القضية الفلسطينية وتداعيات اعتداءات الحادى عشر من سبتمبر

د.عماد جاد

مجلة السياسة الدولية - العدد رقم 147 - يناير 2002

فى الوقت الذى كانت الولايات المتحدة تدير حملتها ضد الارهاب ، كانت اسرائيل والسلطة الوطنية الفلسطينية فى حالة سباق على كسب تأييد الادارة الأمريكية ، حيث بدأ كل طرف فى التركيز على ما يراه داعماً لموقفه فى مخاطبة الولايات المتحدة ، وبالطبع فإن الأرضية الأمريكية مهيأة على الدوام لتبنى الرؤية الاسرائيلية ، مما يعنى أن الجانب الفلسطينى لم يكن ينطلق من خط بداية مشترك.وقد ركزت اسرائيل على أن العدوان على واشنطن ونيوويورك لاينفصل عما تتعرض له اسرائيل من عمليات انتحارية.واتهمت عناصر اسلامية بتنفيذ الهجمات كما حاولت القاء المسئولية على عدد من الدول العربية بدعوى دعمها للارهاب ، كما كثفت من عملياتها القمعية ضد الفلسطينيين ، ومن جانبها فقد حرصت السلطة الوطنية الفلسطينية على المبادرة بادانة الهجمات على نيويورك وواشنطن.

وقد أعلن الرئيس الأمريكى جورج بوش أن فكرة الدولة الفلسطينية كانت مطروحة على الدوام لدى الادارة الأمريكية ، شريطة احترام حق اسرائيل فى الوجود كدولة يهودية مع ضمانات لأمنها.ورغم ما بدا واضحاً من مكاسب للقضية الفلسطينية بعد أحداث الحادى عشر من سبتمبر ، على الأقل من زاوية ادراك واشنطن لمخاطر استمرار الصراع العربى الاسرائيلى واستمرار تبنى السياسة الأمريكية للأجندة الاسرائيلية ، فإن تداعيات الأحداث وإقدام تنظيمات فلسطينية على القيام بعمليات انتحارية فى العمق الاسرائيلى وضد مدنيين ، أعطى لحكومة شارون الفرصة لكى تقلب الموقف رأساً على عقب

كذلك فإن هذه العمليات الانتحارية أعطت ذريعة لواشنطن لشن هجوم دبلوماسى مكثف على الجانب الفلسطينى والدول العربية ، فى وقت كان يفترض فيه أن يحدث العكس ، وأن يتم الوصول الى مرحلة التفاوض على القضايا الجوهرية كالقدس واللاجئين ، وهو الأمر الذى اذا أدركته التنظيمات الفلسطينية المختلفة ، وفى ظل قراءة دقيقة لمكونات البيئتين الاقليمية والدولية ، لأمكن الخروج من الأزمة بأقل قدر من الخسائر ، فالمؤكد أن الأولوية الآن هى للحفاظ على الوحدة الوطنية الفلسطينية وعدم السماح لواشنطن بتجريم مفهوم الكفاح المسلح ، ووضعه فى دائرة الارهاب ، وبعد ذلك يمكن ترتيب الأوراق الفلسطينية على النحو الذى يسمح بأخذ زمام المبادرة من جديد

منقووول للفائدة .
AlexaLaw