أبعاد ونتائج زيارة الرئيس الأمريكى للصين

محمد عباس ناجى

مجلة السياسة الدولية ابريل 2002 - العدد رقم 148

عكست زيارة الرئيس الأمريكى جورج بوش للصين ، التغير الحادث فى سياسة كل من البلدين تجاه الدولة الأخرى.وكان لأحداث 11 سبتمبر دور هام فى اتجاه الدولتين نحو مزيد من التقارب ، رغم وجود عدة قضايا خلافية بين الطرفين وأهمها قضية تايوان ، وقضية تصدير السلاح الصينى لدول تعتبرها الولايات المتحدة معادية لها. وقد أدركت الولايات المتحدة بعد الأحداث الأخيرة أنها لن تستطيع مواجهة الإرهاب بمفردها ، ورأت ضرورة تكوين تحالف دولى لمحاربة الإرهاب سواء فى أفغانستان أو غيرها.ولهذا رأت أن الصين يمكنها أن تلعب دوراً يتوافق مع المصالح الأمريكية.

وهكذا وافقت الولايات المتحدة على انضمام الصين لمنظمة التجارة العالمية ، ورحبت بدور إقليمى لها فى آسيا يمكن أن يخدم المصالح الأمريكية ، كما بدأت الولايات المتحدة فى إحداث تغييرات طفيفة فى مواقفها تجاه القضايا الخلافية مع الصين.كذلك فقد بدأت الصين فى انتهاج استراتيجية جديدة للتعامل مع الولايات المتحدة تقوم على إظهار الصين على أنها مؤيدة للحرب ضد الإرهاب وإدانة هذا الإرهاب ، وذلك بهدف تجنب استفزاز الولايات المتحدة ، التى أعلنت أن كل من لا يقف مع الولايات المتحدة فى حربها ضد الإرهاب فهو مع الإرهاب.

وقد عملت بكين على إنجاح الزيارة التى قام بها الرئيس الأمريكى للصين فى إطار جولته الآسيوية ، لأن هذه الزيارة يمكن أن تحدد إيقاع العلاقات بين البلدين ، وتزيد من نقاط الاتفاق بينهما، ولهذا امتنعت بكين عن إبداء أى رد فعل سلبى تجاه الولايات المتحدة عقب اكتشاف السلطات الصينية لأجهزة تجسس داخل طائرة الرئاسة التى قامت شركة أمريكية بإصلاحها.كما حاولت الصين عدم إحراج بوش فى بكين من خلال منع تنظيم المظاهرات المعادية للولايات المتحدة فى حربها ضد الإرهاب ، وهى المظاهرات التى لاقاها فى زياراته السابقة لليابان وكوريا الجنوبية ، وفى الوقت نفسه لم تبد بكين أى رد فعل تجاه تصريحات بوش بشأن الحريات الدينية فى الصين واكتفت بحذف فقرات من خطاب الرئيس بوش الذى ألقاه أمام طلبة إحدى الجامعات الصينية والتى يركز فيها على الحرية والديمقراطية وحرية العقيدة الدينية

منقووول للفائدة .
AlexaLaw