موقف الولايات المتحدة من دول الطوق العربى

سعيد عكاشة

مجلة السياسة الدولية - العدد رقم 147 - يناير 2002

عاد مفهوم دول الطوق العربى يطرح نفسه من جديد فى الكتابات السياسية ، وخاصة بعد أحداث الحادى عشر من سبتمبر ، حيث ترتب على هذه الأحداث اتفاق دول الطوق -مصر ، سوريا ، الأردن ، لبنان ، والدولة الفلسطينية الوليدة- على موقف شبه موحد يتضمن الربط بين نجاح الائتلاف الدولى المقاوم للارهاب فى مهامه ، وبين حل القضية الفلسطينية أو خلق الظروف الضرورية لاستئناف عملية السلام.وقد اختلفت نظرة الادارة الأمريكية حيال دول الطوق العربى واسرائيل فيما بعد أحداث 11 سبتمبر ، ففيما يتعلق بالسلطة الفلسطينية واسرائيل ، فقد أكدت الولايات المتحدة التزامها بحق اسرائيل فى الوجود كدولة يهودية داخل حدود آمنة.كما أشارت الى أهمية قيام دولة فلسطينية.

وبالنسبة لمصر ، فقد شن الاعلام الأمريكى حملة شرسة ضدها بسبب الرؤية المصرية القائمة على اعتبار القضية الفلسطينية عامل أساسى فى ظهور الارهاب ، ومع ذلك فقد أكدت الادارة الأمريكية تقديرها لموقف مصر من التحالف فى مواجهة الارهاب ، وقدمت الولايات المتحدة 95 مليون دولار لدعم الميزانية المصرية هذا العام لمواجهة تأثيرات الهجمات الارهابية على اقتصادها.وفيما يتعلق بسوريا فقد اشتدت حملات الاعلام الأمريكى ضدها واستنكرت هذه الحملات قيام سوريا بايواء حزب الله الذى تعتبره الولايات المتحدة منظمة ارهابية ، ولكن الادارة الأمريكية أشادت بالموقف السورى لمبادرته بإدانة العمليات الارهابية على نيويورك وواشنطن.

أما الأردن فقد تعمدت اتخاذ موقف متوازن ، فمن ناحية أكدت ضرورة حل القضية الفلسطينية لضمان مكافحة الارهاب ، ولكنها فى الوقت نفسه خطت خطوة أبعد ، بمشاركتها بقوات عسكرية فى أفغانستان فى إطار قرار مجلس الأمن.وقد راعت واشنطن حقيقة غلبة العنصر الفلسطينى فى الأردن ، وأدركت أن الملك عبدالله ليس بوسعه إغضاب الفلسطينيين فى الأردن ، بعدم الربط بين الارهاب واستمرار المواجهات مع الفلسطينيين.

واذا كانت اسرائيل قد نجحت فى دفع الولايات المتحدة لتبنى مواقفها ضد ما أسمته بالتكتل العربى ضدها مؤقتاً ، فإن الولايات المتحدة لا تريد خسارة الطرف العربى فى إطار سعيها لخلق تحالف متماسك ضد الارهاب ، وخاصة أن دول الطوق أكدت مساندتها للحملة الأمريكية ، ولاشك أن اسرائيل ستكون هى الخاسر الوحيد ، اذا ما استطاعت دول الطوق بلورة رؤية واضحة للسلام تراعى حقوق الشعب الفلسطينى مقابل ضمانات أمن لاسرائيل ، ومقنعة أيضاً للولايات المتحدة.

منقوووول للفائدة .
AlexaLaw