القمة الإسلامية في ماليزيا‏ -‏ تحديات في سياق مختلف

علاء جمعة محمد


مجلة السياسة الدولة يناير 2004 - العدد رقم 155


يتناول هذا التقرير الدورة العاشرة لمنظمة المؤتمر الإسلامي‏,‏ علي مستوي القمة‏,‏ والذي عقد في بوتراجايا العاصمة الإدارية لماليزيا في الفترة من‏16-17‏ أكتوبر‏2003,‏ بحضور أكثر من ثلاثين رئيس دولة من بين الدول الـ‏57‏ المشاركة فيها‏.‏ وتعد هذه القمة الأولي للمنظمة بعد أحداث‏11‏ سبتمبر‏,‏ وما واجه الإسلام والمسلمين من اتهامات بشأن الإرهاب‏.‏ ويناقش التقرير أهم القضايا والمبادرات التي تم طرحها فيها‏,‏ ثم روسيا والانضمام للمنظمة فضلا عن إمكانية تفعيل المنظمة بين جدلية الواقع والممكن‏.‏ وتمثلت أبرز القضايا في المسألة العراقية التي حاولت القمة أن تصيغ قرارا بشأن وضع جدول زمني لانسحاب قوات الاحتلال منها‏,‏ لكن الوفد العراقي‏,‏ رفض ذلك استنادا إلي أن هذا الأمر يعد شأنا داخليا‏.‏ ولم يخرج بيان القمة متضمنا أي قرار بشأن العراق‏.‏ ثم القضية الفلسطينية كأحد أبرز القضايا الرئيسية التي تناقشها المنظمة في مؤتمراتها خصوصا علي مستوي القمة‏.‏ وأكدت القمة دعمها للرئيس عرفات والمقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال‏.‏ هذا في الوقت الذي ثارت فيه مناقشات حول تفعيل المقاطعة الاقتصادية لإسرائيل‏,‏ ولكن الحقائق الواضحة علي الأرض والتغلغل الاقتصادي الإسرائيلي في هذه الدول جعل ذلك أمرا غير ذي جدوي‏.‏ وجاء الحديث في القضية الثالثة عن الوحدة الاقتصادية‏,‏ حيث تم طرح مبادرات فردية تحاول تغليب الجانب الاقتصادي والتركيز عليه باعتباره هو قاطرة التنمية في العالم الإسلامي‏.‏ ولكن تلك المبادرات لا تفيد الواقع الذي تركز فيه الدول الإسلامية علي خطوات التكامل في مناح أخري‏,‏ كالأسيان‏,‏ بجانب عجز الدول العربية عن تحقيق السوق العربية المشتركة‏.‏ أما القضية الأخيرة فكانت حول الإرهاب وتعزيز الحوار مع الآخر‏,‏ حيث طالبت السعودية بضرورة إصلاح الخلل الفكري كأحد أسباب أزمة الأمة الإسلامية‏,‏ وطالب الأمير عبدالله بضرورة تطوير مجمع الفقه الإسلامي بمكة المكرمة‏.‏

أما طلب روسيا بالانضمام إلي المنظمة‏,‏ فجاء انطلاقا من رغبة روسيا في وقف دعم الدول الإسلامية للشيشان والتواصل مع الجمهوريات الإسلامية في آسيا الوسطي‏,‏ وإنعاش اقتصادها الذي يعاني من أزمات عدة‏.‏ ويخلص التقرير إلي أن انضمام روسيا إلي المنظمة غير ذات جدوي‏,‏ والعائد الوحيد من انضمامها علي العالم الإسلامي‏,‏ هو الاستفادة من التقنية العلمية والتكنولوجية بها‏.‏

وفيما يتعلق بتفعيل المنظمة بين جدلية الواقع والممكن‏,‏ فبعد عرض معوقات تفعيل المنظمة فيما يتعلق بالنشأة والممارسة والواقع الأصيل‏,‏ فإن التقرير يخلص إلي أن تفعيل المنظمة يكمن في توافر الرغبة إضافة إلي القدرة لكي تصبح الممارسة أمرا واقعا‏.‏

منقووول للفائدة .
AlexaLaw