حدود القوة فى المواجهات الفلسطينية الاسرائيلية

محمــد عبـدالسـلام

مجلة السياسة الدولية العدد رقم 143 - يناير 2001

شهدت انتفاضة الأقصى مواجهات عنيفة بين الفلسطينيين والاسرائيليين ، استهدف خلالها كل طرف إنهاك الطرف الآخر ، على نحو يؤدى الى تليين مواقفه السياسية السابقة لبداية الانتفاضة ، وفى هذا الاطار كانت هناك حدود لاستخدام القوة على الجانبين بفعل موازين القوة العسكرية المختلة بينهما.هذا الخلل يتيح لاسرائيل حركة أوسع فى تصعيد العنف المسلح ، لكن ليس 'بدون ثمن' فالفلسطينيين لديهم عناصر قوة شبه عسكرية تتيح لهم أداة مهمة لادارة العنف وتحقيق ردع عسكرى ذو مصداقية ، خاصة وأن المعركة المفترضة لن تكون نظامية بالمفهوم التقليدى.


وقد استطاعت السلطة الوطنية الفلسطينية أن تسيطر الى حد بعيد على فعاليات الانتفاضة ، بحكم تواجد هذه السلطة فى الداخل ، على خلاف الحال فى انتفاضة 1987.الى جانب ما تملكه السلطة الوطنية من موارد ، ووجود قوات الأمن الفلسطينية.ورغم ذلك فقد كانت أدوات السلطة الفلسطينية تتعرض لضغوط شديدة ، سواء من جانب اسرائيل أو الجماعات الفلسطينية.وقد أصدر الرئيس عرفات أوامر لحركة فتح بتفادى المواجهات مع الجيش الاسرائيلى ، وعدم اطلاق النار من المناطق الخاضعة للسلطة الفلسطينية.


أما عن سياسة اسرائيل العسكرية تجاه الانتفاضة ، فقد اتسمت بالعنف الشديد ، دون اللجوء الى ما يسمى 'الحل العسكرى' الذى يطرح احتمالات تفجر حرب فلسطينية اسرائيلية ، ويهدد وجود اسرائيل فى المنطقة.وفى النهاية كانت المشكلة المزمنة التى واجهت الطرفين خلال شهور الانتفاضة هى كيفية تحقيق كل طرف لأهدافه تجاه الآخر ، دون أن يؤدى ذلك الى خروج المواجهات عن نطاق السيطرة ، فى اتجاه الانزلاق نحو حالة حرب تسبب خسائر فادحة على الجنبين.ولعدة شهور تمكن الطرفان من إدارة المواجهات فى إطار أنها 'لعبة بقاء'وليس 'معركة موت' رغم اقتراب المواجهات أحياناً من حافة الهاوية.

منقووول للفائدة .
AlexaLaw