الانتفاضة الفلسطينية كشفت الوجه العنصرى البغيض لإسرائيل

د. عصمت عبدالمجيد الأمين العام لجامعة الدول العربية

'الانتفاضة الفلسطينية كشفت الوجه العنصرى البغيض لإسرائيل'

مجلة السياسة الدولية العدد رقم 143 - يناير 2001

إعداد: سوسن حسين‏

الدكتور عصمت عبدالمجيد أمين عام جامعة الدول العربية، دبلوماسى بارع، انخرط فى السلك الدبلوماسى المصرى منذ بداية حياته، وتدرج فى مناصبه المختلفة، حصل على الدكتوراه فى القانون الدولى عام 1951، ورأس العديد من اللجان القانونية وشارك فى صياغة العديد من الاتفاقيات الدولية. ع ين سفيرا ومندوبا لمصر لدى الأمم المتحدة عام 1975، ثم وزيرا لخارجية مصر عام 1984. وتم اختياره أمينا عاما لجامعة الدول العربية عام 1991. حصل الدكتور عصمت عبدالمجيد على العديد من الجوائز والأوسمة الرفيعة، وله عدة مؤلفات أهمها كتاب 'زمن الانكسار والانتصار' الذى يعد وثيقة هامة تغطى نصف قرن من الأحداث المصيرية التى شهدها العالم العربى.


س- فى البداية نود أن نتعرف من سيادتكم على تقييمكم لدور جامعة الدول العربية بعد مرور 55 عاما على إنشائها وحدود التغيير المطلوب فى هذا الدور استجابة لمتغيرات العصر?


ج-- منذ إنشاء الجامعة فى 22 مارس 1945 وهى تقوم بدورها فى توطيد العلاقات العربية وتدعيمها وتوجيهها إلى ما فيه خير البلاد العربية، واصلاح أحوالها، وتأمين مستقبلها، وظلت الجامعة طوال العقود السابقة رمزا للوحدة العربية. ولاشك أن الظروف التاريخية التى تأسست فيها الجامعة تغيرت، وقد بذلت جهود كثيرة من أجل تعديل ميثاق الجامعة من أجل زيادة الدور القومى المنوط بالجامعة العربية، ومن أهم الانجازات التى تحققت فى هذا الاطار، قرار قمة القاهرة فى 21، 22 أكتوبر الماضى باضافة ملحق لميثاق الجامعة بشأن الانعقاد الدورى المنتظم للقمة العربية.


س- فكرة تأسيس محكمة العدل العربية مطروحة منذ إنشاء الجامعة العربية وحتى الآن لم ترى النور .. ما هى رؤيتكم لكيفية تأسيس هذه المحكمة?


ج-- لقد نص ميثاق الجامعة فى المادة -19- منه على هذه المحكمة لتكون بمثابة آلية لحل الأزمات والخلافات، وقد أسفرت الجهود عن الموافقة من حيث المبدأ فى قمة القاهرة -يونيو 1996- على إنشاء المحكمة وميثاق الشرق للأمن والتعاون العربى، وتم بالفعل إعداد النظام الأساسى للمحكمة، وأملى أن تتم الموافقة على إنشاء المحكمة خلال القمة العربية القادمة فى الأردن فى مارس 2001.


س- ما هو تقييمكم الشخصى لما آلت إليه الأوضاع فى الأراضى المحتلة والقدس وما هو دور الجامعة فى إدارة الصراع أو إدارة عملية التسوية مع إسرائيل?


ج-- الحقيقة إن القضية الفلسطينية كانت ومازالت بندا دائما على جدول أعمال مجلس الجامعة منذ احتلال إسرائيل لها. وقد أكدت الجامعة مرارا وقوفها الحازم إلى جانب شعب فلسطينى ودعمه بكل السبل الممكنة حتى يحقق آمانيه وطموحاته ويقيم دولته. أما عن الأوضاع الحالية فى الأراضى المحتلة فهى دامية ومأساوية، والتصعيد الإسرائيلى أثبت فشل وعجز الآلة العسكرية الإسرائيلية، لقد كشفت الانتفاضة عن الوجه العنصرى البغيض لإسرائيل وإنها تخشى السلام وتتحصن بالأسلحة.


س- ما هى الخطوات الايجابية التى تمت حتى الآن لإقامة السوق العربية المشتركة?


ج-- بدأ بالفعل تطبيق منطقة التجارة الحرة العربية وكذلك برنامجها التنفيذى اعتبارا من أول يناير 1998، ودخلت منطقة التجارة الحرة عامها الثالث اعتبارا من يناير 2000 بتخفيض الرسوم على المنتجات ذات المنشأ العربى بنسبة 30% أى 10% سنويا وبحلول عام 2007 ستزال كافة الحواجز الجمركية وتتهيأ الظروف لأن تتحول منطقة التجارة الحرة نحو إقامة السوق العربية المشتركة.


س- ما هو رأيكم فى التعاون الشرق 'أوسطى' وهل هو بديل للتكامل العربى?


ج-- بالطبع لا يمكن أن تكون مشروعات الشرق أوسطية بديلا عن الجامعة العربية .. فالجامعة العربية هى رابطة لمجموعة متجانسة من الدول، تربطها هوية أصيلة، وهذا مفقود فى التعاون الشرق أوسطى. ولاشك أن التعاون الشرق أوسطى مرتبط بالأساس بالتقدم فى مجال التسوية السياسية والوصول إلى تنفيذ قرارات الشرعية الدولية ومبدأ الأرض مقابل السلام

منقووول للفائدة .
AlexaLaw