تحولات السياسة الأمريكية تجاه ايران وتركيا وروسيا

د.محمد سعد أبوعامود

مجلة السياسة الدولية - العدد رقم 147 - يناير 2002


تشكل كل من ايران وتركيا وروسيا أهمية خاصة فى إطار السياسة الخارجية الأمريكية ، وتعتمد السياسة الأمريكية تجاه هذه الدول على عدة أسس أهمها ، تحجيم النفوذ الروسى والايرانى فى منطقة آسيا الوسطى ، وتقوية الدور التركى فى المنطقة لموازنة النفوذ الايرانى ، والحد من امكانية استفادة روسيا وايران الى أقصى قدر ممكن من ثروات بحر قزوين ، بالاضافة الى إثارة النزعات حول الثروات النفطية ، وخطوط الأنابيب الناقلة لها للأسواق العالمية بين الدول المطلة على حوض هذا البحر ، بما يتيح للولايات المتحدة التدخل فى المنطقة للحفاظ على مصالحها والحصول على أكبر حصة من كعكة بحر قزوين النفطية.وبالطبع فقد تعارضت هذه الاستراتيجية مع مصالح ايران وروسيا والصين ، مما أدى الى تكون تحالف مضاد للولايات المتحدة يضم الدول الثلاث.

وقد ظلت واشنطن غير مهتمة بمصالح كل من روسيا وايران وتركيا الى أن وقعت أحداث 11 سبتمبر ، وأصبحت جهود الولايات المتحدة لمحاربة الارهاب الدولى تجبرها على أخذ هذه المصالح بعين الاعتبار ، فقد أجرت الولايات المتحدة مباحثات مع روسيا لاستخدام أجواء وأراضى آسيا الوسطى فى العمليات العسكرية ضد طالبان ، مما يعد اعترافاً بمنطقة نفوذ روسية هامة ، بعد أن ثبت ان الولايات المتحدة لن تستطيع تنفيذ عملياتها دون تعاون روسيا.
أما بالنسبة لايران فقد أعلنت الولايات المتحدة امكانية التعاون معها لمواجهة الارهاب بعد أن كانت تعتبرها من الدول الراعية للارهاب ، ومن جانبها بادرت طهران بادانة هجمات نيويورك وواشنطن وأبدت استعدادها للمشاركة فى الجهود الدولية ، وقد اتفقت الولايات المتحدة وايران على إبقاء حدودها مغلقة مع أفغانستان وفتح الأجواء الايرانية لنقل المساعدات الأمريكية لأفغانستان.ورغم ذلك فما زالت هناك خلافات واضحة بين الجانبين حول تعريف الارهاب وإطار مواجهته ، حيث ترى ايران ضرورة أن يتم ذلك من خلال الأمم المتحدة.إلا أن ذلك لم يمنع قيام حد أدنى من الاتفاق بين الجانبين.

وفيما يتعلق بتركيا فقد أعلنت عن مشاركتها الفعلية فى التحالف الدولى لمكافحة الارهاب ، إلا أن الادارة الأمريكية ترى أنه من الممكن أن تلعب تركيا دوراتً هاماً فى المستقبل لخدمة السياسة الأمريكية فى العالم الاسلامى ، حيث أشارت بعض التقارير الى إمكانية تشكيل قوة اسلامية لحفظ السلام فى أفغانستان بقيادة تركيا

منقوووول للفائدة .
AlexaLaw