الصورة المغلوطة للاسلام والمسلمين فى الاعلام الغربى وكيف نصححها

خالد الأصور

مجلة السياسة الدولية - العدد رقم 147 - يناير 2002


أدت أحداث 11 سبتمبر الماضى فى الولايات المتحدة الى تعميق الصورة السلبية والمشوهة لدى الغرب عن العرب والمسلمين ، حيث تمت صياغة نموذج نمطى ثابت ، يربط الارهاب بالمسلمين والعرب ، وقد أدت العمليات العنيفة المنسوبة للمسلمين الى بروز حملة عداء مباشر للاسلام فى أوربا والولايات المتحدة ، وأصبحت أغلبية البلدان العربية والاسلامية فى قائمة المناطق الخطيرة على الأمن الأوربى والأمريكى ، وظهر تيار قوى فى الغرب يصور الاسلام كعدو بديل عن الشيوعية.والمتتبع لوسائل الاعلام الغربية يلحظ مؤشرات خطيرة للعداء المتزايد ضد الاسلام والمسلمين والجاليات الاسلامية هناك ، وذلك إستناداً الى فهم مغلوط لدى بعض مفكرى الغرب للاسلام وتعاليمه ، كما يلاحظ أنه يتم تسليط الأضواء على بعض الممارسات الخاطئة لبعض المسلمين ورؤية الاسلام من خلالها.

ولاشك أن تصحيح صورة الاسلام فى الغرب يحتاج الى عمل دؤوب ومتواصل من المسلمين أنفسهم فى العالم الاسلامى وفى أوساط الجاليات الاسلامية هناك ، وذلك من خلال عملية شاملة ، تقوم على أساس إصلاح الأحوال وترتيب البيت من الداخل ، وتقوية آليات العمل الاسلامى ، الرسمى والشعبى ، المشترك ، من أجل الظهور أمام العالم بالمظهر اللائق بنا كأمة ذات رسالة وحضارة ، والعمل على اتخاذ المبادرات الفاعلة للتعريف بالاسلام والمفاهيم الاسلامية الصحيحة حول السلام والاخاء ورفض المفاهيم والمعتقدات الخاطئة التى تروج لحتمية الصراع بين الغرب والاسلام.

وبطبيعة الحال فإن عملية الاختراق الاعلامى للمجتمعات الغربية من جانب الاعلام العربيى والاسلامى ليست أمراً يسيراً ، وذلك فى ضوء ما تتمتع به هذه المجتمعات من وفرة إعلامية تجعلها غير مهتمة بمتابعة وسائل الاعلام الأخرى ، وهو ما يلقى مزيداً من المسئولية على الاعلام العربى والاسلامى الموجه للخارج ، بحيث يتعين قيام منظمات ومؤسسات متخصصة بمسئولية توجيه هذه الاعلام وتوفير التمويل اللازم والكوادر المتخصصة القادرة على القيام بدور فاعل ومؤثر.

منقووول للفائدة .
AlexaLaw