها إعطاء الأولوية لتطوير دور روسيا فى عالم 'متعدد الأقطاب' لا يخضع لهيمنة قوة عظمى واحدة، بالإضافة الى البعد الآسيوى فيما يتعلق بمصالحها فى منطقة أوراسيا من خلال تقوية الروابط مع الصين والهند واليابان وتجمع الآسيان. وقد تبلورت هذه السياسة بصورة أوضح منذ تولى الرئيس للرئاسة فى روسيا بداية من عام 2000.


وقد حظيت زيارة بوتين للهند باستقبال حافل، واعتبرت 'نقلة كمية ونوعية جديدة' فى العلاقات بين البلدين، حيث اتفق الجانبان على ضرورة إجراء مشاورات سياسية منتظرة وتنسيق نشاطات الدولتين فى الأمم المتحدة وسائر الهيئات الإقليمية والدولية. إضافة الى اتفاقيات أخرى عديدة كان من أهمها التعاون فى المجال النووى، فقد وافقت روسيا على تزويد الهند باليورانيوم ضعيف التخصيب. بالرغم من انتقادات الغرب. كما تم التوقيع على اتفاقية 'غيد معلنة' بشأن تزويد الهند بحوالى 85 طنا من اليورانيوم. وأبرمت عدة صفقات لتصدير سلاح روسى للهند قيمتها 13 مليار دولار فى غضون عشرة أعوام. وعقد صفقة لتزويد الهند ب- 001 دبابة من طراز 'تى 09 سى' على أن يسمح لها بانتاج 002 دبابة من هذا الطراز محليا.


كما اتفق الجانبان أيضا على تعاون استخبارات - سياسى - عسكرى 'لمكافحة الإرهاب الدولى'. وقد أشار بوتين الى أن أفغانستان هى 'تجسيد' لهذه الظاهرة. ولكن الجانبان أكدا أن التعاون الاستراتيجى بينهما ليس موجها ضد أفغانستان أو أى دولة أخرى. وقد تم تشكيل مجموعة عمل روسية - هندية مشتركة للتعاون فى هذا الصدد، عقدت اجتماعها الأول فى نيودلهى '23/11/2000'. تم التلويح فيه بامكانية تشديد نظام الحصار المفروض على أفغانستان، فى حال استمرار حركة 'طالبان' فى دعم وتصدير 'الإرهاب الدولى والاتجار فى المخدرات'

منقووول للفائدة .
AlexaLaw