اليمين المتطرف يغزو الديمقراطيات الأوروبية

جون ماركو

مجلة السياسة الدولية يوليو 2002 - العدد رقم 149

بعد بروز اليمين المتطرف فى عديد من البلدان بلا شك أحد الظواهر الأكثر أهمية خلال العقدين الأخيرين فى أوروبا. وجاء صعود جون مارى لوبان Jean-Marie le Pen غير المتوقع إلى الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية فى أبريل 2002، أو الشعور الذى أدى فى نفس اللحظة إلى اغتيال بيم فورند Pim Forurnd زعيم اليمين المتطرف الهولندى ليوضحا كذلك هذا البروز، إلا أن حدة تلك الظاهرة متغيرة. فإذا كانت بعض البلدان مثل فرنسا، أو إيطاليا أو بلجيكا أو النمسا تواجه وضعا يؤثر على عمل نظمها السياسية، فإن بلدانا أخرى على العكس مثل المملكة المتحدة أو أسبانيا أو اليونان أو السويد ما تزال حتى الآن متجنبة هذا المد المتطرف، وتتقاسم حركات اليمين المتطرف هذه عددا من الغايات والشعارات المشتركة مثل انتقاد الهجرة، ومعاداة الأجانب، وانتقاد الطبقة السياسية الحاكمة، فإنها تبدى من جهة أخرى اختلافات أيديولوجية برامجية لا يمكن إغفالها، ومع ذلك فإن الحاجمية الأكثر تمييزا لهما لا تنبع من برامجها لكن الأكثر احتمالا فى استراتيجيتها الشعبوية Populiste التى أثارت فى اللحظة الراهنة تحليلات عديدة ودقيقة.

وبعد عرض تاريخ تلك الظاهرة، يحاول هذا المقال تحليل أسبابها ونتائجها متسائلا عما إذا لم تكن مؤشرا لأزمة عميقة للنظم السياسية الأوروبية

منقووول للفائدة .
AlexaLaw