مستقبل التعاون الروسى الايرانى فى ضوء التقارب الأخير

نبية الأصفهانى


مجلة السياسة الدولية العدد 144 ابريل 2001


شهدت الفترة الأخيرة تقارباً روسياً ايرانياً ، عكس فى مضمونه قدراً كبيراً من التوافق الذى تحقق بين الطرفين فى الأهداف ، وفى تناولهما الأوضاع المتأزمة على الصعيد الاقليمى ، خاصة فى منطقة آسيا الوسطى ومنطقة بحر قزوين ، حيث أدى اكتشاف ثرواتها البترولية الى توحد هدف استراتيجى هام ، كما ساهم فى تدعيم هذا التقارب عدة عوامل منها ، التواجد الجغرافى فى منطقة واحدة ، والامتداد العرقى المشترك للبلدين فى منطقة القوقاز.بالاضافة الى العزلة التى يعيشها البلدان ، وهكذا جاء التقارب الروسى الايرانى الجديد محاولة لكسر معاناة البلدين طوال التسعينات وعجزهما عن الاندماج فى البنظام العالمى الجديد ، فكان الانفتاح والتقارب الاقليمى بديلاً
وكانت العلاقات الروسية الايرانية قد وصلت فى منتصف التسعينات الى مرحلة جديدة من التعاون ، أثارت قلق الولايات المتحدة ، عندما وقعت روسيا مع ايران اتفتاقاً لتنفيذ مشروع بناء مفاعل ذرى فى ميناء 'بوشهر' المطل على الخليج ، وحاولت واشنطن الضغط على روسيا لايقاف هذا التعاون مع ايران ، وأعلنت مخاوفها من هذا التعاون وتشككها فى نوايا البلدين.
ولكن مع تولى بوتين الحكم فى روسيا تبنى سياسة خارجية جديدة تسعى الى تحقيق أهداف روسيا القومية والدفاع عنها ، وتوالت لقاءات المسئولين الروس والايرانيين ، وحدث تقارب جديد أدى لفتح مجالات واسعة من التعاون بين البلدين فى العديد من المجالات ، كما تم تنسيق المواقف حول عدة قضايا حيوية ، مثل الاستفادة المشتركة من ثروات بحر قزوين ، وحصول ايران على مستوى أرفع من التكنولوجيا العلمية لتدعيم مكانتها على الساحة العالمية ، بالاضافة الى الاتفاق على كيفية اقرار سلام واستقرار على الصعيد الاقليمى ، وبصفة خاصة التوصل الى موقف مشترك حول تسوية الأزمة الأفغانية ، حيث تشارك كل من روسيا وايران فى حدود أفغانستان. ولكن هل سيصل هذا التقارب الروسى الايرانى الى مستوى التحالف الاستراتيجى أم يقتصر على مجرد دعم 'العلاقات الدافئة' بين البلدين؟

منقووول للفائدة .
AlexaLaw