الارهاب الجديد : الشكل الرئيسى للصراع المسلح فى الساحة الدولية

أحمد ابراهيم محمود


مجلة السياسة الدولية - العدد رقم 147 - يناير 2002

شكلت هجمات 11 سبتمبر فى نيويورك وواشنطن نقلة نوعية خطيرة فى تطور ظاهرة الارهاب ، حيث أصبح الجيل الحالى من الارهاب يتسم بخصائص مميزة ومختلفة عن ارهاب العقود السابقة من حيث التنظيم والتسليح والأهداف ، وليس من قبيل المبالغة القول بأن أحداث سبتمبر شكلت نقطة تحول فى النظام الدولى ، حيث أصبح الارهاب الجديد واحداً من الأشكال الرئيسية ، إن لم يكن الشكل الرئيسى للصراع المسلح على الساحة الدولية ، ولاتقتصر أهمية هذا التحول على ما يمثله من تهديد جديد للأمن الدولى ، ولكن أيضاً على ما استثاره من ردود أفعال من جانب الولايات المتحدة والقوى الدولية الأخرى ، حيث غيرت أحداث سبتمبر السياسة الخارجية الأمريكية بصورة جذرية ، وأصبحت هذه السياسة موجهة بالكامل نحو هدف مكافحة الارهاب ، بما ينطوى عليه ذلك من تخصيص لموارد مادية وبشرية وإعادة تشكيل للتحالفات الخارجية الأمريكية.

وقد عبرت هجمات 11 سبتمبر تعبيراً بالغ الوضوح عن طبيعة وخصائص الارهاب الدولى الجديد ، فقد استهدفت هذه الهجمات ايقاع أكبر قدر ممكن من الخسائر والضحايا ، كما انطوت على تطور جوهرى من حيث الوسائل والآليات ، أبرزها تطوير تكتيك ارهابى جديد يقوم على استخدام طائرات الركاب المدنية النفاثة كقنابل طائرة ، كما أكدت الهجمات على اختراق التهديد الارهابى لعمق الولايات المتحدة الأمريكية ، كما عكست هذه الهجمات الارهابية قدرة عالية من جانب المنفذين على إخفاء مراحل التخطيط والتجهيز عن أعين أجهزة الاستخبارات والأمن القومى الأمريكى ، والتى تعد من أقوى الأجهزة فى العالم ، ولهذا شكلت هذه الهجمات مأزقاً عسكرياً حقيقياً للولايات المتحدة كقوة عظمى ، لم تستطع أن تواجه الارهاب ومصادر عدم الاستقرار الداخلى.

وقد تسببت أحداث 11 سبتمبر فى إعادة تشكيل السياسات الخارجية للدول الكبرى ، بما يتضمنه ذلك من إعادة تعريف أدوات هذه السياسات ، ولاسيما الأداة العسكرية ، حيث أن هذه الهجمات قد استثارت رد فعل عالمى كاسح وواسع النطاق بقيادة الولايات المتحدة ، وأصبحت مواجهة الارهاب هى المهمة الأولى الموضوعة على قائمة الاهتمامات العالمية ، مما يعنى تضاؤل فرص الجماعات الارهابية فى مواصلة أنشطتها أو امتلاك القدرة على البقاء من الناحية التنظيمية

منقوووول للفائدة .
AlexaLaw