الحداثة السياسية تتحدى البيروقراطية فى اليابان

نزيرة الأفندى


مجلة السياسة الدولية يوليو 2001 العدد رقم 145

يعول رئيس الوزراء اليابانى 'جونيتشيرو كيزومى' كثيراً على انتخابات المجلس الأعلى المقرر لها 29 يوليو الحالى ، وذلك لاجراء الاصلاحات السياسية والاقتصادية التى يعتزم اجرائها ، دون التعرض لعواصف المؤامرات وتحالف البيروقراطية ورأس المال ، وذلك فى ظل استمرار المؤشرات السلبية لأداء الاقتصاد اليابانى ، والصراع القائم داخل الحزب الليبرالى بين كيزومى ودعاة الاصلاح والحداثة السياسية من جهة ، وبين جبهة الحرس القديم والذين يريدون إعادة تقاليد الأمور الى سابق عهدها.ويضاف الى ذلك الضغوط المتعلقة بالسياسة الخارجية لليابان فيما يختص بالعلاقات مع واشنطن وباقى العواصم الآسيوية ، وفى مقدمتها بكين وسيول.

ولاشك أن برنامج الاصلاح الاقتصادى وما يحيط به من جدل ، يعد أبرز التحديات التى تواجه كيزومى على الساحة الداخلية ، حيث تخلق هذه التحديات حلقة مفرغة من الأفعال وردود الأفعال المتبادلة بين دوائر السياسة والمال ، وتترجم فى ضغوط الأحزاب ، كما أنها تعرض اليابان لضغوط وانتقادات صندوق النقد الدولى وعواصم الحلفاء.ومن هنا كان إعلان وزير الاقتصاد عن تأجيل الاعلان عن تفاصيل برنامج الاصلاح حتى يتم اجراء انتخابات التجديد النصفى للمجلس الأعلى.

وإزاء هذه التحديات ، فإن الحكومة اليابانية تحاول انتهاج سياسة جديدة لانعاش اقتصادها والخروج به من المأزق الراهن ، وقد بدت بوادر هذا التحرك فى ظل إعلان الحكومة عزمها التوقيع على مجموعة من اتفاقيات مناطق التجارة الحرة ، تتضمن كندا ، شيلى ، والمكسيك.بالاضافة الى الاتفاق شبه النهائى مع سنغافورة.وقد شهدت الاستثمارات الأجنبية فى اليابان طفرة كبيرة خلال السنة المالية المنتهية فى مارس2001.حيث ارتفعت من 2399 مليار ين العام الماضى الى 3125 مليار هذا العام.مما يجعل تكلفة الاستثمار والانتاج المباشر فى اليابان أقل من التصدير اليها.ولاشك أن هذا كله يرتبط بانتخابات المجلس الأعلى، وكيف ستواجه الرياح الحزبية والسياسية سفينة الحداثة السياسية فى مواجهة تحديات البيروقراطية
السياسية والحزبية فى اليابان.

منقوووول للفائدة .
AlexaLaw