دلالات التصعيد الأخير بين الهند وباكستان

بشير عبد الفتاح

مجلة السياسة الدولية يوليو 2002 - العدد رقم 149

مرة أخرى، يشهد إقليم كشمير تصعيدا جديدا بين الجارتين الثوريتين الهند وباكستان. غير أن التصعيد هذه المرة يوحى بإمكانية نشوب مواجهة شاملة بين الطرفين قد تقودهما إلى كارثة نووية.

وفى حين لجأ الرئيس الباكستانى برويز مشرف إلى أعمال استفزازية استنادا إلى استراتيجية التصعيد المحدود التى يرمى من خلالها إلى استدراج الأطراف الدولية للتدخل من أجل حسم قضية كشمير، ومستعينا فى ذلك بدوره الذى اضطلع به فى الحرب ضد الإرهاب إلى جانب الولايات المتحدة، والذى يأمل أن يحدث تغيرا للأفضل فى الموقف الأمريكى من قضية كشمير، فوجىء مشرف بأن المواقف الدولية، بما فيها الموقف الأمريكى لا يمكن أن تتصرف وفقا لما تطلع إليه الرئيس الباكستانى، فالقوى الكبرى لا تنوى المزايدة على موقفها المؤيد للهند التى تعد حليفا ملائما للغرب ومصالحه، ومن ثم، لن تتدخل هذه الدول لمصلحة باكستان، كما لا تنوى الوساطة بشأن قضية كشمير لأنها تعتبرها قضية خلافية ثنائية بين إسلام أباد ونيودلهى. وتركز موقف القوى الكبرى فى تحييد السلاح النووى للدولتين المتصارعتين من ناحية، ومنع حدوث أى مواجهة عسكرية بينهما قد تقود إلى كارثة نووية حتى لو جاء ذلك على حساب القضية الكشميرية وأدى إلى طمسها تماما.

وبالنسبة للولايات المتحدة، فقد حرصت على التعامل مع باكستان من منطلق التقارب الظرفى، فمثلما كانت حرب أفغانستان دافعا للتقارب بين البلدين، كانت الحرب الراهنة ضد الإرهاب الإسلامى دافعا جديدا، لكن ذلك لا يعنى أن تكون هناك علاقة تحالف استراتيجى بين البلدين على غرار ما هو قائم بين واشنطن ونيودلهى. لذلك، لا ينتظر أن تقف واشنطن موقفا موضوعيا من الصراع حول كشمير أو حتى من التوتر الراهن بين البلدين، لذلك، حملت واشنطن إسلام أباد مسؤولية التصعيد الراهن، وطالبتها بالتوقف عن دعم الإرهاب الإسلامى. وتناست جهود الرئيس مشرف فى حربه ضد الإرهاب، وهو ما يطرح تحديات بشأن مستقبل قضية كشمير ، والرئيس مشرف على السواء

منقووول للفائدة .
AlexaLaw