عالم القانون
سيد الاستغفار

عنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ رضي اللَّه عنْهُ عن النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قالَ : « سيِّدُ الاسْتِغْفار أَنْ يقُول الْعبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي ، لا إِلَه إِلاَّ أَنْتَ خَلَقْتَني وأَنَا عَبْدُكَ ، وأَنَا على عهْدِكَ ووعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ ما صنَعْتُ ، أَبوءُ لَكَ بِنِعْمتِكَ علَيَ ، وأَبُوءُ بذَنْبي فَاغْفِرْ لي ، فَإِنَّهُ لا يغْفِرُ الذُّنُوبِ إِلاَّ أَنْتَ . منْ قَالَهَا مِنَ النَّهَارِ مُوقِناً بِهَا ، فَمـاتَ مِنْ يوْمِهِ قَبْل أَنْ يُمْسِيَ ، فَهُو مِنْ أَهْلِ الجنَّةِ ، ومَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وهُو مُوقِنٌ بها فَمَاتَ قَبل أَنْ يُصْبِح ، فهُو مِنْ أَهْلِ الجنَّةِ » رواه البخاري .


كشفت أنظمة المنتدى أنك غير مسجل لدينا فأهلا وسهلا بك معنا و تفضل بتصفح المنتدى و إن شاء الله ينال إعجابك و لا تحرمنا حينها من تسجيلك معنا و مشاركاتك و إفادتنا بخبرتك .


عالم القانون
سيد الاستغفار

عنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ رضي اللَّه عنْهُ عن النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قالَ : « سيِّدُ الاسْتِغْفار أَنْ يقُول الْعبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي ، لا إِلَه إِلاَّ أَنْتَ خَلَقْتَني وأَنَا عَبْدُكَ ، وأَنَا على عهْدِكَ ووعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ ما صنَعْتُ ، أَبوءُ لَكَ بِنِعْمتِكَ علَيَ ، وأَبُوءُ بذَنْبي فَاغْفِرْ لي ، فَإِنَّهُ لا يغْفِرُ الذُّنُوبِ إِلاَّ أَنْتَ . منْ قَالَهَا مِنَ النَّهَارِ مُوقِناً بِهَا ، فَمـاتَ مِنْ يوْمِهِ قَبْل أَنْ يُمْسِيَ ، فَهُو مِنْ أَهْلِ الجنَّةِ ، ومَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وهُو مُوقِنٌ بها فَمَاتَ قَبل أَنْ يُصْبِح ، فهُو مِنْ أَهْلِ الجنَّةِ » رواه البخاري .


كشفت أنظمة المنتدى أنك غير مسجل لدينا فأهلا وسهلا بك معنا و تفضل بتصفح المنتدى و إن شاء الله ينال إعجابك و لا تحرمنا حينها من تسجيلك معنا و مشاركاتك و إفادتنا بخبرتك .



عالم القانون

العدل أساس الملك - Justice is the basis
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
TvQuran
 إتفاقية خفض الأسلحة الاستراتيجية 110
AlexaLaw on facebook
 إتفاقية خفض الأسلحة الاستراتيجية 110
 إتفاقية خفض الأسلحة الاستراتيجية 110
 إتفاقية خفض الأسلحة الاستراتيجية 110
 إتفاقية خفض الأسلحة الاستراتيجية 110
 إتفاقية خفض الأسلحة الاستراتيجية 110

شاطر | 
 

  إتفاقية خفض الأسلحة الاستراتيجية

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
AlexaLaw
مؤسس و مدير عام المنتدى
AlexaLaw
مؤسس و مدير عام المنتدى

الجنس : ذكر

تاريخ التسجيل : 03/03/2010

عدد المساهمات : 19648

نقاط : 12654999

%إحترامك للقوانين 100

العمر : 34

الأوسمه :

 إتفاقية خفض الأسلحة الاستراتيجية 1384c10


الأوسمة
 :


 إتفاقية خفض الأسلحة الاستراتيجية Empty
مُساهمةموضوع: إتفاقية خفض الأسلحة الاستراتيجية    إتفاقية خفض الأسلحة الاستراتيجية I_icon_minitime30/6/2011, 15:31

خيارات المساهمة


إتفاقية خفض الأسلحة الاستراتيجية

لواء أ‏.‏ح عادل محمد سليمان


مجلة السياسة الدولية يوليو 2002 - العدد رقم 149


في الثالث عشر من مايو‏2002‏ أعلن كل من الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش والرئيس الروسي فلاديمير بوتين التوصل إلي اتفاق نهائي حول تخفيض الأسلحة الإستراتيجية الهجومية في البلدين بمقدار الثلثين وبالفعل وقع الرئيسان علي تلك الإتفاقية في الرابع والعشرين من نفس الشهر‏.‏

والأسلحة الإستراتيجية التي يعنيها الإتفاق هي بالتحديد الرؤوس النووية التي يتم إطلاقها سواء من القواعد البرية أو البحرية أو الجوية‏.‏

في نفس التوقيت تم عقد اجتماع لوزراء خارجية حلف شمال الأطلسي في ريكيافيك لبحث العلاقة بين الحلف وبين روسيا الإتحادية التي تسعي إلي الإنضمام للحلف ولكن مساعيها انتهت إلي قبولها كمراقب فقط‏,‏ وفي ذلك الإجتماع تم الإتفاق علي تشكيل مجلس للتعاون ما بين الحلف وروسيا الإتحادية لتتحول العلاقة من علاقة ثنائية بين الولايات المتحدة وروسيا إلي علاقة بين روسيا وحلف شمال الأطلسي‏.‏

ويمثل توقيع تلك الإتفاقية‏,‏ نقلة هامة بالنسبة لشئون الأمن الدولي‏,‏ بما ستكون له من إنعكاسات هامة علي العالم وقضاياه ومشاكله‏,‏ فقد أحدث الإتفاق تحولا نوعيا في طبيعة العلاقة بين قوتين عظميين تتنافسان علي السيطرة وفرض النفوذ إلي علاقة بين القوة العظمي الوحيدة في العالم ودولة كبيرة تسعي للإقتراب منها‏,‏ والتعاون معها‏,‏ وقد عبر الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش عن ذلك بقوله عقب توقيع الاتفاق أنه ينهي‏'‏ شرعية الحرب الباردة‏'.‏

وبالتالي يؤكد وضعية القطب الواحد بعد أن تخلت روسيا الاتحادية عن أملها في استعادة كفاءتها كقوة عظمي مؤثرة في العالم وأصبحت تسعي الي المزيد من التعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية وحلف شمال الأطلسي‏,‏ وهو ما يمكن رصد أبعاده في عدة نقاط‏:‏

أولا‏:‏ تطور علاقات القوتين العظميين خلال النصف الثاني من القرن العشرين‏:‏

وحتي يتم إدراك أبعاد تلك الاتفاقية ومدي أهميتها باعتبارها حدا فاصلا ما بين عصرين وعالمين‏..‏ لابد من تتبع تطور العلاقات بين الدولتين عبر ما يقرب من خمسين عاما من التنافس والصراع في إطار الحرب الباردة التي أعقبت الحرب العالمية الثانية مباشرة وربما بدأت قبل أن تتوقف تلك الحرب‏.‏

لقد خرجت الولايات المتحدة الأمريكية من الحرب العالمية الثانية وهي تحمل ميول التفوق المطلق‏.‏ وبينما تعرضت دول أوربا الصناعية المتقدمة للتدمير والخسائر الجسيمة خلال فترة الحرب‏,‏ فإن الولايات المتحدة دعمت قدراتها الصناعية وأنفقت ما يزيد علي‏25‏ مليار دولار في تحديث وتطوير آلتها الصناعية والعسكرية وكانت قد نجحت في أجراء أول تفجير نووي في صحراء نيو مكسيكو يوم‏16‏ يوليو‏1945‏ ولم يمض علي ذلك التفجيرعشرون يوما حتي كانت قد ألقت بقنبلتها الذرية علي هيروشيما‏..‏ وبعدها بثلاثة أيام علي نجازاكي‏.‏

كانت تلك الضربة الذرية أخر طلقة في الحرب العالمية الثانية‏.‏ وفي نفس الوقت أول طلقة في الحرب الباردة‏.‏ فقد نجح الاتحاد السوفيتي في إجراء أول تجربة نووية في‏14‏ يوليو‏1949‏ وأعلن عنها في‏25‏ سبتمبر‏1949‏ ولم تمض عدة شهور حتي اصدر مجلس الأمن القومي الأمريكي الأمر رقم س‏.‏ت‏.‏ن‏68‏ لعام‏1950‏ والذي ينص علي‏'‏ أن الخطر السوفيتي علي الولايات المتحدة قد اشتد‏,‏ وعلي الولايات المتحدة أن تسعي لدرء هذا الخطر وإحداث تغييرات جوهرية في طابع النظام السوفيتي‏'‏ وبدأ سباق التسلح يتصاعد باطراد‏,‏ وكان لابد من محاولة ترشيد ذلك السباق والحد منه‏,‏ فجري أول اتصال أمريكي‏-‏ روسي بهذا الخصوص في عام‏1964‏ لتبدأ سلسلة طويلة من المفاوضات أفرزت العديد من الاتفاقيات في مجال الحد من إنتاج الأسلحة الاستراتيجية النووية وتخفيضها بلغت أكثر من أربع عشرة اتفاقية‏..‏ بدءا من اتفاقية‏SALT1'strategicalArmsLimitationTalks'‏ في نوفمبر‏1969,‏ ثم‏SALT2‏ في يونيو‏1979‏ والتي بدأت مباحثاتها في عام‏1974‏ في ظل الاتحاد السوفيتي السابق‏.‏

ومع تفكك الاتحاد السوفيتي عام‏1991,‏ تطور الهدف الامريكي من الحد من الاسلحة النووية إلي تخفيضها حيث كانت الترسانة النووية لدي الدولتين قد تعدت عشرين ألف رأس نووي‏'14‏ ألف لدي الولايات المتحدة و‏12‏ ألفا لدي دول الكومنولث المستقلة‏'.‏ وبدأت المباحثات في عام‏1991‏ بين الولايات المتحدة وروسيا الاتحادية ومعها كل من أوكرانيا وبيلاروسيا وكازخستان وهي الدول التي آل اليها الإرث النووي السوفيتي‏.‏ وتم عقد اتفاقية ‏START1'Strategical Arms Reduction Treaty'‏ وأصبحت سارية المفعول اعتبارا من عام‏1994‏ بعد توقيع اوكرانيا عليها‏,‏ وقد قدمت الولايات المتحدة الامريكية مليار دولار لمعاونة تلك الدول في التخلص من الأسلحة النووية التي تم الاتفاق علي تخفيضها‏.‏

وقد أعقب‏START1‏ اتفاقية‏START2‏ والتي وقعها كل من الرئيس الامريكي جورج بوش‏- ‏ الاب‏- ‏ والرئيس الروسي يلتسين في عام‏1993‏ علي ان يبدأ سريانها عقب تنفيذ الاتفاقية الاولي‏.‏

ومع توالي اتفاقيات الحد من انتاج الاسلحة النووية وتخفيض الموجود منها بلغت الترسانة النووية لكلتا الدولتين‏6000‏ رأس نووي وهو المخزون الذي تم الاتفاق علي تخفيضه في الاتفاقية الاخيرة بمقدار الثلثين ليصبح‏2200‏ رأسا نوويا لدي كل من الدولتين‏.‏

وفي خط مواز لتلك الاتفاقيات‏,‏ كانت الولايات المتحدة الامريكية قد وافقت في عام‏1972‏ علي معاهدة منع انتشار الصواريخ عابرة القارات‏A.B.M'AntiBallisticMissils'‏ والتي وقعها الرئيسان نيكسون وبريجينيف في‏26‏ مايو‏1972,‏ متضمنة أعترافا أمريكيا بالاتحاد السوفيتي كدولة عظمي ذات قدرات تكنولوجية ونووية وعسكرية‏,‏ وكان من اهم بنود تلك الاتفاقية‏:‏

‏- ‏ أ‏- ‏ منع كلا الطرفين من وضع أجهزة دفاع ضد الصواريخ في أرضهما وقصرها علي‏100‏ صاروخ مضاد للصواريخ‏.‏

‏- ‏ب‏- ‏ وقف سباق التسلح بين الدولتين‏.‏

‏- ‏جـ‏- ‏ خفض المخزون الاستراتيجي من الصواريخ الإستراتيجية الهجومية‏.‏

لكن‏,‏ الولايات المتحدة‏,‏ إستمرت في محاولة تحقيق الحلم الإستراتيجي العسكري الذي كان يراود خبراء البنتاجون ومستشاريه منذ الخمسينات والذي أطلق عليه البعض‏'‏ السماء المسلحة‏'‏ بإقامة منظومة من الأسلحة في الفضاء تجمع بين الأقمار الصناعية والأسلحة المحمولة علي متنها والتي تدور حول الأرض علي ارتفاعات وزوايا مختلفة يتم التحكم فيها من قواعد أرضية‏..‏ إلا أن المشروع لم يأخذ طريقه إلي التنفيذ إلا في عهد الرئيس ريجان الذي عبر عن اقتناعه بذلك المشروع بقوله‏:'‏ إن البريطانيين سادوا العالم بسيادتهم البحار‏..‏ وسيطرنا نحن علي العالم بعد الحرب العالمية الثانية بفصل تفوقنا الجوي‏,‏ وسوف نسود بعد الآن بفضل سيادتنا علي الفضاء‏..'‏ وهكذا أعلن ريجان مبادرة الدفاع الإستراتيجي في‏23‏ مارس‏1983‏ والتي أسماها‏'‏ سلام النجوم‏'‏ وعرفت بعد ذلك باسم‏'‏ حرب النجوم‏',‏ وكانت وجهة نظره إن الولايات المتحدة لابد لها من استراتيجية جديدة‏,‏ اضافة إلي الاستراتيجية النووية التي يمكن أن توصف بأنها استراتيجية انتقامية‏,‏ وسيتم نشر أنظمتها في الفضاء‏,‏ للقضاء علي الأسلحة النووية الهجومية‏.‏

لكن ذلك المشروع لم يحظ باهتمام بالغ إلا مع رئاسة جورج دبليو بوش‏,‏ والذي كان ضمن البنود الرئيسة في برنامجه الانتخابي‏,‏وما أن احتل مكانه في البيت الأبيض حتي شرع علي الفور يعاونه وزير دفاعه رامسفيلد في المضي قدما نحو استكمال المشروع بعد تطويره‏.‏

ثانيا‏:‏ إتفاقية خفض الأسلحة الاستراتيجية‏-‏ مايو‏2002:‏

وبينما كانت الولايات المتحدة الأمريكية منشغلة بمشروعها الفضائي‏,‏ وما يثيره من معارضة وتحفظات عديدة من روسيا الاتحادية‏,‏ والصين وغيرهما‏,‏ حتي أن دول أوربا أعضاء حلف شمال الأطلسي أيدي عدد منها بعض التحفظات حول المشروع‏,‏ داهمت الولايات المتحدة أحداث‏11‏ سبتمبر‏2001‏ التي فاجأت العالم كله‏,‏ وأحدثت هزة عنيفة في المجتمع الأمريكي الذي لم يتعرض لمثل ذلك الخطر داخل حدوده وعلي أرضه منذ أكثر من‏160‏ عاما‏..‏
هنا عادت الإدارة الأمريكية إلي فتح ملفاتها الاستراتيجية والتي كان خبراء الإستراتيجية والدفاع والأمن القومي في الولايات المتحدة الأمريكية قد عكفوا منذ عدة سنوات وفي أعقاب انهيار القوة العظمي الثانية‏,‏ علي دراسة وتحليل العدائيات المحتملة التي يمكن أن تهدد هيمنتها علي النظام العالمي‏.‏ وانتهت تلك الدراسات إلي بلورة عدة تهديدات ومخاطر يمكن أن تتعرض لها في القرن‏21,‏ وهي بالترتيب‏:‏

‏*‏ أن يحدث في روسيا الإتحادية ما حدث في ألمانيا بعد الحرب العالمية الأولي ويقوم فيها نظام يسعي للإنتقام واستعادة الكرامة المفقودة‏.‏

‏*‏ أن تفقد روسيا والجمهوريات المستقلة سيطرتها علي التركة النووية للإتحاد السوفيتي السابق‏,‏ وبالتالي إحتمال إنتشار أسلحة الدمار الشامل ووصولها إلي أيدي قوي إقليمية غير متعاونة أو‏- ‏ مارقة‏- ‏ علي حد التعبير الأمريكي‏.‏

‏*‏ أن تنمو الصين في اتجاه معاد للولايات المتحدة وليس في اتجاه التعاون معها‏.‏

‏*‏ أن تتعرض الولايات المتحدة علي أرضها لهجمات إرهابية مدمرة علي نطاق لم تتعرض له من قبل‏,‏ تؤدي إلي خسائر مادية وبشرية غير مسبوقة يكون من نتيجتها تغيير رؤية الأمريكيين لأمنهم داخل وطنهم‏,‏ ويهز الأسس التي يرتكز عليها بناء المجتمع الأمريكي‏.‏

وقد تعرضت الولايات المتحدة بالفعل لخطر الهجمات الإرهابية المدمرة في‏11‏ سبتمبر‏2001,‏ وبدأت علي الفور في مواجهة ذلك الحظر والسعي لإقتلاعه من جذوره‏,‏ فيما عرف بإسم‏'‏ الحرب ضد الإرهاب‏'.‏ ولم تضع لتلك الحرب حدودا زمنية أو جغرافية‏.‏

وكان تعرض الولايات المتحدة لذلك الحظر‏,‏ دافعا لها للإلتفات بشدة إلي باقي التهديدات المحتملة‏.‏ والسعي إلي التعامل معها بشكل حاسم‏.‏ تطبيقا لنظرية الدفاع الوقائي والتي نادي بها وليم بيري وزير الدفاع الأمريكي الأسبق‏.‏
اتجهت الولايات المتحدة إلي أول تلك التهديدات وأخطرها‏.‏ وهي القوة النووية الهائلة المتوفرة في الترسانة الروسية‏.‏ وفوجئ العالم في الأشهر القليلة الماضية بتأكيد الرئيس بوش بأن الولايات المتحدة مستعدة لتوجيه ضربات نووية إلي عدد من الدول في حالة شعورها بالخطر تجاه تلك الدول‏.‏ وجاءت روسيا الاتحادية علي رأس القائمة‏.‏ رغم علاقات التعاون المتنامي بينهما خاصة في الحملة ضد الإرهاب‏.‏

لكن‏,‏ بعد هدوء الأوضاع العسكرية في أفغانستان‏,‏ واستمرار الخطط الأمريكية للحرب ضد الإرهاب‏,‏ بدأ الالتفات إلي الموضوع الأكثر أهمية‏,‏ وكانت البداية في‏13‏ ديسمبر‏2001‏ عندما أعلن عن انسحاب الولايات المتحدة من جانب واحد من معاهدة منع انتشار الصواريخ عابرة القارات‏- A.B.M- ‏ التي تعترف بوجود قوي عظمي أخري في العالم‏,‏ وبدأ السير قدما في إنهاء المباحثات مع روسيا الاتحادية بشأن عقد اتفاقية تخفيض الأسلحة الاستراتيجية النووية‏.‏
في البداية حاولت روسيا التشدد في موقفها‏,‏ عندما صرح الجنرال بوري بالوينسكي المساعد الأول لرئيس هيئة أركان القوات المسلحة الروسية في عقب مباحثاته في واشنطن في يناير‏2002‏ أنه حدد ستة شروط روسية لإتمام معاهدة خفض الأسلحة النووية‏:‏

‏1-‏ ضرورة تحقيق أمن مواز لكلا الطرفين‏.‏
‏2-‏ توفير الشفافية في السياسة النووية‏.‏
‏3-‏ مراقبة خفض التسلح النووي من كلا الطرفين‏.‏
‏4-‏ التعاون في البحث عن سبل تمويل التخفيض الذي يتم الاتفاق عليه‏.‏
‏5-‏ الربط بين الخفض الاستراتيجي للأسلحة النووية وبين مبادرة الدفاع الاستراتيجي الأمريكية‏.'N.M.D'‏
‏-‏ الاتفاق يكون اتفاقا نهائيا ولا عودة فيه‏.‏

بالإضافة إلي نقطتين ثار حولهما الجدل وهما‏:‏

‏- ‏ أ‏- ‏ أن الولايات المتحدة تريد تخزين الرؤوس النووية التي يتم تخفيضها وليس التخلص منها‏.‏
‏- ‏ب‏- ‏ روسيا تسعي إلي معاهدة محددة وأمريكا تريد اتفاقا مرنا‏.‏

وتم الإعلان عن تشكيل ثلاث لجان ومجموعات عمل مشتركة‏:‏ المجموعة الأولي تتولي دراسة موضوع خفض الأسلحة النووية‏,‏ والمجموعة الثانية تهتم بمسائل التعاون العسكري والتقني‏,‏ والمجموعة الثالثة تبحث مسألة التعاون في مجال مكافحة الإرهاب ويبدو أن الرئيس بوش كان قد حسم المعركة لصالحه حتي قبل أن تبدأ‏,‏ وقد جاء الاتفاق الأخير عبر سلسلة من المباحثات والعمل الجاد الذي استمر علي مدي أكثر من ستة شهور منذ زيارة بوتين للولايات المتحدة في نوفمبر‏2001‏ ولقاءاته ومباحثاته مع الرئيس الأمريكي بوش وتعهد الأخير بتخفيض الترسانة النووية الأمريكية لتصل إلي ما بين‏1700-2200‏ رأس نووي‏,‏ وتعهد بوتين بتخفيض الترسانة النووية الروسية إلي ما بين‏1500-2200‏ رأس نووي‏..‏

وأهم ما يتضمن الاتفاق الأخير من بنود‏:‏

‏*‏ عدم الربط ما بين هذا الاتفاق وبين نظام الدفاع الصاروخي الأمريكي بما يضع حدا للتنافس بين البلدين وانتهاء الصراع الجيوسياسي بينهما وإلغاء احتمالات وقوع معركة فاصلة بين القوتين وهو يعني تخلي روسيا عن أهم شرط كانت تسعي لتحقيقه‏.‏

‏*‏ يتم الخفض للرؤوس النووية علي مدي عشرة أعوام بتخزينها وليس بالتخلص منها عكس الرغبة الروسية‏.‏

‏*‏ حق الولايات المتحدة في تفتيش ومراقبة الترسانة النووية الروسية‏.‏

وقد جاءت بنود هذه المعاهدة معبرة تعبيرا وثيقا وواقعيا عن قوة كل من الطرفين‏.‏

ثالثا‏:‏ دلالات المعاهدة بالنسبة للولايات المتحدة وروسيا الاتحادية‏:‏

تتمثل أهم دلالات المعاهدة بالنسبة للولايات المتحدة في أنها أدركت أن روسيا الاتحادية لم تعد تشكل تهديدا لأمنها نظرا لما أصاب قواها الشاملة من ضعف وحاجتها إلي مساعدة الولايات المتحدة‏..‏ ولم تعد قادرة حتي علي المحافظة علي ما تمتلك من الرؤوس النووية‏,‏ هذا من ناحية‏,‏ ومن ناحية أخري فإن التطور التكنولوجي الكبير الذي حققته الولايات المتحدة جعلها ليست في حاجة كبيرة إلي الأسلحة النووية بعد أن تمكنت من بناء منظومة عسكرية تعتمد علي الأسلحة المتطورة الذكية بقدراتها التدميرية الهائلة وتنوع إمكانياتها‏.‏ والوسائل التكنولوجية التي تحقق الوصول إلي الهدف وتدميره أيا كان موقعه أو طبيعته وبدرجة عالية من الدقة ومشروعها العملاق المتمثل في مبادرة الدفاع الإستراتيجي‏.N.M.D‏

وبالنسبة لروسيا الاتحادية‏:‏ يبدو أنها تشعر بالعجز وتدرك أنها لم تعد قادرة علي الاحتفاظ بوضع الدولة العظمي كما كان الاتحاد السوفيتي السابق‏..‏ وبالتالي اكتفت بأن تغتنم الفرصة للوصول إلي نوع من التعاون مع الولايات المتحدة وحلف الأطلسي يكفل لها قدرا أكبر من الحصول علي الدعم الاقتصادي التي هي في أشد الحاجة إليه‏..‏ ولم تعد تقيم وزنا لقضايا مثل علاقاتها مع العراق أو إيران وغيرها‏,‏ أو لاتخاذها مواقف تتعارض مع التوجه الأمريكي بالنسبة للمشكلات الإقليمية الرئيسية مثل المشكلة الفلسطينية‏-‏ الإسرائيلية أو مشكلة كشمير أو غيرها‏.‏

ويكتسب هذا الاتفاق أهمية خاصة‏,‏ فبالإضافة إلي تخفيض الترسانة النووية لدي الطرفين‏..‏ فقد تكون دلالات الاتفاق تفوق في أهميتها الاتفاق في حد ذاته‏..‏ فهو يمثل‏-‏ كما تمت الإشارة في البداية‏-‏ نقلة نوعية في طبيعة العلاقات بين البلدين‏,‏ والتي أصبحت تفاعلاتها تدور في ظل أطر تعاونيه‏.‏

وهو ما سيترتب عليه انعكاسات هامة علي باقي دول العالم الثالث‏,‏ وكذلك علي المشكلات الدولية والإقليمية‏..‏ فبعض دول العالم الثالث قد فقدت الأمل في أن تستعيد روسيا الاتحادية المكانة العالمية التي كانت للاتحاد السوفيتي بما يوفر قطبا آخر يحقق بعض التوازن مع القطب الأمريكي‏.

منقووول للفائدة .
AlexaLaw

التوقيع
توقيع العضو : AlexaLaw
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.AlexaLaw.com
 

إتفاقية خفض الأسلحة الاستراتيجية

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

.:: مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ::.


      هام جداً: قوانين المساهمة في المواضيع. انقر هنا للمعاينة     
odessarab الكلمات الدلالية
odessarab رابط الموضوع
AlexaLaw bbcode BBCode
odessarab HTML HTML كود الموضوع
صلاحيات هذا المنتدى:

لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
عالم القانون :: منتدى AlexaLaw لعالم القانون :: فروع القانون العام :: القانون العام الخارجي (القانون الدولي العام)-
انتقل الى:  
الإسلامي العام | عالم القانون | عالم الكتاب و الثقافة العامه | التجاره و المال و الأعمال | البرامج و تكنولوجيا المعلومات | تطوير المواقع و المدونات | الترفيهي و الإداري العام

Powered by AlexaLaw.com ® Phpbb Version 2
Copyright © 2010
.:: جميع الحقوق محفوظه لمنتدى عالم القانون © ::.

.::جميع ما ينشر في المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأي القائمين عليه و إنما يعبر عن وجهة نظر كاتبه في حدود الديمقراطيه و حرية الرأي في التعبير ::.