الخليج وأحداث الحادي عشر من سبتمبر

د‏.‏ صلاح سالم زرنوقة

مجلة السياسة الدولية ابريل 2002 - العدد رقم 148

بحكم أهميتها الاستراتيجية وخصوصية وضعها في حسابات السياسة العالمية كانت منطقة الخليج الأكثر تأثرا من بين مناطق العالم بأحداث الحادي عشر من سبتمبر وربما الأكثر تفاعلا في هذه الأحداث وتداعياتها‏.‏ فهي جزء من العالم بطبيعة الحال الذي تأثر بهذه الأحداث‏,‏ ثم هي جزء من العالم العربي والإسلامي والذي أصبح محل اتهام من جانب الغرب‏,‏ ثم إنها مصدر أساسي للنفط‏,‏ وأخيرا هي تضم عددا من القوي الاقليمية‏ -‏ السعودية‏,‏ العراق‏,‏ إيران‏ -‏ التي احتلت مواقع متباينة في قائمة الدول التي لها علاقة مباشرة بالارهاب من المنظور الأمريكي‏.‏

منذ بداية الحملة العسكرية علي أفغانستان كان إقليم الخليج مستهدفا ضمن هذه الحملة‏,‏ وذلك لقطع الطريق علي بعض القوي إزاء تواجدها أو نفوذها في وسط آسيا‏.‏ كذك كان الخليج مسرحا لتحقيق الرغبة الأمريكية في تثبيت زعامتها علي العالم كما كان مسرحها عند الإعلان عن هذه الزعامة أو ميلادها‏.‏ هذا فضلا عن كونه جزءا من العالم العربي والإسلامي الذي استهدفته الحملة الإعلامية الأمريكية الغربية بشكل غير مسبوق‏.‏ ويزعم البعض أن أحد أهداف هذه الحملة هو استكمال إعادة صياغة النظام الاقليمي الشرق أوسطي وانطلاقا من الخليج‏,‏ كما يضيف البعض الآخر أن محاربة الأصولية الإسلامية من خلال دور إسرائيلي انطلاقا من الخليج‏.‏

وجاءت تداعيات الحادي عشر من سبتمبر علي مجلس التعاون الخليجي مختلفة فثمة تداعيات أمنية سوف تعاني منها دول المجلس لفترة غير قصيرة والتي جاءت علي خلفية اتهام الجمعيات الخيرية بتمويل الارهاب وضرورة اتخاذ مواقف دول المجلس من الارهاب واضحا في رفضه القاطع‏,‏ وقد تمخض هذا الموقف عن مجموعة من الخطوات العملية التي تمثلت في التعاون المالي والاستخباراتي مع الولايات المتحدة الأمريكية‏.‏

أيضا كانت التداعيات الاقتصادية للأحداث علي دول المجلس كثيرة ومتعددة فمن جانب خسرت هذه الدول مبالغ طائلة بسبب انخفاض قيمة الأسهم الأمريكية وخسرت في مجال البورصات التي شهدت تراجعا مخيفا‏,‏ ثم في مجال الاستثمارات سواء الاستثمارات الخليجية في الولايات المتحدة أو الاستثمارات الأجنبية في الخليج‏.‏

لكن الخسارة الأكبر جاءت من انخفاض أسعار البترول وما ترتب عليها من أزمات في منظمة الأوبك قد تؤدي إلي انفجار حرب أسعار من شأنها أن تخفض أسعار النفط لفترات طويلة قادمة‏.‏

ولعل توتر العلاقات بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية واحتمالات انعكاسه علي المصالح الاستراتيجية للطرفين‏,‏ وتصنيف كل من إيران والعراق ضمن محور الشر ومحاولات تطويق إيران والتفكير الجدي في توجيه ضربة عسكرية للعراق وتغيير النظام العراقي تعد أهم التداعيات التي يمكن أن يكون لها تأثير واضح علي مستقبل الخليج عموما‏.

منقوووول للفائدة .
AlexaLaw