عالم القانون
سيد الاستغفار

عنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ رضي اللَّه عنْهُ عن النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قالَ : « سيِّدُ الاسْتِغْفار أَنْ يقُول الْعبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي ، لا إِلَه إِلاَّ أَنْتَ خَلَقْتَني وأَنَا عَبْدُكَ ، وأَنَا على عهْدِكَ ووعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ ما صنَعْتُ ، أَبوءُ لَكَ بِنِعْمتِكَ علَيَ ، وأَبُوءُ بذَنْبي فَاغْفِرْ لي ، فَإِنَّهُ لا يغْفِرُ الذُّنُوبِ إِلاَّ أَنْتَ . منْ قَالَهَا مِنَ النَّهَارِ مُوقِناً بِهَا ، فَمـاتَ مِنْ يوْمِهِ قَبْل أَنْ يُمْسِيَ ، فَهُو مِنْ أَهْلِ الجنَّةِ ، ومَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وهُو مُوقِنٌ بها فَمَاتَ قَبل أَنْ يُصْبِح ، فهُو مِنْ أَهْلِ الجنَّةِ » رواه البخاري .


كشفت أنظمة المنتدى أنك غير مسجل لدينا فأهلا وسهلا بك معنا و تفضل بتصفح المنتدى و إن شاء الله ينال إعجابك و لا تحرمنا حينها من تسجيلك معنا و مشاركاتك و إفادتنا بخبرتك .


عالم القانون
سيد الاستغفار

عنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ رضي اللَّه عنْهُ عن النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قالَ : « سيِّدُ الاسْتِغْفار أَنْ يقُول الْعبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي ، لا إِلَه إِلاَّ أَنْتَ خَلَقْتَني وأَنَا عَبْدُكَ ، وأَنَا على عهْدِكَ ووعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ ما صنَعْتُ ، أَبوءُ لَكَ بِنِعْمتِكَ علَيَ ، وأَبُوءُ بذَنْبي فَاغْفِرْ لي ، فَإِنَّهُ لا يغْفِرُ الذُّنُوبِ إِلاَّ أَنْتَ . منْ قَالَهَا مِنَ النَّهَارِ مُوقِناً بِهَا ، فَمـاتَ مِنْ يوْمِهِ قَبْل أَنْ يُمْسِيَ ، فَهُو مِنْ أَهْلِ الجنَّةِ ، ومَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وهُو مُوقِنٌ بها فَمَاتَ قَبل أَنْ يُصْبِح ، فهُو مِنْ أَهْلِ الجنَّةِ » رواه البخاري .


كشفت أنظمة المنتدى أنك غير مسجل لدينا فأهلا وسهلا بك معنا و تفضل بتصفح المنتدى و إن شاء الله ينال إعجابك و لا تحرمنا حينها من تسجيلك معنا و مشاركاتك و إفادتنا بخبرتك .



عالم القانون

العدل أساس الملك - Justice is the basis
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
TvQuran
الزلزال‏ ‏العراقي‏ !‏ 110
AlexaLaw on facebook
الزلزال‏ ‏العراقي‏ !‏ 110
الزلزال‏ ‏العراقي‏ !‏ 110
الزلزال‏ ‏العراقي‏ !‏ 110
الزلزال‏ ‏العراقي‏ !‏ 110
الزلزال‏ ‏العراقي‏ !‏ 110

شاطر | 
 

 الزلزال‏ ‏العراقي‏ !‏

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
AlexaLaw
مؤسس و مدير عام المنتدى
AlexaLaw
مؤسس و مدير عام المنتدى

الجنس : ذكر

تاريخ التسجيل : 03/03/2010

عدد المساهمات : 19648

نقاط : 12654998

%إحترامك للقوانين 100

العمر : 34

الأوسمه :

الزلزال‏ ‏العراقي‏ !‏ 1384c10


الأوسمة
 :


الزلزال‏ ‏العراقي‏ !‏ Empty
مُساهمةموضوع: الزلزال‏ ‏العراقي‏ !‏   الزلزال‏ ‏العراقي‏ !‏ I_icon_minitime9/7/2011, 12:35

خيارات المساهمة


الزلزال‏ ‏العراقي‏ !‏

د. أسامة الغزالى حرب

مجلة السياسة الدولية - إبريل 2003 - العدد رقم 152

قبل‏ ‏أيام‏ ‏قليلة‏ ‏من‏ ‏مثول‏ ‏هذا‏ ‏العدد‏ ‏من‏ ‏السياسة‏ ‏الدولية‏ -‏أبريل‏ 2003- ‏للطبع‏, ‏وبالتحديد‏ ‏صباح‏ ‏يوم‏ ‏الخميس‏ 20 ‏مارس‏, ‏بدأت‏ ‏الحرب‏ ‏الأمريكية‏ ‏علي‏ ‏العراق‏ -‏وهو‏ ‏الأمر‏ ‏الذي‏ ‏توقعناه‏, ‏واستعددنا‏ ‏له‏ ‏بالإعداد‏ ‏المبكر‏ ‏للملف‏ ‏الشامل‏ ‏الذي‏ ‏نعرضه‏ ‏في‏ ‏هذا‏ ‏العدد‏-. ‏ومع‏ ‏أن‏ ‏الوقت‏ ‏يبدو‏ ‏مبكرا‏ ‏لتقدير‏ ‏مغزي‏ ‏تلك‏ ‏الحرب‏, ‏وآثارها‏ ‏الدولية‏ ‏والإقليمية‏ ‏بعيدة‏ ‏المدي‏ ‏إلا‏ ‏أن‏ ‏الأرجح‏ ‏هو‏ ‏أننا‏ ‏بصدد‏ ‏حدث‏ ‏فارق‏ ‏في‏ ‏السياسة‏ ‏الدولية‏, ‏يختلف‏ ‏ما‏ ‏بعده‏ ‏عما‏ ‏قبله‏ , ‏وهو‏ ‏حدث‏ ‏لن‏ ‏تقل‏ ‏تأثيراته‏ ‏النفسية‏ ‏والثقافية‏ ‏والاجتماعية‏ ‏عن‏ ‏تأثيراته‏ ‏السياسية‏ ‏والعسكرية‏.‏

من‏ ‏الناحية‏ ‏الأولي‏, ‏وعلي‏ ‏المستوي‏ ‏الدولي‏, ‏سوف‏ ‏تسجل‏ ‏الحملة‏ ‏العسكرية‏ ‏الأمريكية‏ - ‏البريطانية‏ ‏علي‏ ‏العراق‏, ‏باعتبارها‏ ‏إحدي‏ ‏الوقائع‏ ‏الأساسية‏ ‏التي‏ ‏تؤكد‏ ‏نهاية‏ ‏النظام‏ ‏الدولي‏ ‏الذي‏ ‏قام‏ ‏بعد‏ ‏الحرب‏ ‏العالمية‏ ‏الثانية‏, ‏وتجسد‏ ‏في‏ ‏منظمة‏ ‏الأمم‏ ‏المتحدة‏ ‏بتشكيلاتها‏ ‏المختلفة‏, ‏وعلي‏ ‏رأسها‏ ‏مجلس‏ ‏الأمن‏. ‏لقد‏ ‏ذهبت‏ ‏الولايات‏ ‏المتحدة‏ ‏الي‏ ‏الحرب‏ ‏مع‏ ‏بريطانيا‏, ‏متجاهلتين‏ ‏تماما‏ ‏للشرعية‏ ‏الدولية‏, ‏ولمعارضة‏ ‏الغالبية‏ ‏العظمي‏ ‏من‏ ‏بلاد‏ ‏العالم‏, ‏وفي‏ ‏مقدمتها‏ ‏الدول‏ ‏الثلاث‏ ‏الأخري‏ ‏دائمة‏ ‏العضوية‏ ‏في‏ ‏مجلس‏ ‏الأمن‏ -‏فرنسا‏ ‏وروسيا‏ ‏والصين‏- . ‏وبعبارة‏ ‏أخري‏, ‏فإن‏ ‏الحرب‏ ‏ضد‏ ‏العراق‏, ‏تبدو‏ ‏باعتبارها‏ ‏الواقعة‏ ‏الأخيرة‏ ‏التي‏ ‏تضاف‏ ‏الي‏ ‏وقائع‏ ‏هامة‏ ‏أخري‏ ‏سابقة‏ : ‏انهيار‏ ‏الاتحاد‏ ‏السوفيتي‏, ‏وتفكك‏ ‏الكتلة‏ ‏الشرقية‏, ‏وحرب‏ ‏تحرير‏ ‏الكويت‏, ‏وأحداث‏ 11 ‏سبتمبر‏ 2001 .. ‏تتضافر‏ ‏كلها‏ ‏لتصنع‏ ‏عالما‏ ‏جديدا‏ ‏لا‏ ‏نعرف‏ ‏ملامحه‏ ‏النهائية‏ ‏بعد‏. ‏ولا‏ ‏تقل‏ ‏الأبعاد‏ ‏الاجتماعية‏ ‏والثقافية‏ ‏البازغة‏ ‏المصاحبة‏ ‏لهذا‏ ‏العالم‏ ‏الجديد‏, ‏في‏ ‏عمقها‏ ‏وإثارتها‏ ‏عن‏ ‏الأبعاد‏ ‏السياسية‏. ‏
ويكفي‏ ‏هنا‏ ‏فقط‏ ‏الإشارة‏ ‏الي‏ ‏النهضة‏ ‏غير‏ ‏المسبوقة‏ ‏لقوي‏ ‏المجتمع‏ ‏المدني‏ - ‏الدولي‏ ‏الحية‏ ‏في‏ ‏كافة‏ ‏أنحاء‏ ‏العالم‏, ‏بما‏ ‏في‏ ‏ذلك‏ ‏في‏ ‏الولايات‏ ‏المتحدة‏ ‏وبريطانيا‏ ‏التي‏ ‏هبت‏ ‏بقوة‏ ‏وإصرار‏ ‏غير‏ ‏مسبوقين‏ ‏لتعلن‏ ‏رفضها‏ ‏للحرب‏ .. ‏وتخوفها‏ ‏من‏ ‏عواقب‏ ‏الهيمنة‏ ‏الأمريكية‏ ‏المطلقة‏ ‏علي‏ ‏مقدرات‏ ‏العالم‏. ‏ثم‏ ‏يتوازي‏ ‏مع‏ ‏هذا‏ ‏كله‏, ‏ذلك‏ ‏الإحساس‏ ‏العارم‏ ‏الذي‏ ‏أخذ‏ ‏يسود‏ ‏ما‏ ‏يزيد‏ ‏عن‏ ‏مليار‏ ‏من‏ ‏البشر‏ ‏في‏ ‏العالم‏ ‏الإسلامي‏ ‏بأنهم‏ ‏مجتمعاتهم‏, ‏وثقافتهم‏, ‏ودينهم‏ .. ‏مستهدفة‏ ‏من‏ ‏القوة‏ ‏الأعظم‏ ‏في‏ ‏العالم‏, ‏حتي‏ ‏وإن‏ ‏اعتذر‏ ‏الرئيس‏ ‏بوش‏ ‏عن‏ ‏وصفه‏ ‏يوما‏ ‏ما‏ ‏لتلك‏ ‏الحرب‏ ‏بأنها‏ '‏حرب‏ ‏صليبية‏', ‏وحتي‏ ‏وإن‏ ‏شاركت‏ ‏قوي‏ ‏مسيحية‏ - ‏علي‏ ‏رأسها‏ ‏بابا‏ ‏روما‏ ‏نفسه‏ - ‏في‏ ‏إدانة‏ ‏تلك‏ ‏الحرب‏ !‏

- ‏علي‏ ‏المستوي‏ ‏الإقيمي‏, ‏يبدو‏ ‏الشرق‏ ‏الأوسط‏, ‏والعالم‏ ‏العربي‏ ‏تحديدا‏ .. ‏وكأنه‏ ‏المنطقة‏ ‏التي‏ ‏تختبر‏ ‏فيها‏ - ‏قبل‏ ‏غيرها‏ - ‏السمات‏ ‏الجديدة‏ ‏للنظام‏ ‏الدولي‏, ‏تماما‏ ‏مثلما‏ ‏جسدت‏ ‏حرب‏ ‏السويس‏ ‏المواجهة‏ ‏في‏ ‏منتصف‏ ‏الخمسينيات‏ ‏بين‏ ‏المعسكرين‏ ‏الشرقي‏ ‏والغربي‏ ‏في‏ ‏ظل‏ ‏الحرب‏ ‏الباردة‏, ‏ومثلما‏ ‏شهدت‏ ‏أحداث‏ ‏حرب‏ ‏أكتوبر‏ 1973 ‏حدود‏ ‏المواجهة‏ ‏الخطيرة‏ ‏بين‏ ‏العملاقين‏ ‏الدوليين‏ ‏في‏ ‏عصر‏ '‏الوفاق‏', ‏ومثلما‏ ‏أزاحت‏ ‏حرب‏ ‏تحرير‏ ‏الكويت‏ ‏الستار‏ ‏عن‏ ‏الملامح‏ ‏الدولية‏ ‏للنظام‏ ‏العالمي‏ ‏الجديد‏ ‏الذي‏ ‏أعلنه‏ ‏الرئيس‏ ‏بوش‏ ‏الأب‏.‏

غير‏ ‏أن‏ ‏ادراك‏ ‏أبناء‏ ‏الشرق‏ ‏الأوسط‏ ‏والعالم‏ ‏العربي‏ ‏لجوهر‏ ‏هذه‏ ‏الحرب‏ ‏ضد‏ ‏العراق‏, ‏ولحقيقة‏ ‏أهدافها‏, ‏لا‏ ‏يرتبط‏ ‏بالأهداف‏ ‏المعلنة‏ ‏لها‏, ‏بقدر‏ ‏ما‏ ‏يتعلق‏ ‏بتقديرهم‏ ‏لأهدافها‏ '‏الفعلية‏'. ‏فلم‏ ‏تفلح‏ ‏الولايات‏ ‏المتحدة‏ ‏إطلاقا‏ ‏في‏ ‏اقناع‏ ‏أبناء‏ ‏المنطقة‏ -‏ولا‏ ‏غالبية‏ ‏بلاد‏ ‏العالم‏ ‏الأخري‏ ‏في‏ ‏الواقع‏- ‏بأن‏ ‏لدي‏ ‏النظام‏ ‏العراقي‏ ‏أسلحة‏ ‏للدمار‏ ‏الشامل‏, ‏خاصة‏ ‏وأن‏ ‏لجان‏ ‏التفتيش‏ ‏الدولية‏ ‏لم‏ ‏تقطع‏ ‏بذلك‏, ‏فضلا‏ ‏عن‏ ‏أن‏ ‏مهمتها‏ ‏قد‏ ‏أنهيت‏ ‏قسرا‏. ‏ولم‏ ‏تفلح‏ ‏الولايات‏ ‏المتحدة‏ ‏في‏ ‏اقناع‏ ‏أبناء‏ ‏المنطقة‏ -‏ولا‏ ‏غالبية‏ ‏بلاد‏ ‏العالم‏ ‏الأخري‏- ‏بأن‏ ‏للنظام‏ ‏العراقي‏ ‏علاقة‏ ‏بالمنظمات‏ ‏الإرهابية‏, ‏خاصة‏ ‏تنظيم‏ '‏القاعدة‏' ‏في‏ ‏أفغانستان‏! ‏وعندما‏ ‏ذكرت‏ ‏منظمات‏ '‏فلسطينية‏' ‏باعتبارها‏ ‏المعنية‏ ‏بأنها‏ ‏منظمات‏ '‏إرهابية‏' ‏نظرت‏ ‏غالبية‏ ‏العالم‏ ‏العربي‏ ‏لذلك‏ ‏باعتبارها‏ ‏نقطة‏ ‏إيجابية‏ ‏لصالح‏ ‏النظام‏ ‏العراقي‏ ‏وليست‏ ‏نقطة‏ ‏سلبية‏! ‏وعلي‏ ‏العكس‏ ‏من‏ ‏هاتين‏ ‏النقطتين‏ ‏المعلنتين‏, ‏فإن‏ ‏الغالبية‏ ‏الساحقة‏ ‏من‏ ‏أبناء‏ ‏شعوب‏ ‏هذه‏ ‏المنطقة‏ ‏تري‏ ‏أسبابا‏ ‏أخري‏ ‏لتلك‏ ‏الحرب‏. ‏فهناك‏ ‏أولا‏ ‏البترول‏ ‏الذي‏ ‏تحرص‏ ‏الولايات‏ ‏المتحدة‏ - ‏بلا‏ ‏شك‏ - ‏علي‏ ‏السيطرة‏ ‏علي‏ ‏آباره‏ ‏الغنية‏ ‏في‏ ‏العراق‏, ‏ليس‏ ‏لمجرد‏ ‏الحصول‏ ‏عليه‏ - ‏فهي‏ ‏بالفعل‏ ‏كانت‏ ‏وما‏ ‏تزال‏ ‏في‏ ‏مقدمة‏ ‏مستهلكي‏ ‏نفط‏ ‏الشرق‏ ‏الأوسط‏ - ‏ولكن‏ ‏للإمساك‏ ‏بمفاتيح‏ ‏أهم‏ ‏مصدر‏ ‏للطاقة‏ ‏في‏ ‏العالم‏ ‏في‏ ‏مواجهة‏ ‏القوي‏ ‏الكبري‏ ‏الأخري‏, ‏خاصة‏ ‏بعد‏ ‏اكتشافات‏ ‏البترول‏ ‏الكبيرة‏ ‏في‏ ‏منطقة‏ ‏بحر‏ ‏قزوين‏. ‏وهناك‏ ‏ثانيا‏ ‏الاستجابة‏ ‏للهواجس‏ ‏الأمنية‏ ‏الإسرائيلية‏ ‏المفرطة‏ ‏من‏ ‏خطر‏ ‏ما‏ ‏سمي‏ ‏بـأسلحة‏ ‏الدمار‏ ‏الشامل‏ ‏العراقية‏, ‏والصواريخ‏ ‏العراقية‏, ‏حتي‏ ‏وإن‏ ‏لم‏ ‏تمثل‏ ‏في‏ ‏الحقيقة‏ ‏أي‏ ‏تهديد‏ ‏لها‏ ‏علي‏ ‏الإطلاق‏, ‏في‏ ‏أي‏ ‏لحظة‏ ‏في‏ ‏صراعها‏ ‏الطويل‏ ‏مع‏ ‏العرب‏. ‏ولذلك‏, ‏ولدي‏ ‏أعداد‏ ‏متزايدة‏ ‏من‏ ‏المثقفين‏ ‏العرب‏, ‏وللجماهير‏ ‏العربية‏ ‏علي‏ ‏حد‏ ‏سواء‏, ‏تبدو‏ ‏الحرب‏ ‏الأمريكية‏ ‏علي‏ ‏العراق‏ ‏أداة‏ ‏لتكريس‏ ‏سيطرة‏ ‏إسرائيل‏ ‏علي‏ ‏المنطقة‏, ‏فضلا‏ ‏عن‏ ‏اطلاق‏ ‏يدها‏ ‏في‏ ‏مواجهة‏ ‏الشعب‏ ‏الفلسطيني‏. ‏بل‏ ‏الواقع‏ ‏أن‏ ‏هذه‏ ‏النظرة‏ ‏هي‏ ‏السائدة‏ ‏أيضا‏ ‏لدي‏ ‏القطاعات‏ ‏الغالبة‏ ‏في‏ ‏العالم‏ ‏الإسلامي‏ : ‏من‏ ‏تركيا‏ ‏وإيران‏ ‏وباكستان‏ ‏غربا‏, ‏إلي‏ ‏ماليزيا‏ ‏وأندونيسيا‏ ‏شرقا‏. ‏ويرتبط‏ ‏بهذا‏ ‏كله‏ ‏تساؤلات‏ ‏وشكوك‏, ‏تطرح‏ ‏سرا‏ ‏وعلانية‏, ‏حول‏ ‏الدور‏ ‏الحقيقي‏ ‏الذي‏ ‏لعبته‏ ‏إسرائيل‏, ‏والعناصر‏ ‏المرتبطة‏ ‏بها‏ ‏في‏ ‏الإدارة‏ ‏الأمريكية‏, ‏وفي‏ ‏أجهزة‏ ‏السياسات‏ ‏وصنع‏ ‏القرارات‏ ‏في‏ ‏الولايات‏ ‏المتحدة‏, ‏في‏ ‏شد‏ ‏الولايات‏ ‏المتحدة‏ ‏لتلك‏ ‏الحرب‏, ‏بما‏ ‏في‏ ‏ذلك‏ ‏اقناع‏ ‏الرأي‏ ‏العام‏ ‏بأن‏ ‏الحرب‏ ‏قليلة‏ ‏التكاليف‏, ‏مضمونة‏ ‏النتائج‏ ! ‏ولا‏ ‏شك‏ ‏أن‏ ‏الطابع‏ ‏اليميني‏ ‏المسيحي‏ ‏المحافظ‏, ‏الغالب‏ ‏علي‏ ‏نخبة‏ ‏صنع‏ ‏القرار‏, ‏المحيطة‏ ‏بالرئيس‏ ‏الأمريكي‏, ‏يزكي‏ ‏بقوة‏ ‏تلك‏ ‏الشكوك‏.‏

وهناك‏ ‏ثالثا‏, ‏الإصرار‏ ‏الأمريكي‏ ‏علي‏ ‏تكريس‏ ‏الهيمنة‏ ‏علي‏ ‏منطقة‏ ‏الشرق‏ ‏الأوسط‏, ‏والعالم‏ ‏العربي‏, ‏ليس‏ ‏فقط‏ ‏كجزء‏ ‏من‏ ‏طموح‏ ‏الدولة‏ ‏الأعظم‏ ‏لفرض‏ ‏هيمنتها‏ ‏الكونية‏, ‏وإنما‏ ‏أيضا‏ - ‏وذلك‏ ‏هو‏ ‏الأهم‏ - ‏لإعادة‏ ‏ترتيب‏ ‏الأوضاع‏ ‏في‏ ‏العالمين‏ ‏العربي‏ ‏والإسلامي‏, ‏بعد‏ ‏أحداث‏ 11 ‏سبتمبر‏ 2002 . ‏وفي‏ ‏هذا‏ ‏السياق‏ ‏فإن‏ ‏مقاومة‏ ‏هذا‏ ‏النزوع‏ '‏الإمبريالي‏' ‏للولايات‏ ‏المتحدة‏, ‏في‏ ‏الشرق‏ ‏الأوسط‏, ‏هو‏ ‏جزء‏ ‏لا‏ ‏يتجزأ‏ ‏من‏ ‏الحركة‏ ‏الدولية‏ ‏الرافضة‏ ‏له‏, ‏والتي‏ ‏تمتد‏ ‏علي‏ ‏طول‏ ‏وعرض‏ ‏العالم‏ ‏كله‏, ‏من‏ ‏أقصي‏ ‏شمال‏ ‏أوروبا‏ ‏الي‏ ‏أقصي‏ ‏جنوب‏ ‏القارة‏ ‏الأفريقية‏, ‏ومن‏ ‏بلدان‏ ‏أمريكا‏ ‏اللاتينية‏ ‏إلي‏ ‏أوروبا‏ ‏وآسيا‏ ‏واستراليا‏, ‏إنه‏ ‏رفض‏ ‏تتداخل‏ ‏فيه‏ ‏الاعتبارات‏ ‏السياسية‏ ‏والاقتصادية‏ ‏والاستراتيجية‏, ‏مع‏ ‏الاعتبارات‏ ‏الثقافية‏ ‏والحضارية‏!‏

أما‏ ‏علي‏ ‏المستوي‏ ‏الثالث‏, ‏الداخلي‏, ‏في‏ ‏الأقطار‏ ‏العربية‏ ‏والإسلامية‏, ‏فإن‏ ‏تأثيرات‏ ‏تلك‏ ‏الحرب‏ ‏تبدو‏ ‏أشد‏ ‏تعقيدا‏ ‏والتباسا‏. ‏فمع‏ ‏قرب‏ ‏شن‏ ‏الولايات‏ ‏المتحدة‏ ‏وحلفائها‏ ‏حربهم‏ ‏ضد‏ ‏العراق‏, ‏ارتفعت‏ ‏نغمة‏ ‏الإدانة‏ ‏للطابع‏ ‏الديكتاتوري‏ - ‏اللاديمقراطي‏ ‏للنظام‏ ‏العراقي‏, ‏وأخذت‏ ‏تبرز‏ - ‏شيئا‏ ‏فشيئا‏ - ‏فكرة‏ ‏تحرير‏ '‏الشعب‏ ‏العراقي‏' ‏من‏ ‏النظام‏ ‏الاستبدادي‏ ‏لصدام‏ ‏حسين‏, ‏كأحد‏ ‏الأهداف‏ ‏الكبري‏ ‏للحرب‏ ‏علي‏ ‏العراق‏. ‏ويبدو‏ ‏واضحا‏ ‏الآن‏, ‏أن‏ ‏الحرب‏ - ‏من‏ ‏هذا‏ ‏المنظور‏ - ‏إنما‏ ‏تسعي‏ - ‏ليس‏ ‏فقط‏ ‏إلي‏ ‏القضاء‏ ‏علي‏ ‏صدام‏ ‏حسين‏, ‏وإنما‏ ‏أيضا‏ ‏الي‏ ‏إنشاء‏ ‏نظام‏ '‏ديمقراطي‏' ‏بديل‏, ‏تقدمه‏ ‏الولايات‏ ‏المتحدة‏ ‏للعالم‏ ‏العربي‏ ‏والإسلامي‏, ‏كنموذج‏ ‏يحتذي‏, ‏ونمطا‏ ‏ملهما‏ ‏للتغيير‏ ‏الديمقراطي‏ ‏في‏ ‏منطقة‏ ‏تبدو‏ ‏حتي‏ ‏الآن‏ ‏وكأنها‏ ‏مستعصية‏ ‏علي‏ ‏ذلك‏ ‏التغيير‏!‏

ولاشك‏ ‏أن‏ ‏نظام‏ ‏صدام‏ ‏حسين‏ ‏هو‏ ‏واحد‏ ‏من‏ ‏أسوأ‏ ‏النظم‏ ‏الديكتاتورية‏ ‏في‏ ‏العالم‏, ‏وأشدها‏ ‏قسوة‏ ‏ودموية‏. ‏ولاشك‏ ‏أيضا‏ ‏أن‏ ‏التخلي‏ ‏عنه‏, ‏وتخليص‏ ‏العراق‏, ‏والأمة‏ ‏العربية‏ ‏كلها‏, ‏منه‏ ‏هو‏ ‏إنجاز‏ ‏لا‏ ‏يمكن‏ ‏انكاره‏, ‏بعد‏ ‏أن‏ ‏أدي‏ ‏هذا‏ ‏النظام‏ ‏الي‏ ‏إذلال‏ ‏الشعب‏ ‏العراقي‏, ‏وتبديد‏ ‏ثرواته‏, ‏وقتل‏ ‏مئات‏ ‏الألوف‏ ‏من‏ ‏أبنائه‏, ‏فضلا‏ ‏عن‏ ‏الملايين‏ ‏الذين‏ ‏اضطروا‏ ‏للهجرة‏ ‏من‏ ‏بلدهم‏.‏

غير‏ ‏أن‏ ‏هذا‏ '‏الهدف‏' ‏للحرب‏ ‏علي‏ ‏العراق‏ ‏يثير‏ ‏عديدا‏ ‏من‏ ‏التحفظات‏ ‏والتساؤلات‏. ‏ولن‏ ‏نقول‏ ‏هنا‏ ‏أن‏ ‏الولايات‏ ‏المتحدة‏ ‏نفسها‏ ‏كانت‏ ‏في‏ ‏مقدمة‏ ‏من‏ ‏شجعوا‏ ‏هذا‏ ‏النظام‏ ‏الديكتاتوري‏, ‏وتعاملوا‏ ‏معه‏, ‏طالما‏ ‏كان‏ ‏يحقق‏ ‏أهدافها‏! ‏ولن‏ ‏نقول‏ ‏أننا‏ ‏نرفض‏ ‏التدخل‏ ‏الخارجي‏ ‏لتغيير‏ ‏النظام‏ ‏العراقي‏ ‏بالقوة‏, ‏وأن‏ ‏هذا‏ ‏فقط‏ ‏شأن‏ ‏الشعب‏ ‏العراقي‏, ‏ببساطة‏ ‏لأن‏ ‏الشعب‏ ‏العراقي‏ ‏المغلوب‏ ‏علي‏ ‏أمره‏, ‏لم‏ ‏يختر‏ ‏صدام‏ ‏حسين‏ ‏ليكون‏ ‏رئيسا‏ ‏له‏, ‏وهو‏ ‏كذلك‏ ‏لا‏ ‏يستطيع‏ ‏أن‏ ‏يغير‏ ‏صدام‏ ‏حسين‏ !‏

إن‏ ‏ما‏ ‏نقوله‏ ‏هنا‏ ‏أنه‏ ‏كان‏ ‏بالإمكان‏ ‏محاصرة‏ ‏النظام‏ ‏العراقي‏, ‏وعزله‏, ‏من‏ ‏خلال‏ ‏جهد‏ ‏دولي‏ -‏وأيضا‏ ‏عربي‏- ‏منظم‏ ‏ينزع‏ ‏عنه‏ ‏شرعيته‏ ‏الدولية‏ ‏والعربية‏ ‏ويسهم‏ ‏في‏ ‏ذبوله‏ ‏والقضاء‏ ‏عليه‏, ‏ونقول‏ ‏أيضا‏ ‏أنه‏ ‏كان‏ ‏يمكن‏ ‏التجاوب‏ ‏مع‏ ‏قوي‏ ‏المعارضة‏ ‏العراقية‏, ‏في‏ ‏خارج‏ ‏العراق‏ ‏وداخله‏, ‏علي‏ ‏نحو‏ ‏أكثر‏ ‏جدية‏ ‏وتنظيما‏, ‏بما‏ ‏يشكل‏ ‏بديلا‏ ‏وطنيا‏ ‏ديمقراطيا‏, ‏واضحا‏ ‏ومتبلورا‏ ‏للنظام‏ ‏العراقي‏ ‏يسهم‏ ‏في‏ ‏محاصرة‏ ‏النظام‏ ‏ونزع‏ ‏شرعيته‏ '‏العراقية‏'. ‏ونقول‏ ‏ثالثا‏ ‏أنه‏ ‏من‏ ‏الصعوبة‏ ‏بمكان‏ ‏اقناع‏ ‏الشعب‏ ‏العراقي‏ - ‏أيا‏ ‏كانت‏ ‏مشاعره‏ ‏الكارهة‏ ‏لصدام‏ ‏حسين‏ - ‏بأن‏ ‏تلك‏ ‏الجيوش‏ ‏الهائلة‏, ‏المدججة‏ ‏بأحدث‏ ‏الأسلحة‏ ‏وأشدها‏ ‏فتكا‏, ‏والتي‏ ‏تحصد‏ ‏في‏ ‏طريقها‏ ‏مئات‏ ‏المدنيين‏ ‏والأبرياء‏ -‏سيان‏ ‏بقصد‏ ‏أو‏ ‏بدون‏ ‏قصد‏- ‏إنما‏ ‏أتت‏ ‏لتحريره‏, ‏ولا‏ ‏تستهدف‏ ‏احتلال‏ ‏أرضه‏, ‏والاستيلاء‏ ‏علي‏ ‏ثرواته‏. ‏ويبدو‏ ‏هذا‏ ‏واضحا‏ ‏في‏ ‏إطار‏ ‏ثقافة‏ ‏وتقاليد‏ ‏تعلي‏ ‏من‏ ‏قيمة‏ '‏الاستقلال‏' ‏ورفض‏ ‏الاحتلال‏ ‏الأجنبي‏, ‏حتي‏ ‏وإن‏ ‏كان‏ ‏ذلك‏ - ‏ربما‏ - ‏علي‏ ‏حساب‏ ‏الحرية‏ ‏أو‏ ‏الديمقراطية‏ !‏

والآن‏, ‏لقد‏ ‏وقعت‏ ‏الواقعة‏, ‏وتكتب‏ ‏هذه‏ ‏السطور‏ ‏الآن‏ ‏وسط‏ ‏مناخ‏ ‏من‏ ‏الغضب‏ ‏والتشويش‏ ‏والإحباط‏ ‏يسود‏ ‏الجماهير‏ ‏العربية‏ ‏والإسلامية‏, ‏في‏ ‏مصر‏ ‏والعالم‏ ‏العربي‏ ‏والإسلامي‏, ‏علي‏ ‏نحو‏ ‏يصعب‏ ‏بشدة‏ ‏إيجاد‏ ‏مثيل‏ ‏له‏ ‏في‏ ‏تاريخنا‏ ‏الطويل‏ ‏كله‏, ‏وتطرح‏ ‏من‏ ‏التساؤلات‏ ‏والمخاوف‏ .. ‏ما‏ ‏يفوق‏ ‏بكثير‏ ‏الإجابات‏ ‏والحقائق‏ ! ‏وكل‏ ‏ما‏ ‏نعلمه‏ ‏الآن‏ ‏هو‏ ‏أن‏ ‏قوات‏ ‏التحالف‏ ‏الأمريكية‏ - ‏البريطانية‏, ‏وشركاءها‏, ‏سوف‏ ‏يفلحون‏ ‏غالبا‏ ‏في‏ ‏تحقيق‏ ‏هدفهم‏ ‏واحتلال‏ ‏العراق‏, ‏والقضاء‏ ‏علي‏ ‏النظام‏ ‏العراقي‏ .. ‏أما‏ ‏الأهم‏ ‏من‏ ‏ذلك‏, ‏والذي‏ ‏تحوطه‏ ‏عشرات‏ ‏الأسئلة‏ ‏والهواجس‏ ‏فهو‏ : ‏بأي‏ ‏ثمن‏ ‏سوف‏ ‏يتم‏ ‏هذا‏ ‏كله‏ ‏؟‏ ‏وأي‏ ‏نتائج‏ ‏بعيدة‏ ‏المدي‏ ‏سوف‏ ‏تترتب‏ ‏عليه‏ .. ‏تلك‏ ‏هي‏ ‏الأسئلة‏ ‏الصعبة‏ ‏التي‏ ‏ننتظر‏ ‏إجاباتها‏ !‏

منقووول للفائدة .
AlexaLaw

الموضوع الأصلي : الزلزال‏ ‏العراقي‏ !‏ الكاتب : AlexaLaw المصدر : منتديات عالم القانون
التوقيع
توقيع العضو : AlexaLaw
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.AlexaLaw.com
 

الزلزال‏ ‏العراقي‏ !‏

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

.:: مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ::.


      هام جداً: قوانين المساهمة في المواضيع. انقر هنا للمعاينة     
odessarab الكلمات الدلالية
odessarab رابط الموضوع
AlexaLaw bbcode BBCode
odessarab HTML HTML كود الموضوع
صلاحيات هذا المنتدى:

لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
عالم القانون :: منتدى AlexaLaw لعالم القانون :: فروع القانون العام :: القانون العام الخارجي (القانون الدولي العام)-
انتقل الى:  
الإسلامي العام | عالم القانون | عالم الكتاب و الثقافة العامه | التجاره و المال و الأعمال | البرامج و تكنولوجيا المعلومات | تطوير المواقع و المدونات | الترفيهي و الإداري العام

Powered by AlexaLaw.com ® Phpbb Version 2
Copyright © 2010
.:: جميع الحقوق محفوظه لمنتدى عالم القانون © ::.

.::جميع ما ينشر في المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأي القائمين عليه و إنما يعبر عن وجهة نظر كاتبه في حدود الديمقراطيه و حرية الرأي في التعبير ::.