عالم القانون
سيد الاستغفار

عنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ رضي اللَّه عنْهُ عن النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قالَ : « سيِّدُ الاسْتِغْفار أَنْ يقُول الْعبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي ، لا إِلَه إِلاَّ أَنْتَ خَلَقْتَني وأَنَا عَبْدُكَ ، وأَنَا على عهْدِكَ ووعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ ما صنَعْتُ ، أَبوءُ لَكَ بِنِعْمتِكَ علَيَ ، وأَبُوءُ بذَنْبي فَاغْفِرْ لي ، فَإِنَّهُ لا يغْفِرُ الذُّنُوبِ إِلاَّ أَنْتَ . منْ قَالَهَا مِنَ النَّهَارِ مُوقِناً بِهَا ، فَمـاتَ مِنْ يوْمِهِ قَبْل أَنْ يُمْسِيَ ، فَهُو مِنْ أَهْلِ الجنَّةِ ، ومَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وهُو مُوقِنٌ بها فَمَاتَ قَبل أَنْ يُصْبِح ، فهُو مِنْ أَهْلِ الجنَّةِ » رواه البخاري .


كشفت أنظمة المنتدى أنك غير مسجل لدينا فأهلا وسهلا بك معنا و تفضل بتصفح المنتدى و إن شاء الله ينال إعجابك و لا تحرمنا حينها من تسجيلك معنا و مشاركاتك و إفادتنا بخبرتك .


عالم القانون
سيد الاستغفار

عنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ رضي اللَّه عنْهُ عن النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قالَ : « سيِّدُ الاسْتِغْفار أَنْ يقُول الْعبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي ، لا إِلَه إِلاَّ أَنْتَ خَلَقْتَني وأَنَا عَبْدُكَ ، وأَنَا على عهْدِكَ ووعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ ما صنَعْتُ ، أَبوءُ لَكَ بِنِعْمتِكَ علَيَ ، وأَبُوءُ بذَنْبي فَاغْفِرْ لي ، فَإِنَّهُ لا يغْفِرُ الذُّنُوبِ إِلاَّ أَنْتَ . منْ قَالَهَا مِنَ النَّهَارِ مُوقِناً بِهَا ، فَمـاتَ مِنْ يوْمِهِ قَبْل أَنْ يُمْسِيَ ، فَهُو مِنْ أَهْلِ الجنَّةِ ، ومَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وهُو مُوقِنٌ بها فَمَاتَ قَبل أَنْ يُصْبِح ، فهُو مِنْ أَهْلِ الجنَّةِ » رواه البخاري .


كشفت أنظمة المنتدى أنك غير مسجل لدينا فأهلا وسهلا بك معنا و تفضل بتصفح المنتدى و إن شاء الله ينال إعجابك و لا تحرمنا حينها من تسجيلك معنا و مشاركاتك و إفادتنا بخبرتك .



عالم القانون

العدل أساس الملك - Justice is the basis
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
TvQuran
الثابت والمتغيِّر في التشريع الاسلامي  110
AlexaLaw on facebook
الثابت والمتغيِّر في التشريع الاسلامي  110
الثابت والمتغيِّر في التشريع الاسلامي  110
الثابت والمتغيِّر في التشريع الاسلامي  110
الثابت والمتغيِّر في التشريع الاسلامي  110
الثابت والمتغيِّر في التشريع الاسلامي  110

شاطر | 
 

 الثابت والمتغيِّر في التشريع الاسلامي

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
AlexaLaw
مؤسس و مدير عام المنتدى
AlexaLaw
مؤسس و مدير عام المنتدى

الجنس : ذكر

تاريخ التسجيل : 03/03/2010

عدد المساهمات : 19648

نقاط : 12655168

%إحترامك للقوانين 100

العمر : 35

الأوسمه :

الثابت والمتغيِّر في التشريع الاسلامي  1384c10


الأوسمة
 :


الثابت والمتغيِّر في التشريع الاسلامي  Empty
مُساهمةموضوع: الثابت والمتغيِّر في التشريع الاسلامي    الثابت والمتغيِّر في التشريع الاسلامي  I_icon_minitime31/7/2010, 00:58

خيارات المساهمة


بين الاسلام والجاهليّة

منذ أن هبطت رسالات السماء انقسم الناس الى فئتين متناقضتين في العقيدة والفهم والنظر الى الحياة وما فيها من مال ومتع ولذّات وعلاقات اجتماعية وارتباط نفسي بالاشياء، فأرّخ القرآن لتلك الظاهرة بقوله :
(كان النّاسُ اُمّة واحدة فبعث الله النبيِّين مبشِّرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحقّ ليحكم بين النّاس فيما اختلفوا فيه...). (البقرة / 213)
وبدأت الحياة البدائية تنمو بتنامي التفكير والقدرة العقلية والتجارب العلمية للانسان، واتّخذ المجتمع البشريّ صيغاً أكثر تعقيداً، فنشأت السلطة والدولة، ونشأ القانون والنظام، ثمّ نشأت الفلسفات والافكار والمفاهيم المنظِّرة، ومنذ أن هبطت كلمة الوحي على هذه الارض كان الناس فريقين، وكان مسار الانبياء (ع)، ومسار الطواغيت، وبنى الطواغيت حضارتهم على أساس الالحاد والفهم المادي، واتّخذ مسار هذه الحضارات خطّاً بيانيّاً يعلو تارة، ويهبط أخرى، وبلغ أوجه في الفكر اليوناني والعهد الروماني، على شكل فلسفة وقانون ونظام اجتماعي، وعلى يد هذه الحضارة نُظِّر الفكر الجاهلي واتّخذ صيغاً أكثر رقيّاً وتعقيداً، وكان الفكر الالهي، وعلى امتداد خط الصّراع، يواصل عمليات التغيير والدعوة الى الايمان بالله،
وبناء الحياة على أساس من العلم والايمان وقيم الاخلاق. ففي كل فترة كان هناك رسل وأنبياء ورسالات : (وإن من اُمّة إلاّ خلا فيها نذير ) . (فاطر / 24)
وتواصل الصّراع بين الفكر المادي والفكر الالهي،حتّى بلغ مرحلته العليا برسالة الاسلام ونبوّة منقذ البشرية محمّد(ص)،فانتصرت هذه الرسالة بالفكر كما انتصرت بالقوّة والغلبة،فبنت مجتمعاً ودولة وحضارة على أساس الاسلام، وقوّة تدافع عن مسار الهدى، ومكاسب الانسان الخيِّرة .
وقدّمت مشروعاً فكرياً متكاملاً لقيادة المجتمع البشري استطاع أن يهزم النظريات والافكار والفلسفات المادية الملحدة، والرافضة لدعوة الايمان وقيم الاخلاق، وسادت ثقافة الاسلام وحضارته، ونمت في ظلِّه العلوم والمعارف الطبيعية والاجتماعية قروناً عديدة، فكان الايمان يرعى العلم وينمِّيه، ويوجِّه مساره، وكان العلم يخدم الايمان، ويثبِّت قواعده في النفوس، فعاش العلم والايمان صنوين يتكامل عطاؤهما وتتلاقى في بناء المجتمع وخير الانسان أهدافهما .
فقد شهد تاريخ الفكر البشري نهضة علمية عملاقة على أيدي علماء الاسلام في مجال الفلسفة والاخلاق والفكر ومباحث العقل والادب والفن وعلوم التاريخ والسياسة والاجتماع ودراسات التشريع والقانون... الخ .
وكما أغنى المسلمون الفكر البشريّ بهذه العلوم والمعارف الانسانية، أغنوه كذلك في مجال العلوم والدراسات الطبيعية والحياتية، فأسّسوا مناهج البحث العلمي وبحثوا واكتشفوا النظريات العلمية، في مجال الفيزياء والطبّ والصيدلة والفلك والرياضيات والهندسة والكيمياء، وغيرها من العلوم المادية الاخرى .
يقول جورج سارتون مؤرِّخ العلوم الكبير : «المسلمون عباقرة الشرق ، في القرون الوسطى ، لهم مأثرة عظمى على الانسانية ، يتمثّل في أ نّهم تولّوا كتابة أعظم المؤلّفات والدراسات قيمة ، وأكثرها أصالة وعمقاً ، مستخدمين في ذلك لغتهم العربية ، التي كانت بلا مراء لغة العلم للجنس البشري ، في الفترة الواقعة بين منتصف القرن الثامن الميلادي ، حتى نهاية القرن ا لحادي عشر ، لدرجة أ نّه يتحتّم على الشخص الذي كان يريد الالمام بثقافة عصره ، وبأحدث ما يجري من علوم ، أن يتعلّم اللّغة العربيّة»(1).
وعن طريق المسلمين في الاندلس وصقليا انتقلت العلوم والمعارف ومناهج البحث العلمي المنظّم الى أوربا، وعلى أساس تلك المبادئ العلمية بُنيت النهضة العلمية الحديثة في أوربا في الوقت الذي تراجع فيه المسلمون بعد أن تخلّوا عن الالتزام بالاسلام، ونشب بينهم الخلاف والنزاع على السلطة، وتحوّلوا الى دويلات، وانشغل حكّامهم بالملذّات والشهوات، فتمزّق كيانهم السياسي، وتداعى صرحهم العلمي، وحصلت الانتكاسة المروِّعة في العالم الاسلامي بضياع الاندلس وتواصل الحروب الصليبية، وبدأ التفوّق الاوربي في مجال العلوم والمعارف، وأخذ الغزو الصليبي يجتاح البلاد الاسلامية في القرنين الاخيرين واحتلال بلادهم، فخضع المسلمون لاسوأ مراحل التاريخ، وعاشوا في ظلام وتخلّف تحت وطأة الاستعمار الصليبي البغيض، لا سيّما بعد الحرب العالمية الاُولى، وتحوّل المسلمون من محرِّرين وفاتحين الى مُستعمَرين خاضعين للسيطرة الاجنبية، ومن مُصدِّرين للفكر والعلوم والثقافة الى مستوردين لها . وكان أسوأ ما شهده المسلمون هو ظهور الصهيونية والشيوعية والحضارة الاوربية الرأسمالية كقوى تسعى وتتحالف للقضاء على الاسلام، ولقد انهار المعسكر الشيوعي الذي بنى كيانه السياسي والثقافي على أساس النظرية الماركسية، وعاد الصراع كما كان بين الاسلام وبين اليهودية والصليبية الاوربية المتحالفتين ضدّ الوجود الاسلامي . وفي العقود الاخيرة من هذا القرن شهد العالم الاسلامي بوادر نهضة فكرية ، فتصاعد الوعي الاسلامي وتعاظم تيّاره ، وحصلت مخاضات وتطوّرات عميقة وواسعة في الشعوب الاسلامية، وبمستوى يلوح منه العودة الى الاسلام كمشروع حضاري وكيان سياسي وعلمي ; ليأخذ دوره من جديد في قيادة العالم، في الوقت الذي انهارت فيه الحضارة الماركسية ، وتمرّ فيه الحضارة الاوربية الصليبية بمرحلة الخواء والانهيار ، فدقّت أجراس الخطر في المحافل اليهودية والصليبية، وتصاعدت حملة العداء والحرب الدعائية والسياسية والفكرية والعسكرية ضدّ الاسلام والوعي الاسلامي .
والقرآن يضعنا على وعي كامل لما يجري في عالمنا اليوم من خلال تحليله للصراع القائم بين الاسلام وخصومه، فهو صراع وفق المنطوق القرآني بين الاسلام ونمط جديد من أنماط الجاهلية التي صارعها الاسلام منذ هبوطه على نبيّ الرّحمة محمّد (ص) وشخّص طبيعتها ومرتكزاتها .
إنّ الحضارة المادية التي تقودها أوربا وأمريكا المتحالفتان مع الصهيونية تعيش الان في أزمة
اقتصادية وأخلاقية تنخر في أعماقها، وتقودها الى الهاوية، في حين يسجِّل الخط البياني للمسار الاسلامي تصاعداً ملحوظاً، ويلوِّح بأعلام النصر بإذن الله .
وهذا دبلوماسي غربي عريق هو «مراد هوفمان» سفير ألمانيا في المغرب ، يرى «أنّ القرن الواحد والعشرين هو قرن الاسلام الذي سينبعث في أوربا»(2) .
ومن هنا تأتي مصداقيّة مقولة برناردشو التي تنبّأ فيها : «انّني أتنبّأ بأنّ الناس سيقبلون على دين محمّد في أوربا ، في المستقبل ، وقد بدأ يلقى القبول في أوربا اليوم» .
لقد شخّص القرآن على امتداد نزوله على الرسول المنقذ محمّد (ص) حقيقة الجاهلية وما جرّت على البشرية من كوارث ومحن وشقاء، وكشف عن مرتكزات النظام الجاهلي الفكرية والسياسية والاقتصادية والسلوكية في عدّة بيانات، فأوضح أنّ الاساس الذي تقوم عليه الجاهلية هو الكفر بالله وبرسالاته وأنبيائه، والاعراض عن شريعته والاستخفاف بدعوة الهدى ومحاربة مبادئ الايمان الذي تتبنّاه الجاهلية الحديثة .
جاء هذا البيان في العديد من آياته، نستعرض منها قوله تعالى :
(وقال ا لّذين لا يعلَمونَ لَوْلا يُكَلِّمُنا اللهُ أو تَأْتِينا آيَةٌ كذلك قالَ ا لّذينَ مِن قَبْلهِم مثْلَ قَوْلِهِمْ تَشابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنّا الاياتِ لِقَوْم يُوقِنُون ) . (البقرة / 118)
وقال تعالى :
(كالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ كانُوا أشَدَّ مِنْكُمْ قُوَّةً وَأكْثَرَ أمْوالاً وأوْلاداً فَاسْتَمْتِعُوا بِخَلاقِكُمْ كَما اسْتَمْتَعَ ا لَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِخَلاقِهِمْ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خاضُوا اُولئِكَ حَبِطَتْ أعْمالُهُمْ فِي الدُّنْيا وَالاخِرَةِ وَاُولئِكَ هُمُ الخاسِرُونَ ... ) . (التوبة / 69)
(أَتَواصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طاغُونَ ) . (الذاريات / 53)
فانّ تحليل هذه الايات يوضِّح المشترك الفكري والسلوكي بين جاهليّات الشعوب والاُمم على امتداد التاريخ وبغضّ النظر عمّا تملك من علم ومدنيّة .
فليست الجاهلية في مصطلح القرآن هي مرحلة تأريخية منقضية، ولا هي خاصّة بالعرب قبل الاسلام كما يتصوّر البعض، بل هي امتداد فكري وحضاري قائم على أساس الكفر بالله ورسله وشرائعه; لذلك قال : (تَشابَهَت قُلوبُهُم )، (أتَواصَوْا به ) ، (وخُضْتُم كالّذي خاضُوا)، (كذلك قال الّذين من قبلهم ) .
ويشرح القرآن لنا هذا التشخيص في البيئة الفكرية والاجتماعية الجاهلية واغترارهم بما لديهم من علم ومعرفة ومال وقوّة، فيقول :
(أفَلَمْ يَسِيرُوا في الارْضِ فَيَنْظُروا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ ا لّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كانُوا أكْثَرَ مِنْهُمْ، وَأشَدَّ قُوَّةً وَآثاراً فِي الارْضِ، فَما أغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يَكْسِبُون * فَلَمّا جاءَتْهُم رُسُلُهُم بِالبَيِّـناتِ فَرِحُوا بِما
عِنْدَهُم مِنَ العِلْمِ وَحاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ) . (غافر / 82 ـ 83 )
وهكذا فانّ الفكر الجاهلي على مدى العصور مغرور بالقوّة والمال وما يملك من علم، ويتجسّد هذا الاتجاه بأسوأ صوره في الفكر الجاهلي المعاصر، ويتّخذ تلك الركائز قاعدة لمهاجمة الاسلام وقيمه الخالدة، ويحاول دعاة الفكر المادي هذا أن يقنعوا الاخرين بصحة أفكارهم ونظريّاتهم .
إنّ الفكر المادي الجاهلي المعاصر يقوم على اُسس وفلسفات منظّرة تشكِّل بمجموعها الاساس الفكري للبناء الحضاري بما فيه من ثقافة ونظم وقوانين وقواعد للسلوك، وتتحصّن بأبنيتها تلك في خندق مواجهة للمعسكر والبناء الاسلامي.وتتلخّص البنى الاساسية لهذه الحضارة بالمبادئ الاتية :
1 ـ اعتماد المنهج المادي في تحصيل العلوم والمعارف واقصاء العقل البشري عن دوره في اكتشاف العلوم والمعارف والحقائق من خلال الايمان بالمعرفة الحسِّيّة وحدها .
2 ـ واتّساقاً مع هذا المنهج المادي، بُنيت العلوم والمعارف والحضارة والثقافة المادية الجاهلية منفصلة عن الايمان بالله ورسالاته ورسله، فكانت حضارة وثقافة جاهلية، تنكر وجود الله وتكذِّب بعالم الغيب، وتأسيساً على ذلك ادّعى مفكِّرو وفلاسفة هذا الاتجاه العلمية لمنهجهم، ثمّ انطلقوا لمهاجمة منهج التفكير الالهي وتجريده من الصفة العلمية، بعد أن ثبّتوا لانفسهم قناعات تنادي بانحصار العلم والعلمية في التفكير ومنهج البحث المادي وحده .
3 ـ أسّسوا على تلك المنطلقات الفكرية، الدعوة الى العلمانية السياسية التي تعني عزل الحياة عن الدِّين وبنائها على أساس ما اكتشفوا من علوم ومعارف، وليس منها الايمان بالله وبمبادئ الاخلاق، فما ازداد الانسان إلاّ شقاءً وعذاباً . فكانت هذه الدعوة أداة لتسلّط الطواغيت، والهيمنة على الانسان المستضعف، كما تشهد بذلك التجربة السياسية المعاصرة، وما يمارسه المتسلِّطون من قتل وإبادة جماعية، وتجويع وتعذيب واضطهاد في كل أنحاء العالم .
4 ـ لقد بُنيت دراسات وبحوث علم النفس والسلوك في هذه المدرسة على أساس التفكير ومنهج البحث المادي، فانتهى هذا المنهج الى المناداة بالاباحية السلوكية، زاعمين أنّ الايمان بقيم الحلال والحرام والاخلاق تشكِّل قيوداً على اتجاه الانسان الداخلي ورغباته النفسية، فتسبِّب تلك القوانين والقيم الاخلاقية الاسلامية الكبت والحرمان لتنتهي الى العقد النفسية، وقتل نزعات الانسان وميوله الداخلية .
وسنلاحظ من خلال الاحصاء، كيف أنّ الاباحية السلوكية لم تُنقذ الانسان من الشّقاء والعذاب النفسي، بل تسبّبت بمضاعفة محنته النفسية، وتصاعدت حالات الاجرام والاقبال على المخدِّرات والقلق وازداد التشرّد والكوارث والفضائح السياسية والازمات الاقتصادية .
ولعلّ أبرز ما يفضح لنا حقيقة الحضارة المادية العلمانية،أو(الجاهلية)كما يسمِّيها القرآن،هو لغة الارقام والاحصاء المعبِّرة عن مختلف جوانب الحياة السلوكية الفردية والاقتصادية والسياسية ... الخ. فمن خلالها نستطيع أن نقيِّم ادّعاء الاتجاه المادي العلماني وقيمة تصويره للفكر الاسلامي بأ نّه فكر متخلِّف،لا يصلح للعالم المعاصر، ولا يستطيع أن يستوعب حركة العلم والمدنية المتنامية.
وإذن فلنقرأ البيان والتحليل القرآني للمجتمع الجاهلي ومصاديق هذا التشخيص بالارقام والتقارير الشاهدة على تلك الاوضاع المتردِّية .
الانسان في الحضارة المادية

قال تعالى :
(فَخلفَ من بعدِهم خَلْفٌ أضاعوا الصّلاةَ واتّبعُوا الشّهوات ) .(مريم / 59)
(ويصدّون عن سبيل الله ويبغونها عِوَجاً اُولئك في ضلال بَعيد ) .(ابراهيم / 3)
(وإذا قيل لهم لا تُفسِدوا في الارض قالوا إنّما نحن مصلحون ألا إنّهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون ) . (البقرة / 11)
(يا أ يُّها الّذين آمنوا استجيبوا لله وللرّسول إذا دعاكم لما يُحييكم) .(الانفال / 24)
(هو الّذي يُنزِّل على عبدهِ آيات بيِّنات ليخرجكم من الظّلمات إلى النور ) . (الحديد / 9)
(إن اُريدُ إلاّ الاصلاح ما استطعت ) . (هود / 88 )
لقد تحدّث القرآن الكريم في هذه الايات عن بنية الانسان الفكرية والنفسية في المجتمع الجاهلي، مجتمع الحضارة المادية، وحذّره من السقوط في تلك الهاوية بقوله :
(يا أ يُّها النّاس إنّما بغيكم على أنفسكم ) . (يونس / 23)
حذّره من أ نّه سيجني نتائج عمله السيِّئ وانحرافه عن خط الحياة السويّ، حذّره من اتّباع الشهوات والانحراف عن منهج الاستقامة، المنهج الالهي .
نقرأ ذلك في عدّة فقرات ، هي :
(أضاعوا الصّلاة )، (اتّبعوا الشّهوات )، (ويصدّون عن سبيل الله )، (يبغـونها عِوَجاً )، (وإذا قيل لهم لا تُفسـدوا في الارض )، (قالوا إنّما نحن مُصلحون )، (ألا إنّهم هم المفسدون )، (ولكن لا يشعرون ) .
إنّ دراسة وتحليل المجتمعات المادية المعاصرة يكشف تلك الحقائق بوضوح، يكشف ذلك المرض المستبطن، مرض الشهوات والانحراف والشذوذ، الذي بدأت أعراضه تظهر على بنية الحضارة المادية الحديثة بشكل ينذر بانهيارها، الحضارة التي يسعى أتباعها الى تسويقها في العالم الاسلامي، وجعلها البديل للمشروع الاسلامي، معتمدين التضليل الاعلامي، وحالة التخلّف في الحياة الاقتصادية والخدمية والتصنيعية في مجتمعات المسلمين التي هي من نتائج الهيمنة الاستعمارية، مُركِّزين حملتهم التضليلية ضدّ المشروع الاسلامي الذي جاء لينقذ الانسان من الضّلال والفساد السياسي والاخلاقي .
انّهم يدركون أنّ معنى تحقّق النصر للاسلام هو تدمير مصالحهم الانانية وهيمنتهم العدوانية على العالم الاسلامي، بل وأنّ أنوار الاسلام ستزحف على ظلام الحياة التي عاشوا في متاهاتها . لذا تراهم يستخدمون الكثير من الحكّام والاحزاب والمؤسّسات الاعلامية التابعة لهم لتنفيذ مخطّط الغزو الحضاري، أو اللّجوء الى القوّة والاحتلال العسكري إذا اقتضت مصالحهم ذلك .
إنّ الحرب الفكرية والنفسية التي يشنونها على المشروع الاسلامي وحملته تحاول جاهدة أن تظهر الاسلام بمظهر النظام المتخلِّف الذي يعيق نموّ الانسان وتقدّمه، ليحمِّلوا المبادئ الاسلامية حالة التخلّف ومعاناة المسلمين التي صنعوها بأيديهم في عالمنا الاسلامي .
إنّ حالة الخواء والانهيار المستبطن في النظام المادي والتربوي والمنهج السلوكي الّذي تتبنّاه الحضارة الاوربية الحديثة ذات الجذور الرومانية الوثنية سيطيح بها بشكل مفاجئ كما أطاح بالنظام الشيوعي وانهار خلال فترة مذهلة، رغم ما كان يملك من قدرة تسليحية هائلة رهيبة، وإمكانات تصنيعية متطوِّرة عملاقة، ونظرية فكرية (النظرية الماركسية الشيوعية) أعمى بريقها العيون، فسالت أنهار من الدماء، وتجرّعت ثلاثة أجيال من البشرية المرارة والمعاناة والعذاب في سبيل الدفاع عنها، وترويج أفكارها . فانقسم العالم الى معسكرين متواجهين يهدِّد كلّ منهما خصمه بالفناء والدّمار الشامل .إنّ الحضارة الاوربية السائدة في أوربا وأمريكا واليابان وروسيا بشكل أساس لتبذل جهوداً مضنية في هذه المرحلة لقيادة العالم ومنازلة خصمها الفكري والسياسي الوحيد في الميدان وهو الاسلام.
غير إنّ الدراسات والاحصاءات والتحليلات العلمية لتشير الى تداعي هذه الحضارة ودخولها مرحلة الانهيار وانتصار الاسلام. وإن طال الزّمن، وتلك سنّة الله التي أشار اليها القرآن في الحضارات المادية الجاهلية والتي نفهم من خلالها حركة التاريخ والحضارات، قال تعالى :
(... فَلَمّا جاءَهُمْ نَذِيرٌ ما زَادَهُمْ إلاّ نُفُـوراً * اسْتِكْباراً في الارْضِ وَمَكْرُ السّيِّئُ وَلا يَحِيقُ المَكْرُ السّيِّئُ إلاّ بِأهْلِهِ فَهَلْ يَنْـظُرُونَ إلاّ سُنَّةَ الاوّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبْديلاً وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَحْويلاً * أوَلَم يَسِيرُوا في الارْضِ فَيَنْظُروا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الّذِينَ مِن قَبْلِهِم وكانُوا أشَدُّ مِنْهُم قُوّةً وَما كانَ اللهُ لِيُعْجِزَهُ مِن شَيْء في السّمواتِ والارْضِ إنّهُ كانَ عَلِيماً قَدِيراً ). (فاطر/ 42 ـ 44)
(فَلَمّا أنْجاهُمْ فَإذا هُمْ يَبْغُونَ في الارْضِ بِغَيْرِ الحَقِّ يا أ يُّها النّاسُ إنّما بَغْيُكُمْ عَلى أنْفُسِكُم مَتاعُ الحياةِ الدُّنْيا ثُمّ إلَيْنا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُم بِما كُنْتُم تَعْمَلُونَ ) . (يونس / 23)
وإذا كان هذا البيان القرآني بتحليله العلمي لسقوط الحضارات وانهيارها يوضِّح لنا أنّ القوّة المادية من الجيوش والاساطيل والعسكر والمال والثروة والتصنيع لن تحول دون سقوط الحضارات والدول وانهيار المجتمعات التي تسلك سبيل الظلم والبغي والانحراف والاستكبار والشذوذ. فانّ أسـباب السـقوط بشكل أساس هي أسباب أخلاقية وفكرية ; إذا كان القرآن قد أوضح لنا ذلك من تجارب الاُمم وتأريخها، وإذا كانت بين أيدينا تجربة سقوط المعسكر الشيوعي ; فإنّ علامات السقوط الاخلاقي والسلوكي في الحضارة الاوربية تنذر بالسقوط
الكامل، رغم محاولات الترميم والعلاج المستمر، وتتّضح معالم ذلك في الارقام والاحصاءات التي تبثّها الدوائر والمعاهد والمؤسّسات المختصّة في أوربا وأمريكا واليابان والصين وغيرها من بلدان الحضارة المادية (الجاهلية الحديثة) ، وهي تؤكِّد أنّ الحضارة المادية لم تستطع حلّ مشكلة الانسان بل زادت في معاناته ، وأ نّها سبب شقاء الانسان وعذابه في هذه الحياة، كما هي السبب في خسران الاخرة ورضوان الله سبحانه، وأنّ لا منجى للانسان إلاّ بالعودة للاسلام، والعيش في ظلال القرآن
نظرة في التشريع الاسلامي

(شَرَعَ لَكُم مِنَ الدِّينِ ما وَصّى بِهِ نُوحـاً والّذي أوْحَيْنا إلَيْكَ وَما وَصَّيْنا بِهِ إبْراهِيمَ وَمُوسى وَعِيسى أنْ أقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلى المُشْرِكِينَ ما تَدْعُوهُمْ إلَيْهِ اللهُ يَجْتَبِي إلَيْهِ مَن يَشاءُ وَيَهْدِي إلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ ) . (الشورى / 13)
(وَأَنْزَلْنا إلَيْكَ الكِتابَ بالحَقِّ مُصَدِّقاً لما بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الكِتابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِما أنْزَلَ اللهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَهُمْ عَمّا جاءَكَ مِنَ الحَقِّ ولِكُلٍّ جَعَلْنا مِنْكُم شِرْعَةً وَمِنْهاجاً ... ).(المائدة / 48)
(ثُمّ جَعَـلْناكَ عَلى شَرِيعَة مِنَ الامْرِ فاتّبِـعْها وَلا تَتَّبِعْ أهْواءَ الّذينَ لا يَعْلَمُون).(الجاثية / 18)
لقد تحدّث القرآن الكريم والسنّة المطهّرة عن الشريعة والتشريع، واستُعمل هذا المصطلح بمعناه ومدلوله العلمي في القرآن الكريم، بعد أن كان يستعمل في لغة العرب بمعناه اللّغوي المنتزع من بيئتهم . وقد عرّفه اللّغويّون والعلماء بالاتي :
قال الرّاغب الاصفهاني : «شرع: الشرع نهج الطريق الواضح، يُقال شرعتُ له طريقاً، والشّرع مصدر، ثمّ جعله اسماً للطريق النهج، قيل له شِرع وشَرع، وشريعة، واستعير ذلك للطريقة الالهية» .
ثمّ نقل تفسير ابن عبّاس راوياً عنه، قال، قال ابن عبّاس : «الشِّرعة ما ورد به القرآن، والمنهاج ما ورد به السُّنّة» .
وهكذا فانّ معنى الشريعة في القرآن الكريم هو الطريقة الالهية التي يجب أن تسير عليها البشرية في حياتها، أي هي مجموع الاحكام والقوانين التي جاء بها القرآن وبيّنتها السنّة، وقد سمّى القرآن عملية وضع الاحكام الشرعيّة من قِبَل الله تعالى بالشّرع ـ أي الجعل ـ كما يسمِّيه علماء اُصول الفقه، لاصلاح البشرية وتقويم سلوكها وتنظيم حياتها .
كما يؤكِّد القرآن أنّ التشريع لله، والرّسول مبلِّغ لهذا التشريع، وما اُعطي الرسول من صلاحيّات تشريعية فهي في اطار التشريع الالهي وتقدير ظروف البشرية :
(... قُلْ إنّما أتّبِعُ ما يُوحى إلَيَّ، مِن رَبِّي... ) . (الاعراف / 203)
(قُلْ ما يكونُ لِي أن أبدِّلهُ من تلقـاءِ نَفْسي إن أتّبـعُ إلاّ ما يُوحى إلَيّ ) . (يونس / 15)
وانّ ما صدر من سنّة عن النبيّ (ص) إن هو إلاّ بيان لما اُوحي إليه، وتعبير عنه ، وهو في كلّ ما صدر عنه لا يخطئ ولا يَزِل لما اُوتي من علم وعصمة وتسديد إلهيّ، وقد ورد هذا الايضاح على لسان الامام جعفر بن محمّد الصادق (ع)، فقد روي عنه قوله :
«إنّ رسول الله كان مسدّداً موفّقاً مؤيّداً بروح القدس، لا يَزِل ولا يخطئ في شيء ممّا يسوس به الخلق»(3).
وقد بحث فقهاء الشريعة الاسلامية مسألة الجعل وإنشاء الحكم أو (التشريع) بحثاً موسّعاً في علم اُصول الفقه، كما بحث المتكلِّمون (علماء العقيدة) هذه المسألة بحثاً تفسيريّاً ، وهي : هل التشريع الاسلامي قائم على أساس حقائق ومصالح وتقديرات وحسابات علميّة قائمة في ذات الفعل المشرَّع له، أو أنّ التشريع عبارة عن اعتبار المشرِّع من غير أخذ هذه العناصر بنظر الاعتبار. وقد بحث ذلك تحت عنوان (الحُسن والقُبح) وجرياً على الاسلوب الكلامي والتعبير عن الافكار بمصطلحات كلامية، صاغوا عنوان الخلاف بينهم بالاتي :
هل الحُسن والقُبح عقليّان أو شرعيّان،أي هل الحُسن والقُبح ذاتي أو اعتباري اعتبره المشرِّع؟
فافترق الرأي الى رأيين مختلفين، فذهب علماء مدرسة أهل البيت (ع) إلى أنّ الحُسن والقُبح عقليّان أي ذاتيّان وليسا شرعيّان. فحرمة شرب الخمر وحرمة الزِّنا قائمة على أساس قبحهما الذاتي، ولا يمكن أن يعتبر المشرِّع هذا القبح حُسناً فيصير بهذا الاعتبار عملاً حسناً، في حين ذهبت الاشاعرة الى خلاف ذلك .
أمّا فقهاء القانون الوضعي فقد بحثوا هذه المسألة تحت عنوان (تكوين القاعدة القانونية) ، فقد بحثت أيضاً على أساس أنّ القاعدة القانونية قاعدة تقويمية، أي أ نّها قاعدة لتنظيم السلوك والعلاقات البشرية. هدفها تقويم السلوك الانساني .
ولقد انتهت دراسات فقهاء القانون الوضعي إلى أنّ القاعدة القانونية تتكوّن من :
1 ـ المادّة أو المضمون . وهي عبارة عن محتوى القاعدة القانونية المستفاد من العوامل المختلفة كعامل الاقتصاد والاجتماع ومقرّرات العلم، غير أنّ القانون الوضعي لم يلتزم بنتائج البحث العلمي، والتجربة الواقعية، ومثال ذلك أنّ الدراسات العلمية أثبتت ضرر الخمر والزِّنا واللّواط والاحتكار.. وما زالت القوانين الوضعيّة تبيحها ; بل وتعتبرها من الحقوق والحريّات. وقد عبّر عن مصطلح (المادّة أو المضمون) في علم اُصول الفقه بـ (الملاك)، والملاك في مفهوم الفقهاء وخبراء التشريع الاسلامي هو جوهر المادّة القانونية وروحها .
2 ـ الشكل أو الصياغة، «ويقصد بالشكل كيفيّة تحديد المادّة، وضبط المضمون ضبطاً علميّاً عن طريق الصياغة الفنيّة التي تتولاّها السلطة التي تضفي على القاعدة القانونية قوّتها الالزامية»(4).
وسُمِّي هذا العنصر (الشكل) في علم اُصول الفقه (بالاعتبار)، ويمكن تعريف الاعتبار بأ نّه: «عبارة عن الصياغة اللّفظيّة التي يبرز بها المشرِّع إرادته الدالّة على ملاك التشريع» . وقسّمت دراسات الفقه الوضعي عناصر المضمون الى عنصرين هما :
1 ـ عنصر الواقع المسـتمد من التجربة والمشاهدة في الجمـاعة. كعنصر الطبيعة البشرية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والاخلاقية والدينية(5).
2 ـ عنصر المثال الذي يعتبر نموذجاً للعدل الذي يتعيّن السير على دربه في جميع القوانين الوضعية(6).
غير أنّ الواقع أثبت عدم قدرة القانون الوضعي على تحقيق ذلك لا في عنصر الواقع، ولا في عنصر المثال. ولئن جاءت دراسات وأبحاث القانون الوضعي متأخِّرة في تحديد المبادئ التي تتقوّم بها القاعدة القانونية، فانّ التشريع الاسلامي والاحكام الشرعيّة تتقوّم ذاتيّاً بتلك الحقائق، فهو تشريع قائم بطبيعته على أساس العلم والعدل .
ذلك لانّ التشريع الاسلامي يراعي طبيعة الانسان النفسية والاجتماعية وحوائجه الماديّة والقيم الاخلاقية، وسنوضِّح ذلك من خلال الموضوعات القادمة .
كما جعل مبادئ الحق والعدل والاحسان هي المبادئ الاساسية التي يدور عليها القانون والتشريع . ويتحرّك القانون والمجتمع للوصول اليها ، قال تعالى : (إنّ الله يأمر بالعدل والاحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر ) . (النّحل / 90)
وقال تعالى : (وبالحقِّ أنزلناه وبالحقِّ نزل ) . (الاسراء / 105)
وتكتسب القاعدة القانونية أو (الحكم في الاسلام) القوّة الالزامية من كونه قانوناً الهيّاً يجب الالتزام به طاعة لله تعالى، ولا علاقة للسلطة بالالزام إلاّ ما منح التشريع الاسلامي السلطة الاسلامية من صلاحية اصدار بعض القوانين لتحقيق المصالح، ودرء المفاسد وصلاحيّة إصدار أحكام وتطبيق الاحكام الاسلاميّة وفق الظروف والمستجدّات القائمة في الحياة الاجتماعيّة، وتكتسب مثل هذه القوانين قوّتها الالزاميّة من السلطة المصدِّرة لها . والتي اكتسبت بدورها تلك الصلاحية من القانون الالهي أيضاً. وبذا يكون دور السلطة في اضفاء صفة الالزام على ما تصدره من أحكام هو دور ثانوي .

منقووول .

التوقيع
توقيع العضو : AlexaLaw
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.AlexaLaw.com
 

الثابت والمتغيِّر في التشريع الاسلامي

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 

 مواضيع مماثلة

+
صفحة 1 من اصل 1

.:: مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ::.


      هام جداً: قوانين المساهمة في المواضيع. انقر هنا للمعاينة     
odessarab الكلمات الدلالية
odessarab رابط الموضوع
AlexaLaw bbcode BBCode
odessarab HTML HTML كود الموضوع
صلاحيات هذا المنتدى:

لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
عالم القانون :: منتدى AlexaLaw لعالم القانون :: القانون و الشريعة الإسلامية-
انتقل الى:  
الإسلامي العام | عالم القانون | عالم الكتاب و الثقافة العامه | التجاره و المال و الأعمال | البرامج و تكنولوجيا المعلومات | تطوير المواقع و المدونات | الترفيهي و الإداري العام

Powered by AlexaLaw.com ® Phpbb Version 2
Copyright © 2010
.:: جميع الحقوق محفوظه لمنتدى عالم القانون © ::.

.::جميع ما ينشر في المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأي القائمين عليه و إنما يعبر عن وجهة نظر كاتبه في حدود الديمقراطيه و حرية الرأي في التعبير ::.