عالم القانون
سيد الاستغفار

عنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ رضي اللَّه عنْهُ عن النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قالَ : « سيِّدُ الاسْتِغْفار أَنْ يقُول الْعبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي ، لا إِلَه إِلاَّ أَنْتَ خَلَقْتَني وأَنَا عَبْدُكَ ، وأَنَا على عهْدِكَ ووعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ ما صنَعْتُ ، أَبوءُ لَكَ بِنِعْمتِكَ علَيَ ، وأَبُوءُ بذَنْبي فَاغْفِرْ لي ، فَإِنَّهُ لا يغْفِرُ الذُّنُوبِ إِلاَّ أَنْتَ . منْ قَالَهَا مِنَ النَّهَارِ مُوقِناً بِهَا ، فَمـاتَ مِنْ يوْمِهِ قَبْل أَنْ يُمْسِيَ ، فَهُو مِنْ أَهْلِ الجنَّةِ ، ومَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وهُو مُوقِنٌ بها فَمَاتَ قَبل أَنْ يُصْبِح ، فهُو مِنْ أَهْلِ الجنَّةِ » رواه البخاري .


كشفت أنظمة المنتدى أنك غير مسجل لدينا فأهلا وسهلا بك معنا و تفضل بتصفح المنتدى و إن شاء الله ينال إعجابك و لا تحرمنا حينها من تسجيلك معنا و مشاركاتك و إفادتنا بخبرتك .


عالم القانون
سيد الاستغفار

عنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ رضي اللَّه عنْهُ عن النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قالَ : « سيِّدُ الاسْتِغْفار أَنْ يقُول الْعبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي ، لا إِلَه إِلاَّ أَنْتَ خَلَقْتَني وأَنَا عَبْدُكَ ، وأَنَا على عهْدِكَ ووعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ ما صنَعْتُ ، أَبوءُ لَكَ بِنِعْمتِكَ علَيَ ، وأَبُوءُ بذَنْبي فَاغْفِرْ لي ، فَإِنَّهُ لا يغْفِرُ الذُّنُوبِ إِلاَّ أَنْتَ . منْ قَالَهَا مِنَ النَّهَارِ مُوقِناً بِهَا ، فَمـاتَ مِنْ يوْمِهِ قَبْل أَنْ يُمْسِيَ ، فَهُو مِنْ أَهْلِ الجنَّةِ ، ومَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وهُو مُوقِنٌ بها فَمَاتَ قَبل أَنْ يُصْبِح ، فهُو مِنْ أَهْلِ الجنَّةِ » رواه البخاري .


كشفت أنظمة المنتدى أنك غير مسجل لدينا فأهلا وسهلا بك معنا و تفضل بتصفح المنتدى و إن شاء الله ينال إعجابك و لا تحرمنا حينها من تسجيلك معنا و مشاركاتك و إفادتنا بخبرتك .



عالم القانون

العدل أساس الملك - Justice is the basis
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
TvQuran
العرف(الضرورات تبيح المحظورات) 110
AlexaLaw on facebook
العرف(الضرورات تبيح المحظورات) 110
العرف(الضرورات تبيح المحظورات) 110
العرف(الضرورات تبيح المحظورات) 110
العرف(الضرورات تبيح المحظورات) 110
العرف(الضرورات تبيح المحظورات) 110

شاطر | 
 

 العرف(الضرورات تبيح المحظورات)

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
AlexaLaw
مؤسس و مدير عام المنتدى
AlexaLaw
مؤسس و مدير عام المنتدى

الجنس : ذكر

تاريخ التسجيل : 03/03/2010

عدد المساهمات : 19648

نقاط : 12654992

%إحترامك للقوانين 100

العمر : 34

الأوسمه :

العرف(الضرورات تبيح المحظورات) 1384c10


الأوسمة
 :


العرف(الضرورات تبيح المحظورات) Empty
مُساهمةموضوع: العرف(الضرورات تبيح المحظورات)   العرف(الضرورات تبيح المحظورات) I_icon_minitime31/7/2010, 07:47

خيارات المساهمة


لفضيلة الأستاذ محمد راتب النابلسي


بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين ، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد الصادق
الوعد الأمين ، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا ، إنك أنت العليم الحكيم ،
اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا و زدنا علماً و أرنا الحق حقاً و
ارزقنا إتباعه ، و أرنا الباطل باطلاً و ارزقنا اجتنابه ، واجعلنا ممن
يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، و أدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .
أيها الأخوة الكرام : بينت لكم في درسين سابقين حالات الضرورة التي يمكن أن
تغير من خلالها الأحكام ، وتحدثنا في درس سابق عن علة الجهل وكيف أن حالات
نادرة من الجهل تعد عذراً ، أما إنساناً نشأ في بلاد المسلمين لا يعد
الجهل عذراً إطلاقاً ، وبينت في درس بعده كيف أن عموم البلوى تعد أيضاً نوع
من الضرورات التي تتغير بها الأحكام .
واليوم ننتقل إلى موضوع ثالث متعلق بالضرورات ألا وهو موضوع العرف ، فالعرف
هو ما اعتاده الناس وساروا عليه من كل فعل شاع بينهم ، أو لفظ تعارفوا
إطلاقه على معنىً خاص لا تألفه اللغة ولا يتبادل غيره عند سماعه ، يعني
مجموعة أفعال ومجموعة أقوال ألفها الناس فيما بينهم ، تعارفوا عليها ،
فعلوها جميعاً وقد شمل هذا التعريف الذي قلته قبل قليل العرف العملي والعرف
القولي ، وكل منهما عرف عام وعرف خاص .
العرف العملي أفعال ، أعمال ما اعتاده الناس في أفعالهم العادية أو
معاملاتهم المدنية ، مثلاً الناس يأكلون في العيد اللحم في رمضان لهم أكلات
معينة ، يوجد في العيد معايدة ، عند الموت يوجد تعزية ، هذه الأفعال
اعتادها الناس في معظم البلاد في الأفراح والأتراح والمناسبات والأعياد .
و يوجد ألبسة خاصة للزفاف ، ألبسة خاصة في الأحزان ، فالأفعال التي اعتادها
الناس وألفوها وتعارفوا عليها وفعلوها جميعاً هذا من العرف .
المهر في الزواج معجل ومؤجل هذا من العرف أيضاً ، بيع المعاطاة خلاف الشرع ،
يوجد كؤوس شراب تشرب كأس وتضع ليرة ولا تتكلم ولا كلمة ، أين الإيجاب
والقبول ؟ أتبيعني هذا الكأس بليرتين ، يقول لك بعتك هذا الكأس بليرتين أين
الشهود ، قضية سريعة جداً وتافهة جداً ، بيع الخسيس لا يحتاج إلى إيجاب
وقبول وشهود ، فبيع المعاطاة خلاف الشرع ، لكن العرف ، يوجد في الطرقات
بائعو العصير تدفع وتحمل وتمشي ، فهذا عرف عملي .
العرف القولي اللحم يعني لحم ضأن ، والسمك سمك ، مع أن السمك لحم ، أكلنا
سمك وأكلنا لحم ، فكلمة السمك هي لحم ولكن تعني السمك وكلمة اللحم تعني لحم
الخراف فقط ولحم البقر ، كلمة ولد تعني ذكر ، عندي ولدين ، أما ووالد وما
ولد ، الولد باللغة تعني الأنثى والذكر ، أما بالعرف الولد ذكر .
يوجد عندنا أعراف قولية ، الولد يعني ذكر ، عندي بنتين وولد ، كلهم أولاد
من الولادة ، عندنا عرف قولي وعرف عملي ، والعرف العام ما تعرف عليه غالبية
أهل البلدان ، يوم عيد الأضحى بالعالم الإسلامي كله يوجد عطلة ويوجد
زيارات ، وألبسة جديدة ، وطعام طيب ، وحلويات هذا عرف عام ، وكل بلد لها
أعراف ، وطعام معين ، وتقاليد معينة ، أساليب في التهنئة معينة ، تذهب إلى
مصر الولادة أشياء مضحكة لا نعرفها نحن ، تذهب إلى قرية يوجد أعراف في
القرية غير أعراف المدينة ، فالعرف عام أو خاص ، عملي أو قولي .
العرف نوعان ، عرف صحيح يؤخذ به ، وعرف فاسد لا يؤخذ به ، ما تعريف العرف
الصحيح ؟ ما تعارف الناس عليه دون أن يحرم حلالاً أو يحلل حراماً ، ما دام
العرف لا يتصادم مع الشرع فهو صحيح ، المرأة لها مهر في القرآن الكريم ،
ولها مهر في السنة ولها مهر في أحكام الفقه ، نحن تعارفنا أن المهر ينقسم
إلى قسمين معجل ومؤخر هذا من الأعراف ولا يتصادم مع نص شرعي ولا أحلنا به
حراماً ولا حرمنا به حلالاً ، العرف الصحيح هو الذي لم يصادم نصاً محرماً
أو نهياً محرماً
الإنسان مثلاً عنده في البيت دعامتين بينهما فراغ ، أراد أن ينشئ في هذا
الفراغ مكتبة ، لو دار أقطار الدنيا مكتبة عرضها أربعين سم وطولها ثلاثة
أمتار ، أما في بيته يوجد دعامتين بينهما فراغ أراد أن يستغل هذا الفراغ
ويجعله مكتبةً يأتي بنجار يساومه على صناعة مكتبة في هذا الفراغ ، هذا اسمه
بيع الاستصناع ، هذا بيع المعدوم خلاف الشرع ، لكن العرف أقره ، لأنه لا
يوجد حل ثاني لابد من أن تأتي بنجار وأن يصنع لك خزانة في هذا العرض النادر
وهذا الطول الطويل فهذا عرف بيع الاستصناع ، لكنه لا يتأذى منه أحد ،
نطالب النجار أن الخشب من نوع كذا والمسكات من نوع كذا والتفاصيل ...نضع
سعر ونتفق ، يصنعها ، هذا أيضاً من العرف .
الزوجة أحياناً لا يسمح للزوج أن يمشي معها إلا بعد العرس مع أنه من يوم
العقد أصبحت زوجته ، زوجته بكل معاني الكلمة ، ولو خلا بها ولو دخل بها إلى
بيت فارغ هذه زوجته ، العقد أبرم وصار في إيجاب وقبول ، ومهر وشاهدين لكن
العرف لا يسمح للزوج أن يسافر بزوجته قبل الدخول ، هذا عرف .
كل ما يقدم للزوجة أثناء الخطبة هذا هدايا وليست من المهر ، هذا عرف ،
المهر يدفع دفعةً واحدة أو يدفع على شكل أثاث ، أما جاءها بقطعة ذهب ،
بثياب ، عطورات ، هذه كلها هدايا ، العرف ما تعارف الناس عليه ، قلت قبل
قليل يوجد أعراف عملية ويوجد أعراف قولية يوجد أعراف عامة ويوجد أعراف خاصة
، أنا أقول لكم لكل أسرة أعراف خاصة ، يوجد أكلات خاصة للأسرة ، في طريقة
للأب في تربية أبنائه ، عادات خاصة هذا عرف خاص ، لكل قرية عرف خاص لكل
بلدة عرف خاص ، ويوجد أعراف عامة ويوجد أعراف عملية ويوجد أعراف قولية .
إذا ولد المولود هناك طعام معين ، إذا ظهروا أسنان الطفل يوجد طعام معين
وهكذا هذا كله من الأعراف ، نحن ما علاقتنا بهذا الدرس ؟ علاقة الأعراف
بالضرورات ، العرف الفاسد ، تعارف الناس الآن على أن التصوير من لوازم
الأعراس ، مئتا امرأة كاسية عارية بأبهى زينة يأتي رجل يصور هذا العرس ،
هذا عرف صار الآن ويجب هذا العرف أن نضعه تحت أقدامنا، عرف فاسد ، إيداع
المال في البنوك وأخذ فوائد عرف فاسد ، يوجد اختلاطات ، احتفالات ، يقول لك
إذا مطعم خمس نجوم لا بد أن يكون خمر ، من قال هذا : الأعراف ، هذا المطعم
خمس نجوم إذاً لابد من أن يكون خمر وإلا لا يعطى الترخيص بخمس نجوم يعطى
ثلاث نجوم .
يوجد عرف التصوير بالحفلات ، والاختلاط ، الربا ، الفوائد هذه كلها أعراف
فاسدة ينبغي أن تسحق تحت أقدامنا ، نحن إذا تحدثنا عن العرف تحدثنا عن عرف
يتوافق مع الشرع ، إذا تحدثنا عن عرف تحدثنا عن عرف يتوافق مع الشرع لا
يصادم نصاً ، أما حينما يتعارض العرف مع أحكام ديننا لا نعبأ به ولا نقيم
له وزناً ، وأكثر شيء واضح الأزياء هذه أعراف الأزياء إذا أظهرت مفاتن
المرأة ، أظهرت حجم أعضاءها ، أظهرت لون أعضاءها ، أظهرت مفاتنها الخفية،
هذه أزياء أعراف لكن تحت أقدامنا ، المؤمن الصادق الآن دخلنا في بداية
الدرس لا يأخذ بالعرف إلا إذا كان وفق منهج الله ، من أعرافنا إذا تم زواج
وصارت حفلة لا يوجد فيها منكرات رجال مديح رسول الله ، تقدم ضيافة ، تلقى
كلمات هذا عرف على العين والرأس لا يوجد ولا معصية نلبي هذه الدعوة ،
اختلاط لا يوجد ، خمور لا يوجد ، نساء ، غناء ، لا يوجد ولكن يوجد مديح
لرسول الله وضيافة ، وشيء يلقى حول الزواج وحول سنة النبي صلى الله عليه
وسلم ، هذه الأعراف ولكنها مقبولة .
أما لو كان عقد قران مختلط في فندق خمس نجوم ، توزع فيه الخمور ويؤتى
بالراقصات ، هذا عرف أيضاً لكن هذا عرف نركله بقدمنا ، المؤمن صار عنده
أعراف طاب الناس أن يفعلوه في كل البلاد عام ، وفي بلد خاص خاص ، عملاً أو
قولاً ، هذا العرف .
ما وافق منهج الله على العين والرأس ، وما خالف منهج الله عز وجل لا نعبأ
به ، ولا نأخذ به، ولا نقيم له وزناً بل نحاربه أشد محاربة ، أنا أقول لكم
كلمة : الأخ الكريم الذي يسمح لزوجته أن تذهب إلى عرس فيه تصوير هذا الأخ
يرتكب أكبر معصية ، لأن هذه الزوجة لا بد من أن ترتدي أجمل الثياب ، لا بد
أن تدعى في هذا العرس إلى خلع ثيابها الخارجية ويأتي المصور فيصور ، وقد
يطبع من هذا الفيلم مئات وكل رجل في البيت يرى هذا الفيلم ، من هذه؟ هذه
زوجة فلان ، هي في الطريق محجبة ، تفضح في الفيلم أعوذ بالله ، هذه الأعراس
تحت أقدامنا لذلك بالأعراس ترى الشاب مؤمن طاهر ، مستقيم ، تربية مسجد
يقال يجب أن ينصمد أمام العروس مع المدعوات جميعاً ، هذا كله خلاف الشرع
أمامه ، مئتا امرأة ، كاسيات عاريات ينظر إليهن وكل واحدة شكل ، وهو شاب
مؤمن طاهر ، حافظ كتاب الله ، ما هذا الكلام نحن مقياسنا الشرع ، كل من ترك
ميزان الشريعة من يده لحظةً هلك ، احتفال لا يوجد فيه معصية لا مانع ولو
كان احتفال نساء ، اجتمع النساء وذكرن الله عز وجل وسمعن مولد رسول الله
ووزعت الحلوى وألقيت كلمة ، هذا عرس إسلامي راقي جداً ، الإسلام ليس ضد
الحفلات ، لكن ضد المعاصي والآثام .
العلماء قالوا العرف الذي يمكن أن يؤخذ به في الشرع أولاً له شروط ، الشرط
الأول : أن لا يعارض نصاً شرعياً في القرآن أو في السنة ، والشرط الثاني :
أن يكون مضطرباً ، غالباً ، متسماً العمل به في جميع الحوادث ، أو يجري
العمل به في أغلب الوقائع ، لذلك العرف شيء والإجماع شيء .
الإجماع علماء الأمة اجتمعوا وقرروا ، أما العرف عمل عفوي مشترك لا يوجد
اجتماع ، الإجماع أقوى بكثير من العرف ، الإجماع مجتهدوا الأمة اجتمعوا
وقرروا ، أما العرف مجموعة من الناس فعلوا شيئاً مشتركاً فصار عرفاً لهم .
طبعاً أيها الأخوة الأعراف في بعض التشريعات الوضعية لها قيمة كبيرة ، وهنا
الخطأ الكبير، إذا شاع الشذوذ في بريطانيا عرف سيء يصدر قانون بإباحته ،
إذا شاعت المخدرات في هولندا تأتي الدولة وتوزع على المدمنين المخدرات ،
هذه مشكلة كبيرة جداً مشكلة خطيرة جداً ، تشريع تابع للواقع ، ما تعارف
الناس عليه ولو أنه خطير يأتي التشريع الوضعي فيقره ، معنى ذلك أن التشريع
الوضعي تابع إلى الواقع المنحرف ، الإسلام غير ذلك ، إذا اتفق الناس على
شيء وفق منهج الله لا شيء عليهم ، أما إذا اتفقوا على شيء خلاف منهج الله
هذا الشيء مرفوض ، عظمة هذا الدين ليس العرف في الإسلام دليلاً شرعياً
مستقيماً ، دليل شرعي إذا اتفق مع حكم شرعي ، إذا وافق حكماً فقهياً وافق
أمراً تشريعياً نقبله ، أما إذا خالف نرفضه .
سيدنا ابن مسعود يقول : ما رآه المسلمون حسناً فهو عند الله حسناً ، وما
رآه المسلمون سيئاً فهو عند الله سيء ، أخذ هذا من قول النبي صلى الله عليه
وسلم :
" لا تجتمع أمتي على ضلالة "
النبي عليه الصلاة والسلام معصوم بمفرده ، بينما أمته معصومة بمجموعها ،
لأن أمة محمد صلى الله عليه وسلم لا تجتمع على ضلالة لذلك ما رآه المسلمون
حسن فهو عند الله حسن ، وما رآه المسلمون سيئاً فهو عند الله سيء ، لكن أقف
عند كلمة ، ما رآه المسلمون الملتزمون ، الصادقون ، أما الآن يوجد مسلمون
يرون ارتياد الفنادق في أعياد الميلاد شيئاً حسناً ، المقصود المسلم الصادق
الملتزم ، أما المسلم المتفلت رؤيته معكوسة ، ونظره سقيم .
العلماء قالوا الثابت بالعرف كالثابت بالنص ، الآن يوجد عرف في الحقل
التجاري ، أي إنسان عنده موظف أراد أن ينهي خدمته ، عليه أن يعطيه عن كل
عام راتب شهر ، عرف ، وهذا العرف جيد لا شيء فيه وليس له وجه ، ولكن هذا
عرف إنسان أنهيت له خدمته إلى أن يجد عملاً لابد له من مبلغ يعيش منه هذا
المبلغ هو التعويض .
الثابت بالعرف كالثابت بالنص ، والعادة محكمة ، أي معمول بها ، يوجد أحدهم
قرأ : العادة محكمة ، هي العادة مُحكمة أي تحكم في التشريع العادة التي
تتوافق مع الشرع .
الآن يوجد مشكلة هو أنك إذا قرأت عن حكم شرعي قبل مائة عام ، ولم تقبله
الآن لأن الأعراف تغيرت ، أحياناً تبنى الأحكام الشرعية على الأعراف التي
لا تخالف التشريعات الإلهية فحينما تتبدل هذه الأعراف تتبدل معها الأحكام ،
كان قديماً العم والد ، والشرع الحكيم حينما لم يعطي الأولاد نصيب أبيهم
المتوفى في حياة أبيه ، العم حينما أخذ نصيب أخيه هو ملزم بتربية أولاد
أخيه ما امتد بهم العمر ، أما حينما تقاطع الناس وتدابر وقلت العاطفة بين
الأعمام وأولاد الأخ جاء التشريع الوضعي فألزم الناس بالوصية الواجبة ، إذا
مات الأب في حياة أبيه يأخذ أولاده حصته من الإرث كما لو كان حياً ، أولاد
الأخ كالأولاد تماماً ، الذي يتوفى أخوه الأخ الباقي يربي أولاد أخيه
وكأنما أولاده تماماً ، الآن يوجد أعمام معهم مئات الملايين وأولاد أخيهم
لا يملكون ثمن الطعام ولا يعطونهم شيئاً ، وصار في العرف تغيير ، الآن أضع
بين أيديكم بعض الأحكام الشرعية التي لها علاقة بالأعراف .
أحياناً يوجد فواكه وخضراوات تنضج تباعاً ، واحد مثل ضمن حقل بطيخ ،
والبطيخ ينبت خلال تسعين يوم وكل يوم الإنسان يستطيع أن يجني ما يملأ سيارة
فرضاً ، كيف يبيع هذا البطيخ ؟ النبي اشترط أن لا تبيع الثمر إلا إذا مضى
صلاحه ، إذا تم نضجه ، يوجد ثمار يتلاحق نضجها ، بعض الخضراوات يتلاحق
نضجها ، العرف أن تباع دفعة واحدة تُضمن .
إذاً هذا استثناء من القاعدة العرف يقتضي ذلك ، يوجد فواكه وخضراوات تنضج
تباعاً ، فإذا حكمنا النص الشرعي أنه لا يجوز أن تبيع شيئاً حتى يمضي صلاحه
امتنع بيع هذا الحقل ، مثلاً حقل البندورة لأنه ينضج تباعاً ، هذه حالة ،
لأن النبي عليه الصلاة والسلام أن تباع ثمرة حتى تنضج .
عقود الاستصناع عقود على أشياء معدومة ، عقود الإيجار الإيجار تملكت منفعة ،
ما تملكت البيت ، أعطيت الأجرة سلفاً مقابل أي شيء ؟ المعاطاة عقد بيع من
دون إيجاب وقبول ، بيع السنم شيء لم يظهر بعد القمح لم ينبت ، تشتري صوف لم
ينبت على ظهر الماشية ، عقد بيع السنم وعقد الإيجار ، وعقد الاستصناع وبيع
المعاطاة ، إنسان دخل حمام دفع أجرة خمسين ليرة، هل يا ترى كم له أن يبقى
في الحمام ؟ لا يوجد شرط ، كم له أن يستخدم من المياه لا يوجد شرط ، يوجد
جهالة في الشروط ، لا ذكر كم من الوقت سيبقى .
أيام إنسان يجلس في مكان يا ترى يجب أن يجلس نصف ساعة ، ساعة لا يوجد تحديد
هذا كله خلاف قواعد الشرع الصارمة ، هذا أيضاً من العرف ، أحياناً تستأجر
إنسان بطعامه ، الطعام فيه جهالة ، ماذا سوف تطعمه ؟ هذا وارد في عرف ،
الطعام له وجبة لا تقل عن حد معين ، ولا تزيد عن حد معين .
وأوضح مثل بيع المعاطاة كما ذكرت قبل قليل ، لا يوجد إيجاب وقبول ولا يوجد
شاهدين ، ولا يوجد بعتك وبعتني وقبلت ، تدفع المبلغ وتأخذ الحاجة وتأكلها
وتمشي ، تدفع المبلغ وتشرب الكأس وتمشي ، أحياناً أنت تشتري حاجة تقال لك
معها كفالة سنة ، النبي قال : لا بيع وشرط يشترط في شراء هذه الحاجة أن
تضمن الشركة المنتجة أن تقدم كفالة سنة ، السيارات يعطون كفالة سنتين أو
خمسين ألف ، دون خمسين ألف كيلو متر مضمون تصليحها على حساب الشركة أو
سنتين ، هذا صار بيع وشرط وصار منافسة في البيع ، فهذه الشركة تقدم ضمانة
للمشتري أن أي عطل يصيب المركبة دون السنتين أو دون الخمسين ألف على حساب
الشركة ، هذا عرف جرى به الشرع مقبول .
أحياناً تشتري قماش ليخيطه لك الخياط صار بيع وشرط ، تشتري طحين ليطحنه لك
الطحان، تشتري طحين ليخبزه لك الخباز ، فإذا اشتريت شيئاً واشترط خبزه أو
خياطته أو طحنه هذا صار بيع وشرط أما العرف مقبول ، هذه الأعراف التي تجيز
مخالفة الأحكام الفقهية ، نحن عندنا قاعدة أساسية في الفقه : لا يجوز أن
تأخذ أجراً على طاعة ولا على واجب ، أنت حينما تقرأ القرآن أو تعلم القرآن
هذا واجب وكون النبي عليه الصلاة والسلام قال :
" عَنْ عُثْمَانَ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ
وَعَلَّمَهُ "
أما عملياً نحن عندنا مثلاً ، مليون ونصف طالب في القطر الإعدادي والثانوي ،
أو مليونين طالب ، فإذا ألزمنا مثلاً كل خمسين طالب يحتاجون إلى أستاذ
تحتاج إلى خمس مائة أستاذ ديانة، هل معقول أن نلزم خمس مائة إنسان يداومون
ستة أيام في الأسبوع وكل يوم ست ساعات لوجه الله تعالى ؟ الآن ليس معقول
هذا يجب أن يأكل ، يتزوج وأن يسكن في بيت ، لذلك ينصرف عن التعليم إلى
صنعة يبقى الطلاب بلا دين ، بلا فقه ، لذلك الآن الأعراف تقتضي تعطي راتباً
على من يعلم القرآن في المدارس ، نحن عندنا شيء اسمه مدرس تربية إسلامية
يتعين يحمل شهادة في الشريعة ، يتقاضى راتب خلال حياته ، أما هو بحسب
الأحكام الفقهية ، لا يجوز أن تتقاضى أجراً على أداء شيء أمرك به الشرع ،
والله أمرك أن تعلم القرآن .
المؤذن ، فرغنا إنسان خمس أوقات ، لو قلت له لا يجوز أن تأخذ على الآذان
أجراً يقول لك من أين أكل ، إذاً يجوز أن نعطي للمؤذن والإمام وكل من يعمل
في الحقل الديني راتب يكفيه مؤونة التفرغ .
شيء آخر أيضاً ، تجهيز الميت ودفنه هذا عمل تطوعي يفعله فرض كفاية إذا قام
به البعض سقط عن الجميع ، ممكن أن تكلف الآن إنسان من بيت إلى بيت وعندنا
في الشام ثمانين جنازة في اليوم ، من بيت إلى بيت يغسل ويجهز ويكفن ويدفن
لوجه الله ؟ ليس مقبولة الآن لا بد من موظف لدفن الموتى ، موظف مغسل ، موظف
مؤذن .
أحياناً بيع العربون منهي عنه ، أحياناً يكون هناك ضرر ثابت ، أنت يمكن أن
تحصل الضرر من هذا العربون ، أما أن تأخذه بلا ضرر لا يجوز ، النبي قال :
" عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَضَى أَنْ لا ضَرَرَ ولا ضِرَارَ "
أحياناً يمكن أن يحصل اختلاف في أسعار المحاصيل الكبيرة ، يحددون يوم ، على
أي سعر استقر هذا الشيء يكون أساس الحساب ، أيضاً هذا وفق العرف ، أنا
أتيكم بأمثلة كثيرة كيف أن مصلحة المسلمين استقرت على هذا الشيء ، المصلحة
استقرت والناس يفعلونه حلاً لمشكلة قائمة، إذاً يمكن أن تستنبط الأحكام
الشرعية الاستثنائية من الأعراف ، أما محور الدرس وأساس الدرس أن كل شيء
يؤخذ من العرف لا بد أن يكون موافق الشرع ، يعني وإن لم يكون موافق لا يصدم
نصاً ، ويوجد شيء الشرع لم يذكره لا إيجاباً ولا سلباً ، الأصل في الأشياء
الإباحة أيام الناس يجتمعون يدفع كل واحد ألف في الشهر ويعطونها للواحد ،
ثاني شهر بالقرعة .
أحياناً يجتمعون عشرة يدفع كل واحد ألف بالقرعة كل شهر يأخذ العشرة آلاف
واحد ، هذه الشرع لم يذكرها لا إيجاباً ولا سلباً ، لا يوجد فيها شيء عرف
لا أحد دفع شيء وزيادة ولا أحد خسر لا يوجد يانصيب انتفع بها وحل مشكلته
بها ، لذلك الأصل في الأشياء والأفعال الإباحة يوجد أفعال كثيرة الأصل فيها
الإباحة لا يحرم شيء إلا بنص ، نحن الآن يوجد عندنا في البيع والشراء ،
بقطف الثمار ، بتظليل الثمار مناحي كثيرة الأعراف هي في الحقيقة حل لمشكلة
، حل جماعي مقبول وهو لا يصادم نصاً ولا يعارض أمراً ، ولا يحل حراماً ،
ولا يحرم حلالاً ، إذاً مقبول العرف ، فصار العرف نوع من الضرورات التي
تبيح المحظورات .
يعني ضرورة جماعية المجتمع حلها على نحو لا يخالف فيه الشرع إذاً تؤخذ هذه
حجةً وعذراً في مخالفات المحظورات ، أحياناً الإنسان يبيع سيارة ويتفقان
على الثمن ويقبض ثمن السيارة ويشترط أن تبقى معه شهراً في الصيف ، إلى أن
ينتهي الصيف ممكن وهو لا بيع وشرط لكن تقتضي المصالح إنسان يريد أن يسافر
بعد شهر ويريد أن يبيع سيارته وإنسان أعجبته السيارة واشتراها بثمن معقول
فقال له : أريد أن تبقى معي حتى أسافر ، لا يوجد مانع ، يوجد أشياء كثيرة
يفعلها الناس بحكم العادة والعرف وهذه الأشياء لا تصادم نصاً ولا تحل
حراماً ولا تحرم حلالاً ، وتعد هذه من المحظورات والضرورات التي تبيح
المحظورات .
والعادة محكمة ، والمسلمون عند شروطهم ، والعرف إذا رأى الناس شيئاً حسناً
أقره الله عليهم الناس جميعاً من المسلمون وإذا رأى المسلمون شيئاً قبيحاً
أقره الله عليهم ، وهذا العرف يوجد آيات كثيرة تؤكد هذا العرف ، قال تعالى :

( سورة البقرة )
بالعرف يعني ، العرف ورد في القرآن الكريم في حالات كثيرة ، بالمعروف أي
بما تعارف الناس عليه ، يقول لك هل يوجد على الحلي زكاة ؟ هو الجواب الحلي
المعد للاستعمال بحجم تعارف الناس عليه بأنه حلي ، امرأة عندها أسواره
وقرط وعقد مثلاً هذا معروف ، أما عشرين جنزير هذه ليست حلي صار مال ، الحلي
التي تعارف الناس على أن هذه الحلي بحجم معتدل يصلح للاستعمال هذا معفى من
الزكاة عند بعض المذاهب .
أرجو الله سبحانه وتعالى أن نكون قد نفعنا من هذا الدرس ، لأنه كلنا جميعاً
محاطون بأعراف وتقاليد ، والإنسان أيام يضعف أمام قوة المجتمع وأمام ضغط
الأعراف والتقاليد ، فالمؤمن عنده ميزان أي عرف أو تقليد خالف منهج الله عز
وجل يرفضه ولا يعبأ بكلام الناس النبي دعي إلى حلف الفضول وأثنى عليه
ثناءً كبيراً ، صار في اتفاق على أن ينصر المظلوم ويعطى كل ذي صاحب حق حقه ،
هذا في الجاهلية ، قال : إذا دعيت إلى مثله لأجبت ، اللهم صلي عليه .
أنت لا تكون بعيد عن المجتمع ، إذا يوجد اتفاق تعاون سكني ، سكن تعاوني لا
يوجد فيه ربا، لا يوجد مانع ، إذا يوجد اتفاق أن يصير حل لمشكلة ، الناس
اجتمعوا كل شيء لا يعارض نص شرعي ولا يحل حراماً ولا يحرم حلالاً ، لا يوجد
مانع ، دائماً مقياسك الشرع .
كل من ترك ميزان الشريعة من يده لحظةً هلك ، الشرع ميزان ، أيام في الولادة
يوجد أعراف كثيرة ، يجب أن نضيف ، كراوية ، لا يوجد مانع مادة جيدة ، هذه
لا تحل حراماً ، مادة مسموحة ، والضيافة واردة وإطعام الطعام وارد ، أما
يوجد أعراف في الولادة ، والزواج ، والطلاق ، والحياة والموت ، وفي السفر
هذه الأعراف مقياسها الشرع لا نخالف الشرع ولا نحل حراماً ، ولا نحرم
حلالاً لا يوجد مانع ، أما تصادم الشرع يجب أن نقف موقف شديد منها .
أساس الأعراف حل لمشكلة ، حل جماعي ، فالشرع عدّ العرف مصدراً تشريعياً ،
العادة محكمة والمسلمون إذا رأوا شيئاً حسناً استحسنه الشرع.

والحمد لله رب العالمين

التوقيع
توقيع العضو : AlexaLaw
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.AlexaLaw.com
 

العرف(الضرورات تبيح المحظورات)

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

.:: مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ::.


      هام جداً: قوانين المساهمة في المواضيع. انقر هنا للمعاينة     
odessarab الكلمات الدلالية
odessarab رابط الموضوع
AlexaLaw bbcode BBCode
odessarab HTML HTML كود الموضوع
صلاحيات هذا المنتدى:

لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
عالم القانون :: منتدى AlexaLaw لعالم القانون :: القانون و الشريعة الإسلامية-
انتقل الى:  
الإسلامي العام | عالم القانون | عالم الكتاب و الثقافة العامه | التجاره و المال و الأعمال | البرامج و تكنولوجيا المعلومات | تطوير المواقع و المدونات | الترفيهي و الإداري العام

Powered by AlexaLaw.com ® Phpbb Version 2
Copyright © 2010
.:: جميع الحقوق محفوظه لمنتدى عالم القانون © ::.

.::جميع ما ينشر في المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأي القائمين عليه و إنما يعبر عن وجهة نظر كاتبه في حدود الديمقراطيه و حرية الرأي في التعبير ::.