سنتكلم اليوم عن الفوليوم Volume

من البديهى ان السعر يتحدد من خلال عدد الاسهم المعروضة وعدد الاسهم المطلوبة
فاذا كانت عروض البيع اكثر من الطلبات قل السعر …….واذا كانت طلبات الشراء اكثر زاد السعر.
وصحيح ان كل بيع يقابله شراء لكن تعارف الناس فى حالة هبوط السعر على قول …..ان هناك بيع كثير….طيب ما هناك شراء كثير برضه…..ولكن طالما السعر بينزل يقولوا البيع كثير وما فيش شراء……
فلينتبه المبتدئ فى عالم الأسهم لهذه المقولة ولا يعتقد ان مافيش شراء بجد…لأ طبعا فيه شراء يقابل البيع ……لكنهم قالوا كده يقصدون ان البائعون هم الأكثرية وأمام العدد الذى باع عدد أكبر منه لا يعرف أن يبيع ولا يجد مشتريا ……وطلباتهم الكثيرة بالبيع لم تنفذ …..وبالتالى لم تسجل ضمن الفوليوم الذى هو العمليات المنفذه فقط……….اذا السوق النهارده بايع ومافيش شراء يعنى عروض البيع كتيييير واللى بيشتروا قليلين.

طبعا ممكن تطبق نفس الكلام بالعكس على مقولة …..مافيش بيع…..السوق كله شارى بس.

أمّا الفوليوم فيعرف بأنه عدد الأسهم التى تم التعامل عليها فقط فى خلال وقت معين من ضمن كافة العروض والطلبات…… قد يكون هذا الوقت 5 دقائق ، 15 دقيقة ، ساعة، يوم …….الخ ..أو أي وحدة زمن
يعنى نعرف كم سهم تم بيعه فى خلال الخمس دقائق ..او خلال الساعة مثلا…
وطالما أن هذا هو عدد الأسهم المباعة فهو أيضا عدد الأسهم المشتراه
فالسهم لابد له من مشترى حتى يباع ولابد له من شارى حتى يباع.


اذا الفوليوم يدلنا على عدد الاسهم المنفذه من إجمالى العروض والطلبات.



طيب ….ايه هى أهمية الفوليوم ؟

وما هى علاقة الفوليوم بكم العروض والطلبات فى السوق؟

نتخيل ان هناك عروض بيع كثيرة جدا …..ولا أحد يريد أن يشترى اطلاقا أو أن المشترين قليلين جدا…….سيظل السعر يتهاوى بحثا عن مشترين ولا يجد سوى عدد قليل يرضى بشراء السهم فى كل مرة يتهاوى فيها أكثر وأكثر

اذا سيكون الفوليوم هنا قليل والسعر يتهاوى

ثم نتخيل ان هناك طلبات شراء كثيرة جدا …..ولا أحد يريد أن يبيع اطلاقا أو أن البائعين قليلين جدا…….سيظل السعر يرتفع مغريا البائعين بالتخلى عن السهم ولا يجد سوى عدد قليل يرضى ببيع مالديه من أسهم فى كل مرة يرتفع فيها السعرأكثر وأكثر

اذا سيكون الفوليوم هنا قليل مع ارتفاع السعر

يحدث هذا فى الشركات التى تكون معظم أسهمها مع ملاك كبار ولا يوجد من أسهمها بالسوق الا عدد قليل يدور بين أيدى فئة قليلة ………وهؤلاء الملاك الكبار إمّا أنهم مكبرين دماغهم عن شوية الأسهم اللى سايبينهم فى السوق ……….أو لهم مصلحة فى رفع السعر أو خفضه فلا يتدخلون
المهم شركة مثل هذه يجب الابتعاد عنها فلن يصلح معها لا تحليل فنى ولا تحليل أساسى ولا حنى تحليل بول.

اذا حتى تكون المعلومات المستقاه من بيانات الفوليوم لها قيمة فلا بد أن تكون كمية الأسهم المتداولة بين الناس لشركة ما فى السوق كبيرة جدا حتى يمكن أن تعكس اتجاهات الناس الحقيقية والتى نحن بصدد البحث عنها.

وهنا تبرز أول أهمية للفوليوم………عند اختيارنا للشركة التى سنتعامل عليها يجب ان يكون متوسط التداول عليها كبيرا ……وكلما كان هذا المتوسط كبيرا كلما كان افضل……..فهو فضلا عن أنه يحقق لك الأمان عند تطبيق اسس التحليل الفنية المختلفة…….فهو يحقق لك سيولة عالية بمعنى قدرتك على تسييل اسهمك فى أى لحظة ( تحويلها الى سيولة نقدية)

فاذا كان حجم التداول ضعيفا فربما أمسكت أسهما بيدك لا تستطيع بيعها فى الوقت الذى تريده


الفائدة الثانية أن الفوليوم يدعم معرفة الاتجاه الغالب للسعر ….سواء كان اتجاها صعوديا أو نزوليا

يعنى إيه؟

يعنى ذلك ان لو السهم مطلوب فى السوق ومرغوب فيه ستزداد طلبات الشراء ويزداد بالتالى السعر فيدخل البائعون بطلبات العروض فى المقابل فيتم تنفيذ عمليات كثيرة استجابة لطلبات الشراء الكثيرة بالسعر العالى……..ومن هنا يكون الفوليوم عالى …..ويستمر هذا الوضع …..ارتفاع فى السعر مع ارتفاع فى الفوليوم

طيب…آخرة ارتفاع السعر مع ارتفاع الفوليوم ايه؟

آخرتها ان الرغبة فى الشراء تقل مع ارتفاع السعر حتى تصل لنقطة لا يريد المشترون أن يدفعوا سنت واحد زيادة وكذلك البائعون يرفضون البيع بسنت واحد أقل
فيقف السعر عند حد معين لا يتحرك وطبعا لا توجد عمليات بيع أو شراء الا قليل …..هنا تجد الفوليوم فى أقل معدلاته

وهنا نستنتج فورا من قلة الفوليوم أن هذه ستكون قمة منحنى الارتفاع وان البائعين سيخافون من انصراف المشترين عنهم فيبدأون فى التنازل عن الأسعار التى تمسكوا بها ويبدأ النزول المتوالى فى السعر يقابله عودة المشترين من جديد لأن السعر فى نزول

وهنا نجد الفوليوم يتزايد مرة أخرى (زيادة البيع والشراء فى نفس الوقت) ثم يقل تدريجيا حتى يصل لنقطة يقول البائعون هذا آخر نزولنا بالسعر ولن ننزل بالسعر ولو سهم واحد …… فيثبت السعر قليلا ويثبت معه الفوليوم لنفس الفترة قبل أن يندفع المشترون مرة أخرى للشراء فيزداد الفوليوم وهنا مع زيادة الفوليوم مرة أخرى نستنتج أن هجوم المشترين أصبح كاسحا مما سينتج عنه وضح حد للهبوط وبداية ارتفاع السعر فى دورة جديدة.


نستنتج من كل ما سبق ان :

- الفوليوم يزداد أثناء الاتجاه الصعودى كما يزداد أثناء الاتجاه النزولى.
- والنقص التدريجى فى الفوليوم هو إيذانا بتغير الاتجاه الى الاتجاه العكسى
- زيادة الفوليوم مرة أخرى بعد تناقص تدريجى هو مؤشر بداية الاتجاه العكسى
- اذا كسر السهم نقطة مقاومة ومازال الفوليوم عالى ولم يتناقص …انسى انك أمام نقطة مقاومة واعرف ان السهم مازال أمامه صعود مستمر ……وستتكون نقطة المقاومة الجديدة عندما يبدأ الفوليوم فى التناقص.

واذا سأل أحدكم لماذا يقل الفوليوم فى الأيام شبه المستقرة التى ليس لها اتجاه ثابت ( لا إتجاه مستمر بالصعود ولا بالهبوط ) الإجابة طبعا هى ان الناس تبتعد عن السهم فى هذه الحالة ………وحين يحدث اتجاه قاطع يتجه الناس فورا اما للشراء أو البيع.

نقطة أخرى هامة ….قارن بين كثافة الزيادة فى الفوليوم أثناء صعود السهم وبين كثافة الزيادة فى الفوليوم أثناء الهبوط الذى يليه……….وقل لى أيهما أكثر؟

اذا كانت الزيادة اثناء الصعود أكثر …….فالسهم فى آب ترند وقوة الشراء هى الغالبة
اذا كانت الزيادة اثناء الهبوط أكثر …….فالسهم فى داون ترند وقوة البيع هى الغالبة

تذكر ان الفائدة من بيانات الفوليوم لا تستخدم وحدها أبدا أبدا……..بل لا بد من إضافتها الى أدوات التحليل الفنى الأخرى حتى تؤتى ثمارا جيدة إن شاء الله