تصاعد التيار الدينى فى جيش اسرائيل

عبدالغفار الدويك


مجلة السياسة الدولية العدد 144 ابريل 2001

اعتمد الجيش الاسرائيلى منذ تأسيسه على المجندين من العلمانيين الذين يشكلون حوالى 80% من سكان اسرائيل ، وذلك فى اطار التجنيد الالزامى الذى يخضع له كل شباب اسرائيل ، أما التيار الدينى الذى يتكون من حوالى 20% من مجموع السكان فقد مُنح أبناؤه حق الاعفاء من الخدمة العسكرية اذا رغبوا فى ذلك ، وقد توصل التيار الدينى القومى الى صيغة حل وسط مع الحكومات الاسرائيلية المختلفة تقوم على انشاء معاهد عسكرية متدينة ، تجمع ما بين الدروس الدينية والعسكرية ، وبحيث يحول خريجى هذه المعاهد الى الجيش لقضاء فترة خدمة قصيرة ، يعودون بعدها ، إما الى مواصلة دراساتهم الدينية أو الانضمام الى الأنشطة المختلفة فى المجتمع .
الا أنه فى الآونة الأخيرة ظهرت بعض الأصوات داخل هذا التيار تطالب بمزيد من مشاركة المتدينين فى الخدمة العسكرية ، وبتشكيل وحدات عسكرية خاصة بهم ضمن تشكيلات الجيش ، إيماناً منهم بأن تأثيرهم على الأحداث لن يكون كاملاً دون أن يكون لهم موطىء قدم داخل الجيش ، ليس فقط على مستوى التواجد شبه الرمزى فى الوحدات المختلفة، وإنما أيضاً على مستوى الوصول الى مناصب قيادية عليا.
ولم يقتصر الأمر على تزايد عدد المتدينين داخل الجيش الاسرائيلى بالفعل ، بل أصبحت أعدادهم تتزايد فى الوحدات القتالية المتميزة مثل السلاح الجوى والسلاح البحرى والمظلات ، وأصبح الجميع يتعايشون الآن مع ظاهرة تواجد عناصر مدنية فى مختلف وحدات الجيش الاسرائيلى .ولاشك لأن تغلغل اليمين الدينى اليهودى المتطرف الى الجيش معناه أن يتحول الجيش الاسرائيلى الى أداة لتحقيق أهداف اليمين المتطرف ، حيث أن هؤلاء لايلتزمون بالسلطة القانونية ، وعلى استعداد دائم للخروج على القانون من منطلق عقائدى ، كما أنهم يميلون الى العنف والعدوانية وتنفيذ القانون بأنفسهم ، ولايخضعون لأى سلطة غير السلطة الدينية لحاخاماتهم ، وفى الجيش سيتلقون أوامرهم من الحاخامات وليس من القادة العسكريين ، وسيقومون بتنفيذ ما يريدونه من سياسات داخل الجيش تحت إمرة الحاخامات.
ويؤدى اختراق اليمين اليهودى المتطرف للجيش الاسرائيلى الى امكانية اتخاذ قرارات مضادة للسلام ، ومن الممكن أن يرفض ضباط وجنود الجيش الانصياع لأوامر الحكومة ، خاصة فيما يتعلق بالانسحاب من الأراضى العربية المحتلة ، وهو ما يعنى ازدياد حدة اللجوء الى العنف والعدوان ، وأن تصبح الحرب أمراً محتملاً كسياسة للدولة ، وبضغط من عناصر التطرف الدينى المتزايدة فى الجيش الاسرائيلى.

منقووول للفائدة .
AlexaLaw