الحضارة الغربية : جوهرها وملامحها وتأثيرها

جو ماجيه

مجلة السياسة الدولية يوليو 2002 - العدد رقم 149

مع انتهاء الحرب الباردة ، تزايد تأثير العوامل الثقافية على العلاقات الدولية ، وفى هذا الاطار تبذل الدول الغربية جهوداً كبيرة للحفاظ على تفوقها الحضارى وتأثيرها فى النظام الدولى.وقد سعت هذه الدول بكل قواها لكى تجعل الحضارة الغربية نموذجاً لبقية دول العالم ، بما حققته من انجازات فى الاقتصاد والسياسة والعلم وغير ذلك.والحقيقة أن جوهر الحضارة الغربية قام على عدد من القيم الأساسية مثل الديمقراطية والحرية والمساواة وغير ذلك من القيم التى تدخل فى إطار حقوق الانسان.كما ارتكزت الحضارة الغربية على عدد من المبادىء مثل الفردية والليبرالية والنفعية.وقد استطاعت الدول الغربية زيادة تأثيرها فى العلاقات الدولية عبر انتهاج عدة سياسات للسيطرة على المنظمات الدولية ، واستخدام آليات السوق العالمى لتعظيم نفوذها العالمى ، مع اتباع دبلوماسية حقوق الانسان ، والتى تعد انعكاساً للقيم الغربية وحاجة الغرب الى استراتيجية شاملة لسيادة العالم ، ولهذا كانت هذه القضية دائماً مصدر احتكاك وتصادم مع الحضارات الأخرى.

وتواجه الحضارة الغربية عدد من التحديات ، من أهمها ازدياد الأزمات الاجتماعية التى تعبر عن نفسها فى ارتفاع معدلات الانتحار والعنف والجريمة فى الغرب ، بالاضافة الى تصادم الحضارة الغربية مع الحضارات الأخرى ، فالغرب الذى يعتبر نفسه دائماً مركزاً للعالم ، يرى خطراً فى أن يتحداه أحد ، ويغفل عن حقيقة أن التبادل بين مختلف الحضارات يمكن أن يؤدى الى التعلم المتبادل والتكامل من أجل تنمية على مستوى أعلى وتفاعل جديد.

إن الحضارات المختلفة يمكن أن تبحث عن أرضية مشتركة ، مع المحافظة على اختلافاتها وتشجيع الجيد ، ومحو الضار. ولهذا أصبح على الغرب أن يهتم بمعالجة أمراضه الاجتماعية ، وأن يتخلى عن اعتبار نفسه مركز العالم ، وأن يسعى الى التفاعل مع الحضارات المختلفة ، ليتعلم منها مزايا الحضارات الأخرى ، وليهيىء تفهماً أفضل وتواصلاً أكبر بين الحضارات ، وهذا من شأنه أن يثرى هذه الحضارات جميعاً ، ومن بينها الحضارة الغربية نفسها

منقووول للفائدة .
AlexaLaw