مستـشـار


ياسر محمد حسن


عضو الجمعية الأمريكية للقانون الدولي


عضـو اتـحاد الحقوقـيين الدولييـن – لندن IBA


عـضـو اتـحـاد الـمـحـامييـن الـعــرب


محكم دولي - محام بالنقض


مــاهيـة الملكية الفكرية والمنظمات الدولية التي تدير حماية


الملكية الفكرية

النظام العالمي الحالي يقوم علي أساس أن تحظى المصالح الاقتصادية بالأولوية المطلقة. ومن هنا برزت أهمية مواكبة التقدم التكنولوجي وتحقيق الاستفادة القصوى من التقنيات المتطورة ، والتكنولوجيا الحيوية ، وتكنولوجيا المعلومات في عملية التنمية الاقتصادية بمفهومها الواسع . ومن هنا أيضا فـأن قدرة كل مجتمع من المجتمعات النامية علي جذب الاستثمارات وما يصاحبها من نقل للتكنولوجيا ، باتت متوقفة بدرجة كبيرة علي مدي توافر الحماية الملائمة لحقوق الملكية الفكرية .
هـــذا، ويـقـصـد بـالـملـكية الـفـكرية كـل الحقوق الناشئة عن أي نشاط أو جهد فكري يؤدى إلى ابتكار في المجالات الصناعية والعلمية والأدبية والفنية ، وعادة ما تصدر الدول القوانين لحماية الملكية الفكرية
لـسـبـبـيـن رئـيـسـيـين :
أولهـما إضفاء الطابع القانوني علي الحقوق المعنوية والمالية للمبتكرين والمبدعين بما يضمن لهؤلاء تمتعهم بثمار إبداعهم ، وثـانـيـا النهوض بالنشاط الابتكار ونشر نتائجه وتطبيقاتها ، بما يؤدى إلى تشجيع التجارة المشروعة تحت مظلة سياسة حكومة تستعين بنظام الملكية الفكرية كأداة أساسية من أدوات خطط التنمية.
ولعله من المفيد إبراز عدد من الخصائص التي تتسم بها الملكية الفكرية
فـفـي المقام الأول
اتضح من استقراء تجربة العديد من الدول المتقدمة والنامية – علي حد سواء – أن نظام حماية حقوق الملكية الفكرية يسمح بدعم النشاط العلمي والتكنولوجي ، وصقل المهارات ، واستقطاب رؤوس لأموال ، من خلال تهيئة الظروف المواتية للبحث والتطوير ، وانه يربط الابتكارات والاختراعات باحتياجات السوق ، كما ييسر نقل التكنولوجيا وبالتالي تحديد أولويات الإنتاج واتخاذ القرارات المتعلقة بالاستثمار.
وفـي المقام الثاني
أصبح ظهور الأفكار والتقنيات الحديثة بشكل مستمر ضروريا لاستمرار دوران عجلة التنمية الاقتصادية في ظل اقتصاد عالمي يزداد اعتماده علي العلم والمعرفة ، ولانتعاش التجارة الدولية التي تتأثر بدورها كثيرا بالابتكارات والأفكار الجديدة والتي تلعب دورا حاسما في تحديد الميزة النسبية لكل دولة .
وفـي المقام الثالث
حـماية الملكية الفكرية لم تعد قاصرة علي موضوع أو قطاع واحد . ولذلك فهي قادرة علي أداء دور واسع النطاق ومرن في دعم كافة اوجه التقدم الثقافي والاجتماعي والاقتصادي والتكنولوجي في المجتمع .
وفـي المقام الرابع
بـرزت الملكية الفكرية – وبشكل خاص ، مع نهاية مفاوضات جولة أورجواي ( 1986 – 1994 ) - كـعامل رئيسي وحاسم في تفاعلات التجارة الدولية ، ونقل التكنولوجيا المتطورة ، والاستثمار الأجنبي ، وأصبحت مسألة تطوير السياسات المعمول بها في مجال حماية حقوق الملكية الفكرية والمؤسسات المشرفة عليها من الأولويات ، ولاسيما بالنسبة للدول النامية .
وتـجـدر الإشارة هــنا إلى أن السرعـة المذهـلـة للتطورات العلمية والـتـقـنية قـد أدت بـدورها إلى تناول المجتمع الدولي لــموضوعات جـديـدة ومجالات شـديـدة الـتـخـصـص بـهـدف بـحـث سـبـل تـوفـيـر الحماية القانونية لتلك المجالات ومـن ذلك عـلي سبـيـل الـمـثال ولـيـس الحصر – قـانـون البراءات ، التكنولوجيا الحيوية Biotechnology وتطبيقاتها ، والمؤشرات الجغرافية Geographical Indications وأسماء الحقول علي شبكة الانترنيت Domain Names وحماية حماية العلامات التجارية الشهيرة Well – Known Trade Marks ، والأسرار التجارية Trade Secrets ووضع قواعد التجارة الإلكترونية ، وقواعد لحماية الأداء السمعي والبصري ، وحماية قواعد البيانات فضلا عن التعامل مع قضية الجين البشرى Human Genome التي يعد الاستنساخ أحد فروعها وكذا حماية الفلكلور والتوثيق وغيرها من الموضوعات ولزاما بعد تناولنا بفكرة مبسطة مـاهية الملكية الفكرية فيجدر الإشارة إلى المنظمات الدولية التي تدير اتفاقيات حماية حقوق الملكية الفكرية :


الـمـنـظـمة الـعـالـمية لحماية حـقـوق الملكية الـفـكـريـة WIPO


الـمـنظـمة الـعـالـمـية لـلـتـجـارة WTO


مـنـظــمـة الأمـم الـمـتحـدة لـلـتربـية والعـلـوم والـثـقافـة UNESCO


الـمـنـظـمة الـعـالـمية لحماية حـقـوق الملكية الـفـكـريـة WIPO
تأسست بموجب اتفاقية تم توقيعها في استكهولم في 14 يوليو 1967 ، والتي دخلت حيز التنفيذ عام 1970 ، ومـقـرهـا مدينة جنيف بسويسرا
تــهــدف إلى : دعم حقوق الملكية الفكرية في كل أنحاء العالم من خلال تعاون الدول بعضها مع البعض ، وبمساعدة أي منظمة أخري عند الاقتضاء ، كـما تـرمي إلى ضمان التعاون الإداري فيما بين اتحادات حـمـاية حقوق الملكية الفكرية أي الأ تحادات المنشأة بموجب اتفاقيتي باريس وبرن وما تفرع منهما من معاهدات أبرمتها الدول الأعضاء في اتحاد باريس .
والوايبو تشجع علي إبرام المعاهدات الدولية الجديدة وتحديث التشريعات الوطنية للدول الأعضاء ، وتقدم المساعدات التقنية إلى الدول النامية وتجمع المعلومات وتنشرها وتؤدي الخدمات التي تيسر حماية الاختراعات والعلامات التجارية والرسوم والنماذج الصناعية ، وتبلغ عضوية المنظمة 161 دولة والعضوية متاحة لكل دولة عضو في اتحاد باريس أو في اتحاد بـرن وكذلك لأي دولة عضو في منظمة الأمم المتحدة أو في إحدى وكالتها المتخصصة أو في الوكالة الدولية للطاقة الذرية أو أن تكون طرفا في النظام الأساسي لمحكمة العدل الدولية .
وهــي تدير الاتفاقيات الدولية الآتية
الحماية الدولية لحق المؤلف والحقوق المشابهة
معاهدة برن بشأن حماية المصنفات الأدبية والفنية 1886
معاهدة الوايبو بشأن حق المؤلف 1996
الحماية الدولية للملكية الصناعية ، والعديد من المعاهدات والاتفاقيات كحماية البراءات والسلالات النباتية والتسجيل الصوتي وفناني الأداء واتفاقية نيس بشأن التصنيف الدولي للسلع والخدمات لأغراض تسجيل العلامات والعديد من الاتفاقيات التي لا يتسع المجال لذكرها هنا .
ويـوجــد للـوايـبو مـركـز لـلتـحـكـيم والــوساطـة ويـقـدم خـدمات لـتـسوية الـنـزاعـات الـتجـارية الـدولية بـيـن الأطراف في مجال المـلـكـية الـفـكـرية ويــقـوم باتـخـاذ إجـــراءات ( الوساطة – التحكيم – التحكيم العاجل – الوساطة المتبوعة بالـتـحـكـيم في غـيـاب الـتـسـويـة ) وكـل إجراء مـن هـذه الإجراءات متاح لجميع الأشخاص والكيانات بصرف النظر عــن جنسيتهـم .

الـمـنظـمة الـعـالـمـية لـلـتـجـارة WTO
أنشئت المنظمة العالمية للتجارة بتوقيع اتفاق مراكش في 15 أبريل 1994 وعهد إلى هذه المنظمة الأشراف علي تنفيذ الاتفاقيات الناجمة عن جولة أورجواي للمفاوضات التجارية متعددة الأطراف والتي بلغ عددها ثمانية وعشرين اتفاقية وتعتبر مصر من الدول المؤسسة لهذه المنظمة ومقرها مدينة جنيف – سويسرا
وتوجد علاقة وثيقة بين المنظمة العالمية للملكية الفكرية ( الوايبو) والمنظمة العالمية للتجارة فيما يتعلق بنظام السلع والخدمات والجوانب المتصلة بالتجارة من حقوق الملكية الفكرية TRIPS ، وكذا علاقة فيما يتصل بالقواعد والإجراءات التي تحكم تسوية المنازعات وأيضا آلية السياسة التجارية . ويقوم هذا جميعه علي أساس مبدأ المساواة في المعاملة ( المعاملة الوطنية ) أي معاملة السلع والخدمات الأجنبية كمثيلاتها المنتجة محليا

مـنـظــمـة الأمـم الـمـتحـدة لـلـتربـية والعـلـوم والـثـقافـة UNESCO
عـقـد الاتفاق الـتـأسيسي لـهـذه الـمـنـظـمة بـمـوجـب اتـفـاقـيـة لـنـدن 1945 وتضم 186 دولة ومقر المنظمة مدينة باريس/ بفرنسا . وتهدف الـيـونـسـكـو الي المساهمة في صون السلم والأمن بالعمل عـن طـريـق التـربية والـعـلوم والثقافـة علي توثيق عـري التعاون بين الدول ، لضمـان الأحترام الشامل للعدالة ، والقانون ، وحقوق الأنسان والحريات الأساسية ، دون تمييز بسبب العنصر ، أو ***** ، أو اللغة ، أو الدين ، كـما أقرهــا ميثاق الأمم المتحدة بين الشعوب وتشجع علي التعاون بين الأمم في جميع فروع النشاط الفكري

ياسر محمد حسن