فرناندو أنريكو كاردوزو رئيس جمهورية البرازيل:
التعددية هى الأداة اللازمة المواجهة المشكلات الدولية الملحة

سوسن حسين


مجلة السياسة الدولية ابريل 2002 - العدد رقم 148

فرناندو أنريكو كاردوزو رئيس جمهورية البرازيل ، هو بطل الاصلاح الاقتصادى فى الجمهورية البرازيلية ، وقائد مسيرة طويلة من الكفاح ضد عدم المساوة والتفاوت الاقتصادى فى المجتمع البرازيلى ، حيث اعتبرت خطته الاصلاحية والنتائج الايجابية التى أسفرت عنها ، معجزة اقتصادية بجميع المقاييس.بدأ كاردوزو حياته كأستاذ فى جامعة ساولوبولو وشغل العديد من المناصب الأكاديمية.وفى عام 1988 أسس الحزب الاشتراكى الديمقراطى ، وفى عام 1992 تم تعيينه وزيراً للخارجية ، ثم تولى وزارة المالية عام 1993، الى أن تولى رئاسة البلاد منذ عام 1994.وللرئيس البرازيلى مؤلفات ودراسات عديدة ، تم ترجمة الكثير منها الى اللغات الأجنبية ، وتتناول جميعها مشكلات الدول النامية وسبل معالجتها ، وعلاقات العالم النامى بالعالم المتقدم.

ما هو موقف البرازيل من أحداث سبتمبر ونتائجها؟

لقد أدانت البرازيل هذه الأحداث بعبارات شديدة اللهجة ، وبادرت بتقديم اقتراح بأن ينظر لهذه القضية فى إطار جماعى ، فالتحدى الذى يمثله الارهاب هو أخطر تحدى نواجهه فى عصرنا هذا.


ما هى السياسة البرازيلية تجاه أزمة الشرق الأوسط ، وخاصة فى ضوء الأحداث الأخيرة؟

السياسة البرازيلية الخاصة بالشرق الأوسط قامت ولاتزال تقوم على أساس الالتزام بجهود إقرار السلام واحترام حقوق جميع شعوب المنطقة ، فنحن نولى إهتماماً كبيراً لمبدأ التسامح والتعايش السلمى بين الشعوب.


لقد قمتم بتحقيق تقدم رائع فى تجربة الاصلاح الاقتصادى بالبرازيل..هل تشعرون بالارتياح لما تحقق؟ وماهى المشكلات التى صادفتكم؟

بالطبع أشعر بالارتياح ، لأننا سلكنا الطريق السليم ، واستطعنا القيام بتغييرات هامة ، كان لها تأثير ايجابى على الشعب البرازيلى فى كافة المجالات ، ووقد قابلتنا العديد من المشكلات خلال عملية الاصلاح ، ولكن أصعب هذه المشكلات كان الحصول على المساندة والتأييد لمثل هذا التغيير.


فيما يتعلق بالحوار بين الشمال والجنوب .. ما هو تقييمكم للتقدم الذى أحرزته مجموعة الـ 15 وهل اقتربت هذه المجموعة من تحقيق أهدافها؟

منذ أن بدأت هذه المجموعة عام 1989 ، استطاعت أن تكون بمثابة ساحة هامة بالنسبة للدول النامية ، للمناقشة والتنسيق السياسى ، وساعدت على تطوير المناقشات حول القضايا الاقتصادية التى تهم الدول النامية بصورة كبيرة ، كما كانت أداة مفيدة فى الجهود المبذولة لتدعيم التعاون التكنولوجى بين الأعضاء.


التعاون الاقتصادى بين مصر والبرازيل مازال محدوداً.. كيف ترون مستقبل هذا التعاون ، وما هى سبل دفعه للأمام؟

علاقات مصر والبرازيل طيبة وحميمة ، نظراً لكونهما دولتين ناميتين تؤمنان بقيم مشتركة ولديهما مصالح مشتركة ، ومصر هى أهم شريك تجارى للبرازيل فى منطقة الشرق الأوسط ، وهناك امكانات ضخمة لتنمية العلاقات بين البلدين.ونحن نعمل على تدعيم التعاون والحوار الثنائى وتبادل وجهات النظر حول القضايا التى تهم البلدين على المستوى الدولى.


كيف ترون مستقبل العالم بعد أحداث 11 سبتمبر؟

من المجازفة أن نتنبأ بأى شىء الآن.فالأحداث مازالت تتوالى وتطفو على السطح ، وما حدث فى 11 سبتمبر هو حدث بالغ الضخامة ، سوف تكون له آثار وتداعيات عديدة.هناك اتجاه واحد شبه مؤكد هو مزيد من الاهتمام بقضية الأمن الدولى ، ولكن هذا لايعنى إغفال قضايا أخرى هامة مثل تعميق روح التسامح والحوار بين الحضارات ، والقبول بالرأى الآخر والتعددية ، فهذا هو السبيل لمواجهة المشكلات الدولية الملحة

منقوووول للفائدة .
AlexaLaw