عالم القانون
سيد الاستغفار

عنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ رضي اللَّه عنْهُ عن النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قالَ : « سيِّدُ الاسْتِغْفار أَنْ يقُول الْعبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي ، لا إِلَه إِلاَّ أَنْتَ خَلَقْتَني وأَنَا عَبْدُكَ ، وأَنَا على عهْدِكَ ووعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ ما صنَعْتُ ، أَبوءُ لَكَ بِنِعْمتِكَ علَيَ ، وأَبُوءُ بذَنْبي فَاغْفِرْ لي ، فَإِنَّهُ لا يغْفِرُ الذُّنُوبِ إِلاَّ أَنْتَ . منْ قَالَهَا مِنَ النَّهَارِ مُوقِناً بِهَا ، فَمـاتَ مِنْ يوْمِهِ قَبْل أَنْ يُمْسِيَ ، فَهُو مِنْ أَهْلِ الجنَّةِ ، ومَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وهُو مُوقِنٌ بها فَمَاتَ قَبل أَنْ يُصْبِح ، فهُو مِنْ أَهْلِ الجنَّةِ » رواه البخاري .


كشفت أنظمة المنتدى أنك غير مسجل لدينا فأهلا وسهلا بك معنا و تفضل بتصفح المنتدى و إن شاء الله ينال إعجابك و لا تحرمنا حينها من تسجيلك معنا و مشاركاتك و إفادتنا بخبرتك .


عالم القانون
سيد الاستغفار

عنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ رضي اللَّه عنْهُ عن النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قالَ : « سيِّدُ الاسْتِغْفار أَنْ يقُول الْعبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي ، لا إِلَه إِلاَّ أَنْتَ خَلَقْتَني وأَنَا عَبْدُكَ ، وأَنَا على عهْدِكَ ووعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ ما صنَعْتُ ، أَبوءُ لَكَ بِنِعْمتِكَ علَيَ ، وأَبُوءُ بذَنْبي فَاغْفِرْ لي ، فَإِنَّهُ لا يغْفِرُ الذُّنُوبِ إِلاَّ أَنْتَ . منْ قَالَهَا مِنَ النَّهَارِ مُوقِناً بِهَا ، فَمـاتَ مِنْ يوْمِهِ قَبْل أَنْ يُمْسِيَ ، فَهُو مِنْ أَهْلِ الجنَّةِ ، ومَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وهُو مُوقِنٌ بها فَمَاتَ قَبل أَنْ يُصْبِح ، فهُو مِنْ أَهْلِ الجنَّةِ » رواه البخاري .


كشفت أنظمة المنتدى أنك غير مسجل لدينا فأهلا وسهلا بك معنا و تفضل بتصفح المنتدى و إن شاء الله ينال إعجابك و لا تحرمنا حينها من تسجيلك معنا و مشاركاتك و إفادتنا بخبرتك .



عالم القانون

العدل أساس الملك - Justice is the basis
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
TvQuran
 ماري روبنسون : توجــد فجــوة عميقــة تفصل بين القول والفعل في حقوق الإنسان 110
AlexaLaw on facebook
 ماري روبنسون : توجــد فجــوة عميقــة تفصل بين القول والفعل في حقوق الإنسان 110
 ماري روبنسون : توجــد فجــوة عميقــة تفصل بين القول والفعل في حقوق الإنسان 110
 ماري روبنسون : توجــد فجــوة عميقــة تفصل بين القول والفعل في حقوق الإنسان 110
 ماري روبنسون : توجــد فجــوة عميقــة تفصل بين القول والفعل في حقوق الإنسان 110
 ماري روبنسون : توجــد فجــوة عميقــة تفصل بين القول والفعل في حقوق الإنسان 110

شاطر | 
 

  ماري روبنسون : توجــد فجــوة عميقــة تفصل بين القول والفعل في حقوق الإنسان

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
AlexaLaw
مؤسس و مدير عام المنتدى
AlexaLaw
مؤسس و مدير عام المنتدى

الجنس : ذكر

تاريخ التسجيل : 03/03/2010

عدد المساهمات : 19648

نقاط : 12654986

%إحترامك للقوانين 100

العمر : 34

الأوسمه :

 ماري روبنسون : توجــد فجــوة عميقــة تفصل بين القول والفعل في حقوق الإنسان 1384c10


الأوسمة
 :


 ماري روبنسون : توجــد فجــوة عميقــة تفصل بين القول والفعل في حقوق الإنسان Empty
مُساهمةموضوع: ماري روبنسون : توجــد فجــوة عميقــة تفصل بين القول والفعل في حقوق الإنسان    ماري روبنسون : توجــد فجــوة عميقــة تفصل بين القول والفعل في حقوق الإنسان I_icon_minitime29/6/2011, 14:30

خيارات المساهمة


ماري روبنسون : توجــد فجــوة عميقــة تفصل بين القول والفعل في حقوق الإنسان

ماري روبنسون المفوضة السامية لمنظمة حقوق الإنسان

ورئيسة أيرلندا السابقة: توجــد فجــوة عميقــة تفصل بين القول

والفعل في حقوق الإنسان
سوسن حسين


-مجلة-السياسة-الدولية-يوليو-2001-العدد-رقم-145

أعلن كوفي عنان سكرتير عام الأمم المتحدة في‏9‏ يونيو‏1997‏ تعيين ماري روبنسون في منصب المفوضية السامية لمنظمة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة‏,‏ وبذلك تولت ماري روبنسون رئيسة أيرلندا منذ‏1970‏ مسئولية نشر رسالة حقوق الإنسان وتحقيق أهدافها عبر العالم أجمع وتدعيم آلياتها داخل نظام الأمم المتحدة‏.‏
وقد جاء اختيار ماري روبنسون لرئاسة منظمة حقوق الإنسان نتيجة لخبرتها الواسعة في هذا المجال‏,‏ وخاصة الناحية القانونية‏.‏ فقد درست القانون في جامعة دبلن بأيرلندا ثم في هارفارد في الولايات المتحدة‏,‏ وعملت أستاذة للقانون الدستوري والجنائي فيما بين عام‏1969‏ و‏1973,‏ والتحقت بعضوية العديد من المنظمات واللجان القانونية الدولية‏.‏ كما أسست ورأست المركز الأيرلندي للقانون الأوروبي‏.‏ وشاركت بحيوية بالغة في تحرير المجلة القانونية للسوق المشتركة ومجلة‏'‏ النظم الأساسية للقانون الأيرلندي‏'.‏
ومن أنشطتها العديدة المرتبطة بحقوق الإنسان مشاركتها الفعالة في الاجتماع الذي نظمه المجلس الأوروبي بعنوان‏'‏ حقوق الإنسان في فجر القرن الحادي والعشرين‏'‏ وكان هذا الاجتماع جزءا من التحضير لمؤتمر فيينا لحقوق الإنسان الذي انعقد في‏1993‏ كما شاركت أيضا في الاجتماع التحضيري لمؤتمر بكين الرابع عن المرأة‏.‏

وعندما تولت ماري روبنسون رئاسة أيرلندا فيما بين عامي‏1990-1997,‏ استطاعت أن ترفع من شأن بلادها علي المستوي الدولي‏,‏ فعملت علي تطوير معني جديدا لعلاقات أيرلندا الاقتصادية والسياسية مع الدول والثقافات الأخري‏,‏ واهتمت بشكل خاص باحتياجات الدول النامية‏.‏ وبذلك أقامت الجسور بين الدول المتقدمة والدول النامية‏.‏ ومن الجدير بالذكر أن ماري روبنسون كانت أول رئيسة دولة تقوم بزيارة رواندا بعد المذبحة مباشرة‏.‏ واجتمعت بالعديد من ممثلي المنظمات الدولية ومراقبي الأمم المتحدة للإلمام بحقيقة الأحداث‏.‏ كما كانت أيضا أول رئيسة دولة تزور الصومال في أعقاب أزمة عام‏1992,‏ وتسلمت الجائزة الخاصة‏'‏ للعناية الإنسانية‏'‏ اعترافا بالجهود الي بذلتها في الصومال‏.‏
وقد تركت ماري روبنسون بصمات واضحة في جميع المراكز التي احتلتها‏,‏ فهي شخصية قوية وذات رؤية شمولية يلعب فيها الجانب الإنساني دورا عظيما‏.‏


‏*‏ سوسن حسين‏:‏ أين تقف مفوضية حقوق الإنسان مما يحدث في الأراضي الفلسطينية المحتلة ؟ وهل نحن بصدد مشاهدة انتكاسة للبشرية في القرن الحادي والعشرين وعودتها الي حكم الغاب وقانونه حيث يفرض الأقوي إرادته وقانونه الخاص بلا أي رادع أو وازع ؟

‏**‏ ماري روبنسون‏:‏ إن موقف مفوضية حقوق الإنسان واضح وصريح‏.‏ إنها تدين الانتهاكات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة وتدين استخدام إسرائيل للقوة المفرطة ضد الشعب الفلسطيني الأعزل وانتهاكها السافر للقانون الدولي‏.‏ وقد نددت المنظمة بالجرائم اللاإنسانية التي ترتكبها القوات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين والتي تمثلت ف القتل الجماعي والتجويع والحصار وإغلاق الطريق أمام بعثات الإغاثة‏.‏ إن حقوق الإنسان الفلسطيني قد تدهورت بشكل مأساوي خاصة منذ سبتمبر الماضي وتزداد تدهورا‏.‏
وقد قمت بزيارة الي الشرق الأوسط في نوفمبر الماضي بناء علي طلب لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة من أجل تفقد الأحوال هناك علي الطبيعة وذهبت خلال هذه الرحلة الي الأراضي المحتلة وإسرائيل ومصر والأردن‏.‏ وقد التقيت بالرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في غزة‏,‏ كما التقيت أيضا ببعض الشخصيات من السلطة الفلسطينية‏.‏ وفي القدس اجتمعت ببعض الشخصيات الدينية المسيحية والإسلامية‏.‏ وزرت الخليل ورام الله‏,‏ حيث التقيت برئيس المجلس الوطني الفلسطيني والعديد من المسئولين الفلسطينيين‏.‏ واستمعت الي آراء ووجهات نظر مئات الشخصيات حول الأوضاع المتعلقة بحقوق الإنسان في الأرض المحتلة‏.‏ وحدث نفس الشيء في إسرائيل‏.‏ واعترف أنها كانت مهمة بالغة الصعوبة‏:‏ أي مواجهة موقف سياسي بالغ التعقيد‏,‏ وله انعكاسات خطيرة علي حقوق الإنسان‏.‏

وقد أكدت في جميع مقابلاتي مع المسئولين‏,‏ سواء الفلسطينيين أو الإسرائيليين علي موضوعية التناول‏,‏ وعلي أن مهمتي بعيدة كل البعد عن الانحياز لأي من الطرفين‏,‏ وأن هدفي الأساسي هو أثر كل ما رأيت وسمعت علي حقوق الإنسان‏.‏
وقد تمثلت نتائج هذه الزيارة في القرارات والتوصيات التي أصدرتها منظمة حقوق الإنسان‏,‏ والتي تنص علي ضرورة بذل الجهود من أجل إيقاف هذا التصاعد الخطير في الموقف‏.‏ وعلي ضرورة إيقاف بناء المستوطنات وإزالة المستوطنات التي تقع في المناطق ذات الكثافة السكانية الفلسطينية‏.‏ كما طالبت بالتحقيق في حالات استخدام القوة المفرطة وتقديمها للمحاكمة لكي تنال الجزاء الذي تحكم به العدالة‏.‏

ويجب تعويض المتضررين من ضحايا هذا الاستخدام المفرط للقوة وأيضا تعويض الذين دمرت منازلهم وممتلكاتهم‏.‏ وطالبت باحترام حق الفلسطينيين في التمتع بكافة حقوقهم الاقتصادية ومنها الحق في التنمية‏.‏ كما طالبت باحترام حق الأديان كلها في الدخول الي أمكانها المقدسة‏.‏

‏*‏ ولكن لم يحدث أي شيء من ذلك ورفضت إسرائيل التعاون مع لجنة التحقيق المقترحة فما العمل؟

‏**‏ إن منظمتي لا تيأس ونحن نتابع نضالنا من أجل الحفاظ علي حقوق الإنسان في كل مكان‏,‏ وبالذات حقوق الإنسان الفلسطيني‏.‏ وتذكرين أن لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة قد أدانت بعنف إسرائيل لارتكابها جرائم لا إنسانية في الأرض المحتلة‏,‏ وانتهاكها للقانون والشرعية الدولية‏.‏

‏*‏ ومع ذلك اعترضت الولايات المتحدة والدول الغربية‏,‏ وهي الدول الديمقراطية التي تقوم علي أساس احترام حقوق الإنسان‏,‏ اعترضت علي قرار اللجنة‏,‏ وبالتالي لم يسفر هذا القرار عن أي تقدم في الموقف ؟

‏**‏ لابد من الإصرار والاستمرار في الكفاح من أجل فرض احترام حقوق الإنسان علي الأطراف التي لا يحترمها في أي مكان من العالم‏.‏ وليست النتائج بهذه السلبية التي تتصورينها في مجال حقوق الإنسان‏.‏

‏*‏ قد تكونين علي حق‏,‏ فتقرير الخارجية الأمريكية الذي صدر أخيرا يتضمن لأول مرة اتهاما صريحا للحكومة الإسرائيلية بانتهاك حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة‏.‏ كما أكد التقرير أن سجل إسرائيل المتعلق بحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة سيء للغاية‏.‏ وكذلك تقرير لجنة تقصي الحقائق المدعم بالوثائق التي تثبت الجرائم الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني‏..‏ ومع ذلك‏,‏ فإن الصورة تزداد قتامة والسلطة الإسرائيلية تزداد تحديا للإرادة الدولية‏..‏ وقد سمعنا أن موكبك قد أطلق عليه النيران خلال الزيارة في طريقك لمدينة الخليل للقاء بعض المسئولين الفلسطينيين‏..‏ كيف حدث ذلك ؟

‏**‏ بالفعل تصاعدت أعمال العنف خلال زيارتي للأراضي المحتلة‏,‏ واستخدمت الصواريخ والأسلحة الثقيلة مما اضطرني لقطع زيارتي للمدينة القديمة والتوجه الي مناطق السلطة الوطنية‏.‏ وفي كل مرة اجتمعت فيها مع الشخصيات الفلسطينية كانت تتعالي أصوات الطلقات‏,‏ واضطر الوفد المرافق لي الي طلب نوع من الحراسة الدولية‏.‏

‏*‏ وكيف وجدت الحالة عند زيارتك للأراضي المحتلة ؟

‏**‏ إن حالة حقوق الإنسان هناك سيئة للغاية‏.‏ إن المدنيين يشعرون بأنهم محاصرون من جانب قوة أكبر منهم‏,‏ وهذه القوة تستخدم امكاناتها المتفوقة ضد المتظاهرين ورماة الحجارة‏.‏ وقد كانت كل مناقشاتي تنصب علي الوضع الراهن في الأراضي الفلسطينية المحتلة وأثره علي حقوق الإنسان‏.‏ وهذا الوضع قد ارتبط بحقيقة الاحتلال ذاته التي وصفها الفلسطينيون بالعنصرية والإذلال والانتهاك الصارخ لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة‏.‏ وأكد لي المسئولون الفلسطينيون أن الانتفاضة هي نتاج اليأس‏,‏ وتعبير عن الغضب إزاء هذا الوضع اللاإنساني والعجز عن تطبيق قرارات الأمم المتحدة واستمرار بناء المستوطنات‏.‏
وأقول لك أن كثيرا من الإسرائيليين الذين تحدثت اليهم خلال زيارتي أيدوا أسفهم الشديد لانهيار عملية السلام لتي كانت قد اقتربت من نهايتها‏.‏

‏*‏ وماذا بشأن حقوق العرب الذين يعيشون داخل إسرائيل ؟

‏**‏ إنها مشكلة لا يمكن فصلها عن الموقف العام في الأراضي المحتلة‏.‏ لقد اجتمعت مع ممثلين للمنظمات الأهلية الذين أكدوا أن عرب إسرائيل قد عانوا طويلا ومازالوا يعانون من التفرقة والإهمال من جانب السلطات الإسرائيلية‏.‏ بل إن العديد من المسئولين في الحكومة الإسرائيلية قد اعترفوا بذلك‏,‏ وأكدوا أن الطريق مازال طويلا أمام تحقيق المساواة الكاملة‏.‏

وقد تحدثت مع ممثلين للخارجية الإسرائيلية في هذا الصدد‏,‏ وأكدوا لي أن حكومة إسرائيل قد بدأت في اتخاذ إجراءات تساعد علي اندماج العرب الإسرائيليين في المجتمع الإسرائيلي‏,‏ وضمان حقوقهم كمواطنين كاملين‏.‏ كما أكد لي رئيس المحكمة الإسرائيلية العليا أن المحكمة قد اتخذت إجراءات قانونية بشأن قضية المساواة بما في ذلك القرارات التي تمنح العرب حق تملك أراض في إسرائيل‏.‏ أما العرب الإسرائيليون الذين قابلتهم فقد تحدثوا عن الإذلال الذي يلاقونه علي أيدي الإسرائيليين وعن عداء الحكومة الإسرائيلية المستحكم تجاههم‏.‏

‏*‏ ما هو الشيء الذي أثر فيك أكثر من غيره خلال هذه الزيارة ؟

‏**‏ ربما كان أكثر شيء أحزنني‏,‏ وأثر في نفسي خلال الزيارة هو رؤيتي لهذين الشعبين اللذين تربطهما روابط تاريخية وجغرافية‏,‏ وقد وصلت الأمور بينهما الي هذا الحد وتفصلهم هذه الهوة التي تزداد عمقا يوما بعد يوم في ادراك كل منهما للآخر‏.‏ وأدي هذا العنف الذي تصاعد أخيرا بصورة لم يسبق لها مثيل الي هذه الحالة من التشدد وعدم الاستعداد لأي تفاهم‏.‏

‏*‏ ولكن عدم الاستعداد لأي تفاهم نابع أساسا من الجانب الإسرائيلي الذي يرفض تطبيق الشرعية الدولية وليس من الجانب الفلسطيني الذي يطالب بحقوقه المشروعة ؟

‏**‏ إن هناك شعورا قويا جدا بعدم الأمن لدي الجانب الإسرائيلي نابعا من إحساس العزلة والتهديد المحيط به من كل جانب‏.‏ وهذا الإحساس يمكن أن نتفهمه من خلال التاريخ الإسرائيلي واليهودي‏.‏ ولكن الجانب الفلسطيني لا يمكن أن يقبل ذلك‏,‏ وهو يري التفوق العسكري الهائل الذي يتمتع به الإسرائيليون واستعدادهم لاستخدام هذا التفوق في أي وقت‏.‏

وفي الواقع أن كثيرا من الإسرائيليين الذين يؤمنون بالسلام قد عبروا لي عن أسفهم الشديد لانهيار المفاوضات في الوقت الذي لاحت فيه بوادر التوصل الي التسوية الشاملة وأصبح السلام وشيكا‏.‏ إن الثقة منعدمة بين الجانبين‏.‏ فمثلا في الوقت الذي يري فيه الإسرائيليون أن بناء العلاقات الاقتصادية بين الشعبين هو خطوة إيجابية في بناء السلام‏,‏ يري الفلسطينيون أنها عملية استغلالية تهدف الي إضعاف الأوضاع في الأراضي المحتلة وزيادة تبعيتها لإسرائيل‏.‏

‏*‏ ألا ترين أن هذه حقيقة وأن جميع الدلائل تؤكدها ؟

‏**‏ لقد قلت مرارا أن مهمتي تنحصر في دراسة ما آلت اليه أوضاع حقوق الإنسان في هذه المنطقة‏.‏ إن الشعب الفلسطيني في الأرض المحتلة‏,‏ وكذلك الفلسطينيين الذين يعيشون في إسرائيل يعانون من التفرقة الخطيرة‏,‏ وأن وضع اللاجئين يرثي له‏,‏ وكثير منهم ينتمي الي الجيل الثالث‏,‏ وهذا الموقف الحالي هو النتيجة الحتمية للحياة تحت الاحتلال وما يلاقيه الفلسطينيون من إذلال يومي مفروض عليهم من قبل الإسرائيليين‏.‏ ولكن أحيانا يكون سبب هذا الإذلال هو عدم الاهتمام البيروقراطي بشعب لا يملك سلطة سياسية‏.‏

وعلي أية حال لا يجب أن ننسي ونحن نتناقش أسباب الأزمة أن حق الشعب الإسرائيلي في الأمن الشخصي الذي ينص عليه البند الثالث من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان قد تم تجاهله لفترة طويلة من الزمان‏.‏ وهذا الشعور المستمر بعدم الأمن قد تسبب في العديد من المشاكل التي تدخل في صلب موقف حقوق الإنسان في الأرض المحتلة‏.‏ وقد رأيت عبارات التحريض والكراهية المتبادلة علي جدران المنازل الفلسطينية والمستوطنات الإسرائيلية‏.‏ وقد أحزنني كثيرا اتهام الفلسطينيين بأنهم يلقون بأبنائهم الي صفوف النار لينالوا الشهادة‏.‏ كما أحزنني أيضا الصيحات التي تطلق من التليفزيون الفلسطيني والتي تحث علي قتل اليهود‏.‏
إن المسئولية تقع علي الزعماء من الجانبين لتحاشي مثل هذا العداء العنصري والديني‏,‏ ويجب أن يدين هؤلاء الزعماء مثل هذه التصرفات عندما تصدر من داخل مجتمعاتهم‏.‏ وأعتقد أن المؤتمر العالمي القادم الذي سيعقد لمحاربة العنصرية والدعوة الي التسامح سيتيح الفرصة للفهم والتصالح‏.‏ ويجب أن يبدأ الزعماء في الاستعداد القوي لهذا المؤتمر‏.‏

‏*‏ وماذا كانت مبررات الجانب الإسرائيلي في هذا العنف غير المسبوق الذي ضرب بحقوق الإنسان عرض الحائط ؟

‏**‏ لقد ناقشت المسئولين الإسرائيليين في قضايا حقوق الإنسان في الأرض المحتلة وبالذات في الاستخدام المفرط للقوة من جانب القوات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين العزل‏.‏ وقد صدمت عندما استمعت الي وجهة نظر هؤلاء المسئولين التي تعتبر أن الانتفاضة ما هي إلا استراتيجية متعمدة من قبل القيادة الفلسطيينة لاجتذاب العطف الدولي وزيادة الضغوط الدولية علي إسرائيل من أجل مزيد من التنازلات‏,‏ وأن هدف الانتفاضة الأساسي هو تدخل عسكري علي طريقة كوسوفو لحماية الأراضي الفلسطينية أكثر من الشعب الفلسطيني‏,‏ وبذلك تصل الي هدفها دون أن يكون عليها الذهاب الي مائدة المفاوضات‏.‏ وفيما يتعلق بالاستخدام المفرط للقوة العسكرية ضد شعب أعزل‏,‏ قال وزير الدفاع الإسرائيلي أن كثيرا من الفلسطينيين الآن مسلحون‏,‏ ونحن نواجه ليس فقط رماة الحجارة‏,‏ ولكن المسلحين أيضا الذين يهاجمون المستوطنات بالذخيرة الحية‏.‏

‏*‏ وماذا بشأن الأطفال‏..‏ هل كانوا هم أيضا مسلحين ؟

‏**‏ إجابتهم علي هذا السؤال هو أن كثير من الأطفال تواجدوا أثناء التراشق بالنيران علي الجانبين‏,‏ وأن التنظيم النضالي لا يتورع عن تجنيد الأطفال وتسليحهم وكذلك عندما سألنا عن سبب استخدامهم للذخيرة الحية بدلا من الرصاص المطاطي والقنابل المسيلة للدموع‏,‏ قالوا إن مدي هذا النوع من الأسلحة غير الفتاكة قصير‏,‏ وبذلك تكون القوات الإسرائيلية معرضة للإصابة بالذخيرة الحية قبل أن تصل هذه الأسلحة غير الفتاكة الي المتظاهرين‏..‏ وأكد الإسرائيليون أن هناك تجارب تجري في الوقت الحالي لتطوير هذه الأسلحة غير الفتاكة لكي تصل الي مدي أبعد وسوف تستخدمها القوات الإسرائيلية فور تصنيعها‏.‏

‏*‏ وبالتالي تستمر عمليات الإبادة للشعب الفلسطيني حتي يتم تصنيع هذه الأسلحة ؟

‏**‏ إن الجمعية العامة للأمم المتحدة ولجنة حقوق الإنسان أكدتا علي ضرورة احترام قرارات المؤتمر الرابع لحقوق الإنسان الذي انعقد عام‏1949‏ الخاص بحماية المدنيين في أوقات الحروب ودعيا الي تطبيقها علي الأراضي الفلسطينية المحتلة‏.‏ والبند الأول من الاتفاق يضع علي كاهل الأطراف المتعاقدة مسئولية احترام هذه القرارات في جميع الظروف والأحوال‏.‏ ويجب علي هذه الأطراف أن تقوم بمسئوليتها‏.‏ وهناك طريق آخر يستطيع المجتمع الدولي المساعدة من خلاله وهو قوة عسكرية تعمل بشروط اتفاق شرم الشيخ‏.‏ وكان لابد من الإسراع في تنفيذ كل ذلك لإيقاف هذا التصاعد الخطير في الموقف‏.‏

ونحن‏,‏ أنا وطاقم مكتبي علي أتم استعداد لتقديم اية خدمات يمكن من خلالها تحسين الأوضاع المتدهورة وتسهيل الحوار بين السلطة الوطنية الفلسطينية وإسرائيل‏.‏ ونحن نناشد ونحث المجتمع الدولي علي المساعدة لتسهيل عمل وكالات الأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة‏.‏

‏*‏ ما رأيك في قرار استبعاد الولايات المتحدة من لجنة حقوق الإنسان‏,‏ وهل سيؤثر ذلك علي الاستعدادات لعقد مؤتمر دربن القادم الذي تعطيه أهمية كبري ؟

‏**‏ أنا في الواقع أشعر بالأسف لما حدث‏,‏ فالولايات المتحدة كان لها دور كبير في تأسيس منظمة حقوق الإنسان منذ نشأتها‏.‏ ولا يمكن أن ننسي الدور العظيم الذي لعبته الينور روزفلت في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وكانت هي أول رئيسة للجنة حقوق الإنسان‏.‏ إن دولة لها مثل هذه المكانة في المجتمع الدولي لها دور يجب أن تقوم به‏.‏ وأتمني أن تعود الولايات المتحدة الي اللجنة مرة أخري وبسرعة‏.‏

أما بالنسبة للمؤتمر القادم فلابد أن يكون له الأولوية المطلقة ويجب أن نكون علي مستوي توقعات ملايين البشر من ضحايا العنصرية‏,‏ حقا أن هناك خلافات قائمة ولكن الاختلاف بشكل جزء من الجدل الدولي‏.‏ وكما قلت في افتتاحية الاجتماع التمهيدي الأخير لهذا المؤتمر أننا لا يمكن أن نسمح لهذه الاختلافات بإفساد كل شيء‏.‏ ولابد أن نقرر الآن ما الذي نريده من هذا اللقاء‏.‏

وأنا أتمني أن يؤدي ذلك الي دراسة جادة وصادقة لحقائق التفرقة العنصرية والاستبداد‏,‏ والي الالتزام بمواجهة الآثار الحالية الناجمة عنهما‏.‏ وأتمني أن ينجح المؤتمر في تشكيل رؤية جديدة لوضع حد لهذه العنصرية بجوانبها المختلفة التي تؤثر علي الأسرة الإنسانية‏.‏

‏*‏ لقد أعلنت أخيرا عزمك علي عدم تجديد رئاستك لمنظمة حقوق الإنسان لفترة أخري‏,‏ ثم عدلت عن هذا القرار وقبلت الاستمرار لمدة عام آخر‏.‏ ما هي أسباب قرار الانسحاب‏,‏ وما هي أسباب العدول عنه ؟

‏**‏ عندما أعلنت قراري بعدم تجديد فترة رئاستي للمنظمة‏,‏ أردت أن الفت النظر الي الفجوة الموجودة بين القول والفعل في مجال حقوق الإنسان‏.‏ إن نصيب برنامج حقوق الإنسان في منظمة الأمم المتحدة لا يكاد يصل الي‏2%‏ من الموازنة الإجمالية للمنظمة‏.‏ ونحن ملتزمون أمام ضحايا انتهاكات حقوق الإنسان بسد هذه الفجوة‏.‏

أما أسباب عدولي عن هذا القرار‏,‏ فهي تأكيدات سكرتير عام الأمم المتحدة بمساندته القوية لي‏,‏ وهو دائما عند كلمته‏,‏ وطلب مني البقاء لمدة عام آخر‏,‏ هذا بالإضافة الي التأييد القوي الذي أبدته العديد من الدول الذي أقنعني بأنني سأستطيع خلال هذا العام الإضافي أن استمر في مهمتي بحيوية متجددة‏.‏ كما أن هذا العام الإضافي سيتيح لي فرصة متابعة المؤتمر ضد العنصرية‏.‏ وهذا المؤتمر سيتناول قضايا أساسية بالنسبة للعالم في الألفية الثالثة‏.‏

‏*‏ ما هي أهم المواقف التي حاربت فيها من أجل التصدي للحكومات التي تنتهك حقوق الإنسان ؟ وما هو نوع العقوبات التي يمكن أن تفرض علي مثل هذه الحكومات؟

‏**‏ لقد جاهدت كثيرا من أجل الدفع قدما بحقوق الإنسان وحمايتها‏,‏ أعتقد أن هناك تقدما حدث بالفعل في هذا الصدد رغم استمرار وجود فجوة بين القول والفعل كما قلت من قبل‏.‏ إن أهم رسالة حرصت علي تأكيدها منذ توليت منصبي هي أهمية وجود منهج عمل شامل لتناول حقوق الإنسان المدنية والثقافية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية وقد جاهدت كثيرا من أجل تدعيم جميع هذه الحقوق بنفس القوة‏,‏ ومن بين هذه الحقوق التي جاهدت في تدعيمها الحق في التنمية الذي يشكل الجزء الذي لا يتجزأ من فترة رئاستي لهذه المنظمة‏.‏ إنني أزداد اقتناعا يوما بعد يوم بأن هناك علاقة وثيقة ومباشرة بين التنمية السليمة وبين بناء الديمقراطية وحقوق الإنسان وحكم القانون‏.‏ ومن المؤشرات المشجعة أن كثيرا من الدول قد بدأت من نفسها تتنبه لهذه العلاقة وتبدي استعدادها للعمل طبقا للأجندة الواسعة لحقوق الإنسان‏.‏

لقد جاهد مكتبي طويلا من أجل ادماج حقوق الإنسان في برنامج الأمم المتحدة ككل ودافع عن القيم التي أضيفت الي هذه الحقوق‏,‏ وخاصة المتعلقة بعدم التمييز بين الرجل والمرأة‏.‏ إن الجهود المشكورة التي تقوم بها الدول الأعضاء‏,‏ وكذلك الوكالات المشاركة مثل برنامج الأمم المتحدة للتنمية ومنظمة الصحة العالمية وصندوق الطفولة التابع للأمم المتحدة وصندوق تنمية المرأة‏,‏ تعد أفضل اسلوب لمواجهة الشكوك المحيطة بعملية تنمية حقوق الإنسان‏.‏

إنني أعطي الأولوية المطلقة لتدعيم القدرات الوطنية وذلك من خلال استجابتي الفورية لمطالب المساعدة الفنية‏.‏ وأعطيك مثالا لذلك ما تم في جمهورية الصين الشعبية التي وقعنا معها اتفاقية التعاون الفني وأقيمت ورشة عمل في ظل هذه الاتفاقية‏.‏

إن الرسالة التي أوجهها الي الدول هي كالآتي‏:‏ أن مكتبي دائما علي أتم استعداد للعمل البناء والتعاون معكم‏,‏ ولكن في نفس الوقت أريد أن أوضح وأؤكد أنني لن اهتم بأشكال التعاون التي تنقصها الجدية أو التي تفشل في علاج مشاكل حقوق الإنسان بشكل جاد‏.‏

‏*‏ لقد قلت في إحدي حواراتك الإذاعية أنك تريدين حقن معني حقوق الإنسان في شرايين الحكومات حتي تتفهم المعني وتتشربه‏..‏ هل تحقق ولو جزء من هذا التشبيه الطريف ؟

‏**‏ لقد فهمت العديد من الدول معني حقوق الإنسان المدنية والسياسية واعترفت بها وأوردتها في تشريعاتها‏.‏ ومع ذلك يستمر البعض في انتهاك هذه الحقوق يوميا‏.‏ أما الجزء الاقتصادي والاجتماعي والثقافي لحقوق الإنسان فهو أقل حظا ولا يلقي تفهما كبيرا وكذلك الحق في التنمية‏,‏ لذلك فإن انتهاك هذه الحقوق صار أكثر شيوعا‏.‏ وقد يؤدي الحرمان من هذه الحقوق الي عواقب وخيمة بالنسبة للدول والمجتمعات‏,‏ وأيضا بالنسبة للكفاح من أجل تدعيم حقوق الإنسان بوجه عام‏.‏

إن الفجوة بين الدول الغنية والدول الفقيرة تتسع وتزداد عمقا‏,‏ وانتشار اقتصاد العولمة قد أتي بمكاسب وازدهار لم يسبق له مثيل لدول بعينها‏.‏ ولكن الجزء الأكبر من سكان العالم مازالوا يعيشون في ظل ظروف سيئة للغاية وفقر مدقع لا يمكن تصوره ولا يمكن أن تفارق ذهنك صورة هذا الفقر إذا حدث ورأيتها علي الطبيعة‏!‏

أنني استمع دائما الي آراء زعماء الدول النامية حول عدم الاهتمام بحقوق بلادهم الاقتصادية والاجتماعية‏.‏ وهم يؤكدون أن الدروس الاقتصادية قد تم استيعابها‏,‏ وبالتالي يرغبون في الاشتراك في الثورة التكنولوجية التي تجري في العالم‏,‏ ولكنهم لا يملكون الإمكانيات لفعل ذلك‏,‏ ومازالت اقتصاديات بلادهم كسيحة ومكبلة بالديون‏.‏ وفي هذا الوقت الذي تكون فيه المساعدات من أجل التنمية ضرورية ومفيدة جدا‏,‏ نجد أن الدول الغنية تخفض من ميزانيات المساعدات؟ فكيف يمكن أن نتوقع أن يكون للدول الفقيرة نصيب في الرخاء إذا لم تساعدهم الدول الغنية التي تتمتع بهذا الازدهار ؟

لقد أكدت مرارا علي ضرورة تحالف عالمي في مواجهة الفقر‏.‏ إن تحقيق ذلك يتطلب تضافر الجهود في هذا الاتجاه‏,‏ ويتطلب أيضا تدريبا شاملا وحشد الجهود الخارجية من أجل تحريك الرأي العام كله‏.‏ وفي الوقت الذي يقوم فيه المجتمع الدولي بوضع خططه وأهدافه المستقبلية مثل تخفيض معدلات البطالة الي النصف وغيره تقع علينا مسئولية الإصرار علي أن الهدف الوحيد الحقيقي الشامل هو حقوق الإنسان للجميع‏.‏

إن محاربة الفقر تحتاج الي ثلاثة أشياء هامة‏:‏ أولا زيادة التوعية بحقوق الإنسان في الأوساط الفقيرة‏,‏ ثانيا‏:‏ التدريب علي شن الحرب ضد الفقر‏.‏ ثالثا‏:‏ تنظيم حملات حقيقية ضد الظروف المؤدية الي هذا الفقر‏.‏ بهذه الطريقة فقط‏,‏ يمكن أن نصل الي حالة الازدهار للجميع‏.‏

‏*‏ ما هو قولك في الرأي السائد في بعض الدول النامية الذي يؤكد أن الالتزام بتنفيذ سياسة حقوق الإنسان بحذافيرها قد يؤدي الي أوخم العواقب داخل هذه الدول ؟ لنأخذ الصين مثلا ؟

‏**‏ إن هدفي الأساسي هو نشر حقوق الإنسان بشكل شامل‏.‏ ولا يكفي أن نطلب من الدول احترام هذه الحقوق‏,‏ وإنما من الضروري أن نساعدهم من أجل الحصول علي الأدوات والوسائل اللازمة للقيام بذلك والحفاظ علي حقوق الإنسان‏.‏ وكان هذا هو هدف زيارتي الأخيرة للصين‏.‏
لقد وقعت بكين عام‏1998‏ الميثاق الدولي لحقوق الإنسان المدنية والسياسية وأصبحت عضوا في واحدة من أهم معاهدات حقوق الإنسان‏,‏ حتي وأن كانت هذه المعاهدة لم يتم التصديق عليها بعد‏.‏ إلا أن هذا الحدث يمكن اعتباره تقدما هائلا‏.‏ والخطوة الأخري الهامة في اتجاه الالتزام بحقوق الإنسان في الصين هي التصديق في مارس الماضي علي اتفاقية الأمم المتحدة الخاصة بحقوق الإنسان الاقتصادية والاجتماعية والثقافية‏.‏

والمهم الآن أن نساعد الصين علي بناء ثقافة حقوق الإنسان‏.‏ إن تنمية هذه الثقافة لابد أن تعتمد علي أمرين‏:‏ قاعدة مؤسسية ونظام تعليمي وتشريعي‏,‏ والسمات المطابقة لحكم القانون‏.‏ ومع ذلك لا يجب أن تمنعنا المساعدات التي نقدمها للصين من إدانة أية انتهاكات لحقوق الإنسان هناك‏.‏

وفي الواقع لقد اضطررت لتذكير الصينيين بالتزاماتهم مرات عديدة‏.‏ وقد وقعنا في فبراير الماضي مذكرة للتعاون الفني وبدأنا أخيرا في تنفيذ هذا التعاون عن طريق عقد ندوات تتناول عقاب الجرائم الصغيرة وقضية إعادة التربية من خلال العمل‏.‏ ومثل هذا التعاون هام جدا من أجل اقامة حكم القانون في الصين‏.‏ ويبقي هناك الكثير نعمله من أجل تحسين حقوق المرأة‏.‏ وقد تم الاعتراف في مؤتمر بكين عام‏1995,‏ بأن حقوق المرأة هي جزء لا يتجزأ من حقوق الإنسان بمعناها الشامل‏.‏

‏*‏ أنت تهتمين كثيرا بحقوق المرأة والطفل وبالذات قضية التمييز بين الجنسين‏..‏ ما هي انجازاتك في هذا الصدد؟

‏**‏ لابد من الاعتراف بأن التفرقة بين الجنسين مازالت قائمة ومنتشرة‏.‏ فمثلا مازالت المرأة تعاني من عدم استطاعتها الارتقاء في السلم الوظيفي الي نهايته‏.‏ أي مازالت غير قادرة علي احتلال المناصب الكبيرة في كثير من الدول‏,‏ وقد ركزت بشكل خاص علي قضية تجارة النساء والأطفال‏,‏ وبذل مكتبي جهودا ضخمة في الدول التي تعاني من هذه المشكلة مثل البوسنة والهرسك وكمبوديا‏.‏

وفي الواقع أن النساء اللاتي ينتمين الي الأقليات‏,‏ أو الي الأهالي الأصليين تكون ظروفهم عادة سيئة جدا‏,‏ ويكن دائما معرضات لأبشع أنواع التفرقة العنصرية‏,‏ ولا يحصلن علي أي نوع من أنواع المساعدة الإنسانية‏.‏

هذا بالإضافة الي وجود أولوية أخري في أجندة مكتبي هي‏:‏ القضاء علي العنف الذي يمارس داخل الأسرة‏.‏ ونحن نعمل بمساعدة كثير من المنظمات الحكومية والأهلية علي تعريف النساء الصغيرات بحقوقهن والمطالبة بها‏.‏ وكثير من هؤلاء النساء قد وحدن جهودهن مع الجمعيات النسائية للقيام بحملات واسعة وقوية للمطالبة بسرعة اصدار القانون الذي ينص علي منع العنف داخل الأسرة‏.‏

وقد شاركنا في مؤتمر عقد علي مستوي عال جدا في السودان بمساعدة منظمة تنمية المرأة التابعة للأمم المتحدة لمعالجة مشكلة القتل من أجل الشرف في دول شرق ووسط أفريقيا والقرن الأفريقي‏,‏ والقيام بأبحاث في هذا المجال‏.‏

‏*‏ ما هي أهداف المؤتمر العالمي الذي سينعقد في نهاية أغسطس القادم في جنوب أفريقيا ؟

‏**‏ إن المؤتمر العالمي القادم الذي سينعقد في دربن يشكل أهمية بالغة بالنسبة للمجتمع الدولي لأنه سيتناول العنصرية والإرهاب‏,‏ اللذين مازالا ضمن أهم أسباب الصراعات في العالم‏,‏ بل أنهما يشكلان في الواقع العنصر الرئيسي في هذه الحلقة المفرغة من العنف والفقر والقهر الاجتماعي‏.‏ إن هذا المؤتمر سيكون مختلفا تماما عن سابقيه اللذين انعقدا عام‏1978‏ و‏1983‏ وركزا أساسا علي التفرقة العنصرية وكيفية إلغائها‏.‏ إن مشاكل اليوم مختلفة‏.‏ إن الأمر الذي يجب أن نواجهه الآن هو الإرهاب والعنصرية بأشكالها المختلفة‏.‏ إن آلاف القتلي يتساقطون يوميا بسبب العرقية‏.‏ وقد تفشت هذه الصراعات العرقية بشكل يمكن أن يهدد الاستقرار في مناطق كثيرة من العالم‏.‏ ونحن نري اليوم اللاجئين والباحثين عن مأوي يتدفقون بأعداد كبيرة علي الدول الغنية التي لا تستقبلهم بأي ترحاب‏.‏

إن القضايا الرئيسية أمامي والتي تشكل لب المؤتمر العالمي القادم هي كالآتي‏:‏
‏1-‏ محاربة الظلم والتعسف في العالم‏.‏
‏2-‏ القضاء علي الممارسات القمعية والاتجار في البشر‏.‏
‏3-‏ القضاء علي البعد العنصري للتمييز بين الجنسين‏.‏
‏4-‏ احترام حقوق الأقليات والسكان الأصليين‏.‏
‏5-‏ نشر التوعية بحقوق الإنسان وتعريف الجميع بأهمية التسامح وما يمكن أن يؤدي اليه من ازدهار وسلام اجتماعي‏.‏

علي أن يكون كل ذلك بالعمل وليس بالأقوال فقط‏.‏ ولكي ينجح هذا المؤتمر لابد أن يتبني خطة عمل قوية وعملية تكون بمثابة العلامات التي توضح الطريق‏.‏ إنها مسئوليتنا جميعا تجاه المستقبل‏.‏

وفيما يتعلق بالاجتماع الآسيوي التمهيدي الذي عقدناه في طهران من أجل الإعداد لمؤتمر دربن فقد صادفتنا صعوبات كثيرة‏,‏ ولكن تم التغلب عليها‏,‏ وكانت الجلسة الختامية بناءة‏,‏ وتمت الموافقة علي خطة العمل‏,‏ وضمن المشكلات التي واجهتنا مثلا الاعتراض علي التمثيل الكامل للمنظمات غير الحكومية المعتمدة التي حرمت بعضها من الحصول علي تأشيرة الدخول‏.‏ وقد تحدث العديد من المسئولين في هذه المنظمات عن عدم جواز حرمان منظماتهم من التمثيل في هذا المؤتمر‏.‏ وقد تحدثت بشأن ذلك مع وزير الخارجية‏,‏ وعبرت له عن قلقي بشأن هذا الموقف وسجلت احتجاجا رسميا مفاده أنه ليس من روح الاجتماعات الوطنية إنكار حق المنظمات غير الحكومية في حضور هذه الاجتماعات‏,‏ ويجب أن أشير هنا الي أنه فور هذا الاحتجاج استطاعت أكثر من‏150‏ منظمة غير حكومية الحصول علي تأشيرة الدخول والمشاركة في المؤتمر‏.‏ ومن العدل أيضا أن أسجل هنا أن عدد المنظمات التي استطاعت أن تشارك يفوق أي مرة سابقة‏,‏ وقد عملت البعثة الإيرانية في جنيف بشكل جاد جدا لكي تتيح التأشيرات للجميع‏.‏

وقد حدث لقاء رائع جدا بين المنظمات غير الحكومية قبل الاجتماع الأساسي‏.‏ ولكن سرعان ما ثارت مشكلة أخري هي اعتراض بعض النساء المشتركات علي القانون الخاص بوجوب ارتداء النساء غطاء الرأس وإلزامهن بوضع وشاح علي رؤوسهن لأن ارتداء غطاء الرأس بالنسبة للنساء في إيران ليس اختياريا‏,‏ وإنما هو إجباري بمقتضي القانون‏.‏ أنا نفسي لا أحب ارتداء القبعات أو الأوشحة علي رأسي‏,‏ ولكن لم يكن من اللائق بالنسبة للمفوضة السامية تجاهل قانون الدولة التي تزورها‏.‏

‏*‏ هل أنت راضية عما حققتيه حتي الآن ؟ وما هي طموحاتك المستقبلية ؟

‏**‏ عندما توليت منصبي كمفوضة سامية لمنظمة حقوق الإنسان‏,‏ كانت لدي خلفية قوية عن حقوق الإنسان خاصة الناحية القانونية‏.‏ ولم تكن القضايا التي تتناولها اللجنة غريبة بالنسبة لي‏,‏ ومع ذلك فوجئت علي الفور بعدد حالات الانتهاك السافر لحقوق الإنسان وتنوعها علي مستوي العالم‏,‏ وصدمت بالتعقيدات التي تحيط بهذه القضايا ومدي التداخل والتشابك بين الحقوق المدنية والحقوق السياسية وبين الحقوق الاقتصادية والحقوق الاجتماعية والثقافية‏.‏

ولكن الأمر الذي صدمني أكثر هو وجود فجوة كبيرة تفصل بين التطلعات الكبري التي نص عليها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وبين الواقع المر الذي تعاني منه شعوب كثيرة في حياتها اليومية‏.‏ وهذا الانطباع مازال يلازمني حتي اليوم‏.‏ وأنا مقتنعة تماما بأن تحويل المباديء الي ممارسة علي المستوي العام يظل في نظري هو التحدي الأكبر الذي يواجه حركة حقوق الإنسان‏.‏
انطباع آخر لازمني منذ البداية هو ضرورة أن يبذل مكتب حقوق الإنسان جهدا كبيرا لكي يؤكد نفسه كوحدة نشيطة وفعالة ويثبت قدرته علي القيام بالدور المتوقع له من قبل مؤتمر فيينا وقرارات الجمعية العمومية للأمم المتحدة‏.‏ وقد رأيت في ذلك الوقت أن مكتب المفوضية السامية لحقوق الإنسان هو مكتب حديث ذو موارد محدودة ومع ذلك فإن ما تتوقعه عنه الحكومات والمجتمعات الدولية كثير جدا‏,‏ ويتزايد مع مرور الوقت‏.‏

ومع ذلك فقد تم اتخاذ مبادرات مختلفة علي جبهات عديدة بهدف تحقيق رسالة حقوق الإنسان‏,‏ وأيضا من أجل تضييق الفجوة القائمة بين المباديء والممارسات‏.‏ وفي الواقع أن قضية حقوق الإنسان كمشكلة دولية قد أثيرت وتأكدت ملامحها‏,‏ وهناك مؤشرات تدل علي هذا التأكيد مثل تزايد مستوي الحضور الوزاري عند انعقاد لجنة حقوق الإنسان‏.‏ إن رؤية حقوق الإنسان في عالم متغير ومتنوع قد أثيرت بقوة بكل ما تتضمنه من ضرورة مواجهة تأثيرات العولمة السلبية علي دول بعينها‏,‏ وحق الإنسان في التنمية ومحاربة الفقر‏.‏ بل إن المعاهدات الست التي تم التصديق عليها قد لاقت تنشيطا واسعا في تطبيقها وحققت بذلك نسبة لا بأس بها من النجاح‏.‏ وعند انعقاد‏'‏ قمة الألفية‏'‏ انتهزت بعض الدول هذه الفرصة لكي توقع أو تصدق أيضا علي واحدة أو أكثر من المعاهدات والبروتوكولات الاختيارية لحقوق الإنسان‏.‏

وأخيرا وبفضل مساندة وتشجيع أمين عام الأمم المتحدة‏,‏ أصبح صوت حقوق الإنسان أقوي داخل أسرة الأمم المتحدة‏,‏ واستطاع مكتب المفوضة السامية لمنظمة حقوق الإنسان أن يلعب دور الشريك المسئول الذي يعتمد عليه في الدفاع عن حقوق الإنسان بشكل فعال عبر العالم أجمع‏.‏
ولكن رغم مجهوداتنا المكثفة‏,‏ إلا أن مكتبي يعاني من مشاكل خطيرة وذات طابع هيكلي‏,‏ فحجم المسئوليات والمشكلات التي تقع علي عاتق المكتب في تزايد مستمر‏,‏ وفي نفس الوقت لا يقابلها زيادة في عدد العاملين بالمكتب أو في موارد الميزانية المخصصة له‏.‏ ونتيجة لعدم التناسب بين المسئوليات والإمكانيات فإن المسئولين في المكتب يعملون في ظل ضغوط ظالمة‏,‏ يزيد من وطأتها عقود عمل قصيرة الأجل لا تعطي إحساسا بالأمن الوظيفي أو إمكانية التخطيط لمستقبل مهني محترم‏,‏ وهذا الوضع يجب أن يتغير‏.

منقوووول للفائدة .
AlexaLaw

التوقيع
توقيع العضو : AlexaLaw
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.AlexaLaw.com
 

ماري روبنسون : توجــد فجــوة عميقــة تفصل بين القول والفعل في حقوق الإنسان

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 

 مواضيع مماثلة

+
صفحة 1 من اصل 1

.:: مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ::.


      هام جداً: قوانين المساهمة في المواضيع. انقر هنا للمعاينة     
odessarab الكلمات الدلالية
ماري روبنسون : توجــد فجــوة عميقــة تفصل بين القول والفعل في حقوق الإنسان حصرياا , ماري روبنسون : توجــد فجــوة عميقــة تفصل بين القول والفعل في حقوق الإنسان بانفراد , ماري روبنسون : توجــد فجــوة عميقــة تفصل بين القول والفعل في حقوق الإنسان منتديات عالم القانون , ماري روبنسون : توجــد فجــوة عميقــة تفصل بين القول والفعل في حقوق الإنسان حمل , ماري روبنسون : توجــد فجــوة عميقــة تفصل بين القول والفعل في حقوق الإنسان download , ماري روبنسون : توجــد فجــوة عميقــة تفصل بين القول والفعل في حقوق الإنسان تحميل حصري
odessarab رابط الموضوع
AlexaLaw bbcode BBCode
odessarab HTML HTML كود الموضوع
صلاحيات هذا المنتدى:

لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
عالم القانون :: منتدى AlexaLaw لعالم القانون :: فروع القانون العام :: القانون العام الخارجي (القانون الدولي العام)-
انتقل الى:  
الإسلامي العام | عالم القانون | عالم الكتاب و الثقافة العامه | التجاره و المال و الأعمال | البرامج و تكنولوجيا المعلومات | تطوير المواقع و المدونات | الترفيهي و الإداري العام

Powered by AlexaLaw.com ® Phpbb Version 2
Copyright © 2010
.:: جميع الحقوق محفوظه لمنتدى عالم القانون © ::.

.::جميع ما ينشر في المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأي القائمين عليه و إنما يعبر عن وجهة نظر كاتبه في حدود الديمقراطيه و حرية الرأي في التعبير ::.