عالم القانون
سيد الاستغفار

عنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ رضي اللَّه عنْهُ عن النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قالَ : « سيِّدُ الاسْتِغْفار أَنْ يقُول الْعبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي ، لا إِلَه إِلاَّ أَنْتَ خَلَقْتَني وأَنَا عَبْدُكَ ، وأَنَا على عهْدِكَ ووعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ ما صنَعْتُ ، أَبوءُ لَكَ بِنِعْمتِكَ علَيَ ، وأَبُوءُ بذَنْبي فَاغْفِرْ لي ، فَإِنَّهُ لا يغْفِرُ الذُّنُوبِ إِلاَّ أَنْتَ . منْ قَالَهَا مِنَ النَّهَارِ مُوقِناً بِهَا ، فَمـاتَ مِنْ يوْمِهِ قَبْل أَنْ يُمْسِيَ ، فَهُو مِنْ أَهْلِ الجنَّةِ ، ومَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وهُو مُوقِنٌ بها فَمَاتَ قَبل أَنْ يُصْبِح ، فهُو مِنْ أَهْلِ الجنَّةِ » رواه البخاري .


كشفت أنظمة المنتدى أنك غير مسجل لدينا فأهلا وسهلا بك معنا و تفضل بتصفح المنتدى و إن شاء الله ينال إعجابك و لا تحرمنا حينها من تسجيلك معنا و مشاركاتك و إفادتنا بخبرتك .


عالم القانون
سيد الاستغفار

عنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ رضي اللَّه عنْهُ عن النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قالَ : « سيِّدُ الاسْتِغْفار أَنْ يقُول الْعبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي ، لا إِلَه إِلاَّ أَنْتَ خَلَقْتَني وأَنَا عَبْدُكَ ، وأَنَا على عهْدِكَ ووعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ ما صنَعْتُ ، أَبوءُ لَكَ بِنِعْمتِكَ علَيَ ، وأَبُوءُ بذَنْبي فَاغْفِرْ لي ، فَإِنَّهُ لا يغْفِرُ الذُّنُوبِ إِلاَّ أَنْتَ . منْ قَالَهَا مِنَ النَّهَارِ مُوقِناً بِهَا ، فَمـاتَ مِنْ يوْمِهِ قَبْل أَنْ يُمْسِيَ ، فَهُو مِنْ أَهْلِ الجنَّةِ ، ومَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وهُو مُوقِنٌ بها فَمَاتَ قَبل أَنْ يُصْبِح ، فهُو مِنْ أَهْلِ الجنَّةِ » رواه البخاري .


كشفت أنظمة المنتدى أنك غير مسجل لدينا فأهلا وسهلا بك معنا و تفضل بتصفح المنتدى و إن شاء الله ينال إعجابك و لا تحرمنا حينها من تسجيلك معنا و مشاركاتك و إفادتنا بخبرتك .



عالم القانون

العدل أساس الملك - Justice is the basis
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
TvQuran
 أوباما والشرق الأوسط: إمبريالية براجماتية ترتدي قناع إنساني 110
AlexaLaw on facebook
 أوباما والشرق الأوسط: إمبريالية براجماتية ترتدي قناع إنساني 110
 أوباما والشرق الأوسط: إمبريالية براجماتية ترتدي قناع إنساني 110
 أوباما والشرق الأوسط: إمبريالية براجماتية ترتدي قناع إنساني 110
 أوباما والشرق الأوسط: إمبريالية براجماتية ترتدي قناع إنساني 110
 أوباما والشرق الأوسط: إمبريالية براجماتية ترتدي قناع إنساني 110

شاطر | 
 

  أوباما والشرق الأوسط: إمبريالية براجماتية ترتدي قناع إنساني

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
AlexaLaw
مؤسس و مدير عام المنتدى
AlexaLaw
مؤسس و مدير عام المنتدى

الجنس : ذكر

تاريخ التسجيل : 03/03/2010

عدد المساهمات : 19648

نقاط : 12655186

%إحترامك للقوانين 100

العمر : 35

الأوسمه :

 أوباما والشرق الأوسط: إمبريالية براجماتية ترتدي قناع إنساني 1384c10


الأوسمة
 :


 أوباما والشرق الأوسط: إمبريالية براجماتية ترتدي قناع إنساني Empty
مُساهمةموضوع: أوباما والشرق الأوسط: إمبريالية براجماتية ترتدي قناع إنساني    أوباما والشرق الأوسط: إمبريالية براجماتية ترتدي قناع إنساني I_icon_minitime11/7/2011, 11:13

خيارات المساهمة


أوباما والشرق الأوسط: إمبريالية براجماتية ترتدي قناع إنساني

بقلم:
عاطف شحات
نوفمبر 2009
الاصدار: أوراق اشتراكية
الناشر:
مركز الدراسات الاشتراكية

بتاريخ 17 فبراير الماضي نشر موقع زد نت (ZNet ) اليساري حواراً مع الناشط والمفكر البريطاني طارق علي حذر فيه الأخير اليساريين في أمريكا وأوروبا وكندا من الانخداع بما أسماه الهوجة الأوبامية. قال طارق علي ان هؤلاء عليهم الانتباه إلى ان الأمبريالية اليوم ترتدي وجهاً انسانياً عليه صورة أوباما. تحتل تحذيرات طارق علي أهمية كبيرة في السياق الأمريكي على وجه الخصوص، حيث يطالب الكثيرون في اليسار الإصلاحي جموع اليسار بتخفيض حدة نقدهم لأوباما، وحيث يتهم اليسار الإصلاحي نظيره الراديكالي بالتطرف اليساري. وإذا وافقنا على إن اليسار الإصلاحي الأمريكي لديه من الأسباب التي تبرر خداعه الذاتي حول أوباما، بسبب خطاب الأخير الداخلي عن الفقراء والتأمين الاجتماعي والصحي، نعتقد إن مسلك الإدارة الأمريكية من القضية الفلسطينية على وجه الخصوص يمثل سبباً مقنعاً لأي عاقل في العالم العربي والإسلامي بعدم تصديق خداع الامبريالية، مهما ارتدت من أقنعة.

فبالرغم من أننا نعيش في أرض مغموسة بدماء أراقتها الامبريالية وحلفائها على مدى العصور، حيث جرائم الإمبريالية وكلابها واضحة للعيان، لكننا بدأنا نسمع بعض الأصوات التي تشارك في تسويق البضاعة الإمبريالية. ولا تقتصر المشكلة على المخدوعين، لكننا أصبحنا نواجه الكثير من المنافقين والمطبلين للحل الأمريكي. وقد وصل الأمر ببعض الباحثين الجادين إلى استخدام تعبيرات مثل أوباما الطيب ونتنياهو الشرير أو أن نتنياهو يجهض كلمات أوباما عن السلام. وإذا نظرنا لمنطقة الشرق الأوسط ككل في ظل الإدارة الأمريكية الجديدة، فإن هناك العديد من الأسئلة الهامة التى تواجهنا. وأهم هذه الأسئلة هو الأتي: هل هناك فارق جوهري بين سياسات بوش وخلفه أوباما في الشرق الأوسط؟ وكيف نفهم الخلافات التي ظهرت على السطح بين نتنياهو وأوباما؟ أين الطبقات الحاكمة العربية وأين الشعوب العربية من «التغيير» الموعود الذي سيجلبه أوباما للشرق الأوسط؟ وأخيراً، هل أصبحت مهمة الشعوب العربية واليسار العربي في بناء حركات مناهضة الإمبريالية والصهيونية أكثر صعوبة في ظل وجود أوباما؟ سنحاول أن نجيب على هذه الأسئلة فيما يلي:
هل هناك فارق جوهري بين بوش وأوباما في الشرق الأوسط؟

إذا قمنا بعمل مقارنة جادة بين بضاعة بوش وبضاعة أوباما في الشرق الأوسط سنكتشف حقيقية وهم التغيير الذي يجلبه الأخير لمنطقتنا. ويجمع الكثيرين من الباحثين والمفكرين الجادين على انه لا يوجد أي فارق جوهري وحقيقي بين كلاهما فيما يتعلق بمنطقتنا (بل وربما العالم). والفارق الوحيد هو في المنهج وليس في المضمون. ويمكننا ان نختصر هذا الفارق المنهجي في أنه بينما كان بوش يستخدام سياسية العصا وحدها فأن أوباما يريد ان يستخدم سياسية العصا والجزرة. ومضمون سياسة كلاهما واحد هو الحفاظ على المصالح الامبريالية في المنطقة ( دعم اسرائيل وحصار ايران وضمان سيطرة معقولة في منابع البترول أو على الأقل في سياسات الدول البترولية). وبينما أراد بوش حشد بالقوة أو بالغطرسة والحرب وحدهما، يريد أوباما ان يكون ذلك بالاقناع والدبلوماسية أيضاً. فيقول محمد حسنين هيكل مثلاً في حوراته في جريدة الشروق انه فارق في التعبير والخطاب وليس في السياسات. ويذكرنا عزمي بشارة في تعليقاته في قناة الجزيرة ان الفارق الشكلي الظاهر هو الانتقال من مرحلة «من ليس معنا فهو ضدنا» الى « المسايسة والاقناع،» ونضيف، وربما «الخداع.»

وفي مقال له بجريدة الشروق بتاريخ 6 يونيو الماضي حاول الباحث عمرو حمزاوي حصر التغيير بين سياسات بوش وأوباما في الأمور الأتية: 1) انهاء استخدام عبارة الحرب على الإرهاب، واستبدالها بكلمات مثل التطرف والعنف الديني والراديكالية، 2) استعداد اوباما للالتزام بالانسحاب من العراق وفقاً للجدول المعلن (القوات المقاتلة فى صيف 2010 وجميع القوات فى 2012) ودون الاحتفاظ بقواعد عسكرية هناك، 3) امتنع اوباما عن استخدام تعبير المنظمة الارهابية مع حماس، 4 ) شمولية مواجهة إدارته «للتنظيمات العنفية، التى تهدد الأمن القومى الأمريكى» وتجاوزها اعتماد بوش الأحادى على الأدوات العسكرية لتدمج بينها وبين البحث عن حلول سياسية والسعى إلى «تنمية المجتمعات والمناطق، التى تنشط بها القاعدة وغيره، 5) استمرار اوباما في التزامه بسياسة بوش الراغبة في دعم «الديمقراطية» وسيادة القانون في العالم، لكن على ان يكون ذلك بدون تدخل في شئون هذه الدول.

واذا نظرنا لهذه الأمور سنجدها لا تحمل أي تغيير جوهري في السياسة الأمريكية كما أسلفنا بالإشارة. فما فائدة عدم وصف حماس بالمنظمة الارهابية بينما تشترط أمريكا عليها الاعتراف باسرائيل اولاً ونبذ حماس العنف ( أي التخلي عن المقاومة)؟ وما معنى الانسحاب من العراق (هذا إذا حدث حقاً ولم تترك أمريكا قواعد عسكرية) في حين أصبحت العراق من أهم مراكز المخابرات الأمريكية في العالم بعد بناء أكبر سفارات أمريكا في العالم وفي التاريخ بالعراق؟ وربما يحمل التخلي عن مسمى الحرب على الارهاب تغييراً كبيراً، لكن الادارة الأمريكية مستمرة في إعلان وصايتها على العالم بمحاربة ما تراه تطرف ديني. كما إن للولايات المتحدة أكثر من 737 قاعدة عسكرية في العالم ( لا تتضمن تلك التي في الشرق الأوسط)، وذلك حتى عام 2005 وفقاً لما أكده الباحث الأمريكي كلامرز جونسون في كتابه القيم المعنون ب الكارثة: الأيام الأخيرة للجمهورية الأمريكية (Nemesis: The Last Days of the American Republic ). أما إذا نظرنا لخطاب الإدارة الأمريكية عن إتباع سياسة الاقناع فيما يتعلق بحقوق الانسان والديمقراطية فهي تثبت أكثر مما تثبت براجماتية وعدم مبدأية حديث أمريكا عن الديمقراطية، لحاجة أمريكا الي الكثير من الديكتاتوريات لاتمام العديد من العمليات القذرة وحماية المصالح الأمريكية، كما هو واضح في الحالات المصرية والسعودية والأردنية في منطقتا العربية.

ويشير بعض الباحثين إلى ان الفارق الجوهري بين بوش وأوباما هو أن الأخير أعلن تراجعه عن منهج الانفرادية الامريكية في العلاقات الدولية، أو على حد تعبير أخرين أن أوباما يتبني منهج القوة الذكية ( Soft Power) وليس القوة العنيفة (Tough Power) في العلاقات الدولية، وفقاً لنظرية الفيلسوف السياسي الأمريكي جوزيف ناي. وإذا نظرنا لهذا الاختلاف ـ بين إدارتي بوش وأوباما ـ من منظور الطبقات الحاكمة الأوروبية أو في منطقتنا لربما رأينا ان هذا أمراً جوهرياً ويمثل نقلة نوعية في العلاقات الدولية. لكن اذا نظرنا للأمر من وجهة نظر الشعوب المضطهدة في مصر وغيرها والمُستعمرَة مثل الشعب الفلسطيني والعراقي، لن يعنينا هذا الفارق كثيراً. فالطبقات الحاكمة المتنافسة مع الامبريالية أو التي تعمل معها بالوكالة أو كزبون دائم لها يهمها التشاور في أمور كعكة الظلم والنهب الدولية. إما بالنسبة للشعوب المضطهدة فأن الانتقال من مرحلة الانفرادية في العلاقات الدولية لأخرى تعددية لا يحمل أي جديد جوهري بالنسبة لها. مصائر الشعوب تحددها صراعاتها ونضالاتها ضد كل هذه طبقاتها الحاكمة الظالمة، سواء كانت تلك الطبقات تتشاور معاً في أمور الكعكة الدولية أو كانت تتلقى الأوامر الإمبريالية بدون تشاور.

ونعتقد أنه اذا كان هناك أي فارق أساسي بين إدارتي بوش وأوباما فهو فارق أيديولوچي يتمثل في الانتقال من فكر المحافظين الجدد المتطرف عقائدياً إلي فكر الديمقراطيين البراجماتي. وهذا ما قد أكد عليه المفكر الفلسطيني عزمي بشارة في حواراته المشار اليها. ونعتقد إن هذا الفارق له نتائج عملية وخطيرة في إدارة الامبريالية بالعالم، وخاصة في منطقتنا، بالرغم من عدم وجود فارق جوهري في السياسات بين بوش وأوباما. وأهم نتائج هذا الاختلاف هو انتشار بعض الأوهام حول اتباع الامبريالية سياسات الاقناع بدلاً من القوة. ومن أهم التعبيرات التي تستخدمها ادارة أوباما مثلاً فيما يتعلق بالشرق الأوسط هي ان الادارة ترغب في الوصول الى قلوب وعقول (hearts and minds)شباب العالم العربي والعالم الاسلامي قبل انضمامهم للتنظيمات «العنيفة.» التفكير البراجماتي هو سر الحديث المكثف من قبل الادارة الأمريكية هذه الأيام على تحسين صورة أمريكا. وهذا هو سر تواصل مهرجانات الدعاية، أي خطابات أوباما المتواصلة للعالم الإسلامي. والقضية هنا ليست في التعبيرات ولكن في إن سياسات الاقناع يمكن أن توحي بديمقراطية العلاقات الدولية. كما انها تعطي فرصة كبيرة للمناورة والخداع من قبل حكام منطقتنا وحكام العالم. وكما إن المنهج الجديد يمثل فرصة لتصدير وهم السلام الأمريكي، فهو الذي لا يختلف في مضمونه عن إمبريالية بوش قيد إنملة. وخطورة عدم الاهتمام بهذا الفارق الايديولوچي بين بوش وأوباما هو عدم الانتباه إلى إن الفارق بينهم هو ان اوباما يمثل الإمبريالية وهى أكثر حرية في الحركة في العالم بعد إيهام العالم بإنتهاء الحرب ( ومن ثم تريد امريكا اقناعنا بانه لا داعي لحركة مناهضة الحرب ومناهضة الامبريالية). كما إن إمبريالية أوباما أيضاً هي امبريالية خبيثة تستخدم اوهام بعض المخدوعين من اليساريين وغيرهم الذين يصدقون المسحة الاجتماعية والانسانية ل»تغيير» أوباما.

وفي الحوار المطول الذي أجرته جريدة الشروق معه قال هيكل بأن تغيير السياسات الأمريكية مكانه الكونجرس وليس جامعة القاهرة. كما أشار الى ان الدولة الأمريكية لا تدار فقط من مؤسسة الرئاسة وإلى نفوذ ما يعرف بالمجمع الصناعي العسكري (Military Industrial Complex). وهذا صحيح. وعلينا ان نتذكر ان ادارة اوباما لم ولا تطالب بتخفيض الميزانية العسكرية. أن أوباما كان أول رئيس في تاريخ الولايات المتحدة يبقي على وزير للدفاع من الحزب المعارض له. ووزير الدفاع هو وزير الحرب. كما ان أوباما طالب بزيادة الميزانية واستمرار الحرب في أفغانستان، وفي الوقت الراهن كان كل ما قام به هو تقليل بسيط لميزانية الحرب في العراق! ومن المعروف إن نفوذ المجمع الصناعي العسكري الأمريكي على درجة كبيرة من الرسوخ في المجتمع الأمريكي ( وهو أمر ليس بجديد، وليست مفارقة ان هذا النفوذ موجود منذ أيزنهاور نفسه والذي نبه المجتمع الأمريكي لخطورة هذا النفوذ).

ووفقاً لبعض الاحصاءات المنشورة في موقع (OpenSecrets.org) فأن هناك عدد 151 عضو على الأقل من أعضاء الكونجرس لديهم استثمارات لا تقل عن حوالي 200 مليون دولار في شركات عسكرية في عام 2006. كما قد ساهمت كثير من شركات المقاولات العسكرية أو الشركات الرأسمالية الكبرى التى تتعامل مع الجيش في انتخابات الكونجرس عام 2008. وكما أشارت مقال للباحث بيتر فيلبس في موقع زد نت (ZNet ) ) بتاريخ 21 فبراير الماضي على سبيل المثال فقط فقد دفعت شركة لوكييد مارتن (Lockheed Martin ) ما لا يقل عن مبلغ 2 مليون و 600 الف دولار، بنسبة 49 % للديمقراطيين وبنسبة 51 للجمهوريين، كما دفعت شركة بوينج أكثر من 2 مليون وربع المليون دولار لحملتي الحزبين، كان نصيب الحزب الديمقراطي منهم ما لايقل عن 58 %. أما شركة جنرال ديناميك فقد ساهمت بما يقرب من مبلغ ال 2 مليون دولار للحزبين الرئيسيين. كما دفعت مؤسسة نورثروب جرومان (Northrop Grumman) ما يزيد على مبلغ ال 20 مليون دولار كمرتبات ومصروفات للشركات المتخصصة في عمل الضغط على الكونجرس عام 2008. كما دفعت مؤسسة (Raytheon ) مبلغ 6 مليون لذات السبب وفي ذات الفترة. ويؤكد كثير من الباحثين ان نانسي بيلوسي نفسها، الديمقراطية ورئيسة مجلس النواب حالياً، تعتبر أكبر مرشحة قد حصلت على تبرعات من جماعات الضغط في الدورة الانتخابية الأخيرة.

وعلى ذلك فإن النخبة العسكرية والصناعية والسياسية ( في الكونجرس وفي الحكومة) تستفيد إستفادة مباشرة من الانفاق العسكري. والاستفادة هنا ليست مالية فقط، حيث تستفيد كل الطبقة الحاكمة في واشنطن من الآلة العسكرية الأمريكية. لكنها أيضاً استفادة على المستوى الايديولوجي أيضاً بمعني حماية مصالح الرأسمالية والإمبريالية الأمريكية بصفةعامة. وجوهر هذه الاستفادة هو رسوخ الاعتقاد بأن سيطرة الآلة العسكرية الأمريكية على العالم هى مسألة ضرورية لحماية مصالح الشركات الرأسمالية الكبرى. أوباما لايستطيع تحدي هذه الآلة وهذا الرسوخ الآيدولوچي، فأوباما هو أبن الطبقة الحاكمة الأمريكية والنظام الأمريكي، مهما حاول ارتداء قناع جالب التغيير لهذا النظام.

ولكن القضية ليست فقط أن نتذكر محدودية دور أوباما بسبب الطبيعة المؤسسية للدولة الأمريكية، ولكن في كيف ان يشكل هذا النسيج المعقد من المؤسسات والشركات الرأسمالية الكبري تركيبة معقدة للطبقة الحاكمة الأمريكية، تجعل الكلام معه عن إمكانية التغيير عن طريق أوباما ( هذا اذا افترضنا جدلاً حسن نوايا أوباما) كلاماً عبثياً. وربما يكون أوباما كما وصفه البعض هو مبعوث العناية الإلهية لانقاذ الامبريالية الأمريكية وإصلاح صورتها في العالم، وربما يكون أوباما استاذ القانون الأسود راغب حقاً في عمل إصلاحات فوقية للنظام الأمريكي وتحسين صورة أمريكا في العالم. وربما وربما. ولكن ماذا يهم الجماهير المطحونة والمظلومة في العالم من حسن النوايا لبعض القيادات في الطبقات الحاكمة التي تقمعهم، أو على رأس الإمبريالية؟ وماذا سيجني مئات الألوف من اللاجئين قسرياً وأسرهم في العراق وفي فلسطين ـ وغيرهم ـ من إصلاح صورة الإمبريالية غير جني المزيد من الويلات والخداع والظلم. أن الشعوب العربية تتوق للتخلص من الاحتلال والهيمنة أولاً قبل إهتمامها بخطابات المصالحة! من يرحبون بخطاب أوباما الجديد للعالم الإسلامي وأوهام سلامه كمن يقولون للجماهير المظلومة في عالمنا العربي «إنتظروا منحة الظالمين،» و»لترضوا بإبتسامة الذئب.» ابتسامة الذئب لم ولن تمنع مصير قتل الحملان المظلومة. نضال الشعوب وحده هو مصير خلاصها.

وبالرغم من أننا في هذه المجلة نوافق الكثيرين على نقدهم لأوباما، في أنه لا يجلب الجديد للمنطقة العربية سوي مشروع الهيمنة الأمريكية مغلفاً بورق فضفاض من الخداع، لكننا نختلف مع هؤلاء في مسألة أساسية، وهي في منظورهم للطريق للتخلص من الهيمنة الأمريكية. بعض القوميين والإسلاميين ـ مع اتفاقهم على معارضتهم للإمبريالية ـ يفترضون ان الطريق الوحيد لمواجهة هذه الإمبريالية هو إستبدال النخب العربية الخائنة ـ إما الخائنة لقوميتها أو لمشروع الدولة الدينية ـ بأخرى أكثر إخلاصاً لقوميتها أو لمشروع الدولة الدينية. نقول لهم أن مسألة تغيير الحكومات عن طريق تغيير أشخاص الحكام، أو عن طريق إستبدال بسيط بنخب لأخرى، كما أشرنا مراراً في أوراق هذه المجلة ليست سوى وهماً خادعاً. التغيير الحقيقي لا يأتي سوى عن طريق نضال الشعوب. هذا التغيير وحده هو الأكثر ديمقراطية وعدالة اجتماعية وإستقامة وإستمراراً. كما أن مواجهة الإمبريالية لا يكون سوى عن طريق مقاومتها، ومقاومة إذنابها، فأن التخلص منها سواء في المراكز الإمبريالية أو في العالم لن يكون سوى عن طريق مقاومة الفقراء والانتفاضات والثورات الشعبية .
طبيعة وحدود الخلاف بين نتنياهو وإدارة أوباما:

ظهرت مؤخراً الكثير من المبالغات حول طبيعة الخلاف بين أوباما ونتنياهو. ويمكننا ان نلمح في منطقتنا إن هناك موقفين متناقضين فيما يتعلق بالنظر لموضوع الخلاف الأمريكي الاسرائيلي بصفة عامة وليس فقط فيما يتعلق باللحظة الراهنة بين أوباما ونتنياهو. الاتجاه الأول هو المبالغة الشديدة في تصوير هذا الخلاف. وأهم من يقوم بهذه المبالغة هما طبقاتنا الحاكمة وطبولها الإعلامية .

وتهدف هذه الطبقات من هذا التضخيم تصوير المسألة للرأي العام العربي وكأن هناك أمل كبير في المفاوضات وطريق الاستسلام، ( فقط اذا اقنعنا الادارة الأمريكية بأن تستمع لنا أكثر من الطرف الاسرائيلي المُخادع). كما تهدف هذه الطبقات لارسال رسالة للطرف الأمريكي ( بأننا والله أكثر جدعنة معكم بس اعطونا الفرصة!). وفي الولايات المتحدة فأن بعض الليبراليين يحاولون تضخيم أو إظهار هذا الخلاف. ويهدفون من ذلك إقناع حكومتهم بأن تتبنى مواقف أكثر براجماتية وتحقيق المصلحة الأمريكية أولاً وأخيراً ( نحن دفعنا الكثير من أجل إسرائيل، وينبغي أن نهتم بمصلحتنا أكثر اليوم). أما الموقف الأخر فيصدر من انصار تفكير المؤامرة وبعض القوميين المتطرفين أو بعض اليساريين الطفوليين ( وربما ايضاً بعض الاسلاميين)، حيث يقول هؤلاء ان الخلافات الأمريكية الاسرائيلية هي دائماً خلافات مسرحية، فالأثنين حبايب وسيظلوا كذلك إلى أبد الأبدين. وربما بالغ البعض بالقول ان أمريكا هي اسرائيل واسرائيل هي أمريكا. نقول ان وجهتين النظر تعدا قاصرتين. وبينما تعد الأولي وجهة نظر سياسية انتهازية، فأن الثانية تحمل مفهوم قاصراً وسطحياً للأمور. فالمبالغة في الخلاف ينسينا الارتباط العضوي والمعقد ـ السياسي والتاريخي والاقتصادي ـ بين المصالح الأمريكية والاسرائيلية. كما ان التسطيح الطفولي للخلاف ينسينا تعقيدات المشهد المستمرة، وطبيعة الضغوط والتقلبات التي تجعل بعض الادارات الأمريكية مثلاً تريد الظهور بمظهر الضاغط على اسرائيل، كما تنسينا طبيعة الخلاف بين الحكومات المختلفة الاسرائيلية.

النظرة السياقية والواقعية للخلاف الحالي تحمينا من ترديد بعض الأوهام التي تضخمها حكوماتنا. كما إنها تساعدنا علي فهم تقلبات الحوار بين الحكومتين. فحكومة نتنياهو هي نتاج لانجراف المجتمع الاسرائيلي لليمين. وحتى لو فشلت حكومة نتنياهو، فأن أي حكومة مقبلة لكاديما لا تستطيع عمل أي سلام مقبول من المجتمع الاسرائيلي. هذا يوضح لنا وهم أي أمل في سلام صهيوني أمريكي. وقد أشار الكثير من المحللين الى حقيقة التحول الدراماتيكي بالمجتمع الاسرائيلي لليمين (حتى اصبحت حكومة كاديما وشارون حكومة معتدلة ـ تخيلوا!!). وفي سياق حرب الابادة الجماعية على غزة مؤخراً، وبينما كان العالم كله يصرخ من أجل وقفها ووقف المجازر الجماعية للفلسطينيين، كان السؤال في المجتمع الإسرائيلي هو لماذا لم تكمل الحكومة المهمة! كما إننا يجب ان نفهم ايضاً ان ما يبدو انه ضغوط من قبل إدارة أوباما على إسرائيل فهو استجابة لضغوط الرأي العام الأمريكي ووعود أوباما نفسه بالتغيير. لكن يبقى سؤالاً مهما هنا وهو: ما هى حدود الضغوط التي يستعد أوباما بتقديمها؟ لقد أشارت جريدة النيويورك تايمز كما اشار المفكر اليساري الكبير نعوم شومسكي في إن إدارة أوباما ألمحت أنها غير مستعدة لممارسة أي ضغوط اقتصادية على اسرائيل، بل فقط بعض الضغوط الرمزية.

ويقول بعض المحليين ان أوباما ربما يرغب في الاستفادة من الدعم الشعبي له في هذا الاطار وعمل بعض الضغوط الأكثر جدية على اسرائيل، على غرار ما فعل بوش الأب ووزير خارجيته جيمس بيكر مع شامير لإجباره على حضور مؤتمر مدريد. ومن المعروف ان الادارة الأمريكية لبوش الأب قد قطعت بعض المساعدات الاقتصادية المخصصة للمستوطنات الاسرائيلية. لكن هذه الضغوط بالتدريج ذهبت مع الريح. لكن هؤلاء المحللين يعترفون بأن الضغوط على اسرائيل هي مسألة خط أحمر بالنسبة لقاعدة كبيرة من الجمهور المتدين والمتشدد بالمجتمع الأمريكي.

وربما يكون خطاب نتياهو الأخير قد حسم بعض الأمور وقتياً. فبينما قبل نتنياهو أخيراً بمبدأ الدولة الفلسطينية، أشار بوضوح الى ما تعينه إسرائيل بالدولة الفلسطينية، التى لا تعدو ان تكون دولة ورقية لها علم ونشيد، لكنها تلتزم قبل كل شىء بحراسة إسرائيل. أما من أخطر ما قاله نتنياهو وهو ما دعا اليه رموز حكومته اليمينية أكثر من مرة الي ضرورة اعتراف الفلسطينيين والعرب بالطبيعة اليهودية للدولة الصهيونية. ويقول الكثير من المحللين ان هذا الأمر اذا تحقق سوف يكون أخطر التطورات في القضية الفلسطينية، بحجم النكبة وبحجم المكاسب التى حصلت عليها اسرائيل عام 1967. النتيجة المتوقعة لهذا الاعلان ليس فقط هو ضرورة اعلان كل فلسطينيو الداخل ولائهم للدولة الصهيونية ( في إجراء لا يقل خطورة ولا يختلف عن ما فعله النازي نفسه باليهود) أي ان يعيشوا رسمياً كعبيد، بعد ان كانوا يعيشوا كذلك واقعياً، ولكن في أن يُهجر هؤلاء بالقوة إذا رفضوا إعلان هذا الولاء. كان كل رد فعل إدارة اوباما على خطاب نتنياهو هو الترحيب وإعلان هذه الادارة ان هذا الاعتراف الاسرائيلي هو خطوة هامة للأمام. وإذا نظرنا لطلبات أوباما المزعومة سنكتشف محدوديتها. فتجميد المستوطنات لا يعني أي شىء في مقابل الحفاظ على كل المستوطنات الحالية. أما حل الدولتين فهو نفسه ما قاله بوش. وحتى ولو افترضنا ان أوباما يستطيع إقناع نتنياهو بإقامة دولة فلسطينية حقيقية ـ وهذا مجرد فرض يستحيل حدوثه ـ فإن أي حل يبقي علي الدولة الصهيونية هو حل ظالم ولا يمكن استمراره طويلاً. أوباما نفسه وإدارته يتجاهلون ويسكتون عن كل الأمور الجوهرية الأخرى في الصراع العربي الاسرائيلي. وبغض النظر عن هذه النتيجة الحالية، إلا انه ينبغي علينا عدم الانجرار للتسطيح السخيف فيما يتعلق بهذه الخلافات، حيث تمنحنا النظرة السياقية فهماً واقعياً لتطورات الأمور، بعيداً عن انتهازية الحكام وطفولة بعض اليساريين والقوميين.
البراجماتية الأمريكية في افغانستان والعراق ومع إيران:

ربما يكون أوباما على المستوى الشخصي أكثر ذكاءً من بوش، وهذا الاعتقاد ما يسود كثير من قطاعات الرأي العام الأمريكي حالياً. لكن الاكتفاء بهذا الأمر لتفسير التغير في السياسة الأمريكية يعتبر اختزال كبير للأمر. لكننا نعتقد أنه إذا كانت هناك كلمة واحدة لتلخص السياسة الخارجية الامريكية أو الامبريالية اليوم فهذه الكلمة هي البراجماتية. ولذلك نقول ان الامبريالية في عصر أوباما أكثر ذكاءً وخبثاً والدليل هو هذه البراجماتية. وهناك العديد من المحللين اليساريين الذين يشيرون الي هذه الحقيقة. فمثلاً يقول الاستاذ الجامعي روبرت رابيل في مقال له منشور بموقع ( Open Democracy ) بتاريخ 3 يونيو الماضي وقبل يوم من خطاب أوباما بالقاهرة، إن أهم ما يميز طريقة أوباما في التعامل مع الشرق الأوسط هو البراجماتية المغلفة بتصدير الأمل.

وهناك أمثلة كثيرة من منطقتنا تدل على ذلك. ففي النطاق الأفغانستاني، قدم أوباما انتقادات حادة للرئيس الأفغانستاني حامد كارازاي قبيل انتخابه. لكن وبعد انتخابه، قبل اوباما لقائه. وأكد على ان كارازاي تواجهه مهمة صعبة في أفغانستان. وبالرغم من طنطة أمريكا عن الشرعية والقانون في أفغانستان، وافقت الولايات المتحدة على طلب كارازاي بتأجيل الانتخابات الرئاسية الأفغانية من أوائل العام الى أغسطس القادم بحجة استتباب الوضع الأمني. ومن المعروف ان هناك 5 محافظات من بين 13 محافظة افغانستانية لا تخضع لسيطرة الحكومة الافغانستانية وقوات التحالف. وكانت أول رحلة خارجية قام بها أوباما هى رحلته لكندا، وأحد نقاط اجندة اجتماعه مع الحكومة الكندية ـ بالاضافة الى النافتا وأمور أخرى ـ هو اقناع الحكومة الكندية باستمرار قواتها في افغانستان. براجماتية أمريكا تركز على اقناع كندا ودول الناتو في الاستمرار في الحرب على أفغانستان.

وإذا رأينا أوباما في جامعة القاهرة يقول انه يعد بأن أي كلام تقوله حكومته في الغرف المغلقة سوف يكون معلناً هو نفسه أوباما الذي وقف أيام الانتخابات التمهيدية ليخاطب منظمة الايباك ( جماعة الصداقة الأمريكية الاسرائيلية وهي أهم جماعة ضغط صهيونية في أمريكا) ويقول ان حماس منظمة ارهابية ويجب أن تقاطع، وان القدس يجب ان تكون عاصمة ابدية لأسرائيل، وان الالتزام الأول لحكومته في المنطقة سيكون هو الالتزام بأمن وأمان اسرائيل. كما أن أوباما في خطاب القاهرة كان يوجه النصائح للفلسطينيين والعرب (والاسرائيليين، ولم لا)، كما لو كانت أمريكا دولة محايدة في الشرق الأوسط. وكما قال المفكر اليساري نعوم شومسكي في جريدة النيويورك تايمز بتاريخ 8 يونيو الماضي، إن أوباما كان يجب ان يعترف بمسئولية أمريكا عن هذا الصراع ( ونضيف اذا كانت عن ادراته أي مبدأية!). كما أن سياسة مد اليد للحوار مع الديكتاتوريات ( فقط اذا خففوا قبضتهم!!! وهل خفف مبارك قبضته؟ أم ان أمريكا لا تهتم فقط سوى بالافراج عن رموز من النخب) لا تعكس سوى هذه البراجماتية. وإذا رأينا مسلك الادارة الأمريكية الجديدة فيما يتعلق بالملف اللبناني ربما ننخدع، وخاصة إذا لاحظنا ان أوباما حرص على تجاهل ذكر حزب الله في خطاب القاهرة. لكن حزب الله لا زال موصوفاً بصفة الارهابية من قبل النظام الأمريكي. واذا انخدعنا قليلاً اذا رأينا أمريكا لا تتدخل تدخلاً مباشراً في لبنان سوف تنقشع الصورة عندما نجد وزيرة الخارجية ونائب الرئيس الأمريكيين يزوران لبنان قبيل أيام من انتخاباتها للتأثير على نتائجها.

ومضمون خطاب أوباما وبوش فيما يتعلق بإيران لم يختلف، والفارق الوحيد ان أوباما يريد أن يظهر بمظهر رجل السلام والاستقرار. وسياسة مد اليد وعمل الحوار مع إيران لا تعكس سوى البراجماتية الامريكية. وفي كافة لقاءاته برجال الحكومة الاسرائيلية يقول أوباما إن امتلاك ايران لسلاح نووي هو تهديد للمنطقة كلها ولأمان اسرائيل، بينما لا يفتح فاه حول السلاح النووي الاسرائيلي.

وبعد الانتخابات الايرانية الأخيرة ربما انخدع البعض بتصريحات أوباما التي يؤكد فيها إن الانتخابات هي شأن داخلي إيراني. يحدث ذلك بينما تدور الآلة الإعلامية الجهنمية الأمريكية لدعم المعارضة في إيران. ويجب ان نتذكر ان هناك تاريخاً أمريكيا أسود في إيران يحول دول إعلان أمريكي رسمي بالتدخل. فالايرانيون لا ينسون لأمريكا دعمها لنظام الشاه والذي كان من أكثر النظام دموية وقمعية في تاريخ المنطقة. كما أن الايرانيون أيضاً لا ينسون لأمريكا دعمها لنظام صدام حسين أثناء حربه مع إيران.

أما في الشأن العراقي، وفي خطابه في جامعة القاهرة يصر علي تأكيد ان المنطقة أكثر أماناً بعد التخلص من صدام حسين. وبينما يمثل الانسحاب من العراق حلاً واقعياً للمأزق الأمريكي في العراق، فأن اوباما لم ولا يريد ان يعتذر قط عن جرائم سلفه بوش في العراق. وتظهر هذه البراجماتية بوضوح في قضية غض النظر عن جرائم التعذيب التي ارتكبت في عهد بوش، حيث تصر ادارة اوباما على منع أي محاكمات لمسؤلي الادارة السابقة عن جرائم التعذيب. وبعد ضغوط من الرأي العام وبعض المنظمات الحقوقية اضطرت اداراته الى اعطاء الضوء الأخضر بعمل محاكمات للمستشارين القانونيين الذين قاموا بعمل التنظيرات القانونية التي تتيح التعذيب!! كما يظهر هذا في الجدل الذي اثير مؤخراً حول منع اوباما نشر الكثير من الصور التى التقطت للتعذيب في عهد بوش بعد ان وافقت ادارته من قبل على نشرها. وكان هذا رضوخ لنصائح رجال المخابرات الذين قالوا ان نشر هذه الصور سوف يفيد أعدائنا في القاعدة والعالم الاسلامي، حيث يذكي مشاعرهم ضد أمريكا. هل يوجد هناك نفاق وبراجماتية أكثر من هذا!!
المطبلين والمناضلين ضد وهم أوباما:

يذكر انه بعد فور إنتخاب أوباما قد تبارت الصحف الأمريكية والعالمية في إبراز فرحة العالم بهذا الفوز. لكن وعلى النقيض تماما ً من هذه الفرحة المبالغ فيها، كانت الصورة مختلفة تماماً مع الشارع الفلسطيني والعراقي والأفغانستاني، بل وربما العربي والإسلامي بصفة عامة. كانت مشاهد الابتهاج في العالم العربي والإسلامي قاصرة على الصحف والإعلام الحكوميين. قد مر على هذا الأمر اكثر من نصف عام. لكن كان هذا الأمر بالغ الدلالة. استدعائه الأن له فائدة لنرى من هم هؤلاء المطبلون للحلول الأمريكية للقضية الفلسطينية وفي الشرق الأوسط ومن هم الذين لا يمكن خداعهم ببعض الحركات الصبيانية. صحيح لقد تعاطف كثيرين في الشارع العربي والاسلامي مع أوباما، وخاصة لكونه من أسرة سوداء ترمز تاريخياً لقهر السود في المجتمع الأمريكي. كما أن اوباما قد إستخدام بذكاء نزوع الأمريكيين للتخلص من بوش في عمل حملة تقوم على الشعار العام الفضفاض بالتغيير. لكن غالبية الناس في الشارع العربي والاسلامي يهتمون بالأفعال.

فقد كان من اللافت للنظر مثلاً قبل وبعد خطاب جامعة القاهرة ان نرى انقسام كبير بين فريق المطبلين والمنافقين من جهة وفريق النقاد والمتشكيين من جهة أخرى. لم تكن هناك أي مصادفة اذا رأينا إنه كان هناك إجماع بين افراد الطبقة الحاكمة المصرية ونظرائها في العالم العربي في الاحتفاء بالزيارة وكلمة القاهرة ( باستثاء وحيد هو الجدل المصاحب للقصة السخيفة لاختيار القاهرة مكاناً لالقاء الخطاب، ثم قصة زيارة أوباما للسعودية قبلها). فبعد لقائه بأوباما صرح مبارك انه يثق في صدق نوايا أوباما والتزامه بحل القضية الفلسطينية. ( قبلها قال مبارك ذلك عن بوش وعن نتنياهو ووصف شارون بأنه رجل سلام يلتزم بكلمته!!). أما عباس فقد قال نفس الكلام. وبعد خطاب القاهرة صرح المستشار السياسي لعباس نبيل أبو ردينة بأن خطاب أوباما خطوة جيدة للأمام. أما الملك عبد الله فقد منحه أعلي أوسمة المملكة. ولم يقصر أوباما تجاههم. فقد وصف الأخير بأنه قد غمره بالكرم والحكمة المطلوبة قبل مخاطبة العالم الإسلامي. كما وصف مبارك في حديثه لشبكة البي بي سي قبيل مجئيه للقاهرة بأنه رجل ضمن الرفاهية والاستقرار في المنطقة.

قال بعض المحليين ان المعني الحقيقي بخطاب القاهرة في المنطقة كان هو حكومات مصر والسعودية والأردن. وربما يكون هذا الكلام به بعض المبالغة. لكنه ليس خالي من الصحة. فالادارة الأمريكية حريصة جداً على تمتين علاقاتها بهذه الدول لضمان الضغط على الفلسطينين ومواجهة ما تعتقد بأنه النفوذ الشيعي في المنطقة. وهذه الدول ذات مصلحة مباشرة في التطبيل لأي حلول أوبامية. كما ان اوباما منحهم هدية ذهبية بتقليل الضغوط الأمريكية عليهم، بما منحهم مساحة كبيرة من المناورة والخداع. هؤلاء لهم مصلحة مباشرة في تصدير الوهم الأوبامي، كما ان بقاء عروشهم وأنظمتهم القمعية كان رهناً بالرضاء الأمريكي خلال العقود الأخيرة على الأقل.
ونكاد نجزم بأن غالبية الشعوب الفقيرة والمضطهدة في المنطقة لا يصدقوا أوباما، مع وجود بعض البسطاء من المخدوعين. والخطورة الحقيقية تتمثل ليس في المخدوعين ولكن المطبلين والمنافقين، وخاصة طبقاتنا الحاكمة العربية، حيث تسهل تعرية هذه الحكومات، في الوقت الذي أصبح فيه الرئيس الأمريكي السابق كارتر أكثر شفقة على فلسطيني غزة من حكامنا. كما تسهل تعرية أوباما على أرض الواقع الفلسطيني والعراقي وبسبب دعمه للديكتاتوريات الكريهة في المنطقة. وحتى ولو افترضنا جدلاً رغبة وحسن نية أوباما في التغيير، فعلينا ان نتذكر إن قدرة الأفراد على تغيير التاريخ ليست إلا فكرة برجوازية تافهة وخادعة في نفس الوقت. إن من يغير مصائر الشعوب هو نضالها ضد الظلم. كما ان أوباما هو أبن للطبقة الحاكمة الأمريكية ويحقق مصالحها كما سلفت الاشارة. إن نضالنا ضد الحل الأمريكي لا يمكن ان ينفصل عن كشف إذناب الإمبريالية والصهيونية في المنطقة.

ربما كانت التعبئة ضد الإمبريالية وإذنابها أكثر سهولة في مرحلة بوش، حيث إن غطرسة بوش كشفت تواطؤ حكوماتنا كما لم تفعل أي إدارة أمريكية سابقة، كما كانت جرائمه ولازالت تتحدث عن نفسها. أما اليوم وبينما يتصرف الحزب الديمقراطي بانتهازية تضمن مصالح الامبريالية في العالم، فإن كل من الإمبريالية وحكامنا يقدمون لنا الوهم الأوبامي لتسويق مشروعات السلام الأمريكي والصهيوني في المنطقة. لكن من الخطأ الشديد الاكتفاء بكشف خداع الامبريالية، حيث يجب ان يكون هذا مصحوباً باستمرار دعم حركات المقاومة والاستمرار في التعبئة وبناء حركات مقاومة الصهيونية والإمبريالية.

منقووول للفائدة .
AlexaLaw

التوقيع
توقيع العضو : AlexaLaw
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.AlexaLaw.com
 

أوباما والشرق الأوسط: إمبريالية براجماتية ترتدي قناع إنساني

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 

 مواضيع مماثلة

+
صفحة 1 من اصل 1

.:: مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ::.


      هام جداً: قوانين المساهمة في المواضيع. انقر هنا للمعاينة     
odessarab الكلمات الدلالية
odessarab رابط الموضوع
AlexaLaw bbcode BBCode
odessarab HTML HTML كود الموضوع
صلاحيات هذا المنتدى:

لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
عالم القانون :: منتدى AlexaLaw لعالم القانون :: فروع القانون العام :: القانون العام الخارجي (القانون الدولي العام)-
انتقل الى:  
الإسلامي العام | عالم القانون | عالم الكتاب و الثقافة العامه | التجاره و المال و الأعمال | البرامج و تكنولوجيا المعلومات | تطوير المواقع و المدونات | الترفيهي و الإداري العام

Powered by AlexaLaw.com ® Phpbb Version 2
Copyright © 2010
.:: جميع الحقوق محفوظه لمنتدى عالم القانون © ::.

.::جميع ما ينشر في المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأي القائمين عليه و إنما يعبر عن وجهة نظر كاتبه في حدود الديمقراطيه و حرية الرأي في التعبير ::.