روماريو دا سوزا فاريا نجم كرة القدم البرازيلي والبالغ من العمر 42عاماً، والذي اختتم مشواره الكروي مؤخراً في مايو 2008، أحرز ألف هدف خلال مشواره الكروي، وبذلك تبوأ المرتبة الثانية بعد اللاعب البرازيلي بيليه الذي قام بإحراز 1281 هدف، وذلك على الرغم من عدم اعتراف "الفيفا" رسمياً بهذا.

وقد حقق روماريو على مدار تاريخه الرياضي العديد من الإنجازات أبرزها تألقه في بطولة كأس العالم لعام 1994م، وكان روماريو من أكثر المهاجمين قوة وانطلاق بالإضافة لسرعته ومهارته في اختراق أي حصار يفرض عليه في الملعب، واقتناصه للفرص مولداً منها الأهداف.




النشأة

ولد روماريو في يناير عام 1966م، لعائلة بسيطة الحال، بأحد أحياء مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية، كانا والداه يعملان في مهن بسيطة تمكنهم من إعالة الأسرة، ونظراً للوضع المادي المتواضع للأسرة أضطر روماريو أن يخرج للعمل في عدد من المهن البسيطة منذ الصغر.

عشق كرة القدم وكان يمارس هوايته مع غيره من الأطفال في شوارع منطقته، إلى أن تم اكتشافه على يد احد المهتمين باكتشاف المواهب الكروية الناشئة ومن هنا جاءت أول خطوة في تاريخ روماريو الكروي، حيث أنضم إلى ناشئ نادي "اولاريا".



البداية الكروية

جاءت البداية الكروية لروماريو من خلال نادي "اولاريا" للناشئين، ومنه وصل إلى فريق الشباب وتمكن بمهارته أن يحرز أربعة أهداف في أحد المباريات التي خاضها فريقه ضد فريق "فاسكو دي جاما"، ومن هنا جاءت اللحظة السحرية في حياة روماريو حيث أعجب به المسئولون في نادي فاسكو دي جاما، وعملوا على ضم هذه الموهبة الكروية المتألقة إلى صفوف ناديهم.

بدأ روماريو مرحلة جديدة في حياته عقب انضمامه لصفوف فاسكو دي جاما، حيث بدأ نجمه في الصعود سريعاً في عالم الساحرة المستديرة، وتوالت إنجازاته فيه على مدار ثلاث مواسم فأحرز لقب هداف الدوري عام 1986 وذلك برصيد 20 هدف، واقتنص نفس اللقب في الموسم الثاني على التوالي برصيد 17 هدف، وأحرز لقب بطولة الولاية مرتين.



روماريو والكرة الأوروبية




في عام 1988 تم تتويج روماريو هدافاً لأولمبياد سيول برصيد 7 أهداف، وبعد أن قضى مرحلة من الإنجازات والتألق في صفوف نادي "فاسكوا دي جاما" تهافتت عليه الأندية المختلفة رغبة منها في ضمه لصفوفها، فكانت المرحلة الثانية في مشوار روماريو بنادي " أيندهوفن" الهولندي وذلك في صفقة بلغت 4.5 مليون دولار، فلعب معهم خمسة مواسم، ولم تكن إنجازاته في هذا النادي أقل من مثيلاتها في "فاسكودي جاما" فحقق معهم بطولة الدوري ثلاث مرات والكأس مرتين، وكأس السوبر مرة واحدة، كما سجل 165 هدف في الدوري الهولندي، وتوج هدافاً له ثلاث مرات.

لفتت مهارة روماريو أنظار الأندية الكبرى، فتعاقد مع واحد من أقوى الفرق الأوربية وهو فريق برشلونة الأسباني، واثبت من خلال هذا الفريق قدراته كاللاعب متميز فحقق معه بطولة الدوري أربع مرات على التوالي، والعديد من الأرقام القياسية الشخصية، وسجل رقم قياسي جديد بإحرازه 4 هاتريك في موسم واحد، محطماً الرقم القياسي لنجم ريال مدريد "هوجو سانشيز" الذي أحرز 3 هاتريك في موسم واحد.



روماريو نجم العالم 94

عقب بطولة كأس العالم لعام 1994 صعد روماريو ليتوج بطلاً لهذه البطولة حيث تألق مع منتخب بلاده منتزعاً الفوز من بين أنياب الفرق الأخرى، محققاً خمس أهداف رائعة في مرماهم خلال البطولة، وازدادت شهرته كلاعب محترف، كما تم اختياره كأفضل لاعب في العالم لعام 1994، قام النجم البرازيلي السابق توستاو بوصف روماريو بأنه "أفضل قلب هجوم على الإطلاق".



صعوداً وهبوطاً

[رومارية وبيبيتو]
رومارية وبيبيتو

تأرجح نجم روماريو ما بين الصعود والهبوط في الفترة التي تلت كأس العالم، فحدثت بينه وبين نادي برشلونة الأسباني بعض التوترات فانقطع عن التدريب فترة، ثم انتقل منه إلى نادي فلامينجو البرازيلي فلعب به في الفترة من 1995 حتى عام 1999، وهناك تألق روماريو إلى جانب النجم البرازيلي بيبيتو، وأخذا مع النادي لقب الدوري البرازيلي، وحصل على بطولة الولاية مرتين، كما حصل على لقب الهداف أربع مرات متتالية.



ثم بدا مستواه في التدني مرة أخرى مما دعا المدير الفني لمنتخب البرازيل باستبعاده من تشكيلة منتخب البرازيل قبل كأس العالم لعام 1998، وقد خاض روماريو تجربة اللعب ضمن صفوف نادي "فالنسيا" الأسباني وذلك عام 1996 أثناء تواجده بنادي فلامينجو، ومن "فالنسيا" تم إعارته مرة أخرى إلى فلامينجو، ثم رجع إلى فالنسيا مرة أخرى عام 1997، ولم يستطع أن يحقق روماريو نجاح كبير نظراً لكثرة مشاكله مع المدربين، حتى جاء استقراره في أحضان ناديه الأول فاسكو دي جاما عام 2000، وليعود مرة أخرى لتألقه في المكان الذي شهد بداياته.



وبين صفوف فاسكو دي جاما حصل روماريو على بطولتي دوري، وتمكن مع ناديه من الصعود إلى نهائي كاس العالم للأندية عام 2000، وأعتبر هذا الموسم من أفضل المواسم التي مرت عليه فحقق العديد من الألقاب، يأتي في مقدمتها الدوري البرازيلي وكأس ميركوسول لأندية أميركا الجنوبية وتوج هدافا للبطولتين كما حطم رقم ديناميتي وسجل 66 هدفا لناديه في موسم واحد مقابل 61 للأول، وفي عام 2001 تمكن من إحراز الدوري البرازيلي للمرة الثانية.

وعلى الرغم من هذا التألق رفض المدير الفني للمنتخب البرازيلي ضمه للمنتخب قبل كأس العالم 2002 بكوريا الجنوبية واليابان، مما جعله يعلن اعتزاله اللعب دولياً.

في عام 2002 انضم روماريو إلى نادي فلومينيزي البرازيلي، ولكنه تخلى عنه في أكتوبر 2004 وأنهى ارتباطه معه بعد أن دخل روماريو في العديد من الخلافات مع مدربيه، وقد تخلل لعبه مع فلومينيزي عقد باللعب ضمن صفوف نادي السد القطري.

وبعد أن أعلن روماريو اعتزاله للعب دولياً، عاد مرة أخرى ليلعب بين صفوف ناديه "فاسكو دي جاما" والذي عاد للعب فيه بداية من عام 2005 وتوج هدافاً للدوري البرازيلي برصيد 22 هدف وهو في التاسعة والثلاثين من عمره.

في عام 2006 انتقل روماريو للعب في نادي ميامي الأمريكي، ثم نادي اديليد الاسترالي، قبل أن يعود إلى فاسكو دي جاما عام 2007، وكأن هذا النادي كان بمثابة الأم لروماريو فكان كلما أبتعد عنه رجع إلي أحضانه مرة أخرى، أعلن روماريو استقالته كلاعب ومدرب من فريق فاسكو دا جاما، وذلك إثر خلافات وقعت بينه وبين رئيس النادي إيوريكو ميراندا.



الهدف الألف مثيراً للجدل

تمكن روماريو أن يحرز على مدار مشواره الكروي ألف هدف، ليحتل المركز الثاني بعد مواطنه البرازيلي بيليه الذي أحرز 1281 هدف خلال مشواره الكروي، ولكن جاء رفض الاتحاد الدولي لكرة القدم " الفيفا" الاعتراف بالهدف الألف لروماريو صدمة بالنسبة له، وعللت "الفيفا" ذلك بأن عدد الأهداف التي أحرزها روماريو في بداية مشواره الكروي لا يعتد بها، وانه لم يحرزها جميعاً في مباريات تنافسية، حيث أحرز عدد منها في مباريات ودية، ومباريات الناشئين.

وجاء الهدف الذي عده روماريو الهدف الألف له نتيجة ضربة جزاء لصالح فريقه البرازيلي فاسكودي جاما في إحدى المباريات، وعقب إحرازه للهدف أوقفت المباراة واتيحت للاعب الفرصة لتلقي التهنئة من مشجعيه وأفراد عائلته، ومما قاله بعد إحرازه الهدف الألف ''أهدي هذا الإنجاز إلى عائلتي وأطفالي، وأنا متأثر جداً بهذه اللحظات، لأنها من أروع لحظات حياتي''.

مما قاله روماريو عن بيليه "طالما أنني لم أرى بيليه رؤى العين في الملعب أعتقد أنني أفضل منه، أنا أعرف أيضاً أن هناك بيليه واحد، ومارادونا واحد وروماريو فريد من نوعه .. لا أرى لاعباً يمكن أن أعتبره خليفتي فأنا أفضلهم جميعاً داخل الصندوق".



الاعتزال




قرر روماريو اعتزال اللعب في مايو 2008 بعد أن خاض الكثير من المواجهات الكروية على مدار مشوار زاخر بالكثير من الإنجازات وبعض الإخفاقات، وقال عن قرار اعتزاله " لن العب كرة القدم بعد الآن بل سأتفرغ إلى الجلوس مع أطفالي " ، وأضاف " أنا اتخذت القرار بنفسي وإذا أردت الاستمرار كنت سأعود إلى فاسكو ولكن هذا ليس في أفكاري".

وعلى الرغم من اعتزاله اللعب إلا أنه من المقرر أن يساعد في تحضيرات كأس العالم التي سوف تستضيفها البرازيل لعام 2014.

وقد أعلن روماريو فيما سبق عن نيته في الاعتزال في عام 2004 قائلاً " لقد توقفت، لا أستطيع الاستمرار أكثر من ذلك، لم تعد لدي الرغبة"، ثم ما لبث أن عاد للعب مرة أخرى، إلا أنه أعتزل المبارايات الدولية واستمر باللعب لصالح ناديه فاسكو دي جاما.



أزمة روماريو




وجهت لروماريو تهمة تناول المنشطات، وصدرت ضده عقوبة تقضي بإيقافه عن اللعب في ديسمبر 2007، وكان روماريو يتناول احد العقاقير الطبية لتقوية الشعر ومنع سقوطه ولا يعلم أن هذا العقار يحتوي على مادة "فيناستيرايد" المحظورة والتي لها تأثير المواد المنشطة، مؤكداً أن طبيب المنتخب البرازيلي كان يعلم بتناوله لهذا العقار.

وبعد أن تأكدت محكمة التحكيم الرياضية من براءته قامت بتبرئة ساحته من تهمة تعاطي المنشطات، وعملت على تعليق العقوبة التي صدرت بحقه عام 2007 والمتمثلة في إيقافه 120 يوماً، وقد كان روماريو ينوي الاعتزال في مارس 2008 إذا لم يتم تبرئته إلا انه قام بالتراجع عن قراره بعد أن أعلنت المحكمة براءته.



بطل الأرقام القياسية

حقق روماريو على مدار تاريخه الكروي العديد من الأرقام القياسية والتي نذكر منها: عرف كأكثر لاعب في التاريخ يسجل أهدافا رسمية برصيد 734 هدفا مقابل 720 لبيليه، وثاني لاعب برازيلي يسجل ألف هدف بعد بيليه أيضاً، أحرز لقب هداف الدوري البرازيلي 3 مرات، وكان أكبر لاعب من حيث العمر يحرز لقب هداف الدوري البرازيلي وعنده 39 سنة، أحرز لقب هداف بطولة الريو 7 مرات، وكان هداف بطولة الكاريوكا "الريو" خمسة مرات متتالية في الفترة من 1996 إلى 2000، أكثر لاعب يسجل هاتريك في الدوري الاسباني خلال موسم واحد، خمسة هاتريك موسم 1994، أكثر لاعب في التاريخ يحقق لقب هداف بطولة وطنية 14 مرة مقابل 11 لبيليه، أحرز لقب هداف بطولة 27 مرة مقابل 24 لبيليه، تمكن من تسجيل أكبر عدد من الأهداف في موسم واحد لصالح نادي فاسكو والتي وصلت لـ 66 هدفا.

كما حصل على عدد منم الألقاب منها: أفضل لاعب في العالم من قبل الفيفا 1994، وثاني أفضل لاعب في العالم من قبل الفيفا 1993، أفضل رياضي في العالم 1994 طبقاً لصحيفة الايكيب الرياضية الفرنسية الشهيرة، وجائزة أونز مونديال لأفضل لاعب في العالم 1994، وأفضل لاعب في أميركا الجنوبية 2000، أفضل لاعب في كأس العالم 1994، وأفضل لاعب في البرازيل لأعوام 1997 و2000 و2001.

شكراً لك على موضوعك
كانت هنا
شموخي عالي

يعطيك العافية
مجهود رائع
تستحق الشكر
تحياتي الماس