عالم القانون
سيد الاستغفار

عنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ رضي اللَّه عنْهُ عن النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قالَ : « سيِّدُ الاسْتِغْفار أَنْ يقُول الْعبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي ، لا إِلَه إِلاَّ أَنْتَ خَلَقْتَني وأَنَا عَبْدُكَ ، وأَنَا على عهْدِكَ ووعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ ما صنَعْتُ ، أَبوءُ لَكَ بِنِعْمتِكَ علَيَ ، وأَبُوءُ بذَنْبي فَاغْفِرْ لي ، فَإِنَّهُ لا يغْفِرُ الذُّنُوبِ إِلاَّ أَنْتَ . منْ قَالَهَا مِنَ النَّهَارِ مُوقِناً بِهَا ، فَمـاتَ مِنْ يوْمِهِ قَبْل أَنْ يُمْسِيَ ، فَهُو مِنْ أَهْلِ الجنَّةِ ، ومَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وهُو مُوقِنٌ بها فَمَاتَ قَبل أَنْ يُصْبِح ، فهُو مِنْ أَهْلِ الجنَّةِ » رواه البخاري .


كشفت أنظمة المنتدى أنك غير مسجل لدينا فأهلا وسهلا بك معنا و تفضل بتصفح المنتدى و إن شاء الله ينال إعجابك و لا تحرمنا حينها من تسجيلك معنا و مشاركاتك و إفادتنا بخبرتك .


عالم القانون
سيد الاستغفار

عنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ رضي اللَّه عنْهُ عن النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قالَ : « سيِّدُ الاسْتِغْفار أَنْ يقُول الْعبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي ، لا إِلَه إِلاَّ أَنْتَ خَلَقْتَني وأَنَا عَبْدُكَ ، وأَنَا على عهْدِكَ ووعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ ما صنَعْتُ ، أَبوءُ لَكَ بِنِعْمتِكَ علَيَ ، وأَبُوءُ بذَنْبي فَاغْفِرْ لي ، فَإِنَّهُ لا يغْفِرُ الذُّنُوبِ إِلاَّ أَنْتَ . منْ قَالَهَا مِنَ النَّهَارِ مُوقِناً بِهَا ، فَمـاتَ مِنْ يوْمِهِ قَبْل أَنْ يُمْسِيَ ، فَهُو مِنْ أَهْلِ الجنَّةِ ، ومَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وهُو مُوقِنٌ بها فَمَاتَ قَبل أَنْ يُصْبِح ، فهُو مِنْ أَهْلِ الجنَّةِ » رواه البخاري .


كشفت أنظمة المنتدى أنك غير مسجل لدينا فأهلا وسهلا بك معنا و تفضل بتصفح المنتدى و إن شاء الله ينال إعجابك و لا تحرمنا حينها من تسجيلك معنا و مشاركاتك و إفادتنا بخبرتك .



عالم القانون

العدل أساس الملك - Justice is the basis
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
TvQuran
 الدجل والقانون 110
AlexaLaw on facebook
 الدجل والقانون 110
 الدجل والقانون 110
 الدجل والقانون 110
 الدجل والقانون 110
 الدجل والقانون 110

شاطر | 
 

  الدجل والقانون

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
AlexaLaw
مؤسس و مدير عام المنتدى
AlexaLaw
مؤسس و مدير عام المنتدى

الجنس : ذكر

تاريخ التسجيل : 03/03/2010

عدد المساهمات : 19648

نقاط : 12655173

%إحترامك للقوانين 100

العمر : 35

الأوسمه :

 الدجل والقانون 1384c10


الأوسمة
 :


 الدجل والقانون Empty
مُساهمةموضوع: الدجل والقانون    الدجل والقانون I_icon_minitime22/9/2011, 16:12

خيارات المساهمة


الدجل والقانون

دراسة قانونية مميزة نالت جوائزعديدة/ج1


الجمهورية العربية السورية
نقابة المحامين بحلب


الدجل والتنجيم والشعوذة ومناجاة الأرواح
رسالة علمية قانونية أعدّت لنيل الإجازة في المحاماة والانتقال إلى جدول الأساتذة


أعدها المحامي
عامرترك
الأستاذ المدرب الأستاذ المدقق
المحامي المحامي
سعيد بحادي علــي زكــور



حلب / 1423 هـ ــ 2003 م /

كلمة الأستاذ المدرب
من يتمحص ويدقق ما جاء في هذه الرسالة من بحث , يجد أنه لم يسبق لأحد أن أقدم على دراسة واقع ( الدجل والتنجيم والشعوذة ومناجاة الأرواح ) , لأعداد رسالة الانتقال إلى جدول الأستذة .

تجلت الرسالة في عمق الفكرة المعروضة , وتحليلـــها ومقارنتـــــها بمثيلاتـــــــها من الأفعال ( الاحتيال ) , وتجلى العمق في البحث والتمحيص والتدقيق الفكري والعلمي , وفي الأسلوب الذي قدم فيه معد الرسالة , بدءا" من عرض واقع بعض الجرائم الموثقة , واستخلص منها أركان جريمة / الدجل والتنجيم ومناجاة الأرواح / , ومقارنتها بأركان جريمة / الاحتيال / , وأعطى البعد القانوني لكل منهما , مستنبطا" رأيا" خاصا" ومقترحا" لدراسة هذا الموضوع وتعديل المادة القانونية التي تحكم هذا الفعل من قبل المسؤولين وذوي الاختصاص .
كما أن الرسالة حظيت بتبويب رصين لعرض الفكرة والمعنى , كل هذا يترجم الجهد المبذول والدراسة الوافية التي ستصعد بمعدها إلى الجدارة الكاملة في ممارسة هذه المهنة _ المحاماة _ التي ركنها الأول الأخلاق وحسن المتابعة , والبحث القانوني .
وانه لمن دواعي سروري أن أعرّف بهذه الرسالة والثناء على معــــــــــــدّها المحامي عامرحسين ترك , متمنيا" له مستقبلا" مشرقا" في عالم القانون , ليكون لبنة" راسخة في صرح العدالة وإيصال الحق لمطا لبيه .
والله ولي التوفيق .



الأستاذ المدرب
المحامي
ســـــعيد بحـــادي


كلمة الأستاذ المدقق

بسم الله الرحمن الرحيم

سيادة رئيس مجلس فرع نقابة المحامين في حلب المحترم
تحية الحق والعروبة
وبعد :

دققت الرسالة التي أعدها الزميل المحامي عامرحسين ترك وهي بعنوان :
* الدجل والتنجيم والشعوذة ومناجاة الأرواح *
فوجدتها فريدة ومتميزة في طريقة العرض والدراسة والأعداد , مع أنها في قانون العقوبات عبارة عن مادة واحدة مؤلفة من فقرتين:
الفقرة الأولى : عقوبتها تكديرية والغرامة من خمس وعشرين إلى مأة ليرة سورية .
الفقرة الثانية : عقوبتها جنحوية تصل في حدها الأقصى إلى ستة اشهر والغرامة حتى مأة ل.س في حال التكرار.

***
لكن الزميل الكريم أراد من خلالها معالجة ظواهر اجتماعية متفشية في مجتمعنا تجعله يبدو أنه متخلف عن ركب الحضارة والتقدم العلمي , خلافا" للحقيقة والواقع , ولهذا فقد عمد إلى ضرب الأمثلة الواقعية علة هذه الأفعال الجرمية التي اعتبرها القانون مخالفة أو جنحة بسيطة , في حين أنها تؤدي إلى جرائم جنائية خطرة وشائنة في آنٍِ واحد ,ولهذا فقد أشار إلى الاجتهاد القضائي الذي وصفها بالاحتيال المنصوص عنه بالمادة / 641 / ع , في حال قصد الربح أو تسلم المال , حيث تكون العقوبة من ثلاثة أشهر إلى سنتين والغرامة من مأة ليرة إلى خمسمأة ليرة سورية .

وأيد هذا الاجتهاد باعتباره مستمد من اجتماع الجرائم المعنوي , الذي يدعوا إلى ذكر الأوصاف المتعددة للفعل ويأخذ القاضي بالوصف الأشد .
ولمس خلال دراسته الواقعية لهذه المادة ومطالعاته الدينية والعلمية والفقهية تشعب الموضوع وشفافيته , فآثر اعتبار رسالته بمجملها حواراً قانونياً مفتوحاً لكل من يهمه أن يواكب القانون التطور العلمي , ويتصدى للسلبيات ويستأصلها ………….
وقد أجاد الزميل الكريم في طرحه هذا الحوار بالأسلوب الذي طرحه , والذي يدل على رغبة صادقة في التصدي لهذه الظواهر السلبية واجـتـثاثها ……..
وإنني شخصياً أتبني الحوار الذي طرحه الزميل في رسالته ارجوا من فرع نقابتنا العتيدة الموافقة على طبعه كرسالة علمية قانونية تؤهله للانتقال إلى جدول الأساتذة , بعد أن يخصص له الوقت الكافي لطرحه والمناقشة فيه , وان يدعى إليه بعض علماء الدين المتميزين في الحوار الهادئ البناء .
وتقبل يا سيادة الرئيس وأعضاء مجلس الفرع إكباري وإجلالي واحترامي ودمتم .

حلب في / 2 / 3 / 2003
المحامي المدقق
الأستاذ علي الزكـور

الجريمة الأولى:
_ فاطمة والشيخ _
… ذهبت المسكينة ( فاطمة ) , إلى شيخ معروف , بعد أن نصحتها جارتها , بإنه يداوي الأمراض بالقرآن والطب العربي , وأنه بارع في المعالجة والنتائج مكفولة , وبعد أن قصت عليه حالتها وأنها ترغب بالإنجاب , وتخشى أن يلتفت عنها زوجها , فكتب لها الشيخ حجباً , وطلب منها أن تضعها حول خاصرتها , وان تعود بعد مدة وجيزة ,لأنه يبحث لها عن الدواء , وفعلاً وفي الزيارة التالية , أعلمها بأنه أُرشد للدواء ..؟, وقال لها هذه هي الحبة المباركة التي ستجعلك خصبة , وستعودين لطبيعتك وستحملين وتلدين , نظرت (فاطمة) لتلك الحبة , كانت حبة من الشعير ؟, ففرحت وتبين لها بساطة العلاج والدواء , ولكنه قال لها يجب أن يدخل تلك الحبة إلى رحمها ؟ , ولكن كيف …؟ , وبكل صراحة افهمها أنه سيضع حبة ( الشعير) على قضيبه ويدخلها بواسطته إلى الرحم وبذلك تنجو من غضب زوجها وتثبت له خصوبتها ؟, وماهي إلا ثوانٍ حتى كان الشيخ يرمي (فاطمة ) أرضاً وهو يحاول التمكن منها وبدأ الصراخ . // ضبط المفرزة الجنائية بحلب رقم (1328) تاريخ(30-7-1988) //.
أقوال فاطمة الحرفية في الضبط :
) أؤيد بما جاء بمعروضي حرفياً وأضيف : منذ خمسة عشر يوماً أصبت بصداع أشار علي بعض الناس الذهاب إلى الشيخ ( ..) وهو مقيم في (..) كي يقرأ لي من القرآن الكريم لإزالة الصداع وفعلاً استدليت على منزله وبدأ يسألني عن بعض أسراري الشخصية , وأخذ يقرأ لي أشياء لم افهمها وبعد مدة قال لي عودي لأنه احضر لي طب عربي وموجود عنده بالمنزل …. ولما دخلت المنزل طلب مني خلع ثيابي وسيضع حبة من الشعير على قضيبه ويدخله في فرجي بحجة أن انجب أولاد ولما رفضت رماني أرضا وامسك بي يريد خلع بيجامتي والافتعال بي … فتخلصت من تحته وأخذت اصرخ بصوت مرتفع ليسمع الجوار … ثم بدأ يهددني بالقتل إن اشتكيت عليه , وعرض المال لإغرائي ….. ) .
قرار محكمة بداية الجزاء بحلب : اساس ( 2517/3) ورقم (625 ) تاريخ ( 5/5/1991) الجرم المنسوب للشيخ : الملامسة بصورة منافية للحياء ؟. :
- الحبس ستة اشهر , التعويض المادي والمعنوي /10000/ ل.س ومصادرة الأمانة وتضمينه الرسوم والمصاريف .
***

الجريمة الثانية :
_ الصداع والحب _
… وفاء وحسناء وسحر ثلاث أخوات يبحثن عن الحبيب أو بالأصح عن الزوج الصالح , وقد ضللوا من قبل أحد النسوة , فاعتدن الذهاب إلى شيخ قيل انه ما أن يقرأ على الواحدة منهن حتى يجلب لها المحبة ويزيل عنها الصداع,وهو يقبض على كل قراءة /5000/ ل.س , وفي أحد الأيام جازفت وفاء وذهبت إلى ذاك الشيخ وما هي إلا دقائق حتى كانت الشرطة تداهم المنزل وتقبض على الشيخ المذكور. //ضبط قسم حماية الآداب بحلب رقم(625) تاريخ ( 26/7/1994) //
• الضبط وأقوال وفاء الحرفية :
في مقدمته : بالخدمة بالدورية في محلة (..) بحلب وبناء على المعلومات الواردة الينا مفادها وجود شخص يعمل بالسحر والشعوذة وتردد بعض النسوة …. وبدخولنا المنزل شاهدنا امرأة تدعى (..) وقد شوهد على الطاولة بعض الكتب السحرية والحجب المكتوبة …. كما عثرنا بين الكتب على (كتالوك….) يحوي على صور وممارسات جنسية … وصور لنساء عاريات تماماً .
أقوال وفاء : اسمي (..) اعرف المدعو (..) وهو يعمل بكتابة السحر والحجب ويقرأ للنسوة … وقد ترددت لعنده أنا وأختي (..) وأختي (..) من اجل المرض والصداع , وهذا اليوم حضرت لأخذ خمسة أوراق مكتوب عليها أحرف واعطيته / 5000/ ل.س وهذه هي الحقيقة .
• وبنتيجة المحاكمة :
// قرار محكمة استئناف الجزاء بحلب اساس (3756) وتاريخ (13/10/1994) بجرم الاحتيال ومناجاة الارواح // :
قبول استئناف المدعى عليه(..) شكلاً وموضوعاً وفسخ القرار المستأنف والحكم وفق مايلي:_ حبس المدعى عليه (..) لمدة عشرة أيام وتغريمه مائة ليرة سورية لارتكابه جرم الشعوذة والسحر وفق أحكام المادة_754_ عقوبات وحساب مدة توقيفه من العقوبة وإعادة آلة التصوير إليه ومصادرة الأمانة ؟؟.

الجريمة الثالثة :
* مؤتمر قمة بين (ك) والله (ج) والسيد المسيح (ع) من اجل شفاء (ب) *
(س) امرأة مؤمنة غادر والدها (ب) القطر طلباً للعلاج من أمراض أصابته في / القلب والكلى / في المشافي الفرنسية , ومنح ابنته (س) وكالة تخولها التصرف بأمواله العقارية وبرصيده في البنك .
استدلت الابنة (س) على فتاة تدعى (ك) , وتدعي أنها مقربة من الله , والسيد المسيح عليه السلام والسيدة العذراء , وهي تجتمع معهم وتنفذ كل ما يطلبونه منها , وأن من يعصي أوامرهم يبتلى بغضبٍ منهم , أو يصاب هو أو أولاده بالسقم , وتؤكد للناس هذا التقرب بسيلان الزيت من بين أصابعها وبذرف دموع السيدة العذراء من تمثال مقام لها في ركن من المنزل , وبسماع أصوات غريبة هي من الله وسيدتنا مريم العذراء , كما وأنهم يطلبون منها المال كي يبنون للناس قصوراً في الجنة وهي بتقربها من الله والسيدة العذراء تملك مفاتيح الجنة ؟؟, وتملك القدرة على منح العافية والشفاء للمرضى , وإن من لا ينفذ الأوامر بدفع المال سيكون نصيبه مزيد من الغضب والخطيئة ؟؟ , وكان يساعد تلك المرسلة من الرب اثنان من الرجال , القساوسة ؟ .
وعلى مدار ثلاث سنوات قبضت الداعية ( ك ) من الابنة ( س ) مبلغاً يقترب من / 5 / ملايين ل.س من اجل أن يشفى والدها من أمراضه العضال ؟, وبعد أن انكشف الأمر والانخداع وبعد المطالبة بإعادة المال المأخوذ والوعود الخلبية , كانت الشكوى والإدعاء , وكان الجرم مقترفاً بثبوته بالضبط المنظم .// ضبط قسم البحث الجنائي بحلب رقم ( 1094 ) تاريخ ( 20/11/1996 // .
• في الضبط وأقوال ( س ) الحرفية :
في مقدمة الضبط : بالخدمة وبمركز القسم حضر إلينا (..) وسلمنا معروض محال من المحامي العام بحلب , … يدعي فيه بإقدام المدعوة ( ك ) على أخذ مبلغ أربعة ملايين ونصف ليرة سورية بحجة أنها مرسلة من الرب والسيدة مريم العذراء لامتحان الناس ومعرفة مدى محبتهم للرب وروح القدس وتقديم أغلى ما يملكون قرباناً للرب والعذراء مهددة ضحاياها في حال عدم استجابتهم بإلحاق الأذى والموت لهم ولأقاربهم وأولادهم وكانت توهم ضحاياها وتؤدي الطقوس وان روحها انتقلت إلى السماء وبقي جسدها ميتاً وتطلب من الضحايا تقديم القرابين والمبالغ الخيالية تحت طائلة الأضرار بهم أو جلب الخير لهم ترغيباً مرة وترهيباً مرة أخرى …………؟.
• أقوال ( س ) الحرفية في الضبط الجنائي :
… اسمي ( س ) …… سمعت من أقاربي ومن عامة الناس بوجود معجزة في منزل المدعى عليها ( ك ) …. حيث توجد في منزلها صورة للسيدة مريم العذراء ويرشح الزيت منها وان الناس يأتون ويصلون ويتباركون منها وبما أن والدي مريض بالكلى والقلب ومسافر إلى فرنسا .. ذهبت إلى منزل (ك) ورأيت الناس … ورأيت صورة العذراء ويرشح منها الزيت فصليت له ودعيت له بالشفاء .., وأخذت قليلاً من الزيت بقطعة من القطن ..وأرسلتها لوالدي في فرنسا …, … وبعدة مدة من الزمن قالوا لي أن ( ك ) قديسة مرسلة من السماء ومحبوبة من الرب ومريم العذراء … وبنتيجة الاتصالات طلبت مني ( ك ) مبالغ من المال … لأن هذا امتحان من الرب للناس في الآخرة جزاؤه … وان السيدة العذراء سترسل لها رسالة فيها مطالبها مني , وفعلاً أعطتني بعد مدة رسالة وطلبت مني قراءتها ثم تمزيقها … وان الرب سيغضب إن لم ألبي الطلب وسيلحق الضرر بي أو بأولادي وإن لبيت الطلب سيرضى عني ويلبي دعواتي بشفاء والدي …وهذه أوامر منه ومن اليسوع الذي حضر لعندها أيضا …. وكان يساعدها الخوري (..) والخوري (..) … وبعد مدة أعلمت زوجي بما حدث وأقيم من نفسي مدعية …؟؟؟
وبنتيجة المحاكمة : // قرار محكمة بداية الجزاء الرابعة بحلب رقم (1143) اساس (5948) تاريخ (28/11/2201 ) بجرم احتيال ومناجاة ارواح.//:
- تغريم المدعى عليها (500) ل.س لارتكابها جرم الاحتيال …الحبس ثلاث سنوات وحساب مدة التوقيف.
- إلزامها بدفع مليون ليرة بسبب الضرر.
- إلزامها بدفع خمسة ملايين ليرة سورية بسبب الضرر …. الخ .
والدعوى قيد النظر لتاريخ كتابة هذه الرسالة ولم يبت بها القضاء بحكم مبرم بعد . الجريمة الرابعة :
*الجني لا يقبل العملة الوطنية ويطالب الدفع بالدولار ..؟ *
….( م ) تاجر معروف في مدينة حمص , تراجعت تجارته في الفترة الأخيرة , فنصحه البعض بوجود شخص يدعى ( ع ) بفك السحر والمس ويجلب الخير للناس بقدرته واتصاله وهو فقط يتلو القرآن , ولا يأخذ إلا نذراً يسيراً من المال , وعمله هكذا..( لله بدون اجر ويوزع ما يأخذه على قلته على الفقراء وهو لا يطلب بل الناس يعطونه ويجزونه …) ؟.
… ولما كان ( م ) تاجراً كبيراً لم يذهب إلى ( ع ) بل دعاه إلى منزله , وهنا طلب منه الرجل مبلغ / 10 / آلاف دولار كون الموضوع تجاري اقتصادي ؟ , فتم تأمين المبلغ , وطلب الشيخ من ( م ) الذهاب إلى مكان توجد فيه كلاب , فرحلوا إلى البادية وبدأ الشيخ يعوي وينبح , وتجمعت حولهم الكلاب الشاردة وعندما عادوا إلى المنزل افتقدوا العشرة آلاف دولار , وقال الشيخ انه دفعها للجني , وتبين فيما بعد أن أحد أعوان الشيخ سرقها ؟؟. // ضبط البحث الجنائي بحمص رقم (2422 ) تاريخ ( 6/7/2002 ) // .
في الضبط وأقوال ( م ) الحرفية فيه :
++ في مقدمة الضبط :
تقديم كل من (..) لأقدامهم على سرقة عشرة آلاف دولار من منزل ( م ) بطريقة السحر والشعوذة , ومصادرة أدوات السحر وكتب سحرية أمانة (8474) …؟.
++ في أقوال ( م ) الحرفية :
أؤيد بما جاء في معروضي نصاً وحرفاً وأضيف انه منذ أسبوع تقريباً وبتاريخ ( 26/6/202 ) بيوم الأربعاء حضر إلى مزرعتي المدعو ( ع ) ….وقام بسرقة عشرة آلاف دولار من درج طاولة ضمن منزلي أثناء قراءة القرآن وبغفلة مني …. وأوهمني وانا اقله بالسيارة وبجانب الكازية أنه جن وأخذ ينبح ويحاول جرحي بأظافره … وبعد أن عدت إلى المنزل تفقدت المبلغ فلم أجده …..وانصب من نفسي مدعياً شخصياً بحقه .
// إدعاء النيابة العامة بحمص // رقم ( 1874 ) وتاريخ ( 9 / 7 / 2002 ) بالسرقة والاحتيال بموجب م / 625 , والدعوى حتى تاريخ اعداد الرسالة قيد النظر امام القضاء ولم يبت بها بقرار مبرم // .

الجريمة الخامــسة :
( توفيت صباح واغتصبت وتوفي والدها ولم يخرج الشيطان منهما ؟؟ ) هام جداً ..؟
صباح ابنة الستة عشر ربيعاً , أصيبت بحالة من الارتعاد والخوف والهلع عندما حاصرها وتهجم عليها كلب شارد في القرية , فما
كان من أهلها إلا أن اصطحبوها , إلى الشيخ ( أبو سليمان ), لكي يعالجها ويشفيها .
أبو سليمان يقرأ القرآن ويضع قضيب من اللوز على جسم المريض ( الممسوس بالجنون ) لكي يخرج الشيطان من جسده , ويعاونه في العلاج عدد من زوجاته ؟.
بداية نام والدها معها ليوم واحد في منزل الشيخ , وهو بيت من الشعر في البادية السورية , ثم غادر لعمله بعد أن أحضر زوجته لمتابعة الأشراف على علاج الابنة صباح , وأمر الشيخ أن يستمر العلاج لمدة تزيد عن عشرة أيام , وخلال هذه المدة كانت تتناوب على مرافقة المريضة ( صباح ) في النوم كل من أمها وعمتها , وهن لا يجوز لهن رفض أي طلب يأمر به الشيخ , طالت مدة العلاج , وعندما عاد الأب لمعرفة النتيجة , شاهد ما لم يكن يخطر بباله , فصباح مقيدة اليدين والرجلين بأوتاد مغروسة في الأرض وهي شبه مدماة ومكدمة وشبه عارية , فلما اغتاظ وغضب لما رآه وطلب أخذ ابنته , أمر الشيخ بربطه أيضا من يديه ورجليه لأنه هو أيضا مسه الشيطان , وطرد الشيخ الجميع وبدأ من جديد بمعالجة الوالد والابنة … من الجنون …؟.
مأساة حقيقية …, لقد رأى الأب بأم عينه ابنته كيف تضرب بدون شفقة ولا رحمة لطرد الشيطان من جسدها , وشاهد كيف تضرب على فرجها ودبرها بالعصا , وعلى كافة أنحاء جسدها بحجة أن الشيطان يدخل ويخرج من هذين الموضعين , شاهد كيف تتم تعرية ابنته , وكيف تغتصب أمامه وهي تصرخ وتستغيث وتستنجد , وهو مقيد , فشعر بتأنيب الضمير , وحاول التخلص ولكن القيود حالت دون ذلك بل إنه نال نصيبه من الضرب على أنحاء جسده لأنه هو أيضا قد جن ويجب إخراج الشيطان منه ؟؟؟ , فتوفي لعدم قدرته على الاحتمال وأدعى الشيخ انه في حالة تقديس , ..؟.
أما صباح المسكينة فقد تعرضت لكل شئ , وكانت غاضبة من أهلها لأنهم أودعوها هذا ( المصح ؟ ) , في البداية كانت تعتقد أن والدها موافق على كل ما يجري لها , وعندما حضر والدها وأصابه ما أصابها , شعرت ببراءته , ورأت والدها تنهال عليه العصي بالضرب , ورأت والدها وهو ينظر إليها وهي تغتصب , أو تضرب , أو تعرَى , وعلمت أن والدها قد مات وهو لا يبعد عنها سوى أمتار وان مصيرها آت لا محالة أيضا , فلم تحتمل وهي التي عانت من شتى الأهوال فأسلمت الروح , وماتت هي أيضا , حزناً وعذاباً …؟.
هذه ليست رواية خيالية , وليست فيلماً هنديأ , إنها حقيقة مادية واقعية وهاكم الدليل .
// ضبط مكتب الأمن الجنائي بحمص ( منطقة القصير ) رقم ( 3 ) تاريخ ( 6/1/2001 ) والدعوى قيد النظر امام محكمة الجنايات بحمص //.

** في الضبط والأقوال الحرفية :
مقدمة الضبط :
تقديم كل من المدعو ( خ ) وزوجته ( ع ) من منطقة القصير بحمص لإقدام ( خ ) على قتل ( ع ) وأبنته (ص ) بالاشتراك مع زوجته إلى المحامي العام بحمص .
بمركز القسم وبناء على برقية رئيس قسم حمص الجنوبي …. المتضمنة إسعاف كل من المدعو (ع ) عمره /45/عاماً , وأبنته ( ص ) عمرها /16/ عاماً مفارقين الحياة إلى المشفى الوطني بحمص وذلك من بيت شعر في قرية الدمينة … وبحضور هيئة الكشف وتولجت التحقيق .. ولم يحدد القاضي سبب الوفاة حتى تشكيل لجنة طبية … كونه شاهد آثار شدة على كافة أنحاء الجسد وأمر القاضي بالتحقيق والقبض على المتوارين …؟.
أقوال الأم المفجوعة بزوجها وابنتها , الحرفية في الضبط :
اسمي (..) …الخ , أفيدكم : أن ابنتي ( .. ) كانت تعيش حياة طبيعية معنا في المنزل إلا أنه بآخر أيام رمضان …أرتعبت نتيجة محاصرتها من كلب عائد إلينا حيث وقعت على الأرض وأغمي عليها ( وأصابها بعض المس من الجنون )….. وعند وصولنا لعند الشيخ ( خ ) قام بدق ثلاثة أوتاد وربطها من يديها ورجليها بالأوتاد وجلس أمامها وبدأ يضربها على رأسها وكافة أنحاء جسمها بعود طوله حوالي متر وبقطر /3/ سم , ليطرد الجان منها وهو يهمهم بكلمات لا أفهمها … ولم أنم طوال الوقت خوفأ وانزعاجاً على ابنتي , وكان الشيخ يرفض إطعامها … وبعد مدة فك الرباط عن أرجلها وأبقى يديها مربوطتين , وعاد إلى معالجتها بواسطة العود وبدأ يضربها به ويهمهم … ثم قال لي اذهبي وليأتي غيرك إلى هنا , وذهب لعند الشيخ زوجي بدلاً مني , وبعد أربعة أيام عدت وكان زوجي بحالة صحية جيدة , أما ابنتي فكانت منزوية على نفسها , …. وجلست حوالي الساعة معهم ثم غادرت , ولم أعد حتى يوم الجمعة (5/1/2001 ) فعلمت بوفاة زوجي .. , وابنتي .. , علماً أن زوجي كان بحالة صحية جيدة وملكاته العقلية كاملة ولم يكن يشتكي من أي مرض أو علة , ويعيش حياة طبيعية , وعلماً أزيدكم انه في اليوم الأول علمت من ابنتي بأن شخص يدعى ( ع ) أعطاها مبلغ خمسون ل.س , وشخص آخر يدعى ( أ ) أعطاها ايضاً خمسون ل.س ..وانصب نفسي مدعية شخصية واطلب التحقيق ….. .
أقوال المدعو (ح) الحرفية في الضبط :
… تطابقت مجمل أقواله مع أقوال الأم ….. , وأضاف : وأفيدكم بأن الذي اغتصب الفتاة ( ص ) , هو المدعو .. ( .. ) وذلك قبل وفاتها بثلاثة أيام …؟
• أقوال المدعو (ي ) أمام قاضي التحقيق بحمص :
…… وكان الشيخ يقوم بضربها بالعصا على كافة أنحاء جسمها , …. , وكان يخص بالضرب على فرجها ودبرها ويقول أن الجن قد تزوجها ثلاث مرات … , … وكان يضربها من اجل إخراج الجن من هذه المنطقة ؟.. وكان والدها بحالة صحية جيدة , ولكن الشيخ ربطه وقيده ولكن الأب كان يصيح ويستغيث ويطلب فكه .. ؟, وكنا نخرج جميعاً من الخيمة … , ولا أعلم فيما إذا كان الشيخ يغتصبها أم لا ؟؟؟.
// الدعوى لازالت قيد النظر امام القضاء ( محكمة الجنايات بمحافظة حمص ) , ولم تفصل بقرار مبرم بعد ….. /// .

* أنباء من الوطن العربي : المصدر ( قناة الجزيرة القطرية ) .
السبت 21/7/1423هـ الموافق 28/9/2002م، (توقيت النشر) الساعة: 20:54(مكة المكرمة)،17:54(غرينيتش)
// محكمة مصرية تأمر بحبس مصري ادعى النبوة ..؟//

أمرت محكمة جنح أمن الدولة في مصر بسجن مصري ادعى النبوة وعشرين من أتباعه بينهم خمس نساء بعد أن أدانته بتهمة ازدراء الإسلام.
فقد حكمت المحكمة اليوم على مدعي النبوة سيد طلبة علي بالسجن ثلاث سنوات، كما أمرت بسجن امرأة مصرية من اتباعه تدعى جمالات سليمان لعام واحد، في حين حكمت على الـ19 الآخرين بالسجن مع الشغل لمدة عام مع وقف التنفيذ
وأشارت المحكمة في حيثيات حكمها إلى أنه ومن خلال شريط التسجيل الذي يضم لقاء للمتهمين مع مدعي النبوة اتضح أن سيد طلبة يدعي أنه رسول الأمة ويقول لأتباعه إنه نبي، وأبانت أن المتهمين معه كانوا يوافقونه على ذلك ويروجون له.
ويعمل طلبة البالغ من العمر 48 عاما موظفا بهيئة الطاقة الذرية المصرية، وقد اعتبر نفسه خلال الاستجواب أنه نبي آخر الزمان وأنه مرسل إلى هذه الأمة ويتلقى رسائل من السماء وأن الملائكة مسخرة لتنفيذ أوامره في علاج الأمراض.
وكانت الشرطة قد صادرت من مكتبه في القاهرة أثناء عملية اعتقاله في مارس/ آذار الماضي /33/ رسالة ادعى أنها مرسلة إليه من الله سبحانه وتعالى وتحمل توقيعه إضافة إلى أشرطة فيديو ادعى طلبة خلالها أنه يتحدث إلى الملائكة. يشار إلى أن حكم محكمة أمن الدولة نهائي وغير قابل للاستئناف، ويحق فقط لرئيس الجمهورية أن ينقض الحكم أو يلغيه.

// أنباء من العالم ( المصدر قناة الجزيرة القطرية ) :
السبت 8/4/1422هـ الموافق 30/6/2001م، (توقيت النشر) الساعة: 16:10(مكة المكرمة)،13:10(غرينيتش)
* 240 قتيلاً في مطاردة للسحرة في الكونغو *
لقي أكثر من 240 شخصا مصرعهم في الأسبوعين الماضيين في عملية مطاردة للسحرة شمالي شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية. ويقول الجيش الأوغندي -المؤيد للمتمردين- والمنتشر في المنطقة إن عمليات القتل بدأت بعد انتشار إشاعة عن أرواح شريرة تسكن بعض القاطنين في المنطقة الذين ينزلون اللعنة بالسكان.
وأشار زعيم محلي في مدينة أور الشمالية الشرقية إلى أن الزعماء المحليين يطلبون من الأهالي تحديد المتهمين بالسحر حيث يطلب منهم تسليم الأدوات التي يستعملونها في السحر وإرشاد الزعماء إلى السحرة الآخرين، وتنهمر عقب ذلك حشود من السكان بضرب السحرة حتى الموت.
وقد اعتقلت القوات الأوغندية الزعيم المحلي مع 80 شخصا آخرين شاركوا في عمليات الضرب حتى الموت. وأوضح قائد القوات الأوغندية في المنطقة أن نحو 200 شخص من الرجال والنساء والأطفال لجؤوا إلى مواقع القوات الأوغندية في المدينة بعد فرارهم من الجموع الهائجة. وأكد القائد العسكري الأوغندي أنه تمت السيطرة على الأوضاع.


الموضوع الأصلي : الدجل والقانون الكاتب : AlexaLaw المصدر : منتديات عالم القانون
التوقيع
توقيع العضو : AlexaLaw
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.AlexaLaw.com
AlexaLaw
مؤسس و مدير عام المنتدى
AlexaLaw
مؤسس و مدير عام المنتدى

الجنس : ذكر

تاريخ التسجيل : 03/03/2010

عدد المساهمات : 19648

نقاط : 12655173

%إحترامك للقوانين 100

العمر : 35

الأوسمه :

 الدجل والقانون 1384c10


الأوسمة
 :


 الدجل والقانون Empty
مُساهمةموضوع: رد: الدجل والقانون    الدجل والقانون I_icon_minitime22/9/2011, 16:15

خيارات المساهمة


***** تمهيد ****

لم تكن تلك الدراسة , لهذا الموضوع ( الدجل والتنجيم والشعوذة ومناجاة الأرواح ) , وليدة الساعة , وليست هي مجرد أطروحة أو مجرد رسالة للانتقال إلى جدول الأساتذة فحسب , فهذا الموضوع الهام يعشعـش في عقل المجتمع عموماً , ومنه المجتمع العربي تحديداً , بل إنه تراكم مثيولوجي وشعبي موغل في القدم , بل إن ما زاد من تفعيله والعمل به ( شعبياً ) , جانب من سوء الفهم الديني أو مغالاة في التفسير الصحيح للنص , ورغم اختراق العلم لكل نواحي الحياة في المجتمع فما زال العقل البشري , بل قل العقل العربي , يعطيه جزء من الولع والاهتمام , إن على سبيل الاستغراب والتعجب وعدم وجود إجابات منطقية أو عقلانية , أو على اعتباره شكل من أنماط الإحالة الإيمانية لما وراء الغيب , بحكم أن لا أحد يعلم بالغيب .
وكثيرة هي الحالات التي سمعنا بها وما زلنا نسمعها , والتي تؤكد لتلك العقلية البسيطة التي تعتقد أن هناك من يستطيع , أن يشفي الناس من عللها , أو يبعد عنها الألم , أو يكشف لها عن المستقبل , أو التي ترسم مسار الحياة لـلإنسان من حيث سعادته أو بؤسه , ومرد ذلك إلى الاعتقاد الجازم بإمكانية وجود بعض البشر في هذا الزمن , و أن تكون لهم حظوة معينة لدى القدرة الإلهية ؟ , أو أن القدرة الإلهية منحتهم قوة ما أو طاقة ما , بسبب تواصلهم في الزهد والعبادة , فأصبحوا قادرين على الاتصال بها وبواسطتها يتمكنون من حل كل ما يصيب الإنسان من ضرر في جسده أو عقله أو في مسار حياته .
ويرى البعض أن جنوح المجتمع والإنسان في ابتعاده عن الإيمان بالخالق , ووجود المصائب والكوارث البشرية ما هي إلا تذكير الخالق لعبده بوجوده وبضرورة العودة إلى عبادته , وأن الخالق يرسل تنبيهات كونية لتأكيد تلك العودة , ولكن ما يثير الدهشة , أن هناك بعض من المراجع الدينية , وحتى الرسمية منها , ما تلبث أن تعمل على استغلال هذا المشهد المليء بالعظة والتأنيب , فلا تعالج أي مشكلة يقوم بالترويج لها , البعض من الدعاة أو المنافقون , وهذه المراجع بصمتها وعدم تحليلها الديني والعقلي لتلك الظواهر التي يستغلها هؤلاء الدعاة , تحت راية اقتراب يوم الحساب أو ضمن موضوع التنبيهات الإلهية للحث على العبادة , تكون قد عملت على تكريس نظرية ضمن العقل البشري المؤمن بالغيب , ألا وهي وجود من يملك القدرة على رفع الأذى عن الإنسان في جسده أو عقله أو في مسار حياته , فيستغل إيمان الفرد بالغيب تحت تلك الراية , ويبدأ هذيان غير مسبوق في تجاوز العقل والعلم والدين والقانون .
هذه الدراسة , تقترب كثيراً جداً , من مفهوم الوعي الديني السليم , والمقترن بالعقل والعلم , ولكننا لسنا في صدد مراجعة الكم الهائل من الرفض الديني , لتلك الأمراض الاجتماعية , حتى لا تغدو الدراسة نوع من الشرح الديني المحض , ولن نقترب من التشريع الديني إلا بالقدر المناسب للطرح القانوني , والذي أرجعه المشرع لهذا الجذر الديني , بل والأخلاقي والعلمي , فتلك دراسة قانونية تسعى إلى استشفاف القصور التشريعي في تناول ابشع أمراضنا الاجتماعية , علاوة على وجود قصور في التوعية الدينية , وهذه الأخيرة ليست في صلب الدراسة , ولها من هو مختص بها .

وفي ابشع ظاهرتين , سمعنا بهما , وقعتا في مجتمعنا الوطني , مع نهايات القرن الماضي , قرن الابتكارات العلمية الواسعة , والتي لم يرتقٍ للتصدي لهما , أي مرجع علمي أو حكومي رسمي , ولا حتى ديني في التحليل والتوعية من الناحية العلمية ( والقانونية ) والدينية , وكأن هناك سكوت أو توافق , مبرره عدم التدخل في تلك الأمور والمعتقدات من قبل السلطة وكافة مؤسساتها وأهمها ( القضائية ) , وصمت غير مبرر وغير شرعي , من قبل المراجع الدينية كافة يعززونه , بالرغبة في حث الناس على الإيمان , ولكن دون أن تعلم كلا المؤسستين الحكومية والدينية , أن هذا الصمت , إنما يخلق في قلب الوعي والعقل البشري / والذي هو أصلاً يؤمن بأفكار متوارثة وخاطئة / , نوع من الرضوخ , لكل من يدعي وعلى مرور الزمن انه قادر على معالجة الناس من عللهم وأمراضهم , وهؤلاء يرون مبرراً لما يدعونه , إن في صمت المرجعية الدينية , أو ذا ك الصمت المذكور والغير معلل من قبل مؤسسات العلم والقضاء الرسمية , فيستغلون تلك الظواهر لمأربهم الشخصية أو لتوطيد مراكزهم الاجتماعية , والدينية .
ففي جوار , محافظة ( الرقة ) في الجمهورية العربية السورية , سمعنا بوجود ( تيس ) , يدر الحليب ,؟, وما هي إلا أيام معدودة حتى اصبح هذا الحليب هو الدواء الشافي والمعافى لكل الأمراض , وأخذ الناس يتقاطرون , ويسافرون لشرب / رشفة / من هذا الحليب من هذا ( التيس ) , الذي اصبح حليبا مقدساً , وكان من الملاحظ للعيان وجود رجال الشرطة الذين كانوا ينظمون ويحمون ذاك المكان ؟؟ , مع التأكيد على عدم شفاء أي حالة من علتها من كل هذا المجموع الهائل من الناس .

وفي محافظة ( حلب ) في سورية أيضا , تجمهرت جموع غفيرة من الناس , لدى زيارة أحد ( رجال الدين ) لإحدى الكنائس , من اجل أن يباركهم هذا الرجل , فيشفيهم من أمراضهم وعللهم , بوجود كبار من ضباط الشرطة والأفراد الذين رأيتهم بأم عيني ؟, مع التأكيد عل عدم شفاء أي حالة أيضا ؟ .

وفي كلا هاتين الحالتين , لم نسمع أي تحليل لا علمي ولا ديني / على المستوى الرسمي / , في تأييد أو رفض تلك الظاهرتين , ونحن نرى بالضرورة , أن هذا الصمت , بل عدم التصدي ومنع وقمع تلك الظواهر من الانتشار , إنما يشجع ويدعم عمل ( الدجالين والمنجمين والمشعوذين ومناجي الأرواح ) , على المدى الطويل , لأنه يؤسس ويوطد ذاك الموروث والتراكم الشعبي في عقل الإنسان , الآتي من عمق التاريخ , عن قدرات هؤلاء الدعاة واستغلالهم لذلك الآمر .
وإن كانت هذه الظواهر السلبية , وإن كان الدعاة من المنجمين والدجالين والمشعوذين ومناجي الأرواح لا يقتصر وجودهم في سورية فقط , فنحن نراهم بكثرة في كل مجتمع , وكلما كان المجتمع متخلفاً كلما ازداد وجودهم , وكلما ابتعد الفكر عن العقل وعن التفسير الديني المنطقي , كلما تكاثروا , لدرجة , اصبح المجتمع المتخلف يتسم بوجود نخبة من هؤلاء الدعاة الشعبيين , ولهذا نرى تلك الأمراض تنخر كالسوس ( وكغيرها من الأمراض ) , في بنيان مجتمعنا العربي والوطني , بالرغم من وجود التطور العلمي والتنموي , وبالرغم من قيام بعض المجتمعات العربية بقفزات نوعية في سبيل اعتلاء موجة العلم والتطور , ومنها ما يحصل في سورية من تحريك وتحريض لكوادر العلم على الارتقاء والتقدم , ولكن يبقى الأهم من كل ذلك هو , التصدي العملي لمحو تلك الأمراض من عقل الإنسان العربي , بالتوعية والعلم والتفسير الديني الصحيح , / فمثلما نتصدى لـلأمية في القراءة والكتابة / , وعلى غرار ما يقرره المشرع ومرفق القضاء في موضوع إلزامية التعليم لمراحل متقدمة , و بوضع العقاب الزاجر , لكل من يترك أو يحرض على عدم الالتزام بتلقي العلم والدراسة / مرسوم إلزامية التعليم../ , يتوجب مواجهة ومجابهة أخطار هؤلاء الدعاة / من المنجمين والدجالين والمشعوذين … / , على الناس والمجتمع , فيصدر المشرع بالتعاون مع لجان مختصة ومرفق القضاء , كل ما يمكن فعله من عقوبات وغرامات رادعة لهؤلاء , فيكون لمعالجة تلك الأمراض بعداً مجدياً أكثر من مجرد اعتبارها محرمة دينياً , وأكثر من مجرد معاقبة المجرم فيها بغرامة مالية / بضع ليرات سورية / بل أن يعمل على اعتبارها جرائم لا تقل خطورة , عن الجرائم الاقتصادية , على اعتبار أن ضررها لا يقتصر على مسيرة التقدم العلمي والمجتمع ككل , بل يتجاوزها إلى إيقاع الضرر في أبدان الناس ومالهم وعقولهم , واعتبار تلك الأفعال جرائم جسيمة ومستقلة تماماً , وليس من قبيل اعتبارها وسيلة من وسائل الاحتيال .

المقدمة :
لا أعتقد أن موضوع هذه الدراسة , على قدر من البساطة , التي دعت كثير من الزملاء الذين سبقوني في تقديم اطروحاتهم , للابتعاد عنه , فقد بحثت دون جدوى , فلم أجد من تناولها بالدراسة أو التحليل العلمي القانوني في كل فروع نقابتنا .
وعلى الرغم من وجود العديد من المواضيع القانونية المثيرة للنقاش والجدل , والتي أشبعت بحثاً وتحلياً , إلا أن موضوعنا الراهن ظل بعيداً كل البعد , فلم يطله أي بحث , ولم يتناوله أحد لا فقهاً ولا اجتهاداً ولا تشريعاً , وكان نضوب الدراسة القانونية , واقتصار الجهد القضائي والتشريعي _ في سورية _ على اعتبار تلك الأفعال ( الدجل والتنجيم والشعوذة ومناجاة الأرواح ) , باعتبارها نوع أو طريقة من طرق الاحتيال والنصب , وإدراجها تحت ظل المادة ( 641 _ وما يليها ) من قانون العقوبات السوري الصادر بالمرسوم التشريعي رقم / 148 / تاريخ ( 22/6/1949) , وما يرافق هذا الأدراج والتكييف تحت ظل المادة المذكورة , من عدم مثابرة المشرع للتطور الاجتماعي من جهة , وتفنن وابتداع الجناة لوسائل شديدة التأثير على حياة الأفراد الجسدية أو المادية والتي كثيراً ما ينجم عنها ويتفرع منها جرائم قاسية الوقع على الحياة الاجتماعية تنتهي كثيراً بالموت أو التشويه البدني أو إحداث العاهات أو إلحاق الضرر بالمال الخاص من جهة أخرى , / كما رأينا من الجرائم المذكورة أنفا / , وكل هذا يحدث وطوال تلك الفترة الممتدة منذ صدور قانون العقوبات السوري وحتى تاريخ إعداد هذه الرسالة بقي المشرع صامتاً , ولم يتصدى لهؤلاء الجناة إن لجهة تشديد العقوبة , أو إصدار قانون خاص رادع , يتماشى مع مهمة المشرع في التصدي لظواهر جديدة من الجرائم ذات طابع خاص , كان قد أغفلها سابقاً , أو نص على عقوبة خفيفة أو رمزية لها / الغرامة أو الحبس التكديري / , وذلك على غرار ما يصدره من العديد من القوانين الخاصة / المؤقتة / , من مثل قانون العقوبات الاقتصادية أو قانون مكتب القطع أو قانون الدعارة أو قانون السير أو قانون التموين والتسعير أو قانون إلزامية التعليم لمراحل متقدمة ,.. الخ , والتي ما أن تحقق غايتها حتى يسارع المشرع إلى وقف العمل بها , أو إلى تطويرها وتشديد عقوباتها لتواكب اطراداً ازدياد تلك الجرائم وتحد منها للقضاء عليها .

هذا الصمت من المشرع , وهذه الإحالة القضائية _ في الوصف والتكييف القانوني والعقاب _ لتلك الجرائم / الدجل والتنجيم والشعوذة ومناجاة الأرواح / إلى مواد قانونية أخرى لا تتوافق معها ولا مع أركانها المختلفة عنها , ولا تمت إليها بأي صلة , إلا باعتبار تلك الإحالة تؤدي إلى سحب تلك العقوبة المقررة لجرائم الاحتيال وتطبيقها على الجرائم المذكورة ما يتيح للقاضي التصدي لجسامة الضرر الناجم عنها , والذي لا يرى على الإطلاق أن المادة التي تعاقب على هذه الأفعال الجرمية كافية ورادعة بالنظر إلى نتائجها هذا إذا أخذنا بالاعتبار أن المشرع وضع مادةً وحيدةً / المادة _ 754 _ ق.ع.س / , لم تتطور ولم تعد قادرة على ردع وزجر تلك الجرائم/ وفق علم أسلوب العقاب وتطور الجريمة / منذ أن صدر قانون العقوبات , وهذه المادة أصبحت لشدة بساطتها وتدني عقوبتها غير كافية وغير مجدية , مما يدفع بالقاضي الناظر بتلك الجرائم إلى البحث عن بديل لها , فابتدع الفقهاء والقضاة, تشابهاً وتماثلاً بين أركان جرائم / الدجل والتنجيم والشعوذة ومناجاة الأرواح والمعاقب عليها بالمادة (754 ) ../ وأركان جرائم النصب والاحتيال وضروب الغش والمنصوص عنها في المادة /641 , وما يليها , ق.ع.س /, رغم الاختلاف البيِن بين أركان هذين النوعين من الجرائم , وقد آزرتهم في هذا الازدواج والقياس محكمة النقض السورية ولم تـتــسنى لها حتى ألان البحث في فوارق أركان كل جرم على الاستقلال , مما أوقع المؤسسة القضائية في ضبابية الوصف والتكييف مرده ضعف التشريع وعدم المواكبة .
سوف اقدم في تلك الدراسة المتواضعة , والتي اعترف مسبقاً بنقص وضعف في تناولها يعود سببه إلى قلة الاجتهاد , ونضوب الشروح القانونية التي لم تتوفر بين يدي , حتى تلك الصادرة عن المراجع القضائية العربية , والتي رأيت أن معظمها _ إن وجدت _ تتمحور حول اعتبار جرائم / الدجل والتنجيم والشعوذة ومناجاة الأرواح / ضرب من ضروب النصب والاحتيال , بينما اقدم في هذه الدراسة , رأياً آخر وبجهد شخصي أتمنى أن يثمر

ويكون القناعة القانونية والموضوعية إلى اعتبار تلك الجرائم , من نوع الجرائم المستقلة والبعيدة كل البعد عن النصب والاحتيال والتي تحتاج إلى تشريع خاص ونص خاص يعالجها نظراً لاستفحالها في مجتمعنا العربي عموماً والعربي السوري تحديداً, وإن تمكنت من ذلك سأكون فخوراً لعدم التطرق إلى تلك الناحية الهامة سابقاً , وسأشعر بالرضى لأنني قدمت لوطني من خلال هذه الرسالة ما يفيده في القضاء على مظهر من مظاهر التخلف التي نسعى جميعاً لتجاوزها إن تناولتها المراجع القضائية والتشريعية بمزيد من الاهتمام بمعالجتها بقانون خاص يردعها ويردع من يعمل بها , وإن أخفقت في ذلك أكون قد سلطت ووجهت بقعة ضوء كبيرة حول موضوع يزداد استفحالاً وتـتـناوله معظم فئات المجتمع , وسبب ذلك ضعف النص والعقوبة , فقد توجد حينه آذان صاغية تغير في نص المادة الوحيدة ( 754 ق.ع.س )التي أكل الدهر عليها وشرب ولم يعد أي جدوى لبقائها على الصورة التي صدرت عليها منذ اكثر من نصف قرن , بحيث تفضي إلى ما توخاه المشرع من وجودها ومن جدوى العمل بها لقمع تلك الجرائم والمجرمين فيعمل على تغييرها وتشديد عقوبتها .

لقد قسمت الدراسة إلى قسمين :
• القسم الأول :
// الدجل والتنجيم والشعوذة ومناجاة الأرواح في الحياة والمجتمع //
أتناول في هذا القسم وبلمحة موجزة هذه الجرائم من خلال أثرها على مختلف نواحي حياتنا ومجتمعنا ولعل الجميع اصبح عالماً بها وبضررها .

• القسم الثاني :
// الدجل والتنجيم والشعوذة ومناجاة الأرواح في القانون والقضاء والرأي الشخصي //
وهذا هو القسم الجوهري والقانوني الهام , وابحث فيه ضمن فصول , المادة ( 754 ق.ع.س ) , والمادة ( 641 ق.ع.س ) , وسأوضح الفرق بينهما واستقلال كل منها عن الأخرى , واختلاف أركانهما , ثم ضرورة وجود نص خاص لقمع تلك الجرائم والرأي القانوني الشخصي , والخاتمة .

في المجتمع والأدب والثقافة والفن .
… بدخول العلم في حياة الأفراد والمجتمع , تطورت المفاهيم الاجتماعية , وتقدمت العلاقات نحو مزيد من ألأنسنة الحضارية , وكان لكل من الأدباء والمفكرون والفنانون , نصيبٌ وافرٌ من توضيح وفرز ونبذ لكل ما هو سيئ في المجتمع العربي , فتـناول هؤلاء موضوع , / الدجل والتنجيم والشعوذة ومناجاة الأرواح /, بطريقة ما في أعمالهم , إلا أن طروحاتهم تلك لم تتجرأ لتعتبر الأعمال السلبية لهؤلاء من قبيل الجرائم المتوجبة العقاب , ولم يستطيعوا أن يقدموا للمتلقي الحل أو النتيجة العقابية الرادعة , واقتصرت الأعمال على طرح تلك الأفعال كظواهر سلبية فحسب , ويمكن أن يكون السبب هو قصور من قبل المشرع , في تجريم الظواهر السلبية هذه ووضع العقاب الشديد لها , ونزوعه لاعتبارها من قبيل جرائم الاحتيال , هذا إذا علمنا أن بعض قوانين الجزاء العربية لم تفرد نصاً يعاقب عليها , أو إن وجد النص / في قوانين العقوبات العربية الأخرى / , فهو يحدد لها عقاباً بسيطاً حده الأدنى ( الغرامة ) , وحده الأعلى ( الحبس التكديري ) , كما في قانون العقوبات السوري , م/ 754 , مما لم يسمح بمعالجة تلك الظواهر بشكل كامل , كما ويمكن أن يكون السبب الغير مباشر يعود إلى أن المرجعية الدينية لم تتصدى بدورها بشكل حاسم لهذه المثالب , ولم تحرك لدى الحكومات الرسمية مطلباً بضرورة تشديد ومعاقبة الجناة , ومرد ذلك إلى وجود الخلط والغموض , في فهم النص الديني , ولعدم التصادم مع مصالحها _ على ما سنوضحه لاحقاً _ .
ورغم المساهمة المحدودة من قبل الأدباء والمفكرون والفنانون , في التعرية لمظاهر التخلف ورفضها / الدجل والتنجيم والشعوذة .. / , فلم تصل إلى النتائج المرجوة منها , لعدم ترافق ذلك مع حملات توجيهية وإصدارات قانونية عقابية رادعة مثل : قانون مكافحة المخدرات , وقانون التهريب , وقانون مكتب القطع , وقانون التموين والتسعير , وقانون التعليم الإلزامي , وقانون الصيد وحمل الأسلحة , … الخ , فلم نسمع بوجود أو إصدار قانون / الدجل والتنجيم ,..,. / يلاحق ويعاقب , أعمال وجرائم / المدجل والمشعوذ والمنجم ومناجي الأرواح / , فيحدد كيفية الملاحقة / عفواً أو بشكوى من المتضرر / وضبط الأدوات والتوقيف , والعقوبة , وكأن أفعال هؤلاء لا تنتج ضرراً بالأفراد والمجتمع , أو إن خطورتها ضئيلة ولا تستدعي من المشرع التصدي لها بالطريقة التي يتصدى لها للجرائم الأخرى .

فجاءت أعمال المفكرون والأدباء والمثقفون والفنانون ضحلة ولو ذكرنا بعضها على سبيل المثال :
قصة ( قنديل آم هاشم ) للأديب محمد نديم , ورواية ( موسم الهجرة إلى الشمال ) للأديب السوداني الطيب صالح , ورواية (حبال من رمل) للكاتب السوري نهاد سيريس , وأفكار الكاتب ( الصادق النيهوم ) ..وغيرهم , وأعمال الفن التشكيلي للفنان , فاتح المدرس , ولعمر حسيب , وعبد فكتور ,… وغيرهم , وكذلك الأعمال الفنية ( في المسرح والتلفزيون والسينما ) _ وهي لا حصر لها _ , لكل من الفنانون دريد لحام , وعادل إمام , ومحمد صبحي ,..وغيرهم , وكل هذه الأعمال التي تعرضت لموضوع رسالتنا , لم تصل إلى غايتها , بدليل أن هذه الأفعال والأفكار الخاطئة ما تزال موجودة في قناعة البعض من الأفراد , كما وما نزال نسمع بوقوعها , وأقربها تلك الجرائم التي ذكرت بعضها في المقدمة , أو أن العقل الشعبي ما زال يؤمن بها .
فعلى سبيل المثال :
مازال يفسر طنين الأذن , على وجود شخص ما يذكرك وقت طنين إذنك ؟, وإن أصاب الحكة راحة كفك الأيمن يعني انك ستقبض نقوداً وأما إن أصاب الحك راحة اليد اليسرى فمعناه انك ستدفع النقود , كذلك إن عدم التعوذ والبسملة أو (التصليب) /عند المسلمين والمسيحيين/ أثناء سكب الماء المغلي , قد يؤدي إلى ظهور الشيطان أو الجان , وأن العمل والكنس , عند اليهود في يوم السبت , ولدى المسلمين يوم الجمعة قد يؤدي إلى وقوع الشرور والأذى وهو أمر غير مستحب , كما وان إطلاق الصفير بواسطة الفم ليلاً يوقظ الشيطان والجان , إلى اعتبار أن تقليم الأظافر في أوقات معينة يجلب الشر بين الناس , وأن فتح المقص وإغلاقه دون قص شيء ما , يجلب المشاكل والمعارك بين الناس , إلى اعتبار صوت البومة أو الغراب أو الكلب أو القطة أو الذئب أن شراً مستطيراً سيأتي عند سماعها , وغيرها الكثير , هذا على مستوى الخرافة الشعبية , وكل هذه الأمور والمعتقدات ليس لها أي تفسير علمي ولا حتى ديني بل إنها مجرد خرافات متوارثة تختلف من مجتمع إلى آخر .

وفي تطور آخر :
يعتقد البعض إن بعض الأمراض أو العاهات أو الطبائع , لا تصيب الإنسان إلا عندما يمسه الجن أو الشيطان , أو أن هناك من كتب له , أو تم سحره , فبعض الأمراض العصبية / الهلوسة ,أو الصرع, أو الجنون ؟ / يؤمن البعض أنها من فعل الشيطان أو الجان , وهنا لا يمكن للمريض الشفاء منها إلا بإخراج الجني أو الشيطان من جسد المريض , وهذا الأمر لا يقدر عليه , إلا شخص متمكن هو على الغالب /الشيخ أو الكاهن /, الذي يعرف ويفهم ويتحدث مع الجني والشيطان وهذا الأخير قد خاوى الجان أو الشيطان ,؟,.
كما ويوجد اعتقاد آخر لدى بعض شعوب المنطقة من أن بعض الأمراض الجلدية لن تشفى إلا بالتبرك وتقديم الأعطية لقبر شخص ما قد يكون إمام مسجد أو تمثال للسيدة العذراء , أو بدهن الجلد بتراب من ارض محددة كونها مباركة لأن نبي ما , كانت الأرض موطئ لأقدامه ؟ , كما ويعتقد آخرون أن الرجل العقيم أو المرأة العاقر لا يمكن لهما أن ينجبا الأطفال ويكونا خصوبان , إلا بكتابة الأحاجي على جسدهما , أو يدهنا بمصل خرافي , الجسد حتى يتمكنا من الإنجاب ؟, وتجاوز الخيال إلى ابعد من ذلك لدرجة أن الشاب أو الفتاة , عندما يريدا أن يتحبـبا أو يعشقا بعضهما يلجأا إلى طرق عجيـبة من اللغط الذي لا معنى له إلا الخرافة والدجل والشعوذة , فيأتي الشاب أو الفتاة بأثر من الآخر, / مزقة ثوب أو شعرة رأس ,..الخ /, ليتحقق الحب والود بينهما , بل إن اغلب المشاكل بين الزوجين لا ترى حلاً إلا عند اتباع طرق معينة من الكذب والدجل , وإن أحب الزوج , أو تزوج ثانية على زوجته , فطريقة دفعه إلى كره العشيقة أو عدم الاستقرار مع الزوجة الثانية تقتضي , بالبصق في كأس الشرب / شاي أو قهوة ,..الخ / , أو إحلال الحبر المكتوب على ورقة ما / حجب/ في الماء وسقيه للزوج أو لعشيقته أو زوجته الثانية وفق ما يصفه الدجال للناس البسطاء , علماً إننا ولجنا الألفية الثالثة من حياة البشرية ؟ , ومازالت هذه المعتقدات سارية في مجتمعنا , ولهذا وعلى هذا الصعيد يجب أن تقوم حملة كبيرة بمؤازرة من الجهات المختصة , لتغيير الأفكار السائدة في مجتمعنا نهائياً .

الموضوع الأصلي : الدجل والقانون الكاتب : AlexaLaw المصدر : منتديات عالم القانون
التوقيع
توقيع العضو : AlexaLaw
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.AlexaLaw.com
AlexaLaw
مؤسس و مدير عام المنتدى
AlexaLaw
مؤسس و مدير عام المنتدى

الجنس : ذكر

تاريخ التسجيل : 03/03/2010

عدد المساهمات : 19648

نقاط : 12655173

%إحترامك للقوانين 100

العمر : 35

الأوسمه :

 الدجل والقانون 1384c10


الأوسمة
 :


 الدجل والقانون Empty
مُساهمةموضوع: رد: الدجل والقانون    الدجل والقانون I_icon_minitime22/9/2011, 16:17

خيارات المساهمة


• في الاقتصاد والتجارة :
ما من شك أن الاقتصاد والتجارة , اصبح يحكمهما قواعد ونظريات , ووجد لهما علماً قائماً ومستقلاً بذاته , فليس من منطق الأمور أن نرى أن تاجراً ما يـبحث عن أسباب خسارته لدى الدجال أو المشعوذ أو المنجم ؟ , ويعرض عن الأخذ بالعلم والجدوى الاقتصادية , كما حصل للتاجر السوري / راجع الجريمة الرابعة , البداية / , كما انه ما من شك أن هذه الجرائم تؤثر على الاقتصاد إذا تبين لنا إن كثير من رجال الاقتصاد والتجارة العرب يستفتون آخرون / لعلهم دجالين …/ عن مدى صحة المجازفة أو الأقدام على عقد صفقة تجارية ما , ( دون التمييز بين الاستخارة الشرعية ,والحظوظ الفلكية والدراسة العلمية ) , بل إن بعض المنجمون الفرنسيون نصح بعض الشركات الكبرى بعدم تنفيذ صفقة تجارية ضخمة بحجة انه علم إن الصفقة فاشلة ؟ , كما أن المبالغ الباهظة التي تنفق على استشارة المنجم للدخول في المنافسات التجارية ومعرفة ناتج الربح أو الخسارة فيها تلحق ضرراً بالاقتصاد لعدم دخولها في الدورة الاقتصادية فعلياً علاوة على إضرار الأفراد .
ونرى أن المغامرات والمنافسات التجارية لا يقدم عليها التاجر العادي بعد دراسة علمية مستفيضة , بل يعتمد على الأمل / أمل الربح بأي ثمن / , وربما يلجأ إلى التنجيم ليستدرك قصوره في عدم بناء الصفقة على أسس علمية , وتلاحظون كيف يؤثر / الدجل والتنجيم ,… / في هذا المجال ومن المتوجب إبعاد تأثيره ببث الوعي العلمي السليم.

في العلم والاكتشافات العلمية :
مهما تحدثنا عن العلم ومكتشفات الإنسان , الذي يستخدم العقل ومنطق المحاكمة العلمية وأسلوب العمل التجريبي , فلن تكفي مئات الصفحات للوقوف على إبداعات العقل البشري .
أن مكتشفات الإنسان لما يدور حوله , ولما تستلزمه مقتضيات أموره اليومية والشخصية , ثم تطلعه إلى الأبعد , إلى الكون وظواهره , تشكلت عبر حلقات متماسكة مترابطة ومستمرة , من العمل الدؤوب , فقد بدأت أول هذه الحلقات مع اكتشاف الإنسان للنار , وتتالت إبداعات العقل البشري , منذ الأزل وعبر مختلف العصور وحتى يومنا الراهن , ولم تقتصر على مجموعة بشرية محددة بعينها بل قدم العقل البشري ( الذي خلقه الله ) جل إبداعاته ومن مختلف أصقاع الأرض , بحيث نستطيع القول , إن مختلف عقول البشر تضافرت لتقدم للإنسانية كتلة واحدة من الإبداع العلمي , عبر حلقات تبادلية حضارية تمازجية .
وكان للعقل البشري العربي , نصيب كبير ووافر في تلك المساهمات الإنسانية العلمية, في مراحل ازدهاره القصوى , فقدم للإنسانية وفي معظم المجالات , اكتشافات وإبداعات , شكلت إحدى اكبر واعظم حلقات الترابط العلمي الإنساني , بحيث يمكننا القول وبقوة أنه لو لاها لما وصل العلم لدرجته الحالية , دون أن نبخس اكتشافات عقول البشر لدى الأمم الأخرى من دورها الكبير أيضا .
وحتى نقدم أمثلة تؤكد إن العقل العلمي العربي هو كغيره من عقول باقي أبناء الإنسانية في مساهمته في بناء حضارة العلم الكوني , ودون أن نخرج عن موضعنا , يمكننا أن نذكر دور عقول علماء العرب في شتى الميادين ومنها :
_ في علم الاجتماع : ( مقدمة ابن خلدون ) والتي مازالت تدرس في جميع جامعات العالم .
_ مكتشفات الإدريسي والطوسي وابن ماجة وغيرهم حول جغرافية الأرض والفلك .
_ مكتشفات ابن حيان وغيره في كيمياء المعادن والسوائل والمواد الأخرى .
_ اكتشاف العرب للصفر الرياضي , واكتشاف النظريات الرياضية من قبل الجبرتي والبيروني , والخوارزمي ..وغيرهم .
_ مكتشفات ابن سينا والرازي ,..وغيرهم في علوم البدن البشري والطب .
_ نظريات الفلسفة لابن رشد ,.. وغيره .

وأهم مكتشفات العقل العربي , هو حروف الكتابة .
وهذا يدل على أن السوية العقلية للبشر واحدة , ولا أحد أذكى من أحد , إلا بمقدار استخدامه للعلم ومنطق العقل .
وفي وقت نرى فيه أمم في أعلى مراتب التقدم الحضاري الإنساني من مجمل جوانبه , نرى أمم أخرى ما زالت تستلهم ماضيها , وتتطلع نحو التقدم واللحاق بركب الحضارة العالمية , ومنها امتنا العربية التي ما زال الجهل والتخلف يعتصر جانب من جسدها , وهي تسعى بعناء كبير _ رغم التسلط التي ابتليت به _ لكي يكون لها وجود ومكانة مرموقة بين سائر الأمم الأخرى , وهنا كم هو كبير , الجهد المتوجب القيام به , ومن قبل كافة مؤسسات الإدارة العامة , وعلى رأسها سلطتي التشريع والقضاء بمؤازرة من السلطة التنفيذية , للقضاء على كل مظهر من مظاهر التخلف , وفي مقدمها موضوع / الدجل والتنجيم والشعوذة ومناجاة الأرواح / , الذي يشكل أحد أهم أنواع السلبيات المثبطة لقيام العقل بفهم الوقائع علمياً , وإجراء المحاكاة العقلية والذهنية لإيجاد الحلول الصحيحة , فأين نحن من التقدم العالمي الحالي , الذي فاق الخيال , ومتى نستطيع أن نكون فاعلين لا منفعلين , أو مفعول بهم , بوجود هذه الأمراض في مجتمعنا .
ولو وقفنا عند احدث المكتشفات العلمية فقد لا نقتنع بها , لدقـتها ولتجاوزها حتى للخيال العلمي , الذي لم يكن خيالاً بكل معناه الواسع بل نشأ الخيال العلمي من أفكار العلماء ذاتهم , والذي تجسد معظمه في اغلب الاختراعات المتطورة , وفي كافة النواحي , فمن الرحلات العلمية إلى الفضاء الخارجي واكتشاف الكون , إلى افتتاح فندق ( محطة فضائية ) على سطح القمر لمن يرغب أن يقضي إجازته السنوية عليه , إلى اختراع احدث أدوات الطب , ( العمليات المجهرية الدقيقة , والمعالجة بدون جراحة _ الليزر_ ,..,الخ ), ووسائل الاتصال المتنوعة ( هاتف , فاكس , تلفاكس , هاتف محمول , انترنت ,..الخ ) , وأحدث وسائل التنقل ( دراجة , سيارة , طائرة ,..الخ ) , وأسلحة الفتك والقتل والتدمير الفائقة الدقة ( طائرة الشبح _ ستيلث _ والقنابل الكهرومغنطيسية ,..الخ ) , ويمكن الوقوف على احدث ما توصل إليه العلم في المثال التالي : منذ سنوات عديدة وعلماء وكالة المخابرات الأمريكية المركزية (cia), وعلماء المختبرات في وكالة الأمن القومي , ووكالة الفضاء الأمريكية ( nasa ) , منكبون على تطوير أجهزة التنصت والاعتراض على كل شاردة وواردة من المكالمات التي تجري في كل أنحاء العالم , وعبر مختلف وسائل الاتصال , فتوصلوا إلى اختراع ( كمبيوتر ) يحفظ في ذاكرته تريليونات من المكالمات والرسائل المعترض عليها لفك شيفرتها بسرعة مذهلة لا تتجاوز الدقيقة الواحدة , إلا انهم ومع هذه السرعة المذهلة يريدون أن يكون فك الشيفرة بأقل زمن ممكن ويقول جيمس بامفورد : [ في العام 2001 , كان الباحثون في , ( MIT) _ [معهد دراسات استراتيجية في الـ (cia)] _ يحاولون بنشاط المزاوجة بين المكونات الرقمية والبيولوجية بتغيير جرثومة الإشريكية القولونية (E. COLI ) بحيث تعمل كدائرة إلكترونية , إننا نرغب في صنع معالجات لا يزيد وزنها على حمولة اليد , ويأمل ابليسون وزملاؤه بأن يتمكنوا يوماً من رسم مجموعة دوائر على مادة بيولوجية ,وبالتالي تحويل الخلايا الحية إلى دوائر منطقية رقمية , وهذا يتطلب حشد بلايين الخلايا الحية , إن مختبرات بيل التابعة ل LUCEAT TICHNOLOGICS ) ) منكبة كذلك اختراع الحاسوب " الحي " بإنشاء محركات بحجم جزيء من الدنا (DNA) لدرجة أن يمكن جمع /30/ تريليون منها في حجم بقدر قطرة ماء واحدة على أن يتم ربط المكونات الإلكترونية الفيزيائية لهذه الخلايا البيولوجية الحية , مع مكونات إلكترونية صناعية تعطي حواسيب بطاقة وسرعة خزن لاتصدق , وقد تصل وكالة الأمن القومي سراً إلى القمة في السرعة والكفاءة الحاسوبية , بسرعة بيتافلوب أو اكثر أي إلى سرعة الدماغ البشري ؟. ] .
( المرجع : هيئة الأسرار, وكالة الأمن القومي تحت المجهر للكاتب جيمس بامفورد , ترجمة ونشر دار الكتاب العربي طبعة 2002 ) .

… وترون معي أن هذه الأفكار العلمية , خارقة وهي محض خيال علمي , ولكن لنتذكر جميعاً , كل المخترعات السابقة كانت من مخيلة العلماء وتحققت , إلا أنه ومع كل هذا التقدم العلمي الهائل , مازال (المنجمين والعرافين والدجالين ) يحشرون أنوفهم في كل مكان وبدون أية دراية علمية , فمع دخول الألفية الثالثة , انهالت تنبؤات ( المنجمين ) , فمن قائل منهم أن الكوكب الأرضي سيزول , ومن قال منهم أن مجرة ما ستسقط فوق باريس , ومن قائل أن فلان من القادة سيموت , أو أن حرباً كونية ستقضي على البشرية إلا أن كل هذا بقي وهم وخيال ولم يتحقق شيء منه , بينما نرى الخيال العلمي المبني على العمل التجريبي والمعطيات العلمية الواقعية يتحقق ويثبت وجوده ومصداقيته على الإطلاق , ويكذِب أقوال المنجمين التي لا تستند إلى أصول العلم .
إذاً العلم ينكر وينفي ولا يعترف بأعمال وأقوال / المدجل أو المشعوذ أو المنجم../ , وقد جنح العلم في مرحلته الحديثة للاعتراف بوجود , أصول علمية لم يضع لها أسساً بعد , تدور حول وجود علم /الفراسة , أو قراءة الأفكار , أو التخاطر عن بعد / , وكلها تدور في فلك ما يسمى علمياً بالحاسة السادسة , ويتمتع بهذه الحاسة أفراد على مستوى عالٍ من الواقعية الذهنية , والتفكير القريب من العلم , بحيث لا يلحق هؤلاء الأذى بمن يطلب معرفة طالعه أو يطلب توقع ما سيحدث له , ولا يعملون على مداواة العلل أو الأمراض أو العاهات , بواسطة الجن أو طرد الشيطان المتلبس بالناس بالضرب , وهذه الأعمال لا يقوم بها من يتمتع بالحاسة السادسة إطلاقا , لأن هؤلاء تختلف أعمالهم عن أعمال الدجال أو المنجم أو المشعوذ أو الساحر ؟, وهذا الأخير يعتبر مجرماً بنظر كل القوانين العالمية , وهنا لا بد من قمع ظاهرة / الدجل والتنجيم والشعوذة,.. / حتى ينشأ التفكير العلمي في بلادنا في جو من الصفاء العلمي دون أن تكتنفه مورثات شعبية أو دينية خاطئة , ليقلع بقوة اكثر واكبر دون وجود أي مثبط مهما كان نوعه .

في السياسة :
… نعلم أن قادة الدول وهيئات الحكم , تعتمد على نخبة من المحللين والمستشارين في كافة الاختصاصات , تساعد الإدارة السياسية القيادية , بناء على معطيات واقعية , في إصدار قراراتها وإدراة الحكم على أسس علمية ومنطقية , رغم ذلك يندس / المنجمون والعرافون / , في العمل السياسي , وهم يمنحون لأنفسهم وتوقعاتهم المصداقية , يقول اندريه سانتيني وهو نائب فرنسي سابق , في لقاء معه ضمن برنامج ( بلا حدود ) بثـته قناة الجزيرة القطرية
بتاريخ
( الثلاثاء 13/5/1423هـ الموافق 23/7/2002م، (توقيت النشر) الساعة: 10:47(مكة المكرمة)،07:47(غرينيتش) موقع القناة ) : :www.aljazeera.net (


[أندريه سانتيني: بالقرب من بعض السياسيين ورؤساء الدول عدد كبير من المنجمين الذين يحاولون قراءة
المستقبل، بالقرب من (يلتسين) مثلاً وبالقرب من ميتران أيضاً، الذي استمع إلى المنجمة الشهيرة إليزابيث تيسيه، وانتهى الأمر بميتران إلى سماع الهاتف والتصنت على المكالمات الهاتفية للبعض، ولا أعرف ما إذا كان بوش قد عمد إلى توظيف منجمة، حتى بالقرب من (شارل ديجول) كان هناك أحد المنجمين، وأذكر لكم حادثة تتعلق باختطاف الطائرة الفرنسية من قبل الجماعة الإسلامية المسلحة في كانون الأول/ ديسمبر عام 94. قبل أسابيع من وقوع عملية الخطف أعلن أحد المنجمين المشهورين السيد (ديبريه) ومن خلال نشرة التليفزيون في المحطة الأولى الفرنسية أنه يشاهد رؤى مثل طائرة بيضاء ورجال باللباس الأسود يطلقون النار، وكان هذا وصفاً دقيقاً لرجال قوة التدخل السريع الذين أنهوا عملية الخطف.]

وتقول العرافة ( نادين ) في ذات البرنامج:
نادين ليديكيرك (منجمة فرنسية): إذا أردنا أن نعرف مثلاً الحد الذي يتمتع به أحد رجال السياسة فيجب أن نعرف جيداً مدى مطابقة قراراته لدورة الأفلاك وانسجامها مع برجه الخاص، (شيراك) مثلاً عندما اتخذ قراراً بحل مجلس النواب لم يكن هذا القرار مناسباً له، وأدى إلى ضرر سياسي كبير لحق به، لأنه اتخذه في وقت غير منسجم مع حدود النجاح في حياته، أما (جوسبان) فهو من برج السرطان، وهو يخفي لديه منطق الوصول إلى السلطة، ثم سرعان ما يكشف عن ذلك :
وتتحدث عرافة أو منجمة أخرى لتضيف , في البرنامج ذاته :[

ياجيل ديدييه: لقد وضعوا لي في ظرف مغلق كلمة أجهلها، كانت هذه الكلمة (بوتين)، لقد حاولت وصف ملامحه وملامح وجهه، لكنني رأيت أمراً غريباً أنه تصادم، ورأيت ما يشبه الجنود ونساءً تعول وعشرات (....)، أحسست بالأكاذيب، لكن الحقيقة ظهرت بعد أسبوع، وفهمت أن الأمر يتعلق بغرق الغواصة (كورسك)
بالنسبة للانتخابات الأميركية لم أكن بلهاء، عندما شعرت بالفارق الضيق جداً.. جداً وبصعوبة فوز (بوش) في هذه الانتخابات.
لكن أروع تجربة مررت بها كانت عندما تنبأت باغتيال السادات، وقد رويت هذا التنبوء في كتابي عندما استشارني أحد رجال السياسة اللبنانيين فجأة قلت له: إن السادات سيُقتل، وفعلاً حدثت عملية الاغتيال.]

وهكذا نرى أن الدجل والتنجيم والشعوذة اخترق حتى المجال السياسي , ولكن السياسيون يعتبرون أعمال هؤلاء ورؤاهم وتوقعاتهم غير ملزمة , وهي نوع من أنواع التحليل النفسي أو كعمل المستشار السياسي الخاص الذي يقدمه إلى الرئيس , والفارق أيضا , أن العلماء والعرافون أنفسهم لا يقيمون وزناً لهذه التنبؤات إلا باعتبارها شكل من أشكال الحدس الذهني والمسماة ( الحاسة السادسة ) , وهذه الحاسة تكاد تكون موجودة علمياً وفعلياً لدى البعض , يقول في هذا الشأن وفي ذات البرنامج المذكور:
العرافة الفرنسية الشهيرة التي زرناها(ياجيل ديدايية) تؤمن مثلاً بأن تنبؤاتها هي عطاء وموهبة مما، ولذلك علاقة -كما تقول- بالحاسة السادسة والقدرة على الغوص بعيداً في بعض المعطيات التي تكونها من الشخص الموجود أمامها لتكشف أموراً تتعلق بمستقبله ربما، وأكثر من ذلك فهناك بعض المتخصصين في مجالات العلم المتعلق بالدماغ والأعصاب، فهؤلاء يعتبرون أن للتبصير والتبصر في الأمور المستقبلية علاقة بقدرة الدماغ على اكتشاف المستقبل، ولا يتمتع كل البشر بنفس القدرة الدماغية كما يقول أحد الأطباء المتخصصين في الدماغ، وهو طبيب فرنسي من أصل مغربي، الدكتور إلياس أتياس وهو أيضاً صديق للعرافة (ياجيل ديدييه)، قصدنا عيادته حيث نجده منهمكاً بين آلاته التي يقول إنها لقياس القدرة الدماغية لدى الأشخاص، فهو اكتشف أن لصديقته العرافة (ياجيل ديدييه) قدرة دماغية تصل حسب المقياس الموجود لديه إلى حوالي 80 أو أكثر كما تشير هذه الساعة، في حين أن المعدل الطبيعي للأشخاص العاديين الآخرين يبلغ حوالي 50 حسب القياس المذكور، خضعنا جميعاً للتجربة على مقياس الدماغ –كما يقول الدكتور أتياس- وتراوحت النتائج كلها بين 50 أو أكثر بقليل أو أقل، ولم يصل أي منا للدرجة التي وصلت إليها العرافة (ديدييه) فأنا مثلاً وعندما خضعت للتجربة كانت النتيجة أقل من 50، ورغم هذه النتيجة المتدنية بادرت العرافة وصديقها الطبيب الذي يقول إنه اكتشف هذه الآلية بادرا فوراً إلى طمأنتي بأنني في حدود أي شخص عادي، بمعنى آخر لا يمكنني أبداً أن أكون مبصراً، المهم أن النتيجة عادية ومرضية كما هو الحال لدى أي شخص آخر.
لهذا لم يولي العظماء من القادة السياسيون , أعمال المنجم أو العراف أي اهتمام يذكر لأنهم لا يعترفون بصدقها , وهذا ثابت في التاريخ السياسي العالمي , ونحمد الله أن القيادة السياسية العربية لا تعتمد على مؤثرات / العرافين أو الدجالين / , على الأقل في سورية , فثوابت الحق العربي لا تحتاج إلى دجال أو منجم ليعرفنا بها

الدجل والتنجيم والشعوذة ومناجاة الأرواح والدين:

إن ما سنصل إليه في هذه الفقرة _ بعد هذا السرد المستفيض _ لهو الأهم , فلابد من العودة إلى المرجعية الدينية , ومفهوم النص الديني الصحيح , لأعمال الدجل والتنجيم والشعوذة , ونرغب بعدم التوسع حتى لا تـتحول الدراسة , إلى نقاش فلسفي ديني , وحتى لانقع بالمحظور أو تتهم الدراسة بخروجها عن النص الإيماني , خاصة إذا علمنا أن / الدجالين والمشعوذين والمنجمين ومناجي الأرواح / يتسترون بغطاء الدين , ويتلذذون بإيمان الناس بالقضاء والقدر , وأن الغيب لا يعلم به إلا الله , لتمرير وتلفيق كل أكاذيبهم وخرافاتهم وخزعبلاتهم , على البسطاء من الناس أو المعتقدين بأمل الشفاء من عاهة ما بالقدرة الإلهية, لوجود خيط رفيع يتمسك به هؤلاء المجرمون , وهو الظهور بمظهر المؤمن الزاهد في العبادة والحياة لغاية ما ؟.
أستطيع أن اجزم وبكل قوة , أن النص الديني / الإسلامي , والمسيحي , والتوراتي / نبذ وبحزم أعمال ( الدجل والتنجيم والشعوذة ومناجاة الأرواح ), حتى أنه نبذ ظاهرة التلبس بالجان /, فكان النص الديني , ودوماً وعلى طول الخط يدعوا إلى إعمال العقل ويدعوا إلى التبصر الفكري ( يا أولي الألباب .., لعلكم تتفكرون .., ولعلكم تعقلون .., وتتبصرون .., الخ ) وهذه عبارات هي غيض من فيض وردت في النص الديني القرآني , تطالب المؤمن بالتعقل والتفكر والتبصر , وكل هذه عبارات مترادفة تدعوا بلا أي شك إلى التفكير وتحكيم العقل علاوة على الحض على التعلم وطلب العلم , لهذا فالإيمان بالله يعني العمل بما أمر الله به , ولجوء البعض إلى التفسير الخاطئ للنص القرآني أو للحديث النبوي , أو ( الديني عموماً ) , لا يمكن أن يجعل من هذا التفسير قولاً صحيحاً وسائداً ولا يمكن أن يغير من قاعدة يهتدي بها المؤمن , ليصبح التغيير واقعاً إيمانياً يفرض علينا أن نؤمن به , وهذا التفسير المغلوط للنص القرآني , وللحديث النبوي الشريف , وللأسف آتى من بعض كبار علماء المسلمين , ومن ثم شاع على مر العصور على أنه الصحيح , لدرجة أصبح فرض إيماني , ولو علمنا أن هذا التفسير الشخصي , جاء من شخص ليس بنبي , فهذا يعني أنه ليس معصوماً عن الوقوع في الخطأ , لأن العصمة لله تعالى وللأنبياء فقط.

وبناء على هذا التفسير المغلوط الذي أتى من بعض كبار أئمة الإسلام مثل ( ابن تيمية ) , و ( ابن القيم ) , وفي العصر الراهن الحالي من ( ابن باز , داعية سعودي , وغيره ) , تكرس واقع لابد من تغييره وتبديله لأنه قائم على الخلط والخطأ في تفسير النص , ولو ولجنا قليلاً في بعض الآيات القرآنية التي تتحدث عن هذا الموضوع لرأينا في قوله تعالى :
(الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ المَسِّ ) (ص)
ولو أردنا فهم معنى كلمة ( المس ) , وفق أصول وقواعد اللغة العربية التي هي لغة القرآن , لعلمنا أن ( المس ) مادياً تعني اللمس , لمس اليد لليد الأخرى , أو تلمس الشيء باليد , أي هنا نعتمد على حاسة اللمس فنتحسس باللمس الشيء المراد , أو قد يكون ( المس ) بمعنى فكري , كأن نقول / هل مستك تلك الأفكار / , وتعني العلم بالقبول أو الرفض لأفكار اطلعنا عليها , وهذا لا يعني على الإطلاق التلبس , الذي يؤمن به العامة نتيجة تفسير خاطئ , وقوله ( ع ) : " يتخبطه الشيطان من المس " , لا تعني لا من قريب ولا من بعيد أن الشيطان تلبسه , والتي شاعت خطأً بين الناس على مر عصور طويلة حتى آمنوا بالتلبس , وهذا غير صحيح ولم يرد معناه في القرآن بمعنى التلبس أي دخول الشيطان أو الجن بالإنسان , على ما ساد واعتقد به العامة وما أيده بعض الأئمة بشكل خاطئ .

فما أحوج المؤمنين ونحن في هذا العصر المليء بكل انتصارات العقل على الجهل , من أن يصحح هذا الخطأ , ونحمد الله أن هناك من يتصدى لهذه المغالطات , ويعمل على نشر الوعي السليم بين المؤمنين والتفسير الصحيح للنص وإرادة المشرع الإلهي ومبتغاه منه , وقد وقعت يدي على مقابلة رائعة في هذا الإطار أجرتها / قناة الجزيرة القطرية / , وهي تصب في وحي هذه الرسالة لناحية الإيمان بالجن وتلبسه بالأنس والسحر أيضا , ضمن برنامج / الشريعة والحياة / , ولابد من أن نحيي تلك الجرأة التي يمتلكها الشيخ الدكتور, ضيف المقابلة , والمتوجب أن يقوم بدوره كل مؤمن في رفض الجهل بالنص , ورفض التفسير الخاطئ للنص أو الحديث الغير صحيح , لتغيير القناعات الملتبسة في ذهن عامة الناس , وأنقل لكم مقتطفات منها , وسنعلم كيف أن الدين يحارب الجهل ويدعوا إلى العلم والعقل :
الأربعاء 21/5/1423هـ الموافق 31/7/2002م، (توقيت النشر) الساعة: 08:42(مكة المكرمة)،05:42(غرينيتش)
برنامج الشريعة والحياة من موقع القناة على الشبكة الدولية / انترنت / ,وهو
www.aljazeera.net
لمناقشة هذا الموضوع يسعدني أن يكون ضيفي في هذه الحلقة الدكتور جمال أبو حسان، والدكتور جمال أبو حسان (أستاذ التفسير في جامعة الزرقاء الأهلية في الأردن) وله مجموعة أبحاث حول هذا الموضوع وغيره من مواضيع الشريعة الإسلامية .
مقدم الحلقة يسأل الضيف :
ماهر عبد الله: سيدي أولاً لماذا.. يعني في الإعلان عن هذه الحلقة قلنا أنها ظاهرة تتميز الأمة الإسلامية وللإنصاف يعني لا تتميز بها الأمة الإسلامية ولكنها أكثر انتشاراً في الأمة الإسلامية، من خلال تعاملك مع علماء الدين من المهتمين بهذه القضية لماذا تنتشر هذه القضية في أوساطنا أكثر مما تنتشر في الأمم الأخرى؟

الموضوع الأصلي : الدجل والقانون الكاتب : AlexaLaw المصدر : منتديات عالم القانون
التوقيع
توقيع العضو : AlexaLaw
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.AlexaLaw.com
AlexaLaw
مؤسس و مدير عام المنتدى
AlexaLaw
مؤسس و مدير عام المنتدى

الجنس : ذكر

تاريخ التسجيل : 03/03/2010

عدد المساهمات : 19648

نقاط : 12655173

%إحترامك للقوانين 100

العمر : 35

الأوسمه :

 الدجل والقانون 1384c10


الأوسمة
 :


 الدجل والقانون Empty
مُساهمةموضوع: رد: الدجل والقانون    الدجل والقانون I_icon_minitime22/9/2011, 16:19

خيارات المساهمة


فيجيبه الدكتور الضيف :

هذا الموضوع بالذات إنما ينتشر عندما ينتشر الجهل والتخلف وعندما تنتشر في الأمة الإسلامية ضغوطات مختلفة الوجهة مختلفة التنوع وعندما يصيب الأمة حالة من اليأس والاضطراب تكثر فيها مثل هذه القضايا لأنها بأسلوب يسير وسهل هي تعليق لتوجيه تفسير الأخطاء والمصائب التي تقع في المسلمين على أمر غيبي، وهذا هو أسهل الأشياء التي يمكن أن يعلق الإنسان بها خسارته في هذه الحياة أو عدم توفيقه في هذه الحياة يعلل لنفسه هذه المصيبة التي وقع فيها بأنه هذا أمر غيبي ليس له فيه إرادة هذا بالضبط هو الذي أحدث هذه القضية في فكر المسلمين، وهناك الحقيقة أسباب كثيرة يمكن أن تؤدي أو أدت بالفعل إلى انتشار هذه الظواهر بالذات في صفوف المسلمين الذين أنزل الله –تبارك وتعالى- إليهم قرآناً واضحاً وأرسل إليهم نبياً واضحاً عرفوا منه الحق الواضح وكشفوا الزيف والأباطيل، لكن مع ذلك -للأسف الشديد- تنتشر هذه الظواهر بشكل غريب في المسلمين لأسباب عدة، منها الضغوط النفسية الناجمة عن الظروف الاجتماعية التي تحدثنا عنها قبل قليل بشكل موجز ومنها أيضاً غياب المناعة الدينية، ومنها أيضاً الجهل العلمي، منها أيضاً.. أنها هذه القضايا هي عبارة عن موروثات شعبية يتداولها الناس فيما بينهم فتكثر على الألسنة فتأخذ صبغة شرعية بسبب الكثرة، وهذا ما ينبغي أن يُعالج بشكل واضح لكثرة هذه الأشياء المتناقلة عن الناس يصيرها ديناً، لأن الذي يصيِّر الشيء ديناً هو الله تعالى ورسوله، هناك أمر آخر هو سريان العقائد الفاسدة بالناس بسبب بعدهم عن إتقان العقيدة الإسلامية الصحيحة .

ثم اسمحوا لي أن أتناول مقتطفات ولو مطولة من هذه المقابلة الرائعة التي توضح مزيداً من اللبس والغموض المعشعش في بعض عقول العامة وحتى في بعض عقول الفقهاء والمختصين في الماضي والحاضر, مما يدخل في موضوع الرسالة / الدجل والتنجيم والشعوذة ومناجاة الأرواح والتلبس بالجن / وإليكم النص الكامل :
ماهر عبد الله: بس يعني إذا سمحت لي في هذه النقطة تحديداً، يعني أغلب القائلين بالتلبس والذين يعالجون موضوع التلبس هم من رافعي لواء العقيدة الصحيحة وللإنصاف هم مِنْ مَنْ يبذلون جهداً كبيراً لتصحيح العقيدة ودرء كثير من الشبهات والدرن الذي لحق بها عبر السنوات.

د. جمال أبو حسان: هذا أيضاً مما يشيع بين أوساط الناس أن كذلك، والحقيقة أن هذا غير صحيح بأن الذي يشيع.. الصحيح أن الذين يقومون بهذا الأمر هم من ضعفة العقيدة الإسلامية، هم من.. هم ممن سيطرت عليهم الأهواء والشهوات، هم من تلبسوا بالعلم، هناك بعض الناس الحقيقة ممن وصفت خُدعوا بهذه الأشياء التي تكثر في المجتمع ويكثر تناقلها في الكتب ويكثر تناقلها عن بعض الناس الذين لهم.. للناس بهم ثقة فتصبح القضية هذه عقيدة، نحنا لسنا مُلزمين بأن نأخذ عقائدنا من انتشار هذه الأشياء بين الناس من تناقلها بين الناس إنما انتشارها يعني يُحكم عليه بالصواب والصحة مقابلة بالدليل.

ماهر عبد الله: طب، تسمح لي أنا على ذكر الدليل أنا أقرأ لك كلام منسوب إلى واحد من.. ونحن هنا لسنا في.. يعني مقام التزكية، الشيخ ابن باز –عليه رحمة الله- كان كثيراً ما كان يُقال عنه من خيرة علماء هذه الأمة على يعني.. وقلة من كانوا بعلمه وبسعة إطلاعه وبتحققه وعلى الأقل حرصه على باب العقيدة، يعني يقول بالحرف الواحد: قد دلَّ كتاب الله –عز وجل- وسنة رسول الله –صلى الله عليه وسلم- وإجماع الأمة.. أنت يعني تقول إنه شائع هو يقول إجماع الأمة- على جواز دخول الجني بالإنسي وصرعه إياه، فكيف يجوز لمن ينتسب إلى العلم أن ينكر ذلك بغير علم ولا هدى؟

د.جمال أبو حسان: أولاً، رحمة الله على الشيخ ابن باز وعلى غيره من أهل العلم ونحن عندنا قاعدة شرعية عريضة نعلمها للتلاميذ ويتعلمها الناس أننا إنما نعرف الرجال بالحق وليس العكس، فالحق معروف من الله –عز وجل- ومن رسوله وليست الصورة معاكسة بأننا لا نعرف الحق من هؤلاء الناس، هذا القول الذي قاله الشيخ ابن باز ليس إلا ترديداً حرفياً لما نُقل عن الشيخ ابن تيمية –رحمه الله- وتلميذه ابن القيم، وأنا فاتني أن أقول إنه من أسباب انتشار هذه الظاهرة ثقة الناس بكتب الشيخ ابن تيمية، فابن تيمية هو الذي نشر هذه الفكرة بعد أن سيطر عليه الاعتقاد بصوابيتها من كثرة ما أشيع بين الناس من وجود هذه الظاهرة، فصدقها –لاسيما وإنه ابن تيمية كان يعيش في عصر طغى فيه التتار على الأمة الإسلامية وأصاب الناس شيء ضخم من الإحباط واليأس والقنوط بأن الأمة لن تخرج من هذا المأزق الذي هي فيه إلا بتحميل الغيبيات مسؤولية الواقع المؤسف الذي حدث للمسلمين.

د.جمال أبو حسان: أولاً، رحمة الله على الشيخ ابن باز وعلى غيره من أهل العلم ونحن عندنا قاعدة شرعية عريضة نعلمها للتلاميذ ويتعلمها الناس أننا إنما نعرف الرجال بالحق وليس العكس، فالحق معروف من الله –عز وجل- ومن رسوله وليست الصورة معاكسة بأننا لا نعرف الحق من هؤلاء الناس، هذا القول الذي قاله الشيخ ابن باز ليس إلا ترديداً حرفياً لما نُقل عن الشيخ ابن تيمية –رحمه الله- وتلميذه ابن القيم، وأنا فاتني أن أقول إنه من أسباب انتشار هذه الظاهرة ثقة الناس بكتب الشيخ ابن تيمية، فابن تيمية هو الذي نشر هذه الفكرة بعد أن سيطر عليه الاعتقاد بصوابيتها من كثرة ما أشيع بين الناس من وجود هذه الظاهرة، فصدقها –لاسيما وإنه ابن تيمية كان يعيش في عصر طغى فيه التتار على الأمة الإسلامية وأصاب الناس شيء ضخم من الإحباط واليأس والقنوط بأن الأمة لن تخرج من هذا المأزق الذي هي فيه إلا بتحميل الغيبيات مسؤولية الواقع المؤسف الذي حدث للمسلمين.

ماهر عبد الله: لأ، بس يعني تسمح لي كونك ذكرت ابن تيمية يعني كنا طبعاً لابد أن نأتي على ذكره، ابن تيمية وقد مات فتقييمه أسهل يعني مات من.. من فترة وكتب الكثير من العلماء، ابن تيمية اشتهر.. اشتُهر عنه بأنه من المحققين في الحديث فيعني هو ينتمي إلى الفقهاء وإلى المحدثين، ابن تيمية اشتُهر عنه أنه فيلسوف، ورد على أهل الفلسفة بعد ما درس ونظر وتمعن في.. في علوم الفلاسفة، ابن تيمية درس علوم الكلام وكان من أمهر من اشتغل بعلم الكلام، بكلام آخر رجل أتقن فنون النقل وأتقن فنون العقل، كيف انطلت عليه –لو جاريناك فيما تقول- كيف تنطلي عليه بدعة بهذا الحجم ليس فقط ليقبلها ولكن ليصبح أكبر من.. من أشاعها في الأمة على اعتبار إنه أغلب الذين يؤمنون بقضية التلبس هم بطريقة أو بأخرى من تلاميذ ابن تيمية؟

د.جمال أبو حسان: أولاً، رحمة الله على الشيخ ابن باز وعلى غيره من أهل العلم ونحن عندنا قاعدة شرعية عريضة نعلمها للتلاميذ ويتعلمها الناس أننا إنما نعرف الرجال بالحق وليس العكس، فالحق معروف من الله –عز وجل- ومن رسوله وليست الصورة معاكسة بأننا لا نعرف الحق من هؤلاء الناس، هذا القول الذي قاله الشيخ ابن باز ليس إلا ترديداً حرفياً لما نُقل عن الشيخ ابن تيمية –رحمه الله- وتلميذه ابن القيم، وأنا فاتني أن أقول إنه من أسباب انتشار هذه الظاهرة ثقة الناس بكتب الشيخ ابن تيمية، فابن تيمية هو الذي نشر هذه الفكرة بعد أن سيطر عليه الاعتقاد بصوابيتها من كثرة ما أشيع بين الناس من وجود هذه الظاهرة، فصدقها –لاسيما وإنه ابن تيمية كان يعيش في عصر طغى فيه التتار على الأمة الإسلامية وأصاب الناس شيء ضخم من الإحباط واليأس والقنوط بأن الأمة لن تخرج من هذا المأزق الذي هي فيه إلا بتحميل الغيبيات مسؤولية الواقع المؤسف الذي حدث للمسلمين.

ماهر عبد الله: لأ، بس يعني تسمح لي كونك ذكرت ابن تيمية يعني كنا طبعاً لابد أن نأتي على ذكره، ابن تيمية وقد مات فتقييمه أسهل يعني مات من.. من فترة وكتب الكثير من العلماء، ابن تيمية اشتهر.. اشتُهر عنه بأنه من المحققين في الحديث فيعني هو ينتمي إلى الفقهاء وإلى المحدثين، ابن تيمية اشتُهر عنه أنه فيلسوف، ورد على أهل الفلسفة بعد ما درس ونظر وتمعن في.. في علوم الفلاسفة، ابن تيمية درس علوم الكلام وكان من أمهر من اشتغل بعلم الكلام، بكلام آخر رجل أتقن فنون النقل وأتقن فنون العقل، كيف انطلت عليه –لو جاريناك فيما تقول- كيف تنطلي عليه بدعة بهذا الحجم ليس فقط ليقبلها ولكن ليصبح أكبر من.. من أشاعها في الأمة على اعتبار إنه أغلب الذين يؤمنون بقضية التلبس هم بطريقة أو بأخرى من تلاميذ ابن تيمية؟
د.جمال أبو حسان: أولاً، هذه القضية وإن كانت مقدماتها يمكن أن يُناقش في بعضها إلا أنه ابن تيمية –رحمه الله- ليس معصوماً، فالعصمة لم يجعلها الله –تعالى- إلا للأنبياء، وهذا الرجل الحقيقة انتشرت هذه القضية في نفسه وكان بعض الصالحين يأتي إليه ويقول إنا نفعل كذا وكذا وكان يصدقهم فتحولت هذه القضية في زمان ابن تيمية من موروثات شعبية إلى قضية دينية صار الناس يحاكم بعضهم بعضاً بناء على هذه القضية وهنا مكمن الخطورة، ليست القضية في أن ابن تيمية عالم محقق أو ليس محققاً لا تنطلي عليه القضية أو تنطلي عليه، القضية حدثت، الرجل وثق بأخبار من نقل إليه هذه القصص المليئة بالخرافة والدجل وهو لم يستطع أو لم يرد أن يكذِّب هؤلاء بسبب ثقته بهم، فصار، الذي صار القضية هي هكذا، ليست القضية مبنية على أنه هذا رجل محقق لا يقول إلا حقاً فإذن نحن نثبت له العصمة وهذا لم يقل به.. وهذه لم يقل به أحد من المسلمين أصلاً.

ماهر عبد الله: سيدي، يعني لا نريد أن نطيل كثيراً في الحديث عن ابن تيمية –عليه رحمة الله- ولكن أنا ما قصدته ليس أن.. أن نقول لأنه قال بها ابن تيمية فيجب الأخذ بها، ولكن يعني الاستشهاد بهذا الرجل تحديداً أنت تعرف أنه عاش زمن مناظرات وزمن تحديات دخل مع فلاسفة في نقاش، دخل مع متصوفة في نقاش، دخل مع.. مع كثير من.. من الفرق ودخل مع السلطة في.. في صدام، يعني ليس السمت العام لهذا الرجل أن يكون نقلياً يجري خلف رغبات الشارع، يعني ليست هذه من.. من الصفات التي اشتُهر بها، يعني مازلت أجد من الصعوبة أن أقول أنه أن أقبل منك أنه كان يمكن أن تنطلي على ابن تيمية بهذه البساطة، لأنه جارى الشارع أو جارى بعض الصالحين.

د.جمال أبو حسان: يا سيدي، القضية الحقيقية ليست ابن تيمية أو غير ابن تيمية، القضية أن هذه أمور من الوهم شاعت بين الناس وعلى مدار تاريخنا الإسلامي هناك فكرة من أخطر الأفكار التي يتعامل بها العلماء في مجتمعات المسلمين وهي الخوف من تيار العامة، وابن تيمية الحقيقة أو المذهب الحنبلي عموماً كان يستند في تقرير لقضاياه على العوام، فمحاربة العوام في أمر يعتقدون أنه دين هذه من أعظم الأمور التي كانت موجودة في ذلك الوقت، ولذلك قد يكون ابن تيمية فعلاً اقتنع بهذه القضية اقتناعاً حقيقياً لا أن الرجل جاري هؤلاء الناس كما نحن نتوهم، لكن قناعته هذه هل هي منضبطة بالشرع أو ليست منضبطة بالشرع دعني أكمل الحقيقة أسباب انتشار هذه الظواهر، قلنا نحنا إنه هذه المسألة موجودة في كتب أهل العلم دون أن تحقق ينقلها المتأخر عن المتقدم دون أن يحققوا فيها شيئاً، ثم هناك أيضاً مثل ما قلنا تعلق هذا الأمر بالغيب مما يحبذ النفس ويعلقها بيعني تعليق أخطاءها على شيء قدري اللي هي يعني أو رفع قدر المسؤولية عن الإنسان لأن الإنسان يفرح أكثر ما يكون إذا قيل له والله أنت رجل مسكين طيب ليس عليك ولا.. الطمع والشره والحقيقة عند كثير من المعالجين الذين ينشرون هذه القضية بين الناس، وأنت لو ذهبت إلى المكتبة الإسلامية تجد عشرات الكتب بألوان مختلفة وأسماء مختلفة كلها تصب في قالب واحد ليس فيها جديد إلا غثاءً كغثاء السيل، أيضاً الحقيقة هناك وهم ساد في الناس جعلهم في قمة السعادة الوهمية بمحاربة شياطين الإنس لاسيما وقد عجز الناس عن محاربة شياطين الجن أو أوهموا أنفسهم على الأقل بأنهم اليوم عجزة عن محاربة شياطين الجن بالإضافة إلى الظروف السياسية التي تحول دون محاربة شياطين الإنس كما هو ظاهر.

الحدود الشرعية للعلاقة مع الجن

ماهر عبد الله: نعم، طيب.. ما هي الحدود من خلال احتجاجك على من قال بالتلبس –ما هي الحدود الشرعية والمقبولة شرعاً وعقلاً للتعامل.. للعلاقة مع الجن؟
د.جمال أبو حسان: أولاً، الحقيقة حتى نقول ما هي.. الجن من عالم الغيب والذي يحدد العلاقة بين الشاهد والغيب هو الشرع وليس الوهم وليس رغبة الناس، فإذا قرأت القرآن الكريم وقرأت السنة النبوية لا تجد أبداً أن هناك دليلاً واحداً صريحاً في أن هناك أدنى علاقة ما بين الإنس والجن إلا علاقة الإغواء والحرب بين إيمان وكفر.

ماهر عبد الله: لأ، بس اسمح لي..
د. جمال أبو حسان: علاقة وسوسة فقط
ماهر عبد الله: اسمح لي.. لأ اسمح لي.. اسمح لي.. اسمح لي، يعني عوداً على فتوى ابن باز، فيه.. فيه علاقات أخرى إنه وثبت في الصحيحين..
د. جمال أبو حسان: ما الذي ثبت في الصحيحين؟
ماهر عبد الله: من حديث، ما أنت قلت أنه العلاقة وحي وإلهام فقط، لكن هو أنه كان اعترض بعض الصحابة في الصلوات.. في.. في الطرق، فإذن العلاقة علاقة إيحاء وإغواء فقط، يعني كان.. ألم يرد عن.. عن بعض الصحابة أنه في طريقه إلى الصلاة اعترضه جان..؟
د. جمال أبو حسان: يا سيدي هذا الذي ورد بهذه الكيفية لم يثبت منه ولا حديث واحد على الإطلاق بل كلها إما أحاديث منكرة أو إما أحاديث في غاية الضعف وكل الذي ورد لا يُفسَّر بل لا يمكن تفسيره إلا بأنه من قبيل الوسوسة.
ماهر عبد الله: ثبت في الصحيحين.
د. جمال أبو حسان: ثبت في الصحيحين، هذا شيء يخص النبي –صلى الله عليه وسلم- لا يخص الصحابة في الشوارع، فهذه قضية النبي مع الجن هذه قضية خاصة، لكن أن يقال.. أن تعمم هذه القضية الخاصة على عموم المسلمين هذا يحتاج إلى دليل، لكن أخبرنا النبي –صلى الله عليه وسلم- بأنه قد حدث هذا الشيء معه هو ولم يخبرنا أنه حدث هذا مع الصحابة فنحن نبقى عن دائرة النص، لأن النص يتحدث عن أمر غيبي والغيب لا يخضع للعقل إلا.. إلا بدليل، فالقضية ليست قضية إنه والله الصحابة قالوا أو لم يقولوا، لم يثبت هناك شيء من هذا كله أحاديث كذب، زور، وبهتان، ضعيفة، تالفة، منكرة، لا يمكن أن.. أن تُفسر إلا..

ماهر عبد الله [مقاطعاً]: بس كيف تفسر لي هذه الظاهرة أغلب المشتغلين بهذه القضية والمؤمنين بها هم من أهل الحديث؟
د. جمال أبو حسان: أنا الحقيقة كنت أريد أن أقول إنه من غرائب الاتفاقات أو من غرائب –سمه من تشاء- أن يتفق على إعلان هذا الوهم وإذاعته.. وإذاعته في الناس طائفتان من طوائف المسلمين اليوم متناحرتان في الظاهر بشكل كبير جداً وهما طائفتا الصوفية والسلفية، يعني غريب أن يشترك هؤلاء الناس في إذاعة ونشر هذا الوهم بين المسلمين برغم أن الذين يسمون أنفسهم سلفيون اليوم يتشبثون بأنهم من أصحاب التوقف عند النصوص سواء أكانت نصوصاً قرآنية.

ماهر عبد الله: وأهل الحديث وأهم ما في الموضوع..
د. جمال أبو حسان: أو حديثية، ونحن الحقيقة في هذا المجال يجب أن ننبه إلى قضية مهمة إنه موضوع الجن الأصل في الإخبار عنه هو القرآن وليس السنة وثمة أحاديث تحدثت عن الجن يجب أن نفهمها من منظور الآيات القرآنية وليس العكس، إذا أخبرنا الله -تبارك وتعالى- عن الجن خبراً ثم النبي –صلى الله عليه وسلم- أخبرنا خبراً، يجب أن نفهم الخبر النبوي في ضوء الآية أو الخبر القرآني وليس العكس، هناك الحقيقة صور كثيرة من ضرورة أن يفهم المسلمون أن التعامل مع الحديث النبوي ينبغي أن يكون وفق الدلالة القرآنية وليس إخضاع القرآن الكريم للأحاديث النبوية بحيث إنه نلوي عنق النص القرآني لأجل أن يتقوَّم حسب فهمنا لحديث ورد عن النبي –صلى الله عليه وسلم-.

ماهر عبد الله: سيدي، يعني في الكويت وحدها –كما تذكر أحد المجلات الكويتية- هناك بس للعلم 87 سجين بتهمة الشعوذة والسحر وما يتصل بالعلاقات بالجن أنا عايز..

د.جمال أبو حسان: وهذا يبشر بخير أنه تقوم دولة عربية بسجن هؤلاء، وليت بقية الدول العربية الأخرى تحتذي حذوها فتخلص المسلمين من أوزار انتشار الوهم عن طريق أيدي هؤلاء الناس.

ماهر عبد الله: والغريب أنهم طبعاً من.. من جنسيات مختلفة، يعني مساجين ليس كلهم من الكويت، يعني..
د. جمال أبو حسان: لا.. لا ما يهم الجنسية المهم أنه الفكرة هذه خطأ، هذه فكرة يجب أن تزول من ذهن الأمة الإسلامية قاطبة.
ماهر عبد الله: لكن مجموع البلدان المذكورة برضو خطيرة، يعني الكويت، مصر، سوريا، الأردن، العراق، إيران، لبنان، عُمان، فلسطين، باكستان، تشاد، سيلان.. سيلان

د. جمال أبو حسان: نعم.. نعم، هذا صحيح، هذا يدل على حجم خطورة هذه القضية.


د.جمال أبو حسان: يا سيدي هذه الوقائع أنا.. أنا أريد أن أبين للناس أننا لا ننكر حدوث هذه الأشياء الموجودة بين الناس، لكن ما هو تفسير هذه الحوادث هو الخلاف ليس في أن هذه الحوادث نحن ننكرها، أنا لا أنكر.. أنكر واقعاً موجوداً، أنا أنكر تفسير هذه الحوادث بإلحاقه بالغيب، هذا عبارة عن أمراض نفسية واضطرابات وأمراض عصبية لأسباب ربما.. ربما نمر بها بعد حين في الحلقة.
ماهر عبد الله: طب خلينا.. خلينا بس لكن باختصار حتى نفهم الأمور صح، إذاً أنت تنكر ظاهرة التلبس.
د. جمال أبو حسان: ليس هناك شيء يدل على هذا مطلقاً.

ماهر عبد الله : وتنكر إمكانية توظيفهم.
د. جمال أبو حسان: لا يمكن هذا مستحيل.

ماهر عبد الله: لا عند المسلمين ولا عند غيرهم.

د. جمال أبو حسان: ولا عند غير المسلمين هذا كلام يعني ليس عليه دليل إطلاقاً إلا وهم.

ماهر عبد الله: وتنكر أنهم يمكن أن يضرونا بشكل مباشر.

د. جمال أبو حسان: أيضاً هذا ليس عليه دليل أبداً.

ماهر عبد الله: وكونهم من عالم الغيب فمعناها لن نراهم ولن يرونا.. قد يرونا.. يرونا من حيث لا نراهم.

د. جمال أبو حسان: الإمام الشافعي -رحمه الله- يقول في عبارة واضحة فيما نقله عنه كثير من أصحاب الكتب: "من زعم من أهل التكليف أنه يرى الجن أبطلنا شهادته إلا أن يكون نبياً"، وهذا إمام يعني 3/4 الأمة الإسلامية تعتقد مذهبه.

الموضوع الأصلي : الدجل والقانون الكاتب : AlexaLaw المصدر : منتديات عالم القانون
التوقيع
توقيع العضو : AlexaLaw
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.AlexaLaw.com
AlexaLaw
مؤسس و مدير عام المنتدى
AlexaLaw
مؤسس و مدير عام المنتدى

الجنس : ذكر

تاريخ التسجيل : 03/03/2010

عدد المساهمات : 19648

نقاط : 12655173

%إحترامك للقوانين 100

العمر : 35

الأوسمه :

 الدجل والقانون 1384c10


الأوسمة
 :


 الدجل والقانون Empty
مُساهمةموضوع: رد: الدجل والقانون    الدجل والقانون I_icon_minitime22/9/2011, 16:21

خيارات المساهمة


علاقة السحر بالتعامل مع الجن


ماهر عبد الله: سيدي، يعني لا أدري كيف نبدأ، رغم كل ما تفضلت به، إنه منحى كثير من الأسئلة مازالت تصر على أن الأمر جدي، وأن هناك حالات عملية، لكن قبل أن.. أن ننتقل إلى.. إلى المشاركة، أنا عايز بس تميز بين التلبس كظاهرة سواء كانت صحيحة أو غير صحيحة أو خرافة، وبين السحر، هل.. هل ثمة علاقة بين ما يسمى بالسحر سواء كان للمتعة والترفيه أو كان لأغراض شريرة، وبين ما نتحدث عنه؟

د. جمال أبو حسان: أبداً، الحقيقة السحر ليس له علاقة بالجن لا من قريب ولا من بعيد، السحر كله أوهام وخيالات،كله أكاذيب، كله خزعبلات، الجن عالم آخر، السحر الآن أصبح علماً له مدارسه وله معاهده وله كتبه وله مناهجه، كيف يقال إنه للسحر علاقة بالجن، السحر علم، لكن أن يكون أصلاً تعلم السحر من الجن، هذا يعني قد يكون ذلك، لكن الآن أن يقال أنه هناك علاقة ما بين السحر والجن، أبداً ليس هناك أي علاقة والسحر هذا ما هو إلا أوهام.



علاقة تلبس الجن بالأمراض النفسية والعصبية

ماهر عبد الله: طيب سيدي الأخ هاني جعيدي مهندس من فلسطين يقول: لماذا لا يعترف المشايخ بأننا مطالبون من الناحية الشرعية بأن نعرض –وهذا موضوع أنت كنت حريص تتحدث فيه، وكنا سنأتي إليك –بأن نعرض الحالات التي يظهر لهم فيها ما يسمى بالمس الجني على المتخصصين في السلوك الإنساني والنفسي أولاً قبل الرجم بالغيب.
د. جمال أبو الحسن: نحن لا نرجم بالغيب.

ماهر عبد الله: لأن، هو يعني ليس.. ليست أنت، ولكن المقصود في..
د. جمال أبو حسان: أنا أؤيد أنه هذا الكلام يجب أن يعرض على أطباء نفسيين، وأنا عندي الحقيقة قراءات متعددة في هذه الأشياء التي يقولون عنها إنها تلبس، كلها مذكورة في كتب الصحة النفسية بأعراضها التي يتحدث عنها هؤلاء الناس على أنها مس شيطاني، هي نفسها تماماً المذكورة في كتب الصحة النفسية من غير أن يكون هناك أي فارق، هي أمراض نفسية، أمراض عصبية بسبب ما يعتري الناس من حالات من الضيق، من الشدة التي.. من الكرب الذي هم فيه، الناس الحقيقة مكبوتة تريد أن تفرغ شيئاً مما.. مما في صدورها من هذا الكبت، فلا يجدون أيسر من هذه الوسيلة، فالحقيقة هذا كلام صواب إنه نحن يجب أن نذهب بهؤلاء.. أن نذهب بهؤلاء الناس إلى الأطباء النفسانيين وليس إلى الدجالين والمشعوذين.
ماهر عبد الله: لا وحتى بعض.
د. جمال أبو حسان: وإن لبس بعض الدجالين والمشعوذين لبوس العلم والمعرفة وتكلم باسم الدين.
ماهر عبد الله: لا، هو حتى.. يعني غير.. غير المرض النفسي بعض.. بعض الأطباء الفسيولوجيين الجسد نفسه يعني بعض الهرمونات الزائدة، بعض الظروف التي.
د. جمال أبو حسان: صحيح.
ماهر عبد الله: يعني تعتبر.. لا تكون تسطو يعني تصيب الإنسان ببعض التشنجات، تؤدي بعض الأحيان إلى حركات غريبة إلى.. إلى صراخ وإلى...
د. جمال أبو حسان: هذا كلام سليم..
ماهر عبد الله: لكن الغريب هو إنه عندما يتعاملون مع بعض المعالجين بالقرآن تهدأ مثل هذه الحالات، كيف تفسر هذا الهدوء؟
د. جمال أبو الحسن: هذه قضية واضحة تماماً، أنا أقول إنه هؤلاء الناس لو أنَّا أتينا لهم بموسيقى سيهدءون، لو أننا ذكرنا لهم شعرا جميلا سيهدءون، القرآن الكريم من صفته أنه سكينة للنفس، وهؤلاء المصابون بهذه الأمراض بأمس الحاجة إلى هذه السكينة، ولن يجدوا سكينة أحسن ولا أفضل ولا أعظم من السكينة الناشئة من القرآن الكريم، هذا.. هذا تفسير طبيعي جداً، إنه هذه النفس بحاجة إلى هذه السكينة، بحاجة إلى هذا الهدوء، والقرآن الكريم يوفر هذا النوع من الهدوء بشكل كبير.

ماهر عبد الله: يعني اسمح لي أنت.. أنت أستاذ في التفسير أدري مني أليس أسلم الطرق لتفسير القرآن هو الاعتماد على قواعد اللغة المبسطة أولاً.

د. جمال ابو حسان : والأصل بعد ذلك بأن تحمل الأمور على ظاهرها على شكلها البسيط قبل أن نعم الاجتهاد بأنه نفس أو غير نفسي، الأصل أنه هذه اللغة أصل بالمعنى الذي يتبادر إلى الذهن إلا إذا قامت قرائن، ما هي القرائن التي تدعوك إلى القول بنفي؟ يعني الأصل على البساطة أنه هناك مس للشيطان، لكن ما معنى هذا المس، الذي للشيطان؟ أنا ما أنكر المس، القرآن الكريم أثبت المس، لكن ليس معنى كلمة مستأنفاً يعني تلبس، هذا التلبس كلمة تلبس وإلحاقها بمعنى المس هي بدعة من أكبر البدع التي انتشرت في أوساط المجتمع المسلم، كلمة مس لا تعني إلا الجس باليد، أو الإغواء بالوسوسة، أو الإيحاء بالأباطيل والزور والبهتان، هذه كل معانيها اللغوية، أما ليس هناك قاموس عربي أو معجم لغوي يكون مطلقاً إنه معنى كلمة مس إن الشيطان جعل الإنسان كاللباس، ولبسه وتحكم فيه وصار يتصرف كما لو أنه هو نفسه الإنسان، هذا غير موجود، لا في اللغة، ولا في القرآن، ولا في الحديث، ولا حتى في حياة النبي –صلى الله عليه وسلم- كلها وجدناه أنه لقي رجلاً وفعل معه ما يفعله هؤلاء المشعوذين الذين ينتشرون في المسلمين اليوم باسم الدين على أن هذا نوع من العلاقة ما بين العالم الذي نعيشه وعالم غيبي نعلق عليه همومنا ومشاكلنا./ انتهى /.

كما تلاحظون هناك اعتقاد شاع كثيراً , بين العامة , وقد اختلط الأمر على بعض الدارسين والفقهاء , وما قاله الدكتور ( جمال أبو حسان ) , نرى فيه تمام الوعي الشرعي , للنص الديني الذي تم تأويله , فهو يعترف ويؤمن / كما نحن / , بالجن , ولكن ينكر على الجن أو الشيطان القدرة على التلبس بالإنس , كذلك يعتبر السحر علماً خاصاً , وينفي ما شاع من أحاديث رويت عن الرسول محمد ( صلعم) , في هذا المجال , وهي بنظره غير موثقة وغير مسندة وغير مؤكدة وغير صحيحة , وأوضح لغوياً ما تعني كلمة ( المس ) التي وردت في أية ( الربا ) , وبين فوائد تلاوة القرآن لإدخال الهدوء والسكينة , في النفس المهيجة ( كسماع الموسيقا الهادئة ), كذلك أوضح الضرر الذي يلحقه / الدجال و المشعوذ والمنجم ومناجي الأرواح / , بالدين أولاً, من تشويه لصورته الحقيقية , التي تدعوا إلى إعمال العقل والعلم , ونبذ كل ما يخالف ذلك , وما تلحقه من ضرر في نفوس العامة .

الإيمان و الدين الخرافة :
لعل البعض , يقول , ولم كل هذه الاستفاضة , في الحديث عن المحور الديني
, وتأتي إجابتي , بالقول أن الدين هو دين العلم والعقل , وليس دين الكذب أو الخرافة مثلما يرغب البعض من ضعاف النفوس أن يظهروه , أو من الذين تغشى عقولهم بغشاوة الجهل , وعدم التبصر , وأورد لكم المثال التالي :
المرجع : مخطوط من العهد السحيق /هكذا كتب عليه / صادر عن دار الأرقم , المغرب , مكناس , الطبعة السابعة , واسمه [ السحر الاسود ] , وهو يباع في الأسواق وعلى الأرصفة وأمام المساجد ؟ تصنيف العالم الأثيري (برنوخ المغربي ).
مثال : باب للمرأة والبنت البائرة : يكتب ويبخر بلبان ذكر , ويعلق في عضدها الأيمن , وهذا ما تكتب : / كهل كهل مرشى مرشى شروش هقش هقش مواشى انحلت عقدة فلانه بنت فلانه بحق هذه الأسماء ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم /.
مثال : باب إرسال ميمون النكاح :
تأخذ سبعة حبات فلفل ابيض وتضعهم في فمك , واخلع لباسك واجلس فوقه والمجمرة أمامك وأنت عريان واتلي القسم على كل حبة /7/ مرات بعد رميها في النار بفمك ولاتمسها بيدك وتكون في محل خالي من الناس وبعد انتهاء العدد تنام على اللباس ببطنك , وهذا القسم تقول:
/هلت ملت زاد ماد كردخوش برخوش هلت ملت ممشوش خلصتا مريا بريا مربيا , اذهبوا الى كذا وكذا … في … حتى يأتي إلي عاجلا وعرفوه باسمي وكنيتي ومحلي , وإلا يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران ألوحا 2 والعجل 2 الساعة 2 فاتق الله إن كنت تقياً ؟./
فهل إلى هذه الدرجة تمتطى صهوة الدين , وبكل هذا الغباء , وهل يقبل أحدكم أن يشوه الدين إلى هذا الحد .
ولشدة تعلق موضوع الرسالة , بالفهم الصحيح للنص الديني , وما شاب هذا الفهم من غموض والتباس حتى لدى كبار الأئمة , على مدى عصور مديدة من حياة العامة , مما جعلها شبه مقدسة , مما أدى إلى سحب سوء الفهم هذا ليطال عقل المجتمع , وليصبح شبه حقيقة ومن يقول بغيرها أو يخالفها يعتبر كافراً , أو يعتبر مخلاً بركن إيماني , لذلك أرى من الواجب , ( وللوقوف على آراء متـعددة في هذا الصدد ودون التحيز لأحد ) , أرى من الواجب العلمي , معرفة رأياً آخراً في هذا المجال _ إضافة إلى رأي الدكتور : جمال أبو حسان _ , وقد التقيت لغاية هذا الموضوع الهام مع الدكتور العلامة (محمود عكام , من مدينة حلب , الجمهورية العربية السورية) / وهو باحث في الفكر العربي الإسلامي/ وكان رأيه الشرعي (وهو محفوظ خطياً لدينا , كوثيقة ) , إثر هذا اللقاء حيث يقول فضيلته عن الدجل والتنجيم والشعوذة وما شابه ذلك :

د _ محمودعكام:
// لقد استفحلت قضية مراجعة المشعوذين والسحرة والدجالين , في عصرنا وعالمنا , فغدت سوقهم رائجة , وبضاعتهم مرغوبة , فهاهم يلجأ ون إليهم ليستشفوا عندهم أو ليستطلعوا المستقبل من أفواههم وكذبهم , أو ليجعلوا منهم وسطاء ,ليوصلهم إلى حب فلان , أو كراهية فلان , ..أو .. أو... الخ , وهذا في رأيي وفي منظور التشريع الإسلامي بهتان عظيم , وافتراء على العقل والشرع والفطرة , وقد حذر الإسلام تحذيراً كبيراً من سلوك هذه الطريق , فقد قال النبي محمد ( صلعم ) : [ من أتى عرافاً فسأله عن شيء , لم تقبل صلاته أربعين ليلة (رواه مسلم ) وجاء في سنن ابن جان , أن النبي (صلعم) قال : [ لا يدخل الجنة مدمن خمر ولا مؤمن بسحر ولاقاطع رحم ] وقال ( صلعم ) أيضاً : [ ليس منا من تطير ولامن تُطير أو تكهن أو تكهن له , أو سحر أو سحر له , (رواه البزَار) ] .
أما رأيه حول دخول الشيطان جسم الإنسان _ أي المسّ _ فيقول : إن ما يسمى بالتلبس أو " الصرع السفلي أو المسّ بمعنى دخول الجني في الإنسان " , وكل هاتيك الكلمات التي تعني في النهاية دخول وولوج الجني جسم الإنسان بحيث يطغى عليه فيتصرف الجني من خلال الإنسان , ورغماً عنه ويصبح الإنسان مجرد قالب أو آلة يتمظهر الجني بها , إن ذلك كله وبتلك المرادات أمر هو أقرب إلى الوهم منه إلى الحقيقة , وكل ما ورد في القرآن الكريم أو السنة النبوية لا تدل على ما سبق ذكره , ولكنها تدل على معان أخرى غير تلك التي أسلفنا التنويه إليها , فأنا لا أفهم من قوله تعالى :[ لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ] , أن مسّ الشيطان للإنسان , كمسّ الإنسان للإنسان , من حيث التأثير المادي السلبي من ضرب أو نهر أو دفع , وكذلك من حيث عدم إرادة معنى التداخل المادي بينهما ليصبح الجسمان جسماً واحداً , أو ليتلبس الجني بالآدمي تلبساً مادياً حقيقياً . وينهي حديثه بكلام مباشر وواضح لكل الناس فيقول يا قوم : ديننا دين عقل ونقل موثوق , وإذا لم تكن هذه الأمور مرفوضة ومحاربة في ديننا فبالله عليكم , ما ميزة هذا الدين الحنيف _ إذاً _ إن الإسلام يناشد أتباعه أن يتدبروا القرآن الكريم وأن يعوا دلالاته ومعانيه , فإن ما فيه يقبله العقل السليم ويطمئن إليه القلب الصدوق , ويسعى إلى كل ذي إيمان حق بالحق , وكل ذي يقين بالوجود المطلق (والله أعلم) ؟ / انتهت المقابلة / .

الموضوع الأصلي : الدجل والقانون الكاتب : AlexaLaw المصدر : منتديات عالم القانون
التوقيع
توقيع العضو : AlexaLaw
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.AlexaLaw.com
AlexaLaw
مؤسس و مدير عام المنتدى
AlexaLaw
مؤسس و مدير عام المنتدى

الجنس : ذكر

تاريخ التسجيل : 03/03/2010

عدد المساهمات : 19648

نقاط : 12655173

%إحترامك للقوانين 100

العمر : 35

الأوسمه :

 الدجل والقانون 1384c10


الأوسمة
 :


 الدجل والقانون Empty
مُساهمةموضوع: رد: الدجل والقانون    الدجل والقانون I_icon_minitime22/9/2011, 16:24

خيارات المساهمة


* الإيمان و الدين الخرافة :
لعل البعض , يقول , ولم كل هذه الاستفاضة , في الحديث عن المحور الديني
, وتأتي إجابتي , بالقول أن الدين هو دين العلم والعقل , وليس دين الكذب أو الخرافة مثلما يرغب البعض من ضعاف النفوس أن يظهروه , أو من الذين تغشى عقولهم بغشاوة الجهل , وعدم التبصر , وأورد لكم المثال التالي :
المرجع : مخطوط من العهد السحيق /هكذا كتب عليه / صادر عن دار الأرقم , المغرب , مكناس , الطبعة السابعة , واسمه [ السحر الاسود ] , وهو يباع في الأسواق وعلى الأرصفة وأمام المساجد ؟ تصنيف العالم الأثيري (برنوخ المغربي ).
مثال : باب للمرأة والبنت البائرة : يكتب ويبخر بلبان ذكر , ويعلق في عضدها الأيمن , وهذا ما تكتب : / كهل كهل مرشى مرشى شروش هقش هقش مواشى انحلت عقدة فلانه بنت فلانه بحق هذه الأسماء ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم /.
مثال : باب إرسال ميمون النكاح :
تأخذ سبعة حبات فلفل ابيض وتضعهم في فمك , واخلع لباسك واجلس فوقه والمجمرة أمامك وأنت عريان واتلي القسم على كل حبة /7/ مرات بعد رميها في النار بفمك ولاتمسها بيدك وتكون في محل خالي من الناس وبعد انتهاء العدد تنام على اللباس ببطنك , وهذا القسم تقول:
/هلت ملت زاد ماد كردخوش برخوش هلت ملت ممشوش خلصتا مريا بريا مربيا , اذهبوا الى كذا وكذا … في … حتى يأتي إلي عاجلا وعرفوه باسمي وكنيتي ومحلي , وإلا يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران ألوحا 2 والعجل 2 الساعة 2 فاتق الله إن كنت تقياً ؟./
فهل إلى هذه الدرجة تمتطى صهوة الدين , وبكل هذا الغباء , وهل يقبل أحدكم أن يشوه الدين إلى هذا الحد .
ولشدة تعلق موضوع الرسالة , بالفهم الصحيح للنص الديني , وما شاب هذا الفهم من غموض والتباس حتى لدى كبار الأئمة , على مدى عصور مديدة من حياة العامة , مما جعلها شبه مقدسة , مما أدى إلى سحب سوء الفهم هذا ليطال عقل المجتمع , وليصبح شبه حقيقة ومن يقول بغيرها أو يخالفها يعتبر كافراً , أو يعتبر مخلاً بركن إيماني , لذلك أرى من الواجب , ( وللوقوف على آراء متـعددة في هذا الصدد ودون التحيز لأحد ) , أرى من الواجب العلمي , معرفة رأياً آخراً في هذا المجال _ إضافة إلى رأي الدكتور : جمال أبو حسان _ , وقد التقيت لغاية هذا الموضوع الهام مع الدكتور العلامة (محمود عكام , من مدينة حلب , الجمهورية العربية السورية) / وهو باحث في الفكر العربي الإسلامي/ وكان رأيه الشرعي (وهو محفوظ خطياً لدينا , كوثيقة ) , إثر هذا اللقاء حيث يقول فضيلته عن الدجل والتنجيم والشعوذة وما شابه ذلك :

* الحد في الشرع :
إن من بديهيات العقيدة الإسلامية: أن نؤمن بأن علم الغيب مما استأثر الله به نفسه فقط , فلا أحد من البشر قادر على العلم به , إلا بإعلام الله له , والذين يعلمهم الله بالغيب هم الرسل والأنبياء فقط دون سواهم , يقول الله (ع) :[عالم الغيب فلا يظهر على غيبه احداً إلا من ارتضى من رسول ] ,وفي مكان آخر يقول : [ قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلاَ الله ] , (الأية 27 من سورة الجن ) .
ويقول الله ( ع) : [ إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله , ويسعون في الأرض فساداً أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلافٍ أو ينفوا مـن الأرض(الأية 33 من سورة المائدة )
ويقول علماء الدين أن الدجال والمنجم والمشعوذ والساحر ومناجي الأرواح , يقتل مطلقاً , لمجرد اشتغاله بهذه الأعمال التي هي كفر مطلق , واستدلوا على ذلك بحديث ( حد الساحر ضربة سيف ) , ( الجامع الصحيح,كتاب الحدود,رقم الحديث 1460,رواه الترمذي ) , وانطباق قول الرسول ( صلعم ) عليه بقوله : ( من بدل دينه فاقتلوه ) , (ذات المرجع اعلاه,رواه البخاري ) , وبعض العلماء يقول بالقتل تعزيزاً , وفي زمن عمر (رض) دفن ساحراً إلى صدره حتى الموت (كتاب الانسان بين السحر والعين والجان زهير الحموي,الطبعة الاولى اصدار دار التراث ودار اليمامة مركز الكويت بيروت دمشق ) , إذاً هذه الأعمال محرمة دينياً , ومناط ذلك أن من يقوم بها ويؤمن بها وينشرها بين العامة , فقد ابتعد عن الدين لدرجة الكفر , وخالف نواهي الله بزعمه علمه بالغيب ومقدرته على شفاء الناس من عللهم وما يصيب عقولهم وأبدانهم , وهذا من اختصاص الله وحده أو ما يسمح به للرسل والأنبياء فقط , ونعلم أن الوحي انقطع فلا رسل ولا أنبياء في عصرنا .

القسم الثاني :

// الدجل والتنجيم والشعوذة .. , في القانون والقضاء //

*** مقدمة ***
… أقدم في هذه الرسالة ( الدراسة , الموجزة ) , رأياً قانونياً , يتمحور في اعتبار أفعال , / الدجل والتنجيم والشعوذة ومناجاة الأرواح , وما يدور في دائرتها ) , إنما تشكل جرائم مستقلة , وليس هناك , ما يدعونا لاعتبارها , نوع من أنواع الاحتيال , أو أنها ضرب من ضروبه , كما يجنح السادة القضاة , في معظم الدعاوى التي ينظرون بها , هذا من ناحية .
… ومن ناحية ثانية , أرى من الضروري إعادة النظر في نص المادة ( 754 ) من قانون العقوبات السوري , الصادر بالمرسوم التشريعي رقم /148 / تاريخ ( 22/ 6 / 1949 ) , مع كافة تعديلاته , وهي تكاد تكون المادة الوحيدة , التي تعالج موضوع هذه الرسالة , والتي لم تعدل ولم تغير منذ صدوره , ولم يلتفت إليها المشرع رغم تفاقم وتزايد تلك الجرائم في بلادنا , ورغم أن العقوبة المقررة فيها لا تتناسب البتة مع جسامة النتائج التي تتمخض عن ممارسة هذه الأفعال , إلى جانب أن هذه الأفعال إنما تظهر جانباً مظلماً في مجتمعنا , في وقت تعمل فيه البلاد لمزيد من التطوير والتقدم , مما يستدعي مجابهة وقمع هذه الظواهر , بإصدار قانون خاص بها يعالجها , كما يعالج الجرائم التي تتفشى من حين لآخر في أي مجتمع , بحيث يزول هذا القانون بزوال أسبابه , وعلى غرار ما فعله المشرع في الجرائم الأخرى التي افرد لها قوانين خاصة .
وفي كل الأحوال تفتح هذه الدراسة , والآراء الواردة فيها , باباً للحوار والنقاش , أتمنى أن يسمعه ويشارك فيه , المشرع والقاضي والمحامي , وكل كوادر المجتمع , وربما يكون رأيي مصيباً , و يخالفني القارئ أو يتفق معي , وربما أكون مخطأً , وأنا لست معصوماً عن الخطأ , وعندها سأكون سعيداً إن استطاعت هذه الرسالة , أن تجعل الحوار والنقاش مفيداً في سبيل التخلص من كل ما هو سلبي , وأن تضع رواسب التخلف ( الجرائم ) أمام مجهر المشرع ليضع لها الحلول القانونية المناسبة ويقمعها .

الفصل الأول *
مناط التجريم في قانون العقوبات السوري
الصادر بالمرسوم رقم 148/1949 وتعديلاته

* جرم الاحتيال م / 641 *
عالج المشرع السوري , جرم الاحتيال , وحدد أركانه , والعقوبة المفروضة بحق مرتكبه , وذلك بالنص عليه في المادة / 641 / ( وما يليها ) من قانون العقوبات وهذا نصها :
المادة / 641 :

_ إما باستعمال الدسائس .
_ أو بتلفيق أكذوبة أيدها شخص ثالث ولو عن حسن نية .
_ أو بظرف مهد له المجرم أو ظرف استفاد منه .
_ أو بتصرفه بأموال منقولة أو غير منقولة وهو يعلم أن ليس له صفة للتصرف بها .
_ أو باستعماله اسما مستعاراً أو صفة كاذبة .
عوقب بالحبس من ثلاثة اشهر إلى سنتين وبالغرامة من مائة ليرة إلى خمسمائة ليرة .

ملاحظة : الفقرة الثانية تعاقب على مجرد الشرع في ارتكاب الجرم .
* جرم الدجل والتنجيم والشعوذة ومناجاة الأرواح م / 754 / *
وفي المادة قبل الأخيرة من قانون العقوبات السوري , نرى أن المشرع بالكاد , تذكر هذا الجرم فأفرد له مادة خاصة به ( م / 754 ) , أوضح فيها أركان هذا الجرم والعقوبة المقررة له ., وهذا نصها :
المادة / 754 / :


وكم هو واضح الفرق بين هاتين الجريمتين , إن لجهة العقوبة أو لجهة الأركان , ويتبين لنا أن المشرع خصص , بل إنه سمى الجرائم بأسمائها , وحدد غاياتها , ومع ذلك يغلب على معظم الأحكام الصادرة عن القضاء العربي , والسوري _ تحديداً _ أن يعتبر تلك الجرائم الأخيرة كونها شكل من أشكال الاحتيال رغم النص الواضح عليها في متن القانون . 1_ كل من حمل الغير على تسليمه مالاً منقولاً أو غير منقول أو أسناداً تتضمن تعهداً أو إبراء فاستولى عليها احتيالا : 2_ يطبق العقاب نفسه في محاولة ارتكاب هذا الجرم . 1_ يعاقب بالحبس التكديري وبالغرامة من خمس وعشرين إلى مائة ليرة , من يتعاطى ( بقصد الربح ) , مناجاة الأرواح , والتنويم المغناطيسي والتنجيم وقراءة الكف وقراءة ورق اللعب وكل ما له علاقة بعلم الغيب , وتصادر الألبسة والعدد المستعملة . 2_ يعاقب المكرر بالحبس حتى ستة اشهر وبالغرامة حتى مائة ليرة , ويمكن إبعاده إذا كان أجنبيا .

الفصل الثاني*
في المذكرة الإيضاحية التي أوردها المشرع في مقدمة قانون العقوبات , أعلن انه أخذ بمبادئ المذهب التقليدي فيما يتعلق بالمسؤولية المعنوية والنية في ( المادة / 187 / وما يليها ) والدافع في ( المادة / 191 / وما يليها ) , وأنه أخذ أيضا بمبادئ المذهب الوضعي في بعض المسائل المتعلقة بالحجز والتدابير الاحترازية المقيدة للحرية , والتدابير الاحترازية العينية , بمعنى انه اعتمد في إصدار قانون العقوبات على المذهب الانتقائي , فأخذ من كل مدرسة ما رآه صالحاً من مبادئها , ووفق ما بينها بما يتناسب مع المجتمع , وضروراتـــــه .
وقد تجلت هذه الانتقائية في تناوله للنية الجرمية , بقوله / مادة 187 / : النية إرادة ارتكاب الجريمة على ما عرفها القانون . , وقوله عن الدافع / المادة 191 / : الدافع هو العلة التي تحمل الفاعل على الفعل أو الغاية القصوى التي يتوخاها .
وفي ضوء ذلك سوف اعمل على مقارنة توفر الدافع والنية الجرمية ( الركن المعنوي ) و ( الركن المادي ) , في كل من جرم الاحتيال على ضوء المادة / 641 / ق.ع.س , وجرم الدجل والتنجيم ومناجاة الأرواح المحدد بالمادة / 754 / ق.ع.س , وأبين اختلاف هذه الأركان .

الأركان القانونية لجرم الاحتيال
* الركن المادي :

( يتحدد الركن المادي لجريمة الاحتيال في الوسيلة التي يلجأ إليها الفاعل في سبيل تحقيق الغرض الذي يهدف إليه , على أن تكون الوسيلة منطبقة على معنى الغش والخديعة, وان مجرد الكذب لا يكفي لتوفر طرق الاحتيال , لأن القانون الجزائي لا يفترض فيه , التدخل إلى جانب شخص يصدق كل ما يقال له من قول , إذ أن عليه أن يزن ويتحرى بوسائله عن صدق ما يقال في هذا الصدد ) .
المرجع : ( صفحة 112 من المجموعة القضائية لقرارات محكمة النقض السورية أعوام 1952-1997 لياسين الدركزلي ) .

( إن استعمال المناورات الاحتيالية شرط أساسي لتحقق جريمة الاحتيال ولتوقيع العقوبة , ويجب أن تكون الوسائل المستعملة لتحقيق الغرض منطوية على معنى الغش والخديعة ) .

( إن استعمال الطرق الاحتيالية هو شرط أساسي لتوفر عناصر جريمة الاحتيال وأن مجرد الكذب العادي لا يكفي لتوفر طرق الاحتيال ) .
المرجع : ( القاعدتين 97 , 98 , المرجع صفحة / 48/ و /49 / من المجموعة الجزائية لقرارات محكمة النقض لياسين الدركزلي واديب استانبولي ).
إذاً لابد من قيام جرم الاحتيال عند توفر اعتماد الفاعل على وسائل احتيالية وقد حددها المشرع حصراً بحيث تكون من قبيل :
_ استعمال الدسائس , أو بظرف مهد له المجرم أو ظرف استفاد منه , أو بتصرفه بأموال منقولة أو غير منقولة وهو يعلم أن ليس له صفة للتصرف بها , أو باستعماله اسماً مستعاراً أو صفة كاذبة , وأما ( تلفيق الأكذوبة المؤيدة من شخص ثالث ولو كان عن حسن نية ) , فقد اعتبر أن مجرد الكذب لا يكفي لقيام الجرم , واشترط على الشخص المحتال عليه أن يزن ويتحرى بوسائله عن صدق ما يقال في هذا الصدد .
فلو ادعى محتالاً أنه يملك عقاراً ما ( ولنفرض قلعة حلب ) , وجاء شخص آخر وأيده في كذبه , فيتوجب علينا وبالوسائل القانونية ( قيود السجل العقاري ) , أن نتأكد من صحة ملكيته لهذا العقار ( القلعة ) , وسنكتشف كذبه لا محالة , وأما لو صدقنا هذه الكذبة , فنكون من المغفلين , والقانون لا يحمي هؤلاء . 1 _ قاعدة / 56 / : 2 _ قاعدة / 97 / : 3_ قاعدة / 98 / :

والركن المادي هنا , يجعلنا وبسبب استعمال المحتال للأساليب المذكورة غير قادرين على معرفة الحقيقة , فنصدق ما يدعي وينطلي علينا مأربه وغايته , ويحصل على مالنا , ونقع في الفخ المنصوب , فهو قد يدعي أنه تاجر موسر , ويعد أمامنا المبالغ الضخمة , ويمنح الإكراميات ( للكرسون ) , أو يتظاهر بالحديث ( بالهاتف المحمول ) مع شخص آخر وهو يقول له أرسل إلى فلان ( أربعة ملايين أو حول على حسابي المبلغ الفلاني ) , أو عندما يقدم نفسه على أنه رئيس مجلس لشركة كبرى ومعروفة ويعطينا / الكرت / البطاقة التجارية وفيها مدون أرقام الهواتف وفروع الشركة , أو عندما يأتي إلينا وهو يقود سيارة فارهة ( الشبح أو غيرها ) , وهي ليست له , بل ملك لمعلمه أو رئيسه , أو يختلق أي دسيسة أخرى تحملنا على الاعتقاد بصحة ما يدعي , فينصب علينا مالاً أو سندات أو غيرها من الأموال .
ولابد القول وبالضرورة أن هذه الأفعال المادية لو كنا نعلم بعدم صحتها لما استطاع النصاب المحتال أن يوقعنا في فخه , ونحن لا نعلم بها إطلاقا , بل أنه غير معروف عن النصاب بين الناس أن صادق أو محل ثقة , لأنه يضرب ضربته ويفر هارباً , أي لا يوجد عرف أو اعتقاد بأنه من ذوي الأخلاق الحسنة أو أنه من الموثوق بهم , كما انه لا يدعي أموراً تدخل في صلب الإيمان الديني , والشائع بين العامة , بحيث يعتبر زعمه مقدساً لا تجوز مناقشته , ولا يدعي قدرته على معرفة الغيب , كما يحصل مع / الدجال / , لآن هذه الأمور يعرض الناس عن الحوار بها ويعتبرها العامة صحيحة .

الركن المعنوي :
يتوفر الركن المعنوي أو ( النية الجرمية ) , في شقها العام والخاص , فالمحتال هنا غايته الحصول على المال ( كل أنواع المال المنقول وغير المنقول ) بأي وسيلة كانت عموماً , ومن ثم التصرف بهذا المال على أنه ملك له , أي إباحة نقل ملكية هذا المال وهو عالم تماماً بأنه ليس ملك له ولا حق له عليه , ليصبح ملكاً خالصاً له يتصرف به كمن يتصرف بملكه , كما أنه يعلم أن أفعاله تشكل جرماً ومع ذلك يقدم على ارتكابه , وهو قاصد النتيجة خصوصاً.
وبكل اختصار يتجلى الركن المادي باعتماد كل وسائل الاحتيال المنطوية على معنى الغش والخديعة , من اجل الحصول على المال ( منقول أو غير منقول ) , والتصرف به تصرف المالك وهو عالم أنه لا يملكه وهو الركن المعنوي , ولا تكون غاية المحتال إيقاع الضرر البدني في جسد ضحيته .
* محل جرم الاحتيال : واضح أن محل هذا الجرم هو المال / منقول أو غير منقول / والجاري بملكية الغير , مع العلم بذلك , والمال هو حصراً محل الجرم ولا شيء آخر .
إذاً الدافع والنية الجرمية تتوفر تماماً في أفعال المحتال التي اقدم عليها , وفق ما اعتمده المشرع في مذكرته الإيضاحية .

*الرابطة السببية والنتيجة :
والنتيجة هي أننا نشعر أننا وقعنا ضحية أعمال نصب واحتيال , بحيث أنه لو كنا نعلم بحقيقة الأمر , وبكذب المحتال , لما انطلى علينا ولما خسرنا أموالنا , وتكون فقداننا وخسارتنا للمال هي بسبب هذه الأعمال وبالتالي تقع النتيجة بوجود الخداع والغش , ولو لم يقدم المحتال على استخدام وسائل الحيلة , لما حصلت النتيجة , فهذه النتيجة مرهون وقوعها بتوفر الوسائل المادية والمعنوية , ومرتبطة بها وجوداً وعدماً .
ولكن لابد من ملاحظة أن المحتال لا يدعي مطلقاً معرفته بعلم الغيب , ولا يعمل على استغلال معتقدات العامة الدينية , والتي شاعت بينهم , وهم يمتنعون عن التأكد من مصداقيتها لأنها مقدسة ولا يجرءون إلا على قبولها , أي لا يزعم , ما يدعيه الدجال أو المشعوذ , بل يعمل المحتال على إيهام الآخرين بوجود واقع مادي حقيقي , يبعث على الثقة , فنسلم بصحته , وهو هنا يستغل قبولنا بالثقة ويحتال علينا .


الموضوع الأصلي : الدجل والقانون الكاتب : AlexaLaw المصدر : منتديات عالم القانون
التوقيع
توقيع العضو : AlexaLaw
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.AlexaLaw.com
AlexaLaw
مؤسس و مدير عام المنتدى
AlexaLaw
مؤسس و مدير عام المنتدى

الجنس : ذكر

تاريخ التسجيل : 03/03/2010

عدد المساهمات : 19648

نقاط : 12655173

%إحترامك للقوانين 100

العمر : 35

الأوسمه :

 الدجل والقانون 1384c10


الأوسمة
 :


 الدجل والقانون Empty
مُساهمةموضوع: رد: الدجل والقانون    الدجل والقانون I_icon_minitime22/9/2011, 16:27

خيارات المساهمة


مثال :
بعد أن التقى ممدوح بتاجر اسمه رائد , وتحدثا بأمور المهنة , علم رائد أن ممدوح لديه أعمال كثيرة ويحقق أرباح وفيرة , طلب ممدوح من رائد مبلغ مليون ليرة سورية , كي يسدد مبلغ للمالية قبل انتهاء الميعاد , وأنه سيعيده إليه خلال اقل من ثلاثة أيام , وحصل ممدوح على المبلغ , ولكنه وبعد ثلاثة أيام , قام بإعادة ذات المبلغ إلى رائد , شاكراً له جميله , لأته انجده من ورطة فوائد المالية , وبعد شهر حضر ممدوح لعند رائد , ورجاه إقراضه خمسة ملايين ليرة سورية , وانه سيعيدها في اقل من خمسة أيام , فكان له ذلك , وفعلاً وبعد خمسة أيام , أعاد ممدوح ذات المبلغ إلى رائد , وخلال تلك المرحلة , كان ممدوح يدعي رائد إلى أتفخم المطاعم ويقيم له الولائم الفاخرة , ويظهر كل ما يظهره التاجر الغني , من سخاء واتصالات وهمية / بالجوال / , ويقصد إسماع رائد ما يطلب من الآخرين , مثل حولوا على رصيدي مبلغ كذا مليون , وارسل إلى إيطاليا كذا مليون قطعة , ..الخ .
وبعد مدة حضر ممدوح غاضباً راجياً رائد أن يلحقه , ويقرضه ثمانية ملايين ليرة , ليسدد ضمانات تجارية قبل فوات الأوان , وتعهد بإعادة المبلغ خلال أيام قليلة , وحصل ممدوح على هذا المبلغ الأخير من رائد , والى الآن لم يعيد المبلغ , ولم يعثر عليه رائد .
لاحظوا كيف استغل ممدوح لرائد , ولم يزعم ممدوح أنه من أصحاب الكرامات أو أنه شيخ وقور عالم بالغيب ويشفي العلل والأمراض ويكشف عن المخبأ والمستور, مثلما يفعل / الدجال أو المشعوذ / .

* الأركان القانونية لجرم الدجل والتنجيم والشعوذة ,…. *
( وفق نص المادة / 754 / ق.ع.س )
اشترط المشرع لقيام الجرم _ من يتعاطى مناجاة الأرواح , والتنويم المغناطيسي , والتنجيم وقراءة الكف وقراءة ورق اللعب وكل ما له علاقة بعلم الغيب _ أن يكون بقصد الربح , ولم يشترط لوقوعه استخدام وسائل الحيلة والخداع ( وفق نص المادة المذكور أعلاه ) ؟, وتكون أركان هذا الجرم على هذا الأساس كما يلي :
ملاحظة : قبل الحديث عن الأركان , أُلفت اهتمامكم إلى وجود بعض المختصين بالتنويم المغناطيسي والمرخص لهم بالعمل رسمياً ؟ , مما يستدعي تعديل نص المادة أعلاه لهذه الناحية , أيضا , ليصبح .., مثلاً.. [من يتعاطى مناجاة الأرواح , والتنويم المغناطيسي _ بدون رخصة _ والتنجيم ..,الخ ] , ليستثنى من رخص لهم , من شمولهم بهذه المادة , نعود للأركان .
* الركن المادي :
يقوم الجاني ( الدجال أو المشعوذ أو المنوم مغنطيسياً أو مناجي الأرواح أو قارئ الكف أو الساحر أو قارئ ورق اللعب ) , بأفعال مادية , مثل كتابة الحجب أو تلاوة القرآن أو كتابة العبارات الدينية على الجسد , أو التمتمة أو الطلسم , أو أنه يدعي أنه من أصحاب الكرامات , ويكشف المخفي والمستور , ويمكن أن يدعي النبوة أو يطلب من المجني عليه , تقديم نباتات معينة من مناطق محددة مباركة _ ضريح لعالم ديني أو شيخ _ أو يدعي الهلوسة والإغماء عند ذكر لفظ الجلالة , أو يقوم بعملية كتابة أرقام , والسؤال عن تاريخ الميلاد واسم الأب أو ( تحديداً ) اسم الأم , أو يدعي بأنه يحاكي الملائكة أو الجني أو الشيطان أو يستدعيهم , أو يطلب بقايا أو أسمال من لباس شخص ما , وكل هذه الأمور المادية التي يقوم بها أو يطلبها , تختلف من حالة إلى أخرى , وبحسب الأسلوب الذي يتبعه كل جاني , وهذه هي الأفعال المادية التي يقوم بها والتي يقتنع بها العامة , فالعامة لا تقتنع ولاتطلب منه أن يبرز بياناً برصيده / البنكي / , ولا بياناً عقارياً , ولا تراخيص أو شهادات علمية , … الخ ؟.
وحقيقة الأمر : أن المجرم , يقوم بفعل هذه الأعمال وفق ما شاع بين الناس من اعتقاد بصحة ما يطلبه منهم أصلاً , لان الجاني لا يتجرأ على أي طلب يرى أنه غير معروف لدى معتقدات العامة , وهذه المعتقدات قد تكون خرافية , أو من الموروث الشعبي أو من الفهم الديني المغلوط وهي راسخة في عقل الناس البسطاء , ولكنهم يصدقونها , وينفذون ما يطلب منهم بدون ضغط أو إكراه , وبدون أي ممارسة لأي حيلة أو خداع , وهو غير محتاج ليقوم بأي / لف أو دوران / أو كذب , وإن العامة لا يتذمرون منه , مهما طلب ومهما كانت طلباته نادرة , وهم أساسا حضروا بأنفسهم إليه , أملين الشفاء أو فك عقدة ما , أو معرفة من سرقهم , أو ليخرجوا شيطاناً تلبسهم ؟, أو لحل مشكلة اجتماعية نالت من سكينتهم , أو لأي أمر آخر , وهم عندما أتوا إليه , يحملون قناعات مسبقة أو إيماناً مطلقاً , بأن هذه الأفعال المادية هي من قبيل أن هذا / الجاني / الشخص , يمتلك قدرة معينة , وضعها الله بين يديه , لشفاء الناس أو معرفة المستقبل أو كشف المجهول , فهم يسلمون بهذه الأفعال وبصحتها , ولا يناقشونها مطلقاً , لإيمانهم أن هذا / الجاني / الرجل , قريب من الله , أو أنه سيكون الواسطة التي ستقربهم من الله , وهو بعلمه هذا سيحل لهم معضلاتهم كلها , هذا هو الاعتقاد الذي يسود بين الناس , كما أننا يجب أن نعترف , أن كثير من هؤلاء الجناة , هم أنفسهم مؤمنون بتلك القدرات والمعتقدات , بل إن بعضهم يقوم بهذه الأفعال من منظور إيماني تعبدي , وأنهم لشدة إيمانهم وزهدهم في العبادة مكنهم الله , للقيام بفعل الخير ؟, وحل مشاكل الناس , ففي الجرائم الخمسة التي أوردتها في مقدمة هذه الدراسة , نرى أن المجني عليهم يذهبون بأنفسهم إلى / المجرم , الجاني, /فالتاجر الحمصي يذهب إليه لحل مشكلة تردي تجارته , والوالد يذهب إليه ليقرأ على ابنته _ ( المرتعدة والخائفة من الكلب ) _ وليخرج من جسدها الشيطان الذي تلبسها , والابنة تقدم المال الوفير / للمجرمة , المرأة / والتي سترسلها بدورها للسيدة ( مريم العذراء ) , كي توزعها على الفقراء , وبذلك يشفى والدها المصاب بمرض القلب , / والذي لم يشفى إلا بعمل طبي جراحي علمي , بحت / , وتلك المرأة تذهب إليه من اجل أن تنجب وحتى لا يطلقها زوجها , وأما الفتيات الأخوات فيرون فيه القدرة على جلب الحبيب أو الزوج , قبل أن يعنسن /, إذاً الجميع يذهب إلى / المجرم / بإرادته , وهو لا حاجة لكي يقوم بأي حيلة أو خداع أو كذب , يأتون إليه مؤمنين صاغرين منفذين لكل طلباته .

أو كذب , يأتون إليه مؤمنين صاغرين منفذين لكل طلباته .
أما / المجرم , الدجال أو المشعوذ ,… عالم الغيب .. الخ / , فهم على نوعين :
الأول : مؤمن بان ما يفعله يدخل في باب الإيمان بالله , ويكون هذا الاعتقاد راسخ لديه , ولو كان على خطأ , / وهو حسن النية / , وهو يستغل فسحة الإيمان والأمل لدى العامة , ولا يقبض المال .
والثاني : يعرف أنه يكذب على الناس وأن أفعاله لا تعدو , إلا طلاسم وخزعبلات , وهو يخدع الناس ويستغل أيمانهم , وآمالهم , / وهو يسيء النية / , وهدفه المال .
أما في نظر القانون , / م 754 / فالثاني هو مجرم , و تتوجب معاقبته , لأنه يقبض المال / قصد الربح / , وأما الأول فلا تجريم على أفعاله لأنه لا يهدف من ورائها الحصول على المال ولا يقصد الربح ؟.

* الركن المعنوي :
يتجلى الركن المعنوي لدى / المجرم / وفق ما حدده الشارع في نص المادة / 754 ق.ع.س / , أن المجرم الذي يتعاطى هذه الأعمال من ( مناجاة الأرواح , والتنويم المغناطيسي ,وقراءة الكف , وقراءة ورق اللعب وكل ماله علاقة بعلم الغيب ) , يجب أن يكون قصده هو الربح , ويفيد المعنى , أن يحصل على المال بطريقة غير مشروعة , وتكون غايته الأساسية من هذه الأفعال الحصول على الربح المادي , ومن الطبيعي أن يتوفر في هذا الركن معرفة الجاني أنه يقبض هذا المال , وهو لا يقدم أية نتيجة مفيدة للآخرين , أو بالأحرى يحصل على المال بطريقة غير مشروعة من الأفراد معتمداً على إيهامهم بأنه سيشفيهم من مرض ما , أو يقرأ لهم طالعهم ومستقبلهم , أو أنه يعلم بالغيب _ المقدر أو المحذور _ الذي سيأتيهم وهو ينبئهم به قبل وقوعه , أو أنه سيخرج الجني أو الشيطان الذي دخل بهم , ويقنعهم بقدراته تلك , وهو عالم تماماً أنه لا يقدر ولا يستطيع فعل أي شئ من هذه الأمور المذكورة , ومع ذلك يقدم على هذه الأفعال بقصد التربح وكسب المال , وهو عالم أيضا أن هذه الأفعال محظورة قانوناً , ومحدد لها العقاب , ومع ذلك لا يأبه بذلك , ولو نتج عن أفعاله تلك , إضرار بالآخرين , كذلك يعلم علماً تاماً , أن الضرر الناتج معاقب عليه , وحتى ولو لم ينتج أي ضرر , وفقط لأنه يتعاطى هذه الأمور سيعاقب على أفعاله , ومع كل هذا فالأمر عنده سيان ويقدم على الأفعال بعلم يقين من منع مزاولتها قانوناً , ونيته الجرمية والقصدية واضحة وغايته / المال / , واستغلال الوهم الذي يحيطه بضحاياه عن مقدرته , واستغلال جهلهم وبساطتهم , بل وغالباً استغلال معتقداتهم المغلوطة أو أعرافهم الشائعة المتوارثة.
كما أنه يعمل على استغلال مكانته ومركزه الديني أو الاجتماعي أو الشعبي , بعد أن نشر دعايته الكاذبة عن نجاعة أساليبه أو مكانته الربانية أو أنه من أهل الكرامات أو ممن كشف لهم الله ؟ , والنية دوماً الحصول على المال وهو يعلم أنه ليس له أي حق به .

وحقيقة الأمر :
تحدثت في الركن المادي عن الأشخاص الذين يقومون بهذه الأفعال وهم على نوعين :
الأول :
مؤمن بان ما يفعله يدخل في باب الإيمان بالله , ويكون هذا الاعتقاد راسخ لديه , ولو كان على غلط , / وهو حسن النية / , وهو يستغل فسحة الإيمان والأمل لدى العامة .
ونادراً ما يكون هدفه جني / المال أو الريح المادي / , ويعتقد هذا النوع أن عمله نوع من التعبد , وحث الناس على الاعتبار بالإيمان , وكتاب الله , وأن عمله هذا كنوع من أنواع ( الخير أو الزكاة ) , وهو لا يطلب المال , كأجر , وإن طلبه فهو يعزي هذا الطلب بأنه يوزعه على الفقراء و / الدراويش / ويشاع عنه أنه لا يأخذ / المال / كأجر , بل يقولون عنه أنه لا يطلب المال , وانك تستطيع أن تضع له ( الذي فيه النصيب من النقود ) , تحت وسادته , أو في صندوق معد لذلك , وهو لا يشترط لقاء عمله أي مبلغ .
وهذا النوع من / المجرمين / , يريد اغتنام الأوضاع الدينية , ليكسب حظوة معينة , دينية أو اجتماعية , أو مركز عشائري , أو مكانة مرموقة في محيطه , تتجلى في تعظيمه أو التبرك به , بل انه ينال التقدير والاحترام حتى من مراكز السلطة الدينية أو الرسمية , بحيث يتردد الكثيرون ممن يصيبهم الأذى منه , الأشتكاء عليه , وهو في عمله هذا يعتقد جازماً بأنه منصوص عليه في الكتب السماوية , ومطلوب منه مساعدة الناس في اهو الهم , فهو قد تقرب من الله , ومنحه الله تلك القدرات / خاو الجان أو الشيطان , أو أنه مكشوف بقدرة الله على هذا الأمر / , لشدة إيمانه وزهده , فتكون طلباته نافذة فوراً ومهما كانت غير منطقية , أو غير صحيحة , وعندما تعرض عليه حالة ما ( كحال الصبية التي ارتعدت من كلب شارد , راجع الجرائم في المقدمة ) , فهو يقرر نتيجة تصوراته ومعتقداته ونتيجة _ فحصه السريري المبني على معتقدات خاطئة وشائعة ومرمزة بهالة الدين _ أن المصاب دخل جسده الشيطان أو الجني , ويأمر بحبسه ومنع مشاهدته , وحرمانه من الطعام , ويبدأ _ بعمله الجراحي ؟ _ حيث ينهال ضرباً على أنحاء جسد المصاب ليخرج الشيطان أو الجني ؟, بل يبتدع ويبتكر معرفته بالمكان الذي دخل منه الشيطان جسد الآدمي , فهو إما أن يدخل من الدبر أو الفرج _ خاص بالنساء ؟ _ حيث يكشف عن هاتين العورتين ويباشر الضرب بالعصا على هذه المناطق ليخرج الشيطان منها ؟ , وبالطبع معلوم لكم النتيجة , وهي إما موت المصاب جراء الألم والعذاب , أو عدم الشفاء لعدم خروج الشيطان ؟, من الجسد , ونحن لا نناقش هنا ما ينتج أو يرافق أعماله من جرائم مثل , / القتل والوفاة أو أحداث عاهة أو تشويه

لأن نصوص القانون واضحة في تكييف الجرم عند وقوعه / , وهو ومع كل هذه النتائج تراه ما يزال على اعتقاده , فإن حصل الشفاء _ وهو مستحيل _ , أو حصلت الوفاة أو العاهة , فكل هذا بقدرة الله , فهو يبرئ نفسه من النتائج مهما كانت , لأن مشيئة الله وقدرته أرادت تلك النتيجة , علماً أنه يكون هو الذي قام بالأفعال المادية من الضرب وسواه _ لإخراج الشيطان _ , وبكل تأكيد أن النتائج كانت بفعله هو ومرتبطة بفعله المادي الإيجابي ( من ضرب وسواه ) , أو بفعل مادي سلبي ( الترك بدون طعام أو شراب ) .
ونقول هنا إن هذا النوع يعتقد ويؤمن في عقله الباطن على أكاذيب وتهيؤات , وتفسير مغلوط للنص الديني , ورأينا كيف أن هذا التفسير المغلوط ما يزال مثار جدل وحوار بين رجال الدين على انواعهم ( سلفيون أو أصوليون ) , رغم الوضوح التام لحكم المشرع الإلهي _ في الكتاب _ فهو يطالب بالعقل ويمنع عن البشر أي علم بالغيب , ووضوح المشرع الديني في استنباط المنع والتحريم ووضع الحد والعقاب , وفي الركن المعنوي لهذا الجرم , ولهذا النوع من المجرمين , لا يقصد / المجرم / الإيذاء , أو الحصول على المال , بل يدعي مؤمناً _ بما يخالف النص الشرعي _ صحة ما يقدم عليه .
وهنا يتبين لنا أن نص هذه المادة / م _ 754 ق.ع.س / , لن يشمل هذا النوع من الجناة , فهم لا يعملون _ بقصد الربح _ كما اشترط في متن المادة , ولكن من المؤكد أن نتائج أفعالهم سيطالها القانون في حال حصول الضرر مثل ( الوفاة أو إحداث عاهة ) , في وقت يجدر بالشارع أن يعاقب كل من يقدم على هذه الأفعال , ولو لم ينتج عنها أي ضرر , وحتى لو كانت بالمجان ودون ( قصد الربح ) المادي , بل يتوجب عليه أن يعاقب ولو لمجرد الشروع بها نظراً لجسامة الضرر الذي سينتج عنها .
ومنذ أن صدر قانون العقوبات في سورية في العام / 1949 / , ما زال الشارع يغفل هذه الجرائم , ولم يقم بتعديل نص المادة /754 ق.ع.س / , ولم يستصدر قانوناً خاصاً يتصدى لها ويردعها , وخاصة مع تزايدها اطرادا في الآونة الأخيرة , كما لم تتنبه الهيئات الدينية والتشريعية والعلمية والثقافية الرسمية في البلاد لخطرها على المجتمع من كافة النواحي , بحيث تتجرأ على عرضها وتناولها رسمياً

وفي مجلس الشعب وكافة الهيئات الأخرى كظواهر اجتماعية مرضية سلبية يتوجب اقتلاعها ؟.
والثاني :
يعرف أنه يكذب على الناس وأن أفعاله لا تعدو , إلا طلاسم وخزعبلات , وهو يخدع الناس ويستغل أيمانهم , وآمالهم , / وهو يسيء النية / , ويعمل _ بقصد الربح _ فهذا الجاني , هو على علم تام وبدون أدنى إيمان بأن أفعاله غير سليمة , وليس مصدرها إيمانه الديني بها , بل مصدرها أن عامة الناس شاع أيمانهم بها , فهو يستغل هذا الإيمان لديهم بقصد الربح المادي , ويعلم كل نتائج أفعاله السلبية ومع ذلك يقدم عليها , وبالتأكيد سيطاله نص المادة / 754 ق.ع.س / , إن لجهة إقدامه على القيام بأعمال / التنويم أو مناجاة الأرواح ,.. الخ / , وسيعاقب على ذلك , علاوة على أن القانون سيطال نتائج أعماله من ضرر أو إيذاء الآخرين , ومع كل هذا يقدم على أفعاله , بكل نية سيئة وبقصد جرمي واضح لا لبس فيه .
* العقوبة :
_ هي الحبس التكديري ؟ , وبالغرامة من /25 / ل.س إلى /100/ ل.س ؟ , وقد كانت الغرامة قبل التعديل وفق القانون رقم / 27 / الصادر بتاريخ ( 27/2/1979 ) هي الحبس التكديري والغرامة من خمس إلى عشر ليرات ؟, وأما الحبس التكديري وفق ما حدده الشارع السوري في المادة ( 60 / ق .ع . س ) فهي من يوم إلى عشرة أيام ؟, على أن تنفذ في أماكن مختلفة عن الأماكن المخصصة بالمحكوم عليهم بعقوبات جنائية أو جنحية ؟.
_ إلى جانب الحبس التكديري والغرامــة , قضى المشرع بمصادرة الألبسة والعدد المستعملة .
_ وقضى في حال التكرار بالحبس حتى ستة اشهر والغرامة حتى مائة ليرة , وبإبعاد الأجنبي , ويحكم التكرار المادة / 248 وما يليها _ ق.ع.س / .

ولكن هذه العقوبة لن تطال النوع الأول من هؤلاء المجرمين وهم الذين يقومون بهذه الأفعال _ بدون قصد الربح _ أي مجاناً , أما نتائج أفعالهم فتطالها مواد القانون الأخرى _ إن حصلت _ وواضح لنا أن المشرع لا يعاقب هؤلاء لمجرد قيامهم بهذه الأفعال وفق نص المادة / 754 /, ولكنه يتصدى لما يلحقونه من ضرر( النتائج ) _ إن حصل , وأدعى المتضرر _ أما أفعالهم التي اقترفوها ففي نظر الشارع لا تستدعي المسائلة _ لأنه لا يقصد الربح _ ؟ إلا بمقدار ما تلحقه من ضرر , وهذه غفلة لا تغتفر للمشرع , لأنه يتوجب قمع هذه الظواهر لمجرد وقوعها أو الشروع بها , وأن تلاحق عفواً من قبل النيابة العامة , وأن يعطى حق الملاحقة بدون شكوى لكل الضوابط العدلية , وأن تعتبر هذه الجرائم ضمن أنواع الجرائم التي تلحق ضرراً بالمجتمع , وتمنح الهيئة الاجتماعية الرسمية ممثلة بالنيابة العامة , حق التصدي لها , بدون شكوى وعفواً ومن تلقاء نفسها .
أما النوع الثاني من المجرمين , فالعقوبة تطالهم , ويطال القانون ما ينتج عن هذه الأفعال من إضرار بالغير .

* الرابطة السببية والنتيجة :
مقارفة الأعمال الغيبية بدون مقابل / دون قصد الربح / :
تكون النتيجة الجرمية التي تصيب المجني عليه , بحسب نية الجاني , إن كان يقصد الربح , أو لا يقصد الربح , ومهما كان قصد المجرم , ومهما كانت غايته فيمكن تصنيف النتائج وفق ما يلي :

وهنا لابد من التمييز بين نية المجرم واعتقاده بأن طريقته العلاجية ستؤدي إلى الشفاء, وخاصة إذا كان يقوم بهذه الأفعال بدون مقابل / دون قصد الربح / , وباعتقاد راسخ لديه بأن ما يقوم به هو من قبيل المصدر الديني ( الرقية الشرعية ) أو ما يؤمن به الناس , ويقدمون عليه بإرادتهم الحرة الطليقة , جازمين بأن هذا العلاج هو الناجع _ وهذا هو حال معظم الحالات وخاصة في الأرياف _ , هنا تكون هذه النتائج مرتبطة تماماً , بالأفعال التي قام بها / المجرم / بحيث أنه لولاها لما حصلت , ولكن النية لديه لا تذهب إلى قتل الروح أو إزهاقها , أو إضرارها , ويكون متسبباً , وليس قاصداً أو متعمداً , ولكن لو لا امتهانه لهذا العمل , ولو كان من مصدر الإيمان , ولو لا قيامه بهذه الأفعال المادية / من ضرب بالعصا أو حرمان من الماء والطعام , .., وغيرها / , لما وقعت النتائج ويكون مسؤولا عنها , مثل حالة / المسؤولية التقصيرية لدى الطبيب / , حيث تكون مسئوليته بعناية الطبيب المعتاد وخبرته , وليس بغاية إنقاذ الإنسان من الموت (مثلاً) , مع اختلاف الوسائل على الإطلاق , واختلاف أو عدم وجود الترخيص بمزاولة هذه الأعمال بالنسبة للمجرم / الدجال أو المشعوذ ,..الخ / , وتعتبر النتائج هذه من قبيل التسبب الغير مقصود أو الغير متعمد , ويتلاشى السبب الأساسي وهو ممارسته لأعمال / الدجل والتنجيم ,..الخ /, وتمر هذه الممارسات دون عقاب , ويتم تناول النتائج فقط .

فتبقى هذه الأفعال دون مانع ودون ملاحقة إلى أن تقع الجريمة الفظيعة , بعد أن يكون استشرت أفعال هذا / المجرم / , وانتشرت وشاع عمله بين الناس وذاع صيته دون رادع قانوني أو ديني , على انه مبتكر العلاج الشافي والمعافى لكل أنواع الأمراض ؟.
وكما ذكرت سابقاً فالمشرع يعاقبه هنا , على النتائج التي وقعت نتيجة أفعاله , ولا يعاقبه إطلاقاً بسبب مزاولته لهذه الأعمال لأنه لم يتقاضى أجراً , أي / بدون أن يقصد الربح / , وهذا الخطأ الذي أغفله المشرع , ولم يصححه بتاتاً , لأنه تتوجب معاقبته أيضا على مزاولته هذه الأعمال , ولو لم يكن يقصد الربح , أي يستحق العقاب , حتى ولو لم يتقاضى أجراً , وبالطبع حتى ولو لم يضر أحداً .
الغاية تحقيق الربح المادي / قصد الربح / : 1_ قد تؤدي أفعال / المجرم / إلى الوفاة أو إلى إحداث عاهة ما , أو قد تؤدي إلى استفحال المرض بسبب تعاطي ما لا يصلح له من أنواع العلاج المبتكرة على يد المجرم , أي الضرر الذي يتجلى بإزهاق الروح , أو الإضرار بها . 2_ قد لا ينتج عن هذه الأعمال أي ضرر أو آذى , ولا يكون / المجرم / قد طلب أي مبلغ من المال / دون قصد الربح / , وهذه أيضاً تمر بسلام , ولا يشملها نص المادة / 754 ق.ع.س / , ويبقى المجرم بعيداً عن العقاب , وكأن المشرع يقول , لا مانع من ممارسة هذه الأعمال , لطالما لم تلحق الأذى بأحد , ولا يقصد من وراءها الحصول على المال ؟.

الموضوع الأصلي : الدجل والقانون الكاتب : AlexaLaw المصدر : منتديات عالم القانون
التوقيع
توقيع العضو : AlexaLaw
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.AlexaLaw.com
AlexaLaw
مؤسس و مدير عام المنتدى
AlexaLaw
مؤسس و مدير عام المنتدى

الجنس : ذكر

تاريخ التسجيل : 03/03/2010

عدد المساهمات : 19648

نقاط : 12655173

%إحترامك للقوانين 100

العمر : 35

الأوسمه :

 الدجل والقانون 1384c10


الأوسمة
 :


 الدجل والقانون Empty
مُساهمةموضوع: رد: الدجل والقانون    الدجل والقانون I_icon_minitime23/9/2011, 09:43

خيارات المساهمة


نادراً جداً , أن تنتج عن أفعال / الدجال , أو المشعوذ , الذي يعمل بالغيبيات / , نتائج تضر جسد الإنسان أو تزهق روحه , لأن هذا النوع من المجرمين والمقصودين بنص المادة / 754 ق.ع.س / , غايته الحصول على المال والربح على حساب التلاعب بمشاعر الناس أو إيمانهم أو معتقدهم أو موروثهم الشعبي الأسطوري , ويهدف إلى جمع المال حصراً , وبدون أن يقوم بأي أعمال احتيالية من الدس أو التدليس أو الكذب / وفق شروط جرم الاحتيال , م/ 641 ق.ع.س / لأنه يستغل مشاعر الناس وأفكارهم , ويطلب لقاء ما يقوم به المال / بقصد الربح / , ومع ذلك فقد يتحفظ الكثيرون من الإدعاء عليه , لأنه أخذ منهم نقوداً لا يستحقها , إلى أن يشعر أحدهم بغبن كبير , أو يخسر مبلغاً ضخماً , فيبادر هنا إلى المطالبة بالإدعاء _ كما حصل مع التاجر الحمصي , في المقدمة _ , وتكون النتيجة خسارة المال بسبب جهلهم وغفلتهم والقانون لا يحمي المغفلين , وهنا عند تحريك الإدعاء النيابي , يلاحق الجاني بجرم / الدجل والشعوذة وفق أحكام المادة _754 ق.ع.س / وينسب له جرم آخر وهو الاحتيال , في وقت أرى أن هذا الجرم الأخير لم يقترفه , بل كان نتيجة جهل وغفلة من المجني عليه لأن هذا الأخير يعطيه المال طواعية وهو يسلم بما يطلبه منه , على أنه هو الحل لمشاكله أو أمراضه , رغم أن كل شيء واضح وأن المجرم لم يدع كذباً أو احتيالاً , ولم يتبع أي أسلوب احتيالي , والدليل على ذلك حضور الشخص لعنده طواعية لحل مشاكله أو أمراضه , واستعداده لتقديم أي مبلغ من المال كي يشفى أو تحل مشكلته , فالمجرم هنا يستغل هذه الرغبة والحاجة والأمل لدى الناس , فيطلب المال , ويناله بسخاء , وهم لو فكروا بتأنٍ للحظة واحدة , وعلموا أن هذه الأفعال لن تصيب مرادهم لما أعطوه المال , ولكن استغلاله لأملهم وشغفهم بالحل أو الشفاء ودون أن يدعي إلا ما يؤمنون به أصلاً , بكل جهل وغباء أو ما شاع عنه من أمور يعتقد العامة صحتها بسبب جهلهم لدينهم أو عدم اقتناعهم بالعقل العلمي , فهو لا يكذب ولا يدعي التجارة أو الدسيسة ولا الحيل فهو واضح تماماً , فلا يتمظهر بالغنى وغير محتاج لوسائل الخداع والكذب ولا يحتاج إلى ثقة أحد به فهم المقدمون إليه وواثقون من علمه بالغيب , وهو فقط يستغل حاجة الناس وإيمانهم الأعمى بالغيب _ ليس الغيب الشرعي _ لينال مراده , المال ؟ , والعلاقة السببية بين الفعل المادي والنتيجة , هي خسارة المال , بحيث أنه لو لم يؤمن الناس بهذه الأعمال ويعترفون بوجودها , ووجود من يدعي قدرته على تحقيق صدق إيمانهم المغلوط لما وقعت النتيجة

* نتائج المقارنة :
… تظهر الوقائع التي تحدثنا عنها , اختلافاً بيناً , وفارقاً كبيراً بين كل من المحتال بموجب أحكام / المادة 641 ق.ع.س / , وبين من يدعي العلم بالغيب أو يمارس الدجل والتنجيم والشعوذة , وفق أحكام المادة / 754 ق.ع.س / , وخاصة لجهة اختلاف أركان كل جرم , بحيث يغدو من المستبعد , أن نعزي لمقترف أعمال الغيب والدجل والتنجيم جرم الاحتيال للأسباب التالية :
أركان جرم الاحتيال م/641 أركان جرم الدجل والتنجيم م/754
- هدفه المال منقول أو غير منقول . - هدفه المال وقد يعمل مجاناً.
-يستعمل وسائل احتيالية وخداع مادي ملموس. - يستغل إيمان الناس بالغيب وجهلهم .
- ضرره يقتصر على المال فقط . – ضرره جسدي أو مالي أو بدونهما .
- النية الجرمية مقصودة . – النية الجرمية تتوفر عند من يعمل بقصد الربح( للمال) فقط
أما قصد الضرر والإيذاء الجسدي غير متوفر لدى النوعين .
- لا يوجد اعتقاد بصحة عمل المحتال ولا - يعتقد بصحة عمله ويوجد التباس
خلاف على تجريمه حتى في النص في فهم النص الديني ووضع الحد
الديني . العقابي له .
- المحتال لا ينال أي تقدير اجتماعي - يلقى التقدير من العامة والمرجع
أو ديني . الديني ومن السلطة أحيانا .
- لا يدع علمه بالغيب والعلاج الجسدي . - يدعي العلم بالغيب والمداواة بدون أي دليل .
- لا يدع العبادة والإيمان والحظوة الإلهية. – يدعي كل ما يؤمن به الناس كذباً, وهو الزاهد .
- يوهمك بواقع مادي حقيقي ولكن لا يملكه. _ يستغل إيمانك المسبق , فلا تحتاج لحجة له .

إن اختلاف الأركان الجرمية لكل من جرم الاحتيال وجرم الدجل والتنجيم والشعوذة , يجعل كل منهما جرماً مستقلاً عن الآخر , بدليل أن المشرع افرد لكل منهما نصاً خاصاً به وهو هاتين المادتين المذكورتين : ( الاحتيال م /641 ) و ( الدجل والتنجيم م / 754 ) , ومن الخطأ القضائي والتوصيف النيابي , اعتبار أعمال الدجل أو الشعوذة من قبيل جرائم الاحتيال , مهما كانت ضخامة المبالغ التي حصل عليها من وراء الخزعبلات والطلاسم ووسائل علم الغيب , وقد يرى البعض بساطة عقوبة المادة / 754 ق .ع.س / , فيرغبون بالتشديد وينسبون له جرم الاحتيال أيضا , كي تطاله عقوبة المادة التي تعاقب المحتال / 641 ق .ع.س / لأنها اشد من الأولى ؟ , وهذا يخالف منطق العدالة والتكييف القانوني , ولا يجوز أن ننسب لشخص , جرم ما لم يقترفه , لمجرد أن عقوبة هذا الجرم تستوي مع خطورة وجسامة فعله الحقيقي , رغم وجود نص يعاقب على فعله وينطبق عليه وصفه , وخطأ المشرع الوضعي , وعدم تعديله لنص المادة وعقوبتها المنطبقة على الفعل والوصف الحقيقي لا يجوز أن , يكرره القاضي فيجانب الصواب , وعليه تطبيق النص والعقوبة المقررة للجرم ولو كانت بسيطة , لطالما أن لكل جريمة نص يحكمها ويعاقب عليها , وهذا ما ورد في دستور البلاد .
ولكن … ونظرا" لبساطة العقوبة المقررة في المادة /754 ق.ع.س / , وعلى الرغم من وجود الفوارق المشار إليها ما بين جريمة الاحتيال وجريمة الشعوذة ,…, الخ , فان هناك بعض وقائع الشعوذة والتي يتقاضى عنها المشعوذون نقودا" (دراهم ) , تلتقي مع جريمة الاحتيال , أي أن أفعال بعض هؤلاء المشعوذين ينطبق عليها وصف الشعوذة كما ينطبق عليها وصف الاحتيال ونكون أمام فعل واحد ينطبق عليه وصفان , وعندها نأخذ بالوصف الأشد , كما ذهب إلى ذلك القضاء , وقد ينجم عن الشعوذة جرم جنائي الوصف (كالاغتصاب) وعندها يكون فعل الشعوذة مشمولا" بالوصف الأشد إذ يكون عنصر من عناصره , وهذا صحيح عندما ينجم عن الدجل والشعوذة / جناية / .
ولكن هذا النزوع للأخذ بالوصف الأشد في حالة / الجنحة / , وإيقاع عقوبة الاحتيال في المادة / 641 ق.ع.س /على جرم الشعوذة , سببه بساطة العقوبة المقررة في المادة /754 ق.ع.س / , عندما يكون للفعل الواحد وصفان _ كما رأينا _ مما يدعونا إلى تشديد هذه العقوبة المقررة في المادة / 754 ق.ع.س / وتعديلها بزيادة مدة الحبس فيها , كي يستقيم تطبيق هذه المادة على أفعال الشعوذة والدجل,…, كون المشرع نص عليها وحددها لمعاقبة هذه الأفعال حصرا".

إن اختلاف الأركان الجرمية لكل من جرم الاحتيال وجرم الدجل والتنجيم والشعوذة , يجعل كل منهما جرماً مستقلاً عن الآخر , بدليل أن المشرع افرد لكل منهما نصاً خاصاً به وهو هاتين المادتين المذكورتين : ( الاحتيال م /641 ) و ( الدجل والتنجيم م / 754 ) , ومن الخطأ القضائي والتوصيف النيابي , اعتبار أعمال الدجل أو الشعوذة من قبيل جرائم الاحتيال , مهما كانت ضخامة المبالغ التي حصل عليها من وراء الخزعبلات والطلاسم ووسائل علم الغيب , وقد يرى البعض بساطة عقوبة المادة / 754 ق .ع.س / , فيرغبون بالتشديد وينسبون له جرم الاحتيال أيضا , كي تطاله عقوبة المادة التي تعاقب المحتال / 641 ق .ع.س / لأنها اشد من الأولى ؟ , وهذا يخالف منطق العدالة والتكييف القانوني , ولا يجوز أن ننسب لشخص , جرم ما لم يقترفه , لمجرد أن عقوبة هذا الجرم تستوي مع خطورة وجسامة فعله الحقيقي , رغم وجود نص يعاقب على فعله وينطبق عليه وصفه , وخطأ المشرع الوضعي , وعدم تعديله لنص المادة وعقوبتها المنطبقة على الفعل والوصف الحقيقي لا يجوز أن , يكرره القاضي فيجانب الصواب , وعليه تطبيق النص والعقوبة المقررة للجرم ولو كانت بسيطة , لطالما أن لكل جريمة نص يحكمها ويعاقب عليها , وهذا ما ورد في دستور البلاد .
ولكن … ونظرا" لبساطة العقوبة المقررة في المادة /754 ق.ع.س / , وعلى الرغم من وجود الفوارق المشار إليها ما بين جريمة الاحتيال وجريمة الشعوذة ,…, الخ , فان هناك بعض وقائع الشعوذة والتي يتقاضى عنها المشعوذون نقودا" (دراهم ) , تلتقي مع جريمة الاحتيال , أي أن أفعال بعض هؤلاء المشعوذين ينطبق عليها وصف الشعوذة كما ينطبق عليها وصف الاحتيال ونكون أمام فعل واحد ينطبق عليه وصفان , وعندها نأخذ بالوصف الأشد , كما ذهب إلى ذلك القضاء , وقد ينجم عن الشعوذة جرم جنائي الوصف (كالاغتصاب) وعندها يكون فعل الشعوذة مشمولا" بالوصف الأشد إذ يكون عنصر من عناصره , وهذا صحيح عندما ينجم عن الدجل والشعوذة / جناية / .
ولكن هذا النزوع للأخذ بالوصف الأشد في حالة / الجنحة / , وإيقاع عقوبة الاحتيال في المادة / 641 ق.ع.س /على جرم الشعوذة , سببه بساطة العقوبة المقررة في المادة /754 ق.ع.س / , عندما يكون للفعل الواحد وصفان _ كما رأينا _ مما يدعونا إلى تشديد هذه العقوبة المقررة في المادة / 754 ق.ع.س / وتعديلها بزيادة مدة الحبس فيها , كي يستقيم تطبيق هذه المادة على أفعال الشعوذة والدجل,…, كون المشرع نص عليها وحددها لمعاقبة هذه الأفعال حصرا".

* الفصل الرابع *
* في القانون العربي المقارن :
المشرع العربي لا يختلف مع المشرع السوري , في اعتبار أفعال / الدجل والتنجيم والشعوذة ,.. / شكل من أشكال الاحتيال , وهاهو المشرع المصري في المادة رقم /336/ من قانون العقوبات المصري , يقر ذلك , وعند قراءة نص المادة , نراها لا تختلف إطلاقا عن نص المادة / 641 / من قانون العقوبات السوري , وهو يصنفها ضمن باب جرائم النصب .
وكذلك المشرع العراقي فعل ذات الأمر عندما قرر في المادة / 456 / من قانون العقوبات العراقي المعدل والصادر برقم / 111 / من العام / 1969 / , إذ اعتبر الأفعال المذكورة من قبيل جرائم النصب , إلا أنه شدد العقوبة لتصل إلى الحبس خمس سنوات , وهذا أيضا هو موقف المشرع اللبناني .

** إنشاء نقابات للمنجمين والعرافين , ولمن يعمل بالتنويم المغناطيسي _ المتخصص _ بمراقبة الدولة ووضع أسس قانونية لها :

نلاحظ أن علماء الدول المتقدمة ومؤسساتها ترغب في تحليل أعمال العرافون ووضع منهج علمي لها , واعتبارها علم له أصوله , بل وتنشئ لهم الجمعيات المهنية الخاصة بهم , حتى لا يكون عملهم دجلاً أو إحتيالاً , بحيث لا يمارس هذا العمل إلا المقتدر والمتمتع بحواس ذهنية فائقة , وأن لا ينتج عن أعماله أي ضرر وأن يكون مسئولاً عن ذلك في حال حدوثه , فكانت الجمعيات والهيئات التي ينتسب إليها هؤلاء , والمسموحة قانوناً في إطار تقنين وشرعنة العمل , وبكلام أوضح أن يكون العمل ضمن مراقبة وإشراف المؤسسة الحكومية والعلمية المختصة , ففي فرنسا توجد جمعية قانونية لهم تشرف عليها الحكومة , وفي انكلترة كذلك , وفي امريكا , وقد كون هؤلاء العرافين والمنجمين هيئة عالمية دولية لهم ومعترف بها اصولاً مقرها في / جنيف / , وتحت اسم /الهيئة الدولية العالمية للعرافين والمنجمين الفلكية /, وينتسب إليها العديد من المنجمين العرب أمثال / الألوسي /, الذي يبث له برنامج خاص في أحد الفضائيات العربية , والدكتور : عمر الدقاق , والمنجمة اللبنانية ( امل ) , وفي هذا المجال , تقول العرافة ( نعيمة ) بذات البرنامج المذكور ( عبر قناة الجزيرة والمنوه عنه سابقاً ) ,عن عملها الرسمي في الدولة الفرنسية :
نعيمة فايز (عرافة من أصل مغربي): إنني أمارس هذه المهنة بشكل رسمي في الدول الفرنسية، ولدي عيادة تشبه عيادة المحللين النفسيين، كما وأنني أدفع كل الضرائب المترتبة على هذه المهنة إلى الدولة.
فهل ترى النور في بلادنا العربية نقابات لهؤلاء تقنن عملهم ضمن أصول علمية , وتحيط أعمالهم بالمراقبة وتحدد مسئولياتهم , وتلزمهم بالضمانات , حتى لا يعمل بهذه المهن إلا المتخصص بها , هذا إذا اعتبرنا _ مثل باقي دول العالم المتحضر _ أن تلك الأعمال التي هي من قبيل الحدس الذهني _ الحاسة السادسة _ , أو العلم الحديث الذي لم ينل اعترافاً كاملاً به بعد , فتنال المراقبة والمأسسة , من كل من يرجم بالغيب , ويلحق الضرر المادي والمعنوي بالمواطنين , مثلما ما عرضناه في الجرائم التي وقعت في قطرنا .

* الفصل الخامس *
*بالنسبة للتداوي بالأعشاب :
العلم واضح و لا يحتاج إلى تحديد وتعريف , وكان الطب والتطبيب يعتمد وما يزال على أهم مصادر الدواء , وهي من الطبيعة , ومن الأعشاب والنباتات , والتداوي بالأعشاب وهو ما يعرف , بالطب العربي , كان أهم رافد ومصدر لصنع الأدوية من الطبيعة , والعالم اليوم , يعترف أو يعود إلى التداوي الطبيعي بواسطة , النباتات والأعشاب وجذورها , لمعظم الأمراض , وهذا ليس محور الرسالة , وإن كان لابد من وجود جمعيات أو نقابات تراقب وتنظم عمل كل مشتغل بهذا الموضوع , بحيث يتم التأكد من خبرته واعتماده على المرجع الطبي العلمي الصحيح , وبحيث لا يختلط / الحابل بالنابل / , ويصبح هذا العلم خرافة وأسطورة , ولابد هنا من وضع الرقابة القانونية في هذا المجال فتكون هناك جمعية أو نقابة تضم هؤلاء , وتحدد شروطاً ورسوماً وضرائباً , لممارستهم هذه الأعمال , فيعطى هذا الجانب حقه , فيرفض من يعتمد على هذا الأسلوب من التداوي باعتباره بدعة , أو يشوهه بقصد الربح المادي وهو غير عالم بأصوله العلمية .
ويمكن أن نشير في هذا الفصل إلى أن قراءة الطالع أو الأبراج , والتي اصبح ركناً أساسياً في جميع المجلات والصحف العربية , وهذا لا يعتبر إلا نوع من الدجل , ولكنه ليس في صلب الدراسة وإن كان القارئ , لا يقدم عليها إلا من باب / الفضفضة / النفسية , وهو لا يعمل ولا يؤمن بها , حتى لو قيل أنها موضوعة من قبل كبار / المنجمين , أو الفلكيين المرموقين / ؟.
صدق من قال : ( كذب المنجمون ولو صدقوا )

*** الخاتمة ***
… دعونا نتصارح , فهذه الرسالة , لم تغطى كافة جوانبها , وكان الهم الأساس , ورأيي القانوني الشخصي , يتجلى بضرورة الفصل التام بين جرائم / علم الغيب بكل أنوا عه / , وجرائم النصب والاحتيال , وعدم اعتبار الجرائم الأولى على أنها ضرب من ضروب , أو شكل من أشكال الجرائم الثانية ( الاحتيال ) , لطالما أن المشرع أفرد نصاً خاصاً , وعقاباً مستقلاً , لكل جريمة منهما , هذا من ناحية , ومن ناحية أخرى , أرى من الضرورة بمكان , أن يعود المشرع , بمراجعة النصوص القانونية والتي لم تعد تتلائم عقوباتها مع اطراد , وتفشي الجريمة , وخاصة جرائم / علم الغيب / المتزايدة في مجتمعنا , ولابد هنا من أن تتضافر الجهود , سواء القضائية , أو الثقافية أو العلمية , وبالتأكيد للسادة المحامون دور لا يجوز إهماله , بل إنني اطمح لأكثر من ذلك , وهو قيام حملة توعية على كافة المستويات الرسمية والشعبية والمهنية والنقابية , تترافق مع إصدار قانون ( قمع ) , هذه الظواهر الاجتماعية السلبية , والتي تجعلنا نشك أننا نعيش في مطلع الألفية الثالثة من حياة البشرية , ولن ننسى هنا دور السلطة التشريعية في هذا المضمار. …
وأما لجهة تغطية موضوع الرسالة بشكل كامل , فقد كنت قد عزمت على مقابلة , بعض الأشخاص الذين يزاولون هذه الأفعال والمهن ولكنهم تهربوا في اللحظات الأخيرة , وكذلك معرفة الرأي الطبي العلمي , والقانوني , والقضائي , والجنائي , والتشريعي , والرسمي , للوقوف على ما يتوجب القيام به لاجتثاث هذه الظاهرة السلبية من مجتمعنا , الذي ترغب له , كل هذه الكوادر التقدم والازدهار , ولكن متابعة هذه الأمور ستفتح باباً كبيراً , وتشعِب الغاية القانونية وهي الأساس , ولربما أعود , لموضوع الرسالة بشكل أوسع وعلى صفحات أكثر , ومع ذلك فقد آثرت بأمل كبير, أن يصدر قانون / علم الغيب وعقوباته / , أو أن يجري تعديل للمادة / 754 / من قانون العقوبات السوري , أتمنى من الجهات المختصة التمكن من إصداره , أو تعديلها , في يوم ما , كما أتمنى أن تنال هذه الدراسة نصيبها من الاهتمام والحوار , سواء أكان رأيي القانوني مصيباً أو على خطأ , وجل من لا يخطئ .

مراجع البحث :







www.aljazeera.net
8 _ (كتاب الإنسان بين السحر والعين والجان زهير الحموي,الطبعة الأولى إصدار دار التراث ودار اليمامة مركز الكويت بيروت دمشق )

1_ القرآن الكريم . 2_ قانون العقوبات السوري . 3_ المجموعة القضائية لمحكمة النقض السورية أعوام / 1952_ 1997 / للمحامي ياسين الدركزلي ج1 , ط1 , دعاوى مخاصمة القضاة , منشورات نقابة المحامين بدمشق . 4_ المجموعة الجزائية لقرارات محكمة النقض السورية أعوام /1949_ 1990 / ج1 , ط2 للمحامي ياسين الدركزلي واديب استانبولي . 5_ الدكتور : محمود عكام / وثيقة بخط يده محفوظة لدينا / . 6 _مخطوطة من العهد السحيق , منشورات دار الأرقم, المغرب ,تصنيف العالم الأثيري برنوخ المغربي / السحر الأسود / . 7 _ موقع قناة الجزيرة القطرية , على شبكة الإنترنت الدولية , وعنوانه : 9_ مؤلف : هيئة الأسرار / جيمس بامفورد /, وكالة الأمن القومي تحت المجهر, ترجمة: دار الكتاب العربي,بيروت- ص 501

منقووول للفائدة .
AlexaLaw

الموضوع الأصلي : الدجل والقانون الكاتب : AlexaLaw المصدر : منتديات عالم القانون
التوقيع
توقيع العضو : AlexaLaw
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.AlexaLaw.com
 

الدجل والقانون

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 

 مواضيع مماثلة

+
صفحة 1 من اصل 1

.:: مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ::.


      هام جداً: قوانين المساهمة في المواضيع. انقر هنا للمعاينة     
odessarab الكلمات الدلالية
odessarab رابط الموضوع
AlexaLaw bbcode BBCode
odessarab HTML HTML كود الموضوع
صلاحيات هذا المنتدى:

لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
عالم القانون :: منتدى AlexaLaw لعالم القانون :: فروع القانون العام :: القانون العام الداخلي-
انتقل الى:  
الإسلامي العام | عالم القانون | عالم الكتاب و الثقافة العامه | التجاره و المال و الأعمال | البرامج و تكنولوجيا المعلومات | تطوير المواقع و المدونات | الترفيهي و الإداري العام

Powered by AlexaLaw.com ® Phpbb Version 2
Copyright © 2010
.:: جميع الحقوق محفوظه لمنتدى عالم القانون © ::.

.::جميع ما ينشر في المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأي القائمين عليه و إنما يعبر عن وجهة نظر كاتبه في حدود الديمقراطيه و حرية الرأي في التعبير ::.