عالم القانون
سيد الاستغفار

عنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ رضي اللَّه عنْهُ عن النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قالَ : « سيِّدُ الاسْتِغْفار أَنْ يقُول الْعبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي ، لا إِلَه إِلاَّ أَنْتَ خَلَقْتَني وأَنَا عَبْدُكَ ، وأَنَا على عهْدِكَ ووعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ ما صنَعْتُ ، أَبوءُ لَكَ بِنِعْمتِكَ علَيَ ، وأَبُوءُ بذَنْبي فَاغْفِرْ لي ، فَإِنَّهُ لا يغْفِرُ الذُّنُوبِ إِلاَّ أَنْتَ . منْ قَالَهَا مِنَ النَّهَارِ مُوقِناً بِهَا ، فَمـاتَ مِنْ يوْمِهِ قَبْل أَنْ يُمْسِيَ ، فَهُو مِنْ أَهْلِ الجنَّةِ ، ومَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وهُو مُوقِنٌ بها فَمَاتَ قَبل أَنْ يُصْبِح ، فهُو مِنْ أَهْلِ الجنَّةِ » رواه البخاري .


كشفت أنظمة المنتدى أنك غير مسجل لدينا فأهلا وسهلا بك معنا و تفضل بتصفح المنتدى و إن شاء الله ينال إعجابك و لا تحرمنا حينها من تسجيلك معنا و مشاركاتك و إفادتنا بخبرتك .


عالم القانون
سيد الاستغفار

عنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ رضي اللَّه عنْهُ عن النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قالَ : « سيِّدُ الاسْتِغْفار أَنْ يقُول الْعبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي ، لا إِلَه إِلاَّ أَنْتَ خَلَقْتَني وأَنَا عَبْدُكَ ، وأَنَا على عهْدِكَ ووعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ ما صنَعْتُ ، أَبوءُ لَكَ بِنِعْمتِكَ علَيَ ، وأَبُوءُ بذَنْبي فَاغْفِرْ لي ، فَإِنَّهُ لا يغْفِرُ الذُّنُوبِ إِلاَّ أَنْتَ . منْ قَالَهَا مِنَ النَّهَارِ مُوقِناً بِهَا ، فَمـاتَ مِنْ يوْمِهِ قَبْل أَنْ يُمْسِيَ ، فَهُو مِنْ أَهْلِ الجنَّةِ ، ومَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وهُو مُوقِنٌ بها فَمَاتَ قَبل أَنْ يُصْبِح ، فهُو مِنْ أَهْلِ الجنَّةِ » رواه البخاري .


كشفت أنظمة المنتدى أنك غير مسجل لدينا فأهلا وسهلا بك معنا و تفضل بتصفح المنتدى و إن شاء الله ينال إعجابك و لا تحرمنا حينها من تسجيلك معنا و مشاركاتك و إفادتنا بخبرتك .



عالم القانون

العدل أساس الملك - Justice is the basis
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
TvQuran
‏أحداث‏11‏ سبتمبر أعلنت نهاية شرعية‏ الحداثة الغربية‏ كنموذج مسيطر‏ - مارك ليكس 110
AlexaLaw on facebook
‏أحداث‏11‏ سبتمبر أعلنت نهاية شرعية‏ الحداثة الغربية‏ كنموذج مسيطر‏ - مارك ليكس 110
‏أحداث‏11‏ سبتمبر أعلنت نهاية شرعية‏ الحداثة الغربية‏ كنموذج مسيطر‏ - مارك ليكس 110
‏أحداث‏11‏ سبتمبر أعلنت نهاية شرعية‏ الحداثة الغربية‏ كنموذج مسيطر‏ - مارك ليكس 110
‏أحداث‏11‏ سبتمبر أعلنت نهاية شرعية‏ الحداثة الغربية‏ كنموذج مسيطر‏ - مارك ليكس 110
‏أحداث‏11‏ سبتمبر أعلنت نهاية شرعية‏ الحداثة الغربية‏ كنموذج مسيطر‏ - مارك ليكس 110

شاطر | 
 

 ‏أحداث‏11‏ سبتمبر أعلنت نهاية شرعية‏ الحداثة الغربية‏ كنموذج مسيطر‏ - مارك ليكس

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
AlexaLaw
مؤسس و مدير عام المنتدى
AlexaLaw
مؤسس و مدير عام المنتدى

الجنس : ذكر

تاريخ التسجيل : 03/03/2010

عدد المساهمات : 19648

نقاط : 12655168

%إحترامك للقوانين 100

العمر : 35

الأوسمه :

‏أحداث‏11‏ سبتمبر أعلنت نهاية شرعية‏ الحداثة الغربية‏ كنموذج مسيطر‏ - مارك ليكس 1384c10


الأوسمة
 :


‏أحداث‏11‏ سبتمبر أعلنت نهاية شرعية‏ الحداثة الغربية‏ كنموذج مسيطر‏ - مارك ليكس Empty
مُساهمةموضوع: ‏أحداث‏11‏ سبتمبر أعلنت نهاية شرعية‏ الحداثة الغربية‏ كنموذج مسيطر‏ - مارك ليكس   ‏أحداث‏11‏ سبتمبر أعلنت نهاية شرعية‏ الحداثة الغربية‏ كنموذج مسيطر‏ - مارك ليكس I_icon_minitime29/6/2011, 19:56

خيارات المساهمة


‏أحداث‏11‏ سبتمبر أعلنت نهاية شرعية‏ الحداثة الغربية‏ كنموذج مسيطر‏ - مارك ليكس

إعداد: سوسن حسين

مجلة السياسة الدولية العدد 150 - أكتوبر 2002

‏*‏ د‏.‏ مارك ليكس جيزي‏,‏ أبرز الفلاسفة والمفكرين الغربيين المهتمين بدراسة الثقافات والأديان المختلفة‏..‏ يرأس حاليا‏'‏ رؤي‏2020',‏ وهو مركز للدراسات المستقبلية تابع للجنة الأوروبية في بروكسل ويضم نخبة منتقاه من المفكرين وعلماء بحوث المستقبل‏.‏

‏*‏ درس الرياضيات والفلسفة في جامعات إيطاليا والولايات المتحدة والبرازيل‏,‏ وحصل علي الدكتوراه في علم اللاهوت اليوناني والروسي‏.‏ يتقن عدة لغات منها الإنجليزية والفرنسية والإيطالية والهولندية والأسبانية والروسية واليونانية والبرازيلية‏.‏ عمل عن قرب ولمدة عشر سنوات مع رؤساء اللجنة الأوروبية علي التوالي‏,‏ وكان مسئولا عن البناء الأوروبي في أبعاده الثقافية والدينية والسياسية والأخلاقية خلال مرحلة التحول‏,‏ وكان واحدا من أهم المنسقين للبرنامج الذي سمي‏'‏ روح أوروبا‏'.‏

‏*‏ حصل علي أرفع الأوسمة وشهادات التقدير‏,‏ وحاضر في أشهر جامعات أوروبا والولايات المتحدة وآسيا‏,‏ وكانت له آراؤه القيمة في كيفية مواجهة تحديات الألفية الثالثة وحتمية التحول في اتجاه نموذج جديد يتخطي‏'‏ الحداثة‏'Transmodernism‏ وأهمية الإبداع الإنساني في العبور الي هذا العصر‏.‏

‏*‏ يتمتع د‏.‏ مارك ليكس بعضوية العديد من المنظمات الدولية التي تعمل من أجل التخطيط لمستقبل أفضل للبشرية مثل منظمة‏'‏ مجتمع عالم المستقبل‏'‏ و‏'‏ الاتحاد العالمي للدراسات المستقبلية‏'‏ الذي يهدف الي تدعيم العلاقات بين أوروبا وآسيا‏,‏ و‏'‏ لجنة العولمة‏'‏ المنبثقة عن‏'‏ المنتدي الدولي‏'‏ و‏'‏ نادي روما‏',‏ كما أنه الرئيس الشرفي لمنظمة‏'‏ أوروتاس‏''Eurotas'‏ وهذه المنظمة تهدف الي تطوير التضامن بين الأفراد عبر القارات والمحيطات‏.‏ وهو أيضا زميل في‏'‏ الأكاديمية العالمية للعلوم والفنون‏'‏ و‏'‏ الأكاديمية العالمية للأعمال‏'.‏ وقد اختاره هرمان ويليس‏HermanWillis‏ للعمل في أحد مشرعاته البحثية الضخمة لدراسة المستقبل والذي يشترك فيه كوكبة من ألمع علماء المستقبليات من أمثال آفون ماتيسون‏AvonMatison‏ وهرلان كليفلاند‏Harlan Cleveland,‏ وجيف جيتس‏Jeff Gates‏ وغيرهم‏.‏

‏*‏ من مؤلفاته الأخيرة‏:'‏ المجتمع السعيد‏-‏ ما بعد الحداثة والرأسمالية الصناعية والسلطوية‏2002'TheReenchantment:BeyondModernityPat riarchyandIndustrialImperialism,'‏ وصفة للاقتصاديات البديلة في أوروبا‏1998'SynthesisonAlternativeEconomicsinEurop e1998''‏ الأديان والحضارات‏'1998'ReligionsandCivilisations‏ س‏1998,'‏ الفرضيات المتخطية للحداثة‏'1999'TheTransmodernHypothesis‏ س‏.1999‏


- د‏.‏ مارك ليكس بصفتك واحدا من أهم المتخصصين في دراسة الأديان والحضارات‏..‏ هل تعتبر أوروبا كيانا مسيحيا فقط ؟

لقد بحثت كثيرا في هذا الموضوع الهام وعملت بشكل مباشر مع رؤساء اللجنة الأوروبية من عام‏1990‏ إلي عام‏1999‏ في وحدة الدراسات التقدمية‏,‏ وكنت مسؤولا عن الموضوعات الثقافية والدينية والفلسفية والأخلاقية‏,‏ وعن الرؤي المتعلقة بمستقبل الدور الأوروبي في العالم‏.‏
إن هناك جذورا دينية متعددة لأوروبا‏.‏ حقا أن الجذور المسيحية مهمة جدا‏,‏ ولكن التقاليد الإسلامية واليهودية وأيضا العلمانية‏-‏ فولتير‏Voltaire‏ وإرنست رينان‏ErnestRenan‏ وآخرون‏..-‏ لها أهميتها في جذور الثقافة الأوروبية‏.‏ وجميع هذه الجذور هي جزء لا يتجزأ من الثقافة والتاريخ الأوروبي‏.‏ إن كثيرا من علماء التاريخ يعتبرون أن جذور‏'‏ عصر النهضة‏'‏ تمتد الي الثقافة الإسلامية وانتشارها في أسبانيا وأماكن أخري من أوروبا‏.‏ وقد صرح أحد الزعماء الفرنسيين أخيرا أنه كان من الممكن أن يأتي‏'‏ عصر النهضة‏'‏ قبل ذلك بقرنين لو لم ينتصر الفرنسيون في معركة‏'‏ بواتييه‏''Potiers',‏ وهي المركة التي هزم فيها العرب واضطروا الي الانسحاب‏.‏ فقد كان الفرنسيون وبقية الأوروبيين الشماليين متخلفين في ذلك الوقت ثقافيا وفكريا عن المسلمين الذين كانوا في أوج ازدهارهم الثقافي ويحتلون قمة الرقي الإنساني والفكري والروحي‏.‏

- ولكن أوروبا مازالت تعتبر نفسها كيانا مسيحيا فقط‏,‏ وترفض الاندماج في الثقافات الأخري‏..‏ والدليل ما حدث في البوسنة وهي كيان مسلم في قلب أوروبا وكان يمكن أن تكون بوتقة لانصهار وتفاعل الثقافات الدينية المختلفة ؟

إن الطريقة التي عالج بها الاتحاد الأوروبي المسألة اليوغوسلافية لم تكن ناجحة‏.‏ والسبب هو أن الاتحاد ليست لديه حتي الآن سياسة خارجية خاصة به‏.‏ فسياسته الخارجية مازالت مزيجا من السياسات الخارجية للدول الخمس عشرة المكونة له‏.‏ وفي الواقع من الصعب علي دول عريقة مثل فرنسا وألمانيا وغيرها أن تتخلي عن أدوات سياساتها الخارجية لتندمج في سياسة واحدة‏.‏ إن ذلك يتطلب وقتا‏..‏ ونظرا لأن الاتحاد لا يملك الأداة السياسية‏,‏ فإنه حتما لا يستطيع حتي الآن أن يضع سياسة خارجية حقيقية وخلافه‏.‏ ولكن هناك بعض الخطوات الإيجابية التي اتخذت في هذا الاتجاه‏,‏ فالاتحاد اليوم لديه‏'‏ خافير سولانا‏''KhafirSolana'‏ الذي له حق اتخاذ المبادرة‏.‏

أما فيما يتعلق بمسلمي البوسنة‏,‏ فأنا لا أملك معلومات كافية في هذا الموضوع تتيح لي الإجابة علي هذا السؤال بالتفصيل‏.‏ وسأقوم بدراسة هذا الملف دراسة متعمقة‏..‏

- ما هو رأيك في مقولة بعض المفكرين الغربيين الذين يؤكدون علي حتمية انهيار الحضارة الغربية بسبب التناقض بين قيم اقتصاد السوق والديمقراطية؟ وقد سبق أن قلت في كتاباتك أن قيم الحضارة الغربية لم تعد مقبولة في الغرب حتي في أوروبا والولايات المتحدة‏..‏ ما هي الدلائل علي ذلك؟ وما هي انتقاداتك الشخصية التي توجهها لي القيم الغربية كما تمارس الآن؟

إن معظم الزعماء الغربيين لا يتفقون مع هذه المقولة التي ذكرتيها في بداية سؤالك وذلك لأنهم يؤمنون بأن اقتصاد السوق هو العامل المساعد والمحفز علي انتشار القيم الديمقراطية عبر العالم أجمع‏,‏ وهم علي اقتناع تام بهذا الرأي لعدة أسباب تتصل بالجذور الدينية للرأسمالية وسأقدم لك هنا بعض التفسيرات التي تتعلق بهذه الخلفية الصعبة التي يندر الإلمام بها‏.‏ فمثلا يقول‏'‏ ماكس ويبر‏''MaxWeber'‏ الفيلسوف الألماني في كتابه‏'‏ الأخلاقيات البروتستانيتية والرأسمالية‏''TheProtestantEthicsandCapitalism'‏ إن طائفة‏'‏ البيوريتان‏''Puritans'‏ أي‏'‏ الأنقياء‏'‏ وهي طائفة مسيحية متشددة ترفض أي نظام للتسامح أو الغفران تفرضه الكنيسة الكاثوليكية تضمن به‏'‏ الخلاص‏'‏ للبشر مقابل صلوات أو حج‏,‏ أو مقابل أموال تدفع للكنيسة‏,‏ وترفض أية كفالة من الله لانقاذ الإنسان‏,‏ فلا يمكن أن يفرض علي الله إنقاذ البشر بأي صورة من الصور‏.‏ وهذا المذهب الإصلاحي المتشدد يرفض أية تجارة بين الله والإنسان‏,‏ ويرفض حتي القرابين التي تقدم الي الكنيسة‏,‏ ولا يمكن أن تكون الكنيسة هي الضامنة لخلاص الإنسان‏.‏ وهكذا أصبح هؤلاء الأتباع بمفردهم لا يعرفون كيف سيكون خلاصهم الشخصي‏!‏ واضطروا الي الهجرة بأعداد كبيرة الي الأرض الجديدة أمريكا أو أرض الميعاد بالنسبة لهم‏,‏ ووجدوا طريقة للخروج من هذا المأزق‏..‏ فربما يكون الازدهار المادي هو علامة علي رضي الله عن البشر‏..‏ وهكذا وبالتدريج بدأت تتكون علاقة في ثقافة هذا المذهب‏'Puritanism'‏ بين النجاح الاقتصادي ورضي الرب‏..‏ الازدهار الاقتصادي مباركة إلهية‏..‏ أما الفقراء فلم يحظو بهذه المباركة الإلهية‏.‏ ويبدو أن هذه العلاقة النابعة من هذا المذهب قد شكلت ديانة الدولة ووجدانها في الولايات المتحدة وشكلت عقليتها الاقتصادية‏.‏ وكذلك عقلية النخبة المالية في العالم‏.‏ وحتي اليوم يعتبر الكثير من المواطنين الأمريكيين أن الإزدهار الاقتصادي هو علامة علي رضي الرب وإن النجاح الاقتصادي لأمريكا هو بمثابة تأكيد بأن الله قد اختار أمريكا لتعلن الي العالم الحرية التجارية‏.‏ كما أن رغبة جميع مواطني العالم في الهجرة الي الولايات المتحدة‏,‏ أو علي الأقل إقامة علاقات تجارية معها‏,‏ تعد تأكيدا لهذه المباركة الإلهية‏.‏ كما أن أمريكا نفسها لها مكان خاص عند الله ولها رسالة ودور خاص تلعبه في العالم‏.‏

وبالتالي فإن البرجين التوءمين هما أحد الرموز القوية للنجاح الاقتصادي للولايات المتحدة الذي هو دليل الرضي الإلهي‏.‏ وعندما يقوم شخص بتدمير هذا الرمز‏,‏ لابد أن يكون عدوا حقيقيا للولايات المتحدة ورسالتها في العالم وبالتالي يصبح عدو الله‏,‏ ولابد أن يكون حليف الشر نفسه‏,‏ وأن جميع الوسائل مباحة ومقبولة لمحاربته‏.‏ إن حرب بوش ضد بن لادن هي حرب شبه صليبية‏.‏ ومن المهم جدا أن نفهم الجذور الدينية للرؤية السائدة في الوقت الحالي لدي بعض المثقفين والزعماء الغربيين‏.‏

فريق آخر في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة له رأي مختلف‏..‏ وهذا الفريق يري أن نظام السوق الحالي رغم حسن نواياه من تنمية وحقوق الإنسان‏..‏ الخ‏..‏ لا يقود العالم الي العدالة والمستقبل المضمون‏,‏ بل علي العكس إنه يوسع الهوة بين الغني والفقير بطريقة بالغة الخطورة ولا تحتمل حتي داخل العالم الذي يطلق عليه العالم المتقدم‏.‏ ويبدو أن نظام السوق كما يعمل حاليا غير قادر علي توفير مستقبل أفضل ومضمون فعلا بالنسبة لنا جميعا‏.‏

إن سياسة القوي الغربية المتزعمة تجاه بقية دول العالم ليست عادلة ولا حكيمة‏.‏ إن أباطرة الرومان كانوا يعاملون الشعب داخل حدود الامبراطورية الرومانية بطريقة أكثر عدالة‏,‏ فكان الشعب يحصل علي‏60%‏ من كل معاهدة سلام ويحتفظ الحكام بـ‏40%‏ فقط‏.‏ فهل تري تحترم هذه النسب في الوقت الحالي فيما يتعلق بالعلاقات التجارية الدولية عبر العالم؟

إن هذا التيار الأخير قد نما بشكل ملحوظ منذ مظاهرت سييتل وجنيف واجتماعات بورتو الليجرو في البرازيل للمطالبة بمنطق اقتصادي عالمي جديد‏.‏ والأمر الهام الذي يجب أن نذكره هو أن هذه الجماعات غير الرسمية والقوية في نفس الوقت تضم تنظيمات اجتماعية وتنظيمات دولية مثل الوكالات التابعة للأمم المتحدة‏,‏ كما نجد أيضا عددا متناميا من قطاعات الأعمال والشركات التجارية مثل‏'‏ الأكاديمية العالمية للأعمال التجارية‏'‏ وأندية الأعمال التجارية مثل‏'‏ العدالة الاجتماعية‏'‏ و‏'‏ التنمية المستدامة‏'‏ وآخرين‏..‏ كما نجد أيضا أن نائب رئيس البنك الدولي يطالب في كتابه الأخير بإقامة نظام جديد للتحالف بين الوكالات المالية داخل منظمات المجتمع المدني والوكالات الدولية وزعماء الشركات التجارية المتقدمة‏.‏

وأنا شخصيا أشعر بالارتياح لهذا الفريق الثاني وهذا الاتجاه الجديد‏.‏ كما ذكرت في كتابي‏'‏ ما بعد الحداثة‏..‏ من السلطة الأبوية الي الرأسمالية‏'.‏ وأنا اتفق في الرأي بأن هناك تناقضا بين نظام السوق الحالي وبين قيم الديمقراطية والحرية والمساواة والإخاء‏.‏

هل سيؤدي هذا التناقض الي أفول الحضارة الغربية؟ نعم ولا‏..‏ لأن الأمر الجديد اليوم هو أن الحضارة الغربية قد خلقت حضارة كونية نشترك فيها جميعا سواء الي الأفضل أو الي الأسوأ‏.‏ وهذه الحضارة الكونية تجد نفسها اليوم في أزمة لأنها عاجزة عن حل مشكلة توزيع الثروة أو حتي استمرارها‏!‏ إن المشكلة الاستراتيجية الحقيقية هي اكتشاف ما إذا كانت هذه الأزمة ستتطور وتؤدي الي انهيار هذه الحضارة الكونية‏,‏ وماذا سيعني ذلك بالنسبة لمستقبل البشرية؟

إن فرضيتي هي أن الحضارة الغربية ليست هي الوحيدة التي تمر بأزمة‏,‏ وإنما الأمر أوسع من ذلك بكثير‏.‏ إنها مجموعة الصيغ التي قامت عليها‏'‏ الحداثة‏'‏ أي العقلانية والتحليلية والتجريدية والمنطق العلماني والنظام الذي يسيطر فيه الرجل‏..‏ كل ذلك يمر بأزمة لأنه فشل في تقديم إجابة شافية عن السؤال حول العدالة الاجتماعية ومستقبل الإنسانية‏.‏
فإذا كان الفناء الجماعي يتهددنا‏..‏ ألا يستحق الأمر أن نجلس سويا وعلي قدم المساواة لمناقشة مصيرنا المشترك؟ أليس من الضرورة الملحة أن نطالب الثقافات والحضارات الأخري أن تسهم وتعطي أقصي ما لديها لإعادة التفكير في النظام القائم وإعادة صياغته؟ هذا هو ما فعله آباؤنا المؤسسون للاتحاد الأوروبي عندما دعا جون مانيه‏JeanManet‏ عام‏1950‏ أديناور‏Adenawer‏ الي الجلوس سويا علي قدم المساواة من أجل وضع تصور لمشروع طموح جديد‏'‏ المجموعة الأوروبية للصلب والفحم‏',‏ ولم يكونوا يعلمون في ذلك الوقت أنهم من الرواد الذين مشوا في طريق رؤية جديدة لعبور عصر الحداثة‏.‏

فإذا أردنا أن نحل هذه المشكلات الخطيرة فمن الضرورة المطلقة أن نفكر‏'‏ خارج الصندوق‏'‏ كما قال أينشتين وكان علي حق‏..‏ لأنه من المستحيل أن نحل مشكلة عن طريق نفس الفرضية التي تسببت في هذه المشكلة‏.‏ لابد أن نتحول الي صيغ جديدة مختلفة‏:‏ طريقة نظرتنا الي الحياة‏,‏ الي القيم‏,‏ الي السياسة‏..‏ الي الاقتصاد‏..‏ الي الروحانيات‏.‏ كل ذلك لابد أن يتغير‏.‏

- هناك نظرية ظهرت أخيرا حول تحالف إسلامي كونفوشي ضد الغرب وبقية العالم اليهودي المسيحي‏..‏ هل تعتقد بوجود أي أساس لهذه النظرية؟

أنا مقتنع تماما بأن هذا التحليل الذي قام به البروفسور هانتجتون‏'Hantington'‏ أستاذ جامعة هارفارد هو تحليل خاطيء علاوة علي أنه تحليل خطير‏!‏ فقد يؤدي الي التحقيق الذاتي لهذه النبوءة‏,‏ إنه تحليل قد يتسبب في إشعال حروب دينية جديدة بين العديد من الأديان‏.‏ وفي رأيي أن هذه النبوءة قد أسعدت كثيرا الأوساط السياسية والاقتصادية الأمريكية التي غضبت وثارت عندما حد الرئيس السابق كلينتون من الانفاق العسكري‏.‏

- بعد أحداث‏11‏ سبتمبر‏..‏ هل تعتبر أن الإسلام يشكل تهديدا للحضارة الغربية ؟

إن الإسلام كثقافة أكثر سلما وتسامحا عن المسيحية‏,‏ وهذه الحقيقة نجدها مثلا في كتاب‏'‏ هوفستيد‏''Hofstede'‏ الذي تناول فيه بالدراسة القيم الدينية المختلفة الموجودة في العالم بعد بحث ومقارنات استمرت سنين طويلة في‏42‏ دولة من ضمنها دول إسلامية توصل الي أن الثقافة الإسلامية هي الثقافة الأكثر سماحة‏.‏

إن الزعماء الغربيين يجب أن يتوقفوا لحظة ويحاولوا أن يفهموا‏.‏ أن الغالبية العظمي من المسلمين تجد نفسها في حالة بأس كامل‏..‏ فبعد‏40‏ عاما من التنمية الاستراتيجية نجد أن الحالة المادية للمسلمين قد ساءت أكثر‏.‏ لقد صدق المسلمون ما وعد به الخبراء الغربيون فقاموا بالتطوير والتحديث واتباع المناهج العلمانية من أجل بلوغ التنمية والرخاء‏..‏ فماذا حدث ؟

لقد أصبحوا أكثر فقرا وبالتالي أكثر إحباطا وشعروا بأنهم قد وهبوا أرواحهم بلا مقابل‏,‏ بل لقد تم استغلالهم أسوأ استغلال‏,‏ لذلك قرر معظم المسلمين في صمت أن يكفوا عن التحديث‏.‏ إن مرحلة التحديث قد انتهت تماما بالنسبة لأكثر من بليون مسلم‏!‏

- لقد أكدت في كتاباتك الأخيرة أن العالم بعد أحداث‏11‏ سبتمبر سيدخل مرحلة تحول عميقة تشبه‏'‏ عصر النهضة‏'‏ هل يمكن أن تحدثنا عن هذه المرحلة ؟

عندما كنت في بكين في أبريل الماضي لحضور المؤتمر الذي عقدته الصين والاتحاد الأوروبي حول‏'‏ مجتمع المعرفة‏''KnowledgeSociety'‏ قال أحد الخبراء الصينيين‏:'‏ ربما تمثل أحداث‏11‏ سبتمبر نهاية شرعية السيطرة الغربية‏,‏ ليس نهاية الحضارة الغربية‏,‏ وإنما نهاية شرعيتها‏.‏ وكنت قد ذكرت هذه الحقيقة من قبل عندما دعيت الي الحديث في اجتماع مجلس وزراء الاتحاد الأوروبي المتوسطي الذي انعقد في أكتوبر‏2001,‏ فقلت‏'‏ إن أحداث‏11‏ سبتمبر تمثل نهاية شرعية الحداثة الغربية كنموذج مسيطر‏'‏ إن صيغ هذه الحداثة مازالت مسيطرة‏,‏ ولكن يقل قبولها يوما بعد يوم من جانب المجتمع المدني في العالم كله‏.‏ إن هذه الرؤية الغربية العقلانية العلمانية الحديثة قد أفرزت أشياء كثيرة إيجابية وسلبية‏.‏ إنها غيرت وجه العالم ولكنها الآن غير قادرة علي توفير مستقبل كريم ودائم بالنسبة للبشرية‏.

'‏عصر النهضة‏'‏؟ نعم لأن الحداثة قد أبعدتنا تماما عن الروحانيات في حياتنا‏..‏ وإذا انتهت الحداثة فهذا يعني أن الناس ستبدأ تدريجيا في إعادة اكتشاف الأبعاد الروحية في حياتهم اليومية‏..‏ إنه بعث الروح من جديد‏,‏ إنه عصر نهضة الروحانية واختفاء المادية‏.‏ إن هذا الارتباط الجديد بين أجسادنا وعقولنا وأرواحنا سيفجر فينا طاقات ضخمة من العمل والأمل‏.‏ إنها نهضة وبعث حقيقي‏.‏ وهناك ملايين من الناس يمرون اليوم بهذه التجربة الإيجابية الصامتة‏.‏ إن ماكس ويبر يقول إن الحداثة قد أساءت الي العالم أو بعبارة أخري قد دنست العالم‏.‏ ففي عصر الحداثة العلمانية لم يعد هناك شيء مقدس ولا قيم مقدسة‏,‏ كل شيء أصبح يخضع للعقلانية واعتبرت الأديان ظاهرة ستختفي تدريجيا والي الأبد‏.‏

إن‏'‏ عصر النهضة‏'‏ قد جاء عندما أصبحت الأفكار التي سادت في العصور الوسطي غريبة وشاذة وبدأت صيغ أخري تظهر وقدم الرواد رؤية جديدة للحياة تم الترحيب بها تدريجيا وبحماس من جانب جزء من سكان العالم‏.‏ ونحن الآن نمر بمرحلة تحول من نموذج الحداثة الي نموذج آخر يتخطي هذه الحداثة‏'Transmodernism'.‏ وهذا النموذج القادم هو مزيج من أفضل ما في الجذور الدينية والثقافية‏-‏ فيما عدا الاستبداد والطغيان‏-,‏ وأفضل ما في الحداثة فيما عدا‏-‏ العلمانية والمادية‏-‏ إنه نهضة الروح وهو أيضا انفتاح علي المستقبل‏,‏ إنه بصيص ضوء في أفق اليأس القاتم‏.‏ إن كل شيء يجب أن يتغير وأن تعاد صياغته مرة أخري‏:‏ السياسات والمؤسسات الاقتصادية ومناهج التفكير ومناهج العمل‏..‏ كل شيء‏..‏ كل شيء‏.‏

إن الأزمة الحالية في البورصة هي في الواقع أزمة ثقة في الاقتصاد الأمريكي‏,‏ في النظام الاقتصادي نفسه الذي تسيطر عليه الولايات المتحدة والذي يقف الآن في قفص الاتهام‏,‏ ويمكن أن نفسر ذلك علي أنه تحول في اتجاه نموذج اقتصادي جديد‏.‏ فهل سيشهد المنطق الاقتصادي العملي والعقلاني والذي يسيطر فيه الرجل أفولا مؤقتا أم أفولا دائما؟

في البداية كانت الطبقة الجديدة من الحرفيين والتجار أغلبية صامتة‏,‏ وكان العلماء من أمثال كوبرنيكوس‏Copernicus‏ ومن بعده جاليليو‏Galileo‏ ثم نيوتن‏Newton‏ مهمشين بل ومضطهدين‏,‏ ثم فجأة أصبحت هذه الطبقات الصاعدة هي المتزعمة‏.‏ وعلي سبيل المثال ما حدث في فرنسا بعد الثورة‏,‏ وقبل ذلك بعدة قرون في انجلترا وقت اصلاحات كرومويل‏,‏ فنجد أن الكنيسة ورجال الدين الذين كانوا يشكلون القوي الثقافية والسياسية المسيطرة لعدة قرون قد بدأوا يفقدون دورهم تدريجيا وصاروا هم المهمشين‏.‏

ولنأخذ مثالا نظام التعليم‏,‏ في القرون الوسطي‏.‏ كانت الطريقة الوحيدة للالتحاق بالمدرسة هي الذهاب الي الأديرة ومدارس الرهبان‏,‏ وكانت شروط الالتحاق هي الإلمام باللغة اللاتينية‏,‏ وأن يكون التلميذ من عائلة ثرية وأن يكون ذكرا‏,‏ وكانت المواد التي تدرس ذات صلة بالفلسفة واللاهوت‏,‏ وهكذا لم يكن للفقراء مكان في هذه المدارس سوي قلة قليلة جدا‏.‏ وكان الالتحاق بالمدرسة حكرا علي الطبقة الحاكمة ورجال الدين‏.‏ ثم فجأة ومن داخل الكنيسة ذاتها‏,‏ ابتكر بعض رجال الدين مفهوما جديدا للتعليم هو‏'‏ العلوم الإنسانية‏',‏ وأصبح مقر هذه المدارس الجديدة داخل المدن‏,‏ واللغة المستخدمة هي اللغة الدارجة‏.‏ واتجه هذا النوع من لتعليم الي الحياة الثقافية والتجارية‏,‏ كما أن هذه المدارس الجديدة كانت ديمقراطية وغير مكلفة‏.‏ وقد جذبت هذه المدارس الجديدة انتباه عدد كبير من العائلات في مدن أوروبا‏,‏ وأصبحت تدريجيا هي المسيطرة علي نظام التعليم الذي مازلنا نعرفه جميعا حتي الآن‏.‏ واستمرت مدارس الرهبان خلال هذه الفترة تحتل مواقعها التقليدية علي التلال وتلاميذها من النخبة غير واعية تماما بهذا التغيير‏,‏ ولم تتنبه الي هذا التحول الذي حدث ولم تحلق به‏,‏ فأصبحت فجأة مهمشة في صمت‏!‏ ولكن هذا لا يعني أن الكنيسة والأديرة قد اختفت مع ظهور العصر الحديث‏,‏ ولكن دورهما ونفوذهما قد قل كثيرا وبشكل كبير‏.‏

ومن الطبيعي أن أحدا لا يريد أن يفقد نفوذه الاقتصادي أو السياسي أو العسكري‏,‏ لذلك حدث هذا التشابك أو التصادم وكان عنيفا بين خطوط المجتمع الزراعي وخطوط المجتمع الحديث‏,‏ وكان تحولا صعبا‏,‏ واندلعت العديد من الحروب والثورات دفعت تدريجيا بهذه الطبقة الجديدة الي أعلي ودفعت بالطبقة القديمة المسيطرة الي أسفل‏.‏

إن إشعاع‏'‏ عصر النهضة‏'‏ الذي أضاء أوروبا وغيرها الي الأبد‏,‏ كانت له جوانبه القاتمة وظلاله العميقة من العنف والدمار‏.‏

إن فرضيتي هي أننا ندخل الآن الي منطقة الخطر ونمر بنفس التشابك أو التصادم بين المنحنيين‏:‏ التحول من‏'‏ عصر الحداثة‏'‏ الي عصر جديد يتخطي هذه الحداثة في اتجاه‏'‏ الحداثة الكونية‏'Transmodernism‏ ومع ذلك يبدو هذا التشابك مثيرا للجدل لأنه يشير أيضا الي انتهاء النظام الاجتماعي الذي يسيطر فيه الرجل وبداية عصر جديد من المشاركة بين الرجل والمرأة‏.‏ نحن نعيش اليوم تشابكا بين أربعة خطوط أي نواجه تشابكا رباعيا‏.‏ وهو ما لم يحدث منذ الحضارة المكتوبة‏.‏ وهذا أمر خطير‏.‏

إن التغيير الذي يحدث الآن ينطوي علي إيجابية كبيرة ويمكن أن يقودنا‏-‏ لو أردنا‏-‏ الي السعادة الحقيقية‏,‏ ولكن هذا الضوء الجديد الذي يلمع في أفقنا يلقي بنا اليوم في‏'‏ ظلام قاتم‏'.‏

- هل درست الإسلام كدين وحضارة ؟

ليس في المدارس أو الجامعات بقدر ما هو من خلال قراءاتي وبالذات كتابات الكاتب الشهير‏'‏ أمين معلوف‏'‏ حول الحروب الصليبية‏,‏ وأيضا من خلال عملي في اللجنة الأوروبية‏.‏

- ما هو تقييمك للمشكلات التي تواجه المسلمين في المجتمعات الغربية ؟

هذا سؤال صعب‏,‏ ولكن الشيء المؤكد والذي لم يشر إليه من قبل هو أن معظم سياسات الاندماج والاستيعاب مازالت‏'‏ حديثة‏'‏ أي تنتمي الي عصر الحداثة وهو العصر الذي يمر بمرحلة التحول اليوم كما قلنا من قبل‏,‏ بمعني أن الحكومات الغربية مازالت تسعي الي‏'‏ تحديث‏'‏ المسلمين وغيرهم من المهاجرين‏.‏ ألم يحن الوقت الآن لإعادة النظر في هذه السياسات وتغييرها تغييرا كاملا؟ لماذا لا ندعوهم للعمل معنا من أجل ابتكار طريق أوروبا الي العصر الجديد؟

- ما هي من وجهة نظرك أسباب اتجاه الجماعات الدينية المختلفة الي التطرف والعنصرية التي ترتكز علي الشكل أكثر من المضمون ؟

أولا‏:‏ لنبدأ بإقرار حقيقة واقعة وهي أن‏'‏ الحداثة‏'‏ في أزمة‏,‏ وللخروج من غرفة الحداثة يوجد بابان‏,‏ الباب الخلفي والباب الأمامي‏,‏ الباب الخلفي هو باب‏'‏ ما قبل الحداثة‏'‏ وهو الباب السهل‏,‏ نحن نعلم ذلك‏.‏ إذن لنعد الي الماضي‏.‏ أما الباب الأمامي فهو باب العصر الجديد‏,‏ إنه المجهول وكثيرون لا يجرؤون علي الابتكار ي هذا الاتجاه‏.‏
ثانيا‏:‏ إن جزءا كبيرا من سكان العالم يعيشون في حالة يأس كما نري وخاصة الشباب بسبب المشكلات الاجتماعية من بطالة وفقر‏,‏ وأيضا بسبب المادية المستوردة من الغرب‏,‏ إنهم يبحثون عن شيء له معني في الحياة ويعيدون اكتشاف الجانب الروحاني في الحياة وينجذبون الي الشخصيات الاستشهادية مثل بن لادن أو المتطرفين الهندوس أو يهود العصر القديم الذين يدعون‏'‏ الأصوليين‏'.‏ إن لاهوت الخلاص في الكنيسة الأرثوذكسية يشبه الي حد كبير هذا الاتجاه الذي ينتمي الي عصر‏'‏ ما قبل الحداثة‏'.‏

إن التطرف الديني ينبغي أن يتم تحليله في إطاره الحقيقي‏,‏ إنه تعبير هائل عن اليأس وغياب المعني وحرب من أجل العدالة‏.‏ إن الأديان قد بدت فجأة وكأنها الملاذ الأخير للأمل والعمل من أجل عالم أكثر عدالة‏..‏ عالم له معني‏!‏

كما أن المزج بين هذه التيارات الدينية المتعصبة وبين التطرف السياسي قد أصبح شيئا جذابا‏,‏ لأنه يضفي القدسية علي أشكال العنف التي تستخدم في الحرب المشروعة من أجل العدالة‏,‏ وأيضا لعدم وجود أي شيء آخر في السوق يشغل الشباب‏.‏ ويجب أن أضيف أن هذا التطرف السياسي غالبا ما تحركه القيم العلمانية السائدة في المجتمع الذي يسيطر عليه الرجل‏.‏ وهنا تستطيع لمرأة أن تلعب دورا أساسيا جدا في المساعدة علي التحول الي عصر تخطي الحداثة‏ransmodernity‏ من خلال حرب أقل عنفا وأكثر فعالية‏.‏

ثالثا‏:‏ في أوقات الأزمات يكون هناك دائما هذا الاتجاه الخطير‏:‏ أي التقهقر الي الباب الخلفي‏,‏ إن بعض خطابات الرئيس الأمريكي بوش تنتمي الي عصر‏'‏ ما قبل الحداثة‏'‏ مثل عدوه بن لادن‏.‏

- كيف تفرق بين عصر ما بعد الحداثة‏'Postmodernism'‏ والعصر المتخطي للحداثة‏'Transmodernism'‏ ؟

إن ما بعد الحداثة‏'Postmodernism',‏ هو أخر بقايا‏'‏ الحداثة‏'‏ نفس البنية العقلية للحداثة ونفس منطق التفكير الذي يقول بعدم وجود أية حقيقة مؤكدة‏.‏ وهذه المرحلة الهدامة ربما تكون ضرورية كمرحلة انتقالية للخروج من‏'‏ الحداثة‏'.‏ إن صيغ‏'‏ ما بعد الحداثة‏'‏ مازالت هي المسيطرة في الجامعات الأوروبية‏,‏ وأفضل كتاب كتب في هذا الموضوع هو من تأليف صديق عزيز لي هو ضياء الدين ساردار‏'‏ ما بعد الحداثة والآخر‏-‏ الامبريالية الحديثة للثقافة الغربية‏'PostmodernismandtheOther-NewImperialismofWesternCulture',‏ وساردار من أذكي علماء المستقبليات في الثقافة الإسلامية‏.‏

أما العصر‏'‏ المتخطي للحداثة‏',‏ فهو تعريف جديد تماما للحقيقة‏,‏ للعلوم‏,‏ للاقتصاد‏,‏ للسياسة‏,‏ للقدسية‏,‏ للعلاقة بين الإدراك والواقع‏,‏ للعلاقة بين الرجل والمرأة‏..‏ الخ‏.‏ إنه عصر يقدم صيغا جديدة مختلفة تماما وشديدة التسامح والمساواة بين البشر‏.‏ إن الصورة التي اختارها لتصوير هذا العصر الجديد هي صورة لمائدة مستديرة تجلس حولها جميع الحضارات ممثلة في رجال ونساء يجلسون علي قدم المساواة ليقرروا معا مستقبل البشرية‏.‏ وهناك في وسط هذه المائدة المستديرة يوجد فراغ يملؤه نور الحكمة الخالدة‏.‏ ولكن لا يوجد من هو جدير بامتلاك هذا المركز لا زعيم سياسي ولا زعيم ديني‏.‏ إن الحكماء والمتعبدين يعترفون بأنهم كلما زاد اقترابهم من هذا المركز كلما قلت قدرتهم علي تعريفه‏.‏

- هل تأثرت في كتاباتك‏'‏ برولاند انجلهارت‏''RolandEngelhart'‏ خاصة كتابه الأخير‏'‏ الحداثة وما بعد الحداثة‏'‏ الذي أوضح فيه من خلال دراسته لـ‏23‏ حالة‏,‏ أن نموذجا لحضارة جديدة في طريقه الي الظهور؟

لقد التقيت بانجلهارت في اللجنة الأوروبية عام‏1990‏ قبل نشر كتابه الذي اعتبره واحدا من أهم مصادري‏..‏ وأنا اتفق تماما مع أفكاره‏.‏ كما أن هناك كاتبا آخر تأثرت كثيرا به هو بول ه‏.‏ راي‏PaulH.Ray‏ وكتابه‏'‏ الإبداعات الثقافية‏''FutureCreatives'‏ الذي يوضح فيه أن‏24%‏ من المجتمع الأمريكي يدينون بمجموعة من القيم‏'‏ متخطية للحداثة‏'.‏ ولكن كل واحد أو واحدة من هؤلاء يظن أنه بمفرده‏.‏ وقد قامت اللجنة الأوروبية بتطبيق هذا الاستفتاء علي المواطنين الأوروبيين‏,‏ وكانت النتيجة متشابهة تقريبا‏,‏ فهناك حوالي‏20%‏ من المواطنين الأوروبيين يدينون بهذه القيم الجديدة دون أن يدركوا هذه الحقيقة‏.‏

- إن العصر الجديد‏'‏ المتخطي للحداثة‏'‏ أو عصر‏'‏ الحداثة الكونية‏'‏ كما يمكن أن نطلق عليه‏,‏ يهدف الي إزالة الحواجز بين الدول والأديان‏,‏ وهي الحواجز التي أقامتها‏'‏ الحداثة‏',‏ كيف يمكن أن يتم ذلك‏..‏ وماذا ستكون النتائج ؟

إن هذه العملية تتم بالفعل في الوقت الحالي‏,‏ ولكن من الصعب للغاية علي الجهات الغربية المسئولة قبول هذه الفكرة‏..‏ فكرة إعادة إدماج البعد الديني في الفكر السياسي‏.‏ لقد دعيت مرارا كمستشار لمجلس وزراء الاتحاد الأوروبي الي الإدلاء برأيي حول ظاهرة‏'‏ الأصولية‏''Fundamentalism',‏ وكان أول شيء أقوله دائما هو أن الأصولية هي في حقيقتها ظاهرة دينية‏,‏ وإذا طبقنا معها نفس الاستراتيجيات التي تطبق علي الأشكال الأخري من التطرف فستكون النتيجة تزايد عدد الشهداء‏,‏ فدماء الشهداء هي بذور تطرح المزيد من الأتباع وتنمي التيارات الدينية المتطرفة‏.‏ إن الامبراطورية الرومانية لم تدرك هذه الحقيقة‏,‏ في الوقت المناسب فسقطت‏.‏ وخلال حديثي هذا كنت أنظر الي وجوه المندوبين الأوروبيين بعضهم ربما كان رد فعله إيجابيا‏,‏ أما المندوب الفرنسي فكان أكثرهم امتعاضا من هذا التحليل‏..‏ ولكن مما لا شك فيه أن الأمور ستتغير‏..‏ ربما سريعا‏..‏ وربما ببطء‏.‏

وهناك قصة أخري جاءت علي لسان أحد كبار المتخصصين في دراسة‏'‏ الأصولية‏'‏ د‏.‏ مارتين مارتي‏Dr.MartinMarty‏ سأرويها لك لأنها ذات دلالة هامة في هذا الصدد‏.‏

يقول د‏.‏ مارتي أن جهاز المخابرات الأمريكية الـ سي أي إيه‏C.I.A.‏ قد قام بإجراء دراسة عن إيران قبل الثورة مباشرة‏,‏ وتناولت هذه الدراسة بعناية فائقة جميع جوانب الحياة الإيرانية فيما عدا الجانب الديني الذي اعتبره المسئولون الأمريكيون شيئا خاصا وشخصيا‏.‏ وبعد عام من قيام الثورة الإيرانية قام هذا الجهاز نفسه بإجراء دراسة أخري كررت نفس الخطأ وأغفلت الجانب الديني الذي لم يكن علي أجندة البحث‏..‏ والسبب ؟ لم يكن لدي المخابرات الأمريكية محلل يستطيع أن يبحث في هذه الموضوعات الصعبة وغير العقلانية ؟‏!‏
إذن كيف يمكن أن يتم ذلك؟ هناك أمر واضح بالنسبة لي‏:‏

أولا‏:‏ يجب علي السلطة السياسية إدخال البعد الديني والروحي في الحياة السياسية داخل وخارج المؤسسات‏.‏ وبالطبع هذه عملية صعبة لأنها تتعارض مع المحرمات التي أرستها العقلية الحديثة‏.‏

ثانيا‏:‏ يجب أن لا نعيد أخطاء الماضي ولابد أن يكون هناك دائما تمييز‏,‏ لا فصلا بين الدين والروحانيات وبين السياسة‏,‏ وهذا التمييز مهم حتي لا نعود مرة أخري الي ما كان يحدث في عصر‏'‏ ما قبل الحداثة‏'‏ حيث كانت السلطة الدينية تلعب الدور المحوري في السياسة دون رقابة ديمقراطية كافية‏.‏

سنعطي هنا مثالا جيدا لمنهج متخطي الحداثة‏:‏ لا أحد يعرف ما هو الحل المؤكد‏..‏ لا أحد يملك الخبرة الكافية‏..‏ ولكننا جميعا يجب أن نعمل سويا من أجل ابتكار صيغ جديدة حيث يمتلك كل فرد جزءا من الحقيقة‏,‏ ولكن لا يوجد من يملك الحقيقة كلها‏.‏

- ما هي العلاقة بين صيغ‏'‏ العصر المتخطي للحداثة‏'‏ وبين‏'‏ مجتمع المعرفة‏'‏؟

إن مجتمع المعرفة هو مجتمع ما بعد الرأسمالية‏,‏ هكذا يقول بيتر دراكر‏PeerDracker‏ وهو واحد من نجوم العالم المتخصصين في الإدارة‏,‏ في كتابه‏'‏ مجتمع ما بعد الرأسمالية‏'ThePostCapitalistSociety.‏ إن الاحتمال الأكبر هو أننا سنظل داخل اقتصاد السوق ولكن سنتخطي المنطق الرأسمالي‏..‏ لماذا؟ لأن هذا المجتمع الجديد يضع المعرفة قبل رأس المال‏.‏ أي أن المعرفة أكثر أهمية من رأس المال‏..‏ ولكي نصل الي المعرفة‏,‏ لابد من تشجيع الابتكار الإنساني‏..‏ وهكذا لابد أن نتحول من إدارة تتمركز حول الآلة الي إدارة تتمركز حول البشر‏..‏ وهذا موضوع مثير وهام جدا‏,‏ ولكن ربما نبحثه في لقاء آخر‏.‏

لنتذكر بعض أحاديث النبي محمد‏-‏ ص‏-‏ الذي يقول فيها أن طلب العلم وتعليمه مثل الصيام والصلاة ويقول أيضا‏:'‏ اطلبوا العلم ولو في الصين‏'.‏ إذن هناك انفتاح كبير في التقاليد الإسلامية علي العلم والمعرفة‏,‏ ربما أكثر من الجذور المسيحية‏.‏ إن الثقافة الإسلامية يمكن أن تصبح عاملا مساعدا علي تبلور مجتمع المعرفة‏.‏ وقد كتب ساردار صفحات رائعة في هذا الموضوع‏.‏

- هل‏'‏ مجتمع المعرفة‏'‏ يوطوبيا ؟ أم أنه إمكانية يمكن تحقيقها؟ وإذا كان كذلك فهل من المتوقع أن تلعب دول العالم الثالث دورا في هذا المجتمع ؟

إن هذا المجتمع ليس خيالا ولا يوطوبيا‏,‏ وهناك السيناريو الإيجابي الذي تبنته‏10%‏ من الشركات والأعمال في العالم‏..‏ ولكن هناك أيضا السيناريو السلبي الذي تتبناه منظمات المافيا‏.‏ إن المطلوب من البشر اليوم هو التحلي بمزيد من الأخلاق‏,‏ وإلا سنفقد حتي المتبقي من هذه الأخلاق‏.‏ ولا يستطيع أحد أن يقرر ذلك سوي البشر أنفسهم‏.‏

إن العالم النامي لديه فرصة ذهبية للحقاق بهذا القطار الجديد وليس لديه ما يخسره‏.‏ إن خسائره أقل بكثير من خسائر الغرب الذي مازال مرتبطا بالنظام الصناعي الحديث‏.‏ إن بعض الدول الآسيوية قد فهمت ذلك التحدي ولحقت بهذا المجتمع الجديد‏.‏ وقد أسدي ضياء ساردار نصائح بالغة الأهمية في هذا الصدد الي بعض الحكومات الآسيوية المسلمة‏.‏

- ما هو دليلك علي ظهور هذا الفكر الجديد المتخطي للحداثة وما هو الدور الذي يمكن أن يلعبه الإسلام في هذا الفكر؟

هناك مؤشرات متزايدة علي ظهور هذا الفكر الجديد‏,‏ ولكن لا يوجد دليل‏.‏ وأحد أهم هذه الموشرات مذكور في كتاب بول هـ‏.‏ راي‏PaulH.Ray,‏ الذي يتعرف فيه علي‏24%‏ من المواطنين الأمريكيين الذين ينتمون الي هذا الفكر الجديد‏,‏ وكذلك الاستفتاء الذي تم في الاتحاد الأوروبي كما سبق أن ذكرنا‏.‏ كما يؤكد ساردار أيضا علي وجود جزء هام من المسلمين‏-‏ من النساء أكثر من الرجال‏-‏ يحاول في صمت ابتكار مزيج جديد يضم أفضل ما في جذورهم الثقافية والدينية وأفضل ما في الحداثة‏.‏ وهؤلاء يسعون الي التغيير في اتجاه النموذج الفكري الجديد‏.‏

وأنا شخصيا قد التقيت بكثير من المسلمين‏'‏ المتخطين للحداثة‏',‏ فمثلا هذا المحامي الهندي المسلم وعضو المحكمة الهندية العليا الذي يعمل مع شبكة مكونة من‏30‏ مليون من النساء الهنديات المسلمات لإعادة تفسير قوانين الطلاق والميراث في الإسلام‏.‏ وربما لا يطلق هؤلاء علي أنفسهم‏'‏ المتخطين للحداثة‏'‏ ولكنهم كذلك فعلا‏.‏ وهم كثيرون‏.‏

والمشكلة أن كثيرا من المراقبين والمحللين الغربيين لا يملكون الأدوات الثقافية لفهم الاختلاف الضخم بين إنسان‏'‏ ما قبل الحداثة‏'‏ والأصولي والمتخطي للحداثة‏,‏ وغالبا ما يخلطون بينهم جميعا‏.‏ وهذا خطأ فادح‏.‏

- لقد ذكرت في كتابك الأخير أن معظم صراعات القرن الحادي والعشرين لن تكون بين الأديان والحضارات المختلفة‏,‏ وإنما داخل هذه الأديان وهذه الحضارات‏..‏ ألا تري أن ذلك سيؤدي الي تدميرها؟

لقد حدث هذا النوع من الصراعات داخل الأديان في التاريخ من قبل‏.‏ مثلا داخل المسيحية وقت عصر النهضة‏,‏ جزء فهم الحركة الجديدة وأصبح إصلاحيا‏,‏ وجزء تشبث بالقديم ورفض الصبغة الجديدة‏.‏ وهذا النوع من الصراعات يتضمن دعوة الي التجديد وأيضا الي التخلف‏..‏ وهذه هي سنة الحياة‏.‏

كما نجد أيضا هذا النوع من الصراعات في التاريخ الإسلامي‏..‏ ألم تكن هذه الصراعات مفيدة؟ ألم يؤد هذا الجدل الي ازدهار الحضارة الإسلامية بهذا الشكل الرائع في بداية القرون الوسطي؟ إن هذه الصراعات هي جزء من الحياة وممكن أن تكون بناءة لو تم فهمها وتطويرها في إطار تحول ثقافي عالمي ضخم‏.‏ نحن نحتاج الي زعماء يفهمون جيدا هذه التغيرات ويعالجونها بشكل إيجابي‏.‏

- كيف يمكن تشجيع الحوار بين‏'‏ المتخطين للحداثة‏'‏ من كل الأديان والحضارات؟ وكيف يمكن أن يلعب هؤلاء دورا إيجابيا في السياسات الدولية؟

دعينا نحلم لحظة‏,‏ ونتخيل أن بعض الزعماء الإسلاميين قد فهموا هذا التحول العالمي تجاه عصر جديد‏,‏ ونادوا بوجوب الحوار والمناقشة بين الجميع من أجل تشكيل عالم جديد‏.‏ هؤلاء يستطيعون تدريجيا الأخذ بزمام الحوار العالمي حول أمور تهم البشرية كلها‏.‏ ويبدو أن ظهور هذا العصر الجديد يهم الإسلام فعلا‏,‏ لذلك سيكون له دور محوري في القرن الحادي والعشرين‏.‏

- في النهاية ما هو رأيك في سلوك إسرائيل الأخير تجاه الفلسطينيين‏,‏ وهل هناك أمل في تسوية عادلة في المستقبل القريب؟

قال لي أحد أصدقائي وهو يهودي ليبرالي ويحتل منصبا هاما في اللجنة الأوروبية أن‏'‏ الحكومة الإسرائيلية تهدف الي وضع الفلسطينيين في‏'‏ بانتوستانات‏'-‏ كما حدث في جنوب أفريقيا قبل مانديلا‏-‏ وهذه هي العنصرية بعينها‏'.‏

إن سلوك إسرائيل هو سلوك ينتمي الي‏'‏ ما قبل الحداثة‏'‏ وبالتالي هو سلوك مستبد‏.‏ كما أن حماس تستخدم الدين بنفس الطريقة أيضا‏.‏ إنهم جميعا يعتقدون أنهم وحدهم يملكون الحقيقة التي يكفلها الله نفسه‏,‏ كذلك فإن أية مفاوضات لا تجدي‏.‏

وعلي الجانب الآخر هناك عملية السلام التي تنتمي الي المنهج العقلاني الحديث الذي وضع الدين جانبا وتركه في أيدي من يفكرون بعقلية القرون اوسطي علي الجانبين‏,‏ لذلك لم تقنع ولم تحل المشكلة‏.‏

أنا اقترح منهجا متخطيا للحداثة يضعه من ينتمون الي هذا العصر الجديد القادم فيقومون بتفسير سمح للإسلام واليهودية‏.‏ فإذا كان الله موجودا فإنه قطعا لن يرضي لأبنائه أن يقتتلوا الي ما لا نهاية حول نفس الأرض‏.‏ إن الله يريد لأبنائه أن يتعايشوا ويقتسموا ويحبوا بعضهم بعضا‏.‏ وهكذا فإن حلا‏'‏ متخطيا للحداثة‏'‏ هو الوحيد القادر علي إقرار السلام العادل والدائم في المنطقة‏.

منقووول للفائدة .
AlexaLaw

التوقيع
توقيع العضو : AlexaLaw
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.AlexaLaw.com
 

‏أحداث‏11‏ سبتمبر أعلنت نهاية شرعية‏ الحداثة الغربية‏ كنموذج مسيطر‏ - مارك ليكس

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 

 مواضيع مماثلة

+
صفحة 1 من اصل 1

.:: مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ::.


      هام جداً: قوانين المساهمة في المواضيع. انقر هنا للمعاينة     
odessarab الكلمات الدلالية
‏أحداث‏11‏ سبتمبر أعلنت نهاية شرعية‏ الحداثة الغربية‏ كنموذج مسيطر‏ - مارك ليكس حصرياا , ‏أحداث‏11‏ سبتمبر أعلنت نهاية شرعية‏ الحداثة الغربية‏ كنموذج مسيطر‏ - مارك ليكس بانفراد , ‏أحداث‏11‏ سبتمبر أعلنت نهاية شرعية‏ الحداثة الغربية‏ كنموذج مسيطر‏ - مارك ليكس منتديات عالم القانون , ‏أحداث‏11‏ سبتمبر أعلنت نهاية شرعية‏ الحداثة الغربية‏ كنموذج مسيطر‏ - مارك ليكس حمل , ‏أحداث‏11‏ سبتمبر أعلنت نهاية شرعية‏ الحداثة الغربية‏ كنموذج مسيطر‏ - مارك ليكس download , ‏أحداث‏11‏ سبتمبر أعلنت نهاية شرعية‏ الحداثة الغربية‏ كنموذج مسيطر‏ - مارك ليكس تحميل حصري
odessarab رابط الموضوع
AlexaLaw bbcode BBCode
odessarab HTML HTML كود الموضوع
صلاحيات هذا المنتدى:

لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
عالم القانون :: منتدى AlexaLaw لعالم القانون :: فروع القانون العام :: القانون العام الخارجي (القانون الدولي العام)-
انتقل الى:  
الإسلامي العام | عالم القانون | عالم الكتاب و الثقافة العامه | التجاره و المال و الأعمال | البرامج و تكنولوجيا المعلومات | تطوير المواقع و المدونات | الترفيهي و الإداري العام

Powered by AlexaLaw.com ® Phpbb Version 2
Copyright © 2010
.:: جميع الحقوق محفوظه لمنتدى عالم القانون © ::.

.::جميع ما ينشر في المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأي القائمين عليه و إنما يعبر عن وجهة نظر كاتبه في حدود الديمقراطيه و حرية الرأي في التعبير ::.