عالم القانون
سيد الاستغفار

عنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ رضي اللَّه عنْهُ عن النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قالَ : « سيِّدُ الاسْتِغْفار أَنْ يقُول الْعبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي ، لا إِلَه إِلاَّ أَنْتَ خَلَقْتَني وأَنَا عَبْدُكَ ، وأَنَا على عهْدِكَ ووعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ ما صنَعْتُ ، أَبوءُ لَكَ بِنِعْمتِكَ علَيَ ، وأَبُوءُ بذَنْبي فَاغْفِرْ لي ، فَإِنَّهُ لا يغْفِرُ الذُّنُوبِ إِلاَّ أَنْتَ . منْ قَالَهَا مِنَ النَّهَارِ مُوقِناً بِهَا ، فَمـاتَ مِنْ يوْمِهِ قَبْل أَنْ يُمْسِيَ ، فَهُو مِنْ أَهْلِ الجنَّةِ ، ومَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وهُو مُوقِنٌ بها فَمَاتَ قَبل أَنْ يُصْبِح ، فهُو مِنْ أَهْلِ الجنَّةِ » رواه البخاري .


كشفت أنظمة المنتدى أنك غير مسجل لدينا فأهلا وسهلا بك معنا و تفضل بتصفح المنتدى و إن شاء الله ينال إعجابك و لا تحرمنا حينها من تسجيلك معنا و مشاركاتك و إفادتنا بخبرتك .


عالم القانون
سيد الاستغفار

عنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ رضي اللَّه عنْهُ عن النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قالَ : « سيِّدُ الاسْتِغْفار أَنْ يقُول الْعبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي ، لا إِلَه إِلاَّ أَنْتَ خَلَقْتَني وأَنَا عَبْدُكَ ، وأَنَا على عهْدِكَ ووعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ ما صنَعْتُ ، أَبوءُ لَكَ بِنِعْمتِكَ علَيَ ، وأَبُوءُ بذَنْبي فَاغْفِرْ لي ، فَإِنَّهُ لا يغْفِرُ الذُّنُوبِ إِلاَّ أَنْتَ . منْ قَالَهَا مِنَ النَّهَارِ مُوقِناً بِهَا ، فَمـاتَ مِنْ يوْمِهِ قَبْل أَنْ يُمْسِيَ ، فَهُو مِنْ أَهْلِ الجنَّةِ ، ومَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وهُو مُوقِنٌ بها فَمَاتَ قَبل أَنْ يُصْبِح ، فهُو مِنْ أَهْلِ الجنَّةِ » رواه البخاري .


كشفت أنظمة المنتدى أنك غير مسجل لدينا فأهلا وسهلا بك معنا و تفضل بتصفح المنتدى و إن شاء الله ينال إعجابك و لا تحرمنا حينها من تسجيلك معنا و مشاركاتك و إفادتنا بخبرتك .



عالم القانون

العدل أساس الملك - Justice is the basis
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
TvQuran
القوي السياسية اللبنانية وإشكالية الدور السوري 110
AlexaLaw on facebook
القوي السياسية اللبنانية وإشكالية الدور السوري 110
القوي السياسية اللبنانية وإشكالية الدور السوري 110
القوي السياسية اللبنانية وإشكالية الدور السوري 110
القوي السياسية اللبنانية وإشكالية الدور السوري 110
القوي السياسية اللبنانية وإشكالية الدور السوري 110

شاطر | 
 

 القوي السياسية اللبنانية وإشكالية الدور السوري

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
AlexaLaw
مؤسس و مدير عام المنتدى
AlexaLaw
مؤسس و مدير عام المنتدى

الجنس : ذكر

تاريخ التسجيل : 03/03/2010

عدد المساهمات : 19648

نقاط : 12655185

%إحترامك للقوانين 100

العمر : 35

الأوسمه :

القوي السياسية اللبنانية وإشكالية الدور السوري 1384c10


الأوسمة
 :


القوي السياسية اللبنانية وإشكالية الدور السوري Empty
مُساهمةموضوع: القوي السياسية اللبنانية وإشكالية الدور السوري   القوي السياسية اللبنانية وإشكالية الدور السوري I_icon_minitime15/9/2011, 22:38

خيارات المساهمة


القوي السياسية اللبنانية وإشكالية الدور السوري

بقلم: حسين عبد الحسين
باحث لبناني


تعتبر منطقة جبل لبنان‏,‏ وهي نواة الجمهورية اللبنانية بحدودها الحالية‏,‏ من أولي مناطق المشرق العربي التي تشكلت فيها الجماعات السياسية التي مارست بدورها نوعا من الحكم الذاتي في فترات متفاوتة حددتها قوة أو ضعف مركز السلطنة العثمانية في اسطنبول‏.‏

ويذكر التاريخ اللبناني صعود نجم بعض قياديي جبل لبنان من أمثال الامير فخر الدين الثاني المعني والأمير بشير الشهابي‏.‏ وقد تمتع هؤلاء بنفوذ حكم كرسته أحيانا المصالح الغربية مثل الامارات الايطالية في زمن الحكم المعني ووصول قوات نابليون ومن بعده إبراهيم باشا المصري الي الساحل السوري في أيام الامارة الشهابية حتي تأسيس متصرفية جبل لبنان في العام‏1860‏ والتي عاشت استقلالا شبه حقيقي‏,‏ برعاية القوي العالمية في حينه‏,‏ استمر حتي بداية الحرب العالمية الأولي حيث ألغت السلطنة امتيازات جبل لبنان وفرضت عليه حكما مباشرا انتهي بانهيار الجيش العثماني في العام‏1918‏ وتلاه إعلان فرنسا قيام جمهورية لبنان الكبير في حدوده الحالية في العام‏1920.‏

ما يفيد بحثنا هذا هو قيام متصرفية جبل لبنان بموافقة العثمانيين‏,‏ وهذا في الغالب مرده الي أن أغلبية سكان المتصرفية كانوا من غير المسلمين‏,‏ وهو ما أسقط تبعيتهم الفعلية لحكم السلطنة‏.‏

هذه الأقليات العثمانية اللبنانية تشكلت من الموارنة المسيحيين وأسيادهم الدروز‏.‏ واللافت في الأمر أن الدروز كانوا أسياد هضبة الجولان أيضا والمناطق المتاخمة في لبنان وشمال فلسطين بينما وصل الانتشار الماروني الي شمال سوريا كمدن حلب وحمص وانطاكية‏,‏ وهي كرسي بطريرك الكنيسة المارونية‏.‏ فكيف صار للدروز والموارنة حكم ذاتي في جبل لبنان بينما لم يمارس إخوانهم في مناطق سوريا الاخري نفوذا مشابها

لا شك في أن ازدياد النفوذ السياسي لهاتين المجموعتين في جبل لبنان مرده الي أسباب ثلاثة‏:‏ أولا‏,‏ صغر الرقعة الجغرافية للجبل اللبناني‏,‏ وثانيا انفراد هاتين المجموعتين بالتواجد في هذا الجبل ما عدا أقلية شيعية تعيش في بلاد جبيل الساحلية وبعض مناطق كسروان الجبلية وأقلية سنية تمددت من مدينة صيدا الجنوبية الي مناطق جنوبي الجبل كاقليم الخروب المتاخم للشوف‏.‏ أما السبب الثالث والأهم‏,‏ فهو انتعاش الأوضاع المالية لدي الطائفتين بسبب التجارة أولا وصناعة الحرير المرتبطة بزراعة شجر التوت المتوافر في حينه بكثرة في مناطق الجبل‏.‏


بنية القوي السياسية‏:


كان الدروز اول الوافدين الي نادي القوي السياسية اللبنانية‏.‏ وطائفة الموحدين الدروز معروفة بالبأس في القتال وحسن الدفاع عن قراها ومناطق نفوذها‏,‏ وترافق ذلك مع بحبوحة اقتصادية عاشها الجبل فتشكل الاقطاع الدرزي وخرج منه المعنيون الذين توسعت رقعة حكمهم الي خارج الجبل فوصلت الي صيدا وجزين في الجنوب‏,‏ وطرابلس في الشمال وبعلبك في البقاع‏.‏ ثم انضم الموارنة الي الدروز بعد أن عملوا مزارعين تحت إمرتهم في بادئ الأمر ثم تشكلت عائلاتهم الاقطاعية التي التفت حول الكنيسة المارونية صاحبة القيادة التاريخية للطائفة‏.‏ وترافق ذلك مع ازدياد تبادل البعثات العلمية بين رجال الكنيسة المارونية والفاتيكان في روما‏,‏ تلاه ازدياد في عمل الإرساليات الأجنبية في الجبل مما حسن من الوضع العلمي لأهل الجبل‏.‏ إلا أن تحسن الحظوظ السياسية للموارنة ما لبث أن أدي بدوره الي صراع علي السلطة بين الطائفتين وصل الي مراحل دموية كأحداث العام‏1840‏ والعام‏1860‏ وانتهي بسيطرة الموارنة علي السلطة السياسية للجبل علي الرغم من خسارتهم في الحربين الأهليتين‏.‏

هكذا‏,‏ أسدل الستار علي خمسة قرون من الحكم العثماني والموارنة يتمتعون بنفوذ سياسي واسع تدعمه علاقات مميزة مع القوي الغربية خاصة فرنسا‏.‏ وأدت مساعي الكنيسة المارونية لدي القوي العظمي الي ضم مناطق البقاع والشمال والجنوب الي متصرفية جبل لبنان‏,‏ فكانت ولادة الجمهورية اللبنانية برعاية فرنسية وبسيطرة مارونية في العام‏1920.‏

إلا أن سقوط السلطنة العثمانية وانضمام المناطق ذات الغالبية المسلمة الي الجمهورية الجديدة هدد القوي المارونية وحليفتها الدرزية الاستقلالية في ظل مطالبة السنة بالانضمام الي المحيط العربي السني‏.‏ واشتد ساعد القيادة السنية‏,‏ والتي لم يعرف تاريخها أي عائلات اقطاعية‏,‏ بفضل الدعم العربي‏.‏ كما أدي إعادة تمركز بعض الرأسمال السني من فلسطين الي لبنان بسبب صراعات العرب الفلسطينيين مع الوافدين اليهود الي المزيد من النفوذ السني‏.‏ علي ضوء المعارضة السنية للاستقلال اللبناني‏,‏ لجأت القيادة المارونية اللبنانية الي تحريك الطائفة الشيعية صاحبة العدد الجماهيري الواسع والنفوذ السياسي البسيط في وجه السنة‏.‏ فالشيعة‏,‏ كما الأ قليات اللبنانية الاخري‏,‏ فضلوا الانعزال في الوطن اللبناني علي الذوبان في المحيط العربي ذي الأغلبية السنية‏.‏

وتزامن قيام الجمهورية اللبنانية مع وصول الأيديولوجيات الماركسية والقومية الي المشرق العربي‏,‏ فأعلن بعض الناشطين اللبنانيين قيام الحزب الشيوعي السوري اللبناني كما تشكلت في مراحل لاحقة أحزاب لا طائفية علمانية أخري كالحزب السوري القومي الاجتماعي وأحزاب ذات طابع شوفيني كحزب الكتائب اللبنانية وحزب الكتلة الوطنية المارونيين وحزب النجادة السني‏,‏ ولاحقا قام الزعيم الدرزي كمال جنبلاط بتشكيل الحزب التقدمي الاشتراكي علي مبادئ لا طائفية‏,‏ إلا أن قاعدته الحزبية جاءت من القيادة التقليدية لعائلة جنبلاط للطائفة الدرزية‏.‏

وفي الوقت الذي نشبت فيه الحرب العالمية الثانية‏,‏ لم تنجح الأحزاب اللاطائفية في استقطاب الجماهير‏,‏ فبقيت القيادة في أيدي الوجوه الاقطاعية الطائفية القديمة منها والوافدة حديثا كعائلة الجميل المارونية مؤسسة حزب الكتائب‏.‏ وكانت القيادات اللبنانية تتوزع علي الشكل التالي‏:‏ القيادة المارونية ويتنافس علي زعامتها عائلة اده الموالية لفرنسا وعائلة الخوري الموالية لانجلترا والحكم العربي الهاشمي والصاعدة بقوتها المالية والمصرفية التجارية فيما برزت قيادات مارونية ناشئة كحزب الكتائب اللبنانية والشاب كميل شمعون‏,‏ القيادة السنية بزعامة رياض الصلح وعائلة سلام‏.‏ وقد شهدت فترة نهاية الحرب العالمية الثانية انحسارا للزعامة الدرزية بقيادة الشاب كمال جنبلاط ومنافسه مجيد أرسلان فيما لا يسجل التاريخ وجودا يذكر لقيادة شيعية ذات وزن علي الرغم من ظهور اقطاع شيعي حديث كما في عائلات الأسعد وحماده وعسيران‏.‏

إبان الاستقلال اللبناني وضعف الانتداب الفرنسي لحساب النفوذ البريطاني في المنطقة‏,‏ عقد رئيس الجمهورية الماروني بشاره الخوري ورئيس الوزراء السني رياض الصلح في عام الاستقلال عام‏1943‏ اتفاقا صار يعرف بالميثاق الوطني تخلي بموجبه الموارنة عن ولائهم لفرنسا وعدائهم للمحيط العربي فيما تخلي السنة عن تطلعاتهم الوحدوية العربية‏.‏ واحتفظ المسيحيون مقابل المسلمين بنسبة ستة الي خمسة في حصتهم في البرلمان وسائر وظائف الدولة كما اعتمد آباء الاستقلال اللبناني عرفا يقضي بانتخاب ماروني للرئاسة‏,‏ وشيعي لرئاسة البرلمان وسني لرئاسة الحكومة‏.‏ وبحسب دستور الاستقلال‏,‏ يتمتع الرئيس الماروني بصلاحيات تشكيل الحكومات وحلها وحل البرلمان مما اعطاه سلطات اعترضت عليها القوي الاخري فيما بعد‏.‏


المد الناصري‏:
استمرت صيغة التعايش الوطني اللبناني يرافقها انفراد بريطانيا بتسيير شؤون المنطقة العربية حتي العام‏1958.‏ وشهدت تلك الفترة تحولات خارجية تمثلت بالنكبة العربية واعلان قيام دولة اسرائيل في العام‏1948‏ تلاها صعود نجم الرئيس المصري جمال عبد الناصر وطروحاته القومية العربية في وقت تراجعت فيه السيطرة البريطانية العالمية لمصلحة الولايات المتحدة والحرب الباردة وسياسة الاحلاف في العالم والمنطقة فيما برزت في الداخل اللبناني قوة كمال جنبلاط المناصر للقضية الفلسطينية وعبد الناصر والانضمام الي اتحاد مصر وسوريا في الجمهورية العربية المتحدة‏.‏ بدورهم حاول الموارنة بقيادة رئيس لبنان الثاني بعد الاستقلال كميل شمعون والذي انتهت ولايته في ذلك العام التماهي مع المعسكر الغربي والانضمام الي حلف بغداد تحت الرعاية الاميركية‏.‏

أدي التباين بين المسيحيين بزعامة شمعون وتأييد الجميل من جهة والمسلمين السنة والدروز بزعامة جنبلاط ورعاية عبد الناصر من جهة اخري الي دفع البلاد الي حافة الحرب الاهلية‏.‏ إلا أن اتفاقا اميركيا‏-‏ مصريا بتحييد لبنان عن الصراع العالمي والاقليمي انهي الازمة وجاء بقائد الجيش الماروني والغير معروف سياسيا فؤاد شهاب الي سدة الحكم‏.

العهد الشهابي‏:
قام الرئيس فؤاد شهاب ببسط نفوذ العسكر علي مرافق الدولة والحكم وتراجع دور القوي السياسية لمصلحة ما كان يعرف بالمكتب الثاني‏(‏ مخابرات الجيش‏).‏ وخلف شهاب في العام‏1964‏ الرئيس شارل حلو وهو ابن‏'‏ النهج الشهابي‏'‏ كما كان يعرف في حينه‏.‏ استمر حلو في الرئاسة حتي نهاية ولايته في العام‏1970.‏ وشهد العهد الشهابي‏,‏ بالاضافة الي الاستقرار الأمني‏,‏ بحبوحة اقتصادية ونموا لم يشهد له لبنان مثيلا منذ استقلاله وحتي اليوم لأسباب كثيرة أبرزها هروب رءوس الأموال العربية كالسورية والعراقية والمصرية من بلادها بسبب سياسات التأميم وحكم العسكر الي لبنان‏.‏ إلا أن المشهد السياسي بدأ يتغير‏-‏ شأنه شأن سائر الدول العربية الاخري‏-‏ بعد النكبة العربية في العام‏1967‏ وبروز العمل الفدائي الفلسطيني بقيادة ياسر عرفات والذي شن بعض هجماته انطلاقا من الجنوب اللبناني وعرض لبنان لردات الفعل الإسرائيلية علي أراضيه‏.‏ إذ ذاك عاد الانقسام حول مشاركة لبنان في تحرير فلسطين الي الواجهة واستعاد كل من الطرفين‏,‏ الماروني بقيادة الجميل شمعون‏(‏ والذي أنشأ حزب الوطنيين الأحرار إثر خروجه من الرئاسة‏)‏ والمسلم بقيادة جنبلاط ودعم عرفات مواقعهما في الانقسام السياسي‏.‏ وانتهي الانقسام بتوقيع ما عرف باتفاق القاهرة برعاية عبد الناصر في العام‏1969‏ والذي نظم علاقة المجموعات الفلسطينية المسلحة بالدولة اللبنانية كما حدد ضوابط العمل الفدائي في البلاد‏.‏ إلا أن انتقال قيادة منظمة التحرير الفلسطينية الي لبنان بعد طردها من الاردن في أيلول‏/‏سبتمبر من العام‏1970‏ وموت عبد الناصر في العام نفسه اقنعا طرفي السياسة اللبنانية ان نشوب الحرب الاهلية آت لا محالة خاصة بعد انهيار الحكم الشهابي اثر انقلاب القوي السياسية من الطرفين عليه‏.‏


الحرب الأهلية وصعود الشيعة‏:
بدأت الحرب الاهلية اللبنانية بين المسيحيين بقيادة الموارنة الذين شكلوا الجبهة اللبنانية المؤلفة من كتائب الجميل وأحرار شمعون وكتلة إده والمسلمين بقيادة الحركة الوطنية وبزعامة جنبلاط والحزب الشيوعي اللبناني ومنظمة العمل الشيوعي وبعض القوي السنية صغيرة الحجم وبدعم عرفات‏.‏ يومها وقف الاقطاع الشيعي الي جانب الموارنة خاصة إثر استياء شيعة الجنوب من ممارسات المجموعات الفلسطنية المسلحة في قراهم وردات الفعل الاسرائيلية‏.‏ وفي العام‏1976‏ دخل الجيش السوري بموافقة أمريكية الي جانب المسيحيين‏.‏

وبانت السيطرة للحركة الوطنية وأراد جنبلاط تحقيق الحسم العسكري إلا أن معارضة نظام حافظ الأسد للحسم أدي الي قيام هذا النظام باغتيال جنبلاط الذي خلفه ابنه وليد القليل الخبرة حينذاك وضعضعة الحركة الوطنية‏.‏

وسجلت فترة منتصف السبعينيات صعود نجم رجل الدين الشيعي موسي الصدر الذي بدأ بتشكيل الشيعة سياسيا وعسكريا برعاية سورية كاملة‏.‏ وقام الصدر بالمطالبة بتحسين حصة الشيعة في الدولة وأطلق علي حركته اسم حركة المحرومين‏,‏ بينما اكتسبت ذراعها العسكرية اسم أفواج المقاومة اللبنانية‏,‏ أمل‏,‏ وكان من أول نشاطاتها مواجهة السطوة الفلسطينية في الجنوب بايعاز من سوريا وفي ظل الخلاف الشخصي التاريخي بين الأسد وعرفات‏.‏ ثم ما لبثت أن انهارت العلاقة بين المسيحيين والاسد‏,‏ باستثناء الرئيس سليمان فرنجية ومناصريه في شمال لبنان الذين تركوا الجبهة اللبنانية واستمروا في حلفهم مع النظام السوري‏.‏ في العام‏1978,‏ اختطف موسي الصدر ولم يعثر له ولمرافقيه علي أي أثر إلا أن العلاقة الممتازة بين الأسد وحركة أمل استمرت‏.‏

وللتاريخ‏,‏ لم يكن الشيعة محرومين بمثل الوصف الذي أطلقه عليهم الصدر بل عانت كل الطوائف اللبنانية من هيمنة مارونية علي مقدرات الحكم وكان الشيعة من المغبونين بقدر الغبن الذي لحق بالطوائف الاخري مع فارق وحيد ان الطوائف الاخري‏,‏ كالسنة والدروز‏,‏ حافظوا علي حضورهم السياسي الذي لم يعرفه الشيعة قبل الصدر‏.

الاجتياح الاسرائيلي الثاني‏:
قلب الاجتياح الاسرائيلي الثاني للبنان والذي وصل الي العاصمة بيروت‏(‏ الأول كان في العام‏1978‏ ووصل الي مشارف نهر الليطاني‏)‏ المشهد اللبناني فأعطي للموارنة زخما أدي الي انتخاب بشير الجميل رئيسا وخروج عرفات ومقاتليه من لبنان الي تونس‏.‏ وشكلت حينها احزاب الحركة الوطنية ما اطلقت عليه اسم جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية‏(‏ جمول‏)‏ التي أجبرت الجيش الإسرائيلي علي الانسحاب من بيروت وإقامته الشريط الحدودي للدفاع عن أمن شمال اسرائيل في الجنوب‏.‏ في العام‏1982‏ أيضا‏,‏ ظهر تنظيم شيعي جديد منافس لحركة أمل وبرعاية إيرانية اسمه حزب الله‏.‏ وما لبث حزب الله أن تفوق علي أمل بتنظيمه العسكري وسخاء عطاءاته الاجتماعية الممولة من ايران فنشبت حروب دموية بين المجموعة الشيعية الجديدة والأحزاب الموالية للنظام السوري كحركة أمل والحزب السوري القومي الاجتماعي‏.‏ كما قام حزب الله بالمشاركة بالعمليات العسكرية ضد الاحتلال الاسرائيلي ويعتقد كثيرون أنه قام بتصفية قياديين في الحزب الشيوعي للاختلاف العقائدي بينهما‏.‏ كما أدي اغتيال بشير الجميل قبل تسلمه سدة الرئاسة الي إضعاف القيادة المارونية وتحول ما كان يعرف بالمناطق الشرقية ذات السيطرة المارونية الي منطقة صراع علي النفوذ بين ايلي حبيقة الذي خلف بشير الجميل في قيادة ميليشيا الجبهة اللبنانية المعروفة بالقوات اللبنانية ومنافسيه داخل الميليشيا كسمير جعجع وخارجها كحزب الكتائب بقيادة امين الجميل الذي انتخب رئيسا للجمهورية خلفا لأخيه بشير وحزب الأحرار بقيادة شمعون وابنه داني ولاحقا الجيش بقيادة ميشال عون‏.‏ في هذه الأثناء‏,‏ سيطرت علي المناطق الغربية ذات الأكثرية المسلمة الميليشيات الموالية لسوريا كحركة أمل الشيعية بقيادة نبيه بري والحزب التقدمي الاشتراكي ذات الاكثرية الدرزية بقيادة وليد جنبلاط وشخصيات سنية موالية لسوريا كرشيد كرامي وأخيه عمر من بعده وسليم الحص وآخرين من السنة فضلا عن الحزبين الشيوعي والسوري القومي‏.‏


فترة النفوذ السوري‏:


بلغت الحرب الأهلية ذروة دمويتها أثناء ما عرف بحرب التحرير عام‏1989‏ بين المناطق الشرقية المسيحية بقيادة جعجع وعون والمناطق الغربية المسلمة بقيادة سوريا وحلفائها‏.‏ في العام‏1990,‏ واثر اجتياح نظام صدام حسين العراقي للكويت ومشاركة سوريا في التحالف الذي اخرجه منها‏,‏ كافأت الولايات المتحدة سوريا برفعها الغطاء عن المناطق المسيحية وسماحها لسوريا باجتياح هذه المناطق وفرض نفوذها علي لبنان بعد وقف الحرب إثر توقيع كل القوي السياسية باستثناء حزب الله وعون علي اتفاق الطائف والذي عرف بوثيقة الوفاق الوطني أو دستور الجمهورية اللبنانية الثانية‏.‏ وقد حد دستور الطائف من صلاحيات رئيس الجمهورية وأناطها بمجلس الوزراء مجتمعا كما وزع البرلمان ومناصب الدولة مناصفة بين الطوائف الاسلامية والطوائف المسيحية وكرس عرف توزيع الرئاسات الثلاثة في الدولة فاحتفظ الموارنة برئاسة الجمهورية والشيعة برئاسة مجلس النواب والسنة برئاسة الحكومة ونص علي الغاء الطائفية السياسية من الدستور‏(‏لم يتم حتي اليوم‏)‏ وانشاء مجلس للشيوخ‏(‏ أيضا بقي قيد التنفيذ‏)‏ يراعي التمثيل الطائفي علي ان يتولي رئاسته درزي‏.‏

قامت سوريا إثر ذلك بمكافأة القوي الصديقة لها بتوزيعها المناصب والنفوذ السياسي والمالي في البلاد عليها مع سيطرتها الكاملة علي السياسة الخارجية‏.‏ وترافق ذلك مع معاقبة عون بنفيه الي فرنسا ومن ثم إدخال جعجع السجن‏.‏ بذلك‏,‏ قضت سوريا علي القيادة المارونية المعارضة لنفوذها في لبنان في الوقت الذي حاولت فيه إبراز حلفائها الموارنة ذوي التمثيل الشعبي الضعيف من أمثال إيلي حبيقة وسليمان فرنجية‏,‏ حفيد رئيس لبنان الخامس‏,‏ والياس الهرواي النائب في البرلمان الذي انتخب رئيسا للجمهورية‏.‏ اما بالنسبة للدروز‏,‏ فقد حافظت سوريا علي زعامة وليد جنبلاط المتنامية مع ابقائها علي معارضي جنبلاط من الحجم الصغير كطلال أرسلان عملا بالمبدأ السوري القائل بإبقاء الانقسام داخل كل طائفة علي طريقة فرق تسد‏.‏

أما في الطائفة الشيعية فقد أعطي بري وحركة أمل حصة الأسد فأصبح بري رئيسا للبرلمان في العام‏1992‏ كما حصل الشيعة علي معظم وظائف الدولة ومقدراتها‏.‏ أما بالنسبة لحزب الله‏,‏ المعادي لسوريا حتي العام‏1993,‏ فقد فرض نفسه في انتخابات المجلس النيابي للعام‏1992‏ وحصر دوره في تنمية دويلته وميليشياه المقاومة لاسرائيل بعيدا عن اللعبة السياسية الداخلية‏.‏

تزامن كل ذلك مع بروز الملياردير السني رفيق الحريري علي الساحة السياسية في لبنان ووافقت سوريا علي منحه منصب رئاسة الحكومة بالاتفاق مع المملكة العربية السعودية‏.‏ إلا أن الحريري‏,‏ والذي شكل قوة سنية صاعدة‏,‏ لم يسمح له بالتحول الي قائد سني لخوف نظام الأسد العلوي من تماهي وتحالف مستقبلي بين السنة في لبنان والأكثرية السنية في سوريا قد يتسبب بالاطاحة بنظامه‏.‏

مع اقتراب منتصف التسعينيات‏,‏ حصل تقارب سوري إيراني أثمر تغييرا في قيادة حزب الله‏,‏ فخرج الشيخ صبحي الطفيلي من الامانة العامة وحل مكانه عباس الموسوي والذي سرعان ما اغتالته اسرائيل فخلفه في منصبه الأمين العام الحالي حسن نصرالله‏.‏ وازداد التقارب بين سوريا وحزب الله فقامت سوريا بحصر المقاومة بالحزب ومنعت الأحزاب المقاومة الأخري‏,‏ كالحزب الشيوعي‏,‏ من نشاطها المقاوم‏.‏ حافظ حزب الله علي كتلته النيابية مع عدم تدخله في السياسة اللبنانية وعدم المشاركة في الحكومات المتعاقبة وتابع حربه مع اسرائيل في الجنوب اللبناني‏.‏

في هذه الأثناء‏,‏ توطدت العلاقة بين الحريري ومعظم أركان الحكم السوري علي رأسهم نائب الرئيس آنذاك عبدالحليم خدام وقائد القوات السورية العاملة في لبنان غازي كنعان‏.‏ كذلك حافظ جنبلاط علي العلاقة الجيدة بهؤلاء فيما تمتعت القيادة الشيعية بقطبيها حركة أمل وحزب الله بالدعم السوري الأكبر‏.‏ الخاسر الأكبر من زمن السلم الأهلي تحت الوصاية السورية كانت القيادة المارونية إثر نفي عون وسجن جعجع وصار الموارنة‏,‏ والذين انحصرت قيادتهم بزعامة رأس كنيستهم البطريرك مار نصرالله بطرس صفير‏,‏ يشتكون من تهميش دورهم في اللعبة السياسية وأطلقوا علي ذلك تسمية الاحباط المسيحي‏.‏

إلا أن العام‏1998‏ شهد تغييرا في سوريا تمثل بصعود بشار الأسد‏,‏ تحت إشراف أبيه حافظ‏,‏ الي القيادة في عملية تحضيره للخلافة‏.‏ وكي يضمن الأسد الأب خلافة سهلة للأسد الابن‏,‏ قام بتنحية الحريري من رئاسة الحكومة واستبداله بسليم الحص الضعيف شعبيا في الشارع السني خوفا من معارضة سنية في لبنان وسوريا لرئاسة ابنه من بعده‏.‏ في نفس الوقت‏,‏ قام الأسد الابن بنسج تحالفاته الخاصة داخل لبنان فاستبعد القيادات ذات الوزن الشعبي‏-‏ كجنبلاط والحريري‏-‏ واستبدلها بضباط في الجيش كاميل لحود الذي انتخب رئيسا في العام‏1998‏ وضابط المخابرات جميل السيد الذي عين مديرا عاما للأمن العام في البلاد‏.‏ إلا أن جنبلاط‏,‏ علي رأس الطائفة الدرزية‏,‏ والحريري‏,‏ تدعمه الطائفة السنية‏,‏ وزعامات مارونية ذات تمثيل شعبي محدود نسبيا فازت في الانتخابات النيابية عام‏2000‏ علي عكس ما تمني نظام الوصاية السوري فتدخل خدام وكنعان وفرضا تعايشا قسريا بين هذه القوي والقوي الموالية لنظام بشار الاسد في طليعتها لحود والسيد وبري مدعومين من الالتفاف الشعبي الشيعي حول حزب الله‏.‏

بدأت فترة التعايش القسري بين الموالين لسوريا والأقل موالاة في وقت قام فيه بشارالأسد بانقلاب كامل داخل نظامه علي الطاقم القديم كخدام وكنعان وأخذ الطاقم الجديد كشقيقه ماهر وصهره آصف شوكت وقائد القوات السورية في لبنان الجديد رستم غزالي ينسج علاقاته مع فريق لحود السيد علي حساب فريق الحريري‏-‏ جنبلاط اللذين ازداد تهميش دورهما السياسي في البلاد‏.‏

انتظر الحريري حتي نهاية ولاية لحود في العام‏2004‏ بنية استخدام نفوذه داخل البرلمان للمجيء برئيس للجمهورية ينحاز الي ناحيته وجنبلاط وينال موافقة الكنيسة المارونية‏.‏ كما أدرك الحريري أن شعبيته وجنبلاط وحلفاءهم الموارنة في انتخابات‏2005‏ المقبلة كانت ستطيح بالموالين لسوريا في البرلمان وتعطي تحالف جنبلاط‏-‏ الحريري والموارنة الأكثرية البرلمانية‏.‏ إلا أن الضغط السوري علي الحريري للتمديد ثلاث سنوات للحود أجبر الحريري علي التوقيع علي مرسوم التمديد وهو في رئاسة الحكومة كما قام بالايعاز لكتلته البرلمانية بمجاراة طلب النظام السوري بالتصويت للتمديد للحود‏.‏ عرف الحريري يومها أن التعايش غير ممكن ليس مع حلفاء سوريا في لبنان فحسب‏,‏ بل مع الوجود السوري نفسه في البلاد‏.

انتفاضة الاستقلال‏2005:
استغل الحريري علاقاته الدولية الواسعة لاستصدار قرار من مجلس الأمن يطلب من القوات السورية الانسحاب من لبنان ونزع سلاح ميليشيا حزب الله لانتفاء الحاجة اليه بعد خمس سنوات علي انسحاب اسرائيل من الجنوب اللبناني باستثناء منطقة حدوديه صغيرة غير مسكونة ويختلف علي سيادتها بين لبنان وسوريا‏,‏ وهي منطقة مزارع شبعا‏.‏ حاولت القوي الدولية بادئ ذي بدء بالتلويح بالقرار لثني الأسد عن المضي بالتمديد للحود‏,‏ إلا أن الأسد أصر علي قرار التمديد مما حدا بمجلس الأمن إصدار القرار‏1559‏ والذي اعتبر التمديد للحود لا شرعيا‏,‏ جاء عن طريق الإكراه كما طلب من القوات السورية الانسحاب وطالب بنزع سلاح ميليشيا حزب الله‏.‏

أزعج هذا القرار سوريا وحلفاءها‏,‏ تبع ذلك اغتيال الحريري‏,‏ مما أشعل ثورة شعبية طالبت بتطبيق القرار‏1559‏ وانسحاب سوريا من لبنان‏.‏ وحاول النظام السوري تجاهل القرار الدولي والشعور الشعبي‏,‏ وزاد من اعتماده علي شعبية حزب الله لدي الشيعة‏,‏ فنظم تظاهرة‏'‏ شكرا سوريا‏'‏ في‏8‏ مارس‏2005.‏ إلا أن الحشد الشعبي للطائفة الشيعية استفز السنة فيما أوعز جنبلاط للدروز بالمشاركة بذكري مرور شهر علي اغتيال الحريري وانضم الي التظاهرة المسيحيون المحبطون أصلا فجاءت التظاهرة الأكبر في التاريخ اللبناني في‏14‏ مارس‏2005‏ وأطلق عليها اسم انتفاضة الاستقلال‏.‏ وتسارعت الأحداث‏,‏ فسحب النظام السوري قواته في نيسان‏/‏أبريل واستعد اللبنانيون لانتخابات صيف‏2005.‏ وأدرك جنبلاط‏,‏ صاحب أكبر خبرة في التحالف الذي صار يعرف بتحالف قوي‏14‏ مارس والذي يضم أغلبية السنة وأغلبية الدروز وأغلبية الموارنة بمن فيهم عون وجعجع والجميل وآخرون‏,‏ إن البرلمان الذي قاربت ولايته نهايتها كان بأيدي حلفاء سوريا الذين قد يلجأون الي تأخير إجراء الانتخابات حتي تهدأ الفورة الشعبية المؤيدة لتحالف‏14‏ مارس والمتعاطفة مع اغتيال الحريري وبذلك تتراجع حظوظ التحالف الانتخابية‏.‏ كما لاحظ جنبلاط أن القيادة السورية اتجهت لإنشاء تحالف مع عون مغدقة عليه الوعود بتأييده لانتخابات الرئاسة‏(‏ ويؤكد ذلك صلة الوصل بينهما فايز قزي مؤلف كتاب‏'‏ من ميشال عفلق الي ميشال عون‏').‏ وبينما قبل عون عرض النظام السوري الذي عاد بموجبه الي لبنان شريطة تركه تحالف‏14‏ مارس‏,‏ قام جنبلاط بنسج ما صار يعرف بالتحالف الرباعي المؤلف من الحريري وجنبلاط وقطبي الشيعة حزب الله وحركة أمل‏.‏

كان الاعتقاد السائد لدي قياديي تحالف‏14‏ مارس أن بامكانهم إبعاد الكتلة الشيعية المؤلفة من حزب الله وحركة أمل عن القيادة السورية بانفتاحهم علي هذه الكتلة وهم في ذروة قوة التحالف في الفترة التي تلت تظاهرة‏14‏ مارس وانسحاب الجيش السوري واعتقال اربعة من الضباط اللبنانيين المحسوبين علي النظام السوري بتهمة اغتيال الحريري وعزلة رئيس الجمهورية لحود الموالي لسوريا داخليا ودوليا‏.‏ كما قال تحالف‏14‏ مارس بضرورة عدم عزل طائفة كبيرة كالطائفة الشيعية‏.‏ بدورها‏,‏ اعتقدت قيادة حزب الله وحركة أمل أن التحالف الرباعي سيشكل نهاية انتفاضة الاستقلال وعودة جنبلاط والحريري الي مواقعهما السابقة اللامعادية للنظام السوري‏.‏ كما اعتقدت القيادة الشيعية أن قانون انتخابات عام‏2000‏ الذي وضعته بعض القيادات السورية في حينه سيعطي حلفاء سوريا الأكثرية النيابية‏.‏

أدي هذا التحالف الي خلق شعور لدي أكثرية الموارنة بعزلهم فابتعدوا عن القيادات المارونية المنضوية تحت لواء تحالف‏14‏ مارس والتفوا حول عون ففاز بكتلة من‏15‏ نائبا في مجلس النواب المؤلف من‏128‏ نائبا وأعلن نفسه معارضا للحكومة التي تألفت بدعم الأكثرية النيابية التي فاز بها تحالف‏14‏ مارس وانضمام كتلتي حزب الله وأمل‏.(‏ سمت كتلة عون فؤاد السنيورة رئيسا للحكومة ومنحته أصواتها في جلسة الثقة من دون أن تكون ممثلة في الحكومة‏).‏

لم يكن مكتوبا للحلف الرباعي الاستمرار‏.‏ فارتباط حزب الله بسوريا بعد تظاهرة‏'‏ شكرا سوريا‏'‏ في‏8‏ مارس وتكريم الحزب لقائد المخابرات السورية في لبنان رستم غزالي إبان جلاء القوات السورية عن لبنان باهدائه‏'‏ بندقية المقاومة‏'‏ وتصريحات نصرالله المعارضة لانشاء محكمة دولية لمحاكمة قتلة الحريري في مقابلة أجراها بعد‏8‏ مارس‏2005‏ لشعوره بالنفوذ الشعبي قبل التظاهرة الاكبر شعبيا في‏14‏ مارس‏,‏ كلها أثارت حفيظة القوي المعارضة لاستمرار النفوذ السوري في لبنان فانفرط عقد التحالف الرباعي يوم صوتت الحكومة علي قرار قضي بضم جريمة اغتيال جبران التويني وجرائم بحق آخرين من‏14‏ مارس الي عمل لجنة التحقيق الدولية المكلفة بالبحث في جريمة الحريري فاعتكف وزراء حزب الله وأمل ولكنهم ما لبثوا أن عادوا الي الحكومة ليستقيلوا مرة أخري إبان تصويت الحكومة علي قانون المحكمة ذات الطابع الدولي الذي أعدته الامم المتحدة بالاتفاق مع الحكومة اللبنانية أواخر العام‏2006.‏ وما زاد من الشرخ بين تحالف‏14‏ مارس وتحالف قطبي الشيعة مع عون فيما صار يعرف بتحالف‏8‏ مارس قيام حزب الله بالاصرار علي عرقلة قرار المحكمة الدولية‏(‏ أو بربطها بالأزمة السياسية الداخلية‏)‏ وعلي احتفاظه بسلاحه‏.‏ ويعتبر تحالف قوي‏14‏ مارس ان التحالف المناوئ يعرقل قيام المحكمة كرمي لعيون حليفه النظام السوري والذي يشتبه بتورطه في اغتيال الحريري ويعتبر البعض من تحالف‏14‏ مارس ان النظام السوري يحاول الاستمرار في فرض وصايته علي لبنان عن طريق حلفائه الشيعة‏.‏

إلا أن لسوريا طرقا كثيرة لضعضعة الحكومة اللبنانية غير استقالة الوزراء المحسوبين عليها‏,‏ منها اغلاق حدودها مع لبنان لمنع الحركة التجارية البرية ثم الايعاز للجبهة الشعبية القيادة العامة بقيادة احمد جبريل الموجود في دمشق باثارة المشاكل مع الجيش اللبناني في البقاع الغربي فقتل جنود لبنانيون في المواجهات كما استمر مسلسل التفجيرات المجهولة في المناطق وتم تفجير باصين للعموم كشفت القوي الأمنية فيما بعد أن وراء هذا التفجير حركة فتح الاسلام التي اعترف أعضاؤها في الاعتقال أنهم يتحركون وفقا لخطة من القيادة السورية‏,‏ ثم افتعلت هذه الحركة مواجهة مع الجيش اللبناني في مخيم النهر البارد للاجئين الفلسطينيين شمالي البلاد‏.‏

كما يعتقد تحالف‏14‏ مارس أن حرب تموز‏/‏يوليو مع إسرائيل افتعلها حزب الله بتحريض من النظام السوري لإضعاف البلاد والحكومة‏,‏ وجاء تقرير لجنة فينوغراد الاسرائيلية‏,‏ والذي أثني عليه أمين عام حزب الله حسن نصرالله لدي صدوره‏,‏ ليكشف أنه علي عكس ادعاءات الحزب بأن تحالف‏14‏ مارس هو من طلب من الأمريكيين الإيعاز لإسرائيل بتصفية حزب الله‏,‏ أن إسرائيل لم تكن جاهزة للحرب التي افتعلها الحزب‏.

خلاصة‏:
تأخذ الديمقراطية في المجتمعات القبلية الما قبل صناعية صيغة مختلفة عن الديمقراطيات الغربية‏.‏ فبدلا من أن يربط العقد الاجتماعي للكيان اللبناني بين الدولة والأفراد‏,‏ يربط بين الدول والمجموعات القبلية المنقسمة علي أسس طائفية‏.‏ ينتج عن ذلك أكثريات وأقليات جامدة غير مرتبطة ببرامج انتخابية بل بولاءات وعصبيات قبلية قائمة علي سياسات ريعية يمارسها زعيم كل طائفة للحفاظ علي تأييد أبناء طائفته‏.‏ كما أدي اختلاط مفهوم حقوق الطوائف وحقوق الأفراد في إطار الديمقراطية الي نشوء نوع من الديمقراطية الهجينة والتي يسميها اللبنانيون الديمقراطية التوافقية‏,‏ بينما في الواقع التوافق وهو اجماع الاقطاب الممثلة للقوي السياسية علي موضوع ما لا يتناسب والديمقراطية القائمة علي مبدأ رأي الأكثرية الذي يحكم حتي لو اعترض علية مجموعة أو أكثر من قوي الأقلية‏,‏ وإذا ما أراد اللبنانيون يوما إقامة ديمقراطية فعلية‏,‏ فعليهم التخلي عن مبدأ الطائفية وتبني ديمقراطية علمانية مبنية علي علاقة الفرد بالدولة مباشرة لاعلاقته بها بواسطة الجماعة التي ينتمي اليها وبعراب هذه الجماعة‏.‏

وقد أدت التقلبات في نفوذ وعدد أفراد كل طائفة من الطوائف اللبنانية الي الحاجة الي اعادة هيكلة العقد الاجتماعي للدولة مما عرض وما يزال يعرض الكيان اللبناني للخطر عند كل تغيير‏.‏ فلبنان نشأ يوم كان نفوذ الموارنة في أوجه‏.‏ إلا أن تراجع هذا النفوذ ومحاولة الموارنة الحفاظ علي هيمنتهم كاد أن يؤدي الي نشوب حرب أهلية في العام‏1958.‏ أما في العام‏1975,‏ فقد نشبت حرب اهلية عندما شعر الدروز والسنة أن بإمكانهم قلب الطاولة علي الهيمنة المارونية فقوضوا أسس الشرعية اللبنانية بدفاعهم عن سلاح الميليشيات الفلسطينية ووصل البلد الي الخراب‏.‏ ومنذ‏2005,‏ وإثر انحسار النفوذ السوري في لبنان‏,‏ يحاول الشيعة الابقاء علي الهيمنة التي منحتهم إياها سلطة الوصاية السورية مدة وجودها في لبنان والابقاء علي سلاحهم المقوض لشرعية السلطة اللبنانية ومبدأ حصر استعمال العنف بالدولة‏.‏ فإذا ما أراد اللبنانيون الاستمرار في ديمقراطيتهم الطوائفية‏,‏ فإن علي قواهم السياسية إدراك أن لا هيمنة ممكنة لأي منهم علي القوي الأخري وعليهم بالشراكة في الوطن كما كتب يوما كبير المؤرخين اللبنانيين كمال الصليبي أن في بيت اللبناني منازل كثيرة‏.‏


التوقيع
توقيع العضو : AlexaLaw
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.AlexaLaw.com
 

القوي السياسية اللبنانية وإشكالية الدور السوري

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 

 مواضيع مماثلة

+
صفحة 1 من اصل 1

.:: مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ::.


      هام جداً: قوانين المساهمة في المواضيع. انقر هنا للمعاينة     
odessarab الكلمات الدلالية
odessarab رابط الموضوع
AlexaLaw bbcode BBCode
odessarab HTML HTML كود الموضوع
صلاحيات هذا المنتدى:

لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
عالم القانون :: منتدى AlexaLaw لعالم القانون :: فروع القانون العام :: القانون العام الداخلي-
انتقل الى:  
الإسلامي العام | عالم القانون | عالم الكتاب و الثقافة العامه | التجاره و المال و الأعمال | البرامج و تكنولوجيا المعلومات | تطوير المواقع و المدونات | الترفيهي و الإداري العام

Powered by AlexaLaw.com ® Phpbb Version 2
Copyright © 2010
.:: جميع الحقوق محفوظه لمنتدى عالم القانون © ::.

.::جميع ما ينشر في المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأي القائمين عليه و إنما يعبر عن وجهة نظر كاتبه في حدود الديمقراطيه و حرية الرأي في التعبير ::.