عالم القانون
سيد الاستغفار

عنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ رضي اللَّه عنْهُ عن النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قالَ : « سيِّدُ الاسْتِغْفار أَنْ يقُول الْعبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي ، لا إِلَه إِلاَّ أَنْتَ خَلَقْتَني وأَنَا عَبْدُكَ ، وأَنَا على عهْدِكَ ووعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ ما صنَعْتُ ، أَبوءُ لَكَ بِنِعْمتِكَ علَيَ ، وأَبُوءُ بذَنْبي فَاغْفِرْ لي ، فَإِنَّهُ لا يغْفِرُ الذُّنُوبِ إِلاَّ أَنْتَ . منْ قَالَهَا مِنَ النَّهَارِ مُوقِناً بِهَا ، فَمـاتَ مِنْ يوْمِهِ قَبْل أَنْ يُمْسِيَ ، فَهُو مِنْ أَهْلِ الجنَّةِ ، ومَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وهُو مُوقِنٌ بها فَمَاتَ قَبل أَنْ يُصْبِح ، فهُو مِنْ أَهْلِ الجنَّةِ » رواه البخاري .


كشفت أنظمة المنتدى أنك غير مسجل لدينا فأهلا وسهلا بك معنا و تفضل بتصفح المنتدى و إن شاء الله ينال إعجابك و لا تحرمنا حينها من تسجيلك معنا و مشاركاتك و إفادتنا بخبرتك .


عالم القانون
سيد الاستغفار

عنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ رضي اللَّه عنْهُ عن النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قالَ : « سيِّدُ الاسْتِغْفار أَنْ يقُول الْعبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي ، لا إِلَه إِلاَّ أَنْتَ خَلَقْتَني وأَنَا عَبْدُكَ ، وأَنَا على عهْدِكَ ووعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ ما صنَعْتُ ، أَبوءُ لَكَ بِنِعْمتِكَ علَيَ ، وأَبُوءُ بذَنْبي فَاغْفِرْ لي ، فَإِنَّهُ لا يغْفِرُ الذُّنُوبِ إِلاَّ أَنْتَ . منْ قَالَهَا مِنَ النَّهَارِ مُوقِناً بِهَا ، فَمـاتَ مِنْ يوْمِهِ قَبْل أَنْ يُمْسِيَ ، فَهُو مِنْ أَهْلِ الجنَّةِ ، ومَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وهُو مُوقِنٌ بها فَمَاتَ قَبل أَنْ يُصْبِح ، فهُو مِنْ أَهْلِ الجنَّةِ » رواه البخاري .


كشفت أنظمة المنتدى أنك غير مسجل لدينا فأهلا وسهلا بك معنا و تفضل بتصفح المنتدى و إن شاء الله ينال إعجابك و لا تحرمنا حينها من تسجيلك معنا و مشاركاتك و إفادتنا بخبرتك .



عالم القانون

العدل أساس الملك - Justice is the basis
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
TvQuran
 قراءة في إعلان إقامة دولة إسرائيل 110
AlexaLaw on facebook
 قراءة في إعلان إقامة دولة إسرائيل 110
 قراءة في إعلان إقامة دولة إسرائيل 110
 قراءة في إعلان إقامة دولة إسرائيل 110
 قراءة في إعلان إقامة دولة إسرائيل 110
 قراءة في إعلان إقامة دولة إسرائيل 110

شاطر | 
 

  قراءة في إعلان إقامة دولة إسرائيل

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
AlexaLaw
مؤسس و مدير عام المنتدى
AlexaLaw
مؤسس و مدير عام المنتدى

الجنس : ذكر

تاريخ التسجيل : 03/03/2010

عدد المساهمات : 19648

نقاط : 12654998

%إحترامك للقوانين 100

العمر : 34

الأوسمه :

 قراءة في إعلان إقامة دولة إسرائيل 1384c10


الأوسمة
 :


 قراءة في إعلان إقامة دولة إسرائيل Empty
مُساهمةموضوع: قراءة في إعلان إقامة دولة إسرائيل    قراءة في إعلان إقامة دولة إسرائيل I_icon_minitime11/7/2011, 11:09

خيارات المساهمة


قراءة في إعلان إقامة دولة إسرائيل

بقلم:
محمد حسني
مارس 2009
الاصدار: أوراق اشتراكية
الناشر:
مركز الدراسات الاشتراكية

في الرابع عشر من مايو 1948 أعلن الرمز الصهيوني دافيد بن جوريون إقامة دولة إسرائيل، فبادر كل من الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية بالاعتراف بتلك الدولة، ثم توالى الاعتراف من جانب الدول الأوروبية تباعًا 1. في السطور القادمة أقدم قراءة لنص إعلان الدولة. ويجدر البدء بعرض ترجمة النص كاملاً

وثيقة الاستقلال 2
إسرائيل-الحكومة المؤقتة

الصحيفة الرسمية، عدد 1، تل أبيب، 5 آيار 5708 حسب التقويم العبري، 14/5/1948م، ص 1
إعلان إقامة دولة إسرائيل

في أرض إسرائيل نشأ الشعب اليهودي، وفيها تشكلت هويته الروحانية والدينية والسياسية، وفيها عاش حياة مستقلة ذات سيادة، وفيها أبدع ذخائر الثقافة القومية والإنسانية، وأعطى للعالم أجمع سفر الأسفار الخالد 3 .

بعدما أُجلي الشعب من أرضه بالقوة ظل وفيا لها في كل بلدان الشتات، ولم يكف عن الصلاة وعن الأمل في العودة إلى بلاده وأن يستأنف عليها حريته السياسية.

من خلال هذه الصلة التاريخية المتوارثة سعى اليهودي في كل جيل للعودة والتوطن في وطنه القديم؛ وفي الأجيال الأخيرة عاد اليهود إلى بلادهم جماعات وطلائعيين ومغامرين ومدافعين، فأحيوا القفار وأحيوا لغتهم العبرية وشيدوا قرى ومدن وأقاموا مجتمع استيطاني متنامي يتحكم في اقتصاده وثقافته، ينشد السلام ويدافع عن نفسه، يحمل معه بشائر التقدم لكل سكان البلاد ويطمح في الاستقلال الرسمي.

وفي عام 5657 حسب التقويم العبري، الموافق عام 1897 ميلاديا، انعقد المؤتمر الصهيوني تلبية لدعوة نبي الدولة اليهودية تيودور هرتسل، وأعلن عن حق الشعب اليهودي في النهضة القومية في بلاده.

تم الاعتراف بهذا الحق بتصريح بلفور في الثاني من نوفمبر1917، وتم التصديق عليه بالتصويت في عصبة الأمم الذي أعطى قوة صلاحية دولية للصلة التاريخية بين الشعب اليهودي وبين أرض إسرائيل ولِحَقِّ الشعب اليهودي في استئناف وجوده في وطنه القومي.

إن الكارثة التي ألَمَّت بشعب إسرائيل في السنوات الأخيرة، حيث تعرض ملايين اليهود في أوروبا للمذبحة، أثبتت من جديد، وبالدليل، ضرورة حل مشكلة الشعب اليهودي الذي يفتقر إلى الوطن والاستقلال، عن طريق استئناف الدولة اليهودية في أرض إسرائيل، التي ستفتح أبواب الوطن على مصراعيها لكل اليهود، وتمنح الشعب اليهودي وضعية الأمة المتساوية في الحقوق بين الشعوب.

إن البقية المتبقية من الناجين من المذبحة النازية الرهيبة في أوروبا، ويهود بلدان أخرى، لم يكفوا عن المغامرة بالهجرة إلى أرض إسرائيل، برغم كل الصعوبات والموانع والخطر، ولم يكفوا عن المطالبة بحقهم في الحياة الكريمة والحرية والعمل الشريف في وطنهم.

في الحرب العالمية الثانية أسهم التجمع الاستيطاني العبري في البلاد بدوره كاملا في نضال الأمم نصيرة الحرية والسلام ضد قوى الشر النازية. وبدم جنوده، وبمجهوده الحربي، أخذ الحق في أن يُعد ضمن الشعوب المؤسسة لهيئة الأمم المتحدة.

في 29 نوفمبر1947، اتخذت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا مُلزمًا بإقامة دولة يهودية في أرض إسرائيل؛ وطالبت الجمعية سكان أرض إسرائيل بأن يتخذوا بأنفسهم كل التدابير اللازمة من جانبهم لتنفيذ القرار. وهذا الاعتراف من الأمم المتحدة بحق الشعب اليهودي في إقامة دولته لا يُمكن مصادرته. إنه الحق الطبيعي للشعب اليهودي أن يكون ككل الشعوب مستقلا في دولته ذات السيادة.

لذا فقد اجتمعنا، نحن أعضاء مجلس الشعب، ممثلو التجمع الاستيطاني العبري والحركة الصهيونية، في يوم انتهاء الانتداب البريطاني على أرض إسرائيل، وبقوة الحق الطبيعي والتاريخي، وعلى أساس قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، نحن نعلن عن قيام دولة يهودية في أرض إسرائيل، هي دولة إسرائيل.

ونحن نقرر أنه بدءا من لحظة انتهاء الانتداب البريطاني، الليلة، واعتبارا من صباح يوم السبت السادس من آيار عام ‎5708 حسب التقويم العبري، 15 مايو 1948، وحتى تشكيل السلطات المنتخبة والنظامية للدولة، وفقا للدستور الذي سوف تضعه الجمعية التأسيسية المنتخبة في موعد غايته الأول من أكتوبر 1948، سوف يعمل مجلس الشعب كمجلس الدولة المؤقت، والمؤسسة التنفيذية التابعة لها، هي الهيئة الشعبية، وهو بمثابة الحكومة المؤقتة للدولة اليهودية التي سوف يُطلق عليها إسرائيل، تسمى إسرائيل.

تفتح دولة إسرائيل أبوابها للهجرة اليهودية وجمع الشتات؛ وسوف تعكف على تنمية البلاد لصالح كل سكانها؛ وسوف تقوم على أسس الحرية والعدل والسلام في هدى نبوءات أنبياء إسرائيل؛ وستحقق المساواة التامة في الحقوق الاجتماعية والسياسية لكل مواطنيها بدون تمييز على أساس الدين أو العرق أو الجنس، وهي تضمن حرية الدين والرأي واللغة والتعليم والثقافة، وستحافظ على الأماكن المقدسة لكل الديانات، وتكون ملتزمة بمباديء ميثاق الأمم المتحدة. ودولة إسرائيل ستكون مستعدة للتعاون مع كل المؤسسات الممثلة للأمم المتحدة في تنفيذ قرار الجمعية العامة الصادر بتاريخ 29 نوفمبر1947 وتعمل على تحقيق الوحدة الاقتصادية لأرض إسرائيل بأكملها. ونحن نناشد الأمم المتحدة أن تدعم الشعب اليهودي في بناء دولته، وقبول دولة إسرائيل ضمن المجتمع الدولي.

ونحن ندعو - حتى في ظل الهجوم الدامي الذي نتعرض له منذ شهور - أبناء الشعب العربي سكان دولة إسرائيل للحفاظ على السلام، وأخذ دور في بناء الدولة، على أساس المواطنة الكاملة والمساوية، وعلى أساس التمثيل الملائم في كل مؤسساتها الموقتة والدائمة.

نحن نمد يد السلام وحسن الجوار إلى كل الدول المجاورة وشعوبها، وندعوهم إلى التعاون والمساعدة المتبادلة مع الشعب العبري المستقل في بلاده. دولة إسرائيل مستعدة للإسهام بدورها في الجهود المشتركة لتقدم الشرق الأوسط كله.

نحن ندعو الشعب اليهودي في كل بلاد الشتات ليلتف حول التجمع الاستيطاني بالهجرة والبناء، والوقوف بجانبه في المعركة الكبرى من أجل تحقيق مطمح الأجيال لخلاص إسرائيل.

من خلال إيماننا بمَلاذ إسرائيل، نحن نوقع بأيدينا للشهادة على هذا الإعلان في جلسة مجلس الدولة المؤقت على ارض الوطن في مدينة تل أبيب عشية السبت يوم الجمعة الخامس من شهر آيار عام ‎5708 حسب التقويم العبري 14 مايو 1948.

دافيد بن جوريون

توقيعات

إن نص "إعلان إقامة دولة إسرائيل" هو الاسم الرسمي لما يُعرف في الخطاب الصهيوني بـ"وثيقة الاستقلال"، وهو يعد نقطة تحول شديدة الأهمية في تاريخ المشروع الصهيوني. إذ يدشن تحول المشروع الاستيطاني إلى دولة رسمية تطالب بالاعتراف الدولي، كما أنه بمثابة بطاقة التعارف التي تقدمها تلك الدولة للمجتمع الدولي. لذا فإنه من الأهمية بمكان قراءة نص الإعلان من جديد، ومحاولة التعمق أكثر في عناصره، والبحث عن الخلفيات التي ألقت بظلالها على صياغته.

يمكننا تقسيم الإعلان إلى خمسة أجزاء:

1. مقدمة، تتناول مقولة "الحق التاريخي" كتمهيد ومسوغ للحق في إقامة دولة.

2. الإعلان عن إقامة الدولة.

3. إعلان المبادئ العامة للدولة.

4. مناشدة الأطراف الأخرى.

5. التوقيعات.

5.

يبدأ الإعلان بعبارة "في أرض إسرائيل نشأ الشعب اليهودي.." ومصطلح "أرض إسرائيل - إيرتس يسرائيل" يختلف عن "إسرائيل" المعروفة لدينا. إذ أنه مصطلح في التراث اليهودي يشير إلى موقع جغرافي غير محدد المعالم وليس له أي سند تاريخي، خلاف التراث اليهودي نفسه الذي يعترف بعدم اقتصار تلك البقعة على اليهود وحدهم. وفي كتابات يهود العصور الوسطى كان هذا المصطلح يقابله بالعربية فلسطين أو بيت المقدس. وفي عهد الانتداب، كانت العملات النقدية، وكذلك الوثائق المكتوبة باللغات الثلاثة العربية والعبرية والإنجليزية، تحمل اسم فلسطين كمقابل لمصطلح "أرض إسرائيل - إيرتس يسرائيل". أما عن اسم الدولة الجديدة "دولة إسرائيل - مدينات يسرائيل"، فلم يُحسم حتى وقت قصير قبيل الإعلان. حيث كان من بين الأسماء المقترحة "يهودا"، ويُذكر أن السفير الإسرائيلي في جمهورية التشيك لم يكن يعرف الاسم الذي سيستخدمه في حلف اليمين!
مقولة الحق التاريخي:

تتناول الفقرات الثلاثة الأولى من الإعلان مقولة الحق التاريخي:

-"في أرض إسرائيل نشأ الشعب اليهودي، وفيها تشكلت هويته الروحانية والدينية والسياسية، وفيها عاش حياة مستقلة ذات سيادة، وفيها أبدع ذخائر الثقافة القومية والإنسانية، وأعطى للعالم أجمع سفر الأسفار الخالد."

في هذه الفقرة إنكار وتجاهل تام، بل ومحو، لحقيقة تاريخ الشتات الطويل لليهود. حيث أن تاريخ الجماعات اليهودية كان خارج فلسطين. كما أن التراث الثقافي لليهود قد تم وضعه خارج فلسطين، بما في ذلك معظم أسفار العهد القديم التي تحمل تأثيرات واضحة لديانات الشرق الأدنى القديم، وبعضها بالآرامية وليس بالعبرية.(4)

-"بعدما أُجلي الشعب من أرضه بالقوة ظل وفيا لها في كل بلدان الشتات، ولم يكف عن الصلاة وعن الأمل في العودة إلى بلاده وأن يستأنف عليها حريته السياسية".

تتناول الفقرة الثانية من الإعلان مقولة الشتات الجبري والارتباط الأبدي بين اليهود وبين فلسطين، إلا أن الحقيقة التي يقرها مؤرخون إسرائيليون أن اليهود لم يُجلوا عن أرضهم بالقوة. فالمعرف أن الأسباط العشرة الذين سباهم الآشوريون (721 ق.م) انقطع ذكرهم تماما. أما بقية اليهود الذين بقوا وتعرضوا للسبي البابلي (586 ق.م) ثم عادوا في عهد الحكم الفارسي، وتعرضوا وفقا للرواية التاريخية للطرد من فلسطين على يد الإمبراطور تيتوس (70م). إلا أن هذا الطرد لم يشمل إلا عددا من اليهود، بينما بقي الآخرون في فلسطين، وفي الأغلب اعتنقوا المسيحية وبعدها الإسلام. علاوة على الهجرات الطوعية المتواصلة، وهي أقدم من تاريخ الرومان وحتى من السبي البابلي. كما أن الهجرة اليهودية من الشتات إلى فلسطين كانت محظورة بأمر ديني، حيث كانت العودة مرتبطة بظهور شخصية المسيح المخلِّص الذي سيأتي في آخرة الأيام، وبالرغم من الصلوات المشار إليها، إلا أنها لم ترتبط بأي مجهود فعلي للهجرة، ولم تكن المحاولات الفردية للهجرة، تلقى أي قدر من الاستحسان لدى اليهود، كما أن مفاهيم الحرية السياسية والاستقلال والسيادة...لم يكن تخطر لهم على بال.(5)

-"من خلال هذه الصلة التاريخية المتوارثة سعى اليهود في كل جيل للعودة والتوطن في وطنه القديم؛ وفي الأجيال الأخيرة عادوا إلى بلادهم جماعات...."

-"ضرورة حل مشكلة الشعب اليهودي، الذي يفتقر إلى الوطن والاستقلال، عن طريق استئناف الدولة اليهودية في أرض إسرائيل"

وهكذا يتخذ الإعلان من مقولة الحق التاريخي المزعوم، مرتكزًا وسندًا للمشروع الاستيطاني، متجاهلاً حقيقة المشروع الصهيوني كجزء من الاستعمار الحديث، وكون الآباء الأوائل للمشروع من غير المتدينين وطرح مشروعات استيطانية بديلة عن فلسطين مضت قدما بعض الخطوات، وكان من الممكن أن يُكتب لها الاستمرار، كما كان من الممكن أن يكتب لمشروع فلسطين الفشل.

صورة الأنا أو الذات التي يعرضها الإعلان تتخذ أكثر من بُعد. حيث يُستهل الإعلان، كما ذكرنا، بعبارة "في أرض إسرائيل نشأ الشعب اليهودي.."، و لفظ يهودي، في القاموس العبري: يهودي، عبري، عبراني، 2-من سبط يهودا، 3-الشيء الذي يخص اليهود. (6) فهذا المصطلح، إذاً، يتعدى المفهوم الديني إلى المفهوم التاريخي والعرقي بغض النظر عن صحته. وهذا الخلط المتعمد في الخطاب الصهيوني قد أفاد من ناحية في ترويج المشروع بين اليهود، ومن ناحية أخرى لقى الصدى المطلوب لدى الأطراف الدولية، وحتى لدى العرب. إذ بدا الصراع على الأرض كصراع طائفي بين يهود ومسلمين ومسيحيين. بينما المفهوم القومي يعطي الحق للمطالبة بالحصول على وطن قومي اقتضاء بالقوميات الأخرى، وهو ما نجده في عبارة لاحقة: "وتمنح الشعب اليهودي وضعية الأمة المتساوية في الحقوق بين الشعوب."

ويظل هذا المصطلح بمدلولاته في الخطاب الصهيوني حتى لدى الصهاينة العلمانيين. فعلى سبيل المثال، يستهل مناحم بيجن، رئيس الحكومة فيما بعد، مذكراته بقوله: "كتبت هذا الكتاب أولاً لشعبي (اليهودي)...لكنني كتبت هذا الكتاب لغير اليهود، أيضًا..." (7)

يتكرر الطابع الديني في عبارة: "...وسوف تقوم على أسس الحرية والعدل والسلام، في هدى نبوءات أنبياء إسرائيل..." كما يظهر هذا الطابع، جليا، في الفقرة الختامية للإعلان التي تبدأ بعبارة: "من خلال إيماننا بمَلاذ إسرائيل، نحن نوقع بأيدينا للشهادة على هذا الإعلان"، وتعبير "تسور يسرائيل - صخرة أوملاذ إسرائيل" هو تعبير غريب وغير شائع. وخلفية هذا الأمر ترجع إلى رفض الفصائل الدينية التوقيع على الوثيقة إن لم يذكر اسم الرب فيها، وهو ما رفضه بن جوريون بشدة. وكان هذا التعبير هو الحل الوسط، وهذا الخضوع للحريديم تراه بعض القوى السياسية أنه يزيد من المسافة بين إسرائيل، وبين الطوائف اليهودية في الخارج، حيث أن معظمهم غير أرثوذكسيين، وكانت هذه العبارة الخطوة الأولى في سبيل خضوع الكثير من القرارات إلى ضغوط المؤسسة الدينية.(Cool

أما البعد الآخر للأنا، فهو الأنا العبري، حيث ورد في الإعلان:

-"في الحرب العالمية الثانية، أسهم التجمع الاستيطاني العبري في البلاد بدوره كاملاً..."

-"...لذا فقد اجتمعنا، نحن أعضاء مجلس الشعب، ممثلو التجمع الاستيطاني العبري والحركة الصهيونية.."

كما يتوجه الإعلان إلى الدول والشعوب المجاورة: "وندعوهم إلى التعاون، والمساعدة المتبادلة مع الشعب العبري المستقل في بلاده"

والمصطلح، في حقيقته، أقدم من مصطلح "يهودي"، وليس هناك رأي حاسم في أصله. فهناك من يربطه بأحد أجداد الساميين، وهو عابر بن شالح بن أرفكشاد بن سام، فيما يرى آخرون بأن الاسم هو كناية عن إبراهيم عليه السلام، لأنه عبر نهر الأردن، أو لأنه كان يعبر من وطن لآخر.(9) فضلا عن آراء عدة، لكننا نقصد هنا المصطلح في ثوبه الجديد، أي شخصية "العبري الجديد".

ظهر مصطلح "العبري" كنقيض لليهودي المرتبط بالشتات بما يحمله من ذل ومهانة، وتم رفض لغة الييديش المرتبطة بمجتمع الشتات، وحلت محلها، ولو إسما في البداية، اللغة العبرية، وهو ما يؤكد عليه الإعلان، رغم أن الأولى كانت أنسب للحياة المعاصرة. وقد سعت الصهيونية إلى خلق نمط يهودي جديد على أرض فلسطين. وتم تصوير يهودي الشتات بنفس الملامح التي رسمها المعادون لليهود: الظهر المقوس، والأنف المعقوف، والجبن والبخل، والانعزال، والإيمان بالخرافات.. (10).

حملت الهجرة الثانية (1904-1914) الكثير من الشبان القادمين من روسيا، بعضهم من المؤمنين بالأفكار الاشتراكية ويعتقدون في إمكانية خلق طبقة عاملة عبرية والسيطرة الفعلية على الإنتاج والحراسة، وتم إدراجهم في مشروعات الاستيطان الجماعية، مثل "الكيبوتس"، والأحزاب، التي حملت لافتات عمالية، هبوعيل هاتساعير (العامل الفتي)، وبوعالي تسيون (عمال صهيون).(11) فكان لهذه الهجرة الفضل في طرح الهوية العبرية. وقد أعطت الهجرة الثالثة (1919-1924) دفعة لهذا الاتجاه. وفي هذه الفترة ولد جيل جديد من أبناء المهاجرين، وهو جيل لم يرَ الشتات ونشأ على أيديولوجيات مجتمع المستوطنين، وهو ما يُطلق عليه "الصبار"، الجيل الذي حمل عبء خلق كيان جديد على الأصعدة المختلفة. لكن هذا الاصطلاح لا يعني فعليا كل من ولد في فلسطين، حيث يستثني اليهود ذوي الأصول الشرقية، ويضم من ولدوا في أوروبا وهاجروا إلى فلسطين.(12) وقد اعتمدت شخصية "العبري"، و"الصبار" على الاصطناع ومحاولة التوليف بين الشخصية التاريخية والحاضر الاستيطاني، وبين التراث الديني والعلمانية.

وزاد الاتجاه الرافض للدين إلى درجة فجَّة تمثلت في انتهاك الشعائر علنا. وقد حاول الأدباء رسم صورة للعبري الجديد مستوحاة من أبطال "العهد القديم"، وهي صورة أقرب للعربي البدوي ابن البلاد: جريء، قوي، شجاع، صلب، منتج. وتم تصوير الاستيطان اليهودي كمكان مثالي مستقل منفصل عن واقع يهود أوروبا، وذلك بتأثير الحركة الكنعانية التي تزعمها الأديب يوناثان راطوش، ودعت للانفصال عن هوية يهود المنفى، واعتبار المجتمع الاستيطاني مجتمع شرقي ينتمي إلى أرض كنعان. (13) وقد نما الوعي الجمعي وقيم الغيرية والاستعداد للتضحية بالنفس.
إسرائيل دولة قائمة على الهجرة والاستيطان:

إن الصهيونية مشروع إستيطاني إحلالي، وعموده الفقري هو الهجرة. فالهجرة ليست حلا لمشكلة اليهود المشتتين، بقدر ما هي أداة ووقود للمشروع الاستيطاني الذي لا يمكن قراءته بمعزل عن الاستعمار الحديث. لذا فقد تناول الإعلان موضوع "الهجرة"، التي وُصفت بأنها "عودة":

-"... سعى اليهود في كل جيل للعودة والتوطن في وطنه القديم؛ وفي الأجيال اللأخيرة عادوا إلى بلادهم جماعات، وطلائعيين، ومغامرين ومدافعين فأحيوا القفار، وأحيوا لغتهم العبرية، وشيدوا قرى ومدن، وأقاموا مجتمع استيطاني متنامي..."

-"ضرورة حل مشكلة الشعب اليهودي، ... عن طريق استئناف الدولة اليهودية في أرض إسرائيل، التي ستفتح أبواب الوطن على مصراعيها لكل اليهود..."

-"إن البقية المتبقية من الناجين من المذبحة النازية الرهيبة في أوروبا، ويهود بلدان أخرى، لم يكفوا عن المغامرة بالهجرة إلى أرض إسرائيل".

-"تفتح دولة إسرائيل أبوابها للهجرة اليهودية وجمع الشتات؛..... "

-" نحن ندعو الشعب اليهودي في كل بلاد الشتات، ليلتف حول التجمع الاستيطاني، بالهجرة والبناء، والوقوف بجانبه"
العلاقة بالقوى الاستعمارية

وُلد المشروع الصهيوني وترعرع في كنف الاستعمار، وقد طرح تيودور هرتزل، نبي الصهيونية ومنظم المؤتمر الصهيوني الأول، فكرة الاستعانة بإحدى الدول الكبرى كجزء لا يتجزأ من المشروع، مع إمكانية دراسة أي الدول أصلح للقيام بهذا الدور، وكذلك إمكانية استخدام تكتيك اللعب على الحبلين. وقد كانت الإمبراطورية الألمانية والسلطنة العثمانية مرشحتين في البداية، ثم قامت بريطانيا بهذا الدور، ثم ملأته الولايات المتحدة بعد ذلك. لقد كان من الأمور التي عني الإعلان بإلقاء الضوء عليها علاقة المشروع الصهيوني ودولته بالقوى العظمى المنتصرة في الحرب:

-"في الحرب العالمية الثانية، أسهم التجمع الاستيطاني العبري في البلاد بدوره كاملاً، في نضال الأمم نصيرة الحرية والسلام ضد قوى الشر النازية. وبدم جنوده، وبمجهوده الحربي، أخذ الحق في أن يُعد ضمن الشعوب المؤسسة لهيئة الأمم المتحدة".

السبب الحقيقي في صياغة هذه العبارة هو إدخال إسرائيل في الأمم المتحدة، حيث أنها في الأساس منظمة تجمع الدول المنتصرة في الحرب. بينما لم تكن إسرائيل دولة وبالتالي لم تكن مشاركة حقيقية في الحرب، لذا فقد قدم بن جوريون بعد ذلك اقتراحا عبثيا بإعلان الحرب بأثر رجعي على ألمانيا. ويُذكر أن مِئير فلنر، من الحزب الشيوعي، قد طالب بشجب حكومة الانتداب الاستعمارية، إلا أن طلبه قوبل بالرفض القاطع. (14)
النازية

كانت أحداث النازية، دون الخوض فيها، موضوعا مركزيا في الأدبيات الصهيونية. وقد تم استخدامها كمقدمة لتبرير حق اليهود في وجود وطن، وابتزاز المجتمع الغربي، وكذلك استغلالها كذريعة لاستخدام القوة ضد البريطانيين وضد الفلسطينيين أبناء البلاد. وبالرغم من عدم صمود الأطروحة أمام أي منطق، فإنها كانت مطروحة وبقوة. فعلى سبيل المثال، نجد في مذكرات مناحم بيجن: "...إنه من خلال الدم والنار والدموع والرماد قد ولد نوع جديد من الكائنات البشرية، نوع لم يعرفه العالم على الإطلاق خلال 1800 عام، هو (اليهودي المحارب). وفي فقرة تالية: "منذ طفولتي علمني والدي الذي قتله الألمان، وهو ينشد هاتكفاه، أن اليهود يجب أن يرجعوا إلى أرض إسرائيل ..." (15) ويضيف في موضع لاحق: "إن العالم لا يشفق على المذبوحين، إنه يحترم الذين يحاربون فحسب. هذه هي الحقيقة"(16). تتضح محورية هذا الطرح في احتلاله فقرتين من نص إعلان الدولة:

"إن الكارثة التي ألَمَّت بشعب إسرائيل في السنوات الأخيرة، حيث تعرض ملايين اليهود في أوروبا للمذبحة، أثبتت من جديد، وبالدليل، ضرورة حل مشكلة الشعب اليهودي، الذي يفتقر إلى الوطن والاستقلال، عن طريق استئناف الدولة اليهودية في أرض إسرائيل...".

"إن البقية المتبقية من الناجين من المذبحة النازية الرهيبة في أوروبا، ويهود بلدان أخرى، لم يكفوا عن المغامرة بالهجرة إلى أرض إسرائيل..."

إلا أن الواقع التاريخي يؤكد أن وجود دولة لليهود ما كان ليمنع أحداث النازية. فلو أقيمت دولة يهودية في 1939 ولم يكن البريطانيين موجودين في فلسطين، لا يمكن التصور أنها كانت ستصمد أمام جيوش رومل. فدول مثل فرنسا والنرويج واليونان ويوغوسلافيا والدنمارك وبلجيكا وبولندا لم تستطع الصمود أمام النازيين. وقد تكَشَّف مؤخرا أن النازيين قد خططوا للدفع بمجموعات خاصة لتصفية ليهود فلسطين، وأن زعامات الاستيطان خططت، في حالة وقوع ذلك، لانتحار جماعي على جبل الكرمل. كما أن معظم من استطاعوا الإفلات من النازيين لم يفكروا في الهجرة إلى فلسطين، ومعظم من فعلوا ذلك عادوا أدراجهم، ولقد تم استغلال أحداث النازية، واستخدام الناجين منها في الدعاية الصهيونية أسوأ استغلال، والدليل الأبرز هو السفينة "إكسودس"، التي كانت تحمل يهود فارين من معسكرات النازية، فأجبرهم الصهاينة على العودة أدراجهم.(17) وقد ركزت الدعاية الصهيونية على نشر أخبار عن اضطهاد اليهود في البلدان العربية، (18) وهي أخبار يمكن أن يكون لها ظل من الحقيقة، وكانت الصهيونية تهدف إلى الربط بين تلك الأحداث وبين النازية بهدف ترهيب اليهود العرب من أن يلقوا مصيرا مشابها ليهود ألمانيا، وبالتالي دفعهم للهجرة، ومن ناحية أخرى الدعاية الموجهة للغرب، لابتزاز مشاعرهم، ولتشويه صورة العرب.
القوة القانونية

غني عن القول أن الصهيونية استندت إلى عدة ركائز، من بينها الشحن النفسي لليهود من أجل تشبعهم بالأفكار الصهيونية، وقوة الأمر الواقع بالاستيطان والعمل المسلح، وذلك إلى جانب السعي للحصول على سند قانوني، أيا كان، يتكاتف مع سياسة الأمر الواقع. فبعد المقدمة التي طرحت مقولة الحق التاريخي، ينتقل إعلان قيام الدولة الصهيونية إلى الحديث عن المؤتمر الصهيوني الأول:

-"وفي عام 5657 حسب التقويم العبري، الموافق عام 1897 ميلاديا، انعقد المؤتمر الصهيوني، تلبية لدعوة نبي الدولة اليهودية تيودور هرتسل، وأعلن عن حق الشعب اليهودي في النهضة القومية في بلاده."

-"تم الاعتراف بهذا الحق بتصريح بلفور في الثاني من نوفمبر1917، وتم التصديق عليه بالتصويت في عصبة الأمم، الذي أعطى قوة صلاحية دولية للصلة التاريخية بين الشعب اليهودي وبين أرض إسرائيل، ولِحَقِّ الشعب اليهودي في استئناف وجوده في وطنه القومي."

وهكذا نجد أن مقولة الحق التاريخي أصبحت منطلقا لعقد المؤتمر الصهيوني، الذي "أعلن عن حق الشعب اليهودي في النهضة القومية في بلاده". ولا حاجة، بالطبع، للقول إن قرارات هذا المؤتمر لا تلزم أي أحد، حتى المشاركين فيه بالفعل. فليست له أي صفة تعطي لقراراته صفة الإلزام. ثم كان هذا الحق خطوة للحصول على تصريح بالفور والتصويت عليه في عصبة الأمم، فهل كانت لبلفور الصلاحية في منح هذا التصريح؟ وبافتراض ذلك، لم يكن الوطن القومي الذي تحدث عنه بالفور بالضررة دولة، ولو أراد أن يكتب في خطابه كلمة "دولة" لفعلها.(19)

ثم ينتقل الإعلان من تصريح بلفور في خطوة واحدة إلى قرار التقسيم متجاهلا كل الأحداث التي وقعت طوال ثلاثين عاما، ومنها هبة البراق 1929 وثورة 1936 وكل اللجان الدولية والكتب البيضاء...:

-"في 29 نوفمبر1947، اتخذت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا مُلزما بإقامة دولة يهودية في أرض إسرائيل.... وهذا الاعتراف من الأمم المتحدة بحق الشعب اليهودي في إقامة دولته لا يُمكن مصادرته".

-"إنه الحق الطبيعي للشعب اليهودي أن يكون ككل الشعوب أن يكون مستقلاً في دولته ذات السيادة".

لقد أصدرت الأمم عدة قرارات شديدة الأهمية في 29 من نوفمبر: وهي تقسيم فلسطين، التي كانت واقعة تحت الانتداب البريطاني، لدولتين يهودية وعربية، وهناك أساس لما تردد من قيام إسرائيل بالاتفاق مع الأردن حتى تقوم الأخيرة باحتلال الضفة الغربية، وتجهض الدولة الفلسطينية التي تحدث عنها القرار.

أما عبارة "لا يمكن مصادرتها" أنه في ذلك الوقت بالذات ترددت في الأمم المتحدة فكرة إلغاء هذا القرار، حيث أدى اندلاع الحرب إلى إعادة عدة دول التفكير في مدى صحة القرار، وعلى رأسها الولايات المتحدة. (20).

أما مزاعم "الحق الطبيعي"، فيُفندها كون اليهود أصحاب ديانة وليسوا شعبًا، ولم يكن هناك أي سند قانوني يعطي الحق لأصحاب الديانات في إقامة دول.
قوة التقدم والحرية والمساواة

مثلما ربط الكيان الصهيوني نفسه من البداية بالقوى الاستعمارية على الصعيد العملي، فإنه يطرح نفسه على الصعيد النظري كجزء من العالم المتقدم، وهو ما يفيده في طرح نفسه سياسيا كذراع للاستعمار، وفي الوقت نفسه يستند إلى المبرر الاستعماري التقليدي، وهو الأقلية المتحضرة التي تأتي حاملة مشعل التقدم لمجتمع بدائي متخلف.

حيث وصف التجمع الاستيطاني بأنه: "يحمل معه بشائر التقدم لكل سكان البلاد ويطمح في الاستقلال الرسمي".

-"وسوف تعكف على تنمية البلاد لصالح كل سكانها؛ وسوف تقوم على أسس الحرية والعدل والسلام في هدى نبوءات أنبياء إسرائيل؛ وستحقق المساواة التامة في الحقوق الاجتماعية والسياسية لكل مواطنيها بدون تمييز على أساس الدين أو العرق أو الجنس، وهي تضمن حرية الدين، والرأي، واللغة، والتعليم والثقافة، وستحافظ على الأماكن المقدسة لكل الديانات..."

لم تتبنَ إسرائيل سياسة مساواة من أي نوع، ومقولة تنمية البلاد لصالح كل مواطنيها هي أكذوبة، وليست هناك حرية دينية. فحتى اليهود العلمانيين لا يستطيعون، في أحيان كثيرة، التمتع بحرياتهم الشخصية نتيجة لسيطرة المؤسسة الدينية. كما أن السكان يصنفون وفقا للعرق والطائفة الدينية ومسقط رأسهم. وهذه الجملة المفرغة من أي مضمون واقعي هي فقط توطئة للجملة التالية مباشرة:

-"وتكون ملتزمة بمباديء ميثاق الأمم المتحدة. ودولة إسرائيل ستكون مستعدة للتعاون مع كل المؤسسات الممثلة للأمم المتحدة في تنفيذ قرار الجمعية العامة الصادر بتاريخ 29 نوفمبر 1947 وتعمل على تحقيق الوحدة الاقتصادية لأرض إسرائيل بأكملها."

فبينما كانت سطور البيان تُصاغ، كانت إسرائيل تقوم بعملية تطهير عرقي واسعة النطاق، "ترانسفير" بالمصطلح الشائع، وحتى نهاية الحرب كانت قد أجلت ما لا يقل عن سبعمائة ألف من الفلسطينيين العزل، وهو العدد الإسرائيلي الرسمي، بينما العدد البريطاني الرسمي بين تسعمائة ألف ومليون ومائتي ألف، وكانت أبشع المذابح هي مذبحة دير ياسين، التي اقترفتها منظمتي إيتسل وليحي في 9/4/1948. كما رفضت إسرائيل إعادة اللاجئين لموطنهم، ومن حاول منهم العودة كان يتعرض للقتل واعتباره "متسللا". وجدير بالملاحظة أن البيان يعطي المواطنة المتساوية للفلسطينيين، بينما تمثيلهم النيابي يجب أن يكون ملائما فحسب، حيث أن الحركة الصهيونية كانت تتبنى فكرة منح الفلسطينييين المواطنة بدون حق التصويت، وحتى يومنا هذا لم تسمح أية حكومة بضم أية كتلة عربية في الائتلاف الحكومي.(21)
العرب

توجه الإعلان، في الجزء الرابع منه، إلى العرب، سواء من سكان فلسطيني أو الدول المجاورة:

-"ونحن ندعو-حتى في ظل الهجوم الدامي الذي نتعرض له منذ شهور- أبناء الشعب العربي، سكان دولة إسرائيل للحفاظ على السلام، وأخذ دور في بناء الدولة...."

-"نحن نمد يد السلام، وحسن الجوار، إلى كل الدول المجاورة وشعوبها، وندعوهم إلى التعاون، والمساعدة المتبادلة مع الشعب العبري المستقل في بلاده. دولة إسرائيل مستعدة للإسهام بدورها في الجهود المشتركة لتقدم الشرق الأوسط كله.

لعل من أهم المقولات التي روج لها الخطاب الصهيوني مقولة"أرض بلا شعب لشعب بلا أرض"، وهي تنطوي على التجاهل التام والمتعمد للوجود العربي. ومع عدم صمود الأطروحة أمام الواقع في فلسطين، ظهر مصطلح "المسألة العربية"، الذي احتل مساحة كبيرة في الفكر والخطاب الصهيونيين. وجاءت حرب 1948، فانسحبت المسألة العربية التي أثارتها الصهيونية من الساحة، وحلت محلها في دائرة الاهتمام الصهيوني مسألة أمن إسرائيل، فظهرت مصطلحات مثل "الصراع الإسرائيلي - العربي"، و"الخطر العربي"،(22) ففي الفترة التي سبقت قيام الدولة، ومع دنو الأيام الحاسمة، قل التطرق إلى "المسألة العربية"، ويرجع ذلك إلى سيادة الوعي بأن الحل إما دولة يهودية على كل "أرض إسرائيل"، أو تقسيم وفرض وصاية دولية على العرب.(23)

تبنى الخطاب الصهيوني الاتجاه نحو التعميم المتعمد في الحديث عن الفلسطينيين، المواطنين الأصليين، وهو ما تعكسه، على سبيل المثال، مذكرات جولدا مئير، رئيسة الوزراء فيما بعد.(24) وكذلك مناحم بيجن، لم يذكر مصطلح "الفلسطينيون"، أو "الشعب الفلسطيني" أبدا، وتحدث دوما عن "العرب"، والتحديد الوحيد عند التحدث عن الجيوش العربية، وهو يصب في مصلحة تصوير الأمر كاعتداء من دول لها حدودها، وبالتالي فليس لها حق في الحرب، بينما في أحد المواضع على سبيل المثال: "في الأشهر التي سبقت الغزو العربي، وبينما كانت الدول العربية الخمس (مصر، العراق، سوريا، لبنان، وشرق الأردن) تستعد للهجوم، أكملنا نحن هجماتنا على الأحياء والمناطق العربية"(25).

فنحن نجد أنفسنا، في المجمل، أمام "عرب" محليين يشنون حربًا، بمساعدة "دول" مجاورة، ضد دولة "الشعب العبري"، الذي يقف في موقع ندية، عبري أمام عربي، والذي يمد يده بالسلام من أجل "الشرق الأوسط"، وهو المسمى الاستعماري الذي يُطلق على الوطن العربي، ويستطيع استيعاب وجود الكيان الصهيوني فيه.

ذُيل الإعلان بتوقيع 37 شخصا، هم أعضاء ما أُطلق عليه مجلس الشعب، وقع 25 منهم فور إعلان البيان، بينما كان 12 منهم في القدس ولم يستطيعوا تخطي الجيوش العربية، بينما بقي موضع توقيع حاييم وايزمان، وفق الترتيب الأبجدي، خاليا، إذ اعترض على احتلال بن جوريون لرأس القائمة، خلاف الترتيب الأبجدي.

معظم أسماء الموقعين غير معروفين للمستوطن العادي، ولا يعرف لهم دورا بارزا في المشروع الصهيوني. لكنهم جزء من الجهاز الاستيطاني، من أحزاب مباي ومبام ومزراحي، وكذلك من أجودات إسرائيل والحزب الشيوعي. بينما تم استبعاد الإصلاحيين والقوميين، أعضاء إيتسل (26) وليحي (27) .

وكان هذا الاستبعاد في إطار سياسة بن جوريون ضد تلك المنظمات وهو ما أدى إلى الصدام المسلح، والوقوع الوشيك في خطر حرب بين الفصائل الصهيونية وبعضها البعض.

في عام 1948 أعلنت المحكمة الإسرائيلية العليا أن "وثيقة الاستقلال" هي وثيقة تعبر عن "حلم الشعب" وما يؤمن به، إلا أنه ليست لها أية قوة تذكر أمام القانون، أو حتى أي قرار انتدابي يتعارض معها، وليس من شأنه أن يكون أساسا لسن أو إلغاء أي قانون آخر. ولم يتغير هذا الوضع، إلا أنه في التسعينات تم سن القوانين الأساسية التي اعتبرت نص إعلان الدولة بمثابة حجر الأساس لما أطلق عليه الثورة التشريعية (28).

إسرائيل، حتى هذه اللحظة، دولة بدون دستور ولا حدو.د وخلافا لما ورد في البيان، أجريت انتخابات الجمعية التأسيسية بعد ثلاثة أشهر عن الموعد المضروب، وفي 16/2/1949، ألغت الجمعية التأسيسية صياغة الدستور، وأعلنت أنها تمثل الدورة الأولى للكنيست، وهو ما دعا عضو الجمعية الإصلاحي هليل كوك، للاحتجاج والهجرة إلى الولايات المتحدة بلا عودة. ومن أسباب عدم صياغة الدستور عدم القدرة على حسم الموقف مع الفصائل الدينية التي تتمسك بالطابع الديني للدولة(29). وهي القضية المطروحة حاليا، والمعروفة باسم "يهودية الدولة".

ــــــــــ

(1) بن كسبيت، وآخرون، إسرائيل-50 عاما، (بالعبرية)، مختارات من الصحف، إصدار معاريف 1998. بتاريخ مايو 1948.

(2) تعتمد الدراسة على نص الوثيقة، والصورة الضوئية للمخطوطة، المنشورين على الموقع الرسمي للكنيست.

http://www.knesset.gov.il/docs/heb/megilat.htm

(3) المقصود هو كتاب العهد القديم.

(4) يوسي جورفيتس: في أعقاب الوثيقة المفقودة.

http://news.nana10.co.il/Article/?Ar...373003&sid=126 بتاريخ:3/5/2006.

المرجع نفسه.

(5) دافيد سغيف، قاموس عبري-عربي، إصدار شوكن، القدس، وتل ابيب، ط 3، 1990، الجزء الأول، ص 671.

(6) معين أحمد محمود، يوميات الإرهابي مناحم بيجن، دار المسيرة، بيروت، ط 2، 1983، ص 15.

(7) جورفيتس: مرجع سبق ذكره.

(Cool رشاد الشامي، إشكالية الهوية في إسرائيل، سلسلة عالم المعرفة، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الكويت، عدد 224، أغسطس/آب 1997. ص 57.

(9) يهوشافاط هركابي، ساعة إسرائيل المصيرية، الهيئة العامة للإستعلامات، سلسلة كتب مترجمة 794، 1990، ص 174.

(10) حامد ربيع، من يحكم تل أبيب، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، 1975، ص 440.

(11) بنيامين نتنياهو، مكان تحت الشمس، ترجمة: محمد عودة الدويري، دار الجليل، عمان، 1996، ص 386.

(12) د. أورتسيون برتنا الأدب العبري في ارض إسرائيل، (بالعبرية) ضمن كتاب شخصيات وأعمال في إسرائيل، تحرير: سارا أهروني، ومئير أهروني، مكسام، 1998، نسخة إليكترونية، مركز تكنولوجيا التعليم، وزارة التعليم والثقافة الإسرائيلية.

(13) د.تامار بروش: خطاب لكل العصور، (بالعبرية) الجامعة المفتوحة، وحدة الدراسات الخارجية، نشر مسكال، 1993. نسخة إليكترونية. مركز تكنولوجيا التعليم، وزراة التعليم والثقافة الإسرائيلية. http://lib.cet.ac.il/Pages/sub.asp?item=7187.

(14) ش.ن أيزنشتدت وموشيه ليسكي: الصهيونية والعودة إلى التاريخ لإعادة تحريرة. (بالعبرية)، يد يتسحاك بن تسيفي، القدس

نسخة إليكترونية www.amalnet.k12.il.

(15) محمود، مصدر سبق ذكره، ص 15.

(16) المصدر نفسه، ص30.

(17) جورفيتس: مرجع سبق ذكره.

(18) بن كسبيت، وآخرون، مصدر سبق ذكره، بتاريخ أغسطس 1948، 8 أكتوبر 1948.

(19) جورفيتس: مرجع سبق ذكره.

(20) المرجع نفسه.

(21) المرجع نفسه.

(22) أيزنشتدت وليسكي: مرجع سبق ذكره.

(23) ي. جوراني: المسألة العربية والمشكلة اليهودية. (بالعبرية) تل أبيب 1985، ص356، 357.

(24) مئير، مصدر سبق ذكره.

(25) محمود، مصدر سبق ذكره، ص173.

(26) إيتسل: إختصار إرجون تسفائي لئومي، المنظمة العسكرية القومية.

(27) ليحي: اختصار لوحمي حيروت يسرائيل، المقاتلين من أجل حرية إسرائيل.

(28) يوسي جورفيتس: مرجع سبق ذكره.

(29) المرجع نفسه.

منقووول للفائدة .
AlexaLaw

التوقيع
توقيع العضو : AlexaLaw
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.AlexaLaw.com
 

قراءة في إعلان إقامة دولة إسرائيل

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

.:: مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ::.


      هام جداً: قوانين المساهمة في المواضيع. انقر هنا للمعاينة     
odessarab الكلمات الدلالية
odessarab رابط الموضوع
AlexaLaw bbcode BBCode
odessarab HTML HTML كود الموضوع
صلاحيات هذا المنتدى:

لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
عالم القانون :: منتدى AlexaLaw لعالم القانون :: فروع القانون العام :: القانون العام الخارجي (القانون الدولي العام)-
انتقل الى:  
الإسلامي العام | عالم القانون | عالم الكتاب و الثقافة العامه | التجاره و المال و الأعمال | البرامج و تكنولوجيا المعلومات | تطوير المواقع و المدونات | الترفيهي و الإداري العام

Powered by AlexaLaw.com ® Phpbb Version 2
Copyright © 2010
.:: جميع الحقوق محفوظه لمنتدى عالم القانون © ::.

.::جميع ما ينشر في المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأي القائمين عليه و إنما يعبر عن وجهة نظر كاتبه في حدود الديمقراطيه و حرية الرأي في التعبير ::.