عالم القانون
سيد الاستغفار

عنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ رضي اللَّه عنْهُ عن النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قالَ : « سيِّدُ الاسْتِغْفار أَنْ يقُول الْعبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي ، لا إِلَه إِلاَّ أَنْتَ خَلَقْتَني وأَنَا عَبْدُكَ ، وأَنَا على عهْدِكَ ووعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ ما صنَعْتُ ، أَبوءُ لَكَ بِنِعْمتِكَ علَيَ ، وأَبُوءُ بذَنْبي فَاغْفِرْ لي ، فَإِنَّهُ لا يغْفِرُ الذُّنُوبِ إِلاَّ أَنْتَ . منْ قَالَهَا مِنَ النَّهَارِ مُوقِناً بِهَا ، فَمـاتَ مِنْ يوْمِهِ قَبْل أَنْ يُمْسِيَ ، فَهُو مِنْ أَهْلِ الجنَّةِ ، ومَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وهُو مُوقِنٌ بها فَمَاتَ قَبل أَنْ يُصْبِح ، فهُو مِنْ أَهْلِ الجنَّةِ » رواه البخاري .


كشفت أنظمة المنتدى أنك غير مسجل لدينا فأهلا وسهلا بك معنا و تفضل بتصفح المنتدى و إن شاء الله ينال إعجابك و لا تحرمنا حينها من تسجيلك معنا و مشاركاتك و إفادتنا بخبرتك .


عالم القانون
سيد الاستغفار

عنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ رضي اللَّه عنْهُ عن النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قالَ : « سيِّدُ الاسْتِغْفار أَنْ يقُول الْعبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي ، لا إِلَه إِلاَّ أَنْتَ خَلَقْتَني وأَنَا عَبْدُكَ ، وأَنَا على عهْدِكَ ووعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ ما صنَعْتُ ، أَبوءُ لَكَ بِنِعْمتِكَ علَيَ ، وأَبُوءُ بذَنْبي فَاغْفِرْ لي ، فَإِنَّهُ لا يغْفِرُ الذُّنُوبِ إِلاَّ أَنْتَ . منْ قَالَهَا مِنَ النَّهَارِ مُوقِناً بِهَا ، فَمـاتَ مِنْ يوْمِهِ قَبْل أَنْ يُمْسِيَ ، فَهُو مِنْ أَهْلِ الجنَّةِ ، ومَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وهُو مُوقِنٌ بها فَمَاتَ قَبل أَنْ يُصْبِح ، فهُو مِنْ أَهْلِ الجنَّةِ » رواه البخاري .


كشفت أنظمة المنتدى أنك غير مسجل لدينا فأهلا وسهلا بك معنا و تفضل بتصفح المنتدى و إن شاء الله ينال إعجابك و لا تحرمنا حينها من تسجيلك معنا و مشاركاتك و إفادتنا بخبرتك .



عالم القانون

العدل أساس الملك - Justice is the basis
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
TvQuran
نحن لا نزرع الكراهية‏!!‏ بقلم‏:‏ د‏.‏ سليمان عبدالمنعم حقوق الاسكندرية ـ استاذ زائر بجامعة بيروت العربية 110
AlexaLaw on facebook
نحن لا نزرع الكراهية‏!!‏ بقلم‏:‏ د‏.‏ سليمان عبدالمنعم حقوق الاسكندرية ـ استاذ زائر بجامعة بيروت العربية 110
نحن لا نزرع الكراهية‏!!‏ بقلم‏:‏ د‏.‏ سليمان عبدالمنعم حقوق الاسكندرية ـ استاذ زائر بجامعة بيروت العربية 110
نحن لا نزرع الكراهية‏!!‏ بقلم‏:‏ د‏.‏ سليمان عبدالمنعم حقوق الاسكندرية ـ استاذ زائر بجامعة بيروت العربية 110
نحن لا نزرع الكراهية‏!!‏ بقلم‏:‏ د‏.‏ سليمان عبدالمنعم حقوق الاسكندرية ـ استاذ زائر بجامعة بيروت العربية 110
نحن لا نزرع الكراهية‏!!‏ بقلم‏:‏ د‏.‏ سليمان عبدالمنعم حقوق الاسكندرية ـ استاذ زائر بجامعة بيروت العربية 110

شاطر | 
 

 نحن لا نزرع الكراهية‏!!‏ بقلم‏:‏ د‏.‏ سليمان عبدالمنعم حقوق الاسكندرية ـ استاذ زائر بجامعة بيروت العربية

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
AlexaLaw
مؤسس و مدير عام المنتدى
AlexaLaw
مؤسس و مدير عام المنتدى

الجنس : ذكر

تاريخ التسجيل : 03/03/2010

عدد المساهمات : 19648

نقاط : 12655168

%إحترامك للقوانين 100

العمر : 35

الأوسمه :

نحن لا نزرع الكراهية‏!!‏ بقلم‏:‏ د‏.‏ سليمان عبدالمنعم حقوق الاسكندرية ـ استاذ زائر بجامعة بيروت العربية 1384c10


الأوسمة
 :


نحن لا نزرع الكراهية‏!!‏ بقلم‏:‏ د‏.‏ سليمان عبدالمنعم حقوق الاسكندرية ـ استاذ زائر بجامعة بيروت العربية Empty
مُساهمةموضوع: نحن لا نزرع الكراهية‏!!‏ بقلم‏:‏ د‏.‏ سليمان عبدالمنعم حقوق الاسكندرية ـ استاذ زائر بجامعة بيروت العربية   نحن لا نزرع الكراهية‏!!‏ بقلم‏:‏ د‏.‏ سليمان عبدالمنعم حقوق الاسكندرية ـ استاذ زائر بجامعة بيروت العربية I_icon_minitime3/11/2016, 23:46

خيارات المساهمة


نحن لا نزرع الكراهية‏!!‏
بقلم‏:‏ د‏.‏ سليمان عبدالمنعم
حقوق الاسكندرية ـ استاذ زائر بجامعة بيروت العربية



مفزع حقا امر هذا العالم الذي يشهد سباقا محموما بين فريقين‏:‏ فريق من الجنرالات والساسة الذين يدقون طبول الحرب وكأنهم في حفلة رقص سوداء كل مافيها يثير شهوة الافتراس‏!‏ من ايقاع موسيقي الموت الجنائزية‏..‏ وصور لجماجم فوق الحائط‏!!‏ واغراءات تمنح منذ الان لمن يوافق علي حفلة الدمار دون ان يستخدم حق الفيتو‏!!‏ وبطاقات اغواء اشبه بتذاكر اليانصيب او التامبولا تتيح لحامليها الاشتراك اللاحق في سحب الجوائز واقتسام غنائم ما بعد الحرب من عقود النفط والمقاولات‏..‏

وربما غيرها من العقود الاخري‏!!‏ اما الفريق الاخر فمجموعة من المتظاهرين وانصار البيئة والمفكرين والحالمين والمؤمنين‏,‏ مازالوا‏,‏ بالكيل الواحد وكرامة الانسان‏..‏ وهم يحاولون في يأس ان يسود صوت الحوار علي فحيح دعوة الصراع ويصلون لاجل ان تبقي موسيقي الحياة تصدح في ارجاء الارض بديلا عن انات الضحايا وصراخ الاطفال فهل يعني هذا المشهد ان العالم قد انقسم بالفعل الي اشرار واخيار؟‏!‏ والي اين المصير في ظل هذا الايقاع المجنون والمتسارع لحركة الاحداث والذي يكاد يؤدي بالعالم كله الي حالة من الفوضي السياسية‏..‏ والخراب الروحي‏..‏ والتيه الانساني؟‏!‏ وهل تكون تلك هي اللحظة التاريخية المناسبة لاعادة رسم الحدود‏..‏ واصطناع الكيانات والدويلات‏..‏ وتوزيع عقود المقاولات ارضاء لهؤلاء الذين يحكمون العالم من وراء ستار ؟‏!‏ هؤلاء الاشرار الجدد في انسانية هائجة منغلقة من شركات نفط كبري تشم جيدا رائحة البترول ولكنها تعجز عن شم رائحة الياسمين‏..‏ ومنظمة دولية تزهو ببرنامج النفط مقابل الغذاء‏..‏ مع ان النفط كان يمكن ان يكون ايضا مقابل الحب‏!!‏ وجماعات واحزاب تضلل ناخبيها وتخفي ضعفها السياسي باصطناع اجواء الحروب‏..‏ وقوي يمينية وصهيونية تحاول استغلال لحظة الفوضي التي يمر بها العالم لتكرس فكرها وعقائدها وتخرج خرائطها من جوف الماضي لتصنع للأخرين كابوس الدمار بينما هي تستعد لاحياء ذاك الحلم القديم اياه؟‏!!‏

والمدهش انه في ظل هذه الاجواء المسكونة بالمخاطر‏,‏ المحفوفة بالمخاوف تنطلق افكار هنا وهناك‏(‏ والفكر يوظف احيانا لخدمة الصواريخ والبوارج‏).‏ ومن بين هذه الافكار تبدو مقولة لماذا يكره الاخرون‏,‏ لاسيما العرب والمسلمون‏,‏ امريكا؟ فهل تعبر مقولة الكراهية تلك عن هاجس حقيقي يعتقده المجتمع الامريكي‏,‏ له بالفعل اسبابه ومبرراته‏..‏ ام ان مقولة الكراهية ليست في الواقع الا توظيفا ذكيا وترويجا مدروسا من جانب بعض الاجهزة والقوي في امريكا لصالح الحملة العسكرية في الشرق الاوسط وفي الحالتين وسواء كانت مقولة الكراهية لامريكا تساؤلا مشروعا وحقيقيا‏,‏ او استغلالا موجها وماكرا لخدمة اهداف بعيدة عسكرية وسياسية‏,‏ اقول في الحالتين نحن مطالبون بتمحيص الامر وتدقيق جوانبه لاجل تعظيم دور الحوار في عالم تكاد الشكوك والمخاوف والانطباعات المسبقة تصنع عقله الباطن‏..‏ وكم في عقل الانسانية الباطن من عقد تاريخية‏!!‏ وكم بسبب هذه العقد يمكن ان تندلع حروب وتشتعل صراعات وتستيقظ فتن كانت نائمة منذ قرون فما هو اصل الحكاية اذن؟‏!‏
اصل الحكاية ان امريكا مازالت تعتبر اسرائيل رغم كل ما كان ويجري هي الفلك الحضاري والسياسي الذي تدور حوله مواقفها وسياساتها‏,‏ وانها مركز الجاذبية الارضية الذي يشد كل قرار سياسي امريكي فيحول بينه وبين ارتياد افاق اخري‏,‏ حتي ولو كانت هذه الافاق تمثل المجال الطبيعي لاعمال المسئولية الاخلاقية للولايات المتحدة الامريكية‏,‏ هذه المسئولية التي نجحت الامة الامريكية عبر قرنين من الزمان تقريبا في تكريسها علي خلفية من الالتزام بمبادئ الحرية والديمقراطية والكرامة الانسانية وحقوق الانسان نحن ندرك ان امريكا‏,‏ لاعتبارات كثيرة ومعقدة قد تري في اسرائيل شبابها الحضاري وذلك بقدر ما تأخذ علي العالم العربي نقائصه السياسية وما تفرع منها للاسف من نقائص اخري حضارية لكن السؤال الذي لا نملك الفرار منه ـ لا نحن ولا امريكا ـ هو‏:‏ ومنذ متي كانت علاقة امريكا بباقي العالم محكومة بهذه النظرة‏!‏؟ الم تعاد امريكا ديمقراطيات وتتحالف مع ديكتاتوريات بمنطق براجماتي صريح ومكشوف؟‏!!‏

نحن اذن لا نكره امريكا‏..‏ بل نحن نكره تناقضها وانفصامها الحضاري ومسلكها المزدوج وانحيازها غير الاخلاقي‏..‏ ومهادنتها للأقوياء‏..‏ وتحرشها بالضعفاء قليلي الحيلة‏..‏ وهي كلها صفات تلحق السياسة والدولة الامريكية‏,‏ لكنها بحال من الاحوال لا تمس الشعب او المجتمع الامريكي الذي يبقي أمة مبدعة قامت علي احترام التنوع الانساني في الاديان والاعراق والالوان والافكار‏..‏ان علي امريكا الا تنسي ان العرب هم اكثر من حققوا لها مصالحها منذ الحرب العالمية الاخيرة‏..‏ فضمنوا لها النفط بابخس الاثمان‏..‏ والنفوذ وتفوق الميزان التجاري في سوق عريضة مسرفة‏..‏ وتجريب السلاح وترويجه والدعاية له سواء كانوا يستخدمونه في الدفاع عن النفس ام كانوا أنفسهم ضحايا استخدامه‏!!‏ فما الذي تريده الشهية الامريكية المفتوحة دائما اكثر من هذا؟‏!‏ الناس اذا لا يكرهون امريكا بل يتساءلون في مرارة‏:‏ لماذا تقتصر الهمة والقوة الامريكية علي حماية مناطق النفط والنفوذ والتجارة‏,‏ ولا تحاول امريكا ان تمارس ولو لمرة همتها الحضارية ومسئوليتها الاخلاقية لاجل اولئك الرازحين تحت الظلم والبطش والاحتلال ؟
ان المجتمع الامريكي مدعو الي مراجعة تأمل ظاهرتين تمثلان في الاونة الاخيرة خروجا غير مألوف علي قيمه المعروفة في مجالات منهج التفكير‏,‏ واحترام الكرامة الانسانية والانتصار لقيم الحرية الفردية وهي قيم تتعرض لهجمات شرسة والتفاف مراوغ وماكر لاسباب ومبررات غير كافية ان لم تكن بالاساس مصطنعة ولعل هاتين الظاهرتين تمثلان بدعا مزيفة في المجتمع الامريكي نأمل في ان لا تتحول الي تكريس فعلي لحقائق جديدة‏..‏ ولعل في مناقشة هاتين الظاهرتين ماهو اكثر جدوي من الانشغال بسؤال الكراهية‏!‏ بل ربما كانت مناقشتهما كفيلة باستيضاح ابعاد السؤال‏!!‏

‏1‏ـ ظاهرة القفز الأمريكي علي الأسباب وتقويم النتائج واصدار الأحكام المطلقة‏..‏ وهي ظاهرة تمثل خروجا مدهشا علي منهج التفكير الأمريكي الذي نعرف جيدا أنه يتسم بالبراجماتية والواقعية ولا يعبأ كثيرا بقيود المنطق النظري‏,‏ لكن كنا نتصور أن هناك حدا أدني من العقلانية في تفسير ما حدث‏.‏ وقد أسهمت هذه الظاهرة في تشكيل الموقف الأمريكي برمته لما حدث في‏11‏ سبتمبر‏.‏ فبعد أن تجاوز العقل السياسي الامريكي مراحل الصدمة‏,‏ والدهشة‏,‏ والتساؤل‏,‏ فانه سرعان ما اخذ يمارس القفز علي الأسباب ويقوم بعملية تعميم للنتائج ثم لا يلبث أن يصدر أحكاما مطلقة‏:‏ مثل ـ من ليس معنا فهو ضدنا ـ‏!‏ وأن الإرهاب صناعة إسلامية‏!‏ لقد كنا ننتظر من العقل الأمريكي‏,‏ بعيدا عن إصدار هذه الأحكام المتسرعة‏,‏ أن يتبني تفسيرا منهجيا عقلانيا وشاملا لتحليل ما حدث‏....‏ هذا المنهج المأمول لصالح أمريكا والعالم كله‏,‏ هو الذي ينطلق من تفكيك النظرة إلي أحداث‏11‏ سبتمبر‏,‏ ولا يختزنها في تفسير أحادي الجانب‏.‏ ولعل تفكيك النظرة كان يقتضي الترتيب المنهجي لأسئلة ثلاثة جديرة بالطرح هي علي التوالي‏:‏
‏1‏ ـ لماذا كان ما حدث
‏2‏ ـ هل يمكن تبرير الذي حدث؟
‏3‏ـ كيف يكون رد الفعل علي ما حدث؟

ولعل الالتباس واللغط الذي شهده العالم في الفترة الأخيرة‏(‏ ومن صوره تباين المواقف الغربية كالموقفين الألماني والفرنسي‏)‏ كان مبعثه الخلط بين هذه الأسئلة الثلاثة‏.‏ فسؤال لماذا حدث هو سؤال في الماضي يتعلق بالرؤية والسلوك الأمريكي في الشرق الأوسط‏,‏ شئنا أم أبينا‏,‏ وعليه يتوجب مراجعة أمينة وشجاعة للسياسة الأمريكية‏.‏أما سؤال هل يمكن تبرير ما حدث فهذا سؤال عن الحاضر‏...‏ ويكاد الاجماع ينعقد علي أنه لا أحد يمكنه تبرير ما حدث في‏11‏ سبتمبر لا علي الصعيد الإسلامي‏(‏ وكم الاسلام برئ من كثيرين‏!!)‏ ولا علي الصعيد السياسي الحركي ولا حتي علي الصعيد الأخلاقي المجرد‏....‏ أما أخيرا عن سؤال‏:‏ كيف يكون رد الفعل وهو سؤال ينصرف إلي المستقبل فلقد كان ينبغي أن تكون إجابته في ضوء إجابة السؤالين السابقين عليه‏!‏ بمعني أن التفكير في وسائل رد الفعل لم يكن ليصح أن يتم بمعزل عن حقيقتين‏:‏ أولاهما حتمية الأخذ في الاعتبار بالأسباب التي أسهمت في إنتاج‏11‏ سبتمبر‏,‏ حتي ولو لم تكن هذه الأسباب هي وحدها المسئولة عن الحدث‏..‏ لأن إدراك هذه الأسباب لا يخلو في حد ذاته من جدوي‏!‏ فالعقل الانساني لا يمكنه تصور نتائج بلا أسباب‏..‏ وثانيتهما الأخذ في الاعتبار أيضا بهذا الرفض والاستنكار لما حدث في‏11‏ سبتمبر في مختلف أرجاء العالم الإسلامي والعربي‏..‏ إن هذا الرفض الذي يمثل إنكارا وتبرؤا مما حدث كان جديرا بالتسجيل والتقويم لأنه يعني في بساطة أن التطرف والإرهاب صناعة إنسانية في الأصل وذات نماذج وموديلات مختلفة في كل الأديان والمذاهب والفلسفات والسياسات‏!!‏ وانه من الظلم إلصاق تطرف زمرة أو جماعة بأمة بأكملها‏...‏إن رد الفعل المتطرف علي فعل متطرف يفقد رد الفعل مشروعيته الأخلاقية والإنسانية‏..‏ ثم إن رد الفعل الذي يصيب جماعة أو شعبا بسبب فعل شخص أو زمرة يفقد أيضا مشروعيته القانونية‏,‏ ويصبح رد فعل غير عادل لا يتناسب فيه الجرم والعقاب ولا يحترم مبدأ المسئولية الشخصية ويسوده منطق العقاب الجماعي‏,‏ وهو منطق جدير بالغوغاء وشريعة الغاب ولا يليق بالأمم المتحضرة في عالم حر‏!!‏ فهل يمكن أن يدرك العقل الأمريكي أخيرا أن مقتضيات منهج التفكير في جوانبه العلمية والإنسانية والقانونية جديرة بأن تسود علي ضرورات الثأر والانتقام‏...‏ وإنه لا يعيب أمة عظيمة أن تتوقف عند أسباب الحدث ولو كانت أسبابا غير مباشرة أو جزئية أو كانت تشكل مناخا للحدث ليس أكثر‏,‏ فحتي مناخ الحدث يبقي بدوره محتاجا الي قدر من التأمل‏!!‏ كما لا ينتقص من قدرها أيضا مراجعة تقويمها وتفسيرها لما حدث وضبط ردود الفعل بحيث يكون الانتصار للمشروعية الأخلاقية والقانونية‏.‏

‏2‏ـ ظاهرة الردة الأمريكية علي الحقوق والكرامة الإنسانية‏:‏ وهي ظاهرة تجسدت في نشر ثقافة الاتهام داخل الولايات المتحدة الأمريكية وخارج حدودها‏..‏ ونحن نفهم أن تكون نزعة اتهام الآخرين خصلة إنسانية لدي كل الشعوب والمجتمعات‏,‏ لكن الأمر يزداد سوءا حين تتحول نزعة الاتهام إلي ما يشبه الظاهرة لدي مجتمع ما ولو كانت ظاهرة طارئة‏..‏ ثم يصبح الأمر أكثر خطورة حين يتركز الاتهام داخل حضارة أو ديانة أو أمة بعينها‏!!‏ ثم إنه اتهام يثير لدي المتهمين به وهم اكثر من مليار من البشر مشاعر متضاربة من الإهانة والاستفزاز والاضطهاد‏...‏ وهي مشاعر تكون خليطا سريا من الغضب يبقي قابلا للإنفجار ولو بعد أجيال والحاصل أن ثقافة الاتهام لم تتمثل فقط في ردة قانونية أمريكية مأسوف عليها بل تجلت في إنكار حقوق الإنسان والضمانات القانونية للأفراد‏,‏ والتنكر لتراث قانوني أمريكي مجيد انتصر دائما لقيم الحرية والكرامة الإنسانية‏..‏ بل تجاوزت ثقافة الاتهام حدود الترسانة التشريعية والقوانين المقيدة للحريات لتتحول‏(‏ وهذا هو الأخطر‏)‏ إلي ظاهرة سلوك في الشارع الأمريكي ذاته‏...‏فيصبح الجار متربصا وربما متلصصا علي جاره‏!‏ وتتأهب المصارف والمؤسسات المالية لملاحقة ومصادرة ـ دون وجه حق ـ الأموال والحسابات ليس فقط الإسلامية‏....‏ بل أيضا الاموال والحسابات النفطية‏!!‏ وكأن النفط صار رائحة تميز الآخرين وتدل عليهم في مكارثية جديدة يصعب فهمها‏!‏ وهكذا يصبح لون البشرة وملامح الوجه والزي العربي أو الاسلامي قرائن جاهزة علي الفور لإبلاغ السلطات المختصة‏,‏ او مسببات ازعاج لقائد طائرة أو سائق حافلة‏..‏ فعشنا نري في القرن الحادي والعشرين ركاب طائرة أو حافلة يطلبون من أحد المسافرين النزول لأنه يحمل ملامح إسلامية أو شرق أوسطية بصرف النظر عن صفته كإنسان أو مركزه القانوني كمواطن‏!!‏ فإلي أين أنت ذاهبة يا أمريكا‏..‏ يا موطن مارتن لوثركنج‏,,‏ ومعقل الحريات‏..‏ وحلم المقهورين بالعالم الجديد‏!‏ إن هذه الردة الأمريكية علي حقوق الإنسان وكرامته والتي تجسدها قصص كثيرة يتناقلها الناس وتنشرها الصحف إما هي ردة علي الحضارة الأمريكية وانقلاب علي تراث من القيم والمبادئ التي يعتقد البعض أنها هي التي صنعت في الواقع ما يسمي بالحلم الأمريكي‏..‏ فهل يريدون لهذه الردة أن تجعل من الحلم كابوسا‏.‏
ولم تكن الردة الأمريكية مقصورة فقط علي حقوق الانسان وكرامته بل امتدت لتشمل بعض ثوابت الحرية الفردية وأهمها حرية تداول المعلومات وحق الإنسان في الشفافية وكشف الحقائق‏..‏ فالملاحظ أننا لا نعرف كثيرا ـ إن لم نكن لا نعرف شيئا بالمرة عما جري في أفغانستان‏...‏ وكم كان عدد الضحايا‏..‏ وحجم الدمار والخراب‏..‏ وكيف مات الذين كانوا يشاركون في عرس هنا أو جنازة هناك ؟‏!‏ وهكذا اصبح البعض يشك كثيرا في احترام حرية الاعلام‏,‏ ويتشكك البعض في توافرها اصلا فهل يرجع ذلك إلي أن أمريكا قد وعت الدرس الفيتنامي جيدا‏!!‏ فلم نعد نري علي شاشات التلفاز والصحف الصور إياها من اطفال يركضون بينما تمسك النار بهم مع أن مثلها قد حدث في أفغانستان وقد يحدث في العراق‏!!‏ وفي نهاية المطاف قد يكون بوسعنا أن نبرر للآخرين ولو علي مضض تراجع حقوق الأفراد وضماناتهم القانونية باسم حالات الضرورة والدفاع الوطني‏..‏ لكن باسم ماذا نبرر لأكبر ديمقراطيات العالم انكارها لحرية الإعلام كاملة‏,‏ وتنكرها لنشر الحقيقة غير منقوصة‏!‏ وهل بعد كل هذا يتساءل البعض‏:‏ لماذا يكره الآخرون أمريكا ؟ أم أن التساؤل الواجب هو‏:‏ ومن هم أصحاب المصلحة في أن يكره الآخرون أمريكا؟

المصدر: عالم القانون

التوقيع
توقيع العضو : AlexaLaw
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.AlexaLaw.com
 

نحن لا نزرع الكراهية‏!!‏ بقلم‏:‏ د‏.‏ سليمان عبدالمنعم حقوق الاسكندرية ـ استاذ زائر بجامعة بيروت العربية

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 

 مواضيع مماثلة

+
صفحة 1 من اصل 1

.:: مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ::.


      هام جداً: قوانين المساهمة في المواضيع. انقر هنا للمعاينة     
odessarab الكلمات الدلالية
نحن لا نزرع الكراهية‏!!‏ بقلم‏:‏ د‏.‏ سليمان عبدالمنعم حقوق الاسكندرية ـ استاذ زائر بجامعة بيروت العربية حصرياا , نحن لا نزرع الكراهية‏!!‏ بقلم‏:‏ د‏.‏ سليمان عبدالمنعم حقوق الاسكندرية ـ استاذ زائر بجامعة بيروت العربية بانفراد , نحن لا نزرع الكراهية‏!!‏ بقلم‏:‏ د‏.‏ سليمان عبدالمنعم حقوق الاسكندرية ـ استاذ زائر بجامعة بيروت العربية منتديات عالم القانون , نحن لا نزرع الكراهية‏!!‏ بقلم‏:‏ د‏.‏ سليمان عبدالمنعم حقوق الاسكندرية ـ استاذ زائر بجامعة بيروت العربية حمل , نحن لا نزرع الكراهية‏!!‏ بقلم‏:‏ د‏.‏ سليمان عبدالمنعم حقوق الاسكندرية ـ استاذ زائر بجامعة بيروت العربية download , نحن لا نزرع الكراهية‏!!‏ بقلم‏:‏ د‏.‏ سليمان عبدالمنعم حقوق الاسكندرية ـ استاذ زائر بجامعة بيروت العربية تحميل حصري
odessarab رابط الموضوع
AlexaLaw bbcode BBCode
odessarab HTML HTML كود الموضوع
صلاحيات هذا المنتدى:

لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
عالم القانون :: منتدى AlexaLaw لعالم القانون :: كلية الحقوق - Faculty of Law :: مناقشات قانونية-
انتقل الى:  
الإسلامي العام | عالم القانون | عالم الكتاب و الثقافة العامه | التجاره و المال و الأعمال | البرامج و تكنولوجيا المعلومات | تطوير المواقع و المدونات | الترفيهي و الإداري العام

Powered by AlexaLaw.com ® Phpbb Version 2
Copyright © 2010
.:: جميع الحقوق محفوظه لمنتدى عالم القانون © ::.

.::جميع ما ينشر في المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأي القائمين عليه و إنما يعبر عن وجهة نظر كاتبه في حدود الديمقراطيه و حرية الرأي في التعبير ::.