عالم القانون
سيد الاستغفار

عنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ رضي اللَّه عنْهُ عن النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قالَ : « سيِّدُ الاسْتِغْفار أَنْ يقُول الْعبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي ، لا إِلَه إِلاَّ أَنْتَ خَلَقْتَني وأَنَا عَبْدُكَ ، وأَنَا على عهْدِكَ ووعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ ما صنَعْتُ ، أَبوءُ لَكَ بِنِعْمتِكَ علَيَ ، وأَبُوءُ بذَنْبي فَاغْفِرْ لي ، فَإِنَّهُ لا يغْفِرُ الذُّنُوبِ إِلاَّ أَنْتَ . منْ قَالَهَا مِنَ النَّهَارِ مُوقِناً بِهَا ، فَمـاتَ مِنْ يوْمِهِ قَبْل أَنْ يُمْسِيَ ، فَهُو مِنْ أَهْلِ الجنَّةِ ، ومَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وهُو مُوقِنٌ بها فَمَاتَ قَبل أَنْ يُصْبِح ، فهُو مِنْ أَهْلِ الجنَّةِ » رواه البخاري .


كشفت أنظمة المنتدى أنك غير مسجل لدينا فأهلا وسهلا بك معنا و تفضل بتصفح المنتدى و إن شاء الله ينال إعجابك و لا تحرمنا حينها من تسجيلك معنا و مشاركاتك و إفادتنا بخبرتك .


عالم القانون
سيد الاستغفار

عنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ رضي اللَّه عنْهُ عن النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قالَ : « سيِّدُ الاسْتِغْفار أَنْ يقُول الْعبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي ، لا إِلَه إِلاَّ أَنْتَ خَلَقْتَني وأَنَا عَبْدُكَ ، وأَنَا على عهْدِكَ ووعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ ما صنَعْتُ ، أَبوءُ لَكَ بِنِعْمتِكَ علَيَ ، وأَبُوءُ بذَنْبي فَاغْفِرْ لي ، فَإِنَّهُ لا يغْفِرُ الذُّنُوبِ إِلاَّ أَنْتَ . منْ قَالَهَا مِنَ النَّهَارِ مُوقِناً بِهَا ، فَمـاتَ مِنْ يوْمِهِ قَبْل أَنْ يُمْسِيَ ، فَهُو مِنْ أَهْلِ الجنَّةِ ، ومَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وهُو مُوقِنٌ بها فَمَاتَ قَبل أَنْ يُصْبِح ، فهُو مِنْ أَهْلِ الجنَّةِ » رواه البخاري .


كشفت أنظمة المنتدى أنك غير مسجل لدينا فأهلا وسهلا بك معنا و تفضل بتصفح المنتدى و إن شاء الله ينال إعجابك و لا تحرمنا حينها من تسجيلك معنا و مشاركاتك و إفادتنا بخبرتك .



عالم القانون

العدل أساس الملك - Justice is the basis
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
TvQuran
الغزو الفكري 110
AlexaLaw on facebook
الغزو الفكري 110
الغزو الفكري 110
الغزو الفكري 110
الغزو الفكري 110
الغزو الفكري 110

شاطر | 
 

 الغزو الفكري

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
AlexaLaw
مؤسس و مدير عام المنتدى
AlexaLaw
مؤسس و مدير عام المنتدى

الجنس : ذكر

تاريخ التسجيل : 03/03/2010

عدد المساهمات : 19648

نقاط : 12654996

%إحترامك للقوانين 100

العمر : 34

الأوسمه :

الغزو الفكري 1384c10


الأوسمة
 :


الغزو الفكري Empty
مُساهمةموضوع: الغزو الفكري   الغزو الفكري I_icon_minitime30/6/2014, 20:33

خيارات المساهمة


الغزو الفكري

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فلا زال أعداء الإسلام يدوكون لياليَهم حسداً وحرقةً يودون لو يردوننا من بعد إيماننا كفاراً، وقصارى جهودهم يبذلونها ليحققوا آمالهم ويصيبوا أهدافهم، منذ انبثاق نور الإسلام وبزوغ نجمه في سماء التاريخ، وإلى اليوم وهم في سعي حثيث، قد أخذوا بأزِمَّة خيولهم وأعنتها، وتعاهدوا على هجمة شرسة يوقعونها على ديارنا بغتة وأهلنا نائمون.ازدادوا حنقاً وغيظاً حين رأوا ابن الإسلام به مجيداً، وبناءه عالياً مشِيداً، فحملوا معاول الهدم، وأرادوا شقه، واستئصال ما أضفى عليهم من المشقة، فحاكوا حيلهم حياكةَ النسيج، وغزلوا بمِخْيَط الغدر تدبيراتهم الماكرة، وأضمروا في أنفسهم الخديعة، وأظهروا -لجهلهم- النقيضين: -العداوة والنصيحة-، وبدت منهم البغضاء، وبرزت من أنيابهم السموم حينما نهشوا جلدة الإسلام، وسال لعابهم رجساً قذراً في جسد الأمة الإسلامية، فتباً لهم من كلاب عُقْر، وذئاب غَدْر.
أهمية الدراية بالموضوع:إنها حقيقة العداوة التي يجب حتماً على كل من يحمل اسم الإسلام أن يعلمها ويعيها، ويفطن للمؤامرة الشرسة على عرض أمة الإسلام، من أجل تمزيق قناع حيائها، وتجريدها من ثياب حياتها، وإنما يجب على المسلم معرفة هذه المؤامرة لعدة أمور:
لئلا يقف موقفاً يقاس فيه على الديوث الذي لا غيرة له، برضاه أو إحجامه عن إبداء سخطه،ولئلا يصاب بتبلد الإحساس والورع الكاذب البارد الذي هو في غير موضعه،ولئلا يشارك في التمزيق وهو لا يدري، يظن أنه خادماً لأمته وليس في الحقيقة إلا هادماً، قد أُتِيَت الأمة من قِبَلِه مراتٍ ومراتٍ، سعى فيها لحتفه بظلفه.
ولئلا يكون من الغافلين الجاهلين بما يطلبه دينه من النصرة والدفاع والإعزاز، وبواجبه الموكل إليه، والمعول في أدائه عليه.
ولئلا يكون تابعاً متَّبِعاً، لم تفتح باؤه، ولم يصَن خِباؤه، حتى اسودَّت أنباؤه، واشتد غباؤه، ذاك المتبع الأعمى.
ولئلا يولي جانب عدوه التغافل، ثم الغفلة واللاشعور،
فمَنْ لم يخفْ مِن غائلاتِ عدوِّهِ



فرتْ نحرَهُ أظفارُهُ ومخالِبُه


إن الكلام عن الغزو الفكري والتغريب الثقافي يجرنا إلى تساؤل طويل عن بواعثه ودوافع الغزاة، ثم عن أهدافهم ومحددات أساليبهم، فمن هذه التساؤلات ما يخطر في بال كل أحد ذي فطنة وتأمل:
هل الغزو الفكري لجوء إلى منفذ جديد للدخول على المسلمين؟ بمعنى أن الغزاة قصدوا التنوع في حربهم، فتارة يرون حرب الأجساد، وتارة حرب الأموال، وتارة حرب الأفكار، وتارة وتارة.. أم أنه بعد أن استتب لهم الوضع سياسياً وعسكرياً، انتقلوا إليه ليستغرقوا مجالات الغزو، أم لأنه الأجدى، والأنفع لمصالحهم؟!!، كل هذه تساؤلات عن دافع هذا الغزو، ولا يُبْعد النجعة من قال بهذه جميعها، ولعل انصرافهم نحو غزو الأفكار إنما هو عن قناعة تامة بعدم جدوى الغزو العسكري، فالمسلمون لا يرضخون فيه لأحد، وكثيراً ما هزم المسلمون في معارك شتى، ولكن لم يردهم ذلك عن دينهم بل زادهم تمسكاً وتثبيتاً، فالله عز وجل قد ألقى على قلوبهم السكينة، وثبتهم، {وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ * إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ}(139-140: سورة آل عمران)، فبمثل هذه الآية يزداد ثبات المسلم وتصبره، فلا يتحقق من أهداف الغزاة مثقال أنملة ولا ذرة.
لذلك لجؤوا لتغيير الفكر وإفلات التمسك بقيم الإسلام وروح التدين وثبات المحقين، وقد توفرت لهم في أرضنا خصوبةٌ قابلة لبذورهم التي يزرعون، وأزيَد من هذا، فقد وجد لهم من أبناء أمتنا الزارعون، فماذا عسى أن يقال بعد توفر الاحتياجات الكاملة لأداء وظيفة متكاملة؟، إنها طامة كبرى تعجز الألسن عن النطق بها، وتكلُّ الأقلام عن تسطيرها، ولكن وا أسفا! لن يعجز التاريخ عن جعلها ذاكرةً تمر على الأجيال ليحزن الحليم ويحتار، ويعتبر المتيقظ ويختار، ولا أسف بعدها على أي ساقط ينهار، مادام خفيف النظرة هين الفكرة.
أهداف الغزو الفكري:
لقد ظهرت خطورة الغزاة ودهاؤهم، وحيلهم الماكرة، وأفاعيلهم الساخرة، ولا شك لناظرٍ أن لديهم أهدافاً يسعون إلى تحقيقها، وإن نظرةً متأملة في حزمة من واردات الغرب على سبيل المقارنة والتمحيص كفيلةٌ بكشف تلك الأهداف، ونزع الستار الموهم لحسنها، ومن الممكن أن نذكر بعضاً من أهدافهم المرجو تحقيقها فينا، فيما يلي:
1. يكاد يكون رأس الأمر وعموده لديهم هو تشويه حقيقة الإسلام، فقد جاء مطهِّراً ومشرِّفاً لمعتنقيه، وجاء مبلغاً ومبيناً لمعانديه مقيماً عليهم حجة الله، كما قال جل وعلا: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}(16: سورة المائدة)، وقال جل شأنه: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِّنَ الرُّسُلِ أَن تَقُولُواْ مَا جَاءنَا مِن بَشِيرٍ وَلاَ نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءكُم بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (19: سورة المائدة)، فأبت أهواؤهم إلا تشويهه وازدراءه واحتقاره، وصرف المسميات القبيحة إليه، ونبزه بألفاظ السوء والجور، وإلحاق القسوة والعنف به بصورة غير مرضية لدى السامعين، وإبراز بعض مساوئ المحسوبين عليه؛ ليكون ديناً كسائر الأديان، يفقد معتنقه الشعور بالعزة الكامنة في كلماته، الراسخة في دعاته، السائدة في أتباعه، ولا يفخر أحد بالانتماء إليه رهبةً من سمعة، أو رغبةً في بدعة، وحينها لا تجد الأخذ بأحكامه كما ينبغي، ولا التأثر بما فيه من الأخلاق والآداب، إذا لا علاقة للدين بالدنيا وشؤونها بعد علمنة أهله.
2. والأدهى والأشد من ذلك ضرراً تحريفُ الشريعة، وهو أعظم من سابقه؛ فتشويه الأحكام الشرعية أمر خطير، لكن قد يمكن التعرف الحق والبحث الجاد عن صحة القول بظلمها مثلاً أو جورها وباطلها، بينما تحريفها لا يمكن التراجع عنه بعد تغيير الحقيقة وتزييف الحق، وماذا عسى أن يكون بعد ظهور الحق في ثوب الباطل؟، إنها المصيبة التي غرقت فيها اليهود والنصارى فضلوا وأضلوا، حين حرفت الشريعة، وبدلت الكتب الربانية، لم يجدوا بعدها نوراً قط، فهل يريدون منا أن نحذو حذوهم، ونضل كما ضلوا؟ نعم لو كنا نعقل أو نسمع لكان ذلك يقيناً مسلماً به، فبهذا يعلم الفرق بين التشويه والتحريف.
3. تغيير الهوية الدينية، وإضعاف الشعور بالانتماء الديني لدى المسلمين، وإماتة النزعة والحمية التي تحمل صاحبها على التمسك بدينه، فترى المسلم يحمل الشعور بالإسلام، ولكنه شعور متهافت، كأنما هو نسج العناكب، وقد بين جل وعلا ذلك الأمر لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد فقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ إِن تُطِيعُواْ الَّذِينَ كَفَرُواْ يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنقَلِبُواْ خَاسِرِينَ} (149: سورة آل عمران)، وحين يرجع المسلم بدينه القهقرى، ويستجيب لمن راوده عن دينه تسقط هويته التي ارتضاها الله له، وينغمس في صبغات منافية لصبغة الله التي هي أحسن الصبغ، وتتخرج أجيال تنسلخ تدريجياً من الإسلام لا تنكر دخيلاً ولا ترفض للدين مزيلاً، وفي المقابل يتم وقف المد الإسلامي والقضاء على تصديره إلى بلادهم فيبقى محصوراً محجوراً في عقر داره، ويا ترى هل سيبقى سليماً في أرضه من نهشات الحاقدين الغزاة؟! هذا ما لا إجابة عنه بغير النفي.
4. فرض الهيمنة والسيطرة، وتعميق الغزو وترسيخ الاستعمار، فذاك مُناهم، ولن يحيدوا عنه، وسيبذلون جهودهم في سبيل ذلك بتوسيع بؤرة الفساد، ونشر الرذيلة في البلاد، وتفريق المسلمين الذين هم كالجسد الواحد يشد بعضه بعضاً، حتى يسود التشرذم، ويتمزق ثوب الأمة الواحدة عقيدةً وفكراً وأرضاً، وحالهم: فرِّق تسُدْ، وغيِّرْ فكره يفسُد.
5. ومن الأهداف الخبيثة من الغزو الفكري بعد ما سبق: تفسخ عرى الأخلاق وهدم دار الفضيلة، وتنكيس رأس الشرف والمروءة والحياء، وإفساد المجتمع ونشر الفجور، بإثارة الشهوات والغرائز الجنسية، وبث الخلاعة والمجون وتكثيف أسبابه وبواعثه عبر القنوات الفضائية والشبكات العنكبوتية، والمسلسلات الفضائحية، لكل مسكين بليد.
6. ومن أهداف غزاة الفكر إماتة الشعور وإذابة الحمية الدينية، وتسليط الضوء على توافه براقة، بتهافتِ وبراءة المسلم المراهق الفكر، الفقير الوعي، القليل الفطنة لما يراد منه، فتراهم -على سبيل المثال- يعمدون إلى إثارة حزنه وشفقته وألمه -في مشهد أليم- على شاب شريد طريد التقى بأمه الحنون بعد طول بعد وغلبة شوق، فإذا به يحتضنها وهي تبكي بكاء الثكلى؛ ليصوروا للمشاهد حنان الأم، ورفق الابن وقساوة العيش، في صورة تملؤها العبرة، وتغمرها العاطفة، فما عسى المشاهد إلا أن يخر باكياً لما يصوره المشهد، وعجباً! يغفل عن احتضان الشاب إياها على مرأى ومسمع للعالم الغيور، وهي في الواقع زميلته في التمثيل والتخييل والإفساد، ينسى حقيقة الأمر، ويعتاد النظر إلى منكرات الأخلاق، ومفاسد الفعال!!.
7. ومن أهداف الغزاة خلق الشعور بانهزامية النفس وخذلان الروح ونزع الثقة بالله تعالى، فإذا ما واجهته بعض الأفكار المنحرفة الضالَّة وقف أمامها خاسئاً وهو حسير، لا يمتلك سوى الحيرة، ولا يتوقع من نفسه رداً ولا اعتراضاً، قد اعتاد على التسليم المطلق والرضا التام بكل ما يصل إليه من مشوب بالزيغ والضلال، عجزاً منه جبناً، ويصلون إلى هذه الحال بتعميم الجهل، وتعتيم الحقائق.
وحتى يصلوا إلى تحقيق هذه الأهداف أيقنوا أنه لا بد من إيجاد بيئة قابلة للتغيير، تنسجم مع واردات الأفكار، وتندمج مع نواياهم الخبيثة، أركانها هم هواة التغريب ودعاة التقريب، وليكونوا من أبناء الأمة الإسلامية من الجهلة بالدين، والخونة والمنافقين، والعملاء والمدسوسين، والمستغربين والمتنصرين والمتهودين؛ ليكون ذلك عوناً لهم، ويخفف كثيراً من الصعاب، إذ إن إيجاد مثل هذه الخلايا المسمومة وبثها في المجتمع الإسلامي كفيل بإيصال الأفكار الغربية الظلامية إلى منبع النور، وتعود إليهم من خلال هؤلاء فوائد كثيرة منها:
1. أنهم يوفرون لهم أموالاً كان ينبغي تصريفها في كفاية الغزاة الراحلين من بلادهم إلى بلادنا لبث أفكارهم.
2. لأنهم من أبناء جلدتنا فإنه سيكون قبول أطروحاتهم أكثر؛ لما عندهم من معرفة بالواقع، ودراية بأولويات الأمور، ولأن الشك لا يتبادر إليهم بالخيانة.
3. على افتراض فشل الغزو الفكري في بلدٍ ما، فلن يُعدَّ فشلاً مادام قد بذرت بعض الجذور فيها، بمعنى: أن الغزو حقق بغيته من طائفة معينة هم الذين ساعدوا في نشره.
4. يكون المتآمرون الحقيقيون في بعد عن النزاع والخلاف والعداء، وعند وجود الخلاف يكون خلافاً داخلياً يكونوا قد سلموا منها، وقد يمكنهم التدخل كوسيط، وتكون لهم منة وفضل.
والذين يؤدون هذا الدور يظنون أنهم على خير، وليسوا على شيء فالمُنبتُّ لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى.
وأما وسائلهم فكثيرة يطول تفصيلها، ويضيق المقام عن حصره، ولكن يمكن التعريج إلى ذكر بعض منها، وبلمحة يسيرة موجزة نذكر أهمها، فمن ذلك الدعوة إلى تنصير وتهويد المسلمين، وإخراجهم من دينهم إلى دينٍ محرف باطل زائف، وحملات التبشير شاهدة على ما يحاك على رداء الإسلام، والاستشراق والتغريب ومحاولة وضع بصمات الغرب في بلاد الشرق، وطبع أهله بطوابع كاسفة غربية دهماء، وأيضاً زرع الفتن والقوميات والعصبيات الجاهلية وإثارتها، وجعلها محوراً مصيرياً يتنازع عليه، ويختلف فيه، وتبذل المهج والأرواح فداً له، ونشر المسميات والطائفيات والقبليات وعنصرة الناس وتقسيمهم، بحيث يفتح المجال للعدو أن يسيطر فيستنسر حينها البغاث.
ومهما يكن من أمر فإن الأمر خطير، والخطب عظيم، وإنه ليراد بأمتنا أن تنسلخ من دينها، كما قال تعالى: {وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} (217:سورة البقرة)، فيا ترى هل ستتيقظ الأمة لذلك، وهل ستتناول أسباب الحذر، وحبال الحيطة، أم أنها ستهيم هيام التائهين، وتنام في سبات عميق، حين يجعل أعداؤهم كل أيامهم صباحاً!!.
نسأل الله بمنه وكرمه العظيم أن يردنا إليه مرداً جميلاً، وأن ينصر الإسلام والمسلمين، وأن يهيئ لنا أسباب النصر، ويمكن لعباده الصالحين آمين1.
والحمد لله رب العالمين.


1 للاستفادة في هذا الموضوع يمكن الرجوع إلى كتاب: واقعنا المعاصر لمحمد قطب، وأصول ومبادئ الثقافة الإسلامية للأشقر، والموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب المعاصرة، وماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين للندوي، والعلمانية نشأتها وتطورها وآثارها في الحياة الإسلامية المعاصرة للحوالي، وحصوننا مهددة من داخلها، والإسلام والحضارة الغربية لمحمد محمد حسين.

 Welcome 

الموضوع الأصلي : الغزو الفكري الكاتب : AlexaLaw المصدر : منتديات عالم القانون
التوقيع
توقيع العضو : AlexaLaw
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.AlexaLaw.com
 

الغزو الفكري

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

.:: مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ::.


      هام جداً: قوانين المساهمة في المواضيع. انقر هنا للمعاينة     
odessarab الكلمات الدلالية
odessarab رابط الموضوع
AlexaLaw bbcode BBCode
odessarab HTML HTML كود الموضوع
صلاحيات هذا المنتدى:

لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
عالم القانون :: منتدى AlexaLaw الإسلامي العام :: القسم الإسلامي العام-
انتقل الى:  
الإسلامي العام | عالم القانون | عالم الكتاب و الثقافة العامه | التجاره و المال و الأعمال | البرامج و تكنولوجيا المعلومات | تطوير المواقع و المدونات | الترفيهي و الإداري العام

Powered by AlexaLaw.com ® Phpbb Version 2
Copyright © 2010
.:: جميع الحقوق محفوظه لمنتدى عالم القانون © ::.

.::جميع ما ينشر في المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأي القائمين عليه و إنما يعبر عن وجهة نظر كاتبه في حدود الديمقراطيه و حرية الرأي في التعبير ::.