حول القمة العالمية لمجتمع المعلومات : حوار مع أدما سماسيكو

حول القمة العالمية لمجتمع المعلومات : حوار مع أدما سماسيكو
أدما سماسيكو : رئيس اللجنة التحضيرية للقمة العالمية لمجتمع المعلومات ، ورئيس الأكاديمية الافريقية للغات ، ووزير التعليم السابق بدولة مالى


مجلة السياسة الدولة يناير 2004 - العدد رقم 155

يعتبر أدما سماسيكو من أبرز المشاركين الذين حملوا على عاتقهم مسئولية إنجاح المرحلة الأولى للقمة العالمية لمجتمع المعلومات المنعقدة فى جنيف فى الفترة من 10-13 ديسمبر 2003 ، وهو أكاديمى بارز ، وسياسى محنك ، له خبرة واسعة فى العمل الاجتماعى ، وهو يحتل منصب رئيس الأكاديمية الافريقية للغات ، وتولى منصب وزير التعليم فى دولة مالى فى الفترة بين عامى 1993 و 2000 ، وقد تولى أدما سماسيكو رئاسة اللجنة التحضيرية للقمة العالمية لمجتمع المعلومات

السياسة الدولية التقته وكان لها معه الحوار التالى

فى البداية نود أن نعرف كيف تم انتخابك لرئاسة اللجنة التحضيرية للقمة العالمية لمجتمع المعلومات ، وماذا استفدت من خبراتك السابقة فى منصبك الجديد؟

فى البداية وقبل انعقاد المؤتمر التحضيرى الأول للقمة العالمية لمجتمع المعلومات ، قررت المجموعة الاقليمية الافريقية أن ترشح اسمى ، وتم انتخابى كرئيس للجنة التحضيرية فى أول انعقاد لها فى جنيف فى يوليو 2002وكوزير أسبق للتعليم فى مالى ، فقد شرفت باختيارى لأمثل وطنى وقارتى فى هذا الحدث المهم .وقد درست فى بلاد مختلفة مثل مالى وروسيا وفرنسا ، وأفادنى ذلك كثيراً ، وأنا حالياً رئيس الأكاديمية الافريقية للغات.ولذلك فأنا من المقتنعين بأهمية المضمون الثقافى واللغوى وتنوعه فى هذه القمة.كما أننى أدرك تماماً صعوبة وتعقيد المسائل الفنية المعروضة على القمة

لقد انعقدت القمة لتطوير مجال تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات ، والتغلب على الفجوة الرقمية بين الدول المتقدمة والدول النامية ، والتى تقع معظمها فى قارة أفريقيا.كيف تقيم المشاركة الافريقية فى القمة؟

مشاركة الدول الأفريقية كانت واضحة ، وبصفة خاصة فى مرحلة الاعداد والتحضير ، وقدمت العديد من الدول مساهمات أساسية فى عملية الاعداد مثل تونس ومالى وجنوب افريقيا ومصر.وقد أوضحت مرحلة الاعداد أن الوفود الافريقية على دراية كاملة بموضوعات القمة ومستعدة للمشاركة بشكل فعال

هل تعتقد أن مرحلة تونس ستشهد تطبيقاً لمشروعات حقيقية وفقاً لخطة العمل المتبناة ووثيقة اعلان المبادىء؟

أعتقد أن قمة تونس ستتيح امكانية تقييم القرارات التى اتخذتها حكومات البلاد لتشكيل استراتيجيات اليكترونية قومية ، والى أى مدى طبقت الحكومات المختلفة وثيقة اعلان المبادىء وخطة العمل.وهناك نقاط من المنتظر أن نرى نتائجها بعد مرحلة تونس ، وخاصة الدراسات عن صندوق التضامن الرقمى وحكومات الانترنيت

هل يمكن أن توجز لنا ما هى الدول التى كانت أكثر تأثيراً فى إدارة القمة ولماذا ؟

لقد لعبت سويسرا ، خصوصاً فى المرحلة النهائية من المفاوضات ، دوراً أساسياً فى تحقيق الاجماع ، فقد نجحت سويسرا عن طريق اقناعها لكل دولة أن تتحرك قليلاً نحو فكرة الموافقة بالاجماع على خطة العمل ، ونتيجة لذلك سيكون من الصعب أن نقول أن بعض الدول نجحت فى إدارة موقفها أكثر من دول أخرى

من أهم المشكلات المعروضة على القمة ، مشكلة الفجوة الرقمية بين الأغنياء والفقراء ..ماهى العقبات الأساسية لعبور هذه الفجوة.

أعتقد أن المعوق الأساسى الذى يجب القضاء عليه لعبور الفجوة الرقمية هو الأمية والفقر ، وللأسف فإن معظم البلاد النامية تقع فى افريقيا ، وعبور الفجوة الرقمية فيها يتطلب مجهوداً شاقاً وكبيراً ، ويتضمن أيضاً تحديد السياسات اللازمة ، ولكن الأهم هو التخطيط لبرامج التنمية وسياساتها على المستوى القومى ، وعلى مستوى مؤسسات التمويل الدولية ، حتى نستطيع أن ندرج تكنولوجيا الاتصالات فى جميع البرامج التنموية

من واقع خبرتك كرئيس للجنة التحضيرية لاجتماعات قمة العالم لمجتمع المعلومات ، ما هى توقعاتك بالنسبة لتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات والتنمية فى المستقبل؟

لم تهتم قمة العالم لتكنولوجيا المعلومات بالتكنولوجيا فقط ، فقد حظيت الأبعاد الاجتماعية للقمة بنفس أهمية الأبعاد التكنولوجية ، وأتوقع أن يستعيد قطاع التكنولوجيا والاتصالات دوره كمصدر رئيسى للنمو الاقتصادى فى العديد من الدول ، ولاشك أن القمة تعد خطوة بارزة نحو بناء تضامن جديد بين سكان الأرض ، يقوم على مزيد من المعرفة والتواصل ، بما يضع حجر الأساس لمجتمع انسانى أكثر عدلاً ومساواة

منقووول للفائدة .
AlexaLaw