قمة نيس أو حصيلة الرئاسة الفرنسية للاتحاد الأوربى

نبية الأصفهانى

مجلة السياسة الدولية العدد رقم 143 - يناير 2001

قامت فرنسا بجهود دؤوبة على مدى الشهور الماضية ، فى محاولة لتحقيق انجاز ملموس لدعم الحركة التكاملية للاتحاد الأوربى ، ورغم ذلك لم يكن من المتوقع أن تسجل فى نهايتها نتائج باهرة ، فقد اعتادت الحركة التكاملية الأوربية على التحرك ببطء شديد ، وخاصة مع تزايد التراكمات والتناقضات الناتجة عن زيادة التنوع بين الدول الأعضاء.وفقدان الجرأة على تغليب المصالح الجماعية على المصالح القومية.ومع انتهاء قمة نيس فى 11ديسمبر الماضى ، ساد شعور لدى المتابعين للحركة التكاملية الأوربية بأن هذه القمة كانت أشبه بالجبل الذى تمخض فولد فأراً.


ورغم ذلك فقد استطاعت فرنسا خلال هذه القمة أن تحقق التعادل مع المانيا.فقد تقدمت الرئاسة الفرنسية عند مناقشة موضوع الاصلاحات المؤسسية بمشروع ـ حل وسط ـ لدعم مبدأ الأغلبية المميزة عند التصويت داخل المجلس ، وكان أهم ما جاء في هذا المشروع هو احتفاظ الدول الثلاث الكبرى 'بريطانيا وايطاليا وفرنسا' كل منها بـ 30 صوتاً ، أما أسبانيا فستحصل على 28 صوتاً ، وبهذا الترتيب الجديد تحتفظ الدول المؤسسة بالأغلبية المميزة أمام تزايد عدد الدول الصغيرة.وبعد خلافات عديدة تم تعديل عدد الأصوات للدول الكبرى الى 29 صوتاً لكل منها مقابل 27 لأسبانيا وبولندا عندما تنضم الأخيرة للاتحاد.


وقد ناقش مؤتمر نيس أيضاً سياسة الدفاع المشترك ، حيث تقرر وضع ـ وبصفة دائمة ، قيادة عسكرية أوربية ، وبذلك تخطت أوربا مخاوف الولايات المتحدة من أن يؤدى إقامة قوة عسكرية أوربية الى خلافات مع قيادة حلف الأطلنطى حول من سيقوم بعمليات الأمن المطلوبة.والحقيقة أن قرار انشاء قيادة مشتركة عسكرية أوربية ماهو الا قرار رمزى بدرجة كبيرة.


ولكن من ناحية أخرى فإن الرئاسة الفرنسية لم تستطع أن تحقق تقدماً فى محاولة احياء السياسة الاجتماعية الأوربية والتى تراها مهمة للغاية فى وضع بصمة أوربية لهذه الحركة على الحياة اليومية للمواطن الأوربى.وفى نهاية هذه الفترة الرئاسية ساد شعور لدى المسئولين الأوربيين بضرورة مواصلة طريق التكامل مهما كانت الصعوبات حتى تصبح أوربا الموحدة قادرة على ممارسة دور فعال فى مصير القارة الأوربية

منقووول للفائدة .
AlexaLaw