مستقبل العلاقات الاسرائيلية الصينية

سعيد عكاشة

مجلة-السياسة-الدولية-يوليو-2001-العدد-رقم-145

تواجه اسرائيل خيارات صعبة فى تطوير علاقاتها مع الصين بسبب عدة عوامل متداخلة ومتشابكة فى آن واحد.فلاشك أن هناك مصالح اقتصادية وأمنية لاسرائيل تدفعها فى اتجاه دعم العلاقات مع الصين ، فالصين قوة دولية كبيرة وسوق واعدة للمنتجات الاسرائيلية ، كما أن اسرائيل تدرك خطورة تطور العلاقات الصينية العربية ، وفى هذا الاطار كان مفهوماً حرص اسرائيل على الاستجابة للطلبات الصينية الخاصة بنقل بعض أنواع التكنولوجيا العسكرية المتقدمة الى الجيش الصينى ، وآخرها صفقة الطائرات 'الفالكون' التى أوقفتها الاحتجاجات الأمريكية فى العام الماضى.

فإسرائيل إذن فى حاجة ماسة الى دعم علاقتها بالصين سواء لأسباب قائمة حالياً أو لتصورات خاصة بالمستقبل ودور الصين فى النظام الدولى القادم ، ولكن هناك عقبات رئيسية تحول دون تحقيق طموحاتها ، وأبرز هذه العقبات هى الموقف الأمريكى المعارض لتطوير العلاقات الاسرائيلية مع الصين ، ولهذا فإن على اسرائيل الاختيار بين علاقة قوية مع الولايات المتحدة أو خسارتها لهذه العلاقة اذا ما دعمت علاقتها مع الصين.

فالولايات المتحدة تنظر بقلق الى طموحات الصين السياسية والعسكرية ، ولهذا لايمكن لها أن تتسامح مع اسرائيل اذا ما هى تمادت فى علاقتها مع الصين ، وخاصة فى جانبها العسكرى ، ومؤخراً صدر تقرير عن مركز جافى للدراسات الاستراتيجية فى اسرائيل يتناول هذه القضية وقدم نصحاً الى القيادة الاسرائيلية بالتركيز على علاقتها بالولايات المتحدة ، حتى لو أدى ذلك الى اضطرارها لتقليص علاقتها بدول عظمى أخرى وعلى الأخص الصين ، وأكد التقرير أن على اسرائيل أن تكون حذرة فى الأمور الخاصة ببيع السلاح للصين ونقل تكنولوجيا السلاح لها ، كما يجب أن تبذل اسرائيل جهودها للحد من سوء التفاهم بين واشنطن وبكين وأن تتأكد من أن الصين توقفت عن نقل الصواريخ الباليستية وتكنولوجيا الأسلحة غير التقليدية للدول الشرق أوسطية وخاصة سوريا وايران.وهكذا فإن العلاقات الصينية الاسرائيلية كما أنها معرضة للنمو والتطور ، فهى أيضاً يمكن أن تنتكس بسبب تشابكها وتأثرها بعلاقات اسرائيل المميزة مع الولايات المتحدة

منقوووول للفائدة .
AlexaLaw