الانتفاضة الفلسطينية 87 - 90 وانتفاضة الأقصى

-دراسة تحليلية مقارنة-

د. محمد سعد أبو عامود

مجلة السياسة الدولية العدد رقم 143 - يناير 2001

شهد تاريخ النضال الوطني الفلسطيني العديد من الانتفاضات الشعبية، للدفاع عن الوطن فى مواجهة الاحتلال الإسرائيلي. ومن أبرز هذه الانتفاضات انتفاضة 87 - 90 ، وانتفاضة الأقصى الأخيرة. والحقيقة أن هناك عدة نقاط تميز انتفاضة الأقصى عن انتفاضة 87 - 90، سواء من حيث الظروف التى رافقتها ، أو الدوافع المحركة لها، أو النتائج التى ترتبت عليها .
فقد اندلعت انتفاضة 87 - 90 فى ظل عدم اعتراف متبادل من جانب إسرائيل والسلطة الوطنية الفلسطينية، وانشغال العرب بالحرب العراقية الإيرانية، ومواجهة الثورة الإيرانية. فى حين ان انتفاضة الأقصى وقعت فى ظل اعتراف السلطة الوطنية بدولة اسرائيل، واعتراف اسرائيل بأن منظمة التحرير هى الممثل الشرعى والوحيد للفلسطينيين ، واذا كانت الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المتردية كانت من أقوى دوافع انتفاضة 87 - 90 فإن عوامل أخرى سياسية ونفسية أضيفت فى انتفاضة الأقصى، وخاصة فى ظل التعنت الإسرائيلي والشك فى جدوى عملية السلام .


واشتركت الانتفاضتان فى أن السبب المباشر فى اندلاعها هو الأعمال الاستفزازية الاسرائيلية ، ففى انتفاضة 87 - 90 كان دهس أحد الفلسطينيين فى غزة بسيارة اسرائيلية هو الشرارة التى فجرتها، أما فى انتفاضة الأقصى فكانت هذه الشرارة هى دخول شارون المسجد الأقصى بقوات اسرائيلية .


واذا كانت انتفاضة 87 - 90 قد ألغت من القاموس الإسرائيلي مفهوم الحدود الآمنة وأكدت عجز آلة الحرب الاسرائيلية ، فإن انتفاضة الاقصى أعادت القضية الفلسطينية الى موضعها المهم فى سلم الأولويات العربية، وكشفت للرأى العام العالمى زيف ادعاءات اسرائيل حول الديمقراطية وحقوق الانسان، كما أعادت قدرا من التضامن العربى المفقود. كما أكدت فشل اسرائيل فى حسم الصراع بالوسائل العسكرية

منقووول للفائدة .
AlexaLaw