القمة الأوروبية - الآسيوية - تحديات ما بعد سول

أبوبكر الدسوقى

مجلة السياسة الدولية العدد رقم 143 - يناير 2001

شهدت عاصمة كوريا الجنوبية 'سول' على مدى يومي 20، 21 أكتوبر 2000 إجتماعات القمة الأوروبية الآسيوية الثالثة Asia - Europe Meeting -ASEM- تحت شعار .. المشاركة من أجل الرخاء والإستقرار 'حيث إنطلقت القمة فى العاصمة تايلاند 'بانكوك' فى مارس 1996، وعقدت القمة الثانية فى 'لندن' أبريل 1998، لتتعزز فرص الحوار والتفاعل بين أكبر إتحاديين إقليميين وهما الاتحاد الأوروبى بدوله ال- 15، ورابطة جنوب شرق آسيا 'ASIAN' بدوله التى تبلغ 7 دول وهى أندونيسيا، وبروناى، وماليزيا، وسنغافورة وفيتنام، وتايلاند، والفلبين 'بجانب مشاركة الصين واليابان وكوريا الجنوبية، ورئيس اللجنة الأوروبية' ليظهر للعالم شكل جديد للحوار والتفاعل بين الكيانات الإقليمية كأحد نتائج فترة مابعد الحرب الباردة.


ويشير التقرير لخلفية تاريخية عن مقدمات التفاعل الأوروبى الآسيوى، حيث طرح الفكرة لأول مرة رئيس وزراء 'سنغافورة' فى إحدى إجتماعات الآسيان، ولكن أوروبا كانت قد سعت منذ بداية السبعينات لإقامة حوار مع دول الآسيان، وتعمقت العلاقات فيما بينهم فى الثمانينات، وأصدرت المفوضية الأوروبية عام 1996 إستراتيجية تفضى بخلق علاقات ديناميكية بين 'رابطة الآسيان' والاتحاد الأوروبى.


ثم يشرح التقرير أهداف الطرفين السياسية والاقتصادية ففيما يخص الاتحاد الأوروبى فقد هدف من خلال هذه القمة إلى تصحيح أخطاء الماضى الإستعمارى بإقامة هذه المشاركة، كما هدف أيضا إلى إحداث توازن مع التواجد الأمريكى فى جنوب شرق آسيا عبر -ABEC-، كما سعت أوروبا لتنشيط إقتصادها بفتح أسواق الدول الآسيوية أما التجارة والاستثمارات الأوروبية أما الدول الآسيوية فقد كان هدفها الحصول على إعتراف أوروبى بأنهم أنداد متساوون وليسوا سكان المستعمرات القديمة، وسعوا أيضا إلى ترجمة نجاحهم الاقتصادى إلى محاولة لعب دور دولى أكثر فاعلية، ودور آسيوى قائد، هذا إلى جانب جذب الاستثمارات الأوروبية لآسيا.


ويتناول التقرير أيضا القضايا الهامة على أجندة -ASEM- ومنها قضايا ثابتة مثل دعم الحوار السياسى، وتقوية التعاون الاقتصادى وتعزيز التعاون فى القضايا الثقافية والاجتماعية كما أن هناك قضايا تفرضها التطورات الجارية أثناء إنعقاد القمة ومنها الأزمة الاقتصادية التى شهدتها اليابان والأزمة المالية لدول جنوب شرق آسيا أثناء إنعقاد قمة 'لندن' وقضية المصالحة الكورية أثناء إنعقاد قمة 'سول'.


ويشير التقرير فى الجزء الأخير إلى أهم التحديات التى تواجه القمة الأوروبية الآسيوية بعد قمة 'سول' وأهم هذه التحديات هى طبيعة العلاقة بين تكتل -ABEC- ومنتدى -ASEM- والتحدى يكمن فى ضرورة إحداث التوازن فيما بينهما وألا تتحول هذه العلاقات إلى طابع الصراع، وضرورة إستمرار علاقات التعاون فيما بينهما، وهناك تحديات أخرى تهدد إستمرارية منتدى -ASEM- وأهمها الخلافات والإنقسامات داخل كل تكتل على حدا وفيما بين التكتلين -EUC ASIAN- وأخيرا التحديات المؤسسية والتى تتحد فى وجود مجموعة كبيرة من الأهداف المستقبلية التى تحتاج إلى وجود مؤسسات دائمة لمتابعة تنفيذ هذه الأهداف

منقووول للفائدة .
AlexaLaw