المشكلة القبرصية بين دواعى الاستراتيجية وضرورات الاقتصاد

خالد عبدالعظيم

مجلة السياسة الدولية ابريل 2002 - العدد رقم 148

شهدت المشكلة القبرصية خلال الأشهر الماضية تطورات هامة فى اتجاه التسوية ، وهى تطورات تهم بعض الدول العربية المطلة على البحر المتوسط لأنها وثيقة الصلة بميزان القوى الاقليمى.وتتمثل المشكلة فى أن جزيرة قبرص منذ استقلالها عن بريطانيا فى عام 1960 وهى تشهد صراعاً بين القبارصة اليونانيين الأرثوذكس والقبارصة الأتراك المسلمين ، ومما يزيد المشكلة تعقيداً أنها ترتبط بمصالح وتدخلات قوى كبرى دولية واقليمية مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوربى وروسيا ، بالاضافة الى كل من تركيا واليونان.

وقد التقى فى السادس عشر من يناير الماضى كل من الرئيس القبرصى جلافكوس كليريدس ورئيس جمهورية شمال قبرص التركية رؤوف دنكتاش ، وتقرر أن يعقد الجانبان ثلاثة اجتماعات أسبوعية حتى شهر يونية القادم لحسم المستقبل السياسى للجزيرة القبرصية.ويسعى القبارصة الأتراك الى تكريس انقسام الجزيرة الى كيانين منفصلين فى ظل اتحاد كونفيدرالى ، فى حين يهدف القبارصة اليونانيين الى توحيد الجزيرة ، ويصرون على أن تتم التسوية فى إطار دولى ترعاه الأمم المتحدة ، أما القبارصة الأتراك فيرفضون تدخل طرف ثالث وخاصة الأمم المتحدة ، لأن جميع قراراتها المتعلقة بالمشكلة القبرصية كانت لمصلحة القبارصة اليونانيين.

وتمثل كل من تركيا واليونان اللاعبين الرئيسيين فى المفاوضات القبرصية.وفى حين تتميز تركيا بتفوقها العسكرى الواضح ، فإن الدبلوماسية اليونانية استطاعت تكوين تأييد واضح لها داخل مؤسسات الاتحاد الأوربى ، ونجحت فى تمهيد الطريق أمام انضمام الجزء الجنوبى من قبرص الى الاتحاد الأوربى فى موعد أقصاه شهر يونية القادم.وقدطلب الاتحاد الأوربى من أنقرة السعى لحل المشكلة القبرصية كشرط أساسى لانضمامها للاتحاد الأوربى.وفى حين تدعم الولايات المتحدة الموقف التركى وترفض أى مساس بالقوة الاستراتيجية التركية ،فإن مصالح روسيا فى أن تكون السيادة على قبرص للقبارصة اليونانيين.وأيا ماكان الأمر فإن تطورات ملف قبرص الأخيرة هى تطورات هامة نحو تسوية المشكلة القبرصية ، وهى تطورات وثيقة الصلة بالاستقرار الاقليمى فى البحر المتوسط والشرق الأوسط

منقوووول للفائدة .
AlexaLaw