رومانيا بين الانتخابات الرئاسية وعضوية الاتحاد الأوربى والناتو

كرستين عبدالله اسكندر


مجلة السياسة الدولية العدد 144 ابريل 2001


جاءت نتائج الانتخابات الأخيرة التى جرت فى رومانيا لتدعم توجهها نحو الانضمام لعضوية كل من الاتحاد الأوربى وحلف الناتو ، حيث أسفرت هذه الانتخابات عن فوز الحزب الاشتراكى الديمقراطى المعارض بزعامة الرئيس السابق 'إيون اليسيكو' ، والذى تعهد بإجراء سلسلة من الاصلاحات الداخلية والخارجية ، تضمنت القضاء على جرائم المافيا والفساد ، ومواجهة الفقر ، وإسراع مفاوضات الانضمام للاتحاد الأوربى ، وذلك إنطلاقاً من إدراكه أن رومانيا لن تستطيع زيادة قوتها ومكانتها على المستويين الأوربى والاقليمى إلا من خلال الانضمام للاتحاد الأوربى والناتو. ولذلك وضع 'إيون' هدف الانضمام لهاتين المؤسستين على أولويات أجندة العمل السياسى لحكومته.
ومن جانبه وضع الاتحاد الأوربى عدد من الشروط السياسية والاقتصادية ، ينبغى على رومانيا أن تطبقها حتى يمكن قبول عضويتها ، وتتضمن أهم هذه الشروط ، الالتزام بالديمقراطية وحقوق الانسان ، ومواجهة الفساد ، والتحول نحو اقتصاد السوق ، وتبنى سياسة التكيف الهيكلى مابين السوق المحلى وسياسات الاتحاد الأوربى.وقد قامت رومانيا بخطوات ملموسة فى مجال الاصلاح السياسى ، خاصة بعد فوز 'إيون' الزعيم المعارض ، وإبعاد 'تيودور' مناصر الديكتاتورية ، ولكن مازال الاقتصاد الرومانى يعانى مشاكل كثيرة ، ولهذا أعلنت اللجنة الأوربية أن بوخارست فشلت فى تحقيق الاصلاحات اللازمة لضمان استقرارها الاقتصادى ، ولذلك تم تأجيل النظر فى انضمامها من عام 2002 الى عام 2007.
ومن ناحية أخرى ، فإن رومانيا تسعى لتفعيل مشاركتها فى الجهود الدولية لحفظ السلام من خلال الانضمام لحلف الناتو ،كما أن الانضمام للناتو يمثل ركيزة هامة لتدعيم أمنها واستقرارها القومى والاقليمى.ولتحقيق هذا الهدف بدأت الحكومة برنامجاً قومياً للتكيف مع متطلبات الانضمام ، استعداداً لقمة الناتو عام 2002 ،ولكن هل تستطيع رومانيا أن تفى بالمتطلبات اللازمة للانضمام للناتو والاتحاد الأوربى ..هذا ما سوف يكشفه المستقبل.

منقووول للفائدة .
AlexaLaw