الانتخابـات البريطانيـــة

عامر سلطان

مجلة السياسة الدولية يوليو 2001 العدد رقم 145

جاءت الانتخابات العامة والمحلية التى جرت فى بريطانيا فى السابع من يونيو الماضى لتعبر عن رغبة الناخب البريطانى فى الابقاء على الخريطة السياسية الحزبية كما هى منذ انتخابات الأول من مايو عام 1997 ، والتى جاءت بحزب العمال الى السلطة وأنهت سيطرة حزب المحافظين -المعارض الرئيسى حالياً- عليها طوال 18 عاماً متصلة.ووفقاً للنتائج النهائية فقد فاز حزب العمال بـ 413 مقعداً بحصوله على 41% من أصوات الناخبين مقابل 418 مقعداً أو 43% من الأصوات فى انتخابات 1997.وحصل حزب المحافظون على 166 مقعداً بعد أن صوت له 31% من الناخبين ، مقابل 165 مقعداً و32% من الأصوات فى عام 1997.وشغل حزب الديمقراطيين الأحرار 52 مقعداً فى البرلمان بعد فوزه بـ 18% من الأصوات ، وتوزعت المقاعد الـ 25 الباقية على باقى المتنافسين.

وعلى عكس الدورات الانتخابية السابقة ، تدنى الاقبال الشعبى ، حيث أدلى 59% فقط من الهيئة الانتخابية بأصواتهم مقابل نحو 72% عام 1997 ، وبذلك يسجل التاريخ البريطانى رقماً قياسياً آخر فى اللامبالاة منذ عام 1918 عندما لم تتجاوز نسبة التصويت 57%.وقد حصل تونى بلير وحزبه الفائز على 10 ملايين و724 ألف صوت ليكون أقل رئيس وزراء بريطانى من حيث دعم الناخبين منذ عام 1918.وعلى المستوى الحزبى حقق حزب العمال نصراً تاريخياً رغم تواضع الأرقام ، فقد فاز للمرة الثانية بالحكم وهو انجاز غير مسبوق فى تاريخ حزب العمال منذ انشائه فى فبراير عام 1900.

ولاشك أن هناك العديد من التحديات التى تواجه الحكومة الجديدة ، أبرزها حسم مسألة الانضمام للعملة الأوربية الموحدة -اليورو- وذلك على المستوى الخارجى ، أما داخلياً فإن التحدى الأهم هو قدرتها على الوفاء بوعودها فى تقديم خدمات أفضل للمواطنين بدو فرض أية أعباء إضافية ، وعليها أن تبرهن من الآن على قدرتها على مواجهة هذا التحدى قبل حلول موعد 'تجديد الثقة' القادم بعد بعد خمس سنوات على الأكثر.


منقوووول للفائدة .
AlexaLaw