الأمن اليابانى بعد 11 سبتمبر:مصادر التهديد وآليات المواجهة

رضا محمد هلال

مجلة السياسة الدولية ابريل 2002 - العدد رقم 148

أدت أحداث 11 سبتمبر إلى انتقال بؤرة الصراع العالمى من أوربا والشرق الأوسط إلى قلب آسيا ، واندلاع سباق هائل للتسلح فى جنوب وشرق آسيا ، بين كل من الهند وباكستان ، والهند والصين ، والصين والولايات المتحدة ، بالإضافة إلى كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية ، مما دفع اليابان إلى إعادة النظر فى سياستها الأمنية فى منطقة جنوب شرق آسيا ، من حيث تحديد مصادر التهديد ، وآليات ووسائل التعامل مع هذه المصادر.

وتتمثل أهم مصادر تهديد الأمن القومى اليابانى فى التهديد النووى لكوريا الشمالية ، حيث حذرت كوريا الشمالية من أن اليابان قد تكون أول هدف تبدأ بيونج يانج بالهجوم النووى عليه.كما تشكل القوة العسكرية الصينية مصدر هام لتهديد الأمن القومى اليابانى ، خاصة أن معدل تحديثها يسير بمعدل أسرع من المعدلات اليابانية والكورية والتايوانية أيضاً.كما تمثل روسيا أيضاً مصدر تهديد لليابان ، بسبب اصرار روسيا على عدم تخليها عن دورها فى السياسات العالمية وخاصة فى المنطقة الآسيوية ، وهناك توتر فى علاقات البلدين بسبب مشكلة جزر الكوريل ، كما أن زيادة التعاون العسكرى الروسى الصينى يسبب قلقاً لليابان.

وهناك عدة بدائل لليابان فى التعامل مع مصادر التهديد السابقة ، أول هذه البدائل هو الاعتماد على الإمكانات الذاتية ، فمنذ عام 1959 أصبحت اليابان مسئولة عن نفسها ، وقد تأكد هذا الوضع فى ظل الدستور اليابانى ، وتمتلك اليابان حالياً ترسانة هائلة من الأسلحة تتفوق بها على مصادر التهديد المحيطة بها.وهناك التحالفات الثنائية وأنظمة التعاون الأمنية متعددة الأطراف ، وقد انضمت اليابان رسميا ً عام 1998 الى منتدى الأمن لرابطة الآسيان ، وهناك التحالف الأمريكى اليابانى الذى يستند الى الاتفاقية الأمنية التى وقعها الجانبان عام 1952 ، وتم تجديدها عام 1960ويوجد فى اليابان حوالى 50 ألف جندى أمريكى.

وفى أعقاب أحداث سبتمبر 2001 تزايدت الرغبة اليابانية والأمريكية فى تقوية هذا التحالف ليكون بديلاً عن إنشاء منظمة أمن جماعى فى المنطقة الآسيوية ، ولتعويض أى نقص فى الميزانية العسكرية ، قد يمنعها من تطوير قواتها.كذلك فقد بدأت اليابان مؤخراً فى تبنى وتنفيذ دبلوماسية نشطة لدعم السلام والأمن العالمى كآلية هامة لمواجهة مصادر تهديد أمنها القومى

منقووول للفائدة .
AlexaLaw