عالم القانون
سيد الاستغفار

عنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ رضي اللَّه عنْهُ عن النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قالَ : « سيِّدُ الاسْتِغْفار أَنْ يقُول الْعبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي ، لا إِلَه إِلاَّ أَنْتَ خَلَقْتَني وأَنَا عَبْدُكَ ، وأَنَا على عهْدِكَ ووعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ ما صنَعْتُ ، أَبوءُ لَكَ بِنِعْمتِكَ علَيَ ، وأَبُوءُ بذَنْبي فَاغْفِرْ لي ، فَإِنَّهُ لا يغْفِرُ الذُّنُوبِ إِلاَّ أَنْتَ . منْ قَالَهَا مِنَ النَّهَارِ مُوقِناً بِهَا ، فَمـاتَ مِنْ يوْمِهِ قَبْل أَنْ يُمْسِيَ ، فَهُو مِنْ أَهْلِ الجنَّةِ ، ومَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وهُو مُوقِنٌ بها فَمَاتَ قَبل أَنْ يُصْبِح ، فهُو مِنْ أَهْلِ الجنَّةِ » رواه البخاري .


كشفت أنظمة المنتدى أنك غير مسجل لدينا فأهلا وسهلا بك معنا و تفضل بتصفح المنتدى و إن شاء الله ينال إعجابك و لا تحرمنا حينها من تسجيلك معنا و مشاركاتك و إفادتنا بخبرتك .


عالم القانون
سيد الاستغفار

عنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ رضي اللَّه عنْهُ عن النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قالَ : « سيِّدُ الاسْتِغْفار أَنْ يقُول الْعبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي ، لا إِلَه إِلاَّ أَنْتَ خَلَقْتَني وأَنَا عَبْدُكَ ، وأَنَا على عهْدِكَ ووعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ ما صنَعْتُ ، أَبوءُ لَكَ بِنِعْمتِكَ علَيَ ، وأَبُوءُ بذَنْبي فَاغْفِرْ لي ، فَإِنَّهُ لا يغْفِرُ الذُّنُوبِ إِلاَّ أَنْتَ . منْ قَالَهَا مِنَ النَّهَارِ مُوقِناً بِهَا ، فَمـاتَ مِنْ يوْمِهِ قَبْل أَنْ يُمْسِيَ ، فَهُو مِنْ أَهْلِ الجنَّةِ ، ومَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وهُو مُوقِنٌ بها فَمَاتَ قَبل أَنْ يُصْبِح ، فهُو مِنْ أَهْلِ الجنَّةِ » رواه البخاري .


كشفت أنظمة المنتدى أنك غير مسجل لدينا فأهلا وسهلا بك معنا و تفضل بتصفح المنتدى و إن شاء الله ينال إعجابك و لا تحرمنا حينها من تسجيلك معنا و مشاركاتك و إفادتنا بخبرتك .



عالم القانون

العدل أساس الملك - Justice is the basis
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
TvQuran
إعادة النّظر في كتابة التّاريخ الإسلاميّ 110
AlexaLaw on facebook
إعادة النّظر في كتابة التّاريخ الإسلاميّ 110
إعادة النّظر في كتابة التّاريخ الإسلاميّ 110
إعادة النّظر في كتابة التّاريخ الإسلاميّ 110
إعادة النّظر في كتابة التّاريخ الإسلاميّ 110
إعادة النّظر في كتابة التّاريخ الإسلاميّ 110

شاطر | 
 

 إعادة النّظر في كتابة التّاريخ الإسلاميّ

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
AlexaLaw
مؤسس و مدير عام المنتدى
AlexaLaw
مؤسس و مدير عام المنتدى

الجنس : ذكر

تاريخ التسجيل : 03/03/2010

عدد المساهمات : 19648

نقاط : 12654998

%إحترامك للقوانين 100

العمر : 34

الأوسمه :

إعادة النّظر في كتابة التّاريخ الإسلاميّ 1384c10


الأوسمة
 :


إعادة النّظر في كتابة التّاريخ الإسلاميّ Empty
مُساهمةموضوع: إعادة النّظر في كتابة التّاريخ الإسلاميّ   إعادة النّظر في كتابة التّاريخ الإسلاميّ I_icon_minitime18/4/2011, 20:27

خيارات المساهمة


إعادة النّظر في كتابة التّاريخ الإسلاميّ

كنّا نود أن يكتب التّاريخ الإسلاميّ بنفس دقّة المنهج الذي دُوَِّنت به كتب الأحاديث.. ولكن تدوين التّاريخ لم يحظ بهذه العناية.. وقد يرجع ذلك إلى عدّة عوامل منها


إعادة النّظر في كتابة التّاريخ الإسلاميّ

بسم الله الرحمن الرحيم كنّا نود أن يكتب التّاريخ الإسلاميّ بنفس دقّة المنهج الذي دُوَِّنت به كتب الأحاديث.. ولكن تدوين التّاريخ لم يحظ بهذه العناية.. وقد يرجع ذلك إلى عدّة عوامل منها:
أنّ الكثير من كتب التّاريخ خضعت لهوى الحكّام, إمّـا رغبة في نوال ما عندهم، أو رهبة من سطوة الدّولة أو لميل المؤرّخ لتوجّهات الدّولة.. حتّى إنّ الكثير من الوثائق والمُكاتبات الهامّة قد تمّ طمسها أو إخفاؤها بسبب تدخّل بعض الحكّام.. وقد تنبّه الإمام الحافظ الذّهبي لهذه الحقيقة التّاريخيّة حيث يقول في ترجمته لعبد الصمد بن علي بن عبد الله بن عباس الأمير وأنّه ليس بحجّة: "ولعلّ الحفّاظ ربّما سكتوا عليه مُداراة للدّولة" 1(الذهبي: ميزان للذهبي ج2 ص620 ..نقلاً عن العواصم لابن الوزير ج8 ص40,41)..
وهي كلمة تعضد وجهة نّظرنا هذه، كما أنّنا نرى أنّ ابن الأثير صاحب <الكامل في التاريخ> كان متحيّزا للأسرة الزّنكيّة الذّاهبة على حساب صلاح الدّين الأيّوبي.. وممّن تأثّر بهذا الدّكتور حسين مؤنس في كتابيه (نور الدّين زنكي) و(صور من البطولات العربيّة والأجنبيّة)..
أو لأنّ التّاريخ كان يدوّن في فترة حكمهم.. ممّا جعل بعض علماء التّاريخ يغضّ الطّرف عن أحداث هامة للدّولة المنصرمة بُغية تحسين فترة حكم هذه الدّولة.. وتشويه خصومها الذّين قاموا على أنقاضهم لكن حملة التّشويه بدأت فجّة قويّة في دولة بني بُويه.. هذه الدّولة الشّيعيّة الخبيثة التّي أفسدت التّاريخ الإسلاميّ إلى وقتنا الحاضر. وقد استمرّت حملة التّشويه إلى أن كانت اليد الطُّولى للمستشرقين منذ قرنين في تشويه وتقبيح التّاريخ بل و تعمّدهم إبراز الحركات الهدّامة كالزّنج والقرامطة،ودولة بني بُويه... الخ. ولمّا كنّا نمسّ هذه القضية مسّا خفيفا فإنّنا سنوضّح الصّورة في النّقاط الموجزة التّالية:

أولاً: الدّولة الأمويّة الأولى والثّانية:
لقد تعرّضت الدّولة الأمويّة لحملة تشويه من بعض الإسلاميّين قبل المستشرقين.. ولم تنصف هذه الدّولة رغم أنّها الدّولة النموذج في وحدة الأمّة في تاريخ المسلمين بعد عصر الخلافة الرّاشدة، وهي حالة لم تتكرّر في حقبة من حقب التّاريخ بعد ذلك.. بل العكس تماماً.. إذ انحسر دور الخلافة شيئاً فشيئاً.. حتّى دبَّ التّمزّق والتّشرذم في صفوف المسلمين فصاروا دويلات متناحرة.. وسبب عدم الإنصاف أن كتابة التّاريخ بدأت في عصر الخصوم فقد ظهر أول كتاب في تاريخ المسلمين العام لأبي حنيفة أحمد بن داود الدّينوري (ت 282 هـ) <الأخبار الطوال> ويعتبر هذا الكتاب أقدم المصادر التّاريخيّة وهو كتاب موجز في تاريخ الإسلام حتّى أوائل الخلافة العبّاسية، لذلك هو أقرب المراجع التّي تكلّمت عن الخلافة الأمويّة، ورغم أهميّته فإنّه قد خلا من الوثائق والرّسائل التّي كانت ترسل من وإلى القوّاد وملوك الفرنجة وغيرهم..
ثمّ كتاب فتوح البلدان للبلاذري (ت 279 هـ).. ثمّ ألف أبو جعفر محمّد بن جرير الطّبري (ت 310 هـ) كتابه <تاريخ الأمم والملوك> الذي يعتبر أغزر المصادر التّاريخيّة مادّة ويبدأ من القول في الزمان وخلق آدم وسائر الأنبياء ثم نسب النبي صلى الله عليه وسلم وسيرته وهجرته وغزواته وينتهي عند حوادث سنة 302 هـ. ثم جاء عريب بن سعيد القرطبي فوصل تاريخ الطبري إلى سنة 320هـ. هكذا فإننا نلاحظ أنّ أهمّ وأقدم الكتب التّاريخيّة بل وحركة تأليف كتب السّيرة والتّاريخ قد دوّنت كلّها في أواخر الدّولة الأمويّة وعهد العبّاسيّين على مدار خمسة قرون. ومن ثم لا توجد مصادر مستقلّة كتبت في هذه الحقبة عن تاريخ الدولة الأمويّة، وعالجتها بإنصاف؛ اللهمّ إلا كتاب أنساب الأشراف للبلاذري.. (والحق - إن العصر الأموي عصر مظلوم - على أهميّته – تحامل عليه المؤرّخون القدامى، ولم يدرسه المؤرخون المعاصرون دراسة موضوعيّة تبرز أهميّته في الحضارة الإسلاميّة. فَتَعَصُّبُ العبّاسيين ضدهم (..) وكذلك ارتكب الأمويّون ولاسيما المتأخريّن منهم أخطاء شنيعة أدت لا إلى ذهاب دّولتهم فحسب بل إلى تشويه سمعتهم وتصويرهم بغير صورتهم الحقيقيّة) 2(محمد ماهر حمادة (د): دراسة وثقيه للتاريخ الإسلامي ومصادره – مؤسسة الرسالة بيروت ط أولى 1408هـ ص20.).

ثانياً: الدولة الزبيرية (63هـ إلى 73هـ)
للأسف الشّديد أغفل المؤرّخون القدامى حقبة تاريخيّة هامّة وهي فترة حكم الدّولة الزّبيريّة؛ فتدوين الخلافة الزّبيريّة يذكر ضمن الدّولة الأمويّة مع الحركات الخارجة عن الدّولة مثل الخوارج!! رغم أن عبد الله بن الزّبير رضي الله عنه كان الخليفة الشّـرعيّ المعترف به في مصر والحجاز واليمن والعراق وخراسان وأجزاء من الشّام، وقد بُويع له بالخلافة بعد موت يزيد بن معاوية؛
يقول الحافظ السيوطي مؤيّداً لرأي الحافظ الذّهبي: (ولم يبق خارجاً عنه إلا الشّام ومصر فإنّه بُويع بهما معاوية بن يزيد فلم تطل مدّته، فلّما مات أطاع أهلهما ابن الزّبير وبايعوه، ثمّ خرج مروان بن الحكم فغلب على الشّام ثمّ مصر، واستمرّ إلى أن مات سنة خمس وستّين، وقد عهد إلى ابنه عبد الملك، والأصحّ ما قاله الذّهبي أن مروان لا يُعَدّ في أمراء المؤمنين، بل هو خارج على ابن الزّبير، ولا عهده إلى ابنه بصحيح، وإنّما صحّت خلافة عبد الملك من حين قُتِلَ ابن الزّبير، وأمّا ابن الزّبير فإنه استمرّ بمكّة خليفة إلى أن تغلّب عبد الملك لقتاله الحجّاج وخذَلَ ابنَ الزّبير أصحابّه، وتسلّلوا إلى الحجّاج فظفر به وقتله وصلبه وذلك (..) سنة ثلاث وسبعين)
(السيوطي: تاريخ الخلفاء - دار الكتب العلمية - بيروت – ط أولى 1408هـ ص169.).
ورغم هذا الجلاء لشرعيّة خلافة ابن الزّبير رضي الله عنه إلا أنّ كتب التاريخ قسّمت التّاريخ الإسلاميّ إلى: الخلافة الأمويّة من 41هـ إلى 132هـ، والخلافة العبّاسيّة 132هـ إلى 656هـ. وهكذا أغفل الدّارسون للتّاريخ الدّولة الزّبيريّة فلا تجدها إلاّ ضمن الفرق التّي خرجت على الأمويّين رغم أن الحقيقة التّاريخيّة تجافي ذلك.. وبناء على ما سبق كان الأولى أن يكون التّقسيم كالتّالي: الخلافة الأموية الأولى من 41 هـ إلى 63 هـ. ثمّ الخلافة الزّبيريّة من 63 هـ إلى 73 هـ. ثمّ الخلافة الأمويّة الثّانية 73 هـ إلى 132 هـ. ثمّ الخلافة العبّاسيّة (الأولى والثانية) 132 هـ إلى 656 هـ. هكذا نكون قد أنصفنا هذه الخلافة المنسيّة بين سطور التّاريخ.. إذ كان لزاماً علينا أن نعيد لهذه الخلافة الزّبيريّة اعتبارها وتكون في الصدارة التّاريخيّة بدلا من هذا النّسيان.

دولة بني بُويه: (320 هـ إلى 477 هـ):
هذه الدّولة الخبيثة تحتاج إلى إعادة تقويم لما جرّته من ويلات على تاريخ المسلمين، وقد تولّت هذه الدّولة كبر حملة تشويه الصّدر الأوّل من الإسلام.. فلأول مرّة تظهر الكتابات الشُّعوبيّة التّي تطعن على *** العرب بل وتُشكّك في الإسلام، وتُعظّم الفرس.. أمّا عن نشأة هذه الدّولة المنحرفة: "وظهر بنو بُويه في عالم التّاريخ الإسلاميّ في أوائل القرن الرّابع الهجريّ من خلال ذلك الغموض الذي اكتنف تاريخهم قبل ذلك (..) وإن نسب هذه الأسرة مسألة يحوطها الشكّ، الملوك والأمراء الذّين تظهر عظمتهم مرة واحدة" 4 ( حسن إبراهيم (د): تاريخ الإسلامي السياسي والديني والثقافي والاجتماعي – دار الجيل بيروت – ص43)..
لذلك لا غرو أن نجد تاريخ الإسلام مشوّهاً إلى بداية عهد بني بُوية 320 هـ.. وسبب ذلك أنّ هذه الدّولة البُويهيّة كانت مكروهة لدى عامة المسلمين وخاصّتهم.. وكان النّاس يحتجّون عليهم بسيرة السّلف الصالح، وضاق بنو بُوية ذرعاُ من هذا الاحتجاج.. فظهر شعراء وكتّاب شعوبيّون حاقدون على *** العرب, بل وعلى أهل الإسلام وذلك بإيعاز من السلّطة الحاكمة لأنّ الخليفة العبّاسيّ لم يكن له إلا الاسم فقط؛
فقد ذكر ابن خلدون في تاريخه حالة الضّنك والخراب الذي عمّ المسلمين في عهد بني بُويه.. فليراجع (تاريخ بن خلدون الجزء الرّابع).. "إنّ آل بُويه قد اشتروا ضمائر أهل الطّمع، والانتفاع الشّخصيّ، من ضعفاء النّفوس، فراحوا يكيلون لهم المديح جزافاً حتى جاوزوا المقدار. هذا أبو هلال الصّابي, يضع كتاب <التّاجي> وهو سجين, وقد مرّ به بعض أصحابه فسأله فقال: ((أباطيل أُنمّقها, وأكاذيب أُلفّقها في تاريخ آل بُويه" 5 (وليد الأعظمي: السيف اليماني في نحر الأصفهاني – دار الوفاء – مصر ص65)
حتى علماء النّحو تقرّبوا إليهم مثل أبو عليّ الفارسيّ عالم اللّغة والنّحو "ففي سنة 341 هـ جاء إلى حلب, إلى بلاط سيف الدّولة استدعاه إلى شيراز ليؤدّب أبناء أخيه خُسْروَهْ (كسرى) فنال حظوة عند عضد الدّولة وألّف له الإيضاح والتّكملة" 6(عمر فروخ (د): تاريخ الأدب العربي – ج2 – دار العلم للملايين – ص537.). وهذا أبو الفرج الأصفهاني (ت 356 هـ) يؤّلف كتابه الضّخم <الأغاني> للوزير أبي الحسن محمّد بن الحسن المهلّبي.. ورغم أنّه كتاب أدب وشعر وليس كتاب تاريخ بالمعنى الاصطلاحيّ.. إلاّ أنّ هذا الكتاب كان تكأة المستشرقين والعلمانيّين وضعاف النّفوس في النّيل من تاريخ الإسلام وأهله.. وصار عمدة في تقييم التّاريخ الإسلاميّ.. وجلّ حجّتهم البالغة هذه القصص والحكايات التي ذكرها الأصفهاني عن المغنّيين وأهل الطّرب والمجون, حيث صار تاريخ السّلف الصالح إلى سنة 289 هـ عبارة عن مجموعة من المتاّمرين سفاكي الدماء.. ومجموعة من الحمقى همّهم القصف واللّهو.. هذا هو تاريخ الإسلام الذي قدّمه الأصفهاني للتاريخ لينال حُظوة آل بُويه.. ورغم أنّ أعلام المسلمين وأهل الحديث الموثوق في أمانتهم العلميّة قد فضحوا هذا الكتاب وحذّروا منه.. إلاّ أنّ هناك إصراراً عجيباً من قبل الدّارسين في هذا الزّمن من علمانيّين ومن على أشكالهم على الاعتماد عليه في كثير من تحليلاتهم المهترئة.. فهذا الحفظ أبو الفرج بن الجوزي يقول عن الأصفهاني: "وكان يتشيّع ومثله لا يوثق بروايته، فإنّه يصرّح في كتبه بما يوجب عليه الفسق, وتُهّون شرب الخمر وربّما حكى ذلك عن نفسه ومن تأمّل كتاب الأغاني رأى كل قبيح ومنكر" 7(ابن الجوزي: المنتظم ج6 ص40,41) وليس هذا رأي ابن الجوزي فقط بل جمهرة علماء الأمّة كالخطيب البغدادي وابن كثير وابن تيمية وغيرهم.. "وعلى كل حال فإنّ كتاب الأغاني كُتب في عهد آل بُويه، وتناول الغناء وما يتعلّق به مع أخبار شائنة منذ الجاهليّة إلى عهد الخليفة المعتضد بالله المتوفّى سنة 289 هجرية، وسكت عمّا بعد ذلك فهل انقطع الغناء؟ أم أنّه أراد أن يسكت قبل مجيء العهد البُويهي، لئلا يضطر إلى ذكر أشياء قبيحة لا يحسن ذكرها؟ لذلك نال الكتاب رضا آل بُويه، واتّفق مع رغبتهم وهواهم في تشويه تاريخنا، والدسّ والافتراء والكذاب على آل البيت النّبوي الشّريف، وعلى الأمويّين، وعلى أعلام أمّتنا ولذلك كان عضد الدّولة البُويهي لا يفارق كتاب الأغاني" 8(السيف اليماني ص70).

وبعد.. إنّ كتابة التّاريخ الإسلاميّ تعرضت لتشويه متعمد من قبل السلطة وكان الإخباريّون والشّعراء أدوات السلطة في حملة التّشويه.

الدّولة المملوكيّة: (648 هـ إلى 923 هـ) هذه الدّولة قد تعرّضت لحملة تشويه لكلّ من هبّ ودبّ في كتابة التّاريخ، وصارت نموذج الانحطاط الحضاريّ والأدبيّ واللّغويّ حتّى وصمت بكلّ الموبقات.. فلا تجد نقيصة إلاّ في العهد المملوكيّ.. على سبيل المثال:- يقول شاعر علمانيّ (أحمد عبد المعطي حجازي) في مقال له في جريدة الأهرام المصريّة بتاريخ 1996/6/26: (وكذلك في عصور الانحطاط التي شهدها الأدب العربيّ في العصر المملوكيّ؛ ففي هذا العصر الذّي تراجع فيه الشعر وتدهورت الكتابة...). مع أن هذا العصر الإسلاميّ شهد أعظم المعارك وأشدّها على الأمم الكافرة.. وفيه انتهت أسطورة التّتار ذلك الجيش المغوليّ الذي لا يقهر وكانت مقبرته في عين جالوت.. وكانت نهاية الصّليبيّين على يد المماليك أيضاً.. لقد كانت نهاية الغطرسة والتّهاون بهيبة المسلمين على يد سيف الدّين قطز، وبيبرس البندقداريّ (ت 676 هـ) والأشرف خليل قلاوون (ت 693 هـ) هؤلاء السلاطين المماليك هم الذين دوّخوا الأمم الكافرة واستعادوا هيبة وعظمة الإسلام.. فلولا أنّ الله رحم الأمة بهؤلاء المماليك لدخل التتار مصر.. وأوروبا نفسها مدينة لهؤلاء المماليك.. فلولا عين جالوت لزحف التّتار على العالم.. فهؤلاء المماليك هم الذين أوقفوا ذلك المارر المدمّر الذي كاد أن يبيد حضارة الإسلام بل والعالم أجمع.. فلماذا الهجوم التشويه؟.. مما لا شكّ فيه أنّنا نكون مخطئين إذا تصوّرنا أنّ عصر المماليك كعصر الصّحابة أو الخلافة الرّاشدة أو حتى العصور الإسلامية الأولى النقية.. ولكن يجب أن ننظر إلى تقويم هذا الدّولة من خلال الظّرف التّاريخيّ الذي وجدت فيه.. فحالة الفوضى وتوالي الهزائم على المسلمين.. أفقدتهم الثّقة بأنفسهم وكادت أن تفقدهم الثّقة في دينهم.. فيكفي هؤلاء المماليك فخراً أنّهم هم الذين أعاد الله على أيديهم الثّقة في نفوس المسلمين..هذا من النّاحية العسكريّة. أمّا على الجانب الأدبيّ والتّاريخيّ واللّغويّ فعصر المماليك هو عصر الموسوعات التّاريخيّة الكبرى.. عصر المماليك هو الذي حفظ لنا تاريخ الإسلام الذي كاد أن يندثر في الحروب الصليبية والهجوم المغوليّ المدمّر.. وهذه عينة من علماء ذلك العصر.. ابن منظور، القلقشندي،الفيروز آبادي، المقريزي، خليل أيبك الصفدي، ابن خلدون، ابن تغري بردي، ابن تيمية، ابن جماعة، ابن شاكر الكتبي، ابن شاهين الظاهري، ابن دقماق، ابن إياس،ابن بنت الأعز، البقاعي، ابن الجزري، الداودي،ابن بطوطة، ابن حبيب، النعيمي، ابن الفرات، ابن الرفعة، ابن طولون ، ابن قاضي شهبة، قاسم بن قطلوبغا، ابن كثير، ابن العديم، ابن عبد الظاهر،ابن الفرات، النويري، السّبكي وابنه، الذّهبي، ابن القيم، ابن رجب، ابن حجر العسقلاني، بدر الدين العيني، السخاوي، السّيوطي .. الخ القائمة طويلة.. لو أردنا أن نفرد لكل عالم منهم ترجمة لاحتجنا إلى عدة مجلدات. أولئك آبائي فجئني بمثلهم *** إذا جمعتنا يا جرير المجامع

هؤلاء هم علماء الأمة الذين نأخذ عنهم ونفتخر بهم.. بل وتتشرف أيّ أمّة بأسمائهم.. وكتبهم ملأت الدّنيا بعلومهم الغزيرة ومنهجهم القويم.. هؤلاء العلماء كانوا في عصر المماليك تلك الدّولة المفترى عليها..

صفوة القول بعد هذا التطواف السريع نقول: بعيداً عن حكايات الإخباريّين غير الموثوقة وقصص الوضّاعين وموتوري النّفوس؛ نستطيع أن نقرأ التّاريخ بعيون جديدة ونظرات موضوعيّة، ولكن علينا أن لا ننسى أنّ تاريخنا هو تاريخ بشريّ؛ فهو حركة حياة تعجّ بكلّ ما في الإنسان من إرادات وشهوات ورغبات، ولكن كان علينا أن ننظر إلى التّاريخ بقراءة العلم لا بقراءة الحكايات ولا بنفوس متربصة حاقدة وموتورة.

منقووول للفائدة .
AlexaLaw

التوقيع
توقيع العضو : AlexaLaw
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.AlexaLaw.com
 

إعادة النّظر في كتابة التّاريخ الإسلاميّ

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

.:: مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ::.


      هام جداً: قوانين المساهمة في المواضيع. انقر هنا للمعاينة     
odessarab الكلمات الدلالية
odessarab رابط الموضوع
AlexaLaw bbcode BBCode
odessarab HTML HTML كود الموضوع
صلاحيات هذا المنتدى:

لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
عالم القانون :: منتدى AlexaLaw لعالم القانون :: فروع القانون المختلط :: فلسفة القانون وتاريخه-
انتقل الى:  
الإسلامي العام | عالم القانون | عالم الكتاب و الثقافة العامه | التجاره و المال و الأعمال | البرامج و تكنولوجيا المعلومات | تطوير المواقع و المدونات | الترفيهي و الإداري العام

Powered by AlexaLaw.com ® Phpbb Version 2
Copyright © 2010
.:: جميع الحقوق محفوظه لمنتدى عالم القانون © ::.

.::جميع ما ينشر في المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأي القائمين عليه و إنما يعبر عن وجهة نظر كاتبه في حدود الديمقراطيه و حرية الرأي في التعبير ::.