الانتخابات اليوغوسلافية ومستقبل الاستقرار فى البلقان

د.عماد جاد

مجلة السياسة الدولية العدد رقم 143 - يناير 2001

شكلت الانتخابات اليوغسلافية الأخيرة حلقة جديدة من حلقات الأزمة التى تعيشها يوغسلافيا منذ سنوات ، وقد أجريت الجولة الأولى من هذه الانتخابات فى 24 سبتمبر الماضى ، مبكرة عن موعدها الذى كان مقرراً فى يوليو 2001.وقد أقدم الرئيس اليوغسلافى سلوبودان ميلوسيفيتش على إجراء تعديل دستورى يسمح له بترشيح نفسه لفترة رئاسة ثانية للاتحاد اليوغسلافى ، بعد أن كان الدستور الاتحادى يحددها بفترة واحدة فقط.وذلك بهدف توفير الحماية له ولأنصاره من المحاكمة أمام محكمة جرائم الحرب الخاصة بيوغسلافيا السابقة.


وعلى الرغم من أن الانتخابات كانت رئاسية وبرلمانية ، فإن الاهتمام المحلى والدولى كان منصباً بالأساس على الانتخابات الرئاسية ، حيث كانت الأنظار تتطلع الى شخص ميلوسيفيتش ، وما اذا كان سينجح فى البقاء أم سيرحل عن منصبه.


وقد أسفرت الجولة الأولى من الانتخابات عن حصول كوستينيتشا على 48% من الأصوات مقابل 42% للرئيس ميلوسيفيتش.وأعلنت المحكمة الدستورية إجراء جولة ثانية بينهما فى أكتوبر 2000.وقد استقبلت المعارضة هذه النتائج بحملة تشكيك قوية وأكدت فوز مرشحها وحصوله على ما يزيد عن 52% من الأصوات.وترافق ذلك مع حملة تشكيك دولية ، شهدت ممارسة درجة عالية من الضغوط النفسية ، وتسريب أنباء تحركات لقوات الناتو على الحدود فى كرواتيا ومقدونيا ، الأمر الذى أوحى بوجود خطة للتدخل بهدف دعم الديمقراطية فى يوغسلافيا.


ونتيجة لهذه الضغوط اضطر ميلوسوفيتش للاقرار بهزيمته والتنحى عن السلطة قبل يومين من موعد اجراء الجولة الثانية من الانتخابات.وما ان تولى كوستونيتشا السلطة فى 8 أكتوبر 2000 ، حتى بدأت يوغسلافيا تتخلص من عزلتها الدولية ، وبادرت دول الاتحاد الأوربى برفع كثير من العقوبات المفروضة عليها ، وظهرت مؤشرات قوية على تحسن الأوضاع وعودة الاستقرار الى يوغسلافيا ومنطقة البلقان

منقووول للفائدة .
AlexaLaw